الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
على القوى الايديلوجيه ان تعلن هزيمتها/2
عبدالامير الركابي
2024 / 6 / 24مواضيع وابحاث سياسية
ثمة شبه يجمع حال القوى الايديلوجية بالانظمة العربية، وبالذات منها تلك التي كانت محورية وفي موقع الصدارة "الحداثية الموهومة"، فالتردي والانحطاطية بمظهرها الانغلاقي المنعدم المبادرة او الابتكار في مجالها، منسحب على الاثنين، ماياخذنا للتحري عن وحدة المصدر التي اليها تؤول الظاهرتان باعتبارهما وحدة تاريخيه، بغض النظر عن الاختلافات الجزئية التفصيلية، فالمعسكران ينتهيان عند ذات النزوع للتشبه بالغرب وحداثته، مع اختلاف الوسائل والمواقع ضمن اللوحة العامة ذاتها، وثمة نظم تتحول الى حركات وتيارات غير حاكمه وطامحه لان تعتلي مرة اخرى سدة الزعامه والقرار، وبالاجمال فان التيارات غير الحاكمه يبقى لها مجالها ومحل ممارستها لدورها بحسب الظروف، وفي المدى المتاح وان احتفظ البعض منها، او بعض الافراد داخل صفوفها بعلاقات خاصة مع الانظمة والحكومات التي ترى فيها مايجيز العلاقة بها، ويمكن ان ياتي بالنفع لاجمالي عملها، ولها شخصيا.
وعلى مستوى الافتراض فان القوى المشار اليها معنية بان تقف في الخانة او الموقع المنحاز الى " الجماهير"،والى "الشعب" بما يخص شؤونه الانية المعاشة، او اماله واحلامه المفترضة، وهو ماقد تراجعت الى ابعد حد مظاهر الفعالية الدالة عليه، فليس للجماهير والمجتمعات العربية اليوم " قيادة" واقعا او افتراضا، يمكن ان تستمع لها، او تحرص على الاصغاء لمواقفها ورؤاها بما خص اي من القضايا الحياتيه والمبدئية، ويكاد هذا الجانب يختفي كليا كممارسه او تقليد كان له في يوم من الايام وقع واثر. بالمقابل ورغم ماهو حاصل على هذا الصعيد، فان القوى الجاري ذكرها لم يلفت انتباهها واقع الانفصال بينها وبين محيطها المفترض، فضلا عن ان نتلمس شيئا من ردة الفعل تصدر عنها وتؤشر على الحال المشار اليه بحثا عن اسبابه وسبل الخروج منه.
الانكى من ذلك، نكوص هذه القوى امام ظاهرة التعبير عن الذاتيه "عمليا" تلك التي صارت ملمة بالحركة الجماهيرية الشعبية، دافعة بها الى مايمكن تسميته استراتيج"الحركة الباحثة عن النطقية" وقد تجلت خلال مناسبات غير عادية وضخمه، سواء عام 2011 او اول تشرين 2019 في العراق وانتفاضته الغارقة في الدم، واماكن اخرى حيث "النطقية غائبه"، لابل ان افتراض غيابها هو احد محركاتها وماقد اوجبها، الاخطر من ذلك ماهو حاصل اخيرا منذ ثمانية اشهر الى اليوم، مع انبثاق الثورة الفلسطينيه المؤجلة انطلاقا من غزة بكل تفاصيل خصوصيته غير الناطقة هي الاخرى، وهو مالم يحظ الى الان باية بارقة تفاعل في مجال مصيري شديد الضرورة، وانقلابي شامل.
وكمثال مزر فان مايعرف ب " المؤتمر القومي العربي" عقد بداية شهر حزيران في 2 منه مؤتمرا له في بيروت، بدا مستفيدا فيه من مناسبة ابادة الغزاويين كي يلمع خطوته المنفصلة عن الحدث الفسطيني، او يتمتع بشيء من بركاته، من دون ان نسمع اية كلمه صادرة عن المؤتمر يمكن القول ان لها صله، او يمكن ان تمت الى واقع الثورة المحتدمه باية صلة يمكن ذكرها، اذا قصدنا مايتعلق برفدها اللازم والشديد الضرورة اليوم على مستوى النطقية غير المتيسرة ،والتي يمكن مع تيسرها، انقلاب المشهد كليا لصالح الثورة الغزية/ العربية في حال انطلاقه.
