الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأم والزوجة في اجمل لحظات كفاحها في -ماتريا
سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)
2024 / 7 / 5
الادب والفن
الأم والزوجة في اجمل لحظات كفاحها في "ماتريا"
فيلم ماتريا (الام الحاكمة) 𝑴𝑨𝑻𝑹𝑰𝑨، الإسباني، يعرض حاليا في صالات السينما في فرنسا، سيناريو وإخراج ألفارو كاكو Álvaro Gago يصور بورتريه لامرأة محفوفة بالمخاطر تكافح بمهارة حتى لا تضيع، وتقع في الفقر. فيلم واقعي واجتماعي جميل جدًا، مع أداء دقيق للممثلة الاستثنائية ماريا فازكيز.
تقع الاحداث في قرية الصيد كاليسين -لغة يتحدث بها سكان غاليسيا، وهي مرتبطة بالبرتغالية- في هذا فيلم نجد القلق في كل لقطة وفي كل مشهد. امرأة عادية تحاول فقط تغطية نفقات حياتها وحياة عائلتها.
يقدم المخرج أجواء واقعية للغاية، وجود عادي لامرأة وأم وزوجة تعيش في صراع، وخوف مستمر من نفاد الوقت والمال، والحب.
تعمل رامونا، 42 عامًا، في تنظيف أحد المصانع قبل وصول العمال عند الفجر. تنتقل بسرعة إلى المقهى لتنظيفه قبل حضور الزبائن، ثم تنتقل للعمل خلال النهار كبحارة، حيث تقوم بسحب الشباك أو رفع أكياس بلح البحر. وفي المساء، وبعد ساعات طويلة من العمل الشاق تلتقي بأبنتها البالغة من العمر 18 عامًا، وهي فتاة مستقلة تخشى أن تصبح مثل امها، لديها عشيق أكبر منها سنا. والتي أخبرتها أنها لن تأتي لتناول الطعام في اليوم التالي، وبعد كل هذا، كان عليها أن تأخذ زوجها، الذي يعود إلى المنزل في حالة سكر، إلى السرير.
ولكن عندما يخبرها صاحب عملها عن شراء شركة التنظيف التي تعمل بها، معلنًا أن عمال الصيانة سيتعين عليهم قبول تخفيض رواتبهم إلى النصف (حتى تتحسن الأمور ؟!)، تغضب وتتمرد رامونا ضد هذا الإذلال، يتم طردها على الفور. تبدأ في البحث عن اي اعمال صغيرة،
من اجل العيش بكرامة وضمان مستقبل ابنتها، وتزداد رامونا عصبية عندما تضطر إلى البحث عن وظائف أخرى، والزيارات إلى وكالة التوظيف نادرة، وتواجه العنف اللفظي من قبل الموظفيين..
ولهذا نراها تقبل العمل في وظائف غريبة وبوتيرة سريعة، من أجل تغطية نفقات العائلية المعاشية لا اكثر. يضع الكاتب والمخرج الإسباني البطلة في مواجهة تناقضاتها من حيث قبول وضعها وإمكانية تحررها. حتى الإرهاق، يظل الإيقاع متواترا وملحوظًا، والكاميرا لا تتخلى أبدًا عن الشخصية الرئيسية في كفاحها اليومي، شخصية أنثوية ذات قوة نادرة، ومؤثرة.
هذه العاملة ليس لديها وقت لتضيعه، ولا ثانية لنفسها، ومن الواضح أن لا أحد يلاحظ ذلك ممن هم حولها. وبالرغم إنها تعمل ساعات طويلة في اليوم ولكنها لا تحصل على عائد مالي يكفي للحصول على حياة انسانية حقيقية.
نرى مثل هذه النماذج النسائية في سينما المؤلف، مثل ماريون كوتيار في فيلم "يومان، ليلة واحدة" Deux jours, une nuit ومثل هايلي سكوايرز في فيلم "أنا، دانييل بليك" Moi Daniel Blake. إنهم يكافحون، أقوياء، ويرجع ذلك أساسًا إلى اضطرارهم إلى ذلك لأن لديهم أسرًا لإطعامها، وان البقاء على قيد الحياة ليس خيارًا. وتواصل رامونا القتال والصراخ، ولكن عندما تتوقف أخيرًا، يكون الأمر صادمًا تقريبًا. على الرغم من وضع رامونا الصعب إلا إنها واقعية، ليس لأن حياتها مرح ولهو ، ولكن لأنها لا تملك خيارات أخرى، ومع ذلك فهي تتمتع بروح الدعابة، ولا تفوت أي فرصة لاستخدام السخرية ضد الآخرين أو ضد نفسها. ومع ذلك، فهي تخون نفسها، إلى حد ما، عندما تشتكي من أن "الله كان لديه مشاكل في الرؤية" في خلق المكان الذي تعتبره منزلها، ومع هذا تبقى هناك على أي حال. إنها منشغلة بالعلاقة الرومانسية الشائكة لأبنتها، لكنها تستمر في العيش مع رجل لم تعد تحبه.
وتتخذ الخطوة الأولى بالتعرف على رجل أرمل لتجد معه بعض الحنان والحب.
بطولة ماريا فازكيز، سانتي بريكو، سريا لواثيس، و سوسانا سامبيدرو. التصوير السينمائي لوثيا شي بان، المونتاج ريكاردو سرايفا، الموسيقى باتريثيا كادافيرا ومارثيل باسكوال.
مدة الفيلم ساعة و 39 دقيقة.
سبق وان عُرض الفيلم في قسم البانوراما في مهرجان برلين الأخير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنانة الكبيرة نيللي لسة بنفس الانطلاق وخفة الدم .. فاجئتنا
.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي
.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح
.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة
.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