الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العُرس ليس لي بل لإبني وهو من يُحدّد - المعازيم

زهير دعيم

2024 / 7 / 19
المجتمع المدني


رسالة قصيرة وصلتني على الواتس آب :
" تابعت مقالك السابق عن الاعراس ... أنا زوّجتُ ابني قبل أسبوعين تقريبًا ، ويخبرونني أنه هناك هجمة عليّ ومحاولة لتشويه صورتنا اتجاه ما قمت به من اختصار في العرس والمدعوين ، وهناك أصوات مؤيّدة وداعمة ومُبارِكة ... أنا لا أستطيع أن أكتب في هذا الموضوع الآن ، كم أتمنّى أن تكتب أنت وتدعم مبادرة التغيير التي قمت بها " .

بدايةً اريد ان أقول : أن الفرح كلمة مُلوّنة تنقط هدوءً وسكينة وغبطة ، وكم نتمناها للجميع كيما تدخل القلوب والنُّفوس والبيوت فتُعطّر وتُزيّن.
كنت قد نشرت قبل أيام مقالًا بعنوان " أعراسنا أضحت همًّا " فتناقلته وسائل ووسائط الإعلام المقروءة والمسموعة وحتى المرئيّة بشكلٍ مُلفتٍ للنَّظر ، دعوت من خلاله الى التروّي والحكمة في التبذير في "التعاليل " والمدعوين الى الاكليل والمتنزّه ؛ هذا التبذير والتضخيم الذي سيعود بالهمّ على الجميع وعلى العريس أولًا .
نعم لقد لاقى المقال الناقد آذانًا صاغية فالكلّ امتدح وأثنى الّا قلّة قليلة .
وهناك من عقَّبَ قائلًا : أنا معك يا أستاذ بكلِّ حرف ولكن لماذا يكون هذا الإصلاح على دوري أنا الذي " نقّطْتُ " العشرات والمئات ؟
وينسى هذا الانسان الجميل أنّه لا ربح مطلقًا في المدعوين الكُثُر الذين سيملؤون المتنزّه والتعاليل ، بل سيجد نفسه في أفضل الحالات " تيكو" ومن ثَمَّ سيبدأ بعد أيام قليلة بفتح جزدانه .
إلّا أنّ هناك انسانًا راقيًا ؛ رجل مجتمع عبلّينيّ معروف ومحاسب قدير لديه مئات الزبائن ، زوّج ابنه البكر قبل أسبوعين فاقتصر واختصر ودعا و" عَزَمَ " الاقرباء والمُقرّبين جدًّا حتى أنه لم يدع بعض الاقرباء البعيدين بعض الشيء، رغم انّه يحبّهم ويُقدّرهم ، فرتّب " زيانة " ضمّت مئتين وعشرين من الحضور وأرسل مئتين من الدعوات لحضور الإكليل ، وما كان هناك مُنتزه ولا يحزنون !!!
وقامت الدُّنيا ولمّا تقعد ، فهناك من هاجمه ، وهناك من حاول تشويه سمعته الطيّبة ، وهناك من سلخَ عليه صفات البخل والتكبّر والانعزالية .
والرجل بريء واكثر من هذه التُّهم ، فهو رجل راقٍ يُقدّر ويعي وينظر بعين الحكمة الى الآتي والى جيوب الناس .
نعم اعجبني وكأنّه يقول لي : صدقت يا أستاذ .. أنا من سيبدأ بهذا التحوّل والتغيير .
وللحقيقة أقول : ما كان الكلّ لائمًا ومُعاتبًا بل كان هناك مَن شدَّ على يديه وقدَّرَ عاليًا خطوته الجميلة والمدروسة والواعية والهادفة ، وكنتُ أنا بالطّبع من أولئك المناصرين والمادحين ، بالرغم من انّني لم أُدع للعرس ، فقد راقت ليَ الفكرة وأعجبني التّصرّف الرّاقي الجميل .
أضاميم ورد ومنتور ، عابقة بشذا الفرح والسُّرور ، أزفّها لهذا العريس الرائع ولذويه الكرام الذين كتبوا على جبين الآتي قصيدة ترفلُ بالواقعيّة وتتلفّع بالمنطق .
بورك نهجكم الجميل آملين أن يتعظّ الجميع منكم وبكم .
بأمثالكم تُبنى المجتمعات الرّاقية المؤسّسة على الصّخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان


.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م




.. متطوعون يوزعون الحساء على النازحين في العاصمة اللبنانية بيرو


.. جرحى باستهداف مسيرة إسرائيلية شقة سكنية في مخيم البداوي للاج




.. إسرائيل تقطع الطريق بين دمشق وبيروت أمام النازحين