وبهذا وتكرارا تثبت هذه القوى معاداتها الفعلية لماتدعوه عروبة، باحالته القسرية الى منجز ونمطية غيره المنتهية الصلاحية، من دون اية محاولة باي درجة كانت، لتحر في احتمالات حضور الديناميات التاريخيه الذاتيه وتجددها الراهن بضوء الانقلاب الالي، العالمي والعربي وتمخضاته المواكبة المنتظرة، لا حصرية الانقلاب الغربي الذي تتعبده القوى المذكورة جهلا وكساحا تفكريا، تجلى ابتداء، وظل مستمرا الى اليوم بعد ثبات لاوجاهته، وبعده عن الواقع، وحقيقة المرحله التاريخيه، بما في ذلك تراجع وبدء انهيار الادعائية الغربية الاوربية وتوهميتها الحداثية المنقلبة اليوم الى الفاشية، بعد ماصارت تابعة لنمط مما يطلق عليه مجتمعية بلا تاريخ، "مفقس خارج الرحم التاريخي" رسالوي كاذب، وكياني فكرة، مضطر لان يتجلى امبراطوريا، وقد بلغ حدودا صار هو الاخر معها على مشارف الانهيار مشمولا بتازم تصوري وواقعي اقتصادي، يجبره بمناسبة غزة على الاسفار عن فاشية رسالويته المدعاة.
وكل هذا واكثر بكثير ـ اذا تجاوزنا على المصالح الشخصية والذاتيات ـ ومع شي ولو اقل من القليل من الحمية "العروبية"، يفترض ان يجعل هؤلاء الاتباعيون عملاء الانموذجية الغربية، لان يتوقفوا وان متاخرين ليعلنوا عن خراقه ولا وجاهة خيارهم بعد ان صار بلا مبرر، ولا ظهير مقنع يستند اليه، وقد تهاوت اسباب الرجحان النموذجي الغربي بما فيه الوريث من غير صنفه، الامريكي. فلو انهم بادروا وفعلوا المشار اليه، فلعلهم وقتها يستحقون شيئا ما من المقبولية التي لن ينالوها بعد اليوم، بالاخص مع احتمالية صعود التيار الذاتي التاريخي، وبد النطقية الكبرى الغائبة.
تصرف وحيد، وان كان متاخرا قد يخرج هذه القوى من دائرة ومعسكر العداءللارادة التاريخيه الذاتيه، ان تسارع الاعتراف بالقصوريه، وتضع نفسها ومالديها من امكانات وخبرة عملية تنظيميه واعلاميه في خدمة النواة، او منصة الانفتاح على الافق الانقلابي المتوقع، والذي يغدو اليوم واكثر فاكثر، اقرب الى الحضورذاتيا وعالميا، طارقا باب الانتقال من وطاة وغلبة الاسقاطية والجنوح للمتماهي الببغاوي مع الاخر على مدى يزيد على قرنين انصرما، ما من شانه ربما جعل هذه القوى بموقع يجنبها الادانه، مع مايمكن ان يبرر وضعها المرتهن لغلبه اشتراطات سادت العالم وقتها، ابان لحظة غرق المنطقة تحت طائلة مرحلة من الانقطاعية والانحطاطية الشاملة، وفي كل هذا لابد من الاقرار اللازم بان هذا الجزء من المعمورة، دخل منذ بضعة عقود، طوربداية الخروج من وطاة الانحطاط الذاتي التاريخي الاول، ومكمله الثاني المحكوم لغلبة الاخر ونموذجه ودينامياته الاعقالية التوهمية، مدعية النهضة الكبرى الانقلابيه النهائية، الامر المخالف للحقيقة، والاستعجالي الذاهب لتوهم ما ينطوي عليه الانقلاب الالي الحال على المعمورة وهو عند بداياته، وقبل ان يتسنى للعقل البشري التعرف بالاختبارعلى منطوياته، ومامكتوب ومنتظر حصوله بالارتكاز اليه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو يخطط للجبهة الثامنة.. من الهدف التالي لإسرائيل في ال
.. سودانية تستقبل ابنها العائد من جبهات القتال بالتكبير
.. فعاليات عدة للتضامن مع فلسطين في مانهايم الألمانية
.. تعرف على أبرز عمليات المقاومة عند حاجز النفق جنوب القدس
.. مصابة من غزة تودع زوجها الشهيد بعد قصف إسرائيلي طال منزلهما