الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة العربية تعييد اكتشاف الطوارق والجزائر مرشحة لدفع الضريبة

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 12 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في مقالنا السابق حول التاريخ السياسي الحديث للطوارق وانسلاخهم عن منطقة المغرب التي ضمت للعالم العربي وبقي الطوارق ضمن مالي ومواقف بعض الحكام المؤيدة لانضمام الطوارق كنوري السعيد رئيس الحكومة العراقية في الخمسينات المقرب من التاج البريطاني ورفض جمال عبد الناصر ومشييل عفلق القوميون ووسطية السعودية.

وقد بدأ الرأي العام العربي يتابع قضية الطوارق منذ الهجوم على كيدال ويتابع المثقفون العرب قضية أزواد عبر ما ينشر في الانترنيت إما في مدوتنا أو في الحوار المتمدن واكتشفوا شعبا طيبا وضع في قفص حيث تحاول مالي إبادتهم باستغلال هوس واشنطن بمكافحة الإرهاب فكذبت حكومة مالي على الأمريكيين حين زعمت أن هناك تواجد كاذب لتنظيم القاعدة في مناطق الطوارق ووقفت الجزائر مع مالي ضد هذا الشعب الجريح وشكل هذا الشعب منذ 45 سنة العديد من الجبهات التي سعت لأسماع صوتها وكانت تواجه بتكالب مالي – جزائري ضده وأخيرا ظهر لأول مرة في تاريخ الطوارق حزب سياسي مطالب بالاستقلال أسس مجموعة من الشباب الطوارق الراغبين في إخراج قضيتهم من عنق الزجاجة.

وبعد مراجعة معمقة لواقع الطوارق محليا وإقليما ودوليا وبعد دراسة للتركيبة القبلية لمجتمعنا جرى اختيار قيادات التيار الوطني من أبناء تمبكتو وجاو ومن مناطق تواجد الطوارق وتم اعتماد مبدأ الكفاءة والمرجعية التاريخية والوزن القبلي بحيث لا يستطيع أي أحد داخليا أو دولة أن تعترض على قيادة شابة نشأت في رعاية الأمير محمد علي الأنصاري وتربطها صلة قرابة مع أمير طوارق تمبكتو الذي قاد ثورة ضد فرنسا منذ الثلاثينات ونفي أمير طوارق تمبكتو على أثرها للمشرق العربي ليكون صداقات مع ملوك العرش الهاشمي في العراق والأردن ومع ملك ليبيا إدريس السنوسي ومع ملك المغرب محمد الخامس كما قاد ثورة عام 1963 ضد مالي وتم تسليمه لمالي لقضي 17 سنة وبعدها عاد للمغرب وبقي فيها معارض حتى لقي ربه عام 1995 عن عمر يناهز 94 سنة وليس من المستغرب أن يتخرج من هذه المدرسة أجيال جديد من أمثال قادة التيار الوطني المؤسسين للمؤتمر الوطني لتحرير أزواد ومنهم "أبوبكر بن عكرمة الأنصاري " رئيس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد .

وليس من الغريب على الشعب الطوارقي في كل المنطقة أن يتجاوب مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد المطالب بالاستقلال عن مالي الذي نهل قادته من منهل الوطنية الصادقة المطالبة بالاستقلال عن مالي والسيطرة على ثرواتنا النفطية .

لقد بدأت الأمة العربية تكتشف الطوارق وتكتشف أنهم حليف تاريخي للأمة العربية ومغاربيا بدا المغرب يتخذ مواقف صحيحة من الثقافة الأمازيغية بحيث تصبح الأمازيغية لغة وطنية بموجب الدستور المغربي مع دعم المغرب لقضية الطوارق لينال بذلك دعم كل المرجعيات البربرية في المغرب الكبير بمغربية صحرائه ويحسم بذلك قضية الصحراء لأن كل أمازيغ المغرب الكبير قد أكدوا مغربية وأمازيغية الصحراء وكون ملك المغرب محمد السادس ملكا شرعيا للصحراء الغربية.

وليبيا كان العقيد معمر القذافي مترددا في موقفه من الطوارق دولة مالي كتبت عنه للدول الغربية في أواخر الثمانينات والتسعينات بأنه محرض الطوارق على التمرد فأبعد نفسه عنهم وانشغل بزعامة الاتحاد الافريقي وجعل على رأسه الفا عمر كوناري رئيس مالي السابق ولكن مع ربط التيار الوطني الحر صلاته مع الغرب وخاصة واشنطن وعرضه مشروع الهلال السامي ظهرت على الساحة الداخلية قوة شبابية ليبية بقيادة سيف الإسلام القذافي تريد دخول نادي الزعماء العرب المقربين من واشنطن وطريقها لذلك إيجاد قاسم مشترك مقبول مع الغرب وهو دعم قضية الطوارق.

وبقيت الجزائر مطوقة دبلوماسيا مالي منذ تشكيل المؤتمر الوطني لتجرير أزواد وهي تتخوف من دعم مغربي قوي للطوارق لأنه وفق حسابات مالي فإن قبيلة كل إنصر التي يدعمها المغرب في أزواد وأي تحركه تقوده يكون المغرب داعم له وأصبحت الجزائر مطوقة شرقا بليبيا التي يتنامى بها تيار شبابي داعم للطوارق يقادة سيف الإسلام القذافي وغربا مغرب جعل من دعم الطوارق سبيلا لنيل دعم كل المرجعيات البربرية لمغربية صحرائه وبقي موقف فرنسي متذبذب تراهن عليه الجزائر في طريقه للتبلور بعد الانتخابات الفرنسية التي يتوقع لها الجميع أن تكون مثل الانتخابات الألمانية يصعد فيها دعاة حقوق الإنسان وضحايا المحارق النازية وقد تكون فرنسا الجديدة بمثابة قسم فرنسي في إذاعة صوت أميركا حكومة فرنسية تتلقى تعليماتها من واشنطن ويكون تركيز فرنسا في إفريقيا هو الحفاظ على لغتها الفرنسية وترك واشنطن تعيد ترسم القارة الإفريقية كما يتلاءم مع أجندتها ومصالحها وبالتالي تدفع الجزائر ضريبة كل التغيرات لأن مالي انسحبت من معركة التصدي للمؤتمر الوطني لتحرير أزواد فهو في نظرها مشروع غربي لإعادة رسم خارطة المنطقة وهي كدولة فقيرة ومتسولة غير مؤهلة للتصدي له كما العالم العربي وخاصة الدول المرتبطة بأمريكا تدعم المشروع.

يبقى أمام الجزائر خيارين إما أن تترك المشروع الغربي يمر وتبقي حدودها الجنوبية في الهقار أمنة من نقل العدوى إليها وإما أن تتصدى للمشروع فتقوم فرنسا " القسم الفرنسي لأمريكا " بتحريك الصراعات داخل الجزائر خصوصا وأن الجزائر كانت تعتمد على فرنسا في قمع معارضيها الأمازيغ والإسلاميين وربما تعود الجزائر لحقبة تولي أكثر من 5 رؤساء الحكم في غضون 7 سنوات كما حدث عندما أزيح الشاذلي وتولي بوضياف وأغتيل بوضياف وتولى على كافي ثم اليمين زروال ثم بوتفيلقة لأن اعتراض مشاريع القوى العظمى هو لعب صريح بالنار ولن تحصد الجزائر من اللعب بالنار سوى سوى عدم الاستقرار السياسي داخل الجزائر.

وفي المشرق العربي تستعد الكثير من الحكومات العربية المعتدلة الموالية للغرب بإعلان دعمها الصريح للطوارق وتيارهم الوطني الحر " المؤتمر الوطني لتحرير أزواد " لأن الأمة العربية تجاوزت الأنانية الضيقة للجزائر وبدأت تفكر بموضوع الطوارق من زاوية استرجاع حليف سيكون له شأن في القارة الأفريقية ويكون بمثابة ثغر جنوبي للعالم العربي كما أنه سيكون حزام أبيض في وجه زحف الجراد الأسود نحو العالم العربي كما أن تحجيم اللوبي الزنجي داخل أمريكا عبر الهلال السامي سيكون مفيدا للأمة العربية لأن الأفارقة السود يعتبرون العرب والأمازيغ واليهود تجار رقيق ويحملونهم مسؤولية بيع العبيد في أمريكا وبالتالي إذا قوية شوكة العبيد السابقين في أمريكا فإنهم سوف ينتقمون من العرب والأمازيغ واليهود بوصفهم مسؤولين عن بيعهم في الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي وبالتالي إحتوائهم بالهلال السامي أكبر انتصار للعرب والأمازيغ واليهود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح