الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإتحاد الأوروبي عُنْفي
شابا أيوب شابا
2024 / 6 / 8مواضيع وابحاث سياسية
نشرت جريدة الشيوعي(*) في عددها السادس الصادر في بداية يونيو/حزيران الجاري مقالاً بقلم رئيس التحرير بعنوان:
الاتحاد الأوروبي عُنفي
الجميع متفقون حالياً على إدانة محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو. لم تكن هذه المحاولة هجوماً على شخص أو سياسي فحسب، بل على الديمقراطية نفسها. وبالطبع هذا صحيح تماما - وربما أكثر صِدقاً مما يدركه أولئك الذين يقولون ذلك.
فيكو هو اشتراكي ديمقراطي وللمرة الثالثة رئيس الوزراء لدولة سلوفاكيا العضو في الاتحاد الأوروبي، والنصف الشرقي مما كان يسمى سابقاً تشيكوسلوفاكيا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، مَيّزَ نفسه بالنأي بنفسه عن سياسة الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، نجحَ في جعل سلوفاكيا تتماشى مع جارتها المَجر (وهي أيضاً عضو في الاتحاد الأوروبي) وجارتها صربيا (غير عضو في الاتحاد الأوروبي). وجميعهم يريدون إقامة علاقة جيدة مع روسيا وإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما يعارضون توسيع مساعدات الأسلحة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لنظام كييف.
وهذا بالطبع جلبَ لهم انتقادات من بروكسل، وخاصة الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي.
لم تدعو بروكسل بشكل مباشر إلى العنف، ولكن هناك مُواطن سلوفاكي، يُزعَمْ أنه رجل مُسِن، أدركَ موقف رئيس الوزراء، وتصرّفَ وفقاً لإدراكه.
وتقول دعاية الاتحاد الأوروبي إن عضوية الاتحاد الأوروبي هي طوعية وأن الدول تصطف في طوابير للانضمام إليها. في الواقع لم يتم سؤال أيٌّ من سكان دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية الستة الأصلية أبداً، وعندما سُئل النرويجيون وأجابوا بالنفي، كانت النرويج مع ذلك خاضعة لإملاءات بروكسل من خلال " تعاون" المنطقة الاقتصادية الأوروبية. وعلى نحو مماثل، وعلى الرغم من رفض الناخبين الدنماركيين المتكرر لليورو، إلا أن الكرونة الدانمركية مرتبطة به من خلال سياسة سعر صرف ثابت.
الحرب في أوكرانيا
تعود جذور الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى حقيقة مفادها أن الحكومة الدستورية في البلاد كانت في شك من الاتحاد الأوروبي وفَضّلتْ تطوير علاقة أكثر إيجابية مع روسيا. اقترح الشيوعيون الأوكرانيون إجراء استفتاء بهذا الخصوص، لكن تم منعه.
أطاحت القوات الصِدَامية الفاشية بالرئيس المُنتخبْ وقامت بتشكيل حكومة انقلابية كان أول إجراء قامت به هو حظر الحزب الشيوعي. ولم يَعُدْ هناك حديث عن الاستفتاء، بل كان هناك المزيد من الحديث عن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. وأدى ذلك إلى تقسيم البلاد، وانتهى الأمر إلى الحرب الدائرة الآن.
والمُفارقة المُحزنة هي أنه بعد الانقلاب، كان بوسع الاتحاد الأوروبي أن يحصل على الجزء الأوسط والغربي من أوكرانيا، لكنه كان يريد أيضاً المناطق الصناعية في دونباس. وطُلِبَ من السكان المترددين أن يمتثلوا، تماماً مثل النرويجيين.
هل الاتحاد الأوروبي ديمقراطي؟
ولكن مهلاً، إن الاتحاد الأوروبي مبني على الديمقراطية والطواعية ولا يشن حروب غزوات. و هذا على الأقل ما قِيلَ لنا. يبدو الأمر أجوفْ بعض الشيء عندما يتحدث الرئيس الفرنسي عن قوات للاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.
وبوسعنا أن نرى مدى "ديمقراطية" الاتحاد الأوروبي من خلال الجهود الحثيثة التي نجحت بها السلطات الدنماركية في منع وصول المُعارضين للاتحاد الأوروبي إلى البرلمان.
إن الاتحاد الأوروبي ليس ديمقراطياً ولا طوعياً، بل هو تجمّعاً عُنفياً. ونحن نرى ذلك من خلال ما يجري في أوكرانيا. لقد رأينا ذلك للتو في سلوفاكيا.
(*) جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي
ترجمة: د. شابا أيوب
٧ يونيو/حزيران ٢٠٢٤
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. زيلينسكي لـCNN: بوتين لن يوقف الحرب لأنه -خائف-
.. نتنياهو: الوضع في الشمال يحتاج إلى تغيير في موازين القوى وسن
.. صباح العربية | تمارين فعالة للحفاظ على صحة الركبة وتعزيز مرو
.. من هو المشتبه به في إطلاق النار على ترمب؟
.. بايدن وهاريس: مرتاحان بعد التأكد من سلامة ترمب