الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-العنصرية: الحصن الأخير لحماية الهوية الغربية من تهديد الثقافات الدخيلة؟-
مصطفى جمال علي
2024 / 8 / 8الثورات والانتفاضات الجماهيرية
التعصب والعنصرية في بعض فئات المجتمع الغربي تثير تساؤلات حقيقية حول الخوف من ثقافة الآخر. هل نحن في الغرب، بمؤسساتنا الثقافية والتعليمية المتقدمة، نعود فعلاً إلى عصر الظلمات؟ أم أن هذا الخوف هو مجرد "ثقافةفوبيا" مبررة تجاه الشرق؟
لنكن صرحاء، العنصرية ليست مجرد حادثة فردية، بل هي ظاهرة متجذرة في مجتمعاتنا. إنها أداة يستخدمها البعض للحفاظ على تميزهم وتفوقهم على أساس اللون أو الدين أو الثقافة. كيف يمكن أن نلومهم؟ هل يمكننا حقاً أن نثق في ثقافات جاءت من مناطق معروفة تاريخياً بالصراعات والحروب والتطرف؟
يُقال إن التاريخ يعيد نفسه، وهنا نحن نرى ذلك بوضوح. الغرب، بحضارته المتقدمة، يواجه مرة أخرى تحدياً من ثقافات تبدو غير قادرة على التكيف مع القيم الغربية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان. أليس من حق هذه المجتمعات أن تخشى على هويتها وتاريخها من التأثيرات الخارجية التي قد تهدد بنيتها الأساسية؟
الفلاسفة مثل هيجل ونيتشه لم يكونوا مخطئين تماماً. هيجل تحدث عن التفوق الغربي وقدرته على التطور والتحضر مقارنة بالجمود الشرقي. نيتشه، رغم نقده الحاد لمجتمعه، لم يُخفِ حقيقة أن الثقافات غير الأوروبية غالباً ما تبدو عاجزة عن اللحاق بركب التقدم. هل يمكن أن نغفل عن هذه الحقائق لمجرد أننا نخشى الاتهام بالعنصرية؟
ثم نأتي إلى السؤال الأكبر: هل نحن فعلاً نعود إلى عصر الظلمات؟ أم أن الحذر والتحفظ تجاه الثقافات الأخرى هو موقف عقلاني يحمي مجتمعاتنا من التفكك والانحلال؟ لا يمكننا تجاهل أن الانفتاح غير المشروط قد يؤدي إلى فقدان هويتنا وتاريخنا.
العنصرية والتعصب ليست مجرد أفعال عشوائية، بل هي ردود فعل طبيعية لمجتمعات تشعر بالتهديد. هل يمكن أن نلومها؟ أم أن علينا أن نتفهم دوافعها ونبحث عن طرق لحماية ثقافاتنا دون التفريط في قيمنا الأساسية؟ هذه هي التساؤلات الحقيقية التي يجب أن نواجهها بشجاعة وواقعية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. برومو الحلقة 3 من برنامج مواقف - المناضل عبد الله الحريف
.. المنهج والتحقق في العلم المحاضر: د. توفيق شومر.
.. (س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان )
.. اعتقال متظاهرين مو?يدين للفلسطينيين ا?مام بورصة نيويورك
.. L-intervention du professeur Houcine El Ouardi au colloque I