الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شذرة 15 الدين والتحريم
رياض قاسم حسن العلي
2024 / 8 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسبب بعض رجال الدين غير المؤهلين في مختلف المذاهب، حصل تصور لدى معظم الناس أن الغرض من الفقه الإسلامي هو التحريم، وأن الغاية من السؤال الفقهي هي الإجابة بـ "يجوز" أو "لا يجوز".
ربما الكثير لا يعلم أن أكثر من ثلثي الفقه الإسلامي هو نتاج بشري وهو رؤية شخصية وموضوعية في آن واحد للنص أو السؤال أو المشكلة ، بمعنى أن الفقيه أو المتصدي للفتوى تتأثر فيه عدة عوامل في بحثه الفقهي منها دوافعه النفسية ومدى علمه والبيئة المحيطة وتأثره بالشخصيات التي يلتقي بها. هذا من الناحية الشخصية ، ومن الناحية الموضوعية فهو يعتمد في إصدار الفتوى على مجموعة من الضوابط التي تسمى بأصول الفقه وهي أصول منطقية وعقلية تسالم عليها عدد كبير من علماء أصول الفقه وهي مستمدة بالأساس من العلوم المنطقية والفلسفية والتي يمكن من خلالها بحث الدليل الشرعي للوصول إلى النتيجة المرجوة ، ومع كل ذلك نجد أن رجال الدين يختلفون في الفتوى للمسألة الواحدة حتى لو اتبعوا نفس القواعد والأصول، وهذا يعود إلى المؤثرات التي ذكرناها سابقًا.
نعود إلى أصل الموضوع، وهو لماذا يصدر بعض رجال الدين فتاوى التحريم دون غيرها؟
وهل يملك رجل الدين سلطة وصلاحية التحريم؟
وهل ذكرت المحرمات في النص القرآني على سبيل المثال أم الحصر؟
وهل يمكن الاعتماد على النص الحديثي في التحريم؟
وهل أن في القرآن الكريم آيات عامة مطلقة يمكن للمسلم من خلالها معرفة المحرمات المستحدثة التي تشملها تلك الآيات؟
أعتقد أن بعض رجال الدين يبالغون في موضوع التحريم مما يشكل ضيقًا وحرجًا لمن يستمع إليهم ويأخذ بفتاويهم، على سبيل المثال استمعت إلى ساعة كاملة من أسئلة تُطرح على رجل دين سعودي يُدعى صالح الفوزان ووجدت أن 90% من أجوبته كانت تحريمًا حتى في مسائل بسيطة كتحريم لبس القبعة.
وإذا رجعنا إلى القرآن نجد أن المحرمات وردت على سبيل الحصر، وفيها قواعد عامة:
الا تشركوا بشيئا".
وبالوالدين احسانا".
ولا تقتلوا اولادكم من املاق.
والا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق.
ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن
واوفوا الكيل والميزان بالقسط.
واذا حكمتم بين الناس فاعدلوا ولو كانوا ذوي قر بى اوفوا بعهد الله ولا يكلف الله نفسا" الا وسعها .
وان هذا صراطا" مستقيما" فاتبعوه ....
احل الله البيع وحرم الربا
حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم.
حرمت عليكم الدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله.
والاثم والبغي والعدوان بغير الحق.
الا تقولوا عن الله ما لا تعلمون.
فهذه النصوص القرآنية تمثل النظام التحريمي الذي وضعه الله للبشر في كل مكان وزمان وتصلح للتشريع القانوني، فلا يوجد مجتمع يرفض هذه القواعد لأنها من طبيعة الإنسان الداعية إلى الخير.
وكلمة الفواحش مثلاً يمكن أن يندرج تحتها عشرات من التطبيقات التي يُفهم منها أنها فواحش، وهذا الفهم يرجع إلى متغيرات المكان والزمان والنظام الاجتماعي والطبيعة البشرية ، فلا يمكن مثلًا قبول المثلية كما تُروّج لها المجتمعات الغربية على أنها من الطبيعة البشرية، فالنظام الجنسي البشري هو علاقة بين ذكر وأنثى، وغير ذلك يُعدّ متناقضًا مع الطبيعة البشرية وخللًا جوهريًا في نمط التفكير.
وكذلك فإن النظام الربوي الذي تم اعتماده كأساس للنشاط الاقتصادي العالمي هو نظام استغلالي وغير عادل، ومن غير المنطقي أن يتم الأخذ به كمسلمة اقتصادية لا يمكن مخالفتها.
والعدالة القضائية هي التي تضمن للإنسان أن يعيش في طمأنينة وسلام، لأن من يعتدي عليه سيكون ضامنًا للضرر وستقع عليه العقوبات الملائمة.
وهكذا فيما يتعلق بالنواهي الإلهية الواردة في القرآن، لذلك فإن توسع بعض رجال الدين في مسألة التحريم غير مقبول ويشكل تضييقًا على الإنسان وتدخلًا في حريته التي وهبها له الله من خلال العبودية المطلقة لله.
فعبودية الإنسان لخالقه تحميه من تدخلات بعض رجال الدين الذين يريدون وضع فتاوى تحريمية لا أساس لها ولا يمكن قبولها.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خمسة وعشرون مدينة آمورية في بلادي الرافدين والشام.. فماهي ؟
.. أويس مخللاتي..من الدرزية إلى المسيحية
.. «هذه هي البحرين» وكاتدرائية سانت كريستوفر تحتفيان باليوم الد
.. شبهات بسرقة أموال أهالي غزة تطال جميعة -وقف الأمة- المرتبطة
.. حاخام اليهود السوريين يوسف حمرا يبارك الرئيس أحمد الشرع خلال