الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2006 / 12 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قبل أسابيع، أجتمع في مدينة نيويورك أكثر من 100 أمرأة مسلمة مرموقة من مختلف دول العالم، كان الهدف من ذلك الأجتماع دراسة أوضاع المرأة المسلمة، وعرض الصورة الحقيقية للأسلام أمام الغرب، وتبيان بأن الأسلام دين سلام وليس دين أرهاب، دين يشرع حقوق المرأه ولايظلمها.

أتفقت المجتمعات على تكوين جمعية نسائية عالمية لتفسير القرآن، وباشرت جمعية ترقية المرأة المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية بجمع الأموال لمساعدة النساء الراغبات في دراسة الشريعة الأسلامية، خلال وعقب هذا الأجتماع، ظهرت انتقادات حادة للرجل المسلم محملة أياه أضطهاد المرأة، فمثلاً تقول رئيسة منظمة الأخوات المسلمات الماليزية بأن الرجل فسر القرآن وأستنبط أحكام الشريعة وماعلى النساء إلا الطاعة والقبول، وتقول أيضاً بأن ديننا الأسلامي تقدمى ولكن رجالنا غير ذلك، وقرأت مقالاً لأحدى الكاتبات تقول فيه بأن الرجال صنفان، صنف واضح ضد حقوق المرأة، وصنف يتظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة ولكنه يضطهدها في بيته، فالثاني أكثر ظلماً وخطراً من الأول.

حسب ما أعتقد، تفسير المرأة للقرآن لن ولن يساويها بالرجل من حيث الحقوق والواجبات، قد يكون ذلك أحد المداخل لمنظومة متكاملة ومتشعبة وواسعة من الحوزات العلمية والجامعات والمدارس الدينية، والمساجد والحسينيات، وجيش هائل من المجتهدين وحجج الأسلام وآيات الله، والمفتين والشيوخ والمبلغين وأتباعهم معممين وغير معممين، فلكل مذهب ثقافته الدينية التي تأصلت وتجذرت عبر القرون، يتبع ويطيع هذه المذاهب الرجال والنساء على حد سواء، فلا يوجد مذهب مقتصرعلى النساء وآخر للرجال.

ثقافتنا الموروثة والمتداولة لقرون بين الرجال والنساء تحط من كرامة المرأه وأن كان بعضها حق يراد به باطل، كالقول بأن المرأة ناقصة عقل ودين، والمرأة تحيض والرجل لايحيض، وتفسير بعض الآيات القرأنية لصالح الرجل، كآيات 282 سورة البقرة (واستشهدوا شاهدين من رجالكم فأن لم يكونا رجلين، فرجل وأمرأتان...)، وآية 34 من سورة النساء (الرجال قوامون على النساء... واهجروهن في المضاجع، وأضربوهن....).

توجد مدارس مختلفة لتفسير القرأن، غالبيتها يهتم بالمعنى الظاهر للآية وكأنها آية مستقلة عن الآيات السابقة والاحقة ولا تعير أهمية للزمان والمكان ، وعلى النقيض من المدارس السابقة، برزت للوجود مدارس حديثة قليلة جداً تعتمد في تفسيرها على المواثيق الدولية التي تقر حقوق المرأة والأنسان بدون المساس بجوهر الشريعة، ولنا خير مثال على ذلك الشيخ المتنور والديمقراطي ضياء الشكرجي، فدعوته وأمثاله كقطرة ماء عذب في مياه مالحة.

عبر العصور، لم يسمح الرجل للمرأة أو يعطيها دوراً مهماً في معظم الأديان السماوية، قد أكون مخطئاً، فمثلا لا يوجد بين 124 ألف نبي ورسول أمرأة واحدة، ولاتوجد أمرأة كاردينال او قس في المذهب الكاثوليكي، ولم أسمع بأمرأة حاخام في اليهودية، أو أمرأة مجتهدة أو حجة الأسلام أو آية الله في المذهب الشيعي، أو مفتي أو شيخ أو أمام في المذهب السني، فهل يوجد تبرير لذلك؟ لا نريد أن نسمع التبريرات المذكورة سابقاً، أو القول بأن المرأة خلقت للأنجاب وتربية الأطفال وليس لديها الوقت الكافي للتبليغ والأرشاد الديني، يتسائل المفكر الأسلامي ضياء الشكرجي : ( لماذا كان الرجل دائما هو صاحب التأثير الأكبر والأبلغ في الحياة الأجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والعسكرية والدينية طول التاريخ بأستثناء حالات نادرة؟ فالأنبياء والأئمة.... ورؤساء وعصابات المخدرات كل هؤلاء من المؤثرين في حياة وتاريخ الأنسان على جميع الأصعدة إيجاباَ وسلباً كانوا على الأعم الأغلب من الرجال، وقلة كن من النساء )، لم يذكر الأخ الشكرجي أسماء النسوة القلة من الأنبياء والأئمة ولماذا لم تحظى أمرأة واحدة بهذا الشرف.

لابد أن تكون هناك ثقافة بديلة للثقافة الموروثة، ثقافة مدنية شعبية ودينية، ثقافة المساواة بين الجنسين، يساهم في بنائها كل من المرأه والرجل، محورها ومحركها الرئيسي المرأة، المطلوب من النسوة الناشطات قي حقوق الأنسان و المرأة تكوين لوبي ضاغط في الشارع، وفي المجالس النيابية لتشريع القوانين المذصفة لها والضغط على المؤسسات التنفيذية لتفعيلها.

لن تترسخ ثقافة مساواة المرأة بالرجل بين ليلة وضحاها، بل تحتاج الى تحولات أقتصادية وأجتماعية تكون قناعات لدى الرجل بضرورة واهمية مساواة المرأة به أقتصادياً وأسرياً وتعليمياً، وخير دليل علىالثقافة الغربية التي ترسخت بعد مرور عدة قرون تم خلالها فك أرتباط الدولة عن الكنيسة وتطور وسائل وعلاقات الأنتاج، ومع ذلك لا زال التمييز ضد المرأة ظاهراً وأحياناً مبطناً كالتمييز في الأجور والتعيين في الشركات والمؤسسات الخاصة وتعرضها للعنف الأسري والأغتصاب.

تتحق أحلام المرأة بالمساواة عن طريق ثقافة جديدة، يساهم في صنعها كلا الجنسين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والدينية، فلازالت مجتمعاتنا في بداية الطريق، لذلك أتفق مع الأخ ضياء الشكرجي عندما يقول: ( لعله يمكن القول أن العالم لم يبدأ بعد عصر المساواة، بل هو لما يزل في مخاض ولادة لعصر المساواة بين المرأة والرجل ).
10-12-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي