الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زياد الرحباني .. أبعد الذبابة عن وجهك

أنيس يحيى

2006 / 12 / 13
الادب والفن


لقد إعتدنا منذ فترة على قراءة مقالة بعد أخرى لزياد الرحباني ، وكنا نُقبل على هذه المقالات بكثير من اللهفة والحماسة ؛ فزياد الرحباني اسم متميز في عالمنا ، وقلما حظي مبدع آخر بمثل ما حظي به زياد الرحباني من الاعجاب والمحبة .
إلا ان ما لفتنا أخيراً هو أن مقالات زياد كادت تُصبح رتيبة ومملة رغم ما يُضيفه إليها من التفكّه والدعابة . فهو منذ البداية يحمل بشدة على فريق من الفريقين المتصارعين في لبنان ؛ فريق 14 آذار . كنا نؤيده فيما يقول ، ونستمتع باسلوبه الذي يؤكد أن الكاتب فنان مبدع ؛ فجماعة 14 آذار لديها الكثير من المساقط السياسية . وفيها من الرموز القابلة بشدة للانتقاد . غير أن ما أثار عندنا شيئاً من الاستغراب هو حرماننا مقالة واحدة عن الفريق الآخر في لبنان ، وقد يصح تسميته بـ 8 آذار . حتى بتنا نعتقد أن زياد الرحباني هو أحد مكونات هذا الفريق الذي لديه ما يكفي بدوره من المساقط الأساسية التي يمكن لأي كاتب أن يلمحها ، ومن ثم يشير إليها .
إن خلفية زياد الرحباني الثقافية لا تسمح أن يكون من عداد هذا الفريق ؛ فلا مكان للماركسي والعلماني بين المتدينيين الذين يستظلون الغيب . ألا تستأهل من زياد الرحباني مقالة واحدة عما قيل عنه " نصر إلهي " ؟ ألا يجد زياد الرحباني مادة فنية تستدعي الكتابة عنها في بعض شخصيات 8 آذار ؟ أليس وئام وهاب وعلي عمار وناصر قنديل شخصيات تصلح للكتابة الفنية ؟ هل شخصية زكريا في مسرحية " بالنسبة لبكرا شو " ، وشخصية رشيد في مسرحية " فيلم أميركي طويل " أكثر جاذبية من شخصية ايلي الفرزلي ؟
سأبتعد عن التهكّم وعن الدعابة رغم ما فيهما من رمزية ، فالموضوع يستأهل الجدية الكاملة .
يستطيع زياد الرحباني القول بسهولة أن مقاومة اسرائيل ، والوقوف في وجه الهجمة الأميركية ، ومَن معها من دول الغرب ، على منطقة الشرق الأوسط ، تبقى الأولوية . وهذا هو موقف الحزب الشيوعي اللبناني في النهاية . إن كلاماً من هذا النوع هو جدّي وموضوعي ؛ فاسرائيل لم تقم إلا على مآسي وعذابات الفلسطينيين ، وأميركا عجزتْ عن إخفاء الوحش بداخلها ؛ فأنيابها ظاهرة دائماً . إلا أن هذا الكلام يحمل إتهاماً ضمنياً لكل مَن يحذّر من تفشّي الايديولوجيات الدينية في المجتمع اللبناني ، بالتواطىء مع اسرائيل ، ومع كل مشاريع الهيمنة ؛ وكأن مقاومة اسرائيل لا تتم وتُستكمل إلا بالتجزئة ، وبالفرقة بين مكونات المجتمع اللبناني ، حتى بات من السهل في لبنان إتهام طائفة ما بالخيانة ، أو إضفاء صفة المقاومة على مذهب ما .
لماذا يساهم زياد الرحباني في حرمان المؤمنين بالمجتمع المدني ، وكل الذين نجحوا في الخروج من قواقعهم الطائفية والمذهبية ، خياراً ثالثاً ، ألا وهو خيار الدولة التي لا تضيف صفة زائدة على المواطنة الكاملة ؟
لماذا يتساهل زياد الرحباني في نقل أسباب القوة من الدولة الجامعة إلى مجموعة أو أكثر من اللبنانيين ؟
لماذا لا يكتب زياد الرحباني عن الأسباب المعيقة لقيام دولة كاملة الحقوق ؟
لماذا يصرّ زياد الرحباني مع مَن يمثّل ، على الخيارات العرجاء ؟
لماذا لا يشكّل زياد الرحباني مع مَن يمثّل ، النواة التي يلتف حولها أصحاب الأفكار والقناعات الذين دفنوا الماضي في المكان الذي يستحق ؟
لماذا ما زال زياد الرحباني غير مقتنع بأن العلمانيين ، ودعاة المجتمع اللبناني ليسوا على قلة في لبنان رغم إفتقارهم إلى سند يتكئون عليه ؟
بالنهاية .. يبقى زياد الرحباني مَعلماً على الدرب . لكن قليل من المراجعة قد تكون ضرورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد