الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالسني الفصيح

مهند صلاحات

2006 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بناء على التربية الإنسانية السليمة، فإننا قد تعودنا أن التطرف، والتحيز المذهبي، وإلغاء رأي الأخر، وسلبه حقه بالتعبير، هي ظواهر مرضية، وسواء كنا علمانيون أو مسلمون أو مسيحيون، ندرك أن هذه خطوط عريضة بالقواعد الإنسانية، حتى نستطيع على الأقل أن نعيش خليط اجتماعي سياسي فكري ديني في "حارة واحدة" أو "ضيعة وحدة".
وهذا حقيقة ما لم نعتده لبنانياً، ولن نعتاده، وخاصة في ظل التوتر دائم الهيجان في الشارع، والقيادة، اللبنانية، وبعد عودة رموز الحرب إلى الساحة السياسية.
التقسيمة الطائفية اللبنانية غريب جداً، فهي تقسيمة سياسية تحت مسمى طائفي، والغريب أن التعددية السياسية في الطابع العام للمجتمع المدني هي ظاهرة صحية، بعكس الظاهرة الطائفية، إلا أن لبنان هذه المرة أيضاً يشذ عن القاعدة، وخاصة بعد اغتيال "كُليّب" اللبنانيين "السنّة"، وتحالف القبائل الأمريكية، الأوروبية، والسنّية اللبنانية (حلفاء سوريا سابقاً)، والحزب الجنبلاطي الاشتراكي (الذي حرق العلم اللبناني أكثر من مرة ورفع مكانه العلم السوري في الحرب الأهلية)، والجعاجعة الجدد بعد عودة حكيمهم الذي اغتال رئيس الوزراء "السنّي السابق" ليثأروا لدم "كُليّب" اللبنانيين "السنّة".
سنّة لبنان اليوم يقفون صفوفاً خلف زعيمهم –غير التاريخي- بعد أن تبدلت رموز السياسة السنّية التقليدية من سوريا إلى السعودية، يحملون المصاحف على رؤوس الرماح للثأر لدم الحريري من سوريا، مطالبين ضمناً بدم "كُليّب" اللبنانيين، رفيق الحريري من السوريين، ليس لأنهم أمسكوا بالقاتل واعترف بسوريته، وإنما بناء على فتوى "سعودية أمريكية" بأن القتل سوري، ولا يجب أن يكون إلا سورياً حتى لو قتله عابر سبيل، أو عابرة سرير، والعلم عند الله".
سنّة لبنان اليوم، وبعد هزيمة إسرائيل التاريخية في لبنان، وجدوا أنفسهم قد تهمشوا، وخاصة بعد تبدل الأحلاف، والتنقل من الحضن السوري، إلى الحضن السعودي، وانقلاب ميزان القوى السياسية في لبنان، قبل وبعد، مقتل زعيمهم الحريري، فأعادوا قراءة الخارطة السياسية من جديد، متمسكين بالقاعدة السنية التاريخية إياها "السني دوماً يمتلك الحقيقة المطلقة"، معيدين قراءة القرآن على أساس أن (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) أيضاً خاضعة للقراءة السياسية، لتصبح (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتتقاسموا) .......،
المشكلة التي يواجهها لبنان الآن، بسنّته، وشيعته، وموارنته، ودروزه، وعلمانيوه، بأن الحديث، والاتفاقات الموقعة، والتوافقات، والمصالح، وغيرها تجري باللغة العربية، وبما أن لبنان يعاني من أزمة في اللغة العربية، فإن أشخاصاً مثل جعجع طوال عمره يقرأ أجندة فرنسية أو أمريكية، وسعد الحريري خريج المدرسة السياسية السعودية بنظامها البريطاني الأمريكي، كيف سيفهمون "الحوار العربي" ؟
والمشكلة الأكبر أن سنّة لبنان مجتمعون حول جعجع، يرون فيه الزير سالم الذي سيثأر لهم لدم (كليب لبنان). ناسين أو متناسين دم رشيد كرامي رئيس الحكومة السابق كي لا يتهموا بالطائفية.
الغريب فعلاً أن هنالك فرق بين الدم السنّي، والدم السنّي، بحسب المقياس السنّي السعودي، أو التقسيمة الأمريكية، للسنّة، وسنّة السنّة، والسنّة المتشيعون، والشيعة المتسننون، والدروز المتأمركون، والدروز الوطنيون، والموارنة العلمانيون، والموارنة الأصوليون.
في سنة 1999، أي قبل تحرير جنوب لبنان بعام؛ على أيدي رجال المقاومة الإسلامية اللبنانية، زار "المطران صفير" جنوب لبنان، وصلى على "شهداء" قوات لحد الذين سقطوا على أيدي رجال المقاومة الإسلامية، ضارباً بعرض الحائط كل قيم الوحدة الوطنية اللبنانية، واضعاً قيمه الطائفية المارونية فوق أي اعتبار لبناني وطني. بينما بعد التحرير وتخلي إسرائيل عن عملائها من قوات لحد الذين "استشهدوا" دفاعاً عنها، قدم حزب الله أسرى لحد إلى القضاء اللبناني على اعتبار أن لبنان وطن الجميع، والقضاء اللبناني فوق الجميع أيضاً وفوق الطوائف ، وبعد تدخلات لدى القضاء اللبناني من صفير وجماعته، تم الإفراج عن عدد من عملاء لحد، وتخفيف الأحكام بحق الآخرين.
بينما بعد خروج حزب الله من الحرب مع "إسرائيل" تكاتف سنّة لبنان بقيادة سعد الحريري (الذي طرد أخيه، وزوجة أبيه من لبنان أيضاً من أجل المحاصصة المالية بتركة الحريري) وجزء من دروز لبنان تحت قيادة الجنرال جنبلاط، وجزء من الموارنة تحت لواء صفير، من أجل نزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية بدعوى أنها مقاومة "طائفية".
من صلى على قتلى لحد "العملاء" ليس طائفياً، بينما من قاتل إسرائيل هو الطائفي.
متى سيفهم أخوتنا اللبنانيين "السنّة"، وليس "السنّة " اللبنانيين، أنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، وتعيدوا بناء بلدكم، وليس (خلقناكم شعوباً وقبائل لتتذابحوا)، وتحرقوا بلدكم، من أجل عيون سعودية، وأمريكية، و و و ...
وهل ما زال في لبنان من يفكر بالصلاة، أو حتى بزيارة قبر "رشيد كرامي" رئيس الحكومة السابق، والقائد السني التاريخي كما صلى "صفير" على قتلى لحد ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح