الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حسين منه وهو من حسين
رياض قاسم حسن العلي
2024 / 7 / 16العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في البدء كانت كلمة، ثم تتابعت الكلمات، وما العالم إلا كلمة من الله، وتاريخ الإنسان هو تاريخ الكلمات.
ومنذ بدء الحسين وهو كلمة خالدة في ضمير كل حزين ومظلوم وثائر ومخذول وحائر في دروب التفكير، في قلب كل أم ثكلى وأب مفجوع، كلمة راسخة في مضامين الحرية والإنسانية ونبذ الذات. ، كلمة أصلها ثابت منذ البدء وفرعها يمتد إلى حيث يشاء الله، لا يفهمها إلا من كان ذا عقل رشيد ونفس صافية وروح خلاقة.
منذ بدء الحسين، والسماء تترقب المشهد العظيم، مشهد انتصار الدم على السيف ، انتصار الفكرة على المادة ، ما كان لهذا الدين أن ينهض من جديد لولا الدماء التي أُريقت في الطف، فالقوم يحركهم سرجون بخلفيات رأسمالية وعقائدية وأحقاد بدرية ، وبلاط يزيد كما سلفه نسخة نصرانية من قبيلة كلب وأشباهها، نصرانية بيزنطة وليست عقيدة يسوع الخالد، فالاحرار بعضهم يشبه بعض، ويسوع هو الذي راقب المشهد عن كثب، مشهد الذبيح الذي سينال المجد قرب الفرات.
بلاط بيزنطة الأموي قرر أن هذا اليوم يوم فرح وسرور، بتوافق مع جبابرة قريش، أصحاب الاستثمارات في الشام، وصاحب رأس المال يعبد من يحميه، شيطانه العتيد.
والله فتقويم موسى يختلف عن تقويم العرب في جزيرة العرب، هل يوجد عاشوراء في تقويم موسى، إن كان له تقويم، فموسى بريء من هذا التقويم كبراءة الذئب.
قوافل الصيف أسست ورسخت لقاعدة المصالح الاقتصادية العابرة للحدود والتي يكون فيها الإنسان مطحونًا ومسروقًا ومقتولًا.
منذ بدء الحسين كتب تاريخ الرفض والثورة ضد الظلم والطغيان والحكام الفاسدين. الحسين موجود في كل ثورة، قبل وبعد. ألم يقل الذي هو منه : " شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا" فكان هذا المشهد منذ بدء الكلمة يراه هو ومن كانت له حظوة عند الله، وعند أم سلمة الخبر اليقين، فهل أنصتوا لها كما أنصتوا لغيرها؟
كانوا يرون في رأسه رأس الذي هو منه، وهو كذلك، فدست حوافر الخيل على صدر النبي/الحسين ، "لله قلبُك وهو أغضبُ للهدى ما كان أصبرَه لهتك الدين ، لا مثلَ يومكم بعرصة كربلا ، في سالفات الدهر يَومُ شجون ، قد أرهفوا فيه لِجدكَ أنصلاً ، تركت وجوهَكم بلا عِرنين"
هو السر الذي كان يتردد في الأخبار والنصوص، فما سيحدث قد حدث في سالف الزمان بلا زمن، ورأه من رآه، فكان قريبًا جدًا، والحسن لما شعر بأن الأمر قد اقترب، سر لأخيه بهذا السر ، لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، رأس في حضن ورأس فوق التراب، كان المشهد حاضرًا في الأذهان والعقول والعيون، حتى تجسد أمام الجميع، وكيف يكون له مثيل وهو الوتر الموتور.
ليس غريبًا أن يكون المشهد في العراق، مهد كل شيء.
هو الذاهب إلى حيث المجد، مجد الأرض والسماء، لِتتحقق رؤية إبراهيم وإرث موسى ونبوءة عيسى، هو الوارث الشرعي لأنّي جاعل في الأرض خليفة.
فكان التاريخ ينتظر الذبيح منذ تلك الرؤيا،
صوت صارخ في البرية، يصنع سبل الله المستقيمة، بالميثاق الغليظ.
أسلاف القوم في محفل الشيطان يتأهبون لهذا اليوم، ويتآمرون، حتى وجدوا ضالتهم، وهم أتباع الغواية القديمة.
منذ مؤامرة العقبة، والسر المدفون عند ابن اليمان، كان الحسين هو الهدف، مثلما كان إبراهيم وموسى وعيسى وعلي والحسن من قبل، بل ستكون كل الذرية مستهدفة، ليس آل محمد فحسب، بل الفكرة والكلمة، منذ أن قرر إبليس المواجهة، فكانت مواجهة رابحة له في الظاهر، لكنها خاسرة في النهاية، والعبرة بالخواتيم.
والخواتيم قالتها العقيلة، كما هو مرسوم بالضبط ، لَا تَمْحُو ذِكْرَنَا.
----------------------------------
إذا العين فـّرت في الحيـاة وأنتم
تخافـون في الدُّنيـا فأظلم نـورها
مررت على قبـر الحسين بكربلا
ففاض عليه من دمـوعي غزيرها
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بن غفير يتفاخر بمنع الأذان ويدعو لاعتقال الرئيس الفلسطيني
.. ولي العهد السعودي: بن لادن حاول تدمير العلاقات مع أميركا ونع
.. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: أسامة بن لادن حاول ا
.. الجنة تحت أقدام الأمهات سيدة شرقاوية تتبرع بجزء من جسدها لإن
.. فرنسا: زيادة التشدد الديني لدى الشباب المسلمين والنواب يستهل