الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توحه سوسو سارة

طارق سعيد أحمد

2024 / 8 / 18
الادب والفن



حينما ارسلت لي صديقتي الكاتبة والناقدة إلهام الكردوسي هذه الجملة في صيغه سؤال "ماذا يريد الرجل من المرأة وماذا تريد المرأة من الرجل؟" للمشاركة في كتاب تنوي اصداره قريبا للإجابة عليه لنكتشف نحن المشاركين بالرأي ماذا يريد الرجل من المرأة وماذا تريد المرأة من الرجل حتى تستقيم العلاقات و تنمو وتثمر كتبت لها رساله ثم حذفتها مسرعا فلو أكملت و ضغطت على زر الإرسال لكنت حرمت نفسي من هذه المشاركة وذلك لا لشيء سوى أنني كتبت لها أن هذه الجملة التي تنتهي بعلامه استفهام ليست سؤالا بينما هي تشخيص عميق يختبئ خلف صيغه سؤال يصلح كانعكاس ثقيل الحضور لثقافه الاستهلاك التي اغرقتنا فيها الرأسمالية المتوحشة.
وحتى لا يخرج الحديث عن السياق هذا ليس هجوما على نظام اقتصادي لصالح نظام اقتصادي آخر، بينما هنا أشير إلى مأساة الإنسان المعاصر وفقط.
أتخيل لو بيننا شرطة تتولى ضبط العلاقات المريضة بين الرجال والنساء لرأينا وسمعنا في شوارعنا مغامرات ومطاردات مثل التي نراها في أفلام الأكشن الهوليودية بين أفراد الشرطة المتخيلة وبين الرجال والنساء و هم يحاولوا القبض على أحدهم وهم يصرخوا في ما بينهم أقبضوا عليه إنه يريد من حبيبته شيء أقبضوا عليها إنها تريد من حبيبها شيء. فما من علاقة دخلتها أو سمعت بها أو قرأت عنها بين اطرافها عوز لشيء بعينه مادي او معنوي إلا وكان الحكم عليها بالفشل المؤكد ولو بعد حين.
وهنا لا أدعي المثالية وأظن نفسي أمشي عكس اتجاهها، أو بالأحرى أمشي في طريقي دون الالتفات لخصائصها رغم احتياجنا لها الآن وهنا.
للعشق عالم آخر يحيياه ويتجلى في علاقات امتدت وشائجها بطبيعة انسانية بحته تسمو بالعطاء الجميل دون ملل، عطاء خالص نقي تفشل شوائب العصر المادي المنحط البائس الذي نحياه أن تعلق على سطحه الشفيف، ويبدو لي أن عملية الاستيراد والتصدير الثقافي والتبادل الحضاري كانت المدخل الوسيع لولوج سلبيات لم تحاول أي مصفاة إيقافها بالأحرى لعبت العولمة ضدنا لصالح الآخر.
حينما استبدلنا الجنس بالحب وبريق الذهب بالمشاعر ولا أحد في غنى عن الجنس والذهب -وأنا واحد منهم- كل ما في الأمر هو خلط الأوراق لزعزعة فطرة الإنسان بغرض تحويله إلى مستهلك كبير والحب عطاء أي غير قابل للاستهلاك والاستبدال.
الآن وهنا الكل يشكي الاغتراب وتأكلنا الوحدة أمام الجميع ومن يدافع عنا في سوق التشيوء الذي نصفه ظلما وافتراءا بأنه عالم!، وكيف نصفه بذلك وأكثر النساء أصبحن كوعاء مفعم بالهرمونات والأمراض النفسية وأغلب الرجال أصبحوا كوعاء -بلون آخر- يمتلئ عن آخره بالرغبات والأمراض النفسية أيضا، وكلاهما يريد من الآخر كل شيء.. كيف ذلك؟.
أدعي بأنني باحثا عن الحب بينما تعثرت في طريقي بقضية الحرية فلا حب حقيقي دون حرية حقيقية وأكاد أجزم أن هذا العصر الأكثر قيدا على الإنسان وهذا عزائي الوحيد في فشل علاقاتي النسائية التي لا تصمد لعام واحد، وهو أيضا أسفي على فشل ملايين العلاقات التي تبدأ وتنتهي أسرع من عُمر الفراشات.. توحه، سوسو، سارة، شكرا كبيرة لولا أنتن ما شعرت بقيودي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض ديفا: فنانات عربيات تحدين المجتمع • MCD


.. مريم الخشت وزوجها ووالديها علي ريد كاربت فيلم بنات الباشا في




.. تامر عشري يضع بروش لصورة الراحل ماجد هلال اثناء حضوره علي ري


.. ابطال فيلم بنات الباشا يحتفلون بعرضه علي السجادة الحمراء في




.. المخرج على سعيد واجهنا تحديات كبيرة فى فيلم ضد السينما