الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث
(Ibrahim Mahmat)
2024 / 8 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المقدمة
تشكّل المرأة الإفريقية ما نسبته أكثر من النصف في تعداد السكان في القارة الإفريقية، إلا أن الأرقام تشير إلى تدني المستوى التعليمي والصحي والاقتصادي للمرأة الإفريقية لقد شهد العقود الأخيرة في القرن العشرين اهتماما متزايدا بقضية المرأة أو حقوق المرأة تطورات واثر أفكار الأنوثة على حركات تحرير المرأة
والجدير بالذكر يوجد في إفريقيا بعض الأديان التقليدية والمعتقدات الجامعة بين المادة والروح، ويقدسون الأسلاف ويقدمون لهم القربان لأرواحهم تضرعاً وزلفى.
ولهم التعاويذ والرقيات والأضاحي والقرابين ورقصات الطقوس واستخدام كل أنواع الشعوذة جـزء من العادات والتقاليد للشعوب الإفريقية،
والدين الإسلامي بالنسبة للشعوب الإفريقية هو دين قد انتشر بقوته الذاتية وخصائصه المميزة وهو دين الفطرة؛ لذلك وجد فيه الإفريقي ما ينشده وتتحقق به كرامته، أما المسيحية فإنها مثلت الدين الاستعماري، فهي امتداد للغرب المتعصب صاحب مفاهيم الاستعلاء على الشعوب الأخرى.
المجتمعات الافريقية يبيح تعدد الزوجات وللمرأة نظر خاص في الميتافيزيقا، وأساطير مكنتها من ربط الأسباب بالمسببات الغيبية ولها نظر حاص في الجن والشياطين و السحر والشعوذة.
والجدير بالذكر أن المجتمعات الأفريقية ليست بعيدة عن المجتمعات العربية القديمة التي كانت تعبد هبل واللات والعزّى ومناة و المجتمع الأفريقي، لهم حكايات الشعبية مستمدة من الأساطير تكتظ بالغيبيات الخفية،
3.التعليم العربي الإسلامي: التربية والتعليم الاولية في الأسرة السوداء: يبدأ من داخل الاسرة حيث تهتمُّ لأسرة السوداء بشَرفها، وبتربية أبناءها على التربية الثقافة العربية الاسلامية، وتهتمُّ الأسرة السوداء بالشرف، وتأبى الازدراءَ، الشرف هو رأس مالها ؛ فلا يرتكبون الأشياء المخلَّة بالشرف ومن ناحيةٍ أخرى ، وتعتني المرأة السوداء بتربية أولادِها التربية الأوَّلية، وتشاركهم في إنجاح أحلامهم،.
أما تعليم البنت في الكتاتيب : يتم تعليها وتحجيبها منذ صغرها؛ حتى تتعلم ارتداء الحجاب، وتتعلم القرآن الكريم ، وتُوصَى بعدم مخالطة الرجال، لا سيما الخلوة مع الرجال.
وتمنع البنت منعًا بتًّا أن تخرج وهي مكشوفة الشعر، أو أن تلبس البِنطال أو الباروكة؛ لأن هذه الأشياء المذكورة تبعدها عن الجنة
وتمنع البنت من اتِّخاذ الصديق، والتحدُّث إلى الرجال الأجانب بغير ضرورة؛ سدًّا للذريعة، ودرء للمفاس، ويرى الباحث أن التعليم المعاصر أكثر انفتاحا وأكثر مواكبة للحداثة
والجدير بالذكر أن التعليم العربي الإسلامي الحكومي الحديث ببلاد إفريقيا الغربية
يرجع تاريخ بدء التعليم العربي الإسلامي الحكومي الحديث ببلاد إفريقيا الغربية في شمال نيجيريا إلى سنة 1910م، وذلك بتأسيس أول مدرسة أنشأها الإنجليز لتأهيل المدرسين ومن يساعدونهم من الوطنيين، بعد أن أخفقت محاولاتهم في فتح مدارس التنصير بالمنطقة، حيث رفض الشعب تسجيل أطفالهم في هذه المدارس التنصيرية، فبعثت الحكومة الاستعمارية مِسـت هَنْس بِـيشَر (Hanns Vischer) إلى البلدان الإسلامية التي تحت الاستعمار البريطاني ليرى طبيعة التعليم هناك، فزار مصر والسودان، وجال في الكتاتيب والمدارس الإسلامية الابتدائية والثانوية ومعاهد تدريب المدرسين، وهذا في فبراير 1909م، وبعد عودته فُتحت هذه المدرسة في كنو، للمرحلة الابتدائية والمتوسطة
ثم جاء تأسيس المدرسة على هذه الكيفية ملبيا رغبة المسلمين نسبياً؛ حيث اصطبغت المدرسة بالصبغة العربية الإسلامية التي هي ثقافة الشعب، وكان أمراء المسلمين قد أشاروا إلى المستعمرين بلزوم إدراج المواد العربية والإسلامية في التدريس، فأدخلوا هذه المواد، وكانت المواد
الدراسة العربية الإنجليزية الثانوية الحكومية للبنات:
كما أشير سابقًا أن الفتاة بعد التخرج من المرحلة الابتدائية العربية الإسلامية، لم تكن لها مدرسة ثانوية تواصل فيها الدراسة العربية الإسلامية، والبرنامج الذي اجتازته كان يركز في المواد الدراسية المهمة، وهي مواد اللغة العربية، من قراءة، وكتابة وإملاء، وإنشاء، ونحو، ومطالعة، إضافة إلى المواد الإسلامية، وتُجرى الدراسة بالعربية الخليطة باللغات المحلية، وإذا رغبت الطالبة في مواصلة الدراسة فعليها أن تلتحق بالمدرسة الثانوية الإنجليزية للبنات.
أولاً أُسست أول مدرسة ثانوية خاصة للبنات في كنو سنة 1947م وهي مدرسة حكومية إنجليزية إعدادية للمدرسات، وسمّيت «كلية إعداد المدرسات»
يوجد فيها مادة اللغة العربية والدين الإسلامي.
وكان عدد حصص اللغة العربية وحصص الدين كلها ست ساعات في الأسبوع في المرحلة الإعدادية، ثم تكون سبع حصص في السنة النهائية للثانوية.
والدراسة عبارة عن قراءة في كتيبات عربية وشرحها باللغة المحلية، ثم تدريب الطالبات على الإملاء والنقل لما في الكتاب المقرر في مادة العربية، وأما حصة الدراسات الإسلامية فتتمثل في تلقين المدرس الطالبات بعض السور من القرآن، تكررها الطالبات، ثم يُكلفن بحفظ بعضها، وتعليم مبادئ العبادات والأخلاق.
وأما باقي المواد فهي تُدرس باللغة الإنجليزية، وهذا يعني أن الطالبة التي تخرّجت في المدارس العربية الإسلامية تغيّر تخصصها إلى الدراسة الإنجليزية في المرحلة الثانوية، وهذه الطالبة تستطيع مسايرة كل المواد المدروسة بالإنجليزية في مستوى زميلاتها اللاتي تخرجن في الابتدائية الإنجليزية، وقد تتفوق عليهن أو على بعضهن.
ثم هذا التغيير للتخصص قد تعدّله – نوعاً ما – في المرحلة التي بعد الثانوية بالمعاهد أو الجامعة؛ حيث تستطيع الالتحاق ببرنامج الدبلوم أو الليسانس في الدراسات الإسلامية واللغة العربية؛ شريطة أن تنجح بتقدير جيد في هاتين المادتين مع بقية المواد في العبادات في الامتحان النهائي للحصول على الشهادة الثانوية.
تطور التعليم العربي الحكومي للمرأة في كنو:
أهداف التعليم العربي الإسلامي:
يمكن تلخيص أهداف تأسيس المدارس العربية الإسلامية الحكومية الثانوية الخاصة للبنات فيما يأتي:
1 - تزويد الفتاة بالتعليم الديني والتربية وتعريفها مسؤوليتها، وخصوصاً بعد أن تصبح أمًّا.
2 - إيجاد كادر نسوي يعمل في الحقل التربوي والتخصصات الأخرى المناسبة.
3 - إعداد المرأة لمواصلة الدراسات العليا.
4 - إيجاد قارئة حافظة لكتاب الله ومدرّسة له
5 - تثقيف الفتاة في التدبير المنزلي والتدريب المهني المناسب لها.
رأينا فيما سبق كيف كانت الدراسة العربية والإسلامية الثانوية في أول أمرها، وأن التعليم العربي للمرأة في هذه المرحلة لم يجد اهتماماً كبيراً في المدارس الحكومية، وقد أُنشئت مدارس ابتدائية عربية إسلايمة أهلية كثيرة، تعد بالعشرات .
أسباب اختيار الموضوع :
1- المرأة الإفريقية لم تنل دراسة علمية كافية في ميدان البحث العلمي.
2- المرأة الأفريقية تستحق الدراسة العلمية نظرا لمكانتها ودورها الاجتماعي في جنوب الصحراء
3- المرأة الافريقية رمز للحارة الإفريقية
4- المرأة الإفريقية لها دورا في الرسم والألوان الفنية والابداعية في إفريقيا
أهمية البحث:
1-ابراز قيمة المرأة الإفريقية في جنوب الصحراء في مجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على الصعيد العالمي
2- الوقوف على واقع المرأة الإفريقية ومستقبلها في ظل الأزمات الراهنة
3- كشف الظواهر التي تعاني منها المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
أهداف البحث:
يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- تمكين المرأة الإفريقية في جنوب الصحراء انجابيا واقتصاديا وسياسيا وتعريفها بحقوقها
2- القضاء على التمييز والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وتعريس فكرة العدالة بين الجنسين
3- تحليل مشاكل المرأة في جنوب الصحراء
4- الوقوف على واقع المرأة الافريقية في جنوب الصحراء
مشكلة البحث
أسئلة البحث :
السؤال الرئيسي: ما هي المرأة الإفريقية في جنوب الصحراء؟
ويتفرع من هذا السؤال أسئلة محورية ومهمة وهي:
1- ما هي المرأة ؟ وماهي إفريقيا جنوب الصحراء؟ هل تم تمكين المرأة الإفريقية ؟ ما هي العوامل التي تساعد على تمكينها؟
2- ما أثر الفلسفة الإسلامية على المرأة الإفريقية ؟ وما هي علاقة المرأة الإفريقية بالإرهاب؟
3- هل المرأة وقعت ضحية الاستغلال الجنسي؟ وما سلبيات الزواج المبكر ؟ وما هي مشاكل المرأة الإفريقية جنوب الصحراء؟
5- هل تنظيم النسل ممنوع في الإسلام ؟ وكيف ذلك؟ هل المرأة في جنوب الصحراء؟
حدود البحث :
سيقتصر هذا البحث من حيث مادته العلمية المرأة الإفريقية في جنوب الصحراء، ومن حيث الزمان تنحصر الدراسة على الفترة الراهنة.
فروض البحث :
هذا البحث يفترض فيه الباحث أن يصل إلى ما يلي :
1- تمكين المرأة الإفريقية في جنوب الصحراء أحرز تقدما قليلا
2- نفترض أن المرأة الإفريقية جنوب الصحراء تتعرض للاستغلال الجنسي والعنف
3- نفترض أن المرأة الإفريقية جنوب الصحراء لا تقوم بتنظيم النسل
4- المرأة الإفريقية جنوب الصحراء يتشوه عليها فكرة تحديد النسل وتنظيم النسل
5-
منهج البحث
في هذه الدارسة سلك الباحث المنهج التحليلي، كما استعان الباحث بالمنهج الإحصائي في استقراء الظواهر.
الدّراسات السّابقة
تناولت الدّراسات السّابقة مواضيع كثيرة عن المرأة العربية والغربية الا أن المرأة الافريقية لم تنل دراسة كافية في البحوث والدراسات العربية
أدوات البحث:
استخدم الباحث الأدوات التالية في جمع المادة العلمية: المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع البحث
مصطلحات البحث:
- الفرنكوفونية: اسم يطلق على تنسيق سياسي تشارك فيه عدة دول ناطقة باللغة الفرنسية،
-السنغال : تقع جمهورية السنغال في غرب إفريقيا، تحدها من الشمال جمهورية موريتانيا، وجمهورية مالي من الشرق، وجمهوريتي غينيا وغينيا بيساو من الجنوب، وهي مُتعددة اللهجات واللغة الفرنسية والولوفية هما اللغتان الرسميتان للبلاد
- جوال: قرية تقع على شاطئ البحر السنغالي، ص37
- الزنوجة: هي حركة سياسية لا تتبنى على علم بل حارب لأجلها كثير من شعراء الأفارقة، ولما وصلوا إلى مرامهم تخلوا من مبادئها وأسسها ومناهجها وثقافتها،
- الاشتراكية: وهي تيار من التيارات الأدبية، الأوروبية الأصل، وهي كالرومانسية والبرناسية والواقعية والواقعية والرمزية والسريالية،
-اللاهوت: علم اللاهوت، هو علم يدرس في ميدان الإلهيات دراسة عقلانية، وقد اتكل علماء اللاهوت النصرانيين على التحليل العقلاني لإدراك المسيحية بصيغة واضحة، ليقارنوا بينها وبين الأديان أو التقاليد الأخرى، والدفاع عنها لمواجهة النقد، وأسباب أخرى متنوعة
Aggregation : هي شهادة التبريز
- الأسبرتيين: الخبراء،
- داكار: وهي العاصمة الحالية لدولة السنغال
- المرتنكية : نسبة إلى المرتنيك، وهي منقطة فرنسية يكثر فيها الزنوج
- الزنوجة في الأدب: تعني سمات ديباجية اتسمت بها كتاباتهم التي حاوَلوا إظهار وجودهم؛ وقد نشِطت الحركة في السرِّ في بداية ظهورها؛ بسبب نظام الرِّق القمْعي؛ وصدور قانون فرنسي عام 1685م يَحرِم الجاليةَ السوداء من الكتابة والقراءة عام 1848م كانت الكتابات في هذه الفترة اتِّباعية، ومحاكاة لأدبها المنتوج،
-الأنتيل: نسبة إلى الأنتيل؛ وهي جزيرة الأنتيل الفرنسية
- بمبا: يقصد به الشيخ أحمد بمبا المتوفى1927 م، مؤسس الطريقة المريدية بالسنغال؛ والذي نفي إلى الجزيرة بغابون،
-حاخام: هو زعيم ديني يهودي، وهي كلمة أكثر رواجا لدى اليهود؛ وهي كلمة عبرية ص 45
- القسيس: عالم من علماء الدين النَّصارى،
-نورماندي: هي منطقة من المناطق الفرنسية
-البرنزية: هي الأدوات المتلألئة
-بحيرة تشاد: هي بحيرة تقع بين تشاد ونيجيريا والكاميرون
-الرومانسية: مشتقة من كلمة "رومانيوس" ويرى البعض أن "رومانس" لفظة اسبانية تدل على نوع من التشكيل الشعري ويتألف من مجموعة أبيات ثمانية المقاطع تكون فيها الأبيات الزوجية مشتركة في القافية والأبيات الفردية المطلقة
-التروبادور: هي مجموعة من الشعر الشعبي
-السرياليين: تعني ما فوق الحقيقة، وقد بنت مدرسة خاصة بها في قلوب العنصريين، ص 74
-الحداثة: مدرسة تشمل نواحي الحياة المختلفة ،حيث توجد الحداثة في المذهب الأدبي وغيره،
- الإحيائية: هو مذهب يطلق على الدين الوثني في إفريقيا
- أنفورا : هو الاستدلالي، وهو مصطلح من المصطلحات الأدب الرمزي
- إبيفورا: يقصد به التكرار الختامي
- الكابوس: هو قلَق فكريّ هاجس
- الرثاء: هو النواح على الميت وذكر ملاحاته، وهو من طرازات الشعر الوجداني، لمكافأته مع الروح البشرية، وللرثاء أنواع ثلاثة وهو: الندب: هو البكاء على الفرد خلال احتضاره، والتأبين: هو البكاء على الميت مع ذكر ملاحاته، والعزاء: هو في مقام عقلي أعلى من منزلة التأبين، وفيه تأمل فكري إلى ما وراء ظاهرة الموت، والتفكير في حقيقة الموت والحياة
-الفسيولوجية: هو علم يخص وظائف الأعضاء ويقوم على دراسة الأجزاء الحيوية داخل الجسد في فاعلية الهرمونية على السلوك الإنساني فإنّ فسيولوجيا يقوم على دراسة أنشطة المادّة الحيّة، والتي تتضمن الأعضاء، والخلايا، والأنسجة، وبما فيها الظواهر الكيميائية، والفيزيائية
-اِنْحَدَرَ: بمعنى نزل من قبيلة فلانية أو أسرة فلانية
الرأسمالي: هو نظام من الأنظمة الاقتصادية والسياسية وهو ضد الاشتراكية
- المركزية: هو مصطلح يقصد به التبعية والتركز على شيء معين
- الجمناستيك: هو رياضة تختص بترويض العضلات والعروق
-علوم استيتيقيّة: هو علم يختص بالجراحة التجميلية
-الفيتيش: هو الجسد المصطنع
-الموضة : هي الأزياء،
-البرجوازية: يطلق هذا المصطلح على الأغنياء الذين غلبوا على أمرهم
Transgender: يعني التغير الجنسي، وهو الشعور الجنسين بالحس المثالي
gender spectrum: وهو الطيف الجنسي، وهو العيش خارج إطار المرأة
Transsexual : هو الرجل المتحول جنسيا
Intersex : يشير إلى الثنائية الجنسية
Cross-dresser:وهو ارتداء ملابس الجنس الآخر، ويرجع ارتدائه لأسباب عاطفية أو نفسية
Trans : يقصد بها التحول وهو تحول الذكر للأنثى والأنثى إلى الذكر
- الباربي: أي ذوات الخصر النحيل والصدر الكبير والسيقان الطويلة، وهي من المواصفات المرأة الحسناء، ويعد من صفات النساء العارضات الأزياء ما بعد الحداثة، كما نشاهدها في المسرحيات الرومانسية المكتوبة والمقروئة
-العرعر: يُعرف العرعر بأنه شجرة قصيرة إلى متوسّطة الارتفاع تنمو في بعض أجزاء أوروبا وأمريكا الشمالية ومناطق في آسيا كما تتميّز بثمار لذيذة حلوة المذاق غنية بالعديد من الزيوت، حماية للبشرة كموادّ مضادّة للالتهاب والميكروبات، كما يعمل كمضاد قوي للجراثيم والفطريات الجلدية ومضادّة للالتهابات وغنيّ بالفيتامينات
-الزنجبيل: الزنجبيل واحد من النباتات الاستوائية الذى يتميز بلونه الأخضر وسيقانه ذات الروائح الجذابة فضلا عن ذلك له العديد من الفوائد الصحية للمرضى والحامل والبشرة والشعر
-الإِثْمِد: الأنتيمون أو الأنتيموان في الترجمات الحرفية، من الفرنسية وهو مشابه للمعادن
-زيت المورنيجا: هو زيت لشجرة المورنجا، وتكثر أشجارها في تشاد وكاميرون وكينيا والهند،
-بلسم مكّة: هو قطرات تخرج من شجرة البلسان العجلوني ولها أهمية كبيرة. تسيل القطرات خلال الصيف
-صالونات الكوافير: هي حجرة للحلاقة خاصة بالنساء وهي منتشرة ف ربوع العالم وانتشار العمليات التجميلية الجراحية، صار جسم المرأة جسما اصطناعيا، وأصبحت ضحية للأزياء الزائفة التي لا تصلح للشعر، كانت الموشحات الأندلسية تتغنى بالمرأة المتوشح بالأزياء غير زائفة وللياقة هذه الأزياء صارت موضع نسيب وغزل
-الميتافيزيقا: وهو علم ما وراء الطبيعة وهي الغيبيات
-الليبرالية: وهي الحرية
- الريديكالية: .بمعنى الاستبدادية وهي كلمة مأخوذ من الراديكال وهو الاستبداد
féminisme -الفمنيزم : أي النسوية
-جينو كرِتزيسم gynocriticism : أي النَّقد النِّسوي
Family:تنطوي على أصول المرأة الفكتورية، وتعني كلمة famulus حرفياً، عبد محلي: وكلمة familia وهي أيضاً المرادف لكلمة family تعني عدداً مميزاً من العبيد الذين يعودون لرجل واحد
المرأة الفكتورية: المرأة التي يجب أن تمكث في عالم خاص ويجب أن تترك العمل للرجال
-الجندر: تعني النوع وهي كلمة لاتينية، تشير إلى التيقظ في المبدأ الفروق بين الجنسين،
-بيولوجيّة: بمعنى الطبيعية أو التركيبية
-واتساب: هي وسيلة من الوسائل اتصال السمعية والمرئية
- "فيبر: هي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي السمعي والمرئي، ص 175
-المومسة: امرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ فاجرة تميل للرجال، وسميت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللين
العاقر: يطلق على المرأة التي لا تنجب الأولاد وهي بمثابة العقيم عند الرجال
-الإيكولوجي: هو تعدد الثقافات والموروثات الشعبية
Mini- jupe : بمعنى التنورة، وهي ما تلبسه البنات يبدأ من الخصر وينتهي إلى الركبتين
- الولاعة: هي آلة صغيرة تستخدم لتوليع النار وهي الكبريت المعاصر
- المضامدة: هو نكاح مؤقت، كان الزوج يدفع زوجته إليه، ويحدد مسبقا ماهية الرجل الذي ستتصل به زوجته جنسياً، بعد انقطاع دورتها الشهرية مباشرة، وغالباً ما يكون هذا الرجل شاعراً
نكاح السر: هو أن تمتلك المرأة حق الصداقة مع رجل آخر، غير زوجها، يكون لها بمثابة العشيق، ولا يملك الزوج حق منعها عنه، وأغلب الظن أن هذا العرف استمر حتى بعد الإسلام بشكل سري
-المساهاة: وهو ان تتخذ المرأة زوجاً إضافيا، لأسباب اغلبها اقتصادية، " كأن تصادق المرأة اثنين او ثلاثة من الرجال في حالات الفقر ووجود القحط وهذه الظاهرة مازالت معايشة في الوقت الحاضر، وقد اكتشفت ذلك كثيرا
- نكاح الضيزن (المقت): وهو اقتران سري يعقده أحد من الأشراف عادة مع من هي دونه في المنزلة الطبقية او الاجتماعية "فإذا حملت منه، أظهر ذلك علنا وألحقها به
-العنوسة: هو مصطلح عام يستعمل لنعت الأفراد الذين فاقوا سن الزواج المعتاد، وبعض الناس يتشككون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط دون الذكور
-البروستريكا: بالروسية -البيريسترويكا تعني «إعادة الهيكلة» وهي برنامج للإصلاحات الاقتصادية أطلقه رئيس للاتحاد السوفييتى، ميخائيل غورباتشوف وتشير إلى إعادة بناء اقتصاد الاتحاد السوفيتى، صاحبت البيريسترويكا سياسة غلاسنوست والتي تعني الشفافية. يطرح البعض أن تلك السياستين أدتا إلي انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه سنة 1991م
الرمزية: مذهب أدبي يعبر عن التجارب الشعرية والأدبية الفلسفية عبر الرمز والتلميح؛ بعيدا عن عالم الواقع إلى عالم الخيال، ويبحث عن مثالية مفقودة أو مجهولة ويستخدم من خلاله الأساليب التعبيرية الجديدة والكلمات الموحية حيث حرر الشعر من قيود التقليدية، ويعود أصل المدرسة الرمزية إلى الغرب، ومن مميزاتها أنها تبالغ في بعض الحالات في الأسلوب ولغة الأداء، لأن عناصرها يتكون من الألفاظ وصور بعيدة عن المألوف المعروف حتى كادت أن تلحق بالطلاسم
-كورى: آلة خشبية خاص للموسيقى
-بلفون: آلة نافخة أو ينفخ من خلالها للموسيقى
- دوغون: اسم لقبيلة تعيش في المنطقة التي تعرف اليوم باسم جمهورية مالي
توما : اسم لقبيلة من قبائل غرب إفريقيا تعيش في جمهورية مالي
-قبيلة بوبو Bobo وموزي Mosi تسكن في الدولة المسمى اليوم بوركينا فاسو
-شاكا زولو: هو الابن غير الشرعي لزعيم محلي في شرق البلاد، تميّز بشجاعته، وتمكن من توحيد كل قبائل المنطقة تحت أمرته، فأنشأ أمّة زولو، أبناء السماء
-إيزانوزي : كاهن وعراف
-الختان: هو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر وتسمى "القلفة" وقطع جزء من البظر وهى الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى، ويسمى ختان المرأة
هيكل البحث
يتكون هيكل البحث من أربعة فصول ويندرج تحت كل فصل ثلاث مباحث:
الفصل الأول: المرأة الإفريقية وجنوب الصحراء
المبحث الأول: المرأة الإفريقية
المبحث الثاني: المرأة الإفريقية والكتابة الأدبية
المبحث الثالث: المرأة الإفريقية والحجاب الإسلامي
الفصل الثالث: المرأة الإفريقية والتعليم
المبحث الأول: التعليم العربي الإسلامي
المبحث الثاني: التحرش الجنسي في الأوساط التعليمية
المبحث الثالث: الاستغلال الجنسي
ثبت المصادر والمراجع للفصل الثاني
الفصل الثالث: مفهوم المرأة الفكتورية وقضية المساواة
المبحث الأول: مفهوم المرأة الفكتورية وقضية المساواة ومشكلاتها
المبحث الثاني: المرأة الإفريقيَّة الهواجس والختان
المبحث الثالث: المرأة لإفريقيَّة رمز الحضارة الافريقية
المصادر والمراجع للفصل الثالث
الفصل الرابع: المرأة الإفريقية والفلسفة الإسلامية واللغة العربية والإرهاب الدولي
المبحث الأول: المرأة الإفريقية والفلسفة الإسلامية
المبحث الثالث: المرأة الإفريقية والإرهاب الدولي
المرأة الإفريقية والتعايش السلمي
المصادر والمراجع للفصل الرابع
التمهيد
لعبت المرأة دورا بارزا في (توعية النسوة في بلادها وفي مكافحة الأمية وساهمت في النضالات الوطنية ومع تطور الحركة الوطنية ونشوء الأحزاب السياسية دخلت المرأة العربية الأحزاب السياسية)1 وواقع المرأة في الدول المستعمرة (بما أن الاستعمار في نوعه هو فعل المدنية الحاضرة، تسلطت به على المرأة المستعمرة، فلا غرابة إذن أن يكون لذلك الفعل في تلك المرأة رد وإننا اليوم لنرى هذا الرد بادياً في صور مختلفة من حياة العالم الإسلامي، وحري بنا أن نطلق على ذلك الرد الاسم الاصطلاحي الذي يعطينا له مدلولاً أوضح، فمن المعلوم أن علم البيولوجي وعلم الاجتماع يُعَرِّفان هذا الرد بأنه: اتجاه الفرد ونزوعه إلى التكيف مع الوسط الذي يعيش فيه ، ونعلم أيضا أن من قوانين التكيف غريزة التشبه والاقتداء وبالفعل فإن أشكالاً جديدة من السلوك بدأنا نراها في الجزائر مثلا، وهي ليست من عاداتنا، وهي موجودة في سائر بلاد العروبة والإسلام، فمن تلك الأشكال، تلك الأوضاع المثيرة التي تتخذها الفتاة لكي تلتفت إليها الأنظار، وتخفق لها القلوب، وذلك الشاب ذو الشعر الطويل الذي يتحاشى النطق بالراء فينطقها غيناً ولو أننا حللنا حياة مجتمعنا لوجدنا فيه ألوانا جديدة تدل في جملتها على نزعات متباينة، واستمدادات فردية متنافرة، في مجتمع فقد توازنه القديم، ويبحث الآن عن توازن جديد)2
علاقاتنا الودية والعائلية : يعود اختلاف الملابس، وتباين الأذواق وتنافر الآراء، وتباعد الأفراد، وأحيانا اصطدام الجهود، فإننا حتى في علاقاتنا الودية والعائلية نعيش في وسط كأنه متألف من أجناس متعددة، ومتأثر بثقافات مختلفة، إننا قد انزلقنا في المتناقضات بسبب تفكيرنا الذي لم يتناول الموضوع بأكمله، وإنما أجزاء منه، ولو أننا درسنا الحضارة بالنظرة الشاملة، الخالية من الشهوات المبرأة من الأوهام، لما وجدناها ألواناً متباينة، ولا أشياء متناقضة، ولا مظاهر متباعدة، ولا شك في أن عقائدنا السياسية تدين لتلك القيم الفاسدة للحضارة)3
على المجتمع الاهتمام بالحوار الأسري لأنه يفيد التفاهم بين الأفراد الأسرية، لأن عدم الحوار يؤدي إلى العنف الأسري
النسوية الإسلامية والعلمنة: ظهر النسوية الإسلامية، في بدايات التسعينيات، في العالم الإسلامي في تركيا، مع كتاب نوليفير غول الحداثة الممنوعة عام 1991م، ثم ظهرت بتصويرها مسمًّى على يد كاتبات إسلاميات في إيران عام 1992م؛ من خلال صحيفة إيرانية تصدر في طهران بعنوان: زانان والنسوية الإسلامية تطالب بإعادة دراسة المرأة، فالتربُّب أو أن يتخذ بعض البشر البعض الآخر عبيداً، هو أمرٌ غير مقبول، بالنظر أنه لا فضل لأحدٍ على أحد، وفي الوقت نفسه هناك اختلافاتٌ بارزةٌ بين الناس، بين الذكر والأُنثى، وبين أهل اللغات المتباينة، وبين ذوي الألوان المختلفة؛ وهذا وذاك، وذلك فضلاً عن الاختلاف في التنظيمات الاجتماعية المرأة والقبائل، ولذلك لا بد من حوار الأنداد والتداول والإقناع بالمصالح المتبادلة وعلى قدم المساواة) 3 والفكرة النسوية (هي وليدة لنتاج الحركات الاحتجاجية التحررية ضد قيود المجتمع الغربي، والفكر النسوي كان سليلا للثورة الفرنسية ووريثا للفكر التنويري الحداثي المنتصر على الفكر اللّاهوتي المتحجّر لإزالة عثرة جحر في مسيرة المرأة عبر التاريخ، وقضية المرأة في الغرب كان غرضهم المساواة والتعايش مع الرجال ، وكان لها شهود مطّردا منذ أواسط القرن السابع عشر، قبل عصر الأنوار، للمشارة في المشهد السياسي الديكارتي)4
ومن مظاهر ذلكم التعديل أن يتعلم الطفل مشاركة ما يملكه من ألعاب وغيرها مع الآخرين ، (بطرق مختلفة ، كأن يتعلم إذا طَلب تملُّك ما عند غيره أن عليه أن يبذل ما لديه لغيره ، وأن هذا في مقابل ذاك ، وهذا من مظاهر المشاركة ، أو أن يتعلم أنه متى حصل على شيء وجب اقتسامه مع إخوته أو من يحيط به ، وهو ما يبني لديه خلق البذل والعطاء ، والعطف على الآخرين ، وتقبل اقتسام العيش معهم ، وتلك من أهم القيم البانية للتسامح) 6
أظهرت الأبحاث أن عدم التعايش أساسه الفقر والجهل، هي مشكلة عالمية يستمد من الفقر التخلف (لقد كان التعايش السلميُّ والعيش المشترك على كافة المستويات: داخل المجتمعات المسلمة، ومع المجتمعات الأخرى والدول، ومع العالَم؛ حاجةً لنا دينية وأخلاقية وإنسانية، ومطلباً لا يستغنى عنه، فالعيش بالسلم نعمةٌ كبرى)7
فمشكلات القارة الإفريقية والآسيوية كثيرة منها الصراعات، والأمراض، والفقر، وهجرة العقول المثقفة إلى الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها؛
فالمرأة الإفريقية والآسيوية تحمل المياه من أماكن بعيدة ، وتعاني المرأة من الأمراض وفي مقدمتها مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز (وسبب انتشاره يعود إلى الجهل والخوف والانحلال الجنسي، والعنف الجنسي، وهي مشاكل منتشرة في تشكّل المرأة الإفريقية ما نسبته أكثر من النصف في تعداد سكان إفريقيا، إلا أن الأرقام تشير إلى تدني المستوى التعليمي والصحي والاقتصادي للمرأة،) 8
فالمرأة الإفريقية الآسيوية هي مدرسة الأجيال المستقبل (تقوم بزرع الصفات الطيبة في الطفل وتهدي طفلها ليكون في المستقبل رجلاً مهماً في المجتمع، والمرأة هي الحياة وطعمها، لا تعرف الحياة ، ومن أجمل ما وصفت به المرأة قول الفيلسوف ابن سيناء خير النساء العاقلة الدينية الحبيبة الأمينة الغيب القصيرة اللسان المطواعة العنان الوقور في هيئتها الخفيفة في خدمة بيتها تحسن تدبيرها وتكثر القليل بتقديرها) 9
1.صورة المرأة الأم هي التي تقوم بزرع الصفات الطيبة في الطفل ، يقول ابن سيناء (خير النساء العاقلة الدينية الحبيبة الأمينة الغيب القصيرة اللسان المطواعة العنان الوقور في هيئتها الخفيفة في خدمة بيتها تحسن تدبيرها وتكثر القليل بتقديرها )10
الشاعر الغيني للشاعر الغيني (كمارالاي - ت 1980م)كتب قصيدة يعترف فيها بجهود أمه في اعالته وتربيته ويقول
أيتها المرأة السوداء
أيتها المرأة الإفريقية
أنت يا أمي تجولين بخاطري
إيه يا (دامن) يا أمي
أنتِ يا مَن حملتني على ظهرِك
أنت يا مَن هديتني أُولى خطواتي
أنتِ يا أوّلَ من افتتح ناظريَّ على البسيطة وأعاجيبِها
أنتِ يا أمّي تجولين بخاطري
ديوان (ضربات مِدَقّ)
2. المرأة بنت: تسعى المرأة لمواكبة الحداثة الموازية للمجتمعات الغربية، وكذلك المجتمعات الاسلامية يحكمون عليها بالسفور والتبرج والتجرد من عاداتها وموروثها الثقافي الإسلامي وهي حالة يرثى لها، يقول: محمد الأمين
عاج السنغالي أسمى إحدى قصائده ب بنت الزمان :
بنت الزمان جلبت العار للعين لما خرجت على التقليد والدين
هتك تسترك في ثوب خرجت به عريانة الصدر والساقين قل ميني
غدوت في ذلك الفستان كاشفة مال كان مختبئا من غير تخمين
فتاة يوم يغد تولا احتشام بها ولا التعفف عن شرب وتدخين
تبدي مفاتنها للناس مغرية حمقى الخنافس والمعدود في الدون
لها شقيق ضعيف لايحاسبها بل إنها منه تلقى كل تمرين)11
احتكت المرأة في الوقت الراهن بقيم المجتمع الغربي تولد عندها الرغبة في مواكبة العصر وتسعى لمجاراتها لقيم المرأة الغربية،
وفي قصيدة البطاقة السوداء التي نشرها ليودامس عام 1956م استهل كعادته بأسلوبه الساخط للتعبير عن النظرة الإفريقية التقليدية للجمال، والتي تجعل السواد معيار الفضيلة، فيقول
لا يكون الأبيض زنجيا قط
لأن الجمال أسود
والحكمة سوداء
ولأن التحمل أسود
والشجاعة سوداء)12
جمال المرأة، ظاهرة موضوعية، ومصدر الشعور بالجمال هو مزاج الروح ، للأشياء الجميلة، (والصفات الحسن التي هام به الشعراء والمحبون وملئوا الدنيا تشبيها وغزلا رقيقا وتترائى لنا كما عبروا عنها مجتمعة في محبوبتهم فاذا هي جميلة من بعيد ومليحة من قريب)13
والجمال في نظر الباحث هو التمثل بالهوية الدينية والثقافية واللغوية.
يقول عالم النفس الحيوي توماس جاكوبسون من جامعة لايبتزج الألمانية في هذا الصدد( إن الدماغ البشري لا يستغرق اكثر من جزء من الثانية في الحكم علي شخص بأنه جميل من عدمه ويضيف إن الذكور يتمتعون بسرعة فائقة في الحكم علي صفات الجمال اكثر من النساء اللاتي تستغرقن وقتا أطول)14
الجمال ( يكمن فيها وفي شخصيتها وهو نوع من السحر والمرأة الجميلة (لها الصباحة في الوجه الوضاءة في البشرة الحلاوة في العينين الملاحة في الفم الرشاقة في القد )15
لكن الجمال الحقيقي هو احترام مبادئ الدين الإسلامي وقيم الأخلاق الإسلامية
ويرى البعض أن أجمل النساء(أطولهن إذا قامت وأعظمهن إذا قعدت وأصدقهن إذا قالت التي إذا غضبت حلمت وإذا ضحكت تبسمت وإذا صنعت شيئا جودت التي تطيع زوجها وتلزم بيتها العزيزة في قومها الذليلة في نفسها الودود الولود وكل أمرها محمود)16
في اليابان ويري كارل جرامر( إن التوازن الهرموني يلعب دورا هاما في صفات الجمال إضافة إلى تناسق توزيع الدهون في الجسم )17
اختلاف مواطن الجمال لدي الشعوب الإفريقية والآسيوية :( فإن الأمر يصبح صعبا علي تعميمها علي الشعوب الأخرى، الجمال عند العرب مذكور في أدبياتهم ويمكن حصره في الملامح الأصيلة التي يحددها الأنف الدقيق والعيون الواسعة الكحيلة و العنق الصافي الطويل والجسم الممتلئ مع الشعر الأسود الطويل والبشرة البيضاء الصافيه ويماثل العرب في ذلك الهنود والفرس)18
فهذا جمال الصورة لكن الجمال الروحي هو أساس الجمال لأنه يتسم بالأخلاق، فالأخلاق مقياس الجمال فالمرأة الإفريقية في العهد القديم كانت تعاقب على الرذائل و (من أعظم أجناس إفريقيا رقيا يعاقب عليها كالزنى والسرقة)19
يرى الباحث باستخدام نمط الأصالة وهو خلط بين الذوق الإفريقي الآسيوي و السعي إلى التداخل حضارتين (وإن كان كلا هذين الذوقين وإن كانا يتعايشان معاً اليوم ، لابد أن يسود في النهاية الأكثر حداثة والأكثر موائمة بينهما لواقع التطور العقلي والثقافي للجنس البشري)20
و التداخل بين الحضارتين تتناسب التواصل الاجتماعي( وتخدم بالدرجة الأساس انتقاء و تربية عقلية للأجيال الجديدة)21 أما الغيرة فإنها موجودة منذ سنين في المجتمعات الإفريقية والآسيوية
وكذلك التضامن الاجتماعي( واحترام الكبار والإحسان إليهم، والرفق بالأولاد وتقدير ذكائهم، ونبذ الظلم ، وكراهية الخيانة، يتم ذلك في عبارات عادية سلسة في مت ناول فهم الصبيان الذين يصغون إلى العجائز، أو يتسامرون في إلقائها على التناوب في الليالي المقمرة)23
الاسرة في المجتمعات الإفريقية والآسيوية (تُعدّ الأسرة مؤسس النواة الأولى لأي مجتمع إنساني بمختلف الحضارات والعصور، وصناعة تكوين دورها ويُنظر إليها بوصفها الموروثات المجتمعي للتنظيم الاجتماعي، التي الوحدة الأساس لتقوم بمهمةٍ حيوية من خلال عملية الاجتماعية، لذلك فهي بمثابة الأساس لتنمية شخصية الإنسان وثقافته)24
والأسرة الآسيوية الإفريقية تؤدي إلى (عدد من الوظائف المهمة داخل المجتمع، فقد كانت الأسرة في الماضي وحدة اقتصادية مكتفية، وكما بتعليم أفرادها، ولا يعني ذلك تعليم كانت القراءة والكتابة فقط؛ وإنما يعني تعليم الحرفة، والصنعة أو الزراعة، كما أنها وفرت الحماية ، لأعضائها، فالأب وأبناء العموم بالتشارك فيما بينهم- أفراد الأسرة الحماية والأمن، ومن وظائف الأسرة كذلك غرس القيم الدينية، وتعليم الأبناء ممارسة الشعائر الدينية ، من هنا تنبع أهمية الأسرة في إفريقيا، حيث إنها توفر محضناً يتلقى أعضاؤها من خلاله المساعدة والتشجيع والمشورة ، وبالتالي أدت، الأسرة الإفريقية الممتدة، من بين أمورٍ أخرى، الدور الذي تؤديه مؤسسات الرعاية الاجتماعية في الغرب)25
والزواج في المجتمعات الإفريقية والآسيوية تعود إلى القيم الدينية والموروثات الشعبية، وهو سبب للتحالف والتقارب بين الأسر الإفريقية، وكذلك تتعدد الزوجات ظاهرة منتشرة في إفريقيا، ونسبة الخصوبة مرتفعة نتيجة للزواج المبكر ويحرص الآباء على إنجاب أكبر عدد من الأبناء
والعائلة تكون تحت سلطة الأب (الأسرة الإفريقية منتجة، فجميع أفرادها يعملون وينتجون، الأسرة ممتدة لا تقتصر على الأبناء؛ بل تشمل الأقارب، هذه السمات ساهمت في تكوين هوية وشخصية المجتمعات الإفريقية وقد ظلت الأسرة الإفريقية تقوم بوظيفتها، محافظةً على البناء الأسري التقليدي)26
تعرضت الأسرة الإفريقية والآسيوية تحديات وضغوطات عبر الهيمنة الخارجية (من خلال توظيف واستخدام الأمم المتحدة كأداة لفرض النظرة الغربية للأسرة على المجتمعات الإفريقية وتُعدّ مركز المرأة التابعة للأمم المتحدة إحدى اللجان التي تهيمن عليها القوى الغربية ومن خلالها تمارس الضغوط على البلدان الإفريقية لإجبارها على القبول بالأجندة الغربية وجعل بنود هذه الأجندة جزءا من القوانين المحلية لكل دولة)27
يقول مالك بن نبي(غير أن أولئك المتمسكين بإبعاد المرأة عن المجتمع، والمؤمنين بضرورة إِبقائها في سجنها التقليدي قد يبدو، في تعليل الدافع النفسي لموقفهم بأنه جنسي، بعض الغرابة، بيد أنَّ هذه الغرابة لا تلبث أن تزول حينما نعلم أن ليس لتفكيرهم من مبرر منطقي، إلى ما يتعللون به من الحفاظ على الأخلاق، الذي يختفي وراءه مغزى التمسك بالأنثى، فالغريزة هنا تكلمت بلسان آخر، وإذن فهذه المشكلة ينبغي أن تصفى أولا من مثل هذه النزعات، ثم تُحل حلا يكون الاعتبار الأول فيه لمصلحة المجتمع، فالمرأة والرجل يكونان الفرد في المجتمع: فهي شِقُّ الفرد، كما أن الرجل شقه الآخر)(مالك نبي، 1986م ص115)28
فإن مشكلة المرأة مشكلة إنسانية (يتوقف على حلها تقدم المدنية، فلا يكون حلها إذن بمجرد تقليد ظاهري لأفعال المرأة الأوربية، دون ما نظر إلى الاسس التي بنت عليها المرأة الأوربية سيرها، ونحن إذ نحاول في هذا الفصل أن نحدد مهمة المرأة في المجتمع ينبغي أن ننظر إلى هذه المشكلة، وهي تسير منسجمة مع المشكلات الاجتماعية الأخرى)(مالك بن نبي، ص116 )29
المرأة المسلمة تشبه الأوربية: لقد اتبعت هذه الطريق بعض البلاد الإسلامية، وهي تمثل في نظرها حركة التجديد في حياة المرأة، التي ما زال يدعو إليها المجددون، ولكننا بشيء من النظر نرى أن انتقالنا بالمرأة من امرأة متحجبة إلى امرأة سافرة، تطالع الصحف وتنتخب، وتعمل في المصنع لم يحل المشكلة، فهي لا تزال قائمة، وكل الذي فعلناه أننا نقلنا المرأة من حالة إلى حالة، وسنرى عما قريب أن انتقالنا هذا عقد المشكلة بعد أن كانت بسيطة، فليست حالة المرأة الأوربية بالتي تحسد عليها، فظهور المرأة الأوربية في مظهر لا يخاطب في نفس الفرد إِلا غريزته أثار أخطارا جديدة، كنا نود أن يكون المجتمع بمنجاة منها، فمشكلة النسل في البلاد الأوربية وصلت إلى حالة تدعو أحيانا إلى الرثاء، إذ أنها فقدت تنظيمها الاجتماعي، بحيث جعلت المجتمع الأوربي- وقد امحت منه معاني التقديس للعلاقات الجنسية- يعتبر هذه العلاقات تسلية للنفوس المتعطلة؛ وبذلك فقدت وظيفتها من حيث هي وسيلة لحفظ الأسرة، وبقاء المجتمع.
ويمكن أن نرى خطورة هذه المسألة في أحد مظاهر حياتها في أوربا، أعني المودة فالزي الذي تختاره المرأة لنفسها دليل واضح على الدور الذي تريد تمثيله في المجتمع وتمثله فعلا، فقد كانت المرأة الأوربية إلى عهد قريب تلبس اللباس اللطيف ، تستر به مع أنوثتها سرها المكتوم حتى أخمص قدميها، وتتخذ من حيائها حاجزا يمنعها من التردي في الرذيلة، فكانت بردائها هذا خير مثل للرقة والأدب في المجتمع، إذ كانت السيدة الجديرة بكل احترام)(مالك بن نبي، 1986م ص117)30
الأزياء الإفريقية والآسيوية في العصر القديم والمعاصر، (غير أنها أصبحت اليوم تلبس اللباس الفتان المثير، الذي لا يكشف عن معنى الأنوثة، بل عن عورة الأنثى، فهو يؤكد المعنى الجسدي الذي يتمسك به مجتمع ساده الغرام باللذة العاجلة، وعلى نقيض هذا نجد امرأتنا المسلمة تلبس (الملاية) ، فتسرف في ستر جسدها بشكل شاذ في بعض أنحاء بلادنا معبرة عما يطبع مجتمعاتنا من الميل إلى الركود والتخلف، وهي من ناحية أخرى تعبر عما يراود نفوسنا أحيانا من رياء أو نفاق.
ذلك أني لا أرى مشكلة المرأة بالشيء الذي يحله قلم كاتب في مقال أو في كتاب، ولكني أرى أن هذه المشكلة متعددة الجوانب، ولها في كل ناحية من نواحي المجتمع نصيب؛ فالمرأة كإنسان تشترك في كل نتاج إنساني أو هكذا يجب أن تكون، ولن يكون تخطيط حياتها في المجتمع مفيدا إلا إذا نظرنا إلى هذا المؤتمر بعين الاهتمام، بشرط أن يضم الوسائل الكفيلة بتناول المشكلة من جميع أطرافها، فيجب مثلا أن يضم علماء النفس، وعلماء التربية، والأطباء، وعلماء الاجتماع وعلماء الشريعة، وغيرهم. وحينئذ نستطيع أن نقول: إننا وضعنا المنهج الأسلم لحياة المرأة، ولسوف يكون هذا التخطيط حتما في صالح المجتمع، لأن علماءه والمفكرين فيه هم الذين وضعوه)(مالك بن نبي، 1986م ص118)31
عمل المرأة الإفريقية والآسيوية (فمن المعلوم أن المرأة الأوربية كانت ضحية هذا الاعتبار، لأن المجتمع الذي حررها قذف بها إلى أتون المصنع، وإلى المكتب، وقال لها: عليك أن تأكلي من عرق جبينك في بيئة مليئة بالأخطار على أخلاقها، وتركها في حرية مشئومة، ليس لها ولا للمجتمع فيها نفع، ففقدت- وهي مخزن العواطف الإنسانية- الشعور بالعاطفة نحو الأسرة، وأصبحت بما ألقي عليها من متاعب العمل صورة مشوهة للرجل، دون أن تبقى المرأة.
ونحن نرى أننا لا نستطيع أن نبحث هذه المشكلة أيضا بعيدا عن واقع المجتمع، بحيث نغفل تفوق عدد النساء على الرجال في غالب الظروف، وما يجر ذلك على المجتمع من مشكلات،
إن دارس الاجتماعيّات لا يدرس الأشياء كما هي فحسب، يل هو يحاول أن يدرك ما سوف تؤول إليه أيضا.. نعم إننا نرى المرأة في تطور، ولكننا لم نشرع بعد في التخطيط الدقيق لجميع أطوارها، فنحن نراها في مظاهرها الجديدة فتاة في المدرسة، وفي حركة كشفية، وفي تسابق في الحياة العامة، عاملةً، ومولدة، وطبيبة ومدرسة، وعاملة في المصنع والأتوبيس، ونائبةً أخيراً )(مالك بن نبي، 1986م ص119)32
المرأة الإفريقية والآسيوية تتسم بالتوازن الأخلاقي لاحترامها للعوامل المادية والأدبية (إِن التوازن الأخلاقي في مجتمع ما، منوط بمجموعة من العوامل الأدبية والمادية، والملبس هو أحد تلك العوامل، فالعباءة مثلاً من الأشياء التي ورثتها لنا بيئة تميل بروحها إلى التنعم والهدوء، ولقد كان هذا اللباس يناسب جميع طبقات الشعب في الماضي، على تناقضها، فكما أنه كان لباس الزاهد المتقرب إلى الله، ولباس الراعي المسكين، فإنه كان لباس الأمراء المنهمكين في الملاذ والشهوات، وذلك لأن قاسما مشتركا من الحياة الراكدة الهادئة كان يجمعهم)(مالك بن نبي، 1986م ص120)33
يعتبر اللباس من عوامل التوازن الأخلاقي وهو موضع اعتبار لدى المرأة الإفريقية والآسيوية (وليس اللباس من العوامل المادية التي تقر التوازن الأخلاقي في المجتمع فحسب، بل إن له روحه الخاصة به، وإذا كانوا يقولون: القميص لا يصنع القسيس، فإني أرى على العكس من ذلك، فإن القميص يسهم في تكوين القسيس إلى حد ما، لأن اللباس يضفي على صاحبه روحه ومن المشاهد أنه عندما يلبس الشخص لباسا رياضيا، فإنه يشعر بأن روحا رياضية تسري في جسده، ولم يكن نزع الطربوش والاستعاضة عنه بالقبعة في تركيا الكمالية بالشيء البسيط، فقد كان أتاتورك يعلم أن الطربوش جزء من الفكر العتيق، فكر الباحثين عن السلوك وقتل الوقت، أولئك الذين سئموا الحياة، وباتوا يدخنون النرجيلة، ويتلهون بكركرتها عن كر دقائق الزمن، تسلية لأنفسهم بحياة تنابلة السلطان، ومهما يكن من أمر، فإننا نرى أن مشكلة الزي موضع اعتبارات مهمة غير التي ذكرنا، ونعني بها تلك التي تدفع إلى الاعتناء بالشكليات، فمن المعلوم أن الملبس يسير مع أهله في تطور التاريخ، وتبدل الأزمان، والدول المتقدمة تغير أزياءها الرسمية حسب تغيرات التاريخ، وبخاصة بعد النكبات الحربية، فإذا ما شوهت هزيمة كرامة زي من الأزياء العسكرية، نرى الدولة المهزومة كثيرا ما تقتبس أزياء الدولة المنتصرة، وقد شاهدنا ذلك مثلا في الجيش الروسي بعد)(مالك بن نبي، 1986م ص121)34
فالاستعمار أثر في عقول كثير من المجتمعات البشرية حتى في لباسهم (يرينا كيف يؤثر الاستعمار على الفرد من الخارج، ليخلق منه نموذج الكائن المغلوب على أمره، والذي يسميه المستعمر في لغته الأهلي، ونحن في هذا الفصل نريد أن نتعرض لعامل آخر ينبعث من باطن الفرد الذي يقبل على نفسه تلك الصبغة، والسير في تلك الحدود الضيقة التي رسمها الاستعمار، وحدد له فيها حركاته وأفكاره وحياته)(مالك بن نبي، شروط النهضة، 1986م ص153)35
المرأة الإفريقية والتغريب: المشكلة الراهنة أن المجتمعات الإفريقية والآسيوية على عدم دراسة بعدُ الاستعمارَ دراسة علمية في واقعنا المعاصر مما أدى إلى صرف حياتنا الاجتماعية أوضاعنا النفسية وجعلنا فينا أقلاماً يكتب لأغراضه، ويتصرف في بعض مواقفنا الوطنية والدينية.
فأمر المرأة من الأمور المهمة في الحياة المعاصر، ويعبرون أن الدين الاسلامي ظلم المرأة واهتموا بها اهتماما زائد وينادون بتحريرها واسودت صحفهم للمطالبة بحقوقها (كأن الديانات ما جاءت إلا لترشد الناس إلى ظلم المرأة وهضم حقوقها، وجاءوا هم ليرفعوا عنها هذا الحيف الذي عانت منه أجيالا طوالا، وإذا أردت أن تكون موضوعيا ومحددا في مناقشة أحدهم ترى أن خلاصة شغبهم وصراخهم وعويلهم حول هذا الأمر لا يتجاوز تجريد المرأة من دينها وخلقها ثم من حجابها وثيابها، فالظلم كله هو أن تبقى المرأة متمسكة بدينها وخلقها وعفتها وطهارتها، مصبغة عليها حجاب الصون والعفة، والعدل كله أن تتحرر من كل ذلك، وكنتيجة طبيعية لانهزام المسلمين انهزموا أيضا في هذا الميدان وحقق الغزاة انتصارا مذهلا مروعا، وجردت المرأة من حليها في الظاهر والباطن فأبدت عورتها للناس وتبرجت تبرجا أشد من تبرج الجاهلية الأولى وانطلقت في الشوارع كاسية عارية مائلة مميلة تغري الناس بزينتها وتحرضهم على الرذيلة وتدمر كل شيء بإذن أسيادها وأساتذتها من الغزاة وعملائهم. فتحطمت الأسر وهدمت البيوت وشاعت الفاحشة في الذين آمنوا وقوضت أركان المجتمع الإسلامي وسرى الانحلال والانهيار في كل جوانبه، وكان للأعداء ما أرادوا)(مالك بن نبي، 1986م ص155)36
المرأة الإفريقية والآسيوية تأثرت بالتغريب الفكري والثقافي عبر (برامج التعليم وسيلة من أكبر وسائل الغزو الفكري وأجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها من صحافة وإذاعة وتلفزة ودور عرض (السينما)، فإن الأيدي الخبيثة الأثيمة من أعداء الإسلام قد وضعت هذه الأجهزة في أيدي ربائبها وغلمانهما ممن لا يقلون حربا للإسلام عن أسيادهم، وهكذا أصبحت أجهزة الإعلام في معظم بلاد المسلمين كمخدر دائم يستعمل لصد الناس عن دينهم ولا دور لها إلا تحطيم المثل والقيم والأخلاق والتحريض المستمر ليلا نهارا على الفاحشة، وعلى مخالفة الآداب، وعلى ازدراء الفضائل والخروج على كل عرف صالح تعارفه الناس)( فخري 1389 هـ، ص29)37
وتغريب المرأة الإفريقية شملت تشكيك المرأة في أحكام الحجاب الشرعي، وعدم الاهتمام بالمبادئ الإسلامية كخطر الاختلاط ونحوه، فعلى الأمة الاسلامية (رفع الروح المعنوية للأمة وتقوية أواصرها وتعاونها)( الكيلاني ، 1984م ص 250)38
فحماية القيم الاجتماعية من الرذائل والاهتمام بمبادئ الشريعة لحماية المجتمع الإسلامي، (والأمر بالمعروف يعني الأمر بما قرره الكتاب والسنة من مبادئ وقيم وأحكام للمجتمع، والنهي عن المنكر يعني النهى عما نهى عنه الكتاب والسنة من معاصي تعتبر خروجاً عن المبادئ الإسلامية وقيمها)( الكيلاني،1984م ص251)39
و الأمة الإسلامية مجتمع متعاون وله تاريخ إسلامي (لقد حفل التاريخ الإسلامي بالأمثلة العديدة لهذه القيادة التي قاد بها العلماء الرأي العام لمواجهة الفرق الهدامة وتأثير الفلسفة اليونانية في الفكر الإسلامي وضرب هذا الاتجاه الفلسفي ضربة قاصمة بعلمه وصبره وجهاده وثقة الناس به العالم أحمد بن حنبل- رضي الله عنه- والشيخ العز بن عبد السلام- رضي الله عنه- قاد الرأي العام في المجتمع الإسلامي لمواجهة الحاكم الذي تعاون مع الصليبين ضد المسلمين، ولمواجهة الانحراف في المجتمع والفساد الذي كان وراءه بعض الأفراد)( الكيلاني، 1984م ص257)40
وفي ظل هذه الأمور الاهمام بتربية أفراد الأمة الاسلامية (في ظل هذه المبادئ والأسس التي رسمها الإسلام للمجتمع، نجد أن الإسلام دعا إلى قيام المؤسسات التوجيهية التي تربى أفراد الأمة تربية إيمانية صالحة على عقائد الإسلام وقيمه واتجاهاته ليكون الرأي العام في المجتمع الإسلامي الثمرة المباركة لهذه المؤسَسات وهي: المسجد والعلماء والبيت والمدرسة) (الكيلاني ، 1984م ص257)41
فوسائل الاسلام لها توجيهات في تغيير مفاهيم المجتمع (فهدف الإعلام الأول إيجاد الرأي العام أو توجيهه نحو قضية ما أو وجهة نظر مطلوبة وتأثير الإعلام في الرأي العام راجع إلى اتصاله المباشر بالجماهير على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الثقافية، ورجل الإعلام الناجح هو الذي يعرف نفسية الجماهير ورغباتهم ويحاول توجيهها لمصالح فكرته ومؤسسته، ودخول وسائل الإعلام كل بيت بغير استئذان، وعرضها للفكرة بوسائل الإقناع المختلفة في أوقات النهار المختلفة يجعل لها التأثير البالغ على عقول الجماهير وإيجاد الرأي، العام في الأمة، ومن هنا كانت خطورة أجهزة الإعلام وأهميتها البالغة إيجاباً أو سلباً، ومن هنا كان على العلماء في البلاد الإسلامية واجب كبير في توجيه هذه الأجهزة السيطرة عليها حتى تكون معبرة عن عقيدة الأمة وحضارتها، داعية إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا يقتضي أن تكون لهذه الأجهزة رسالة وفلسفة واضحة تلتقي مع رسالة أجهزة التوجيه)( الكيلاني، 1984م : 257)42
دور المرأة الإفريقية والاسيوية لا ينحصر في الإنجاب، وإدارة شؤون المنزل، واندماج المرأة في النشاط الاقتصادي يؤدي إلى تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية و(التنمية تحتاج إلى تخطيط شامل لإحداث التغير الاقتصادي والاجتماعي والى إشراك المرأة كعنصر بشري) 43
(بأن هنالك أدلة قاطعة على أن تمكين المرأة يكون عاملا رئيسيا في مكافحة الفقر والايدز ووفيات الأمهات والأطفال والعنف ضد المرأة والتميز ضد النوع الاجتماعي ومؤتمر القمة الأفريقي يناير 2015 كان شعاره تمكين المرأة) 44
فالعلماء اشترطوا الحجاب شرطا أساسيا من أسس عمل المرأة في الأماكن العامة، وهو رمز لتمكين المرأة (الأمر الذي يستدعي استنهاض وتشجيع المرأة ودفع مبادراتها من أجل التغيير للأفضل، يتطلب ذلك تضافر الجهود وتوحيد الرؤى نحو قضايا المرأة الإفريقية من خلال إعادة ترتيب صفوفها وأولياتها وآلياتها) 45
المرأة هي مستقبل إفريقيا اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا (لكن الامر بالعكس تعاني المرأة من نقل المياه، من الأماكن النائية بالحمير أو بالراس ... ويسبب لهن أضرار صحية ويصيبهن الإنهاك ولا يجدن وقتا للتعليم)46
فالمرأة الإفريقية المسلمة قد وضع الإسلام حدود ما بين الرجل والمرأة وهناك الاتجاه العلماني، مصحوب بالتقدير للدين الإسلامي، ويوجد مناضلات إفريقيات يحاولن استعادة حقوق النساء من خلال الإسلام
والواقع قضية المرأة الإفريقية والآسيوية في المجتمع المعاصر تدور حول منطلقات فكرية
منها: التيار المحافظ، ويرى أنصار هذا التيار أن المرأة أنما خلقت للإنجاب و تربية الأبناء الخ
ثم التيار التحريري الذي يدعو لحرية مطلقة للمرأة ومساواة كاملة لها مع الرجل، والتيار المعتدل يرفض الجمود الذي يؤدي إلى التخلف.
أثر أفكار الأنوثة على حركات تحرير المرأة : بدأ من منتصف القرن التاسع عشر الميلادي أو ما يسمى( بعصر النهضة) وهي الشرارة الأولي لهذه النزعة وطرح قضية المرأة في الفكر العربي
بحيث تتأثر المرأة بالغرب و حياة المرأة الغربية كنموذج، قضية المرأة كجزء ملحق بموضوع النهضة والاختلاط بين الجنسين وعدم انزواء المرأة في البيت ، لكن لم تطرح قضايا متناقضة لثوابت الدين ومسلماته ولم ينسب إلى الدين نفسه دور في تخلف المرأة ، وفي بداية بداية القرن العشرين صدر كتاب مرقص فهمي سنة1894م بعنوان( المرأة في الشرق ) والذي أثار هزة كبيرة لكونه نقل موضوع حقوق المرأة ميدا ن المواجهة مع المعتقدات الإسلامية منها: القضاء علي الحجاب الإسلامي وإباحة الاختلاط نين الجنسين، تقييد الطلاق والإنجاب ووقوعه أمام القاضي ومنع الزواج بأكثر من واحدة وإباحة الزواج بين المسلمات والأقباط ثم ظهر كتاب (المرأة الجديدة ) لقاسم أمين ومن مؤلفاته تحرير المرأة و المرأة الجديدة دعا فيها إلى اقتفاء الأثر المرأة الغربية.
قضية حجاب في القارة الإفريقية: قضية الحجاب في القارة الإفريقية تختلف من فرقة إلى فرقة ففرقة أهل السنة والجماعة السائرين على منهج محمد بن عبد الوهاب يسمون عادة بالوهابيين فبعض بلدان القارة الإفريقية ، الحجاب الشرعي عندهم ضرورة شرعية ، وصفة تلك الحجاب من قماشٍ أسود كثيفٍ، ساتر من أعلى الرأس إلى القدمين، على منهج السلف، وأمر سبحانه النساءَ بإرخاء الجلابيب؛ لئلَّا يُعرَفْنَ، ولا يُؤْذَيْنَ، وهذا دليل على القول الأول، وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره: أن نساء المؤمنين كُنَّ يُدْنين عليهنَّ الجلابيبَ من فوق رؤوسهن؛ حتى لا يظهر إلا عيونُهن؛ لأجل رؤية الطريق)(تقي الدين، 1985م )47
ونوعية الحجاب الشرعي مازال محل جدل ومناقشة بين المجتمعات الاسلامية نظرا لاختلافات الفكرية والعلمانية والعادات والتقاليد والموروثات( تبلور الفكر أكثر وضوحا عن حقوق المرأة وتصاعد إلى درجة علمنة وتغربه فأكثر كتابات هذه الفترة كانت تنادي باللحاق بركب الحضارة الغربية واعتماد المرأة الغربية نموذجا، تناول حقوق جديدة للمرآة لم تطرح من قبل المساواة في جميع مرافق التعليم للجنسين متساوية والدعوة إلى المساواة في الميراث و نظام أحوال السياسية مثل تعدد الزوجات، محاولة بعض دعاة المرأة توظيف الدين في القضية وتطويع نصوصه لصالح دعوتهم وطرحت موضوعات تناقض الدين نشكل واضح مثل المساواة في الميراث وعلاقات قبل الزواج وتعري المرأة وحريتها في اللباس( و كان يهدف من وراء تحرير المرأة إلى تحرير المجتمع وإصلاحه وكان يرى في الحجاب والتستر على المرأة حجبا للنور والتطور عن عقلها ونفسها وحياتها وهو يقول الشريعة الإسلامية لا تحوي نصا يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة وإنما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها واخذوا بها و بالغوا فيها والبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين براء منها )(الفاخوري 1986 ص105) 48
قال أنيس المقدسي (لم يكد ينبثق فجر القرن العشرين حتى دوى في مصر هز العالم العربي
من أقصاه إلي أقصاه وهو صوت قاسم أمين يدعوا أبناء وطنه وملته إلى وجوب تعليم الفتاة وتخفيف الحجاب أو رفعه وتنظيم الزواج و الطلاق ومنح المرأة حقوقها الاجتماعية وحريتها الطبيعية مستندا في كل ذلك إلي النصوص القرآنية و النبوية محاولا تفسيرها بما يلائم روح العصر و قد تصدى له المحافظون وعانى منهم ما يعانيه كل مصلح و إلى ذلك أشار شاعرا لنيل بقوله
أقاسم إن القوم ماتت قلوبهم ولم يفهموا في الصفر ما أنت قائلهم
إلى اليوم لم يرفع حجاب ضلالهم فمن تناديه ومن ذا تعاتبه
(الفاخوري 1986 ص105 )49
تغريب المرأة الآسيوية والإفريقية: العلمانيون يصرحون بالمرجعية الغربية في تفكيرهم وآرائهم ويعتقدون أن الإسلام ليس دينا صالحا للكل زمان و مكان ولا ينبغي أن يكون مصدرا للتشريع في العصر الحديث بعد تطور البشرية، ومن المنطلق بحثوا عن تشريعات و نظم تتوافق مع عصرنا فوجدوها في المسا وات الكاملة أو المطلقة التي تقضي إلي التالي:
أولا: المساواة في الميراث على خلاف ما هو منصوص عليه في الشريعة
ثانيا: المساواة في الطلاق بان تكون المراعاة قادرة على حل العقد الزوجية في أي وقت تشاء مثل الرجال سواء بسواء
ثالثا: المساواة في الإنفاق على الأسرة
رابعا: المساواة في الحياة الجنسية تشمل منع الرجل من تعدد الزوجات وحرية المرأة قي الارتباطات الجنسية إذا كان الرجل حرا حريتها في مباشرة عقد الزواج من غير حاجة لولي
خامسا: المساواة في السكن و تعني حرية المرأة في اختيار ها للرجل في ذلك
سادسا: التساوي في حق الطاعة و النشوز تثيرها الحركة التسوية تبني مصطلح حرية المرأة فالمرأة حرة في العمل حرة جنينها حرة في طاعة زوجها وهذه الحري ة المطلقة دعمت في الكتابات العربية بحجة (أن المرأة تملك نفسها )أي حرية التصرف في جسدها
باعتبارها من أول حقوق الإنسان و هذه الحجة معناها واسع تتضمن أمورا كثيرة منها
ا- حق المرأة في ستر جسدها فقط إما الستر وعدم الكشف ذلك محارب باعتباره تخلفا ورجعية وسببا للحرمان من الكثير من الحقوق والامتيازات في المجتمع يصل في بعض الأحيان إلي الحرمان من التعليم حتى العلاج فربطوا بين الحجاب وحجاب العقل وبينه وبين ملكية المرأة لجسدها وبين الطاقة الجنسية الكامنة في المرأة والتي هي خطيرة على الر جال وغير ذلك من المزايدات التي تخرج الحجاب عن مغزاه حكمته الإلهية من الستر والعفاف والطاعة والامتثال مع الانطلاق والتقدم في ظل التحلي والتمسك بالقيم و الأدب
ب-حرية المرأة في علاقتها الجنسية فلها أن تختلط بالرجال بمقتضى أو بغير مقتضى من غير أن يكون قيود على هذا الحق المزعوم ففي التعليم و العمل والأفراح والمناسبات و في السفرات والرحلات والزيارات وفي كل الأحوال لها أن تلبس ما تشاء وتجلس وترافق الرجال كما تشاء )50
المرأة الإفريقية وواقع المرأة الغربية
الخطاب العلماني : إباحة كل شيء في مجالات العلاقات الجنسية فاللباس حرية شخصية والاختلاط هو الأصل، يعتبر المفكر الجزائري مالك بن نبي واحدا من رجالات القرن العشرين في العالم الذين شغلوا أنفسهم بقضايا أمتهم و سعوا إلى بلورة الحلول والاقتراحات الكفيلة بإخراج الأمة المسلمة من خلفها الشامل المركب ودفعها إلى معانقة العصر بفاعلية، فقد قدم مالك ابن نبي مشروعا فكريا متكاملا و في إطار مشروعه الفكري العام وتحديد نوعية وطبيعة المشكلات التي يواجهه المجتمع الإسلامي وقف مالك بن نبي عند قضية المرأة التي تعرضت لكثير من التشويه خصوصا مع المجتمعات الإفريقية تبيح تعدد الزوجات وللمرأة نظر خاص في الميتافيزيقا، وأساطير مكنتها من ربط الأسباب بالمسببات الغيبية ولها نظر حاص في الجن والشياطين و السحر والشعوذة)51
لقد ركزت الدعوات الأولى لتحرير المرأة أهدافها علي الحجاب الشرعي (ولا ريب أن عمل المرأة مما يبلبل الفكر وكاد إن يفسد الرأي على كثير من الباحثين في هذا المجال اتجاهات متضادان فصرف أنظار أصحابها على حقائق هامة فراحوا في غمار لا يتماشى مع الواقع ،يتعصبون ضد فكرة معينة أو يتحيزون لنظرية مستوردة فالاتجاه منهما ينادي أصحابه بإباحة العمل للمرأة في جميع الميادين والمجالات فهي في حساباتهم كالرجال سواء بسواء فأي عمل يباح للرجل فهو مباح للمرأة بغير تفرقة ولا تجزئة والاتجاه الآخر على النقيض)52
وقد تزايد الاهتمام بقضية المرأة وضرورة مشاركتها في عمليات المساواة، والتنمية، هكذا يظهر الإعلام صورة المرأة المسلمة والمرأة الغربية أكثر المسلمين لا يدركون حقيقة حياة المرأة الغربية فكل ما يرونه هو الأفلام ووسائل الإعلام الخادعة التي تظهر حياة المرأة الغربية
حقيقة حياة المرأة الغربية: إن الشخص البصير حين يشاهد امرأة غربية مع عشيقها فوق قارب سريع مبتسمة وشعرها يتطاير في الهواء أو أخرى وقد وضع شريكها يده على يدها على شاطئ البحر يتسامران، يعلم ما سبق ذلك من سلسلة من الحسرات والآلام وما سيتلو تلك الابتسامة من حزن شديد وعبرات!، إنه يعلم كيف سيحول هذا الذئب بسمتها إلى دمع غزير وقلب كسير! ويعلم كم سبق هذا الذئب من ذئاب توالت في خداعها، كلما قضى أحدهم حاجته منها رماها محطمة النفس والمشاعر في يأس بالغ واكتئاب، في تقرير للمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض: متوسط عدد النساء اللاتي يقيم معها الرجل الأمريكي علاقات جنسية هو سبع نساء، بل إن 29 % من الرجال قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من 15 امرأة في حياتهم)53
ونشر في بي بي سي دراسة أجريت على 14 دولة أظهرت أن: 42% من البريطانيين اعترفوا بإقامة علاقة مع أكثر من شخص في نفس الوقت بينما نصف الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية (مع غيرأزواجهم) وكانت النسبة في إيطاليا 38 ٪ وفي فرنسا 36 ٪،)54
علاقات عابرة دون أي أمان مادي أو عاطفي:(على خلاف الزواج الإسلامي الرجال في الغرب الحرية في استغلال النساء بدون زواج ولا ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي. فمعظم الرجال يعاملون النساء كالبغايا وإن كانت البغي أحسن حالاً إذ تحصل على مقابل أما هؤلاء النساء فدون مقابل، وإذا حبلت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها وعليها أن تختار إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الابن غير الشرعي أو قتله وهو ما يسمى بالإجهاض:
في أمريكا 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط دون وجود أب)55
الأمراض الجنسية:( ولا تقتصر معاناة النساء على ألم الخيانة والفراق بل قد تتعرض للأمراض الجنسية المهلكة بسبب انتشار الفواحش، ففي أمريكا: أكثر من 65 مليون شخص مصابون بأمراض جنسية لا يمكن شفاؤها)56
الاغتصاب: (في أمريكا يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويا أي بمعدل 78 امرأة في الساعة مع العلم أن 16 % فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها!!)57
العنف الأسري:( 1320 امرأة تقتل سنويا أي حوالي أربع نساء يقتلن يوميا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن في أمريكا)58
40 -50 % ممن يقتل من النساء في أمريكا يكون القاتل هو شريكها الحميم (زوج أو صديق)
سنويا حوالي 3 ملايين امرأة في أمريكا يتعرضن لاعتداء جسدي من زوج او صديق. المصدر: الموقع الرسمي الحكومي لولاية نيوجرسي الأمريكية) 59
22.1 % من النساء في أمريكا تعرضن لاعتداء جسدي من زوج او صديق (حالي أو سابق)60
عمل المرأة الغربية: الإسلام قد كرم المرأة وأغناها عن العمل إلا إذا رغبت في ذلك حيث أن مسئولية العمل وكسب المال والإنفاق تقع شرعا على عاتق الرجال بينما المرأة لا تتحمل مسئولية الإنفاق على أي أحد حتى على نفسها إذ يتولى ذلك الرجال سواء كانوا آباء أو أزواجا أو إخوانا فهم مسئولون عن المرأة مسئولية دائمة، وعلى خلاف المجتمع الإسلامي فإن المرأة بشكل عام في الغرب يجب أن تعمل لكسب قوتها حيث أن قوانينهم لا تلزم الرجال بالإنفاق على النساء
أكد تقرير لوزارة العمل الأمريكية أن: معظم النساء في الغرب يعملن في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والمكانة المتدنية. وحتى مع الضغوط التي تبذلها الحكومة في تحسين وظائف النساء فإن 97 % من المناصب القيادية العليا في أكبر الشركات يشغلها رجال)61
وفي تقرير آخر لوزارة العمل الأمريكية: 89 % من الخدم وعمال التنظيف هم النساء،)62
وبدلا من مكان العمل الآمن في المنزل عملت المرأة الغربية واختلطت بالرجال وتعرضت للاضطهاد والابتزاز والتحرش الجنسي بمعدلات هائلة. أكدت دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية أن: 78 % من النساء في القوّات المسلّحة تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الموظّفين العسكريّين)63
مزيد من الخداع والاستغلال: وكل ما ذكر أعلاه كان للمحظوظات نسبيا من النساء الغربيات، فكثير من غيرهن قد اضطرتهن الحاجة للقمة العيش للوقوع ضحايا للاستغلال الذكوري إذ كان صعبا عليهن منافسة الرجال في مجالات أعمالهم، وبالتالي لجأن إلى عرض أجسادهن وأنوثتهن ليدنسها كل فاجر، انتشرت في أمريكا (وأوروبا) مطاعم تقدم الطعام على أجساد النساء العاريات) (نيويورك تايمز عدد 18 -4- 2007، وعدد 24 -8- 2008 وأعداد أخرى نساء عاريات يغسلن السيارات) 64
حوالي خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء،25)65
وتفنن الغرب في جر النساء إلى أعمال مخزية ومهينة نافسوا فيها صور العبودية القديمة؛ لقد أصبح استغلال أجساد النساء في شتى صور الإباحية صناعة عظيمة في الغرب حيث تجلب 12 مليار دولار سنويا في أمريكا وحدها) 67
حياة المرأة الغربية: (وتظل المرأة الغربية في غالب الأمر تتجرع صنوف الأسى في ربيع عمرها وحين تكبر تجد نفسها وحدها بعد أن تخلى عنها الرجال وتخلى عنها أبناؤها لتمضي ما بقي من عمرها وحيدة أو مع كلبٍ أو في دار عجزة إن كان لديها ما يكفي من مال، بينما المرأة المسلمة تظل محاطة بالحب والرعاية من أبنائها وأحفادها، حوالي نصف عدد النساء الأمريكيات ممن تجاوزن 75 سنة يعشن وحدهن)68
حقيقة حجاب المرأة المسلمة: (الحجاب ليس تقييدا لحرية المرأة فالحجاب لا يجب إلا في حالة واحدة فقط وهي وجود الرجال الأجانب وما سوى ذلك فلا يجب، إن ارتداء النساء المسلمات للحجاب وعدم مخالطتهن للرجال يحفظ المجتمع من مخاطر عظيمة وله من المنافع ما يصعب حصرها ومنها:
• سلامة المرأة إلى حد كبير مما تعانيه المرأة الغربية من الاغتصاب والتحرش الجنسي.
• سلامة المرأة من العنف الأسري والطلاق والتفكك الأسري الناتج عن شكوك الرجال في وجود علاقات لزوجاتهم مع زملائهن في العمل المختلط.
• ونظرا لكون الرجال في المجتمع المسلم لا يتعرضون لفتنة تبرج النساء وفتنة الاختلاط في العمل وغيره)68
محاولات الغرب على السيطرة على أعداد السكان: (تهدف محاولات الغرب على إلى السيطرة على أعداد السكان ، بحجة التنمية وتجريف البنى الاجتماعية والهياكل الأسرية والأسس الأخلاقية دون مراعاة أدنى حق للمجتمعات الإفريقية في الاختلاف عن النموذج النيوليبرالي، أو مجرد التفاتة لحماية التنوع الثقافي الإنساني الذي يدندنون حوله)69
ساهمت العولمة، والثورة الرقمية في الترويج للثقافة والقيم الغربية، ولم يعد الخطاب الغربي موجهاً للحكومات والنخب؛ بل تم توجيهه للشعوب، وغزت مفاهيم الجندرة ومجتمع الميم والجنسانية الإفريقية، فكان من نتيجة ذلك كله أن تعرّضت المجتمع الإفريقية لتأثيرات سلبية غيّرت من شكلها وصورتها وانقرضت معظم كلها ، وزادت نسب الطلاق والتفكك القيم التقليدية الأسري، وانخفض معدل الخصوبة، وزاد العزوف عن الزواج، وزادت العلاقات الجنسية خارج نطاق الأسرة، وتزايدت أعداد مرضى نقص المناعة الإيدز، ولم يعد الأفراد يشعرون بالأمان الذي كانت توفره لهم الأسرة) (مجلة القراءات الإفريقية، العدد 55 ص 4)70
حاول الاستعمار أثناء وجوده على مدار عقود تغيير شكل الأسرة الإفريقية ( لكن الأسرة الإفريقية ظلت عصية على التغيير لكن خلال العقود الأخيرة نتيجة للعوامل تغير شكل الأسرة ، ومن ثم تغير الكثير من ملامح الهوية الإفريقية، محاولات استبعاد الشعوب الإفريقية لم تنته بعد ، لقد تغير وجه الاستعمار اليوم إذ لم يعد ثمة حاجة لجنرالات وجيوش ، وما زالت القوى الغربية حريصة على السيطرة على المجتمعات الإفريقية اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا بطبيعة الحال مهمة الدفاع عن الأسرة والهوية الإفريقية ممكنة ولكنها ليست سهلة ، فاختلال ميزان القوى بين الجانبين كبير خصوصا بالنظر للموارد المالية المتاحة ، لمشاريع المستعمرين الجدد، لكن تمسك المجتمعات الإفريقية بهويتها ومبادئها الأخلاقية وغرسها في الأجيال الناشئة ، وتضافر الجهود المخلصين، من أبناء القارة ، سيحد من مخاطر هذه الهجمة الغربية الشرسة)71
ومن الأهمية بمكان أن يدرك الجميع مدى أهمية الأسرة الإفريقية التقليدية في الحفاظ على ما يميز الشخصية التقليدية في الحفاظ على ما يميز الشخصية الإفريقية وتفردها عن غيرها ، بما تحمله من المعاني النبيلة وقيم السماحة والمودة والتأمن والأخلاق ، وأهميتها كذلك ضمان قوة المجتمع)72
الأمر لم يقتصر على ضغوط المؤسسة الدولية، (فالدول الغربية تنفق مئات ملايين الدولارات سنوياً، عبر مؤسسة على المدني والمؤسسات المجتمع للترويج لموانع ما تموّلها الحكومات جزئي، وإيهام الشباب والنساء بأنها الحمل، الحل الجذري لمشكلة! خصوبة النساء، ومشكلة العلاقات الجنس غير الآمنة التي روّجوا لها روجوا لها عبر المؤتمرات العلمية، والمناقشات التعليمية والثقافية والصحية وغيرها. أن العديد من الحكومات الغربية، وفي مقدمتهم المملكة المتحدة، تربط المساعدات والمنح التي تُقدّم للدول الإفريقية بملف هذه الدول فيما تسميه بحقوق المثليين جنسياً ونتيجة لذلك فهناك 22 دولة إفريقية لم تعد تُجرِّم الشذوذ الجنس « ونتيجةً لذلك هناك دولة قنَّنت زواج الشواذ، وهي جنوب إفريقيا)73
بعض آثار الهرمونات:
1. العدوانية: الهرمونات الذكريّة تزيد في العدوانيّة، والهرمونات الأنثويّة تقلل منها.
2. المنافسة: الهرمونات الذكريّة تزيد من حب المنافسة، والهرمونات الأنثوية تقلل من ذلك.
3. الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات: الهرمونات الذكريّة تزيد من الثقة بالنفس والرغبة في الاعتماد على الذات.
4. التنوع الجنسي: الهرمونات الذكريّة تخلق الرغبة في التنوع الجنسي، على نقيض الهرمونات الأنثويّة.
5. القوة والعنفوان: الهرمون الذكري هو هرمون القوة والعنفوان، وتبلغ نسبته عند الرجل أكثر من عشرة أضعاف نسبته عند المرأة)74
بعض ما يميّز النساء والرجال:( يُظهر الرجل رغبة في المنافسة، في حين تظهر المرأة رغبة في المشاركة، ويظهر ذلك واضحاً في ألعاب الذكور والإناث. من هنا نجد أنّ الارتقاء الوظيفي هو دليل نجاح في نظر الرجل، في حين ترى المرأة أنّ نجاحها يقاس بقدرتها على العطاء والتواصل.
4. المرأة أقدر على قراءة الشخصية، ولديها حدس قوي، في حين نجد أنّ الرجل أقدر على الإحساس بالمكان والاتجاهات وقراءة الخرائط)35
الأسرة ضرورة بشريّة، وتعزز بنيان الأسرة والفقه الإسلامي ركّز بشكل كثيف على أحكام الأسرة وما يتعلق بها، راعى الإسلام ضعف الرجل تجاه مفاتن المرأة عندما طالب المرأة أن تستتر أكثر مما طالب الرجل، وتُوازن الشريعة الإسلاميّة بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع( وإنّ ما تدعو إليه فلسفة الجندر اليوم لهو إغراق في الفردية إلى درجة تهدد كيان المجتمعات التي هي ضمانة لحقوق الأفراد، وهي تظلم المرأة عندما تدعو إلى التماثل بين الرجل والمرأة، وهي بذلك تُجهض الدعوات الجادّة إلى المساواة، لأنّ المساواة تقتضي أن نأخذ الفروق بعين الاعتبار، حتى نوازن في الحقوق والواجبات)75
الأسرة: أهميتها ووظائفها: يهتم الإسلام بشكل ملحوظ ببناء الأسرة -أسلوب تكوينها والنظم المؤدية إليها، كالخطبة والزواج والعلاقات الأسرية وبيان حقوق الأبناء، وحقوق كل من الزوج والزوجة، وأساليب مواجهة المشكلات والخلافات الأسرية إن وجدت، وأسلوب إنهاء العلاقة الزوجية إن استحالت الحياة الأسرية المتكاملة، وبيان أساليب توزيع الميراث ... - وذلك لأن الأسرة السوية الصحية هي أساس الحياة الاجتماعية السوية، وهي أساس المجتمع المتكامل، ولا يخفى أن المجتمع ليس إلا مجموعة من الأسر المتفاعلة فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، ولعل المشكلة الكبرى في المجتمعات المتقدمة صناعيًّا وتكنولوجيًا تتمثل في تفكك الأسر وتسيب العلاقات داخلها، وهذا هو ما دعا المصلحين إلى التركيز على ضرورة الحرص على بناء الأسرة على دعائم قوية، وتتضح هذه الدعائم بشكل واضح ومعجز في التنظيم الإسلامي للأسرة.
والسبيل الأول لتكوين الأسرة هو نظام الزواج، والواقع أن كل الأديان قدَّمت تصورات لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل يخضع لضوابط وتنظيمات دقيقة، والزواج هو السبيل لتكوين الأسرة التي تحقق للإنسان إشباع فطرته وإشباع حاجاته البيولوجية والنفسية حيث يجد كل من الزوجين الشريك الذي يحقق له السكن والرحمة والمودة والراحة.
وإلي جانب تنظيم الفطرة وإشباع الإنسان إلى البقاء من خلال النسل، فإن نظام الزواج يهيئ للإنسان جوَّ الشعور بالمسئولية ويكون للإنسان تدريبًا عمليًّا على تحمل المسئولية والقيام بأعبائها،. فالإنسان -ذلك الكائن السامي الذي استحق تكريم الله سبحانه- لم يُخلق للاستمتاع بالأكل والشرب واللذات الحسية فحسب ثم يموت كم تموت الأنعام، وإنما خلق ليعبد الله وليفكر ويقدر ويعمر الكون ويدبر ويدير المصالح)(نبيل، 1998م ص78)76
تعدد الزوجات: الزوجات، وقد عرضنا الأسلوب الإسلامي في إنهاء العلاقات الزوجية ومقتضياته وكيف أنه حل صحي وواقعي يتفق مع فطرة الإنسان، وهو حل لجَأَتْ إليه الدول غير الإسلامية عندما لم تجد حلًّا غيره، أما عن قضية تعدد الزوجات فقد أباحها الإسلام كحق للرجل، لحكمة تقتضي استخدام هذا الحق مع وضع شروط يجب تحقيقها.
النظام الإسلامي في مواجهة الخلافات الأسرية:
أ- يحرص الإسلام على بناء الأسرة على أسس متينة تضمن لها البقاء والاستمرار والتماسك، غير أن الأمر لا يخلو من إمكانية حدوث خلافات وصراعات ومشكلات بين الزوج وزوجته. هنا يتدخل الإسلام بنظام فريد للمواجهة والعلاج بعد أن اتخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية.
فيبدأ العلاج الاجتماعي والنفسي تجنباً لإمكانية تفكك الأسرة وانحلالها.
وهناك خطوات قرآنية للعلاج تتمثل في المستويات التالية:
النصح والإرشاد عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة، وإذا لم يجد هذا العلاج الأول، يقوم الزوج بهجر زوجته في المضجع، وفي هذا إيلام نفسي عنيف للزوجه يدركه النساء، فإذا لم يجد الهجر، يقوم الزوج بتأديبها بالإيلام الجسمي المادي عن طريق الضرب، وهذا هو آخر وسيلة يملكها الرجل لعلاج زوجته التي يخاف نشوزها وهو عقاب لا يلجأ إليه الزوج إلا عند الضرورة) (نبيل، 1998م ص98)77
والواقع أن الإسلام لم يستحدث نظام الزواج ولا نظام التعدد وإنما شرع ما يحقق الوسطية وتجنب الانحراف والميل وما يتفق مع الطبيعة الإنسانية في فطرتها السليمة. فقد كان هناك زواج وهناك تعدد وأباحته كثير من الشرائع السماوية كما يحدثنا التاريخ عن سيدنا إبراهيم ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء والمرسلين. وقد كان التعدد شائعًا في الجاهلية إلى غير ما عدد. وكان التعدد شائعًا في أوروبا حتى عهد شرلمان الذي كان متزوجًا بأكثر من واحدة، ثم أشار رجال الدين في ذلك الوقت على المتزوجين بأكثر من واحدة أن يخصصوا منهن واحدة كزوجة ويطلق على غيرها اسم خدن. وهذا الاسم الأخير هو ما يطلق عليه الآن الخليلة أو الصديقة أو المعشوقة ... وهي نظم تعرفها بعض الدول الغربية، ويحق للشخص أن يمارس معهن الجنس، وهي صورة مسرفة من الانحراف عن الفطرة السليمة. فالتعدد عند مثل هذه الدول ممنوعٌ من خلال الارتباط الشريف، مباحٌ من خلال العلاقات غير الشرعية. وهذا يعني تحريم الممارسة المشروعة للجنس وإباحتها من خلال الوسائل غير المشروعة عن طريق الاختلاط المحرم تحت زعم الحريات الشخصية)( نبيل ، 1998م ص104)78
تعرض موضوع تعدد الزوجات لهجوم زائف على الإسلام (وقد كانت نقطة الانطلاق في الهجوم الفهم الخاطئ للإسلام أو محاولة التشوية المتعمد للإسلام، مع إعطاء أمثلة من الممارسات السيئة لحق الرجال في التعدد، تلك الممارسات التي قد تبتعد عن الصورة الإسلامية الصحيحة التي استهدفتها الشريعة. والواقع أن قضية التعدد كثيرًا ما تكون في صالح المرأة وتكريمًا لها ولأولادها. والتعدد ظاهرة شائعة في العالم كله- حتى في البلاد التي تحرمه قانونًا- والفرق أن بعض الرجال هناك يمارسونه فعلًا بشكل غير مشروع، أما الإسلام فإنه يبيحه بشكل مشروع وبشروط معينة بكل ما يترتب عليه من حقوق مشروعة للزوجة والأبناء- مع الاحتفاظ للزوجة الأولى بكرامتها وحقوقها كاملة)(نبيل ، 1998م ص105)79
فقد يمر المجتمع بظروف تختل فيها نسبة الإناث إلى الرجال بسبب ما يتعرض له الرجال من ظروف شاقة في العمل ومن إبادة في الحروب، هنا بدلًا من لجوء النساء -اللائي لا يجدن زواجًا- للانحراف يكون العلاج في التعدد، وإذا كان التعدد ظاهرة تاريخية ومعاصرة لم يخل منها مجتمع -سواء بشكل مشروع أو غير مشروع- فإن الإسلام وضع لها ضوابط وقواعد تجعل منه علاجًا لمشكلة أو وقاية من انحراف، وليس معنى هذا تحريم التعدد لكن إباحته بشرط تحقيق العدالة بين الزوجات بمعنى ألا يميل الزوج إلى إحداهن كل الميل بحيث يترك الثانية كالمعلقة. وتتضح عظمة وواقعية الإسلام في أن كثيرًا من المجتمعات تحاول مراجعة تشريعاتها اليوم للاستفادة بالحلول الإسلامية، ذلك لأن منع التعدد أدى إلى الكثير من الظواهر الانحرافية -في المجتمعات الغربية- منها البغاء وارتفاع نسبة اللقطاء وتفكك العلاقات، وانتشار الأمراض النفسية والجنسية)(نبيل، 1998م ص106)80
ضرورة الأخذ بفكرة إباحة التعدد (وقد دعا بعض المصلحين الغربيين -من غير المسلمين- إلى ضرورة الأخذ بفكرة إباحة التعدد مثل توماس للقضاء على العديد من الظواهر الانحرافية السائدة في بريطانيا -كالبغاء وكثرة اللقطاء والأمراض الجنسية)(نبيل،1998م ص107)81
إن الإسلام اهْتَمَّ بالإنسان الذي كرمه الله (يمكن القول أن الدين الإسلامي عقيدة وشريعة يعد منطلقًا للتنمية الاجتماعية بمفهومها الشمولي حيث إن الإسلام اهْتَمَّ بالإنسان الذي كرمه الله واستخلفه في الأرض ورسم له أسلوب عزته وسموه وتفوقه، كما اهتم بالجماعة والمجتمع حيث رسم لهما عوامل التكامل والتكافل والتقدم والنمو في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويمكن إيجاز أهم جوانب الارتباط الوثيق بين الإسلام وقضايا التنمية، وارتبط خلق الإنسان -كإنسان- في الدين الإسلامي بالتكريم والرفعة والعزة، وليس أدل على هذا من أن الإنسان فيه نفخة من روح الله إلى جانب العنصر الترابي. وهذا يعني أن الجنس البشري منذ خلقه هو أفضل المخلوقات عند الله، وجدير به أن يعمل وأن يكون على هذا المستوى من التكريم الإلهي حتى أن الله يباهي به الملائكة في مواقف معينة)( نبيل ،1998م ص322)82
( أعلى الإسلام من قيمة العمل باعتباره أنه السبيل إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى، وهو الوسيلة إلى إشباع حاجات الإنسان المشروعة وهو السبيل إلى تعمير الأرض والتنمية في كل المجالات والعمل الذي يعلي الإسلام قدره ويرفعه إلى مراتب العبادة، وهو ذلك العمل المشروع البعيد عن الانحرافات، والعمل المتقن الذي يخلص فيه العاملون. وقد وصف الله نفسه بأنه صانع يتقن صناعته كما يتقن كل شيء ويحسن كل شيء خلقه)(نبيل ، 1998م ص323)83
تعدد الزوجات في الشرائع السابقة (تعدُّد الزوجات تشريع قديم أباحته كل الشرائع السابقة على الإسلام، يقول نيوفلد في كتابه قوانين الزواج عند العبرانيين الأقدمين يقول: إن التلمود والتوراة معاً قد أباحا تعدُّد الزوجات على الإطلاق وإن كان بعض الربانيين ينصحون بالقصد من تعدُّد الزوجات، ثم جاءت المسيحية ولم تتوسع في في الجوانب الاجتماعية، وإنما اكتفت بالتشريعات السابقة في هذا الشأن لأن السيد المسيح قال: ما جئت لأنقض الناموس. فبقيت شريعةُ التوراةِ المبيحة للتعدُّد شريعةً للدين الجديد، ثم جاء الإسلامُ فلم ينشئ تعدُّد الزوجات ولكنه قيَّده، وأصلح ما دخل فيه من فساد بسبب الفوضى، وجعله حسب الضرورات، فلم يحرم الإسلام أمراً تدعو إليه الضرورة، ويجوز أن تكون إباحته خيراً من تحريمه في بعض الظروف الأُسْريَّة، وبعض الظروف الاجتماعيَّة العامة)( غريب، 2004 م ص10)84
تعدُّد الزوجات يمنع الانسان من اتخاذ الخليلات و تعيش المرأة مع نصف رجل، والإسلام (تعدُّد الزوجات، حتى الأنبياء منهم عدَّدوا الزوجات، والتوراة التي بين يدينا تخبر أن دواد - عليه السلام - تزوج ثلاثمائة حرة.... وفي الجزيرة العربية عدَّد الرجال الزوجات قبل الإسلام من غير تقيد بعددٍ، فالإسلام قيد المباح من ناحية العدد وقيده من ناحية الواجبات التي فرضها على الزوج وحسب أنه لا يبيت حيث يريد: ولكن حيث يريد له الواجب، وليس له خيار في الإنفاق فهو ملزم ديانة وقضاء على الإنفاق على من يتزوج بهن. وإذا كان القاضي لابد أن يكون منصفاً. وإذا كان الإنصاف أن يعطي كل خصم نصفه. فالزوج مطالب بالإنصاف بين الزوجات)( غريب، 2004 م ص12)85
(ولا علاقة بين المبيت وبين المعاشرة الزوجية. لجواز امتناع المعاشرة من إحدى الزوجات لعذر شرعي، أو عادي. كالحيض والنفاس أو لمرض خلقي أو طارئ، لأن المبيت للمؤانسة، وللزوج أن يتخذ مسكناً مستقلاً له يقيم فيه وحده. ولكن ليس له أن يجعل سكنه الدائم في بيت إحدى زوجاته، لأنه بذلك سوف يحْرِمُ الأخريات من حقِّ القِسْمة، وأفتى العلماء أن للزوجة الجديدة في أول الزواج ثلاثة أيام إذا كانت ثيِّباً، وسبعة أيام إن كانت بكراً، ثم يرجع إلى القسمة العادلة بين الزوجات)( غريب، 2004 م ص12)86
وفي مذهب الأحناف خلاف بين الواجب عليه نحوهنَّ، ففي بدائع الصنائع يجب عليه أن يعدل بينهن في المأكل والمشرب والملبس والسكن، بينما يرى الفقيه الحنفي ابن عابدين أن إحداهما قد تكون غنية والأخرى فقيرة فلا يلزم المساواة بينهما مطلقا في النفقة)( غريب، 2004 م ص14)87
يقول محمد إقبال (فمسألة الحضارة والعلاقات بين الحضارات لذى المثقفين المسلمين في الأزمنة الحديثة، تشكلات العلماني في المسيحية والحملات على العلمانية باعتبارها تعني وحسْب فصل الدين عن الدولة واعتبار أنّ الدين كاملٌ ولا يحتاج إلى إضافاتٍ من خارجه. وإلى سبعينيات القرن العشرين ما بقيت لهذه المخاضات المضنية غير ميزةٍ أو فضيلةٍ واحدةٍ إذا صَحَّ التعبير وهي: استفراغ الجهد، تأصيلاً واستنتاجاً، في إثبات تسامح الإسلام، وقبوله للاختلاف والتعدد وللآخَر، بخلاف الأديان والأيديولوجيات الأخرى وهي أدبياتٌ أضرَّت بها طبيعتها الجدالية، لكن جرت إعادةُ استخدامها كثيراً ومن دون مماحكات منذ تسعينيات القرن الدين وبرزت في الوعي مقولة صراع الحضارات الماضي عندما نشب خصام القرآنية، ثم مقولة أنَّ التسامح من ضروريات الدين الوسط) ( نخبة من العلماء 2022 ص20)88
لقد بدأ دخول التسامح مفاهيم وممارسات بقوةٍ إلى البيئات العربية الإسلامية في ثمانينيات القرن الماضي، وتضاءل الجدال حوله؛ وذلك لسببين مهمين: الأول: صعود الإحيائيات الإسلامية الراديكالية التي أحدثت انقسامات في صفوف المسلمين في العقائد والممارسات، بحيث شاع التكفير، وما عاد المسلمون يصلّون معاً، وازداد الاضطراب في علائق الإحيائيين والصحويين ودعاة الإسلام السياسي، ولذلك ظهر تيارٌ بداخل المؤسسات الدينية وخارجها، يسعى إلى البقاء مع جماعة المسلمين واجماعاتهم، وإجراء حوارات للمناصحة، و الصحوة وتحريم التكفير وإحلال الدم والمال والعرض، وقد اختار المُرشِّدون للتهدئة أحد عنوانين: الاختلاف المشروع والذي يزيله أو يخفِّف من آثاره الحوار الهادئ والعنوان الآخر: التسامح، باعتبار أنه يتضمن تقدير النقاش الودود والعقلاني والمصلحي وباعتبار أن دعوة المسلمين واحدة ولا يجوز التعصب ولا التكفير بينهم)( نخبة من العلماء 2022 ص20)89
فلا تكفير ولا إدانة والاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية (فمن التطرف السياسي إلى التطرف الفكري إلى التطرف الديني وإلى تطرف الهُويات والقوميات. ويزداد هذا التطرف صعوداً مع تزايد دعاته، سواء من الجماعات أو من الساسة من مختلِف الجنسيات والأديان، الذين صاروا يكسبون بفضله رهانات السياسة، وتتجه مؤشرات صناديق الاقتراع لصالحه)(نخبة من العلماء ، ص910)90
لكن تجديد الفكر في المجتمع الإسلامي (هو دعوة إلى مسايرة الأوروبيين في تفكيرهم وفي خطواتهم في الحياة، وفي فصل الدين عن السياسة، وفي إبعاد الدين واللغة عن مجال الترابط ، ومن المحقق أن تطور الحياة الإنسانية قد قضى منذ عهد بعيد بأن وحدة الدين، ووحدة اللغة لا تصلحان أساسا للوحدة السياسية، ولا قواما لتكوين الدول والأساس الذي قامت عليه فكرة التجديد على هذا النحو، عند صاحب مستقبل الثقافة في مصر هو أن العقلية المصرية عقلية أوروبية، أو قريبة قربا شديدا من الأوروبية، ولها اتصال وثيق بالعقلية اليونانية) (محمد البهي، ص 334)91
يكمن فوز الإنسان في الدارين هو معرفته لدينه (إن السمو إلى مستوى جديد في فهم الإنسان لأصله ومستقبله من أين جاء، وإلى أين المصير هو وحده الذي يكفل له آخر الأمر الفوز على مجتمع يحركه تنافس وحشي، وعلى حضارة فقدت وحدتها الروحية. بما انطوت عليه من صراع بين القيم الدينية والقيم السياسية، والدين كما بينت من قبل، من حيث هو سعي المرء سعيا مقصودا للوصول على الغاية النهائية للقيم، فيمكنه بذلك أن يعيد تفسير قوى شخصيته هو حقيقة لا يمكن إنكارها، أن الإسلام وحده يستطيع أن يقدم للمسلمين اليوم تلك الديمقراطية الروحية التي هي منتهى غايته)(محمد البهي، ص 334)92
المفكر محمد إقبال كان (دقيقا عندما عبر عن حركته الفكرية بـإعادة بناء الفكر الديني في الإسلام، دون التعبير بـالإصلاح الديني لأن أية محاولة إنسانية تدور في محيط الإسلام، لا تتعلق بتعديل مبادئه، طالما أن مصدره وهو القرآن له صفة الجزم والتأكيد والأبدية، وأية حركة إصلاحية في الإسلام بعد ذلك هي إذن في دائرة الفكر الإسلامي حوله، وفي دائرة أفهام المسلمين لمبادئه، وأي تطور للإسلام يجب أن يكون بهذا المعنى في دائرة أفهام المسلمين وتفسيرهم لتعاليمه، وليس هناك تطور للإسلام نفسه؛ لأن الوحي به قد انتهى على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ختمت برسالته الرسالة الإلهية، ولا يترقب إذن أن يكون هناك إصلاح ديني في الإسلام، على نحو الذي قام بصنعه مارتن لوثر في المسيحية، لعدم التثبت في رواية الإنجيل، وعدم الاتفاق على رواية واحدة مؤكدة له، مما أتاح فتح منافذ عديدة، دخل منها إلى رسالة المسيح عادات وأفهام أصبحت على مر الزمن جزءا لا يتجزأ من المسيحية، وبالتالي أتاح فرصة لإصلاح لوثر ومن على شاكلته..)(محمد البهي، ص 342)93
مهما كان معرفتنا بعلم الطبيعة فهي معرفة جزئية (فالغربي بمذهبه المادي سخر الطبيعة وسيطر عليها، ولكنه أدرك من الحقيقة نوعا منها فقط، وهو نوع الحقائق الجزئية، أما الحقيقة الكلية وهي حقيقة الذات المطلقة فلم يصل إليها؛ بل أنكرها، وكان إنكاره إياها سبب شقوته وقلقه واضطرابه؛ وهو أنكرها لأنه أراد أن يستخدم ذات الوسيلة التجريبية -التي يستخدمها في كشف الحقائق الجزئية، وهي الواقع أو الطبيعة- في كشف تلك الحقيقة الكلية فأخفق في الوصول إليها، ثم أنكرها عندما عجز عن بلوغها) (محمد البهي، ص 334)94
فإحياء التدين الإسلامي في المجتمع (يتم تمامه بإحياء فلسفته تفاديا لأزمة التطبيقات للدين وأولويته للاعتراف بالهوية الإسلامية داخل الديباج الغربي يقول الفيلسوف الفرنسي بروكنار في مقال له أثار ضجة إعلامية مستنكراً مؤامرة الدعوات المناهضة للإسلاموفوبيا لمنع حركة النقد للإسلام وداخل الإسلام، ومعنوناً ذلك بـ( مساومة الإسلاموفوبيا: لم يعد بالإمكان المساس بالإسلام، إذ نقده أو التشكيك فيه هو دلالة على العنصرية... لو كان فولتير حيًّا بيننا لألقى به هؤلاء دعاة مناهضة العنصرية في السجن)95( Bruckner.، 2003 )8
فالعقائد البشرية هي: (تحريض الإنسان على إغفال شئون نفسه وبث القنوط في فؤاده وتثبيط همته وإيهان عزيمته، بينما تسوقه نتيجة الاعتقاد بمذهب الفريق الثاني إلى ميدان الجلاد والعمل وتلقي به في غمرات التنافس الحيوي، ومن الأمثلة على الفريقين: البوذيون الذين يتدينون بدين يقضي عليهم بالتجرد. إذ من قواعده أن الإنسان والكون يفنيان في الذات الإلهية ، وقدماء اليونان الذي يدينون بدين من قواعده تشبيه الإله بالإنسان في أوصافه المادية، ويقضي عليهم هذا الدين بالعمل والحياة لاعتقادهم بأن الإنسان أو البطل يمكنه أن يصير في عداد الآلهة بحسناته وخيراته، وقد ظهرت على أطلال العالم القديم بعد خمسمائة عام من انقضائه ديانتان: إحداهما ربانية، والثانية بشرية، تمثلان ذينك المذهبين المتناقضين، ولكن بتلطيف في التناقض)(محمد البهي، ص 44)96
ويتحدث رينان عن عقيدتي القدر والاختيار ( المسائل الأساسية في كل دين هي التي ترتبط بالقدر، والمغفرة والحساب وهي كلمات ثلاثة مصبوغة بصبغة دينية تلقي في النفس الاعتقاد بوعورة المسلك في تفهمها. مع أنها من الأمور التي ينبغي الوقوف عليها والعلم بها مهما صعب منالها وتعذر مرامها. إن الدين هو الوسيلة التي تمهد للإنسان طريق الوصول إلى الحضرة الإلهية)(محمد البهي، ص 43)97
القرآن الكريم هو نبراس الأمة (وفكرة العودة إلى القرآن الكريم التي نادى بها ابن تيمية، وتابعه فيها غيره من المصلحين بعده ، لدفع ما ساد من عصبية جاهلية للمذاهب الكلامية والفقهية، وما ترتب على ذلك من انقسام المسلمين إلى طوائف انقساما واضحًا! والفكرة ترمي في نظره أولا إلى عدم تحكم الخلافات المذهبية والشروح العديدة المختلفة لتعاليم الإسلام من ظاهرية وباطنية وصوفية وفقهيه إلى غير ذلك في توجيه المسلمين، وترمي ثانيا إلى العودة إلى صفاء التعاليم الإسلامية وبساطتها قبل تعقيدها بالشروح المغرضة أو القائمة على تعسف وعدم استقامة في تخريجها ، وبهذا وذلك مكن للجماعة الإسلامية أن تعود إلى الوحدة أو على الأقل إلى التماسك أو عدم التضارب في الآراء والسياسة)(محمد البهي، ص 48)98
لكن الفرق بين النزعة الإنسانية والنزعة الدينية في الحوار بين الثقافات، يعيق الحوار، ويذيب الهوية الداخلية للدين (ولا شك أن أوروبا في العصر الحديث قد أقامت نظما مثالية على هذه الأسس ولكن التجربة بينت أن الحقيقة التي يكشفها العقل المحض لا قدرة لها على إشعال جذوة الإيمان القوي الصادق، تلك الجذوة التي يستطيع الدين وحده أن يشعلها وهذا هو السبب في أن التفكير المجرد لم يؤثر في الناس إلا قليلا، في حين أن الدين استطاع دائما أن ينهض بالأفراد ويبدل الجماعات بقضها وقضيضها، وينقلهم من حال إلى حال إن مثالية أوروبا لم تكن أبدا من العوامل الحية المؤثرة في وجودها، ولهذا أنتجت ذاتا ضالة أخذت تبحث عن نفسها بين ديمقراطيات لا تعرف التسامح، وكل همها استغلال الفقير لصالح الغني وصدقوني إن أوروبا هي أكبر عائق في سبيل الرقي الأخلاقي للإنسان)(محمد البهي، ص 334)99
المرأة الإفريقية هي المنجبة للبشر (ولعبت المرأة دورا كبيرا في تطوير الوعي السياسي والاجتماعي للمرأة، ونشأت منظمات نسوية وساهمت في المؤتمرات العالمية واكتسبت خبرة ولعبت دورا بارزا في توعية النسوة في بلادها وفي مكافحة الأمية وساهمت في النضالات الوطنية ومع تطور الحركة الوطنية ونشوء الأحزاب السياسية دخلت المرأة العربية الأحزاب السياسية وبرزت بطلات رائعات)100
الحضارة بالنظرة الشاملة (الخالية من الشهوات المبرأة من الأوهام، لما وجدناها ألواناً متباينة، ولا أشياء متناقضة، ولا مظاهر متباعدة، ولا شك في أن عقائدنا السياسية تدين لتلك القيم الفاسدة للحضارة، تلك العقائد التي تمثلت عندنا اليوم في أسطورة: الشيء الوحيد و الرجل الوحيد الذي ينقذنا)101
فالمشكلة أن يتحذ بعضنا بعضا عبيدا (أن يتخذ بعض البشر البعض الآخر عبيداً، هو أمرٌ غير مقبول، بالنظر أنه لا فضل لأحدٍ على أحد. وفي الوقت نفسه هناك اختلافاتٌ بارزةٌ بين الناس، بين الذكر والأُنثى، وبين أهل اللغات المتباينة، وبين ذوي الألوان المختلفة، كان فرنسوا بولان دو لبار هي التي بدأت المساوات بين الرجل والمرأة 1673م، وهي التي بدأت العقل المضاد للأبويّة والجنسين، وحاول التماثل بين المرأة والرجل في كتابه، في المساواة بين الجنسين ، ثقافيّا طبيعيّا، نتاجا للتنشئة الاجتماعيّة الجديدة والثقافيّة وحاولت التأصيل اللامساواة بين الجنسين في عام 1755، بمقولة شهيرة لا نُولد نساء وإنّما نُصبح كذلك وتضيف أن لا جنس)102
المرأة بين التعليم والموروثات الشعبية :
التعليم الإسلامي العربي للمرأة في إفريقيا له مستقبل جيد، ( من المؤشرات للمستقبل المشرق فتح كلية جامعية خاصة للبنات في الجامعة الإسلامية بدولة النيجر، والتي تخرجت فيها دفعات عديدة من بنات إفريقيا.، ومع هذا ما زالت هناك تحديات، تناول بعضها من قام ببحوث في مشكلات التعليم الإسلامي)104
العلاقة بين الجنسين (الرجل والمرأة) في النظام الإسلامي علاقة تكامل وتلاحم ويختلف طبيعة العلاقة في الغرب وفي الدول الافريقية الاسيوية فالمساواة في الغرب، عكس المساواة في الشرق
فالنظام الإسلامي في الدول الافريقية الآسيوية يعطي المرأة حقوقها الشرعية كاملة وهي القيام بالواجبات الشرعية التي يفرضها الله تعلى عليها بما فيها خصوصيها الخلقية والخلقية المميزة
فكرة المساواة التي تبناها الغرب بسبب جور الكنيسة، فالإسلام احترم المرأة، وجعل لها حق في التعليم، مخططات العلمنة الساعية لإفسادها،
البنت السوداء لها منزلةٌ عظيمة وكبيرة في أسرتها ؛ منذ قدم الزمان لأن البنتَ هي التي ترفع قيمة الأسرة؛ باحترامها التقاليد والموروثات الشعبية لكن احتلت الثقافة العربية هذه التقاليد وصار قيمة البنت هو احترامها للثقافة العربية الاسلامية (إنَّ تعليم النِّساء والفتيات أساسيٌّ لمعالجة الطَّيف الكامل لتحدِّيات القرن الحادي والعشرين، إذ تظهر نتائج الدِّراسات أنَّ الاستثمار في التَّعليم هو أحد أنجح الاستثمارات الإنمائيَّة العالية المردود التي تستطيع البلدان القيام بها.)105
ينطوي مفهوم تكافؤ الفرص التَّعليميَّة (ويرتكز مفهوم تكافؤ الفرص التَّعليميَّة على تصوُّرٍ قوامه أنَّ التَّحصيل العلميَّ والمعرفيَّ يشكِّل نوعًا من الخيرات المادِّيَّة والرُّوحيَّة)106
الالتحاق بالمدارس:( تعبئة المجتمعات على إرسال الفتيات إلى المدارس عبر حشد دعم وسائل الإعلام والقادة المحليين، وتوفير الدَّعم الماليّ الهادف، وتوفير مناهج وكتب مدرسيَّة والتَّحقُّق من توفير بيئة مدرسيَّة صحيَّة وآمنة.)107
تعول المجتمعات الإنسانيَّة والمتحضرة على فاعلية دور المرأة في المشاركة ببناء المجتمع (لذا من الأهمِّيَّة تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين للحصول على النَّتائج الإيجابيَّة المرجوة، والتي تعدُّ من الأسس الضُّرورية اللازمة لإحلال السّلام والرّخاء والاستدامة في دول العالم، ودول غرب إفريقيا تحديدًا)108
ترجمة: حفصة جودة: في القائمة التي نُشرت هذا الأسبوع، يأتي السودان على قائمة أسوأ الدول في العالم والتي يمكن للفتيات أن تحصل فيها على التعليم، فنحو ثلاثة أرباع الفتيات لا يستطعن حتى دخول المدرسة الابتدائية)109
فضل العلم: الإسلام حث على التعليم والتعلم، وفضْل تعليمهن ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 122]، ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].
الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرد الله به خيرًا، يُفقه في الدين(، وقوله: ((مَن سلَك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة..)، وقوله: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له(.
تعليم النساء﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الأحزاب: 34].
ظاهرة استغلال المرأة: وهو استغلال مركب غير مراقب، حتى في الدول الراقية، بقيت المرأة الإفريقية تعاني من التمييز، في البلدان المستعمرة وغيرها، رغم كل شعارات حقوق الإنسان وحرية المرأة التي تتشدق المنظمات الحقوقية، ولعبت المرأة دورا كبيرا في تطوير الوعي السياسي والاجتماعي، ونشأت منظمات نسوية وساهمت في المؤتمرات العالمية واكتسبت خبرة ولعبت دورا بارزا في توعية النسوة في بلادها وفي مكافحة الأمية دخلت المرأة الأحزاب السياسية)110
مُشْكِلَةُ الْتَّكَيُّفِ: (اتجاه الفرد ونزوعه إلى التكيف مع الوسط الذي يعيش فيه ، ونعلم أيضا أن من قوانين التكيف غريزة التشبه والاقتداء وبالفعل فإن أشكالاً جديدة من السلوك بدأنا نراها في الجزائر مثلا، وهي ليست من عاداتنا، وهي موجودة في سائر بلاد العروبة والإسلام، فمن تلك الأشكال: تلك الأوضاع المثيرة التي تتخذها الفتاة لكي تلتفت إليها الأنظار، وتخفق لها القلوب)111
الملابس:(يعود اختلاف الملابس، وتباين الأذواق وتنافر الآراء، وتباعد الأفراد، وأحيانا اصطدام الجهود، فإننا حتى في علاقاتنا الودية والعائلية نعيش في وسط كأنه متألف من أجناس متعددة، ومتأثر بثقافات مختلفة، إننا قد انزلقنا في المتناقضات بسبب تفكيرنا الذي لم يتناول الموضوع بأكمله، وإنما أجزاء منه)112
إنتاج الفكر التعايش مع شقائقنا البشر من النساء: (وإن قضيتنا منوطة بذلك التركيب الذي من شأنه إزالة التناقضات والفارقات المنتشرة في مجتمعنا اليوم، وذلك بتخطيط ثقافة شاملة، يحملها الغني والفقير، والجاهل والعالم، حتى يتم للأنفس استقرارها وانسجامها مع مجتمعها، ذلك المجتمع الذي سوف يكون قد استوى على توازنه الجديد، إنتاج الفكر التعايش مع شقائقنا البشر من النساء والحضور العقل الحليم وحكيم ، والفكري والثقافي والرضى بتعدِّد الثقافة واللغة، ولا تنحصر التعايش مع قبيلة واحدة فقط وان يكون للسياسيَّة مشاركة في تسديد التعايش اجتماعيَّا وثقافيَّا، ليكون نماذجا ناجحا، وهناك اختلافاتٌ بارزةٌ بين الناس، بين الذكر والأُنثى، وبين أهل اللغات المتباينة، وبين ذوي الألوان المختلفة؛ وهذا وذاك، وذلك فضلاً عن الاختلاف في التنظيمات الاجتماعية المرأة والقبائل، ولذلك لا بد من حوار الأنداد والتداول والإقناع بالمصالح المتبادلة وعلى قدم المساواة( 113
قضية الدفاع المرأة، يقفز إلى الذهن حول عدم التمايز بين الدلالة والمفهوم نحو المرأة
وأن يكون التعايش بين المرأة والرجل على حد سواء في مجال متعددة، وخلقت هذه التيّارات الفكريّة إيديولوجيّة غربيّة يدور حول المساواة المطلقة بين الجنسين، وهي فكرة النسوية الغربية (وليدة لنتاج الحركات الاحتجاجية التحررية ضد قيود المجتمع الغربي، والفكر النسوي كان سليلا للثورة الفرنسية ووريثا للفكر التنويري الحداثي المنتصر على الفكر اللّاهوتي المتحجّر لإزالة عثرة جحر في مسيرة المرأة عبر التاريخ، وقضية المرأة في الغرب كان غرضهم المساواة والتعايش مع الرجال ، وكان لها شهود مطّردا منذ أواسط القرن السابع عشر، قبل عصر الأنوار، للمشارة في المشهد السياسي الديكارتي)114
آلية المشاركة : و(هي آلية غير مباشرة لترسيخ قيم التسامح ، ويمكن اعتبارها من الآليات الممهدة لترسيخ تلك القيم، فبها يتعلم الطفل التعايش مع غيره ، ومشاركة ما لديه مع غيره . ومعلوم أن الإنسان مجبول على حب التملك ، وهذه صفة تبرز فيه منذ المراحل الأولى من عمره ، لكنها أحياناً قد تتحول من غريزة طبيعية إلى صفة مشينة، تولد كراهية الآخرين ، لذلك كانت آلية المشاركة إحدى الآليات المستخدمة لتقويم غريزة التملك، وتطويعها وتعديلها وتكييفها لتصبح قادرة على بناء قيمة التعايش والتسامح ) 115
الخلافات الأيديولوجية النسوية الإسلامية في إفريقيا:نغرس روح التعايش، وتفعيل دور التعايش في شتي المجالات والأهداف الرئيسية أن يكون بعيدا عن التفرقة وخلق تيارات ومذاهب ثقافية عصرية للتعايش السلمي، وعقد مؤتمرات التعايش وندوات وتأسيس الجمعيات بعيدة عن العصبية والعنصرية وتصحح مسيرة انطلاقة التعايش ، لتغيير إيديولوجيتهم، وبناءة مبادئ وقيم التعايش بعيد عن العنصرية اللونية، و تقدير الدين الإسلامي، والتعايش هو نوع من حقوق الإنسان والإسلام، والتعايش السلمي له دور في التعليم، حيث أن التعليم يخلق التعايش بين المساواة والتنمية واحترام الآخرين وقضية التعايش في المجتمع المعاصر تدور بين تيارات فكرية مختلفة في التفكير ومطلقاتها الفكرية البناءة، يجلب السلام وتلبية احتياجات الناس، ويؤدي إلى الرفعة، والنظرة غير دونية، والتعايش السلمي عمل فكري مصحوب بالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية، وفكر التعايش يلحق بركب الحضارة والتقدم و المساواة ، ويحمل التعايش في طياته حلول واقتراحات عديدة بين المجتمع، والأمة المسلمة وخلق مجتمع شامل مركب من عدة ألوان، لدفع عجلة التنمية والمرأة الإفريقية، ويعانق بعضنا بعضا وفق روح العصر المعاصر، وبناء مشروع فكري وحضاري في العالم والابتعاد عن مشكلة العصبية لتأدية دور الحضارة الإنسانية ويناء روح الأخلاق الفاضلة وجذب ثقافة التوازن والأخلاقي والابتعاد عن الرأي التعصبي، تحاول المرأة الإفريقية درء مفاسد التعايش السلمي بالتسامح، والانفتاح أمام التعليم المعاصر ومواكبة الحداثة عبر التعايش، وحاصة التعليم العربي الإسلامي الحديث ببلاد إفريقيا، وتدريس التعايش وفي المدارس، ونحتاج لإعادة النظر في قيمتهما ومكانتهما
(فالمرأة الإفريقية تعيش تحت ضغوط نفسية واقتصادية قاهرة نتيجة لتحمّلها العبء الأكبر لشؤون الأسرة، داخل المجتمعات المسلمة، ومع المجتمعات الأخرى والدول، ومع العالَم؛ حاجةً لنا دينية وأخلاقية وإنسانية، ومطلباً لا يستغنى عنه)116
والمرأة الإفريقية أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، ورغم وجود مياه الأنهار والعيون في إفريقيا لكن عدم توفّر الماء النظيف الصالح للشرب من أكبر المشكلات التي تواجه المرأة الإفريقية حيث تحمل المياه من أماكن بعيدة سواء بالحمير أو على الرأس.
الفكر النسوي أدى إلى التحول البنيوي للمجتمع، حيث يدعو إلى المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق المدنية والسياسية، الصراع بين الرجل والمرأة في عصر المعاصر ما زالت قائمة لظهور المرأة تحت أشعة شمس، الحريّة ومساواة بين البشر ، و ديمقراطيّة و مواطنة، ونحوها من المبادئ.
صور الأسرة الإفريقية: للأسرة صورتان ، ضيقة وممتدة
الصورة الأولى: مقتصرة على الزوجين وأولادهما.
الصورة الثانية: تمتد من الأولى لتشمل القريبين من أسر الإخوة والأعمام والأحوال
شخصية الأفراد: تذوب في نفوذ العشيرة التي يشرف عليها أكبرهم سّناً ، علما بأن السكنى يتم في دار أسرية، ولذا ليس للبنات أولياء عند زواجهن سوى أعمامهن، لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم، والممازحة القبلية ماهي إلا تعزيز العلاقات الودية القديمة التي قامت بين القبائل في سالف¨ الزمان، فإن المجتمع ما زال يحافظ على إحياء دعابة بين أفراد بعض القبائل)117
المرأة هي الحياة وطعمها، لا تعرف الحياة ، ومن أجمل ما وصفت به المرأة قول الفيلسوف ابن سيناء( خير النساء العاقلة الدينية الحبيبة الأمينة الغيب القصيرة اللسان المطواعة العنان الوقور في هيئتها الخفيفة في خدمة بيتها تحسن تدبيرها وتكثر القليل بتقديرها )118
تأثير الحضارة العربية على المرأة الإفريقية: احتلت الثقافة العربية عاداتها وتقاليدها على المرأة الإفريقية السوداء وحولها إلى مرأة الأصالة الثقافة ، واحتلال الثقافة العربية عادات المرأة في جنوب الصحراء وفي بحيرة تشاد بصفة خاصة
فقد كانت اللغة العربية لغة التعايش في إفريقيا (وخاصة مناطق قبيلة الهوسا تعتني بتعلّم الإسلام واللغة العربية، منذ القرن السادس عشر الميلادي تقريباً تشير بعض المصادر إلى وجود النظام التعليمي للمرأة في زمن الشيخ عثمان بن فوديو، يدلّ على ذلك وجود تاريخ لعالمات عشن في القرن السادس عشر وقبله، منهن السيدة أم هانئ ، وقد كانت عالمة داعية آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، كما ثبت في تاريخ علماء بلدان المنطقة وجود مؤلفات يرجع تاريخ تأليفها إلى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، مثل مؤلفات العالم محمد بن عبد الكريم المغيلي (867هـ / 1463م) وغيره، ويتوقع أن هؤلاء العلماء كانو يقومون بتعليم النساء أمور دينهن ووعظهن.)119
بدأت مرحلة تطور التعليم الإسلامي العربي للمرأة في غرب إفريقيا( في القرن السابع عشر الميلادي، وازدهرت على أيدي حملة راية حركة الجهاد في المنطقة، أمثال ألفا محمد كعت، والحركة العلمية في تمبكتو و جني)120
الزواج المبكر: كان الزواجُ المبكِّر في القارة الإفريقية منذ القِدم، ويعتبر ذلك من العادات الإفريقية؛ لأن البنتَ في المجتمع الإفريقي تتزوج بعد بلوغها الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، وأحيانًا أقل من ذلك، (كشف تقرير حديث نشره البنك الدولي أن زواج الأطفال في البلدان الإفريقية كلف القارة عشرات المليارات من الدولارات من الدخل المفقود ورأس المال البشري، ووفقا للتقرير فأن أكثر من ثلاثة ملايين (أو ثلث) الفتيات في أفريقيا جنوب الصحراء يتزوجون قبل عيد ميلادهن الثامن عشر كل عام، واليوم أصبحت أفريقيا أعلى معدل انتشار زواج الأطفال في العالم، وجاء في الدراسة أن النساء اللواتي حصلن على تعليم ثانوي يكسبن ضعف أقرانهن الذين لم يحصلوا على تعليم، وتشير التقديرات الخاصة بـ 12 بلداً - تمثل نصف عدد سكان القارة الإفريقية - إلى أن زواج الأطفال يكلف هذه البلدان 63 مليار دولار بحساب الدخل المفقود للدول إذا ما انهت تلك الفتيات تعليمهن، وبحسب الدراسة فأن نسبة كبيرة من البنات تتسربن من التعليم أو تكملن سنوات دراسية أقل من أقرانهن الذين يتزوجون لاحقاً.
كما أنهن أكثر عرضة لأنجاب الأطفال في سن مبكرة، مما يؤثر على صحتهن وكذلك على صحة أطفالهن، وحققت العديد من البلدان الإفريقية المساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي، يشير التقرير إلى أن الفتيات متخلفات عن الأولاد في المرحلة الثانوية بجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، حيث تكمل سبع فتيات من أصل 10 تعليمًا ابتدائيًا، لكن أربعة من أصل 10 فقط يكملن المدارس الثانوية الكاملة.
يؤكد التقرير أن إبقاء الفتيات في المدرسة هو أحد أفضل الطرق لتجنب زواج الأطفال، وأن كل عام من التعليم الثانوي يقلل من احتمال الزواج كطفل قبل سن 18 بنسبة خمس نقاط مئوية أو أكثر، ويوثق التقرير أيضًا أثر زواج الأطفال وتعليم الفتيات على أكثر من 30 من النتائج الإنمائية الأخرى، على سبيل المثال، يؤدي زواج الأطفال إلى زيادة مخاطر عنف الشريك الحميم، وتقليل عملية اتخاذ القرار في الأسرة، ويؤثر زواج الأطفال أيضا على رفاه أطفال الأمهات الشابات، بما في ذلك ارتفاع مخاطر الوفيات والتقزم (سوء التغذية) للأطفال دون سن الخامسة)121
وظاهرةُ إرغام الفتاة على الزواج بعدم الرضا بين الطرفين، هي ظاهرة أكثر انتشارا في المجتمع الإفريقي منذ القدم، حتى بعض الفتيات يَهربْنَ من بيوت آبائهن؛ لكراهيتهنَّ الزواج بالرجل الذي يرغمُها أبوها على الزواج به، غيَّر الإسلام الكثيرَ من عادات وتقاليد المرأة الإفريقية الموروثة في القارة الإفريقية، فهي قارة متعددة الثقافات، يسود فيها الجهل بين النساء، حيث لا تستطيع التمييز بين الجيد والرديء، حتى تسير على نهج معين، فصارت تخلط بين الثقافات على سبيل الجهل.
المرأة ضحية لوسائل الإعلام المرئية والسمعية، وخاصة الإعلام الذي يبث باللغة المحلِّية التي تفهمها، فتقلدُها تقليدًا أعمى)122
المرأة السوداء والممازحة الأسرية: لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم)123
وفي الوقت الراهن نسيت المجتمع أن الأسرة ترتبط بالدم أو الزواج وغيره من حقوق وواجبات بين أفرادها
لقد ركزت الدعوات الأولى لتحرير المرأة أهدافها علي الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة قبل أي جانب آخر ما يدل على أن مسالة الزى أو اللباس ليست مسالة جانبية أو شكلية كما يريد الكثير تصويرها بل هي مسالة لصيقة بالنموذج الحضاري والاختيار الثقافي للفرد و المجتمع
المرأة الإفريقية امرأة منهمكة في العمل وهذا ابسط ما تعمله المرأة في اليوم
وعمل المرأة يختلف من مجتمع إلى مجتمع اخر ، فمثلا المرأة في جنوب الكاميرون تعمل في حقل الزراعي اكثر من المرأة الشمالية لان شمال كاميرون الامطار فيها مداري لذلك بعد فوات اوان موسم الامطار تنتقل المرأة الشمالية إلى الاعمال الاخرى متنوعة منها الاحتطاب وافتتاح
المرأة الإفريقية متعرضة للتضليل في موضوع مكافحة الفقر نسمع مبادرات كثيرة لمكافحة الفقر في إفريقيا ونجد المرأة تشكو من الفقر المدقع وخاصة الارامل واليتيمات اللاتي يتمهن الحروب
المرأة الإفريقية امرأة تتمسك بالعادات والتقاليد جلهن متخلفات يعشن في البدو القرى ولا يعرفن نظام العالمي الجديد حول حقوق المرأة فلا يعرفن حقوقهن لان حقوقهن هو يكمن في عاداتهن وثقافتهن ويختفي وراء تلك العادات والتقاليد هو التهميش
لأن حسب رأي الباحث إن حقوق المرأة في العمل أو حقوق المرأة عامة هو الصراع بين التقاليد والثقافات الإفريقية مع الميثاق الأمم المتحدة للحقوق الانسان ويوجد المناضلات لحقوق المرأة بحماسة
يرى الباحث أن يقوم المعنيين بالمرأة بدورات ومخيمات أدبية تختص بالمرأة وإبراز القيم التي ينبغي أن تتخلق به المرأة في عصر الحديث بدون التخلي عن الأخلاق النسوية القديمة ودمجها بالواقع الحديث فالمرأة الإفريقية والآسيوية تعيش تحت ضغوطات نفسية لغياب دور الرجل في تحسين مستوى المعيشة العائلة.
التخطيط الأسري: التنظيم الأسري عند المسلمين يسير على النهج التالي:
استعمال ما يمنع الحمل فعلى نوعين:
أولا: (أن يمنعه منعا مستمرا فهذا لا يجوز لأنه يقطع الحمل فيقل النسل وهو خلاف مقصود الشارع من تكثير الامة الاسلامية ولا يأمن أن يموت أولادها الموجودون فتبقى أرملة لا أولاد لها ثانيا: أن يمنعه منعا مؤقتا مثل أن تكون المرأة كثيرة الحمل والحمل يرهقها فتحب أن تنظم حملها كل سنتين مرة أو نحو ذلك فهذا جائز بشرط أن يأذب به زوجها وأن لا يكون به الضرر عليها ودليله أن الصحابة كانوا يعزلون عن نسائهم في عهد النبي من أجل ألا تحمل نسائهم، فلم ينهوا عن ذلك والعزل أن يجامع زوجته وينزع عند الإنزال فيزل خارج الفرج)124
الفساد الخلقي في المجتمع الإفريقي، حيث انتشر في أفريقيا جنوب الصحراء الفساد الخلقي بصورة رعبة ، والسياحة الجنسية ونحوه. و الدعارة التي تمارسها المرأة الإفريقية مصدرها أن معظم نساء الافريقيات فقدن رجالهم في الحروب الأهلية المتنوعة في إفريقيا، وصرن أرامل وليس لهن أية دخل مالي يوجد كذلك القاصرات يتركن الدراسة ويتحولن إلى مومسات في سن مبكر لعدم وجود من يشرف عليها ويتكفل بشئونها، وبعضهن يتجولن بالبضائع في الشوارع المختلفة في إفريقيا وفي نفس الوقت يمارسن الفساد والسبب هو عدم الكفيل الذي يقوم بإشراف عليهن أو تغطية احتياجاتهن في المعيشة واللباس والسكن وخاصة عند اقتراب موسم العيد ويحصل فيه
لكن بالنسبة لوجهة نظري قلة الأولاد ليس حجة للتربية الحسنة ورعاية الأولاد من الدعارة والتسول لأن التربية يرجع سياسة الأب في إدارة أسرته إذا كان أب سيئا إن له أولاد قليل لا يستطيع أن ينجح في رعايتهم :م أب ديوث له ولد واحد أو بنتان فقط لا يستطيع أن يحسن تربيتهم
ويرى بعض المجتمعات أن كثرة الإنجاب يتعب أب الأسرة حيث لا يستطيع أن يقوم بمسئولية الأبوة وخاصة الإعاشة و العلاج والسكن هذه الأمور كلها ترجع إلى عدم تنظيم النسل وفي وجهة نظري أن الإعاشة والسكن والعلاج والرسوم المدرسية كل هذه الأمور يرجع إلى حسن التنظيم الأسري والآخرون يرونها يرجع إلى مقادير الله ولكل رزقه الذي حدده الله له في الدنيا
تعدد الزوجات: تعدد الزوجات منتشر في إفريقيا السوداء ، وكان الهدف وراء تعدد الزوجات هو كثرة الذرية ليساعدوا أب الأسرة في الحقل الزراعة، ومقاومة العدو وغارات المعتدين، لكن تعدد الزوجات حاليا في إفريقيا الهدف الأكبر منه التلذذ بالنساء وإشباع الشهوة العارمة كم رأينا ممن يملك أربعة بساء ولم يغض بصره عن الأجنبيات
والبرنامج الكبير الذي أريد أن يكون في كل الأسرة الإفريقية هو أن تكون المرأة نشيطة وتزاول الرياضة وتقوم بالنظافة بجميع أشكاله من نظافة اللباس والبيت وخاصة نظافة البدنية وتحسن شعرها وهيئتها وأظافرها واعتناء بالفطرة خمس في قوله: خمس من الفطرة ، الختان والاستحداد ونطف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب)فتح الباري 10/334/كتاب قص الشارب ومسلم 3/146 كتاب الطهارة: باب خصال الفطرة)125
اقتناء الدمية الجنسية تعد من أحد الخطط الأسرية المنحرفة: باعتبار الدمية أحد أفراد الأسرة ليسلها مستقبل المتوارث، رغم اعتبارها زوجة صامتة تشبه المرأة الحقيقية من حيث أجزائها ومفاصلها و أسميها بالمرأة (الخيالية الصامتة) وهي لعبة جنسية تساعد على تحقيق الرغبة الجنسية لمرونة أعضائها التناسلية القابلة للارتجاج وفي وجهة نظري أن الدمية الجنسية ماهي إلا سخرية بالآخر ونبذ علاقة( أنا والآخر) وتحطيم للقيم الإنسانية، وهذا ليس من ضمن نظرية تطوير الطبيعة وامتداده بل هو تدمير البنية التحية للعيش المشترك والتعدي على شخصية الآخر الدمية الجنسية واقناع الدمية الأخلاقية سمة سمات تفسخ القيم الخلقية لأن (الأخلاق هي مجموعة من القواعد والمبادئ التي تضبط سلوك الإنسان وتجعله قادرا على التمييز بين الخير والشر)36 رجب بو دبوس الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان 1425 ص 104)126
التخطيط الأسري هو ادماج الأبناء في مشاريع العائلة بغرض كسر الحواجز النفسية وتوثيق الروابط الأسرية من خلال الاجتماع، لتحديد الأهداف المشتركة وتوزيع الأدوار، كما يهدف إلى مناقشة الأهداف الشخصية وتحليلها.
المرأة الإفريقية والموروثات الشعبية
1 يوجد في إفريقيا الايكولوجيا المتعددة، وساهمت المرأة السوداء آثاراً فنية تتمثل في المنحوتات والتماثيل والرسوم المصورة على الجدران و الصخور المستوية، يعود عمر تلك الآثار إلى القرن الثالث للميلاد، واختلفت الآراء حول أصل الشعوب الإفريقية، فهناك رأي يؤكد أن أصل الأفارقة يرجع إلى هجرات من خارج القارة، حدثت عن طريق باب المندب وامتدت في أنحاء القارة، مستندين في نظريتهم هذه على تشابه العناصر الإفريقية مع عناصر ذات صفات زنجية في جزر المحيط الهادي، في حين يرى آخرون أن وجود الزنوج بهذه الكثرة والتنوع في القارة الإفريقية يمكن أن يكون دليلاً على أن إفريقيا هي الموطن الأصلي لهذه الشعوب، يتمثل الأدوات الفنية الإفريقية ، تعود عمره إلى ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد،
والتراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع ومتعددة الأصوات والأنغام (وللموسيقى في غربي القارة مكانة متميزة، تتعدد فيها الآلات وخاصة الآلات الإيقاعية، لقد برعت المرأة في فن الموسيقى والغناء والرقص، فمثلا في الكاميرون عدد قبائلها يقارب 250 قبائل وكل قبيلة لها موسيقى الخاصة بها، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع والايقاع يكون بالإيماء أو بوقعة القدم على الأرض (ولانتشار الاسلام في إفريقيا بدأ الناس يتراجعون عن الموسيقى الرقص والغناء لأنها تخالف تعاليم الاسلام الحنيف (إن لنقرات الطبول وأصواتها معاني يفهمها أهالي القرية، لذا تنقر ¨ الطبول لإعلا ن أخبار الولادة والوفاة والاجتماع والأعياد . ولم تخل الاحتفالات الشعبية من نقر الطبول)127
المرأة الإفريقية هي امرأةٌ ليست غريبة في الأوساط العامة، وقد أنشد عنها شعراء العرب، وهي امرأة تتحمَّل المتاعب، وتعيل الأسرة
بحسب رأي وليم فاغ في كتابه «المنحوتات الإفريقية: وكانت الكهوف التي استخدمتها قبيلة دوغون مقابر لموتاهم خير مساعد في المحافظة على المنحوتات الخشبية الجميلة.
الروائع الحديدية المكتشفة في مالي تدل على خبرة مجتمع بمبارة في ميادين هذه الصناعة وعلى مهارتهم اليدوية وذوقهم الفني ومتطلبات مجتمعهم من الفن. وتدل روائع صناعة الفخار المكتشفة في موقع موبتي على مدى إدراك ذلك الصانع الفنان إمكانات مادة الصلصال. وتجدر الإشارة إلى أهمية الأقنعة والتماثيل وتنوعها ووظائفها في الحياة الروحية والاجتماعية. ومن أشهر الروائع الفنية التي أبدعها فنانو مالي)128
احتلت الثقافة العربية عاداتها وتقاليدها الإفريقية السوداء وحولها إلى مجتمع الأصالة الثقافة ،و حيث أثرت الثقافة العربية السوداء من نواحي المتعددة منها ، الناحية الاجتماعية ، ومن الحضارة الإفريقية القديمة إلى حضارة العربية
المرأة أو للمجتمع يتحول إلى جزء لا يتجزأ من كينونة المجتمع ، بل يتحول إلى طوق نجاه ، ومهما أحتلت التكنولوجيا مساحة الفكر والوقت في المجتمع ، يبقى كتاب نقرأه في آخر الليل من أمتع وأجمل لحظات اليوم ، لذا كان على الكاتب أن يحب ما يكتب وأن يحترم مشاعر القارئ وأفكاره وعلى القارئ أن ينتقي بعناية ما يقرأ لأن ما يقرأه له عميق الأثر على مشاعره وأفكاره بل وأحياناً على مجمل حياته)129
المرأة السوداء والممازحة الأسرية : لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم) 130
يظهر شرف المرأة في الزواج المعظم بين الأسر( لأن الزواج يتم بين العشيرتين لا بين الزوجين فحسب، ومن شرفها أن اسمها يضاف إلى أسماء أولادها مراعاة التفرقة بين الذين لهم أسماء مماثلة، وينسبون إلى آبائهم في الوقت نفسه، وقد ظهر شرفها في الوراثة الملكية من نظام الأمومة، حيث لا يرث الملك إلا ابن أخته من الأم)131
أظهرت الأبحاث أن عدم التعايش أساسه الفقر ومعالجته يتم عبر الزواج والتعامل وعدم العنف والجدير بالذكر أن التعايش الإفريقي تنقص سكان القارة الإفريقية، وتؤدي إلى تدني المستوى والاقتصادي وتبعد عن الإخوة والشخصية وتذوب القبيلة، وعلى وسائل الاعلام أن تلعب دورا في المجتمع لإرسال رسالة التعايش بين الناس، والتعايش السلمي يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني)132
الاتجار بالبشر : كان الاتجار بالبشر حرفة قديمة في إفريقيا وكان الهدف منها الكسب والسخرية وغلبة القوي على الضعيف والاستعباد الجنسي للمرأة الإفريقية : يكون نتيجة للمجاعة المدمّرة والفقر المدقع الصراعات القَبَلية، والأمراض
الاختلافات الداخلية في المجتمعات المتنوعة وكل المجتمعات متنوعة
النوع الأول : أي النزاعات داخل الشعب الواحد أو الدولة الواحدة ، فقد صار ضرورياً المصير فيه إلَٰ فلسفةٍ وآليات أُخرى سُمّيت التعايش السلمي أو العيش المشترك . وهي تتطلب مساءلة الأعراف والتاريخ والاستنصار بثقافةٍ للحوار والمسالمة والاعتراف المتبادَل التعارف بالآخر ديناً ومذهباً ومصالح ، وحقوقاً والتزامات ، وجوانب قانونية وسياسية لقد كان التعايش السلميُّ والعيش المشترك على كافة المستويات: داخل المجتمعات المسلمة، ومع المجتمعات الأخرى والدول، ومع العالَم؛ حاجةً لنا دينية وأخلاقية وإنسانية، ومطلباً لا يستغنى عنه، فالعيش بالسلم نعمةٌ كبرى ذكَّرنا بها القرآن الكريم في العديد من آياته . ولنذكر منها مواضع بارزة) 132
تهدد المرأة كارثة الجفاف، القمع، والإذلال، والتعذيب والإيذاء، والترهيب، والعنف الجنسي، وهي مشاكل منتشرة في إفريقيا
المرأة السوداء والممازحة الأسرية : لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم.
والممازحة القبلية ماهي إلا تعزيز العلاقات الودية القديمة التي قامت بين القبائل في سالف¨ الزمان، فإن المجتمع ما زال يحافظ على إحياء دعابة بين أفراد بعض القبائل)133
يظهر شرف المرأة الإفريقية في الزواج، (لأن الزواج يتم بين العشيرتين لا بين الزوجين فحسب، من أعظم الجنايات رقيا يعاقب عليها في إفريقيا قبل الاستعمار هو الزنى، والسرقة، والقتل، والقرض غير المسدد، وإن كانت لم تخل من بعض العادات السيئة كشرب الخمور المحلية، ووراثة أصغر الأولاد زوجات أبيه في نيجيريا مثلا، وقد هذب الإسلام هذه العادات من القبائل المسلمة ، ولكن بعضها ما زالت قائمة لدى الجماعات الوثنية) 134
التراث الإفريقي غني بالموسيقى و ساهم المجتمع الإفريقي في نشاط موسيقي التي ساهمت في إغناء تراثهم(وقد تكون للرجال موسيقاهم وللنساء موسيقاهن)135
لقد برعت المرأة في فن الموسيقى والغناء كما نراه عند قبائل الكاميرونية في سلسلة جبال أقصى شمال كاميرون، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات، ولانتشار الاسلام توقف بعض الأفراد من الغناء (إن لنقرات الطبول وأصواتها معاني يفهمها أهالي القرية، لذا تنقر الطبول لإعلان أخبار الولادة والوفاة والاجتماع والأعياد . ولم تخل الاحتفالات الشعبية من نقر الطبول، ولشدة ولعهم بها أدخلها البعض في حلقات الأذكار لبعض جماعات المسلمة)136 المرأة لها مشاعر الحنان والاستعداد للتضحية في سبيل حماية الجنس البشري.
لقد ساهمت المرأة السوداء بالألفاظ والمعاني الغراءة ،تجري أسلوبه على إيقاع تقليدي شفاهي، يستمد موضوعه من الموروثات الثقافية التي تعيشها أفراد القبيلة منذ قرون متعاقبة ، (تلك الأناشيد التي يتغنى بها الأفراد في الحياة اليومية في المجتمعات التقليدية بالمنطقة، في لغة سهلة سلسة، يفهمها كل من يجيد لغتها، وينشدها كل من يميل إليها، مضمونها الإشادة بالفضائل الاجتماعية القبلية، غرضها تسلية الناس من كبت الأعمال اليومية، غايتها تربية المجتمع بالأعراف التقليدية. وأنواعها متباينة، يمكن أن نجملها في أناشيد الهدهدة من الأمهات لتنويم ا لأطفال، ينشد الأولاد مثل هذه الأناشيد في القرى والليالي مقمرة، بأصوات لهو ولغو في رقص وطرب، تعبيرا عن مشاعرهم)137
تحديات المرأة الإفريقية والآسيوية:
-حرية المرأة والمساواة
-حقوق المرأة
فقد قدم مالك ابن نبي مشروعا فكريا متكاملا في وقت كان فيه العالم الإسلامي يعارك فلول الإسلام أو يعيش مخلفاته التي كبلت بإفراز نخبة منه حاولت إفهام الرأي العام المسلم وقد وقف مالك بن نبي ضد هذه الدعوات اليائسة والمضللة وصاغ مقولة (القابلية للاستعمار ) رأى مالك بن نبي أن ليست هنا كمشكلة معزولة عن مشكلة الرجل فالمشكلة واحدة هي مشكلة الفرد في المجتمع فقد حاول الكثيرون بوحي من الفكر العربي التجزيئي النظرة إلى قضية المرأة كقضية مستقلة ميز مالك بن نبي بين موقفين متقابلين في وضعها التقليدي التي كرسته التقاليد وموقف الداعين الي إن تخرج المراة في صورة تلفت اليها الغرائز، ويرى موقفي هذين الفريقين يصدران عن دافع واحد هو الغريزة ) (الكنبوري إدريس، 2001 ) 138
حقوق المرأة والاسلام
التشكيك في صحة الدين عن طريق نشر الشبهات التالية:
ا- كون الدين سببا في تخلف المرأة
ا- القوامة
ب- نقصان حظ المرأة
ج-جواز تعدد الزوج
ه- التشكيك في عدالة الله في تقسيمه البشر المذكر
الطعن في بعض الأحاديث النبوية: مثل حديث البخاري ومسلم يا معشر النساء تصدقن الخ و شهادة المرأة منفردة الخ والميراث، واتهام كتب الفقه بالجمود والتخلف والذكوري وإنهم عاشوا في عصر الظلام واتهام الفكر الإسلامي بأنه فكر معاد للمرأة بحجة وجود بعض الإسرائيليات في بعض كتب التاريخ والتفسير أو روايات ضعيفة أو موضوعة و أقوال لبعض الفقهاء و اجتهادات والدعوة لقراءة جديدة للإسلام تحت مسمى( إسلام عصري) جديدة تبناها بعض المفكر الإسلامي مثل ( محمد شحرور) و( جمال ألبنا ) يرتكز على العلمانية والعقل
مشكلة الحجاب: لقد ركزت الدعوات الأولى لتحرير المرأة أهدافها علي الحجاب الشرعي للمرأة
يرجع أساس الاختلاف في الأنظمة السياسية والأعراف السائدة في العالمين العربي و الإسلامي فمن هذه الأنظمة :
1 - من ينهج النهج العلماني الغربي
2-ومن من ينهج النهج الإسلامي المحافظ
3- و منها من يأخذ النهج المختلط فتترك للمرأة حرية الاختيار
والجدير بالذكر لا ريب أن عمل المرأة مما يبلبل فهذا الاتجاه ينادي أصحابه ( بإباحة العمل للمرأة في جميع الميادين والمجالات فهي في حساباتهم كالرجال سواء بسواء فأي عمل يباح للرجل فهو مباح للمرأة بغير تفرقة ولا تجزئة والاتجاه الآخر على النقيض) (جعفر حواء ،2006م ص 22) 139
مخاطر العلمانية:
1- إحلال القوانين المستمدة من الفكر العلماني محل القوانين المحلية
في الدول الأعضاء التي معظمها دول إسلامية ذات صلة بتعاليم الإسلام؛ فقد تضمنت التوصيات الصادرة عن القمة الفرنكوفونية الرابعة ضرورة تأسيس هيئة قانونية تزود الدول الفرنكوفونية بلوائح ودراسات قانونية في مجال القضاء ونظام الأسرة لتمكين هذه الدول من الاعتماد على نصوص قانونية علمانية موحدة!
2- نشر اللغة الفرنسية مع محاربة اللغات المحلية وخاصة العربية الفصحى
في الدول الأعضاء في الفرنكوفونية. ويقام في باريس كل سنتين معرض دولي للكتاب الفرنسي، كما تنظم جائزة عالمية باسم الفرنكوفونية.
3- ممارسة الغزو الفكري وعملية غسل المخ من خلال إنشاء جامعة
فرنكوفونية عالمية عبر الفضاء.
4- خلخلة القيم الدينية والأخلاقية في البيئات الإسلامية وتوجيهها نحو الحياة)(سيدي غالي لو، 1998م ص90)140
المرأة في وجهة نظر الأفريقيين: أنها توفر البشر كمي لأن الجنس يشكل أساسا هامّا في حركة البنية الإفريقية، ويعتبر الزواج في المجتمع الإفريقي من أهم مشاريع الحياة، فإن المجتمعات الإفريقية تبيح تعدّد الزوجات لهدف الإنجاب والتكاثر
ختان المرأة الإفريقية: الختان هو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر و تسمى "القلفة" وقطع جزء من البظر وهى الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى ويسمى (ختان المرأة) والختان بوجه عام عادة قديمة لا يعرف بالضبط متى بدأت ومن المؤكد انه كان موجودا أيام إبراهيم عليه السلام ففي الصحيحين انه اختن وهو ابن ثمانين سنة و كان معروفا عند العرب قبل الإسلام أخذا عن جدهم إبراهيم أو من اليهود الذين توارثوه عنه وكان ختان النساء موجودا عندهم) (جاد الحق بدون ت) 141
المرأة في الشعر الإفريقي:
الشاعر موزامبيقي: سلينودوس سانتوس " وشهرته "كالونجو " لعب دوراً كبيراً في حياة بلاده السياسية ، حيث أنتخب عام 1962م سكرتيراً عاماً لجبهة تحرير موزمبيق ، المعروفة باسم "مزيليمو " يقول كالوجو عن المرأة الأم :
الأ م السوداء تضع طفلها في المهد
وتنسى أن حبات الذرة تموت في الأرض
وأن كرار الخزين قد فرغ بالأمس .
وتحلم تحلم بعوالم جميلة
يذهب فيها ابنها إلى المدرسة
المدرسة التي يتعلم فيها الرجال .
عوالم جديدة .
يستطيع ابنها أن يعيش فيها .
كالونجو في هذه القصيدة السابقة يعطينا صورة عن المرأة الأم ، المشتعلة بالأمل ، فبرغم ما تعاني منه بلادها ، من جفاف وفقر مقدع واستغلال تام من قبل الاستعمار .. إلا أن الأم قوية ، صابرة .. مليئة بالأمل والتفاؤل .
لنترك كالونجو وامرأه المشحونة بالأمل ، ونذهب إلى الروائي "واليو نجوجي " ، وهو أديب صدرت له ثلاث من الروايات بين عامي 1962- 1969م ،
الطبيب الشاعر " أوجستينو نتو " يقول الطبيب الشاعر في قصيدته " الأم " :
أماه .. علميني .
ككل أم سوداء يرحل ابنها .
كيف أنتظر ، وآمل ..
كما تعلمت أنت في أيامك المريرة.
لكل الحياة ..
قتلت ذلك الأمل المشرق في صدري .
فلست أنا الذي ينتظر ..
بل أنا .. الذي ينتظر ..
ونحن ألمل ،،
نحن أطفالك ..
نسير نحو أمنية تستطيع أن تغذي
الحياة عند أبنائك الباحثين عن الحياة
الشعر الأفريقي متفجر بالأمل والتفاؤل .
فهاهو الطبيب الشاعر ، يصور لنا المرأة الإفريقية الصابرة ،
الشاعر السنغالي :" ليوبولد سيدار سنجور " يقول سنجور :
أفرحي يا أماه ؟
فلن أبعث الريح الشرقية فوق هذه الصور
كما أبعثها فوق رمال الطرق
إنك لا تسمعيني حين أسمعك
مثل أم مشغولة البال تنسى أن تضغط
على زر البداية
لكني لن أمو آثار قدمي أبي .
الشاعر السوداني " محمد المهدي مجذوب " الذي عشق امرأة زنجية ، ويصور لنا ما يراه في حياة هذه المرأة فيقول :
وبدت ستائر بيتها
وضاءة بين الظلال
ورجعت أفزع للكرى
كي أستريح إلى مراح
ونهضت أسمعه الملامة
وهو مشتعل الجراح
(محمود الطهطاوي، " المجلة العربية " السعودية العدد (152)142
التعايش بين المرأة الإفريقية والآسيوية: في المساواة والحرية والكرامة (في وئَامٍ، رغم تَعدُّد فئاتهم، وأَعراقُهم، وأَديانهم، ومَصالحهم. ويقوم التعايش على احترام الآخرين وحرياتهم والوعي بالاختلافات بين الأفراد والجماعات والقَبول بها، وتقدير التنوع الثقافي. ولأن التعايش هو تفاعلٌ بين طرفين وأكثر، فهو يعني استعداداً من عدة أطراف لتطوير عيشٍ مشتركٍ يسوده الحوار والتفاهم)143
دور المثقفين في التعايش السلمي: كان للمثقفين دور عظيم في التعايش السلمي ونبذ التطرف حيث (كتبوا وتحركوا منذ النصف الثاني من القرن العشرين بقوةٍ وفاعليةٍ، ودخلوا على المعروف العالمي الجديد، والتعارف العالمي الجديد في قيم المساواة، والحرية، والعدالة، والتعايش السلمي والسلام، وحقوق الإنسان، وهي مفاهيم وقيم ومصطلحات ما كانت موجودةً في تراثنا بنفس الصِيَغ أو المعاني أو الألفاظ في أحيانٍ كثيرة، وقد صدرت عن علماء ومثقفين بياناتٌ وإعلاناتٌ كثيرةٌ في العقود الأخيرة، تتضمن هَٰذِهِ القيم بالانفراد، أو بالاشتراك مع أبناء الديانات الأُخرى والثقافات الأُخرى، والأُمم الأُخرى، وكان التعايش والتسامح مبدأً، وقيمةً، وأخلاقاً حاضراً فيها)144
المراجع للفصل الثالث
1.سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24
2. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 157
3. نفس المرجع، ص 159
4. فس المرجع، ص 158
5.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
6. التعايش السلمي ص98
7.التعايش والتعارف في الإسلام مَفاهيم ميسَّة رضوان السيد ص14
8.كبا عمران، الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21
9.جعفري حوراء، مشاركة المرأة الاجتماعية، الطاهرة، مجلة، شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع، العدد 165 شباط 2006 ص22
10.جعفري حوراء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهرة مجلة شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع العدد 165 شباط 2006 ص22
11.عمران، 2011ص 161
12.قضايا الأدب الإفريقي وتحدياته: قضية الزنوجة موقع سودارس.كم 08 - 08 - 2012 الصادق محمد آدم
13.ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمدابن ابراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985 ص115
14: http://www.elaph.com 18
15.ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمد ابن إبراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985ص252
16.ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمد ابن إبراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985 ص56
17. http://www.elaph.com
18 See more at: http://www.elaph.com.
.19كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص22
20.وليد مهدي جاذبية الجسد الأنثوي والذكري : البديهيات الغامضة الدروب.كم 6 مارس 2011م
21.وليد مهدي جاذبية الجسد الأنثوي والذكري : البديهيات الغامضة الدروب.كم 6 مارس 2011م
23. كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص46
24.الأسرة والحفاظ على الهوية الإفريقية، مجلة القراءات الإفريقية،العدد 55 السنة التاسعة عشرة 2023م ص 4
25.نفس المرجع، ص 4
26. نفس المرجع، ص 4
27. نفس المرجع، ص 4
28.مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، شروط النهضة، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية ، الطبعة: 1986م ص115
29. نفس المرجع، ص116
30. نفس المرجع، ص117
31. نفس المرجع، ص118
32. نفس المرجع، ص119
33. نفس المرجع، ص120
34. نفس المرجع ، ص121
35.نفس المرجع، ص153
36. نفس المرجع، ص155
37.ممدوح فخري الغزو الفكري، الناشر: الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة،الطبعة: السنة الأولى - العدد الاول - رجب 1389 هـ ص29
38.إبراهيم زيد الكيلاني ، الرأي العام في المجتمع الإسلامي، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: السنة السادسة عشرة، العدد الواحد والستون، محرم- صفر - ربيع الأول 1404هـ/1984م ص 250
39. نفس المرجع ، ص251
41. نفس المرجع ، ص257
42. نفس المرجع ، ص257
43.نبيل السمالوطي، 1998م ص323
44.محمود كرم سليمان المحرم - 1421هـ مايو - 2000م ماذا يريدون من المرأة..؟ ! أساليب تغريب المرأة وآثارها مجلة البيان السنة: 15 ص73
45.أم سلمة محمد إسماعيل2015م
3.أم سلمة محمد إسماعيل2015م
46 .العتوم ميسون، 2013، « جسد المرأة والدلالات الرمزيّة : دراسة أنثروبولوجية بمدينة عمّان (الأردن) مجلة الجزائرية https://insaniyat.revues.org
47.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
48. الأدب النسوي الأفريقي المعاصر: نماذج شعرية، المنتدى.كم
49.تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (حجاب المرأة ولباسها في الصلاة)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي الطبعة السادسة، 1405هـ/1985م.
50.جعفر حواء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهر مجلة تعني بشؤون المرأة العدد 165 شباط2006م ص 22
51.مالك بن نبي ترجمة عمر كامل مسقاوي و عبد الصبور شاهين شروط النهضة دار الفكر بيروت الطبعة الثالثة1969 ص176 .
52.جعفر حواء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهر مجلة تعني بشؤون المرأة العدد 165 شباط2006م ص 22
53 .المصدر: http://www.cdc.gov
54 .المصدر بي بي سي (BBC) http://news.bbc.co.u
55.دائرة الإحصاءات الأمريكية: http://www.census.gov/Press-
56.المصدر، CNN والمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:
http://www.cnn.com/2000/HEALTH/12/05/health.stds.reut/
57.المصدر، وزارة العدل الأمريكية: http://www.ojp.usdoj.gov
58.المصدر تقرير لوزارة العدل الأمريكية: http://www.ncjrs.gov
59.المصدر: وزارة العدل الأمريكية: http://www.ncjrs.gov
60 .المصدر: وزارة العمل الأمريكية http://www.dol.gov
61.المصدر: وزارة العمل الأمريكية: http://www.dol.gov
62. المصدر: الوزارة الأمريكية: http://www.rehab.research.va.gov
63.بي بي سي http://news.bbc.co.uk
64.المصدر نيويورك تايمز: http://query.nytimes.com
65. المصدر رويترز: http://www.reuters.com
66. المصدر، دائرة الإحصاءات الأمريكية: http://www.census.govRelease
67 .رابط الموضوع: http://www.alukah.net
68. الأسرة والحفاظ على الهوية الإفريقية، مجلة القراءات الإفريقية، العدد 55 ص 4
69 نفس المرجع، ص 4
70. نفس المرجع، ص 4
71 .نفس المرجع، ص 4
72. نفس المرجع، ص
73.الجندر ، اسلام.كم
74. نفس المرجع
75. نفس المرجع
76.نبيل السمالوطي، 1998م ص323
77.غريب، 2004 م ص10
78. غريب، 2004 م ص12
79.غريب، 2004 م ص12
80. غريب، 2004 م ص14
...
87.......
88.نخبة من العلماء 2022 ص20
89.نخبة من العلماء 2022 ص20
90.نخبة من العلماء ، ص910
91.محمد البهي، ص 334
92.محمد البهي، ص 334
93.محمد البهي، ص 342
94.محمد البهي، ص 334
95. Bruckner.، 2003
96.محمد البهي، ص 44
97.محمد البهي، ص 43
98.محمد البهي، ص 48
99.محمد البهي، ص 334
100.سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24
101. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 159
102.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
103. التعايش والتعارف في الإسلام مَفاهيم ميسَّة رضوان السيد ص14
104.محمد الرابع أول سعد، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في اتحاد علماء إفريقيا 21
janvier 2014/ نشر على الرابط فيسبوك
105. سيسي أحاندو ،تعليم الفتيات ونهضة المجتمعات بغرب إفريقيا - قراءات افريقية، نشر بتاريخ. 2017-09-12
106. نفس المرجع
107. نفس المرجع
108. نفس المرجع
109. المصدر: الغارديان، كيت هودال ، أسوأ 10 دول لتعليم الفتيات في العالم | نون بوست
http://www.noonpost.com/content/20248
12/ أكتوبر/ 2017/
110.سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 –
111. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 157
112. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 159
113. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق:إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 158
114.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
115. التعايش السلمي ص98
116.التعايش والتعارف في الإسلام مَفاهيم ميسَّة رضوان السيد ص14
117.كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21
118.جعفري حوراء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهرة مجلة شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع العدد 165 شباط 2006 ص22
19.محمد الرابع أول سعد ، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في... - اتحاد علماء إفريقيا ...
2014 نشر على الرابط فسبوك
120.نفس المرجع
121. أحمد مصطفى أحمد ، القارة )الأعلى) في زواج الأطفال.. ثلث بنات إفريقيا يتزوجن قبل 18 سنة السبت 24 نوفمبر 2018 الوطن.كم
122.إبراهيم محمد تاريخ الإضافة: 1/6/2016 ميلادي نشر على رابط الوكة.نت
123. كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21
124. العثيمين رسالة في الدماء الطبيعية للنساء، دار الوطن للنشر الطبعة الأولى1419 ص 42
125.فتح الباري 10/334/كتاب قص الشارب ومسلم 3/146 كتاب الطهارة: باب خصال الفطرة
126. رجب بو دبوس الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان 1425 ص 104
127. كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص22
128.كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص22)127
129.محمد وليد الجلاد الموسوعة العربية منابر ثقافية 2011 03 17 ص1 موقع المنبر
httpwww.mnaabr.com
.130.تأثير الأدب على المجتمع والمرأة وكالة أخبار المرأة 16 سبتمبر، 2015 http://wonews.net/ar/index.php?act=post&id=15543
131.كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21
132.سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 -
133.كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21)11
134.محمد وليد الجلاد الموسوعة العربية منابر ثقافية 2011 03 17 ص1 موقع المنبر.كم
135.نفس المرجع
136.كبا عمران، الادب الإفريقي في غرب إفريقيا، منظمة ايسيسكو، ص22
137.نفس المرجع، ص 42
138.الكنبوري إدريس المرأة في فكر مالك بن نبي مجلة الوعي الإسلامي مجلة شهرية العدد 424فبرا ير 2001
139.جعفر حواء، مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهر مجلة تعني بشؤون المرأة العدد 165 شباط2006م ص 22
140.سيدي غالي لو الفرنكوفونية مجلة البيان تصدرها المنتدى الاسلامي جمادى الأولى - 1419هـ سبتمبر - 1998م(السنة: 13)ص90)10
141.جاد الحق علي جاد الحق الإسلام و قضايا العصر ط جمعية تبليغ الإسلام الإسكندرية بدون ت ص 15
142.محمود الطهطاوي، " المجلة العربية " السعودية العدد (152)
143. يوسف بن أحمد العثيمين التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص9
144. محمد السَّمَّك التَّعارُفُ والوُدُّ في الإسلَام التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص65
الفصل الأول: المرأة الإفريقية وجنوب الصحراء
المبحث الأول: تعريف المرأة الافريقية
تعريف المرأة : المَرء (بفتح الميم) هو الرجل و امْرؤ وامْرآن والجمع رجال من غير لفظه، والأنثى امرأة مرْأَة”، (المرأة مشتقة من مرأ ومرئ الطعام أي ساغ له وهنأ والمرأة ما يقابل الرجل أصله امرأة وسقطت الهمزة وجوبا عند التعريف وجمعها النساء)1
(العزة بنت محمد محمود تقييم دور المرأة الموريتانية في التنمية المحلية رسلة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة المولى اسماعيل تحت اشراف محمد حميد بخاري 2005 - السنة الدراسية: 2004 ص23)
المرأة الافريقية كغيرها من النساء في العالم كان دورها ينحصر في الإنجاب، وإدارة شؤون المنزل. لكن منذ المؤتمر العالمي الأول للمرأة في المكسيك عام 1975 والثاني في كوبنهاجن 1980م والمؤتمر الثالث في نيروبي 1985م كما بدأ ذلك واضحاً في نتائج المؤتمر الدولي الرابع للمرأة في بكين 1995م والمرأة الافريقية السوداء في الواقع لها حضور في مجالات الحياة المختلفة، واندماج المرأة في النشاط الاقتصادي يؤدي إلى تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد البشرية، لأن مشاركة المرأة في النمو الاقتصادي تدفع عجلة النمو التقدم الاقتصادي،
فما زال هناك الكثير من أشكال التمييز بين الرجل والمرأة ، وأشكال هذا التمييز متعددة،
- المرأة الافريقية ضحية للفقر، وضحية الدخول في شبكات البغاء والاستغلال الجنسي.
المرأة الافريقية تسعى للعمل لتساعد في إعالة الأسرة خاصة اذا فقدت زوجها وصارت ارملة، وعمل المرأة الافريقية اكثر من عمل الرجل الإفريقي ،لأن المرأة من الصباح تبدا بنظافة البيت والاولاد وتقوم باعداد الفطور تقوم بغسل الاواني ونقل مياه الشرب للاسرة والبهائم ثم تقوم بحلب الابقار اوالذهاب إلى المزرعة وبعد العودة من المزرعة تطبخ الغداة للاسرة تم تعود اما إلى المزرعة واما إلى لاحتطاب ثم تعود قبيل المغرب تقوم بالطبخ والحلب وتنظيف المحصول الزاعي واعداده لتشمسه وفي جوف الليل يحتاج اليها زوجها والطفل الرضيع يبكي يريد الرضاعة ،المرأة الافريقية امراة منهمكة في العمل وهذا ابسط ماتعمله المرأة في اليوم
وعمل المرأة يختلف من مجتمع إلى مجتمع اخر ، فمثلا المرأة في جنوب الكاميرون تعمل في حقل الزراعي اكثر من المرأة الشمالية لان شمال كاميرون الامطار فيها مداري لذلك بعد فوات اوان موسم الامطار تنتقل المرأة الشمالية إلى الاعمال الاخرى متنوعة منها الاحتطاب وافتتاح المحلات التجارية الريفية والتسوق في الاسواق المختلفة عكس موسم الامطار الذي يحجزهم المياه عن حضورها اما العمل في المكاتب الإدارة ، لان المرأة الافريقية في السابق كانت تدير البلاد كاملا في زمن الامبروطورية ولها ادارتها الامبروطورية ، المرأة بنية اساسية في التنمية لكن القارة الافريقية لاتاخذه في الميزان الا نادرا لان المرأة تعد من اساسيات التنمية وهي مصدر التنمية لان وراء رجل عظيم امراة لكن سوء التخطيط الرسمي في القارة هو الذي يجعل يخلفها ويجعل المرأة مهمشة وفقيرة وتضلل اعلاميا فقط وهذا يعوق بالتنمية في القارة لان(التنمية تحتاج إلى تخطيط شامل لإحداث التغير الاقتصادي والاجتماعي وإلى إشراك المرأة كعنصر بشري فالتنمية لا تقوم بدورها إن لم يكن التخطيط لها شاملاً لكافة جوانب المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والإدارية والسياسية.. الخ..
التهميش والإقصاء الذي يلف المرأة وقضاياها يستند إلى مفاهيم تبدو متماسكة في حفاظها على تداول مفاهيم السيطرة الاجتماعية وتواترها) (محمود كرم - 2000م ص73)
المرأة الافريقية متعرضة للتضليل في موضوع مكافحة الفقر نسمع مبادرات كثيرة لمكافحة الفقر في إفريقيا ونجد المرأة تشكو من الفقر المدقع وخاصة الارامل واليتيمات اللاتي يتمهن الحروب الأهلية أو الفقر أو الايدز وما إلى ذلك وهن تحت جناح امهاتهن الفقيرات وبالإضافة إلى ذلك للمرأة حقوق نتيجة ذلك برزت العديد من المبادرات المستجيبة للقضايا المتعلقة بحقوق المرأة في الملتقيات العالمية، منها مؤتمر بكين، ووجهت كل هذه الجهود نحو تمكين المرأة .
الاتحاد الإفريقي محقا في ملاحظته 2008م عندما ذكر بأن هنالك أدلة قاطعة على أن تمكين المرأة يكون عاملا رئيسيا في مكافحة الفقر والايدز ووفيات الأمهات والأطفال والعنف ضد المرأة والتميز ضد النوع الاجتماعي ومؤتمر القمة الأفريقي يناير 2015 كان شعاره تمكين المرأ)19 (أم سلمة محمد إسماعيل2015م : 16) 71
المرأة الافريقية امراة تتمسك بالعادات والتقاليد جلهن متخلفات يعشن في البدو القرى ولا يعرفن نظام العالمي الجديد حول حقوق المرأة فلا يعرفن حقوقهن لان حقوقهن هو يكمن في عاداتهن وثقافتهن ويختفي وراء تلك العادات والتقاليد هو التهميش «لكل دولة افريقية ثقافتها وعاداتها وتقاليدها ولكن ما يميز بعض الثقافات أنها تعمق من مفهوم التهميش وتضعف عجلة تمكين المرأة، الأمر الذي يستدعي إستنهاض وتشجيع المرأة لإعلاء صوتها والمطالبة بحقوقها كاملة ودفع مبادراتها من أجل التغيير للأفضل، يتطلب ذلك تضافر الجهود وتوحيد الرؤى نحو قضايا المرأة الأفريقية من خلال إعادة ترتيب صفوفها وأولياتها وآلياتها»(أم سلمة محمد إسماعيل2015م : 19) 72 المراهي مستقبل إفريقيا اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا لكن الامر بالعكس تعاني المرأة الريفية والحضرية معاناة شديدة عن العمل في المزارع والرعي والتغسيل والتنظيف و نقل المياه، من الاماكن النائية بالحمير أو بالراس حيث يتعيّن عليهنّ المشي لمسافة كيلومترات على الأقدام للحصول على الماء، ويسبب لهن أضرار صحية ،ويصيبهن الإنهاك ولا يجدن وقتا للتعليم) (العتوم ميسون، 2013 )
وفي الواقع المعاصر انتقلت المرأة من محيطها الضيّق، إلى محيط الرحب، والصراع بين الرجل والمرأة في عصرنا ما زال قائما لظهور المرأة تحت أشعة الشمس، طلبا للحريّة ومساواة و الديمقراطيّة و المواطنة، ونحوها من المبادئ،
والفكر النسوي هو فكر متحرّك لا يقرّ له قرار. وهو وليد التحوّلات البنيويّة للمجتمع. وقد مرّ بمحطّات تاريخيّة مهمّة كانت منعطفاتها المفصليّة الكبرى، هي بداية، الفكر النسوي الليبرالي/ السياسي. وهو فكر خرج من رحم الثورة الفرنسية و خلفيته الفلسفة الليبيرالية. فهو يناصر الحريّة الفردية ويدعو إلى المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق المدنية والسياسية، كالحق في التعليم والشغل ، ولا سيّما حقّ المرأة في التصويت الذي ساد طيلة نهاية القرن التاسع عشر وحتى بعيد منتصف القرن العشرين. وقد أعقب ذلك، الفكر النسوي الراديكالي الذي ظهر أواخر الستّينات من القرن الماضي وكان طرحه أكثر جرأة، وأعلى صوتاً داعيا المرأة إلى أن تتحرّر من كلّ القيود الاجتماعية المسلّطة عليها في المجتمعات "الأبويّة" وإلى أن يكون لها مطلق السلطة على جسدها، مع المناداة بالمواطنة التامة الشروط. وأمّا التيار الماركسي فقد أعتبر في مقاربته أنّ اضطهاد المرأة إنّما هو نتاج حتمي للرأسماليّة، ولذلك فتحرير ها لا يتحقّق إلّا عبر القضاء على النظام الرأسمالي الجائر. وأمّا التيّار الثقافي فقد اعتبر القهر الثقافي المحدّد الأهمّ للتبعيّة التي تشكو منها المرأة.
فعلى مستوى العالم الغربي، ورغم الكتابات التي سبقته والتي سنعرض لبعضها لاحقا، كان فرنسوا بولان دو لبار François Poulain de la Barre (1673)، الذي قالت عنه ساليا أمروس (عمل بولان دو لبار يشكّل صياغة للعقل المضاد للأبويّة الذي عرّى السلطات العلميّة والفلسفيّة الداعمة للمواقف اللامساواتيّة بين الجنسين ، أوّل من دافع بشدّة عن التماثل بين المرأة والرجل في كتابه، "في المساواة بين الجنسين" (De l’égalité des deux sexes) ، معتبرا أنّ مبرّرات اللامساواة التي تطال النساء إنّما هي ثقافيّة وليست طبيعيّة، لأنّها ليست سوى نتاج للتنشئة الاجتماعيّة والثقافيّة. وهو ما أكّد عليه روسو في مقالته "أصل اللامساواة بين البشر" (1755)، وهو ما ستؤكّده أيضا المفكّرة النسويّة الوجوديّة سيمون دو بوفوار فيما بعد، بمقولتها الشهيرة « لا نُولد نساء وإنّما نُصبح كذلك »
(On ne naît pas femme، on le devient). وبناء على ذلك فقد أكّد بولان دو لبار أن « لا جنس للعقل». بما يترتّب عنه وجوب تمتّع المرأة بحقّها في التعليم والشغل، بل وبحقّها في التصويت الذي كان المطلب السياسيّ الأهمّ للنسويّة في الغرب طيلة نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
وبديهي أن يتبدّى للجميع أن هذه المساواة في الحقوق لا يمكن المطالبة بها إلّا عبر الفكر النسوي معضودا بالحركات النسائيّة التي تترجم-بداهة- عن بلوغ المرأة درجة الوعي الناضج -الفردي والجمعي- لا بدورها المفصلي في المجتمع ، حيث يتعيّن التساؤل حول التمايز في الدلالة والمفهوم بين عبارتي أو مصطلحي " الفكر النسائي " pensée féminine و" الفكر النسوي" féminisme التي كثيرا ما يستعملها البعض في غير موضعها الصحيح، فمن المعلوم أنّه فيما يحيل المعنى اللغوي لمصطلح " الفكر النسائي" إلى الهويّة الجنسيّة للنساء بما هو فكر تكتبه المرأة في أيّ مجال من مجالات المعرفة بما فيها قضاياها، يحيل مفهوم "الفكر النسوي" إلى تيّارات فكريّة لها خلفيّات إيديولوجيّة غربيّة ذات بعد سياسي وتوجّه نقدي، تنديدي واحتجاجي توصف أحيانا بالراديكاليّة، وهو نتاج فكري للجنسين، يعرّفه معجم أوكسفورد بأنّه: «الاعتراف بأن للمرأة حقوقاً وفرصاً مساوية للرجل»، و يدور حول قضايا المرأة، يدعو إلى المساواة المطلقة بين الجنسين و يكتبه الرجال كما النساء دون تمايز ولا احتكار، فهو بالنتيجة فكر لا يستنسخ معنى "الفكر النسائي"
فيما تذكر أغلب المصادر أنّ الفيلسوف الفرنسي شارل فوريي (Charles Fourier) الذي حضر نشأة أوّل حركة نسويّة سنة 1830، هو أوّل من استعمل مصطلح النسويّة سنة (1837)، تؤكّد مصادر أخرى أنّ المصطلح أستعمل سنة (1871) في رسالة دكتوراء في الطب كان عنوانها (Du féminisme et de l’infantilisme chez les tuberculeux) ، ثمّ استعمل في مقالة كتبها ألكسندر ديما الإبن (Alexander Dumas fils) حول "الرجل والمرأة والخيانة و الطلاق " (1872). ورغم ذلك فلا يزال يصرّ البعض على أنّ النسوية إنّما هي وليدة ونتاج الحركات الاحتجاجية التحررية ضد قيود المجتمع البورجوازي الغربي.
إلّا أنّه، وفي كلّ الأحوال، يظلّ الفكر النسوي سليلا للثورة الفرنسية ووريثا للفكر التنويري الحداثي المنتصر على الفكر اللّاهوتي ، بل إنّ المؤرخ الأمريكي "جوناتان إسرائيل" (Jonathan Israel) يؤكّد في كاتبه(Les Lumières radicales. La philosophie، Spinoza et la naissance de la modernité (1650-1750)) أنّ قضايا المرأة، ، قد شهدت إهتماما مطّردا منذ أواسط القرن السابع عشر، أي قبل عصر الأنوار، وانطلاق الحداثة السياسية تزامنا مع الثورة الفرنسية. وذلك بتأثير من الفكر الديكارتي وخاصة السبينوزي الذي يصفه جوناتان إرفن إسرائيل (Jonatahan Irvin Israël) بالفكر التنويري الراديكالي. بل أنّ الإهتمام بقضايا المرأة بدأ يطفو على السطح باحتشام منذ بدايات القرن الخامس عشر مع كرستين دو بيزان (Christine de Pizan) باعتبارها ألّفت كتابها "مدينة السيدات" (La Cité des Dames) سنة 1403، ثمّ مع "ماري دو كرناي" (Marie de Gournayà) في "المساواة بين الرجال والنساء"( Egalité entre les hommes et les femmes) سنة 1622.)2
(المهندس فتحي 2014 موقع الحوار المتمدن )
المبحث الثاني: المرأة الإفريقية والكتابة الأدبية
صورة المرأة في الأدب العربي الإفريقي ، لكن المشكلة في عالمنا المعاصر ليس في الرابط ما بين الأدب وبين المجتمع أو المرأة ، المشكلة تكمن في تقلص مساحة الأدب في المجتمع و العديد من الدراسات الغربية أثبتت أن الأدب له انعكاس هام على شخصية الأطفال خصوصاً من يعانون من أوضاع اجتماعية صعبة .
فقد أفرز المجتمع المعاصر نوع من الأدب يعتمد في عرضه على ترسيخ دور المرأة الضحية مع تهميش نماذج من النساء ممن تفوقن وأثبتن جدارة عالية وذلك بدافع عرض معاناة المرأة بصورة متكررة ومتعمقة ؛ هذا الأدب أغرق المرأة بدور الضحية دون أن يقدم نموذج لامرأة مستقلة معتمدة على ذاتها ولها أهداف في الحياة عدا عن كون الرجل مركز الاهتمام بحياتها ، منه تستمد سعادتها ومنه تستمد تعاستها بل ودمارها أحياناً.
أحد أهم ما أفرزته الحضارة المعاصرة الغربية والتي تنعكس على مجتمعنا الشرقي هو الاعتقاد العميق والمتجذر بأن سعادة المرأة لابد أن تُستمد من الرجل ، ولدى العودة إلى تاريخ المرأة العربية حتى قبل الإسلام لم يكن يوجد هذا التشبث بالرجل ، بل كان للمرأة شخصيتها المعنوية وحياتها حتى ولو كان الرجل غير موجود . كن صاحبات شخصية قوية ، شاعرات وصاحبات حكمة عميقة ولم ترتبط هذه الحكمة بالرجل بل بمنظور الحياة بمجملها. الحضارة الغربية لها إيجابيات كثيرة ولها دور إيجابي أيضا في عديد من الزوايا بتطور المجتمع ، ولكن لابد من الحذر مما تقدمه هذه الحضارة ليس على سبيل الرفض بل التدقيق لوجود ما هو قيم ومفيد بها؛ ولكن الملاحظ حالياً في العديد من الروايات والأفلام والكتب الفكرية وجود إتجاه قوي نحو التشبث بالرجل واعتباره المصدر الأول للسعادة وليس أدل على ذلك من حجم الكتب والمقالات الإلكترونية التي تتحدث عن كيفية الحصول على قلب الرجل ، كيفية الزواج به ، كيفية السيطرة عليه وأن المرأة بدونه مجرد مخلوق هائم وضائع في الحياة . أي أن الحضارة الغربية قدمت الحرية الجسدية والمادية للمرأة ولكنها قيدتها بقيد خطير وهو التعبية النفسية والعاطفية للرجل وهي تبعية مدمرة أكثر من التبعية المادية، إن حرية المرأة الحقيقية تكمن في استقلالها النفسي والفكري وألا تكون إلا مع رجل يقدرها ويحترمها وإلا فالحياة واسعة وجميلة ومفتوحة الأبواب لكل مجتهد سواء امرأة أو رجل.
لابد للأدب المعاصر أن يكون على مستوى التطورات الاجتماعية ، لايمكن الكتابة عن أحداث معاصرة خاصة بالمرأة مع فكر ينتمي إلى عصر التبعية المطلقة للرجل معنويا وفكريا عاطفيا حتى ولو كانت المرأة مستقلة مادياً. لابد أن يتواجد أدب يمنح مساحات أوسع لقضايا اجتماعية انسانية برؤية حديثة منطلقة من أبحاث علمية وحلول حديثة لمشاكل المجتمع . القاريء يريد أن يقرأ عن معاناة تقترب من معاناته ولكنه فعلياً يريد بنهاية الكتاب أن يجد حل ما لهذه المعاناة بل ويريد عرض سليم ومشوق لهذه المعاناة.
حين يصبح الأدب مسؤول وملتزم ومراقب لكل تفاصيل الحياة من حوله سواء للمرأة أو للمجتمع يتحول إلى جزء لا يتجزأ من كينونة المجتمع ، بل يتحول إلى طوق نجاه ، ومهما أحتلت التكنولوجيا مساحة الفكر والوقت في المجتمع ، يبقى كتاب نقرأه في آخر الليل من أمتع وأجمل لحظات اليوم ، لذا كان على الكاتب أن يحب ما يكتب وأن يحترم مشاعر القاريء وأفكاره وعلى القاريء أن ينتقي بعناية ما يقرأ لأن ما يقرأه له عميق الأثر على مشاعره وأفكاره بل وأحياناً على مجمل حياته) ( وكالة أخبار المرأة 2015 )
1.صورة المرأة أم
ومن الناحية العلمية المرأة تعني الأم والأم مدرسة الأجيال، فهي التي تقوم بزرع الصفات الطيبة في الطفل وتهدي طفلها ليكون في المستقبل رجلاً مهماً في المجتمع، و رجال الأعمال والعلماء الكبار كانت منزلتهم من قبل أمهاتهم، لولا تلك الأمهات لما وصلوا إلى ما صاروا عليه اليوم،
المرأة هي الحياة وطعمها، لا تعرف الحياة ، ومن أجمل ما وصفت به المرأة قول الفيلسوف ابن سيناء (خير النساء العاقلة الدينية الحبيبة الأمينة الغيب القصيرة اللسان المطواعة العنان الوقور في هيئتها الخفيفة في خدمة بيتها تحسن تدبيرها وتكثر القليل بتقديرها )46
( جعفري حوراء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهرة مجلة شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع العدد 165 شباط 2006 ص22 )
تعتني المرأة الافريقية بطفلها كثيرا )فمن عادة الام في المجتمع الإفريقي تقوم بتدليك عضلات الطفل)( 1995page 15 jacquline sorel ص26)
مكانة المرأة في نفوس الزنجيين والتغزّل بها: كانت الغزل عند الأفارقة شديدة فقد يتغزل بالمرأة في الأدب الشفهي، ويرسم أيضا على ألواح أو التماثيل أو حارة ، أو بمسرحيات یحاکي فیها الممثّلون العشّاق، وجمعوا الفنون کلّها في فنّ واحد وهي الحكايات الشفهية، وموضوع المرأة قطع حيزا كثيرا في قلوب الزنجيين و في حیاة البادية أحيانا لشدة غيرة المحب على حبيبته يزهق روح أخيه ، وتأثرت نفوس الزنج بحب المرأة وفي هذه البینة في طبع الشعراء الفلوكلور بغزل المرأة والحب والفراق والطیف والأطلال. ویکون الغزل بالمرأة من أروع ورائع شعرهم يجعلون المرأة مرکز الجمال ، ونجد أن الشاعر الفلكلور القديم یصف من المرأة شعرها وجذابة لونها الأسود وجهها المتلألئ ، واعتدال قامتها والشعراء
الشاعر الغيني للشاعر الغيني (كمارالاي - ت 1980م)كتب قصيدة يعترف فيها بجهود امه في اعالته وتربيته ويقول
أيتها المرأة السوداء
أيتها المرأة الإفريقية
أنت يا أمي تجولين بخاطري
إيه يا (دامن) يا أمي
أنتِ يا مَن حملتني على ظهرِك
أنت يا مَن هديتني أُولى خطواتي
أنتِ يا أوّلَ من افتتح ناظريَّ على البسيطة وأعاجيبِها
أنتِ يا أمّي تجولين بخاطري
من المجموعة الشعرية (ضربات مِدَقّ).
2. المرأة بنت
استخدمت المرأة الافريقية العناصر التجميلية بمختلف أنواعها، منذ قرون خلت لتغذية بشرتها وترطيب الشعر الجافّ، لكن في الوقت الراهن ، والجدير بالذكر تسعى المرأة الافريقية السوداء لمواكبة الحداثة لكن الظروف الاجتماعية، هي التي تعرقل مسيرتها نحو الحداثة الموازية للمجتمعات الغربية، لأن منا من يرفض الحداثة الغربية، ويفضل التقاليد الإفريقية الموروثة وخاصة المجتمعات البدو، والقرى، وكذلك المجتمعات الاسلامية يحكمون عليها بالسفور والتبرج والتجرد من عاداتها وقاليدها وموروثها الثقافي الإسلامي وهي حالة يرثى لها
يقول محمد الأمين
عاج السنغالي أسمى إحدى قصائده ب " بنت الزمان " :
بنت الزمان جلبت العار للعين لما خرجت على التقليد والدين
هتك تسترك في ثوب خرجت به عريانة الصدر والساقين قل "ميني"
غدوت في ذلك الفستان كاشفة مال كان مختبئا من غير تخمين
فتاة يوم يغد تولا احتشام بها ولا التعفف عن شرب وتدخين
تبدي مفاتنها للناس مغرية حمقى الخنافس والمعدود في الدون
لها شقيق ضعيف لايحاسبها بل إنها منه تلقى كل تمرين)47
(عمران، 2011: 161)
احتكت المرأة السوداء في الوقت الراهن بقيم المجتمع الغربي تولد عندها الرغبة في مواكبة العصر وتسعى لمجاراتها لقيم المرأة الغربية، لأن عصر القرن العشرين يعتبر عصر حضارة، وهذا يدعو إلى شيء من حرية المرأة وخروجها إلى شوارع الحياة ، ولقد انعكس هذا كله على الشعر وتغير تناول الشعراء لصورة المرأة وصوروها بكل معاني الانحلال وتراجعت كل معاني الدفء والأنوثة والحب التي كانت تحيط بصورة المرأة إلى أن صوروها جسدا بلا روح كما صوروها مومسا بغيا تبيع عواطفها من أجل المال كما صوروها أيضا امرأة لعوبا تعبث وتلهو هنا وهناك ، وانعكس ذلك على الشعر و الشعراء وتغير تناول الشعراء لملامح المرأة وصوروها بمعاني الانحلال وتراجعت معاني الدفء والأنوثة والحب التي كانت تحيط بملامحها المرأة الإفريقية السوداء بحد ذاتها جميلة ورائعة وجذابة تهدئ النفس وتقر العيون وتهز الشعور، لكنها وقعت ضحية لجراحة التجميل الوافدة ، المرأة السوداء في قديم الزمان لا تعرفين جراحة التجميل المعاصر، إنما تعرفين الأدوات التجميل دون جراحة تجميلية ، لكن في في الوقت الراهن تسعى المرأة السوداء، نحو الرشاقة والوزن والاتجاه و تعاطي حبوب الهورمونات ومواد أخرى لتغيير شكل ملامحها المظهرية
وملامح المرأة في الشعر المعاصر واضح، حيث لعبت الرومانسية دورا بارزا في إظهاره فإن صورة المرأة في الشعر المعاصر جسدتها المواصفات عديدة، بشهوة عارمة تصحب هذه الملامح الحسية ، مقرونة بالغزل الصريح وبالأمل والإشباع، لكن الجمال هو السواد والسواد هو الحكمة حسب وهة نظر الشاعر سنغور في النصف الأول من القرن الماضي، و اللون الأسود هو اللون الذي لا يتغير مع تحول الظروف والأحوال
وفي قصيدة البطاقة السوداء التي نشرها ليودامس عام 1956م استهل كعادته بأسلوبه الساخط للتعبير عن النظرة الإفريقية التقليدية للجمال، والتي تجعل السواد معيار الفضيلة، فيقول
لا يكون الأبيض زنجيا قط
لأن الجمال أسود
والحكمة سوداء
ولأن التحمل أسود
والشجاعة سوداء48
(قضية الزنوجة 2012 الصادق محمد آدم)
جمال المرأة، ظاهرة موضوعية، ومصدر الشعور بالجمال هو مزاج الروح ، للأشياء الجميلة، (والصفات الحسن التي هام به الشعراء والمحبون وملئوا الدنيا تشبيها وغزلا رقيقا وتترائى لنا كما عبروا عنها مجتمعة في محبوبتهم فاذا هي جميلة من بعيد ومليحة من قريب) (ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمدابن ابراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985 ص115)17
اجري عالم النفس الحيوي "توماس جاكوبسون" من جامعة لايبتزج الألمانية دراسات علي عقل الإنسان محاولا استخلاص كيفية الحكم علي عوامل الجمال أو القبح في الدماغ البشري ويقول في هذا الصدد إن الدماغ البشري لا يستغرق اكثر من جزء من الثانية في الحكم علي شخص بانه جميل من عدمه ويضيف إن الذكور يتمتعون بسرعة فائقة في الحكم علي صفات الجمال اكثر من النساء اللاتي تستغرقن وقتا أطول)
الجمال مخلوق من المرأة ،لأنه يكمن فيها وفي شخصيتها وهو نوع من السحر والمرأة الجميلة (لها الصباحة في الوجه الوضاءة في البشرة الحلاوة في العينين الملاحة في الفم الرشاقة في القد ) (ابن عبد ربه 1985ص252 )
ويرى البعض أن أجمل النساء(أطولهن إذا قامت وأعظمهن إذا قعدت وأصدقهن إذا قالت التي إذا غضبت حلمت وإذا ضحكت تبسمت وإذا صنعت شيئا جودت التي تطيع زوجها وتلزم بيتها العزيزة في قومها الذليلة في نفسها الودود الولود وكل أمرها محمود )52 (ابن عبد ربه 1985 ص56)
يقول :كارل جرامر في بحثه إن الأمر في الاحتكام إلى صفات الجمال لدي الإنسان في العصر الحديث تختلف عنها في العصور القديمة فعلي سبيل المثال الرسام الهولندي الشهير بيتر بول روبنز كان يحدد ملامح جمالي الأنثى في لوحاته في ذلك الوقت في منطقة الساقين ومنطقة اعلي الذراعين والأكتاف وهي الأماكن التي كان يحرص علي إظهارها بشكل مفصل في لوحاته التي أشتهر فيها في إظهار تفاصيل جماليات الجسم البشري
المرأة الجميلة : هي الناعمة وهنالك من يرى البيضاء وآخر يرى السمراء ، ووجهة نظر الشعوب تختلف في الجمال ، مثلا في اليابان (يعشقون المرأة الناعمة الرقيقة الهادئة الصوت ذات الأقدام الصغيرة والمشية المتقاربة ، أما عند الهنود الحمر تكمن جمال المرأة عندهم في رائحة الأنثى رائحة الفم والشعر ينبه كارل جرامر إن الذين يتمتعون بجهاز مناعة قوي من الجنسين فإن ذلك ينعكس علي أجزاء متفرقة من أجسادهم فيصبح الشعر براقا والعينين لامعتين ويقظتين والأسنان سليمة ومعافية وملمس الجلد ناعم وجذاب حتى أن رائحة الإنسان نفسها تصبح مقبولة بل ومثيرة للآخرين.2
يري كارل جرامر إن التوازن الهرموني يلعب دورا هاما في صفات الجمال فملامح وجه المرأة الدقيق وبروز عظام الوجه بشكل عام يعطي الانطباع بالنحافة إضافة إلى تناسق توزيع الدهون في الجسم وعدم تركزها في منطقة علي حساب أخري يعطي الإحساس بالجمال بشكل مباشر فصوت المرأة الناعم يعكسه صوت الرجل العميق وهما من الأسباب التي تجعل الجنسين يميلان إلى بعضهما البعض)
جمال المرأة السوداء: يظهر جمال المرأة السوداء في شعر سنغور من خلال وصفه سواد المرأة بالعرى و كسائها بالحياة والمرأة السوداء مرآة مرفوضة من قبل كثير من الأجناس الأخرى لسبب يعود إلى الجهل
صفات المرأة: وجد الانثروبولوجيين أن صفات المؤخرة والنهدين البارزين متوفرة أكثر في سكان إفريقيا المرأة، وهي سمات" انتخابية" للتناسل وإنجاب أجيال تحمل هذه الصفات الجميلة، والجدير بالذكر أن الصدور والمؤخرات العارمة للنساء ، صفات تعبر عن اهلية الحمل والحركة وقابلية تغذية ” الأطفال ” بأتم وجه من قبل الأمهات يختارها الرجال لأبنائهم وهم لا يشعرون وهي الصفات ” الفضلى ” الغامضة للعديد من الرجال
اختلاف مواطن الجمال لدي الشعوب والأمم : فان الأمر يصبح صعبا علي تعميمها علي الشعوب الأخرى، الجمال عند العرب مذكور في أدبياتهم ويمكن حصره في الملامح الأصيلة التي يحددها الأنف الدقيق والعيون الواسعة الكحيلة و العنق الصافي الطويل والجسم الممتلئ مع الشعر الأسود الطويل والبشرة البيضاء الصافيه ويماثل العرب في ذلك الهنود والفرس وإن كانوا يميلون للرشاقة وهي نظرة مخالفة لنظرة الغربيين من الأناس العاديين اللذين يفضلون الطول ويهتمون به كثيرا كأهم مقاييس للجمال ثم يليه الشعر الأشقر وإن كانوا يفتنون بالشعر الأسود والبشرة السمراء الصافيه مع الجسم النحيف الرياضي والأكتاف العريضة والشفتان الغليظتان الممتلئتان، في اليابان أيضا هناك مقاييس مختلفه إذ يفضلون المرأة الناعمة الرقيقه الشكل البيضاء الصافية البشرة والعنق . الهادئة الصوت والتي تكون قدماها صغيرتان ومشيتها رقيقة ومتقاربة
اما في الهنود الحمر، فإن رائحة المرأة هي معيار الجمال الاول لذلك فهم يهتمون برائحة الفم والجسم والشعر
في إفريقيا هناك شان أخر للجمال ففي بعض القبائل الأفريقية يزيدون في مهر المرأة كلما إزداد سواد بشرتها لأن ذلك ليس دليل على الجمال فقط ، بل دليل على صفاء عرقها كما أنهم لا يفضلون الشعر الطويل أبدا إذ يقومون بحلق شعر الفتيات تماما حتى تبدوا أكثر أنوثة وجاذبيه ، كما تعجبهم السمنة بشكل عام .
المرأة الإفريقية والرذائل : من أعظم أجناس إفريقيا رقيا يعاقب عليها كالزنى، والسرقة، والقتل، والقرض غير المسدد . وإن كانت لم تخل من بعض العادات السيئة كشرب الخمور المحلية، ووراثة أصغر الأولاد زوجات أبيه في نيجيريا مثلا، والتقرب بالقرابين البشرية عند بوبو في بوركينا وغيرزي في غينيا مثلا، وتقديم ملكة باولي بوكو" ابنها لجنية النهر قبل عبورها مع أصحابها من غانا إلى ساحل العاج . وقد هذب الإسلام هذه العادات من القبائل المسلمة ، ولكن بعضها ما زالت قائمة لدى الجماعات الوثنية )(كبا عمران ، ص22)28
المرأة الافريقية مرأة وضيئة وغانية وسيمة وقسيمة وباهرة رائعة تسلب بأنوثتها الجميلة ماهو جميل، وتلهب الأشواق في من تتبع غرامها من محبي الجمال
الاصالة في التجمل: يرى الباحث باستخدام نمط الأصالة وهو خلط بين ” أذواق ” الإفريقية – الاوربية – الآسيوي و السعي إلى تداخل حضاري ، والعودة ماهو منتمي للتاريخ ، إن مسيرة ” التاريخ ” وفق منهج ماركسي معاصر للأنثروبولوجيا تتقدم نحو ” ذوق جنسي ” يختلف تماماً عن ” الذوق العارم ” العولمي السابق ، وإن كان كلا هذين الذوقين وإن كانا يتعايشان معاً اليوم ، لابد أن يسود في النهاية الأكثر حداثة والأكثر موائمة بينهما لواقع التطور العقلي والثقافي للجنس البشري ..
لعل وجوه وأجساد عارضات الازياء مجرد نموذج لذوق جديد بدأت ولادته الآن، ذوق إيجابي يختاره الرجال يختلف عن سابقه ” الشاذ ” حسب اعتبارات ثقافتنا المعاصرة ..
فهي لا تكشف كثافة شحمية ذات صفات انتفاخيه ، بل اضحى التخلص من الشحوم في حمى الرشاقة عبر العالم سمة " تطورية" جديدة ، وكذلك المرأة الأكثر حداثة باتت تميل للرجل الأنيق المتكلم صاحب الجاذبية الشخصية أكثر من انجذابها لصفاته المظهرية التي لا تزال تأثرها نساء المجتمعات البدائية والمراهقات)63(البديهيات الغامضة الدروب.كم 6 مارس 2011م)
و هي صفات تناسب التواصل الاجتماعي وتخدم بالدرجة الاساس انتقاء و تربية ” عقلية ” للأجيال الجديدة أكثر من الانتقائية و التربية الجسمانية لعصور ما قبل الحضارة ، وعليه ، المرأة العصرية والرجل العصري المنضمين تحت طائلة هذا الذوق الإيجابي " الاجتماعي" الجديد بات بحثهما ( من حيث لا يشعران ) منصباً في البحث عن صفات ذات طابع " فني " تخدم بالدرجة الأساس الذائقة العقلية التي تنعكس بدروها على تربية النشئ الجديد وثقافتهم التي تلعب دوراً أساسيا في تنمية الملكات العقلية) (البديهيات الغامضة 2011م)32
وموضوع علاقة الملكات العقلية بسمات هذا الذوق الإيجابي شائك وطويل ويحتاج منا موضوعاً مفصلاً عن الذاكرة البيولوجية الجينية والذاكرة الاجتماعية الثقافية ، لكن ، يمكننا أن نوجز بعض الحديث بأن نقول إن صفات الرشاقة المظهرية في الانثى تنعكس غالباً ولا نقولُ دائماً عن شخصية" رومانسية"
الموضة والماكياج: كذلك صيحات الموضة والماكياج ، ورغم إنها موجودة مع بداية الحضارة ربما بما يزيد على السبعة آلاف سنة ، لكنها تؤشر دخول البعد الفني في الذائقة العصرية بقوة بعد التطور الحاصل في التقنيات أيامنا هذه ..
فالفن ، بما هو تعبير يحاكي أعماق الذائقة العقلية للإنسان ، مؤكدٌ إن تطوره وكثرة الاهتمام به وتنويعه يؤدي إلى تنويع وإغناء العقل المعاصـر ، و الأناقة والموضة دلائل كلية على ذائقة المجتمع الفنية)(وليد مهدي 2011م)
والجدير بالذكر أن المرأة السوداء بحاجة إلى من يكتب عنها بإنصاف، ليست أنها امرأة خادمة ووصيفة وتموت جوعا وتتغذى بأقل من (دولار) رغم أن المرأة الإفريقية، تعيش بين الفواكه والخضروات؛ تزرع وتحصل على محاصيل متنوعة تتغذى باللبن والجبن والحساء، عندما كنت في أغاديس على حدود ليبيا والجزائر، رأيت كيف كان حياة النساء الأفريقيات، في خيامهن ، فهن مقتنعات بما عندهن من طيب العيش والجمال
المرأة الإفريقية في الألغاز القصصية : يتلخص في توأمتين كانتا في كل شيء سيين. وقبل أن تتزوجا حملت إحداهما من شاب دون علم صاحبتها، فخشيت على نفسها أن تفتضح في المجتمع، واستشارت في ذلك عجوزا كانت تسكن خارج القرية.
فقالت لها العجوز : لي قدرة سحرية على نقل هذا الحمل منكِ إلى هذه الشجرة، بشرط ألا تفشين السر لأحد من الناس وأن تزوريني وحدكِ كل يوم جمعة برفقة هدية من جوز الكولا . ومتى تخالفي أحد هذه الشروط يرجع إليك الحمل المنقول كما كان . فقبلت، فنقلت العجوز منها الحمل، فأصبحت بكرا . ثم تزوجت بعد ذلك وأنجبت تسع أولاد، وهي ملتزمة بشروط العجوز طيلة هذه السنوات. وذات يوم جمعة زارت العجوز كعادتها الأسبوعية، فرافقتها توأمتها لأول مرة، ففوجئت العجوز بأمرها، وظنت أنها أفشت السر، فأوصتها عند توديعها بحفظ السر، فاضطرت توأمتها أن تسألها ذلك مع إلحاح شديد، فذكرت لها، وعندئذ رجع إليها ذلك الحمل من الشجرة . والسؤال الذي يطرحه هذا اللغز القصصي : ما رتبة هذا الجنين بين أو لادها التسعة ؟ آكبرهم هو أم أصغرهم ؟
إن الأدب الشعبي ثري بالفنون القصصية ، فيها الأسطورة ، والحكاية الخرافية ، والخرافة الحيوانية، والحكاية التاريخية ، وحكاية الجان ...الخ. وكلها تتناول أحداثا خيالية من رسم الروح الاجتماعية، التي تمدها العادات والأعراف القبلية بالتعاليم التقليدية.
وأكثر موضوعاتها:الغيرةُ بين الزوجات، والحسد بين أبناء الرجل، والتضامن الاجتماعي،
واحترام الكبار والإحسان إليهم، والرفق بالأولاد وتقدير ذكائهم، ونبذ الظلم ، وكراهية الخيانة، يتم ذلك في عبارات عادية سلسة في مت ناول فهم الصبيان الذين يصغون إلى العجائز، أو يتسامرون في إلقائها على التناوب في الليالي المقمرة. ولكل قصة أنشودة رائعة تختص بها.
وأبطالها: من الإنس غالبا صغار الأولاد، وتأتي العجائز فيها كحفظة على أسرار الحلول للعقد التي يسعى البطل إلى حلها. أما من الحيوانات فإن الأرنب تحتل الصدارة في البطولة. وتكثر فيها الذئب، والأسد ، والثعلب، والسلحفاة، والفيل، والحمار، والخيل...الخ )(كبا ص46)34
يعد الحب واحدا من معالم الاتجاه الوجداني فهو ظاهرة إنسانية تعبر عن عاطفة الذاتية الفرد ويمتزج في هذه العاطفة شعور الإنسان بالعقل والإرادة ويتولد عن الشعور بالحب لدى المحب معلنا وجدانية خاصة تبدوا عليه أماراتها وأثارها النفسية والجسمية ويذكر الدارسون أن عاطفة الحب كانت دافعا عند العديد من الشعراء كي يبدعوا في فنهم الشعري قال بعض الأطباء: سببه النفساني الاستحسان والفكر، وسببه البدني ارتفاع بخار رديء إلى الدماغ عن مني محتقن، ولذلك أكثر ما يعتري العزاب، وكثرة الجماع تزيله بسرعة) (القِنَّوجي، 1920: 8)
يقول الدكتور محمد عمر الفال في قصيدته: الخطاب العليل
جاء الجواب بطيئا كله أمل وكل ما ارتجي في الظرف عنوان
جاء الخطاب عليلا مسه سقم وكل حرف عليه الحزن يقظان
حتى فضضت وريح اليأس تغمرني مضمخ الطيب يبدوا منه خذلان
(روائع الشعر العربي التشادي، 2003 5ص5)68
أصبحت المرأة في قاموس الشاعر عمر الفال، نوعا من خيانة العهد لكن الشاعر كان صادقا في موقفه، فالحب عنده ليس الكتمان لأن كتمان الحب هو نوع من نزوة شيطانية ، وحياء المرأة في تصوره زور وبهتان لأن المرأة تبدو كأنها تستحيي من الرجل لكنه حياء مفتعل يعبر عن عاطفة كاذبة.
يعترف الشاعر بحبه للمرأة ،حيث يأخذ الكلمات التي يسلكها حتى يصل إلى المرأة ، أما الحب عند الشاعر فهي ألفاظ ظاهرة وليست أجوف، ويبدو من خلال رؤيته بأن الحب ليس كتمان تجربة الفال مع المرأة يغمره عاطفة محمومة متشبعة بالشعور العميق، و العاطفة الإنسانية إزاء المرأة فقصيدة تتحدث عن ظاهرة الغزل العذري، يلمسه القارئ و السامع
أن العهود التي أعطيتها كذب وهذه حالنا مكر ونكران
نبدي البراءة والغزلان يصدقنا من كان يجهلنا والحسن فتان
أن الحياء التي قد كنت تحسبه علامة الصدق زور بل وبهتان72
روائع الشعر العربي التشادي، 2003 5ص5)42
المرأة الافريقية كانت تحافظ عل جمالها ذلك دلالة على انوثتها «كانت كليوبترا عادة تدهن جسمها بالزيوت، منها زيت المسك الأبيض المستخرج من بذور نبات الكركديه أو زيت الحلبة، أمراً ضروريّاً- بسبب المناخ الحارّ. وعلى الرغم من أنّ بشرة كليوبترا كانت عرضة دائماً للحروق نتيجة أشعّة الشمس والرمال، إلا أنّ جمال سحنتها كان مذهلاً97 (اسرار جمال المرأة الأفريقية 2013مجلة الجميلة https://www.aljamila.com/node/2856) 44
الكتابة النسوية في أفريقيا: الكتابة النسوية في أفريقيا لم تنحصر في الموضوعات ذات العلاقة بالمرأة، بل كان لها حضور متميز في القضايا السياسيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، فلدينا النماذج الكثيرة من الشواعر والروائيات اللاَّتي أقضن مضاجع الكيانات الاستعماريَّة والحكومات الديكتاتوريَّة، أمثال الشاعرة Neomia de Sousa في الموزمبيق، والشاعرة Lindiwe Mabuza و Zindzi Mandela بنت نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.
وعلى الرغم من التَّحفظات القائمة حول مصطلح النسويَّة أو الفمنيزم feminisme وحدوده، فإنَّ الحركة النسويَّة قد فرضت وجودها في الساحة الفكريَّة. كما أن تاريخ الحركة النسويَّة في مجال الأدب تاريخٌ قديم ظهر ذلك في كتابات أمثال ماري ولستونكراف (Mary Wollstonecraft)، وفي كتابات الأديبة الفرنسيَّة سيمون دي بوفوار (Simone De Beauvoir)، وأسفرت تلك المقاربات عن حقلٍ نقديٍّ يهتم بالإنتاج النسوي الأدبي وقضايا المرأة، وظهرت مصطلحات متعلِّقة بهذا الحقل نحو: جينو-كرِتزيسم(gynocriticism)، أو النَّقد النِّسوي، ومصطلح النَّص النِّسوي (gynotext). هذا، ومن فروع النَّقد النسوي ما يعرف بـالنِّسويَّة الزنجيَّة (Black Feminist Criticism).
وفي هذا المجال، يرفض معظم الكاتبات الأفريقيَّات والناقدات أن يُشار إليهنَّ بوصفهنَّ كاتبة نسويَّة. بل كاتبة، أنثى، إنسانةٌ من العالَـم الثاَّلث. بتعبير الناقدة النيجيرية أمُولاَراَ A. Leslie.
هذا بالإضافة إلى البدائل المصطلحيَّة المطروحة مثل الأنثويَّة، womanism بوصف هذا المفهوم بديلا للنموذج الغَربي لمفهوم النسويَّة، وتمييزًا بين صراعات النِّساء في ثقافات أفريقيا وغيرها عن تلك التي عرفتها المجتمعات الأوربيَّة من انفصامٍ وصراع بين الرَّجل والمرأة.
لذلك، حين برزت الكاتبة السنغالية حواء تيام، Awa Thiam بكتابها كلمتي للزِّنجيات، ma parole aux négresses،1978، وحملت فيه حملةً شعواء على كثيرٍ من الأسس الدِّينيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة الركيزة في المجتمع الأفريقي مما له علاقة مباشرة بالمرأة مثل: تعدُّد الزوجات، وخروج المرأة للعمل، وخفاض المرأة، والزواج العشائري… انبرتْ لها كاتباتٌ أخرياتٌ (مثل أميناتا صو فال) وفنَّدن مزاعمها.
ومن الأديبات اللاتي مثَّلن شيئاً من الفكر النسوي بمفهومه الغربي، وشجبن قوة التقاليد القَبليَّة، ورفعن راية التَّمرُّد على الرجل، الشاعرة الإيفوارية تانيلا بوني Tanella Boni فهي تمثِّل رمزاً من رموز الحركة النسوية الأفريقيَّة، ويطغى على شعرها الإيغال في النَّرجسيَّة عن حالة المرأة الأفريقيَّة، ويرى بعض زميلاتها أنَّها فرضت على نفسها وعلى المرأة الأفريقيَّة تيهاً، ثم انطلقت تهيم على وجهها باحثة عن مخرج، وما ذاك إلا أنها وضعت المرأة الأفريقيَّة في سياق غَربيٍّ-مسيحي، وبطريقة إسقاطيَّة، أجرتْ عليها جميع صور التَّمييز والظلم والمهانة التي خضعت لها المرأة الغَرْبيَّة. تقول في إحدى قصائد ديوانها متاهة وذرات رمل، Labyrinth et Grains de Sable، 1993.
بلا اسمٍ أنتِ
منذ بدء الخلق
بلا صوت
وعلى كلٍّ، فإنَّها شاعرة روائيَّة غزيرة الإنتاج، قديرة، أثبتت وجودها في الساحة العالميَّة، وفي الأوساط الفرنكوفونيَّة في فرنسا وكندا وغيرها.
وبتجاوز تلك الطُّروح المتعلقة بمفهوم النسوية، ومدى صحَّة تحقُّقها في السياق الأفريقي للحديث عن مشاركة المرأة الأدبية عامَّة، وعن الشعر خاصَّة في أفريقيا جنوب الصحراء، فإنَّ أسماء مرموقة تستوقفنا في هذا المقام، وأوَّل اسمٍ يعترضنا الشاعرة الأديبة نانا أسماء (1793-1864م)، بنت الشيخ عثمان دان فوديو مؤسِّس الدولة الإسلاميَّة في صوكوتو شمالي نيجيريا، فهي الأديبة الأفريقيَّة الأولى على الإطلاق بغزارة إنتاجها الأدبيّ والعلمي، ونضج هذا الإنتاج، فقد وصلت مؤلفاتها نحواً من سبعين كتاباً، في شتى العلوم والمعارف العربيَّة والإسلاميَّة. وفي وفي العصر الحاضر، فإنَّ أولَّ ظهورٍ للشعر النسوي المعاصر في غرب أفريقيا يعود إلى الشاعرة أَنوما كاني (كوت ديفوار) في قصائدها مياه نهر كُومُوي، les eaux du Comoe، 1952، غير أن الانطلاقة الحقيقيَّة لإيقاعات الشِّعر النسوي تُعزى إلى رائدة الأدب النسوي السنغالي الشاعرة آنيتْ مْبايْ دي نيرفيلA. M`Baye d`Enerville، . وذلك في ديوانها الشعري الأول: قصائد أفريقيا، Poemes d`Afrique، 1965 تشيد في تلك القصائد بأفريقيا وتقاليدها وقِيَمها، وتحثُّ شعوب أفريقيا الحديثة العهد بالاستقلال على العمل والسَّعي الحثيث نحو التَّقدم.
ألستُ أنا دِيالي (راوية شعبيَّة)؟
معلِّمة الكُـورا (آلة غنائية)
ألستُ أنا قـوَّالة
وبعد أن تثبت أحقِّيتها وجدارتها بفنِّ القول، وتحتكر لنفسها حقوق التَّحدث باسم شعبها، تقول:
تشدُّ النساء وسطهنَّ، وفي أيديهنَّ (خشبة) المطحنة الثَّقيلة
يحاكين بها الإيقاع الثابت
للدُّول التي قامت
طامـا، جُورُنْغ، دِيُـودُونْغ (طبول شعبيَّة)
والميزة عند هذه الشاعرة استلهام المظاهر الثَّقافيَّة الأفريقيَّة توظيفها توظيفاً رمزياًّ دقيقًا يطوِّعها للمواقف والظُّروف الراهنة، فهي تربط ربطاً محكماً بين إيقاعات خشبة الطَّحن في أيدي النساء، وأصوات الطبول الأفريقيَّة، وكأنَّ أفريقيا تدبُّ على تلك الإيقاعات المتآلفة نحو التَّقدم والازدهار.
وها هي أيضاً تستوظف مراسم الختان، ومخاطبة أمٍّ لولدها المختون، لتقيم بذلك علاقة خفيفة بين حالة أفريقيا الحديثة وحالة الولد المختون. تقول على لسان الأم:
في هذا المساء أصبحتَ رجلا!
إنَّك رجل يا ولدي!
بجلدك المقطوع
فالختان كما هو معروف، مرحلة انتقال من الصبا إلى الرجولة، والشاعرة تذكِّر أفريقيا بـرجولتها، وتعدِّد لها جميع التَّضحيات التي ضحت بها من أجل استحقاق تلك الرُّجولة، بدماء الأبطال، وألوان المعاناة التي خضعت له الشُّعوب في سبيل استقلالها.
توالت بعد ذلك الأصوات النسويَّة في مختلف فنون الأدب الأفريقي، أمثال الشاعرة كوليبالي ميشيلين (ولدت 1950، كوت ديفوار)، ولينْكنْغ ويرِي وِيري، (1950 كاميرون)، وكريستين آكُوا (1954 توغو)، وبِنيكا ليسوبا، (1957 كونغو)، وساندرا كانْزي، (1966 بوركينافاسو)… وغيرهن.. ونقف في الفقرات الآتية عند ثلاثة نماذج من الشواعر المعاصرات.
1 - Bernadette Sanou
ولدتْ برناديتْ سانو عام 1952 بمالي، ولها إبداعاتٌ كثيرة في فن القصة القصيرة، وأدب الأطفال، والشعر، توزَّرت في حكومة بوركينافاسو عام 1999م، بعد أن تقلَّبت في مراكز حكوميَّة وهيئات عالميَّة عدَّة.
تنحو هذه الشاعرة منحًى اجتماعيًّا في التركيز على معاناة الإنسان، وعلى معاناة المرأة في سبيل تحقيق حياة كريمة، والتَّخفيف من وطأة العيش تحت الظروف المفروضة خاصَّة على مجتمعات العالَم الثالث، تقول في إحدى قصائد ديوانها: المخاض، Parturition:
أردتُ – فحسب – أن أقول
شعبي
همِّي ذلك الطفل العاري
ذو البطن المنتفخ من سوء التغذية
همي ذلك الصبي في ثوبٍ أسمال
وتتميَّز هذه الشاعرة بالاهتمام بالمشكلات التي يعاني منها جميع طبقات الجسد الاجتماعي، من فقر، وجوع، ومرض، وظلم… ومن كثرة تشكِّيها باسم شعبها، تشعر أن الآذان قد ملَّت سماعها.. تقول:
رجاء لا تسأمُّن صوتي
ابحثوا عن شعري
في السوق الشَّعبي، في الشارع
في عيون الصَّبي الجائع
ولكن على كلٍّ، وفوق كلِّ شيء
رجاءً لا تسأمُّن صوتي…
ولدت نْداي كومبا في منطقة روفيسْك السنغال (1953)، من أسرة صوفيَّة مرموقة في السياسة والمجتمع. هي في شعرها أكثر اهتماماً بالقضايا الاجتماعيَّة، وبأحوال المرأة ووضعها في المجتمع الأفريقي الحديث، وتتميَّز برؤيتها العالميَّة، واستحثاثها للمرأة باستعادة مكانتها الاجتماعيَّة، وتنطلق من ذلك إلى الدعوة إلى وحدة نسويَّة عالميَّة وسيلةً لإنقاذ العالَم من المآسي الرَّاهنة.
تقول في إحدى قصائدها: (ديوان: بنات الشمس: كلمة تقدير للنساء، Les Filles du Soleil: un hommage aux femmes، 1980).
لو تكاتفت جميع نساء العالَم
لتكوين حزامٍ لتطويق العالَم،
لو تجمَّعت نساء العالَم وغنَّين معاً بصوتٍ واحد
لسحق الاستغلال، ونشدان الحريَّة،
إذا كانت الصوفية قد أمَّدت الأدب العربي بإبداعات رائعة، فإنَّها كذلك قد فتَّقت قرائح أدباء أفريقيا، أمثال: نيانْ سِيغا فاطو، وخدِي فال، وحليمة كونيهْ، هذا غير الرجال أمثال: أحمدو هامباته باه، وحميدو كانْ، وكمارا لايْ المتأثرين بالصوفية.
فللمرَّة الأولى في تاريخ الشعر الأفريقي المعاصر يصادفنا التَّوظيف الواعي للرؤية الإسلاميَّة في إغناء الخيال الشعري ومضامينه، جاء ذلك على يد الشاعرة كيني كيراما فال.
3- Kine Kirama Fall
وهي –مثل زميلتها نْداي كومبا السالفة الذكر- ربيبة بيت صوفي في مدينة روفيسكْ وهي من مراكز الصُّوفية المشهورة على سواحل السنغال، كرَّست هذه الشاعرة جلَّ شعرها للطبيعة الغنَّاء، متأمّلة في جمالها، مستمتعة بإيقاعها، مسبِّحة في جنباتها عظمة الخالق المبدع.
ومن القصائد التي تجلَّت فيها هذه النَّظرة التأملية في الكون والوجود، والوصول –من خلال التَّأمُّل الدَّقيق- إلى حتميَّة وجود خالق مدبِّرٍ لهذا الكون مستحقٍّ للعبادة والخضوع والدعاء، قصيدتها المطوَّلة في ديوانها: أغاني النَّهر الدافئ أو نشيد للحب، Chants de la riviere fraiche l`hymne a l`amour، 1975 وعنوانها: انطلاقة عميقة للروح، Les Elans de Grace: une quete profonde de spiritualite، 1979، تخاطب الشاعرة عناصر الطبيعة قائلة:
قولوا لي، أرجوكم
من أين تستقون شحنة التَّجدُّد
منذ الشروق حتى غروب الشَّمس؟
ومن خلال التأمل في ملكوت الله، وفي الطبيعة الفسيحة، تصل الشاعرة السائحة إلى حقيقة الخلق، وقدرة الخالق.
وبعد التأمُّل في عجائب صنع الله المبثوثة في الطَّبيعة ومخاطبتها، ومعرفة كنه الوجود، وأنّه من لدن خالق قادر، تتوجَّه الشاعرة إلى الخالق المبدع، مستكينةً طائعة مسبِّحة لعظمة هذا الخالق القدير، مشتاقة إلى لقائه، توَّاقة إلى الفناء فيه كما هو معروف لدى الصوفية.
إنَّني أنحني بصمتٍ عميق
لأنَّ جمالك يبهرني
فتقبَّل روحي
بهذا العرض العاجل، يجمل –في هذا المقام- تدوين بعض الملامح العامَّة حول الأدب والشِّعر النِّسوي في أفريقيا جنوب الصحراء:
- كثرة الإنتاج الشِّعري لدى النساء وقلَّته عند شقائقهن الرِّجال، وكذلك كثرة عدد النساء الشواعر، فكلُّ ما لدينا من الإنتاج الرجالي في الشعر قام به حفنة من رواد الأدب الأفريقي الذين التفُّوا حول الحركة الزنوجيَّة (negritude)، التي اعتمدت الشعر، أمثال الشاعر السنغالي دافيد ديوب، وليوبولد سنغور (السنغال)، وفرانسيس بيبي (كاميرون)، و برنارد دادييه (كوت ديفوار). ويبدو من قوائم المجاميع الشِّعريَّة للشواعر المعاصرات أن منطقة سنيغامبيا قد استحوذت بالشِّعر النِّسوي بأسماء مرموقة في الأدب الأفريقي، أمثال: ميمونة ديوب M. Diop، وحواء تيام، وفاطو نْجاي F. N`Diaye، ونْدايْ نْيانْغْ N`Deye Niang ، وكومبا جَخاتِي.
- التميُّز الأدبي لدى النساء، ولعل ذلك راجع إلى تأخُّر الحضور النسوي، ومجيئها بعد أن استقام الأدب الأفريقي واستوى وخرج من كثيرٍ من أعراض مرحلة طفولته. وقد يرجع أيضاً إلى الإعداد الفكري والأدبيّ والثقافي الجيد لدى النساء، حيث حاز معظمهن مراتب علميَّة عالية، مثل الدكاترة: كانْدي سِيلفي، وفاطو كايتا، وفاطو دِيوم (السنغال)، وباسولي ويدراغو، ومونيكا إلبودو (بوركينافاسو)، وفيرونيك تاجو، وهانرييت دياباتي (كوت ديفوار)، وفايْك نْزوجي (كونغو)، وغيرهنَّ مقارنةً بالرجال الأوائل الذين كان بعضهم ممَّن تثقَّف بنفسه، مثل عثمان سامبين، وآخرون أخذوا القلم لأن الوضع الأفريقيَّ لم يكن يُطاق عنه السُّكوت.
يضاف إلى تلك العوامل أن معظم الشواعر والروائيات الأفريقيات متعدِّدات الثقافة واللغة، مثل: خدِي = خديجة هاني، وفوفانا عائشة (كوت ديفوار)، وآمنة مايغا (مالي)… فمنهنَّ من يكتب بالفرنسيَّة والإنجليزيَّة واللغات المحليَّة مثل الكاتبة مَامْ ديانغ، وخَدِي فالْ (تكتبان بلغة الوُلوف)، وغيرها من اللغات، بينما الرِّجال كانوا من صنع فرنسيٍّ بحت.
المبحث الثالث: المرأة الإفريقية والحجاب الإسلامي
ومفهوم الفكر النسوي في إفريقيا جنوب الصحراء: يقصد بذلك إدماج (الفكر النسوي) في الأنشطة، والسياسات، والبرامج، والمشروعات، والتشريعات على المستويات كافة، ونحو (تمكين) المرأة وخذف التفرقة بين الجنسين بحلول عام 2000م،
النسوية الإسلامية : ظهر (النسوية الإسلامية)، في بدايات التسعينيات، في العالم الإسلامي في تركيا، مع كتاب نوليفير غول (الحداثة الممنوعة) عام 1991م، ثم ظهرت بتصويرها مسمًّى على يد كاتبات إسلاميات في إيران عام 1992م؛ من خلال صحيفة إيرانية تصدر في طهران بعنوان: زانان و(النسوية الإسلامية) تطالب بإعادة دراسة المرأة
الخلافات الأيديولوجية النسوية الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء
المرأة هي منجبة البشرية ومربيتها منذ نشوء المجتمع الانساني ، والاهتمام بشئون المرأة وتفعيل دورها في شتي المجالات من الأهداف الرئيسية التي تفرقت على متابعتها التيارات الأرضية والمذاهب الثقافية العصرية و البرامج المتعددة وعقد المؤتمرات والندوات ووضعت اللوائح والقوانين والمعاهدات وتأسست الأحزاب والجمعيات لبلورتها ووضعها موضع العمل والتنفيذ
واختلفت الانعكاسات الحاصلة من وراء هذا التحرك على مستوى الأفراد والمجتمعات بين داع لها ومستهدف لتركيزها وبين مندد بها ومناد لتقديم انحرافاتها وتصحيح انطلاقها أحداهما واضحة المعالم بينه الإغراض والمقاصد
اعتمدت الإيديولوجية الإلهية والصيغة السماوية بكل مبادئها وقيمها ، والأخرى اعتمدت الأيدلوجية المادية الأرضية بكل تشعبها وألوانها وأساليبها
1 – الأيديولوجية الأولى: لا تنبسط صدرهن لمصطلح (الأنثوية الإسلامية) إذا استثنينا جنوب إفريقيا ونيجيريا والسنغال.
2 - الأيديولوجية الثانية : وتعتمد على الاتجاه العلماني، ومع تقديرها للدين الإسلامي
3 -الأيديولوجية الثالثة : وهن المناضلات لاستعادة حقوق النساء من خلال الإسلام تشير بعض المصادر أن للمرأة السوداء في نهايات القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، لعبن أدواراً في تعليم الدين والجدير بالذكر أن بعضهن لهن حلقات الدرس في الدهاليز وفي شرق إفريقيا بالذات مثلاً كانت هناك: بيبي زوادي بنت حمد بن سعيد، والتي كان لها مساهمة تعليمية في تعليم عبدالله صالح الفارسي؛ المشهور بترجمته للقرآن إلى اللغة السواحلية،
تشير بعض المصادر أنّ أول مسجد بُني في مدينة (كيب تاون) بجنوب إفريقيا كان منحةً من امرأة.
تشير بعض المصادر أن في منتصف القرن العشرين، وغزو المدّ التحرّري لإفريقيا جنوب الصحراء بدأ مظهر مشاركة المرأة في العمل العام، وشاركت النساء في الأحزاب السياسية، بتصويرها (منظمات نسائية) علمانية؛ تطالب بالمساواة بين الرجال والنساء، على سبل المثال : (جمعية النساء النيجيريات) التي تم إنشائها عام 1975م بالنيجر، وهذه جمعية سعت إلى إصلاح شرائع الأسرة للمسلمين في نجيريا..
والواقع أن قضية المرأة في المجتمع المعاصر تدور بين ثلاث تيارات لكل منها منطلقاته الفكرية و تجلياته الاجتماعية :
ا التيار الأول فهو التيار المحافظ ويرى أنصار هذا المحافظ أن المرأة أنما خلقت للإنجاب و تربية الأبناء و القيام على خدمة الرجل و تلبية احتياجاته و هو تيار مجاف للواقع
التيار الثاني فهو تيار التحريري الذي يدعو لحرية مطلقة للمرأة ومساواة كاملة لها مع للرجل دون مراعاة للفروق الخلقية بينها وبين الرجل
أما التيار الثالث فهو التيار الوسطي المعتدل الذي يرفض الجمود الذي يؤدي إلى التخلف
ولقد شهد العقود الأخيرة في القرن العشرين اهتماما متزايدا بقضية المرأة أو حقوق المرأة فكان المؤتمر العالمي الأول للمرأة عام 1975با لمكسيك ثم جاء مؤتمر الأمم المتحدة لإزالة الفوارق بين الرجل والمرأة سنة 1979م ثم تبع ذالك المؤتمر الثاني عام1980م وفي كوبنهاغن سنة 1990 ومؤتمر الثالث في نيروبي سن1985م تحت عنوان( الإستراتجية التطلعية في قضية المرأة) و أخيرا جاء المؤتمر الرابع للمرأة في بكين عام 1995م ثم كان بكين +5 ثم بكين +10 و في هذا الإطار تعد اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة بيانا دوليا بحقوق المرأة
تطورات واثر أفكار الأنوثة على حركات تحرير المرأة
أن هذه الحركات مرت بمراحل متعددة
المرحلة الأولى تبدأ من منتصف القرن التاسع عشر الميلادي أو ما يسمى( بعصر النهضة)
ولقد تميزت هذه المرحلة بما يلي:
أولا أنها كانت الشرارة الأولي لهذه النزعة وطرح قضية المرأة في الفكر العربي
ثانيا أنها كانت متأثرة بالغرب و حياة المرأة الغربية كنموذج و خصوصا في مجالي العمل والتعليم
ثالثا أنها تناولت قضية المرأة كجزء ملحق بموضوع النهضة وتنحصر مطالب ممثلي تلك المرحلة على حق المرأة في التعليم
رابعا التعليم الذي يطالبون به للمرأة كان محدودا حيث يهدف إلى تهذيب المرأة تحدثوا عن العمل لكن ليس شاملا
خامسا طالبوا بالاختلاط بين الجنسين وعدم انزواء المرأة في البيت لان ذلك من مقتضيات التعلم والعمل
سادسا لم تطرح قضايا متناقضة لثوابت الدين ومسلماته ولم ينسب إلى الدين نفسه دور في تخلف المرأة
المرحلة الثانية
وتبدأ هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين وفيها صدر كتاب مرقص فهمي سنة1894م بعنوان( المرأة في الشرق ) والذي أثار هزة كبيرة لكونه نقل موضوع حقوق المرأة ميدا ن المواجهة مع المعتقدات الإسلامية( في بعض ما قال )عندما طرح الأفكار التالية أولا القضاء علي الحجاب الإسلامي ثانيا إباحة الاختلاط نين الجنسين ثالثا تقييد
الطلاق والإنجاب وقوعه أمام القاضي رابعا منع الزواج بأكثر من واحدة خامسا إباحة الزواج بين المسلمات والأقباط ثم ظهر تحرير كتاب (المرأة الجديدة ) لقاسم أمين ولد ببلدة طرة في ضواحي القاهرة تلقى دروسه الابتدائية بالإسكندرية ثم الثانويةالخديويةللحقوق بالقاهرة واتم دراسته الحقوقية بمنبليه وتوفي بالقاهرة سنة 1908م ومن مؤلفاته تحرير المرأة و المرأة الجديدة والذات دعا فيها إلى اقتفاء الأثر المرأة الغربية وتتخلص سمات هذه المرأة
أما قضية الحجاب في القارة الافريقية تختلف من فرقة إلى فرقة ففرقة أهل السنة والجماعة السائرين على منهج محمد بن عبد الوهاب يسمون عادة بالوهابيين فبعض بلدان القارة الافريقية ، الحجاب الشر عي عندهم ضرورية شرعية ، وصفة تلك الحجاب من قماشٍ أسود كثيفٍ، ساتر من أعلى الرأس إلى القدمين، على منهج السلفية وهو حجاب من قماشٍ أسود كثيفٍ، ساتر من أعلى الرأس إلى القدمين وفي الكاميرون نجد المتحجبات على منهج السلفية قبيلة ماسا وباسا وبامون ومزغوم وغيرهم، في عام 1975م ازدهرت عقيدة أهل السنة والجماعة بين قبيلة مزغوم، وأول من احتجبَتْ زوجتُه بالحجاب الشرعي من تلك القبيلة هو محمد تلا، بأمر من الحاج حسن المالي، وكانت صفة تلك الحجاب من قماشٍ أسود كثيفٍ، ساتر من أعلى الرأس إلى القدمين ، وبعده انتشر الحجابُ الشرعي في القبيلة بدعوةٍ من الشيخ الحاج موسى غدبو يَحثُّ الناس على الحجاب وضرورته، مؤكِّدًا وجوبَه بقول الله تعإلى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30، 31]،
والمشكلة المعيشة حاليًّا هي مشكلة الحجاب الشرعي، يشير السابقون إلى الإسلام من القبيلة ومن عاصروهم على أنه يجب على المرأة سترُ جميع جسدها حسب مفهوم الآية، لكن الفئة الأخرى من المُحْدَثين يقولون بأن اليد والكفَّيْنِ لا يجب سترُهما بحجة في قوله تعإلى: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]، والصواب عندنا - والله أعلم -: أن (المستثنى في قوله تعإلى: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31] [حسب بيان الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله] هو الزينةُ المكتسَبة الظاهرة، التي لا يستلزم النظر إليها رؤية شيء من بدنِها؛ كظاهر الجلباب - العباءة، ويقال: الملاءة - فإنه يظهر اضطرارًا، وكما لو أزاحت الريحُ العباءة عما تحتَها من اللباس، وهذا معنى الاستثناء في قول الله تعإلى: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]؛ أي: اضطرارًا لا اختيارًا، على حدِّ قول الله تعإلى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].
وإنما قلنا: التي لا يستلزم النظر إليها رؤية شيءٍ من بدنها؛ احترازًا من الزينة التي تتزيَّن بها المرأة، ويلزم منها رؤية شيء من بدنها؛ مثل: الكحل في العين، فإنه يتضمَّن رؤية الوجه أو بعضِه، وكالخضابِ والخاتم، فإن رؤيتهما تستلزم رؤية اليد، وكالقرط والقِلادة والسوار، فإن رؤيتَها تستلزم رؤية محلِّه من البدن، كما لا يخفى.
ويدلُّ على أن معنى الزينة في الآية: الزينة المكتسَبة لا بعض أجزاء البدن - أمران: الأول: أن هذا هو معنى الزينة في لسان العرب.
الثاني: أن لفظَ الزينة في القرآن الكريم يُراد به الزينة الخارجة؛ أي: المكتسَبة، ولا يراد به بعض أجزاء ذلك الأصل، فيكون معنى الزينة في آية سورة النور هذه على الجادَّة إضافة إلى تفسير الزينة بالمكتسبة التي لا يلزم منها رؤية شيء من البدن المزَيَّن بها، أنه هو الذي به يتحقَّق مقصد الشرع من فرض الحجاب من الستر والعفاف والحياء وغضِّ البصر، وحفظ الفرج، وطهارة قلوب الرجال والنساء، ويقطع الأطماع في المرأة، وهو أبعد عن الرِّيبة وأسباب الفساد والفتنة)؛ بكر بن عبدالله أبو زيد (حراسة الفضيلة، 1426 هـ - 2005م، ص: 26، 27. )
(ولقد أمر الله تعإلى في الآية السابقة النساءَ خصوصًا بالاستتار، وألَّا يُبدِينَ زينتَهن إلا لبُعولتهن ومن استثناه الله تعإلى في الآية، فما ظهر من الزينةِ هو الثياب الظاهرة؛ فهذا لا جناح عليها في إبدائِها إذا لم يكن في ذلك محذورٌ آخر؛ فإن هذه لا بد من إبدائها، وهذا قول ابن مسعود وغيره، وهو المشهور عن أحمد.
وقال ابن عباس: الوجه واليدان من الزينةِ الظاهرة، وهي الرواية الثانية عن أحمد، وهو قول طائفة من العلماء؛ كالشافعي وغيره.
وأمر سبحانه النساءَ بإرخاء الجلابيب؛ لئلَّا يُعرَفْنَ، ولا يُؤْذَيْنَ، وهذا دليل على القول الأول، وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره: أن نساء المؤمنين كُنَّ يُدْنين عليهنَّ الجلابيبَ من فوق رؤوسهن؛ حتى لا يظهر إلا عيونُهن؛ لأجل رؤية الطريق)3
(تقي الدين أبو العباس المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، 1405هـ/1985م.)
ونوعية الحجاب الشرعي مازال محل جدل ومناقشة بين المجتمع الإفريقي نظرا لاختلافات الفكرية والعلمانية والعادات والتقاليد والموروثات ويرجع أصل ذلك إلى الجهالة الدينية.
1-تبلور الفكر أكثر وضوحا عن حقوق المرأة وتصاعد إلى درجة علمنتة وتغربه فأكثر كتابات هذه الفترة كانت تنادي باللحاق بركب الحضارة الغربية واعتماد المرأة الغربية نموذج،
2-تناول حقوق جديدة للمرآة لم تطرح من قبل المساواة في جميع مرافق التعليم للجنسين متساوية والدعوة إلى المساواة في الميراث و نظام أحوال السياسية مثل تعدد الزوجات و حرية سفر المرأة بدون اذن زوجها
3-تأسست الاتحادات النسائي مثل في مصر أولا مثل جمعية الاتحاد النسائي لهدى الشعراوي و اتحاد بنت النيل لدرية شفيق وتوالت بعد ذلك الاتحادات في مصر وغيرها من البلدان العربية
4- محاولة بعض دعاة المرأة توظيف الدين في القضية وتطويع نصوصه لصالح دعوتهم وطرحت موضوعات تناقض الدين نشكل واضح مثل المساواة في الميراث وعلاقات قبل الزواج وتعري المرأة وحريتها في اللباس
(ويرى احمد امين إن جهل المرأة وغيابها عن المجتمع واستكانتها للتعسف و الهوان من افظع العلل التي اضعفت التربية القومية و الوعي الاجتماعي في البلاد وان مقومات الحياة تقتضي الحفاظ علي قوام الاسرة و البيت الممثل في المرأة و كان هم قاسم امين إن يغرس في الشعب و المجتمع وعيا جديدا
وشعورا عميقا بالذات والوجود و كان يهدف من وراء تحرير المرأة إلى تحرير المجتمع وإصلاحه وكان يرى في الحجاب والتستر الفروضين على المرأة حجبا للنور والتطور عن عقلها ونفسها وحياتها وهو يقول الشريعة الإسلامية لا تحوي نصا يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة وإنما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها واخذوا بها و بالغوا فيها والبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين براء منها )(الفاخوري حنا 1986 ص105)
قال أنيس المقدسي (لم يكد ينبثق فجر القرن العشرين حتى دوى في مصر هز العالم العربي
من أقصاه إلي أقصاه وهو صوت قاسم أمين يدعوا أبناء وطنه وملته إلى وجوب تعليم الفتاة وتخفيف الحجاب أو رفعه وتنظيم الزواج و الطلاق ومنح المرأة حقوقها الاجتماعية وحريتها الطبيعية مستندا في كل ذلك إلي النصوص القرآنية و النبوية محاولا تفسيرها بما يلائم روح العصر و قد تصدى له المحافظون وعانى منهم ما يعانيه كل مصلح و إلى ذلك أشار شاعرا لنيل بقوله
أقاسم إن القوم ماتت قلوبهم ولم يفهموا في الصفر ما أنت قائلهم
إلى اليوم لم يرفع حجاب ضلالهم فمن تناديه ومن ذا تعاتبه )5
الفاخوري حنا الجامع في تاريخ الأدب العربي دار الجيل بيروت ط الأولى 1986 ص105
المرحلة الثالثة
تبدأ من الخمسينيات من القرن العشرين حيث زادت الأحزاب التي تتبنى الإيديولوجية العلمانية والشيوعية وانتشرت نفوذها وانتقلت الأفكار الثورة الجنسية و اليسارية التطرفية وسادت الفوضى و اتهم الدين نكونه سببا في تخلف المجتمعات و بالتالي سببا في دونية المرأة واضطهادها وما تعيشه من أوضاع و في هذه المرحلة (مستمرة إلي ألان ) زاد الاهتمام بدراسة مفهوم النوع أو الجندر حسب ما يطرح في الدراسات الغربية التي تتنكر لطبيعة الأنثى وخصوصياتها و تقول بالمساواة المطلقة في كل مجالات الحياة حثي داخل الأسرة
ثالثا:من الأفكار التي تتبناها حركة المرأة
لان العلمانيون يصرحون بالمرجعية الغربية في تفكيرهم وأرائهم ويعتقدون أن الإسلام ليس دينا صالح للكل زمان و مكان ولا ينبغي أن يكون مصدرا للتشريع في العصر الحديث بعد تطور البشرية و من المنطلق بحثوا عن تشريعات و نظم تتوافق مع عصرنا فوجدوها في المسا وات الكاملة أو المطلقة التي تقضي إلي التالي
أولا المساواة في الميراث على خلاف ما هو منصوص عليه في الشريعة
ثانيا المساواة في الطلاق بان تكون المراعاة قادرة على حل العقد الزوجية في أي وقت تشاء مثل الرجال سواء بسواء
ثالثا المساواة في الإنفاق على الأسرة
رابعا المساواة في الحياة الجنسية تشمل منع الرجل من تعدد الزوجات وحرية المرأة قي الارتباطات الجنسية إذا كان الرجل حرا حريتها في مباشرة عقد الزواج من غير حاجة لولي
خامسا المساواة في السكن و تعني حرية المرأة في اختيار ها للرجل في ذلك
سادسا التساوي في حق الطاعة و النشوز تثيرها الحركة التسوية تبني مصطلح حرية المرأة فالمرأة حرة في العمل حرة جنينها حرة في طاعة زوجها وهذه الحري ة المطلقة دعمت في الكتابات العربية بحجة (أن المرأة تملك نفسها )أي حرية التصرف في جسدها
باعتبارها من أول حقوق الإنسان و هذه الحجة معناها واسع تتضمن أمورا كثيرة منها
ا- حق المرأة في ستر جسدها فقط إما الستر وعدم الكشف ذلك محارب باعتباره تخلفا ورجعية وسببا للحرمان من الكثير من الحقوق والامتيازات في المجتمع يصل في بعض الأحيان إلي الحرمان من التعليم حتى العلاج فربطوا بين الحجاب وحجاب العقل وبينه وبين ملكية المرأة لجسدها وبين الطاقة الجنسية الكامنة في المرأة والتي هي خطيرة على الر جال وغير ذلك من المزايدات التي تخرج الحجاب عن مغزاه حكمته الإلهية من الستر والعفاف والطاعة والامتثال مع الانطلاق والتقدم في ظل التحلي والتمسك بالقيم و الأدب
ب-حرية المرأة في علاقتها الجنسية فلها أن تختلط بالرجال بمقتضى أو بغير مقتضى من غير أن يكون قيود على هذا الحق المزعوم ففي التعليم و العمل والأفراح والمناسبات و في السفرات والرحلات والزيارات وفي كل الأحوال لها أن تلبس ما تشاء وتجلس وترافق الرجال كما تشاء )6
جعفر حواء مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهر مجلة تعني بشؤون المرأة العدد 165 شباط2006م ص 22
الخطاب العلماني : إباحة كل شيء في مجالات العلاقات الجنسية فاللباس حرية شخصية والاختلاط هو الأصل، يعتبر المفكر الجزائري مالك بن نبي واحدا من رجالات القرن العشرين في العالم الذين شغلوا أنفسهم بقضايا أمتهم و سعوا إلى بلورة الحلول والاقتراحات الكفيلة بإخراج الأمة المسلمة من خلفها الشامل المركب ودفعها إلى معانقة العصر بفاعلية، فقد قدم مالك ابن نبي مشروعا فكريا متكاملا في وقت كان فيه العلم الإسلامي يعارك فلول الإسلام أو يعيش مخلفاته التي كبلت بإفراز نخبة منه حاولت إفهام الرأي العام المسلم بأنه القوة في إتباع في إتباع سبل الغرب و تقليد نموذجه الحضاري وقد وقف مالك بن نبي ضد هذه الدعوات اليائسة والمضللة وصاغ مقولة (القابلية للاستعمار )و في إطار مشروعه الفكري العام وتحديد نوعية وطبيعة المشكلات التي يواجهه المجتمع الإسلامي وقف مالك بن نبي عند قضية المرأة التي تعرضت لكثير من التشويه خصوصا مع اتساع دائرة بالنموذج الحضاري الغربي وموقع المرأة الأوربية فيه )7
حنا الجامع في تاريخ الأدب العربي دار الجيل بيروت ط الأولى 1986 ص105
إن العالم الإسلامي أضاع وقتا كثيرا و جهدا كبيرا بسبب عدم تحديد المنهجي الصحيح للمرض الذي يتألم منه منذ قرون عدى ومن وقف مالك بن نبي من قضية المرأة موقفه من القضايا الأخرى وقد أطلق علي هذه القضية تسمية (مشكلة المرأة )في( كتابه شروط النهضة )اعتبر مالك بن نبي أن ليست هناك مشكلة للمرأة معزولة عن مشكلة الرجل فا لمشكلة واحدة هي مشكلة الفرد في المجتمع وتقود هذه الطريقة في تشخيص المشكلات وتحديد معالمها إلي منظور كمي و إن وضع جدار فاصل بين المرأة والرجل يؤدي بالضرورة إلي البحث عما يفرق و يجمع بينهما وبعد ذلك إلي إيجاد ما ينقص المرأة إزاء الرجل وهل هي اكبر أو اصغر منه فالمطلوب إذا عند مالك هو التخلص من نظرة الإعجاب التي ينظر بتا أنصار تحرير المرأة في العالم الإسلامي إلى المرأة الأوربية يقول ابن مالك (الواجب أن توضع المرأة هنا وهناك حيث تؤدي دورها خادمة للحضارة وملهمة ل لذو ق الجمال و روح الأخلاق )8
مالك بن نبي ترجمة عمر كامل مسقاوي و عبد الصبور شاهين شروط النهضة دار الفكر بيروت الطبعة الثالثة1969 ص176 .
لقد ركزت الدعوات الأولى لتحرير المرأة أهدافها علي الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة قبل أي جانب آخر ما يدل على أن مسالة الزى أو اللباس ليست مسالة جانبية أو شكلية كما يريد الكثير تصويرها بل هي مسالة لصيقة بالنموذج الحضاري والاختيار الثقافي للفرد و المجتمع
إن مالكا يرى إن الزى احد عوامل التوازن الأخلاقي الرئيسية بل أكثر من ذلك يعتبره ذا روح خاصة(ليس اللباس من العوامل المادية التي تقر التوازن الأخلاقي في المجتمع فحسب بل أن روحه الخاصة وإذا يقولون (أن اللباس لا يصنع القسيس)
الاختلاف على وضع المرأة
يرجع أساس الاختلاف في الأنظمة السياسية و الأعراف السائدة في العالمين العربي و الإسلامي فمن هذه الأنظمة
1 - من ينهج النهج العلماني الغربي
2-ومنها من ينهج النهج الإسلامي المحافظ
3- و منها من يأخذ النهج المختلط فتترك للمرأة حرية الاختيار ولا تتضمن دساتيرها نصوصا محددة في هذا الصدد على الرغم من أن العقيدة التي تدين بتا هذه الدول قد وضعت إطارا مرجعيا لذلك واتبعت طريقا وسطا في هذا الصدد
(ولا ريب أن عمل المرأة مما يبلبل الفكر وكاد إن يفسد الرأي على كثير من الباحثين في هذا المجال اتجاهات متضادان فصرف أنظار أصحابها على حقائق هامة
فراحوا في غمار لا يتماشى مع الواقع
يتعصبون ضد فكرة معينة أو يتحيزون لنظرية مستوردة
فا لاتجاه منهما ينادي أصحابه بإباحة العمل للمرأة في جميع الميادين والمجالات فهي في حساباتهم كالرجال سواء بسواء فأي عمل يباح للرجل فهو مباح للمرأة بغير تفرقة ولا تجزئة والاتجاه الآخر على النقيض)(جعفر حواء مشاركة العدد 165 شباط2006م ص 22 )
المرأة السوداء والواقع الديني: فالديانات السماوية (الإسلام والمسيحية) وانتشر الاسلام في إفريقيا منذ الهجرة الأولى، فانتشر في بلاد الافريقية القريبة بالبلاد العربية كالحبشة وشرق إفريقيا، وكما أن للتجارة والهجرات العربية دور في نشر الاسلام ؛ و قيام ممالك إسلامية في وسط وغرب إفريقيا، وانتشار المسيحية مرتبط بالاستعمار وسعى الاستعمار إلى تحويل الوثنيين إلى المسيحية عبر المدارس التنصيرية،
والجدير بالذكر يوجد في إفريقيا بعض الأديان التقليدية والمعتقدات الجامعة بين المادة والروح، ويقدسون الأسلاف ويقدمون لهم القربان للأرواحهم تضرعاً وزلفى.
ولهم التعاويذ والرقيات والأضاحي والقرابين ورقصات الطقوس واستخدام كل أنواع الشعوذة جـزء من العادات والتقاليد للشعوب الإفريقية، والدين الإسلامي بالنسبة للشعوب الإفريقية هو دين قد انتشر بقوته الذاتية وخصائصه المميزة وهو دين الفطرة؛ لذلك وجد فيه الإفريقي ما ينشده وتتحقق به كرامته، أما المسيحية فإنها مثلت الدين الاستعماري، فهي امتداد للغرب المتعصب صاحب مفاهيم الاستعلاء على الشعوب الأخرى.
المجتمعات الافريقية يبيح تعدد الزوجات وللمرأة نظر خاص في الميتافيزيقا، وأساطير مكنتها من ربط الأسباب بالمسببات الغيبية ولها نظر حاص في الجن والشياطين و السحر والشعوذة.
والجدير بالذكر أن المجتمعات الأفريقية ليست بعيدة عن المجتمعات العربية القديمة التي كانت تعبد هبل واللآت والعزّى ومناة و المجتمع الأفريقي، لهم حكايات الشعبية مستمدة من الأساطير تكتظ بالغيبيات الخفية
الأصل في وجود المرأة وإسهامها ومشاركتها هي داخل دائرة المنزل فهي ربة البيت والقيّم على الأسرة. وهذه الرؤية تأسست معرفيا على الأسس الآتية:
- قراءات اجتزائية متعسفة للنص القرآني وعلى تفسير تجزيئي لآياته بعيدا عن وحدة النص البنائية. فقد جعلوا القرآن عضين كما جاء عن الخوارج.
- تعتمد على السنة من دون القرآن على رغم ما يحتف بالسنة النبوية من إشكالات تضعف من المعيارية المطلقة للسنة وقد ذكرنا ذلك سالفا.
- تحكم النص بالواقع الاجتماعي فهي متأثرة بواقع المجتمع العربي في العصور المتأخرة، وقد كان الواقع الاجتماعي للمرأة تحكمه النظرة ذاتها والرؤية ذاتها التي تحكم مجتمع الجواري الذي كان قائما بصورة كبيرة وخصوصا في أواخر عهود الأمويين والعباسيين وفي بلاد الأندلس وقد حفلت كتب الثقافة الإسلامية في التاريخ والآداب بذكر هذه المجتمعات وما ساد فيها من نظام اجتماعي.
تفكيك الرؤية الحداثية للمرأة
وهي رؤية قامت على محاكاة النموذج الغربي للحداثة وعلى اقتفائه والدعوة لاستنساخه في البلاد الإسلامية. فقاموا بالدعوة لتحرير المرأة ومساواتها المطلقة بالرجل واعتبروا أن مشروع التحرير يقوم على أن المرأة مستلبة الحقوق من قبل الرجل ما يقتضي أن تدخل في معركة معه، تكتسب بالانتصار المتواصل فيها مكاسب جديدة يوما بعد يوم حتى تأخذ حقها كاملا.
ويمكننا أن نوجه لهذه الرؤية الانتقادات الآتية:
- إنها تقوم على الاستلاف المجاني لمفهوم التطور والنهوض من الفكر الغربي بلا كدح معرفي أو جهد تأسيسي يبني على الأصول ويراعي خصوصية المجتمعات.
- إنها تقوم على المطابقة بين الحداثة والتحضر وبين النموذج الغربي للحداثة وهي مقاربة لا تخلو من تبسيط وسطحية في النظرة، فإن آخر ما انتهت إليه اجتهادات التفكير الفلسفي عند الغربيين أنفسهم هو كسر مركزية واحتكار النموذج الغربي لمطلقية الحداثة وأصبحوا يتحدثون عن حداثات كثيرة لا عن حداثة واحدة، أضف إلى ذلك ما وجهوه من نقد للنموذج الغربي نفسه كما عند كتاب ما بعد الحداثة.
- تقوم هذه الرؤية على مفهوم غريب للعدل يعتبر أن العدل هو التسوية المطلقة بين الأشياء، وليس هذا هو العدل الذي جاءت به الرسالات لأن «الشريعة قائمة على الجمع بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات» كما قال ابن تيمية في بعض كتاباته.
وجنحت بعض هذه الاتجاهات المنسوبة للنموذج الحداثي الغربي فأصبحت تدعو إلى الحرية الجنسية المطلقة في العلاقات بين الرجل والمرأة والمرأة والرجل وعن قريب خرجت النساء في تركيا عاصمة الخلافة العثمانية في مسيرة كان شعارها «دعونا نفعل في أجسادنا ما نشاء» بلا دين ولا خلق ولا وازع.
رابعا: معالم رؤية إسلامية
الإطار التصوري للرؤية يقوم على العناصر والمقولات التأسيسية الآتية:
- وحدة الخلق والمماثلة بين الرجل والمرأة، أوضح القرآن أن الرجل والمرأة كلاهما مخلوقان من نفس (واحدة) فليس أحدهما امتدادا للآخر أو مجرد فرع منه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَا
لا كَثِيرا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا» (النساء:1).
- استتباع المرأة للرجل أو الاستتباع العبودي كما يسميه حاج حمد نقيض القرآن «قد جعلت المرأة مستتبعة للرجل بداية من أسطورة الخلق الإسرائيلية التي انتزعت المرأة من الضلع الأيسر للرجل غير أن العرف الاجتماعي المتحدر عن علاقات المجتمعات العبودية والعشائرية قد أضاف وزاد إلى تلك الدونية الأسطورية الخرافية، فانتقص من حق المرأة في التعبير عن ذاتها في كل مجالات الحياة وحرمت نهائيا من حقوق الولاية العامة، وقيدت بالإنجاب بوصفها مجرد مختبر عضوي بيولوجي لذكورة الرجل وحتى أسدل عليها ما يعرفونه بالحجاب من شعر رأسها إلى أخمص قدميها، وجعلت ملامستها عورة وصوتها عورة وأحاطت بها مفاهيم النجاسة».
هذه التصورات العبودية العرفية الاجتماعية نقيضة تماما للنص القرآني، فالله جعل الكائن الإنساني على مستوى (مطلق) ومزودا بقوة الوعي الثلاثي وكالطير في جو السماء. ثم تبرأ الله من عبودية البشر لبعضهم بعضا وتبرأ من مفاهيمهم العرفية الاجتماعية مشخصا الفارق بين علاقة العبد المملوك بمالكه وعلاقة الله بعبده، فالمملوك البشري (أبكم) لا يحق له التعبير عن نفسه، ومحروم من حرية التصرف لا يقدر علي شيء، وحيثما يوجهه مالكه لا يأتي بخير.
وعبد الله – بما فيه المرأة – نقيض ذلك، فشرط الحرية والقدرة على التصرف هما مدخل العبودية لله خلاف العبودية للبشر «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدا مَمْلُوكا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقا حَسَنا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّا وَجَهْرا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ « (النحل: 76). ثم أضاف الله مدخلا ثالثا هو عدم الاستتباع في الرأي أو في المجتمع: «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا» (الإسراء: 36)، ذلك فيما يختص بحرية الرأي.
أما في المجتمع فقد نقد الله اتباعية من يدعون العلم (السادة) ومن يتعالون بمكانتهم الاجتماعية (الكبراء) وهكذا قال: «وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنا كَبِيرا» (الأحزاب: 68).
- التكليف الواحد لنفس الواحدة، فالأصل أن المرأة والرجل على قدم المساواة في التكليف الديني «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله» وقال جل شأنه في سياق آخر «فاستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض».
- مشاركة المرأة في القيام بواجبها الديني الخاص أو العام مشاركة أصيلة، فهي ليست امتدادا للرجل. فلا يقبل منها النيابة في الانتماء في أصل العقيدةوالمؤمنات.نها نائب في فروع تكاليف الشريعة. وجاءت نصوص القرآن تعبر عن هذا المعني «والمؤمنون والمؤمنات ...» وقوله «فاستجاب لهم ربهم...». (ورقه قدّمت في المنتدى الفكري لمركز دراسات المرأة في الخرطوم
العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ)
الفصل الثالث: المرأة الإفريقية والتعليم
المبحث الأول: التعليم العربي الإسلامي
التعليم العربي الإسلامي: التربية والتعليم الاولية في الأسرة السوداء: يبدأ من داخل الاسرة حيث تهتمُّ لأسرة السوداء بشَرفها، وبترببية أبناءها على التربية الثقافة العربية الاسلامية، وتهتمُّ الأسرة السوداء بالشرف، وتأبى الازدراءَ، الشرف هو رأس مالها ؛ فلا يرتكبون الأشياء المخلَّة بالشرفن ومن ناحيةٍ أخرى ، وتعتني المرأة السوداء بتربية أولادِها التربية الأوَّلية، وتشاركهم في إنجاح أحلامهم،.
أما تعليم البنت في الكتاتيب : يتم تعليها وتحجيبُها منذ صغرها؛ حتى تتعلم ارتداء الحجاب، وتتعلم القرآن الكريم ، وتُوصَى بعدم مخالطة الرجال، لا سيما الخلوة مع الرجال.
وتمنع البنت منعًا بتًّا أن تخرج وهي مكشوفة الشعر، أو أن تلبس البِنطال أو الباروكة؛ لأن هذه الأشياء المذكورة تبعدها عن الجنة
وتمنع البنت من اتِّخاذ الصديق، والتحدُّث إلى الرجال الأجانب بغير ضرورة؛ سدًّا للذريعة، ودرءًا للمفاس، ويرى الباحث أن التعليم المعاصر أكثر انفتاحا وأكثر مواكبة للحداثة
والجدير بالذكر أن التعليم العربي الإسلامي الحكومي الحديث ببلاد إفريقيا الغربية
يرجع تاريخ بدء التعليم العربي الإسلامي الحكومي الحديث ببلاد إفريقيا الغربية في شمال نيجيريا إلى سنة 1910م، وذلك بتأسيس أول مدرسة أنشأها الإنجليز لتأهيل المدرسين ومن يساعدونهم من الوطنيين، بعد أن أخفقت محاولاتهم في فتح مدارس التنصير بالمنطقة، حيث رفض الشعب تسجيل أطفالهم في هذه المدارس التنصيرية، فبعثت الحكومة الاستعمارية مِسـت هَنْس بِـيشَر (Hanns Vischer) إلى البلدان الإسلامية التي تحت الاستعمار البريطاني ليرى طبيعة التعليم هناك، فزار مصر والسودان، وجال في الكتاتيب والمدارس الإسلامية الابتدائية والثانوية ومعاهد تدريب المدرسين، وهذا في فبراير 1909م، وبعد عودته فُتحت هذه المدرسة في كنو، للمرحلة الابتدائية والمتوسطة
ثم جاء تأسيس المدرسة على هذه الكيفية ملبياً رغبة المسلمين نسبياً؛ حيث اصطبغت المدرسة بالصبغة العربية الإسلامية التي هي ثقافة الشعب، وكان أمراء المسلمين قد أشاروا إلى المستعمرين بلزوم إدراج المواد العربية والإسلامية في التدريس، فأدخلوا هذه المواد، وكانت المواد الدينية تُدرس بلغة الهوسا، وتدرس مبادئ اللغة العربية، ولا تتجاوز هذه المواد تحفيظ بعض السور القرآنية وقراءة بعض الكتيبات وترجمتها إلى اللغات المحلية (الهوسا والفلانية)، ولما نجحت تجربة تأسيس مدرسة كنو، فُتحت مثلها في كلٍّ من وسكوتو وكتسينا، مما سبق؛ يظهر لنا أن تدريس اللغة العربية والمواد الإسلامية بالنظام الحكومي الحديث لم يكن – في هذه المرحلة – على مستوى رفيع، ومع أن المستعمرين أدركوا أهمية هاتين المادتين فإنهم أهملوا تدريسهما فيما بعد، وظل الأمر في مثل هذه المدارس الابتدائية والمتوسطة Primary and Middle School بهذه الحالة إلى زمن محاولات المدرسين رفع مستوى تدريس مادتي اللغة العربية والدين الإسلامي في المدارس الحكومية، حيث عقدوا مؤتمر كنو لإعادة النظر في وضع منهج اللغة العربية والدين، وذلك في يناير سنة 1938م، فتحسّن الأمر نوعاً ما)10
(محمد الرابع أول سعد ، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في، اتحاد علماء إفريقيا 214)
تأسيس أول مدرسة عربية حكومية:
وهي «المدرسة الشرعية الكبرى» في كنو Northern Province Law School، والتي أسهمت بدرجة كبيرة في تطور تعليم اللغة العربية، والدراسة الإسلامية، والمحافظة على قيمتهما ومكانتهما، وعلى شرف دارسيهما في نيجيريا.
وكان التأسيس في زمن أمير كنو الحاج عبد الله بَايَرُوْ، بعد عودته من الحج سنة 1934م فرجع بفكرة إنشاء مدرسة على غرار ما شاهده في الديار المقدسة وفي السودان، وفُتحت المدرسة في السنة نفسها لتخريج القضاة، وكان من أساتذتها ثلاثة من القضاة السودانيين، وفي سنة 1947م عدّل في منهج المدرسة، وأدخلت فيه الرياضيات، وتدريب المعلمين في مواد اللغة العربية، إضافة إلى تخريج القضاة، وغيّر اسم المدرسة إلى «مدرسة العلوم العربية»، وكان التدريس فيها باللغة العربية، والالتحاق بها يكون لمن تخرج في الإعدادية،
وأما ما يتعلق بتعليم الفتيات؛ فلم تتجاوز دراستهن المستقلة في اللغة العربية والدراسة الإسلامية المرحلة الابتدائية، وأكثر المدارس العربية كانت أهلية، وإذا تخرجت في الابتدائية وأرادت المواصلة لم يكن لها خيار إلا أن تواصل في المدرسة الثانوية الإنجليزية للبنات، أو في مدرسة إعداد المدرّسات.
الدراسة العربية الإنجليزية الثانوية الحكومية للبنات:
كما أشير سابقًا أن الفتاة بعد التخرج من المرحلة الابتدائية العربية الإسلامية، لم تكن لها مدرسة ثانوية تواصل فيها الدراسة العربية الإسلامية، والبرنامج الذي اجتازته كان يركز في المواد الدراسية المهمة، وهي مواد اللغة العربية، من قراءة، وكتابة وإملاء، وإنشاء، ونحو، ومطالعة، إضافة إلى المواد الإسلامية، وتُجرى الدراسة بالعربية الخليطة باللغات المحلية، وإذا رغبت الطالبة في مواصلة الدراسة فعليها أن تلتحق بالمدرسة الثانوية الإنجليزية للبنات.
أولاً أُسست أول مدرسة ثانوية خاصة للبنات في كنو سنة 1947م وهي مدرسة حكومية إنجليزية إعدادية للمدرسات، وسمّيت «كلية إعداد المدرسات»
(Women Teachers College، Kano)، والدراسة في المدرسة غالبيتها إنجليزية، لكن يوجد فيها مادة اللغة العربية والدين الإسلامي.
وكان عدد حصص اللغة العربية وحصص الدين كلها ست ساعات في الأسبوع في المرحلة الإعدادية، ثم تكون سبع حصص في السنة النهائية للثانوية.
والدراسة عبارة عن قراءة في كتيبات عربية وشرحها باللغة المحلية، ثم تدريب الطالبات على الإملاء والنقل لما في الكتاب المقرر في مادة العربية، وأما حصة الدراسات الإسلامية فتتمثل في تلقين المدرس الطالبات بعض السور من القرآن، تكررها الطالبات، ثم يُكلفن بحفظ بعضها، وتعليم مبادئ العبادات والأخلاق.
وأما باقي المواد فهي تُدرس باللغة الإنجليزية، وهذا يعني أن الطالبة التي تخرّجت في المدارس العربية الإسلامية تغيّر تخصصها إلى الدراسة الإنجليزية في المرحلة الثانوية، وهذه الطالبة تستطيع مسايرة كل المواد المدروسة بالإنجليزية في مستوى زميلاتها اللاتي تخرجن في الابتدائية الإنجليزية، وقد تتفوق عليهن أو على بعضهن.
ثم هذا التغيير للتخصص قد تعدّله – نوعاً ما – في المرحلة التي بعد الثانوية بالمعاهد أو الجامعة؛ حيث تستطيع الالتحاق ببرنامج الدبلوم أو الليسانس في الدراسات الإسلامية واللغة العربية؛ شريطة أن تنجح بتقدير جيد في هاتين المادتين مع بقية المواد في العبادات في الامتحان النهائي للحصول على الشهادة الثانوية.
تطور التعليم العربي الحكومي للمرأة في كنو:
أهداف التعليم العربي الإسلامي:
يمكن تلخيص أهداف تأسيس المدارس العربية الإسلامية الحكومية الثانوية الخاصة للبنات فيما يأتي:
1 - تزويد الفتاة بالتعليم الديني والتربية وتعريفها مسؤوليتها، وخصوصاً بعد أن تصبح أمًّا.
2 - إيجاد كادر نسوي يعمل في الحقل التربوي والتخصصات الأخرى المناسبة.
3 - إعداد المرأة لمواصلة الدراسات العليا.
4 - إيجاد قارئة حافظة لكتاب الله ومدرّسة له
5 - تثقيف الفتاة في التدبير المنزلي والتدريب المهني المناسب لها.
رأينا فيما سبق كيف كانت الدراسة العربية والإسلامية الثانوية في أول أمرها، وأن التعليم العربي للمرأة في هذه المرحلة لم يجد اهتماماً كبيراً في المدارس الحكومية، وقد أُنشئت مدارس ابتدائية عربية إسلايمة أهلية كثيرة، تعد بالعشرات إن لم تكن بالمئات في كنو ويتخرج فيها الطالبات، ويرفض أولياء أمورهن أن يلتحقن بالمدارس الإنجليزية حفاظاً على دينهن؛ فجعل الآباء وأولياء الأمور والغيورون يرفعون الشكوى والمطالبة بفتح مدرسة عربية للبنات.
وقد أدركت الحكومة حاجتها إلى مدرّسات للغة العربية والتربية الإسلامية خصوصاً في مدارس البنات، لذا أنشأت ولاية كنو في سنة 1977م[28] أول مدرسة عربية ثانوية خاصة للبنات باسم «كلية إعداد مدرّسات العربية» Women Arabic Teachers College Sharada Kano، بِحَيِّ شَرَطَ مدينة كَنُوْ، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم بكنو، وكانت هذه المدرسة الأولى من نوعها، ليس في كنو أو في بلاد الهوسا أو في نيجيريا فحسب، بل في دول غربي إفريقيا عامة.
ثم فُتحت أبواب فصول الدراسة في مقر المدرسة بالحي الجنوبي لمدينة كنو في السنة المذكورة سابقاً، ويضم المبنى بعد فصول الدراسة مبنى الإدارة، ومبنى وحدات إسكان الطالبات، والمطعم، ومرافق أخرى تحتاج إليها المدرسة، وقد وصل عدد الطالبات سنة 1980م إلى مائة وسبعين طالبة[29]، ثم نُقلت المدرسة إلى مبنى أوسع في داخل سور المدينة بالجهة الغربية قريباً من تل غُوْرُوْنْ دُوطي (Goron Dutse Hill)، وسُميت «كلية مدرسات العربية».
وكانت هذه المدرسة نموذجاً طيباً، وفاتحة خير لإنشاء مدارس أخرى عربية إسلامية في الولاية نفسها، وذلك لإقبال الآباء وأولياء أمور الطالبات من سكان هذه الولاية، ومن باقي الولايات القريبة والبعيدة في نيجيريا، ومسارعتهم لإلحاق بناتهم بهذه المدرسة.
وبإنشاء هذه المدرسة فُتحت صفحة جديدة لتطور مستمر في تاريخ التعليم العربي الإسلامي الحكومي الخاص بالمرأة في بلاد الهوسا عامة ومدينة كنو خاصة؛ إذ وجدت الدارسة جواً دراسياً عربياً إسلامي الصبغة.
وتُقبَل في هذه المدرسة الطالبة المتخرجة في الابتدائية الإسلامية، أو الكتّاب، أو في ابتدائية حكومية، بعد اجتياز امتحان القبول في الثانوية، والذي تعدّه وزارة التربية والتعليم التابعة للولاية بعناية، ويتم إسكان الطالبات بوحدات إسكان خاصة بهن، ويجدن الرعاية الصحية، والتوجيه والإرشاد، وتُلزم الطالبة بلبس زي المدرسة (الحجاب).
المنهج الصَّفي (المواد المقررة) حسب المرحلة والتخصص:
المنهج الصَّفي للمدارس العربية الثانوية[30] (المقررات الدراسية) الخاصة بالبنات متنوع حسب الأقسام الموجودة بالمدرسة، فلكلّ قسم مقررات منهجية خاصة به تناسب الأهداف التي من أجلها أنشئ القسم، ويوجد ثلاثة أنواع من المناهج حسب التخصص.
1 - منهج مدارس الدراسات الإسلامية العالية للبنات.
2 - منهج مدارس التحفيظ للبنات.
3 - منهج مدارس تجويد القرآن للبنات.
وسوف نعرض الأول والثاني؛ إذ لم تتوفر لنا معلومات كافية عن مقررات قسم التجويد.
منهج الدراسات الإسلامية العالية يشمل الآتي:
مقررات المرحلة الإعدادية:
–الدراسات الإسلامية: القرآن الكريم، التجويد، التفسير، الحديث، التوحيد، الفقه، السيرة والتاريخ
–الدراسات العربية: الخط، الإملاء، الإنشاء، القراءة والمطالعة، المحادثة، النحو، تاريخ الأدب العربي، النصوص الأدبية.
–مبادئ التربية.
–إحدى اللغات النيجيرية الرئيسة (الهوسا).
– اللغة الإنجليزية.
–التدبير المنزلي.
–الرياضيات.
مقررات المرحلة الثانوية:
–الدراسات الإسلامية: القرآن وعلومه، التفسير، التوحيد، الحديث، مصطلح الحديث، الفقه، أصول الفقه، المنطق.
–الدراسات العربية: النحو، الصرف، الترجمة، تاريخ الأدب العربي، الأدب العربي النيجيري، النصوص الأدبية، النقد الأدبي، التعبير الشفهي والكتابي، العروض والقافية، البلاغة، المطالعة.
–التربية: التربية وعلوم النفس، طرق التدريس العامة والخاصة، التربية العملية.
–التاريخ الإسلامي.
–الرياضيات.
–اللغة الإنجليزية.
– لغة الهوسا وآدابها.
–التدبير المنزلي والتربية المهنية.
بعض هذه المقررات يدرس في كل مستويات المرحلة، وبعضها الآخر يدرس في مستوى بعينه، وهذا يعني أنها مقسمة في المدة الزمنية للدراسة في المرحلة، وهي ثلاث سنوات في الإعدادية وأخرى في الثانوية.
مقررات مدارس التحفيظ:
القسم الثانوي:
–الدراسات القرآنية: الحفظ والتلاوة، القراءات، الترتيل والتسميع، التنغيم، علوم القرآن والتشريع، التفسير.
–الدراسات الإسلامية: التوحيد، الفقه وأصوله، الحديث ومصطلحه.
– الدراسات العربية: النحو، الأدب والنصوص، الإنشاء التحريري والشفوي.
– لغة الهوسا: الأدب والقواعد.
–اللغة الإنجليزية.
–التربية.
–الدراسات الاجتماعية.
–العلوم.
–الزراعة.
–الحساب.
الخاتمة:
التعليم الإسلامي العربي للمرأة في إفريقيا له مستقبل جيد، وفرصة التخصص في التعليم الإسلامي العربي للبنات متوفرة في كل المراحل الدراسية، من روضة الأطفال والابتدائية مروراً بالمرحلة الثانوية الدبلوم الوسيط حتى المرحلة الجامعية، وفي المرحلة الجامعية يمكن للمرأة مواصلة الدراسات العليا حتى مرحلة الدكتوراه في كثير من الجامعات في نيجيريا، وباب القبول مفتوح للطالبات الأجنبياب، وأيضاً من المؤشرات للمستقبل المشرق فتح كلية جامعية خاصة للبنات في الجامعة الإسلامية بدولة النيجر، والتي تخرجت فيها دفعات عديدة من بنات إفريقيا.، ومع هذا ما زالت هناك تحديات، تناول بعضها من قام ببحوث في مشكلات التعليم الإسلامي العربي.
فقد كانت العربية في إفريقيا منذ زمن بعيد و تعليم عربي للمرأة كان في أقطار إفريقيا تعتني بتعلّم الإسلام واللغة العربية، منذ القرن السادس عشر الميلادي تقريباً تشير بعض المصادر إلى وجود النظام التعليمي للمرأة قبل زمن الشيخ عثمان بن فوديو، يدلّ على ذلك وجود تاريخ لعالمات عشن في القرن السادس عشر وقبله، منهن السيدة أم هانئ ، وقد كانت عالمة داعية آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر
كما ثبت في تاريخ علماء بلدان المنطقة وجود مؤلفات يرجع تاريخ تأليفها إلى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، مثل مؤلفات العالم محمد بن عبد الكريم المغيلي (867هـ / 1463م) وغيره، ويتوقع أن هؤلاء العلماء كانو يقومون بتعليم النساء أمور دينهن ووعظهن.
بداية مرحلة تطور التعليم العربي الإسلامي للمرأة الإفريقية في غرب إفريقيا
وبدأت مرحلة تطور التعليم الإسلامي العربي للمرأة في غرب إفريقيا في القرن السابع عشر الميلادي، وازدهرت على أيدي حملة راية حركة الجهاد في المنطقة، أمثال ألفا محمد كعت، والحركة العلمية في تمبكتو و جني وفي ماسِنا، و أغدس عند العالم جبريل بن عمر، وعند علماء باغَرْمِي، و أدَماوا، و كُلُمْفَردُ، و كانم و بَرنُو، وعند علماء يَندُوْتُوْ، غُوْبِرْ، وغيرها.
ثم بلغت مرحلة التطور ذروتها في حركة الشيخ عثمان بن فوديو؛ فقد برز عدد من العالمات، منهن: العالمة مريم، والسيدة خديجة، والسيدة أسماء، بنات الشيخ عثمان بن فوديو.
وقد تتلمذ بعض علماء المنطقة على أيدي بعض العالمات، كما ذكروا ذلك في كتاباتهم، منهم الشيخ عبد الله بن فوديو شقيق الشيخ عثمان بن فوديو، حيث قال إنهما تتلمذا عند جدته نانا رقية، وأمّه السيدة حواء، وهذا في كتابه (إيداع النسوخ فيمن أخذت منه من الشيوخ)، وهو دليل آخر على تطوّر تعليم المرأة آنذاك وما بلغته من منزلة في العلم)
(محمد الرابع أول سعد ، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في... - اتحاد علماء إفريقيا 2014)
قد شهد تعليم المرأة اللغة العربية والتعاليم الإسلامية وتعلّمها ازدهاراً وتنظيماً في زمن حركة جهاد الإصلاح التي قادها الشيخ عثمان بن فوديو وجماعته ببلاد الهوسا، والمناطق المجاورة، مثل مناطق في الجنوب الغربي لجمهورية النيجر، والبلدان الواقعة في شرق جمهورية بنين، ومنطقة غرب جمهورية الكاميرون، وذلك أن الشيخ نظّم تعليمه ووعظه وإرشاده للمرأة، فخصص للنساء أوقاتاً وأمكنة لذلك؛
وبعد أن تخرجت عالمات تتلمذن على أيدي الشيخ وجماعته؛ تولّت المرأة تدريس النساء في نظام مزدهر، وهو الذي عُرف في تاريخ خلافة سوكوتو (Sokoto) الإسلامية باسم «جماعة يَنْتَارُو» ( yan taru)، وتم ذلك بتأسيس مدرسة الشيخة أسماء بنت عثمان بن فوديو سنة 1840م وبعدها تولّت التدريس فيه الشيخة مريم في بيت زوجها، حيث تأتيها الدارسات من جيرانها حتى من القرى، في جمع تقوده عجوز هرمة، يتعلمن القرآن والتوحيد والفقه والحديث واللغة العربية، ثم ترجع هؤلاء النسوة إلى أهليهن ويبثثن ما تعلّمنه، ويحاربن به البدع والشعوذة.
ومن الدور الذي لعبته المرأة في دفع عجلة الدراسات العربية الإسلامية إضافتها الكثير من الإنتاجات الأدبية المنظومة، والتآليف المنثورة في اللغة العربية، كما نجده عند السيدة رقية الفلانية، والسيدة أسماء بنت عثمان بن فوديو، التي نظمت أشعاراً عربية في مختلف الأغراض كالرثاء، والمراسلة، والمدح، والثناء على الله.
وكذلك مريم ابنة الشيخ عثمان بن فوديو، برسائلها العربية التي تدل على رسمية اللغة العربية في ذلك الزمن، كالرسالة التي كتبتها إلى أمير كنو عثمان بن دَابُوْ، لمّا أرسل إليها يسألها عن أناس ينتقلون من بلاد الهوسا نحو الشرق بزعم قرب ظهور المهدي، فأجابته ببطلان هذا الزعم الذي يرونه هجرة، كما أنها ترجمت ونظمت (مختصر خليل) - في الفقه - إلى اللغة الفلانية)12
(محمد الرابع أول سعد ، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في... - اتحاد علماء إفريقيا 2014)
وفي عصر المعاصر صار تعليم النِّساء والفتيات أساسيٌّ لمعالجة الطَّيف الكامل لتحدِّيات القرن الحادي والعشرين، إذ تظهر نتائج الدِّراسات أنَّ الاستثمار في التَّعليم هو أحد أنجح الاستثمارات الإنمائيَّة العالية المردود التي تستطيع البلدان القيام بها. ففي إفريقيا جنوب الصَّحراء الكبرى، هناك حوالي 12 مليون فتاة من المتوقَّع أنَّهن لن يلتحقن بالمدارس
ويعتر الفقر من أهمّ العوامل المؤثرة في تفاقم عدم تعليم الفتيات، وهي البلدان التَّالية أسماؤها: بوركينا فاسو، والسِّنغال، وغينيا، ومالي، والنّيجر،
أظهرت الأبحاث أن الفتيات غير المتعلمات أكثر عرضة لخطر الفقر وزواج الأطفال والعنف وأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، ويقول غايل سميث مدير مؤسسة "One campaign" إن الفشل في حصول الفتيات على التعليم وكذلك الفشل في إحصاء المتعلمات منهن يعتبر مشكلة عالمية وتطيل من أمد الفقر، ويعتبر جنوب السودان من أسوأ سجل في تعليم الفتيات، وفي معظم الفتيات الافريقيات يتزوجن قبل بلوغ 18 عامًا وفقًا للتقرير، ، ولكن حتى في الدول التي تنفق جزءًا كبيرًا من ميزانيتها على التعليم مثل إثيوبيا والنيجر فلا تزال عوامل مثل الفقر وزواج الأطفال والحواجز الاقتصادية والثقافية تمنع الفتيات من الحصول على التعليم.) (: الغارديان ، ترجمة: حفصة جودة كيت هودال ، أسوأ 10 دول لتعليم الفتيات في العالم | نون بوست نشر 12/ أكتوبر/ 2017)
والجدير بالذكر أن المرأة الإفريقية تشكّل أكثر نصف سكان القارة الإفريقية، وتشير الأرقام إلى تدني المستوى التعليمي والصحي والاقتصادي للمرأة الإفريقية، في شيئين . فالأولى مقتصرة على الزوجين ¨ وأولادهما، والثانية تمتد من الأولى لتشمل القريبين من أسر الإخوة والأعمام والأخوال، لأن شخصية الأفراد تذوب في نفوذ العشيرة التي يشرف عليها أكبرهم سّناً ، علما بأن السكنى يتم في دار أسرية، ولذا ليس للبنات أولياء عند زواجهن سوى أعمامهن.
- لكن التَّدابير السِّياسات الإفريقيَّة، في إلغاء الرُّسوم المدرسيَّة، يعد من أوجه التَّحسُّن في التحاق الفتيات بالمدارس في الدول الإفريقية.
- وعلى الوسائل الاعلام حث المجتمع على إرسال الفتيات إلى المدارس وعلى الحكومات توفير مناهج وكتب مدرسيَّة الكترونية قابل للتحميل على الكمبيوتر والهواتف الذكية لتخفيف وتوفير الكهرباء في الأرياف حتى يتم الاستفادة من الكتب المرسية الالكترونية
يرى الباحث ان ظاهرةُ إرغام الفتاة على الزواج مع عدم الرضا بين الطرفين، هي الظاهرة الأكثر انتشارًا في المجتمع الإفريقي منذ القدم، حتى بعض الفتيات يَهربْنَ من بيوت آبائهن؛ لكراهيتهنَّ الزواج بالرجل الذي يرغمُها أبوها على الزواج به، وأحيانًا يرغم الأب ابنتَه على الزواج بذي مال مسنٍّ، أو بشابٍّ لم تحبَّه البنت، وتفقد الفتاة لذَّةَ الحياة الزوجية السعيدة، وينتهي ذلك الزواج بالطلاق أو عدم التعايش السلمي.
وإرغام الفتاة على الزواج ظلَّ طويلًا في المجتمع الإفريقي بسبب القوانين العشائريَّة الإفريقيَّة القديمة، التي تفضل إرادة الأب على إرادة البنت، وطاعة الوالدين في ذلك واجب، وصارت البنت لا خيار لها.
النساء اللواتي حصلن على تعليم ثانوي يكسبن ضعف أقرانهن الذين لم يحصلوا على تعليم.
ونسبة كبيرة من البنات تتسربن من التعليم أقل من أقرانهن الذين يتزوجون والزواج المبكر يعرض للأنجاب الأطفال في سن مبكرة، وله أثر سيئ على صحة المرأة أطفالها،
والزواج المبكر يؤدي إلى ارتفاع معدلات الخصوبة والنمو السكاني، وأنه إذا انتهى زواج الأطفال اليوم، فإن انخفاض النمو السكاني سيؤدي إلى مستويات أعلى من المعيشة، خاصة بالنسبة للفقراء.
يؤكد التقرير أن إبقاء الفتيات في المدرسة هو أحد أفضل الطرق لتجنب زواج الأطفال، يؤدي زواج الأطفال إلى زيادة مخاطر عنف الشريك الحميم، وتقليل عملية اتخاذ القرار في الأسرة، ويؤثر زواج الأطفال أيضا على رفاه أطفال الأمهات الشابات، بما في ذلك ارتفاع مخاطر الوفيات والتقزم (سوء التغذية) للأطفال دون سن الخامسة.
(أحمد مصطفى أحمد ، القارة "الأعلى" في زواج الأطفال.. ثلث بنات إفريقيا يتزوجن قبل 18 سنة ( الوطن السبت 24 نوفمبر 2018 )
عائشـة التيموريــة" صاحبة كتاب "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال" (1887) الذي أكّدت فيه بجرأة نادرة على ضرورة تعلّم النساء بهدف فكّ العزلة عنهنّ، ولو كان ذلك ضدّ إرادة الأسرة، مثنية في ذات الوقت على دور المرأة في تربية الأبناء باعتباره كما تقول «أجلّ الجهاد» المرأة كثيرة العاطفة والرجل كثير العقل ويفضل الرجل على المرأة بالعقل وتفضل المرأة على الرجل بالعاطفة ويخرجمن بين الطرفين الذكاء شيئا اخر
زواج المرأة الافريقية السوداء في وقت مبكر: فبعضُ الأمهات في المجتمعات الإفريقية يُفضِّلن أن يتزوَّج بناتُهن مبكرًا؛ خوفًا من العنوسة؛ لأن العنوسة تقلِّل من شرف الأسرة في إفريقيا؛ لأن جلَّ الفتيات لا يتعلَّمن، وظاهرةُ إرغام الفتاة على الزواج مع عدم الرضا بين الطرفين، هي الظاهرة الأكثر انتشارًا في المجتمع الإفريقي منذ القدم، حتى بعض الفتيات يَهربْنَ من بيوت آبائهن؛ لكراهيتهنَّ الزواج بالرجل الذي يرغمُها أبوها على الزواج به، وأحيانًا يرغم الأب ابنتَه على الزواج بذي مال مسنٍّ، أو بشابٍّ لم تحبَّه البنت، وتفقد الفتاة لذَّةَ الحياة الزوجية السعيدة، وينتهي ذلك الزواج بالطلاق أو عدم التعايش السلمي.
وإرغام الفتاة على الزواج ظلَّ طويلًا في المجتمع الإفريقي بسبب القوانين العشائريَّة الإفريقيَّة القديمة، التي تفضل إرادة الأب على إرادة البنت، وطاعة الوالدين في ذلك واجب، وصارت البنت لا خيار لها) (إبراهيم محمد 1/6/2016 )
والمرأة الإفريقية تتزوج أكثر من مرة، وتلد كثيراً من الأبناء، فالمرأة الإفريقية تلد ما متوسطه 5،3 أطفال في حياتها مقابل 2،6 أطفال في المعدّل العالمي، وتعدّ المرأة في النيجر صاحبة أعلى معدّل ولادة في العالم وهو 7،4 أطفال.
ويوم الزواج يعتبر من أهم أيام النساء الإفريقيَّات؛ ففيه يلتقي أقاربُ في النسب وفي غير النسب، ويتفقَّدْنَ الغائبات، ويحضره الشاعر الشعبي، الذي يقوم بمدح العروس والعريس وأحبابهم وأصدقائهم، ويقوم بهجاء العزَّاب الذين لم يتزوجوا؛ حتى يتزوجوا، وبانتشار الإسلام تبرَّأ المجتمع منهم؛ لأن أناشيدَهم يصاحبها المجون، وآلات الطرب، والقيثارة، ونحوها) ( إبراهيم محمد 1/6/2016 )
يوجد بعض أنواع الانكحة في إفريقيا : نكاح مؤقت، كان الزوج يدفع زوجته إليه، ويحدد مسبقا ماهية الرجل الذي ستتصل به زوجته جنسياً، بعد انقطاع دورتها الشهرية مباشرة، وغالباً ما يكون هذا الرجل قويا وذو حجم كبير حتى تلد المرأة مثل هذا الرجل ذو مواصفات معينة ليستعملون هذا الولد في الحرب للدفاع عن الأهل والقبيلة
المبحث الثاني: التحرش الجنسي في الأوساط التعليمية
التحرش الجنسي:هو عملية إعتداء الجاني على المجني عليها (الأنثى) ، بإستعمال مختلف الوسائل كالإكراه أو التهديد أو التخويف بغية إشباع رغباته الجنسية والعاطفية.وهو مصطلح ليس له أصول عربية ،كاتلين فتعرفه بأنه "مجموعة من الأفعال يقوم بها الرجل ضد المرأة والتي تعكس في مجملها المكانة الاجتماعية للمرأة مقارنة بالرجل، كما يعكس أيضا عملية الدور الجنسي النوعي للمرأة على أدورها الأخرى، وفي إتجاه آخر يعرفه الفقيه بيكو بأنه سلوك عدواني ذو صعبة جنسية يرتبط بالخوف الذي يستمد أساسه من إستغلال النفوذ وعلاقته بالسلطة والإحساس بالعجز أمام سلطة التحرش.
والجدير بالذكر أن تحرش الجنسي في التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي موجود في اوساط التعليم العام يعود إساءة تفسير سلوك الضحية من قبيل نظرات العين وطرقة السلام والأزياء التي ترتديها وسلوكها ، بعض الفتيات لا يلتزمن بقوانين الازمة للتلميذات في التعليم ، وبعض المعلمين يبادلون الدرجات بالمواد بنوافذ الطالبات، وهو الأكثر انتشارا في الأوساط التعليمية.
الجنس هو الأساس في زيادة كمية البشر في إفريقيا: الجنس هو الأساس في زيادة كمية البشر في إفريقيا والزواج هو الأساس لكونه مصدر القيم الاخلاقية كالعفّة، الخيانة، الأمانة، الشهوة، العيب الفضيحة العار، والمجتمع الإفريقي ترفض الإباحيّة وتحافظ على النوع.
فالعلاقات الجنسيّة للشباب قبل الزواج ممنوع في بعض الأقاليم الافريقية الملتزمة بالدين وسيلة لدفعهم إلى الزواج ومن ثمّ الإنجاب لكن بعض الشباب والشابات يمارسون الجنس قبل الزواج بهدف اكتشاف المرأة القابلة للحمل والإنجاب، ومن ثم يتسابق الشباب لخطبتها والزواج منها لتمارس الالتزام بعد ذلك، كما هو في بعض المجتمعات الوثنيّة واللادينيّة متمثّلة في بعض القبائل الأفريقيّة.
سيتجاوز تعداد سكان القارة الأفريقيّة في العام 2030 تعداد سكان آسيا الجنوبيّة (الصين واليابان والشرق الأقصى)، ولكن بدون أن تكون مساوية لها في أيّ صورة من الصور في طاقاتها الطبيعيّة والاقتصاديّة والتقنيّة، ونتوقع يبلغ تعداد السكان الأفريقيين 2،6 مليار نسمة في العام 2100 مقابل 550 مليونا في عام 1985م
الجنس والمراهقات العازبات: في العصر المعاصر لا بد لا يحب الناس أن يفكروا بالشباب كناشطين جنسيا، ولا يريدون التفكير بالعواقب لكن أصبح عندنا فجوة بيولوجيةـ اجتماعية bio- Socialو حينما ارتفع سن الزواج وانخفض سن بدء الإحاضة نتيجة للتحسينات في التغذية، صار هناك وناشطات جنسيا، وطبقا لما أوردته المنظمة WHO، فإن أكثر من نصف الناس المصابين بالڤيروس HIV في كل أنحاء العالم عمرهم أقل من 25 عاما، ويرى بعض الناس أن الجنس شيء طبيعي ـ هو جزء من الحياة." فإن المراهقين أكثر المصابين STD هذه أزمة
كثر الحديث عن الطاقة الجنسية الكبيرة التي يتمتع بها الأفارقة دون غيرهم سيما الزنوج منهم، ويرجع البعض سبب فحولة الأفارقة وشهوانية الإفريقيات إلى طبيعة العرق الافريقي بينما يؤكد آخرون أن الثقافة الافريقية بما تحتويه من ممارسات وطقوس سبب هذه القوة الجنسية الخارقة حيث تشكل الوصفات التقليدية المكونة من أعشاب ومراهم مع أعمال السحر منظومة كاملة لتحسين الخصوبة وإثارة الحوافز الجنسية عند الرجال والنساء.
وفي افريقيا ثمة أسطورة يجري تداولها تفسر أصل الجنس والعائلة وتقول انه "منذ زمن هبط رجل وامرأة من السماء، وطلع أيضا رجل وامرأة من الأرض، وفي وقت لاحق أرسل الإله ثعبان الأصلة وبنى بيته في النهر. وكان الرجال والنساء يتعايشون معا من دون اتصال جنسي، ولم تكن لديهم فكرة عن الحمل والولادة. وذات يوم سألهم الثعبان ما إذا كان لديهم أطفال، وبعدما أجابوه بالنفي ابلغهم أنه سيعلمهم كيف يتم الحمل. وجعلهم يصطفون أزواجا، وجها لوجه، ثم رش الماء على بطونهم، ثم طلب إليهم ان يعودوا إلى بيوتهم ويتضاجعوا"، فتعلم هؤلاء الجماع وأنجبوا الاطفال الأوائل في الكون حسب الحكايات الافريقية)
وحسبما ما ورد في الملاحم والنصوص الافريقية الكلاسيكية، فقد اعتبرت العلاقات الجنسية خارج نطاق الرباط الزوجي أمرا مقبولا في ما يخص الرجال وجزءا لا يتجزأ من الحياة، وكان ثمة محظيات بارعات في فنون الإثارة الشهوانية ومكرسات لإشباع الحاجات الشهوانية لدى الذكر.
ومن المهام التي كن يضطلعن بها الرقص، والغناء، والتمثيل، وقد صورت الثقافة الافريقية الشهوانية بحذافيرها وقدمت أمثلة حول عملية الاتصال الجنسي، ومراحله وأنواعه في مختلف أشكاله، ويبدو من حكايات وقصص الغرام عند الأفارقة أن الجنس عندهم كان غريبا وكان عبارة عراك وليس شغفا وحبا واتصالا، كما عرضت كتاب الأدباء موضوعات وقصص تروي حكايات مفعمة بالتصوير الحي للمضاجعات.
وقد شكلت قصور المستعمرين الأوربيين خزانا من الحكايات وقصص الغرام ومغامرات جنسية، وساهم قدوم الأوربيين إلى مختلف أنحاء افريقيا في انتشار تقنيات وممارسات جنسية جديدة دخيلة، كما تطور الذوق وساهم في ذلك وجود طبقة مترفة تعيش البذخ والمجون)
( دنيا الوطن 2006-05-26)
المبحث الثالث: الاستغلال الجنسي
الاستغلال الجنسي: لا يختلف الماضي عن الحاضر كثيرا في القارة السمراء حيث لا تزال هذه القارة مرتعا خصبا لعمليات الاستغلال الجنسي حيث اكتشفت في بوروندي والكونغو وكمبوديا والصومال وإثيوبيا اعتداءات جنسية على اطفال وعمليات اغتصاب ودعارة ارتكبها جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حفظ السلام من بينهم البعض من باكستان وأوروجواي والمغرب وتونس وجنوب إفريقيا ونيبال وفرنسا. وتشمل معظم القضايا الاتصال بعاهرات ولكن بعضها يشمل جرائم اغتصاب وإغواء أطفال بالطعام مقابل ممارسة الجنس.
انتشار الايدز بإفريقيا: ومن اسباب انتشار الايدز بإفريقيا في نتيجة ممارسة الجنس واستعمال ابر الحقن لأكثر من شخص كما ينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الولادة أو الرضاعة والحرب والجوع والفقر والمرض النوادي الليلية ، وفتيات الهوى وعروض التعري الجذاب، و"سياحة الجنس" والدولة أكثر انتشارا فيها هي جنوب افريقيا أكثر من 5 ملايين مصاب بالفيروس وهي الأولى عالميا تليها الهند.
أعشاب الفحولة : استخدام الأعشاب الفحولة اتزيد من الشهوة الجنسية وتقضي على مشاكل العقم والبرود الجنسي وهو نبات دائم الخضرة ينبث في غابات نيجيريا والكاميرون والجابون والكونغو، وهذا النبات يعالج الضعف الجنسي،حيث أكدت دراسات حديثة فوائده هذا النبات وأقرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج طبي لمشاكل الانتصاب والضعف الجنسي وقد ثبت للباحثين الطبيين ان أعشاب يوهمبي الافريقية الطيبة تعزز قدرات الرجل وزيادة قوة الانتصاب وإطالة العملية الجنسية ورفع درجة المتعة، ولا ينفك كبار شيوخ القبائل الافريقية حتى يومنا هذا يصفون هذه الأعشاب لكافة الرجال الذين تعدت اعمارهم الأربعين وللشباب أيضا وتعمل غالبية الأعشاب على تحسين مستوى التيستوستيرون في جسم الانسان.
المرأة تشعر باللذة و الإحساسات والفسيولوجية ، وبعض النساء عندهن البرود يتحملون اللقاء ليحافظن على زواجهن والبعض الآخر اللاتى لا يطقن الإتصال يعملن على عدم حدوثه وهناك مجموعة ثالثة لا تُثار إلا أنها تستمتع باللمسات والتقارب الجسدى الذى يحدث فى عملية الجماع ومن الأمور نادرة الحدوث ألا يكون للمرأة مشاعر أو إحساسات جنسية وتتحايل على الرجل بأنها مريضة أو متعبة .
والبرود يختلف عن عدم الانتصاب فى الرجل ، ففي جميع المجتمعات فإن الرجل مُطالب بأن يقوم بالعملية الجنسية وحده أما دور المرأة فهو ثانوي ، حتى أنه في كثير من المجتمعات فإن المرأة يجب ألا تُثار جنسياً حتى فى المجتمعات الأمريكية فهناك شريحة منها تعتبر أن وظيفة المرأة هي إعطاء اللذة للرجل وحمل الاطفال .
ونتيجة لذلك فكثير من الأطباء يقولون للمرأة الباردة إنها طبيعية ويجب أن تبقى كذلك ، وكثير من السيدات متزوجات منذ زمن طويل ويبدون فى منتهى الصحة والسعادة ولم يصلن جنسياً ولو مرة واحدة طول العمر .
ممارسة الجماع والإشباع الجنسي الكامل: يشفي جميع الأمراض الناجمة من التوتر سواء صداع أو شقيقة أو عسر هضم أو قرحة بالمعدة أو آلام بالعنق والخصوبة أو أمراض القلب لأن الجماع المعزز بالإشباع يساعد على الاسترخاء العضلي والعصبي ولهذا تساعد الممارسة الجنسية على شفاء نوبات الصداع النصفي العنيف بعدما فشلت جميع العقاقير المسكنة..
الجنس يقوي التفكير الإبداعي وهناك دراسات مؤآدة بأن ممارسة الجنس تحسر الهوة بين المخ الأيمن والأيسر مما يقوي ملكة التفكير الإبداعي بهذا تكثر الأفكار العبقرية لدى النساء الرجال المخترعين عقب النشوة الجنسية.. لأنها تؤدي للصعود بلا حدود إلى عالم الفكر الغير محدود. واعترفت إحدى النساء الجميلات أن ممارسة الجنس هي أفضل متعة لديها لأنها تشعرها بأنها محبوبة ومرغوبة من زوجها
الزواج في المجتمع الإفريقي : يعد من أهم مشاريع الحياة إن لم يكن مشروعها الوحيد في البنية التناسليّة يصبح الهدف الأساس للشباب، أن يصلوا مرحلة يتمكنون فيها من الاقتران بشريكة الحياة لينصرف بعد ذلك كل شاب إلى توفير الغذاء لأبنائه الذين سيكبرون، ويمارسون نفس الدور.
والزواج بالنسبة لكل المجتمعات الأفريقيّة ولمجتمعات البانتو على وجه التحديد " ليس استمتاعا فحسب، بقدر ما هو أداء لدور طبيعي في بناء المجتمع، ولهذا فإن هذه المجتمعات بعامّة تقوم على أسر، وليس للزواج سنّ محدّد، ... وتفرض بعض الاعتبارات الماليّة لتعويض والدي الزوجة، أو ليكون هذا ضمانا على أن الزوج سيقوم بالتزاماته نحو زوجته، ويكون هذا التعويض بأشياء مادّية كالماشية أو النقد، وهو في هذه الحالة يسمّى ثمن العروس [ المهر عند المسلمين ] أو يكون بالقيام بالعمل في الزراعة لوالدي الزوجة، قبل أو بعد الزوجيّة، ويسمّى هذا النوع " تعويضا " أو يكون نوعيّا بالمبادلة بالأخت أو الابنة أو إحدى القريبات. وهو ما يعرف ب "زواج المبادلة " وأحيانا تتبادل قريتان نساءهما دفع ثمن الزوجة هو أبرز هذه الصور الثلاث لدى البانتو، أمّا الزواج بالتبادل فتعرفه بعض المجتمعات الصغيرة، أمّا العمل لأداء أجر الزوجة فينتشر بين الجماعات الفقيرة لدى بعض البانتو الشرقيين، وتعدد الزوجات هو الغالب بين هذه الشعوب.، وهم لا يعرفون العانس ولا الأرملة، ويفضلون الزواج المبكر ، وإذا ماتت الزوجة وجب على أهلها أن يقدّموا له أخرى أو يسترد ما دفعه ثمنا لها
والقاعدة العامّة توجب اختيار الشريك من نفس العشيرة، أو من نفس المجموعة الجنسيّة، ولكن كثيرا من المجتمعات تمنع الزواج بالأقارب من طبقة الأم أو الأب حتى ولو من بعيد)
(عبدالله بخيت محمد ، ،1987 ص 28 ـ ص 277)
والصيغة الأقدم اعتمادا في الزواج لدى البيغمون أوأقزام الغابة الاستوائيّة، فيبدو أنها المبادلة القائمة على "رأس برأس" يعني أن طالب الزواج يعطي أخته ، أو إحدى قريباته، لجماعة الفتاة المطلوبة للزواج، ولا تتحمل هذه الأخيرة أيّ إفقار. وإذا حدث أن كانت إحدى هاتين الزوجتين المتبادلتين عاقرا، فيحق لزوجها أن يطالب بزوجة ثانية.. والانتساب إلى الأم الغريبة إلزامي عند النظرة إلى الجماعة)(دنيز بولم، الحضارات الأفريقية، ،1978،)
المرأة الإفريقية السوداء والاستعمار: المرأة الإفريقيَّة امرأةٌ عاملة منذ قديم الزمانِ، تقوم بمسؤولية الأسرةِ، ولها دور بارز في القيام بأعمال الزراعة في موسم الخريف، وتعين زوجَها لسعادةِ الأسرة ونجاحها.
يوم المرأة العالمي، الذي كان قد أسسه الحزب الاشتراكي في أميركا في العام 1908 بهدف تعزيز النضال من أجل تحقيق المساواة للنساء. ولم يكن معروفاً للعديدين، أنه وعلى مدار الغالبية العظمى من التاريخ الإنساني في إفريقيا، كانت النساء مساويات للرجال، إذا لم تكن متفوقات عليهم.
صعدت أولى حضارات العالم من الجهود الروحانية والاقتصادية والاجتماعية للنساء الافريقيات، وتولت هؤلاء النساء الافريقيات قيادة تلك المجتمعات الأُميّة (نسبة إلى الأم). ولم تكن الأمية في افريقيا القديمة صورة في المرأة الذكورية اليوم، لأنها لم تكن تستند إلى الاخضاع والعنف. ولم تكن طقوس وثقافة الأُمية تحتفي بالعنف، وإنما كانت لديها الكثير من العلاقة بالإنتاجية والتبادل والرفاه.
لم يكن الإنسان الأول يدرك الصلة بين التواصل الجنسي والولادة، لذلك كان يُعتقد أن المرأة وحدها هي التي تصنع الحياة الجديدة. وشكل ذلك الاعتقاد أول مفهوم عن الاله، باعتباره أماً حافظة حنوناً وكريمة تفيض حباً وقوة، وهو ما يشكل أساس الأيديولوجية الأمية الافريقية.
يوضح المؤرخ تشيخ انتا ديوب كيف أنه بداية من العام 10000 قبل الميلاد، كانت النساء في افريقيا هن الرائدات في حقل الزراعة المنظمة، مما صنع الظروف المسبقة لتحقيق الفائض والثروة والتجارة. وكانت النساء الافريقيات هن المسؤولات عن الاختراع الأكبر لرفاه الجنس البشري، وتحديداً الأمن الغذائي. وكانت ممارسة الزراعة المنظمة هي التي جعلت التوسع السكاني وفوائض الغذاء ونجوم الحضارة أموراً ممكنة.
ضمت الحضارات الأمية لما قبل الرأسمالية في افريقيا حضارة زازاو النيجرية، وكانداكي السودانية، ونزينغا الأنغولية وأشانتي الغانية وغيرها الكثير. وكان النظام الافريقي الجوهري متجلياً ومستداماً أكثر ما يكون في مصر القديمة السوداء. وقد تمتعت النساء في مصر القديمة بتحكم تام في الممتلكات المنقولة وغير المنقولة مثل العقار على حد سواء في العام 3000 قبل الميلاد. وحتى وقت متأخر من الستينيات، لم يكن بإمكان نساء في بعض أنحاء الولايات المتحدة المطالبة بهذا الحق.
تكشف نظرة أكثر عمقاً في ورق البردى المصري عن أن ذلك المجتمع كان أمياً بشكل صارم، وأن التوريث والنسب كانا يتمان من خلال الخط الأنثوي. وكانت النساء المصريات يتمتعن بنفس الحقوق القانونية والاقتصادية مثل الرجال المصريين، وقد انعكس الدليل على ذلك في الفن المصري والمخطوطات التاريخية. وكانت مصر تمثل مجتمعاً لا نظير له، لكن عدم المساواة كانت مستندة إلى الاختلافات في الطبقات المجتمعية بقدر أكبر بكثير مما تعلقت بالاختلافات الجندرية.
نعرف من وثائق قانونية قديمة أن النساء كن على إدارة الممتلكات الخاصة والتصرف بها، بما في ذلك: الأراضي والسلع المحمولة والخدم والرقيق والماشية والأدوات المالية، مثل الهبات والوقفيات والسنويات. وكان باستطاعة المرأة أن تدير ممتلكاتها بشكل مستقل وبملء إرادتها. وفي العديد من المقابر التي جرى نبشها، كانت القبور الأكثر ثراء هي تلك التي تعود لنساء. وقد شكلت الأدوار المستقلة والقيادية للنساء المصريات القديمات جزءاً من نمط الثقافة الإفريقية التي كانت قد بدأت قبل عشرات آلاف الأعوام واستمرت حتى الأزمنة الحديثة، إلى أن أحضر الأوروبيون الرأسمالية والمسيحية إلى إفريقيا.
في الستينيات من القرن التاسع عشر، كتب المستكشف الكولونيالي الدكتور ديفيد ليفينغ ستون عن مقابلته لرئيسات إناث في الكونغو. وفي معظم الأنظمة الملكية في إفريقيا التقليدية كانت هناك امرأة أو اثنتان في المراتب الأعلى، واللواتي شغلن موقعاً موازياً لذلك الموقع الذي يشغله الملك أو مكملاً له.
بالإضافة إلى ذلك، توضح المؤرخة في التاريخ الافريقي القديم البروفيسورة باربرا ليسكو كيف أن علماء الأنثروبولوجيا الذين درسوا التاريخ الافريقي وسجلات المسافرين الأوائل والإرساليات أخبرونا بأنه "في كل مكان في إفريقيا يحفر المرء فيه السطح، فإنه يستطيع أن يجد بيانات إثنية-تاريخية تفيد بأن النساء كن يتقاسمن السلطة مع الرجال".
لكن النساء السوداوات عانين في ظل الحكم الكولونيالي السيئ من تفرقة ذات حدين من عدم التمكين والتمييز، لأنهن نساء ولأنهن سود البشرة على حد سواء.
من الصعب بالنسبة للعديد من الناس القبول بأن التفرقة العصرية والعدوانية، الظواهر السائدة في عالم اليوم، لم تكن ملمحاً تاريخياً دائماً للإنسانية. وفي الحقيقة، فإن مجرد فكرة "العرق" وأيديولوجية وممارسة العنصرية هي مفاهيم حديثة نسبياً.
على سبيل المثال، يعيد المؤرخون إلى الأذهان كيف أن الرومان واليونانيين لم يخصصوا أي وصمة للون بشرة الشخص، ولم تكن هناك نظريات عن دونية البشرة الغامقة. ولم تكن العبودية في المجتمعات القديمة تعرَّف باللون، وإنما بشكل رئيسي بالحظوظ العسكرية: الشعوب التي تتعرض للغزو كانت تسترق بغض النظر عن اللون.
قبل الكولونيالية مباشرة، كانت النساء الإفريقيات مساويات للرجال إلى حد كبير. وقد صنعت القيمة الكبرى لعمالة النساء الإفريقيات المنتجات في تصنيع ومعالجة الغذاء حقوقهن في الفضاءات المحلية والسياسية والثقافية والاقتصادية والدينية والاجتماعية -من بين فضاءات أخرى. ولأن النساء كن مركزيات في هذه المجتمعات ما قبل مجتمع الطبقات، كانت اللامساواة المنهجية بين الجنسين غير موجودة، حيث تمتعت النساء الأكبر سناً بشكل خاص بمنزلة أعلى. ثم، مع خلق الاقتصاد الكولونيالي الرأسمالي، جاء تهميش النساء بعدة طرق:
أولاً، دخول صكوك الملكية جعل الرجال المالكين الوحيدين للأرض. وتبعاً لذلك، ونظراً لفقدان النساء الوصول والسيطرة على الأرض، أصبحن بازدياد معتمدات اقتصادياً على الرجال. وأفضى ذلك بالتالي إلى تكثيف الأبوية المحلية المعززة بمؤسسات مجتمعية كولونيالية.
ثانياً، ومع استمرار الكولونيالية في تكريس نفسها على التراب الإفريقي، انخفضت الأهمية الملموسة للمساهمة الزراعية التي كانت تقدمها المرأة للمنزل على نحو كبير، نظراً لأن دورهن المحوري في إنتاج الغذاء اختفى خلف زراعة المحاصيل الجالبة للنقود، الأكثر إغراء للسوق الدولية، والتي يهيمن عليها الرجال. وقبل الكولونيالية، كانت النساء يسيطرن على التجارة. ولم تكن الأسواق تضبط بقيم الربح الصرف، وإنما بالحاجة الأساسية إلى التبادل والرفاه والنشاط المجتمعي. ولم تكن الأنظمة الاقتصادية الإفريقية رأسمالية في طبيعتها.
ثالثاً، جلبت الكولونيالية معها المسيحية والتشددية الذكورية السائدة راهناً في عموم إفريقيا. ولا يسمح الدين الرعوي المستورد للنساء بلعب الأدوار القيادية التي كانت لهن في الدين الإفريقي الأصلي.
في الأديان الإفريقية القديمة لم يكن الله (وفق معتقدهم) أنثى وحسب، وإنما أيضاً الحارس الرئيسي للأرواح والمباديء المقدسة. وتوثق المؤرخة روزالين جيفريز مفهوم الأم الأعلى. وفي ورقة بعنوان "صورة المرأة في فن الكهف الافريقي" تظهر كيف ركزت قصص الخلق الافريقي على الأم الأساسية، خالقة المرأة أولاً ثم الرجل.
بعد ذلك، جلبت المسيحية وحدة العائلة النووية أحادية الزوج لافريقيا. وكان هدفها الوحيد تمرير فكرة الملكية الخاصة، في شكل ميراث، من جيل من الرجال إلى الجيل التالي. وتحت نظم الرأسمالية تأسست وحدة العائلة الحديثة على عبودية محلية متخفية للزوجة. والمجتمع الرأسمالي الحديث مركب مكون من العديد من العائلات المستقلة كذرات لها.
تكشف نظة سريعة في القاموس أن كلمة family تنطوي على أصول لاتينية كاشفة. وتعني كلمة famulus حرفياً، عبد محلي: وكلمة familia وهي أيضاً المرادف الإيطالي لكلمة family تعني عدداً مميزاً من العبيد الذين يعودون لرجل واحد. وقد بين ذلك كارل ماركس بصراحة حين قال : "لا تحتوي العائلة الحديثة على جرثومة العبودية وحسب، وإنما أيضاً عبودية الأرض، نظراً لأنها تتعلق منذ القدم بالخدمات الزراعية. وهي تحتوي على كل التناقضات بشكل مصغر جداً والتي تتمدد لاحقاً في عموم المجتمع ودولته".
أخيراً، أثرت فكرة دفع الأجر للعمالة على النساء من خلال اقتلاع الرجال من القرى للعمل في مناطق حضرية، مما تسبب في آثار اقتصادية عميقة وسلبية على النساء. وعلى نحو روتيني، استخدمت السلطات الكولونيالية الذكور الافارقة المواطنين لفرض الضرائب على النساء، وبذلك جرى تكريس هيمنة الذكور في نفسية المواطن. وبعد كل شيء، جلب المستعمرون إلى افريقيا
الفصل الثالث: مفهوم المرأة الفكتورية وقضية المساواة
نحن في عالم المناظرات الفكرية فيما يتعلق بزواج المسلمة بغير المسلم، وامتلاك حق التصرف المطلق في مصير الأسرة، وعدم اعتبار الأسرة بقضايا المرأة من حيث مساواتها بالرجل وعلاقاتها الأسرية والحرية الجنسية ومتعلقاتها، بأن ترتبط المرأة بمن تشاء وقتما تشاء، وكيفما تشاء ، والإجهاض من غير اعتبار أسبابه ونتائجه وموقف الدين منه.
المساواة بين الطرفين وعدم التمييز بينها ، المساواة عامة وشاملة،
وأول ذكر للمساواة عند الغرب كان من خلال إعلان الاستقلال الأمريكي في (18/5/1190هـ/4تموز من عام 1776م)، حيث تعرض فيه لبعض الحقوق الإنسانية، ومنها إيجاب المساواة.
وأما المناداة بالمساواة كنظام وتشريع فقد ظهرت مع الثورة الفرنسية، ومناداة كتاب الثورة بذلك، أمثال جان جاك روسو، ومونتسكيو، وديدرو.. وغيرهم، وصدرت في 13/11/1203هـ- الرابع من شهر آب عام 1789م وثيقة حقوق الإنسان والمواطن. وبدأت الوثيقة بعبارة: (يولد الناس أحراراً ومتساوين في الحقوق)، حيث تضمنت تقرير المساواة. وتم وضعه في مقدمة الدستور الفرنسي الصادر في 7/3/1206هـ- الثالث من أيلول عام 1791م.
ولقد نصت مواثيق وإعلانات ومؤتمرات الأمم المتحدة على قضية مساواة المرأة بالرجل دون أي تمييز، وعقدت اتفاقيات موضوعها الرئيس والوحيد مساواة المرأة بالرجل، مثل:
اتفاقية بشأن الحقوق السياسية للمرأة عام (1371هـ-1952م)، وإعلان القضاء على التمييز ضد المرأة عام (1387هـ -1967م)، واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة عام (1399هـ –1979م).
أما ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام (1364هـ -1945م)، فيؤكد على مبدأ عدم التفرقة بين الناس بسبب الجنس، وجعل للرجال والنساء حقوقاً متساوية، إذ نصت المادة الثامنة على ما يلي: “لا تفرض الأمم المتحدة قيوداً تحد بها جواز اختيار الرجال والنساء للاشتراك بأي صفة، وعلى وجه المساواة في فروعها الرئيسية والثانوية”.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام (1367هـ -1948م) أكد في مادته الثانية على أن “لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسياً أو غير سياسي، أو الأصل الوطني، أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر”() وجاء في المادة السادسة عشرة منه: “للرجل والمرأة، متى أدركا سن البلوغ، حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين. وهما يتساويان في الحقوق لدى التزوج وخلال قيام الزواج ولدى انحلاله”
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية – المتفق عليه – في المادة الثالثة منه النص على ما يلي: “تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد بضمان مساواة الذكور والإناث في حق التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنصوص عليها في هذا العهد” ومن الحقوق المنصوص عليها في هذا العهد:
الحق في الضمان الاجتماعي بما في ذلك التأمينات الاجتماعية
الحق في تكوين الأسرة، التي تشكل الوحدة الجماعية الطبيعية والأساسية في المجتمع، ومنحها أكبر قدر من الحماية والمساعدة، خصوصاً في مجال نهوضهـا بمسؤولية تعهد وتربية الأولاد الذين تعيلهم، ويجب أن ينعقد الزواج برضا الطرفين المزمع زواجهما رضاء لا إكراه فيه
إعلان القضاء على التمييز ضد المرأة، الذي أصدرته الأمم المتحدة عام (1387هـ -1967م
وقد كان هذا الإعلان بمقدمته ومواده الإحدى عشرة يتحدث عن ضرورة مساواة المرأة بالرجل مساواة تامة دون أي تمييز في جميع ميادين الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية
وذكرت المادة الأولى أن التمييز ضد المرأة يمثل إجحافاً أساسياً، ويكون إهانة للكرامة الإنسانية.
وأما المادة الثانية و الثالثة والخامسة والسادسة فتحدثت عن وجوب النـص علـى مبـدأ تساوي الحقوق في الدستور، وأن يصار إلى تصديق الصكوك الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة، المتعلقة بالقضاء على التمييز ضد المرأة، والانضمام إليها وتنفيذها على وجه التمام…وإلغاء جميع الممارسات، العرفية وغير العرفية، القائمة على فكرة نقص المرأة، ووجوب كفالة حقوق المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، ودون أي تمييز، مثل: حقها في التصويت في جميع الانتخابات، وفي ترشيح نفسها لجميع الهيئات المنبثقة عن الانتخابات العامة، وكذلك حقها في تقلد المناصب العامة ومباشرة جميع الوظائف العامة، و حقها في اكتساب الجنسية أو تغييرها أو الاحتفاظ بها، مثل الرجل سواء بسواء، متزوجة كانت أو غير متزوجة، مثل: حق التملك وإدارة الممتلكات والتصرف بها ووراثتها، وحق التمتع بالأهلية القانونية وممارستها على قدم المساواة، ذات الحقوق التي يتمتع بها الرجل، في ما يتعلق بالتشريع المنظم لتنقل الأشخاص.
و تأمين مبدأ تساوي الزوجين في المركز، مثل: أن يكون للمرأة حق اختيار الزوج بملء حريتها، وعدم التزوج إلا برضاها التام، وأن تتساوى المرأة مع الرجل في الحقوق أثناء قيام الزواج وعند حله، وأن يترتب للوالدين وعليهما حقوق وواجبات متساوية في الشؤون المتعلقة بأولادهما. وأما المادة السابعة فتنادي بإلغاء جميع أحكام قوانين العقوبات التي تنطوي على تمييز ضد المرأة. والمادة الثامنة تنادي بمكافحة جميع أنواع الاتجار بالمرأة واستغلال بغائها.
وختمـت هـذه المادة بعبـارة “لا تعتبـر تدابيـر تمييـزيـة تلـك التدابير التي تتخذ لحماية المرأة، في بعض أنواع الأعمال، لأسباب تتعلق بصميم تكوينها الجسمي”. ووجوب وضع مبدأ تساوي حقوق الرجل والمرأة موضع التنفيذ في جميع الدول وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان
في “إعلان طهران” (1388هـ -1968م)، الخاص بحقوق الإنسان، تمت الدعوة للقضاء على التمييز ضد المرأة،
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة()، التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام (1399هـ –1979م). وهي تأكيد للإعلان السابق في عام (1387هـ -1967م ، وتعهدت بفرض حماية قانونية لحقوق المرأة على قدم المساواة مع الرجل، وضمان حمايتها عن طريق المحاكم ذات الاختصاص والمؤسسات العامة، واتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريعي منها، لتغيير أو إبطال القائم من القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات التي تشكل تمييزاً ضد المرأة
و تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات القائمة على الاعتقاد بكون أي من الجنسين أدنى أو أعلى من الآخر، أو على أدوار نمطية لهما، ومكافحة جميع أشكال الاتجار بالمرأة واستغلال بغائها عن طريق تشجيع التعليم المختلط وغيره من أنواع التعليم التي تساعد في تحقيق هذا الهدف، ولاسيما عن طريق تنقيح كتب الدراسة والبرامج المدرسية وتكييف أساليب التعليم. …
وأما المادة السادسة عشرة فتضمنت المساواة بين الرجل والمرأة في ما يتعلق بحقوق الزواج والعلاقات العائلية، فمن ذلك:
ا- نفس الحق في عقد الزواج.
ب- نفس الحقوق في أن تقرر، بحرية وبإدراك للنتائج، عدد أطفالها والفاصل بين الطفل والذي يليه، وفي الحصول على المعلومات والتثقيف والوسائل الكفيلة بتمكينها من ممارسة هذه الحقوق.
ج- نفس الحقوق والمسؤوليات في ما يتعلق بالولاية والقوامة والوصاية على الأطفال وتبنيهم، وما شابه ذلك من الأعراف، حين توجد هذه المفاهيم في التشريع الوطني.
د- نفس الحقوق الشخصية للزوج والزوجة، بما في ذلك الحق في اختيار اسم الأسرة والمهنة ونوع العمل”
تقرير المؤتمر العالمي عن البيئة والتنمية، المنعقد في (ريودي جانيرو) بالبرازيل (1412هـ -1992م)، تحت إشراف الأمم المتحدة، تم التأكيد على: “وضع وتنفيذ سياسات حكومية ومبادئ توجيهية وطنية وإستراتيجيات وخطط واضحة لتحقيق المساواة في جميع جوانب المجتمع، بما في ذلك النهوض بمحو أمية المرأة، وتعليمها وتدريبها، وتغذيتها، وتنفيذ برامج للتشجيع على تخفيف عبء العمل الثقيل الذي تقوم به النساء في المنزل وخارجه، عن طريق إنشاء مزيد من دور الحضانة ورياض الأطفال بواسطة الحكومات والسلطات المحلية وأصحاب الأعمال والمنظمات ذات الصلة الأخرى، وتقاسم الأعمال المنزلية بين الرجال والنساء بالتساوي، وتشجيع توفير تكنولوجيات سليمة بيئياً يتم تصميمها وتطويرها وتحسينها بالتشاور مع المرأة..”
تقرير المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان () (1413هـ -1993م)، أو ما يسمى إعلان وبرنامج عمل فينا : يحث على استئصال جميع أشكال التمييز ضد المرأة، الخفية منها والعلنية على السواء. وينبغي للأمم المتحدة أن تشجع على بلوغ هدف التصديق العالمي من قبل جميع الدول على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بحلول عام (1420هـ -2000م)، وإيجاد سبل ووسائل إزالة التحفظات التي أبديت على الاتفاقية، وحث الدول على سحب التحفظات التي تخالف موضوع الاتفاقية والغرض منها، أو التي تخالف في غير هذا الوجه قانون المعاهدات الدولي”
تقرير مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية، أو ما يسمى إعلان كوبنهاجن للتنمية الاجتماعية المنعقد في (كوبنهاجن) بالدانمرك (5-11/10/1415هـ/ 6-12 آذار مارس عام 1995م)، بتشجيع المساواة والإنصاف بين المرأة والرجل، وحماية حقوق الأطفال والشباب، وتشجع تعزيز التكامل الاجتماعي، والمجتمع المدني”
تقرير المؤتمر الدولي المعني بالسكان، الذي أقيم بالمكسيك مكسيكو (10-19/11/1404هـ/ 6-14 آب/ أغسطس عام 1984م)، التأكيد على الطابع الملح لتحقيق الدمج التام للمرأة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل، وإلغاء أي شكل من أشكال التمييز ضد المرأة)()، فيمكن المرأة من تحمل مسؤولية أكبر في ما يتعلق بحياتها التناسلية. وتراعي التوصيات التالية الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لضمان كون المرأة تستطيع أن تمارس، على نحو فعال، حقوقاً مساوية لحقوق الرجل في جميع مجالات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ولاسيما تلك الحقوق المتصلة بصورة مباشرة جداً بالاهتمامات السكانية”
تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقدته هيئة الأمم المتحدة بالقاهرة بمصر (30/3- 8/4/1415هـ/ (5-13 أيلول/سبتمبر 1994م) وهو المؤتمر الثالث المعني بالسكان الذي تقيمه الأمم المتحدة، تعزيز المساواة والإنصاف بين الجنسين والتمكين من القدرة على السيطرة على خصوبتها أمور تمثل حجر الزاوية في البرامج المتعلقة بالسكان والتنمية. واشتراك المرأة اشتراكاً كاملاً وعلى قدم المساواة…وإزالة جميع أشكال التمييز على أساس الجنس، هما من الأهداف التي تحظى بالأولوية لدى المجتمع الدولي”.
المؤتمرات العالمية التي أقامتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والخاصة بالمرأة، فقد تحدثت بإسهاب عن قضية المساواة، بل كانت هذه القضية -بالإضافة إلى قضية التنمية والسلم- هي شعار الخطة العالمية لعقد الأمم المتحدة للمرأة التي أقرت في المؤتمر العالمي للسنة الدولية للمرأة الذي أقيم في المكسيك عام (1395هـ –1975م)، وهو المؤتمر العالمي الأول عن المرأة.
المؤتمر العالمي لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم في كوبنهاجن بالدانمرك (2-18 من شهر رمضان 1430، الموافق ل: تموز/يوليه 1980م). وقد فسرت المساواة بين المرأة والرجل في هذا المؤتمر بما يلي: “تفسر المساواة هنا على أنها لا تعني فقط المساواة القانونية، والقضاء على التمييز القانوني، ولكنها تعني أيضاً المساواة في الحقوق والمسؤوليات والفرص المتعلقة باشتراك المرأة في التنمية…. ويجب التسليم بأن تحقيق المساواة للنساء اللواتي طالما تضررن قد يتطلب القيام بأنشطة تعويضية لتصحيح المظالم المتراكمة. ولا بد من إعادة تأكيد المسؤولية المشتركة التي يتحملها الرجل والمرأة من أجل رفاهية الأسرة على العموم، ورعاية الأطفال على الخصوص”
في تقرير المؤتمر العالمي لاستعراض وتقييم منجزات عقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم الذي أقيم في نيروبي بكينيا (27/10-9/11/1405هـ/15-26 تموز/يوليه 1985م)، كان الحديث عن تأكيد مساواة المرأة بالرجل. فقد جاء في هذا المؤتمر: “ينبغي أن تزال إزالة تامة العقبات التي تعترض تحقيق المساواة بالنسبة للمرأة، التي تتسبب فيها القوالب النمطية الجامدة والتصورات والمواقف تجاه المرأة. وتتطلب إزالة هذه الحواجز، بالإضافة إلى التشريع، تعليم السكان في مجموعهم من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك وسائط الإعلام والمنظمات غير الحكومية ومنابر الأحزاب السياسية والعمل التنفيذي”
المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة الذي أقيم في بكين بالصين (9-20/4/1416هـ/ 4-15 أيلول/سبتمبر ( 1995م)، الذي كان عنوانه: “بيان المهمة” ونصه: “منهاج العمل هو جدول أعمال لتمكين المرأة. وهو يهدف إلى التعجيل بتنفيذ إستراتيجيات نيروبي التطلعية للنهوض بالمرأة، وإزالة جميع العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة …وإقرار مبدأ تقاسم السلطة والمسؤولية بين المرأة والرجل في البيت وفي مواقع العمل وفي المجتمعات الوطنية والدولية بصورتها الأعم. والمساواة بين المرأة والرجل هي مسألة تتعلق بحقوق الإنسان، وهو شرط لتحقيق تنمية مستدامة يكون محورها الإنسان”.
هذه أهم المؤتمرات الأممية المتعلقة بالمساواة بين المرأة والرجل والتي يستند إليها دعاة “الحداثة والتحرر” من كل شكل من أشكال “الميز ” الممارس ضد المرأة. ويعتبر العقد الأممي بداية انطلاق هذا الأمر.
وحتى تكون من المنصفين فإنها تتضمن تطورا بارزا في التدقيق والتحديد في الموضوع، وصياغته صياغة حقوقية، والتقدم في تثبيت فرضه على المؤسسات الرسمية للدول في تبنيه، وتشجيع ودعم المؤسسات غير الرسمية “المدنية”، خاصة ذات التأثير السريع من الهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية التي تضغط في اتجاه المساواة التي تعني الندية بين الرجل والمرأة في كل شيء… وهذا كله من منطلق القوة والغلبة الذي تملكه الدول المؤثرة في صناعة القرار الأممي.
بيد أنها في جزئيات دقيقة وواضحة تتعارض تعارضا واضحا مع مسلمات معلومة من الدين لدى المسلمين بالضرورة، كالتسوية بين العلاقات الجنسية المبنية على الزواج والناشئة على غير زواج، والتخلص من الجنين الناتج عن علاقة جنسية من غير زواج بإزالة القيود القانونية عن الإجهاض، خاصة في صفوف المراهقين والمراهقات من شباب الإنسانية .
مقاصد الإرث في منظومة التشريع الإسلامي
تنبع مقاصد الشرع في فقه الإرث في الإسلام من المقاصد المعروفة التي تروم تحقيق العدل والإحسان في بناء العلاقات بين الرجل والمرأة في شكل تكاملي تعاوني، منها حفظ العرض والنسل والنسب، فكل الأحكام المتعلقة بالمرأة تدور حول الخصائص الفطرية التي تبلغ بها مرتبة الإحسان، ومن أهمها الخصوصية التي تتعلق بالمرأة باعتبارها أنثى ذات وظائف إستراتيجية في بناء الإنسان، لا تنقص هذه الوظائف من كرامتها وحرمتها، بل تزيدها كمالا وحسن تأثير في البناء المجتمعي، لا “دمية جنسية” تستعمل استعمالات غير سليمة.
الخيط الناظم لهذه الخصوصية في مجال أحكام الإرث ينبغي أن يتجه صوب تحقيق المقاصد الكبرى للشريعة، وهي الحرية، وتحرير الإنسان، والكرامة، تكريم الإنسان، والهداية هداية الإنسان، ومن أهم هذه المقاصد في أحكام الإرث.
تحقيق العدل بين الذكر والأنثى في الإرث.
النظر إلى وظائف المجتمع العامة في علاقتها بوظائف المرأة وخصوصياتها الطبيعية والفطرية.
انسجام أحكام الإرث مع أهلية المرأة الكاملة في التملك والتجارة دون حجر عليها من أي جهة كانت.
تصحيح ما كان سائدا في الشرائع السابقة من ظلم بشأنها في ما يترك أقاربها من أصول وفروع وحواشي ومن تربطها بهم رابطة زواج.
انسجام أحكام الإرث الخاصة بالمرأة مع منظومة التشريع التنزيلي في شكل قوانين تنفيذية.
تطبيق هذه الأحكام على جميع الورثة، سواء كان الميت ذكرا أو أنثى كبيرا أو صغيرا، فالعبرة بمنهج التقسيم لا بمن مات أو بقي ليرث.
نسبة فقه الإرث ودرجته بالنظر إلى الفقه الإسلامي بشتى مباحثه:
ليس فقه الإرث في الإسلام بمنفصل عن الفقه العام بكافة مباحثه، ومباحث الفقهي منها القطعي والظني، ومنها المجمع عليه والمختلف فيه، وهذا باب للاجتهاد والتجديد كبير، بيد أن الاجتهاد فيه وتجديده يحتاج إلى نقاش علمي واقعي متئد لا استغلال جزئيات أحكام، ومفردات نوازل لوصم مجموع الشرع بالقصور.
وباب الاجتهاد هذا لا حق لأحد إغلاقه بدعوى كمال الشريعة، ولا لأحد في تعطيله بدعوى أن المصلحة يحددها العقل البشر بما امتلك من ابتكارات وتطورات.
نعم عرف فقه المرأة، كما الفقه العام في بعض أبوابه، انحباسا عن مواكبة التغيرات المجتمعية التي تفرضها طبيعة تطور الحياة، لكن هذا لا يعني الانسلاخ من حكم الشرع ومقصده، ونفض اليد منه، والنقاش الهادئ المؤسس على قواعد علمية سليمة من شأنه الوصول إلى الصواب وتحقيق المصلحة، ولا حق لأحد في إلغاء الآخر، لكن واقع الحال أن الآلة الإعلامية تهجم بين الفينة والأخرى هجوما عنيفا على بعض الثوابت الشرعية من غير دليل مقنع، إنما لأجل الفرض السياسي، والتوجيه المسبق للوقائع في اتجاه معين.
الوارث كما الموروث في منظومة الشرع قد يكون رجلا أو امرأة، صغيرا أو كبيرا ذا كثير مال أو قليله، وإرث خاص بالقرابة أو الزوجية لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا سورة النساء.
أما الإرث العام للأمة بمقدراتها وثرواتها، فهي ملك للأمة جميعها، وما وقع فيها من انحراف عن مقتضيات العدل والإحسان كبير جدا هو الذي ينبغي أن يحتل من دعاة محاربة الفساد والمفسدين اهتماما أكبر وتوظيفا إعلاميا أقوى.
حالات الإرث بالنسبة للمرأة في الفقه الإسلامي.
هناك حالات متعددة في فقه إرث المرأة، فليس مقصود الشارع إعطاؤها أقل مما يعطى للرجل لأنها أنثى، وإنما بالنظر إلى الشروط المستوفية في ميراثها، فقد ترث مثل ما يرث الرجل وقد ترث أكثر مما يرث، وقد ترث أقل منه، وتفاصيل ذلك كالآتي
حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل
ميراث الأم والأب مع وجود ولد ذكر، أو بنتين فأكثر، أو بنت أحيانا. لكل منهما السدس.
الإخوة للأم مع أخوات الأم. فلكل واحد منهما السدس على الانفراد، وإذا تعددوا اقتسموا الثلث.
زوج وأم وإخوة للأم وأخ شقيق فأكثر. للزوج النصف وللام السدس وللإخوة للام مهما تعددوا، والأخ الشقيق ومن معه الثلث يقتسمونه بالتساوي. وهذه الفريضة تسمى بالحمارية والحجرية واليمية، عرضت على عمر فسوى بين الإخوة كلهم.
عند انفراد الرجل أو المرأة بالتركة. فإذا مات شخص وترك أمه فقط أخذت التركة فرضا وردا، وكذا إذا مات وترك أباه.
الأخت الشقيقة مع الأخ للأب. فللشقيقة النصف فرضا، والباقي نصف يأخذه الأخ للأب.
الجد والجدة لكل منهما السدس.
البنت والعم للبنت النصف والباقي نصف للعم
بنت الابن مع الأخ الشقيق.. لبنت الابن النصف فرضا، والباقي نصف للأخ الشقيق.
حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل:
نذكر منها بعض في المقام:
إذا تركت امرأة زوجا وأبا وأما وبنتين، فإن الثلثين للبنتين يمكنهما من أن يأخذ أكثر من الابنين إذا وجد مكان البنتين.
إذا تركت امرأة عن زوج وأم وأخت شقيقة(2/1)، فإن الفارق يكون كبير جدا، إذ تأخذ الأخت الشقيقة أكثر من ضعف نظيرها الأخ الشقيق.(الباقي تعصيبا)
حالة الزوج مع البنت، فإن الزوج ذكر يأخذ الربع والبنت أنثى تأخذ النصف، وغالبا ما تكون بنته وتخت نفقته وجوبا.
البنت الواحدة مع متعدد إخوة للميت، فإنها تأخذ النصف وحدها، والنصف الباقي يقسمه الإخوة بينهم.
حالات ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل:
إذا توفيت امرأة عن زوج (4/1) وأب (6/1)وأم(6/1) وبنت(2/1) وبنت ابن(6/1)، فهي “بنت الابن” بالفرض، وتكون المسألة عائلة إلى “15”، ولو جعلنا ابن الابن مكان بنت الابن، فإنه لا يرث شيئا.. يرث ما بقي ولن يبقى له شيء.
حالة ميراث الجدة أم الأم، فكثيرا ما ترث ولا يرث نظيرها أب الأم من الأجداد، وقد ترث الجدة ولا يرث معها زوجها الجد.
البنت أو بنت الابن ومعها أخت شقيقة أو أكثر ووجود إخوة لأب، فللبنت النصف والباقي للأخت أو الأخوات، ولا شيء للإخوة للأب، إذ حجبتهم الأخت الشقيقة لوجودها مع البنت.
الحالات التي ترث فيها المرأة نصف الرجل حصرها القرآن الكريم في أربع حالات فقط وهي:
وجود البنت مع الابن. وان تعددوا
وجود الأخ والأخت الشقيقة وان تعددوا.
وجود الأخت للأب مع الأخ للأب. وان تعددوا.
وجود بنت الابن مع ابن الابن وان تعددوا.
وعلى العموم، فإن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل أو أكثر منه، أو ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال، في مقابل أربع حالات واردة على سبيل الحصر ترث فيها المرأة نصف الرجل، والأكثر من ذلك أن مسألة الأنصبة وتقسيم الإرث بما عملية تقنية حسابية دقيقة، فهي منة دلائل نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؛ فهو النبي الأمي فمن أين له بهذا النظام الدقيق لولا أنه نبي يوحى إليه ما يصلح البشرية، إنما هي المكابرة والدخول على منظومة الإسلام لهدمها من الداخل، وأنى ذلك فسر بقائها في تشريعها، وقوة حامليها رحمة في العالمين.
إن أمر الإرث وقضاياه ترتبط بالنظام المالي للأسرة في الإسلام. فيوزع المال أو بعد موت مالكه توزيعا يراعى فيها القريب والبعيد، ويراعى فيها هل الوارث صغير أم بلغ من العمر عتيا؟. فكل واحد من الوالدين يستحق من تركة ابنهما السدس، والباقي وهو الثلثان يستحقه أولاده لأن الولد لازال في حاجة إلى ما يستقبل به الحياة، وأما الوالدان فسيكونان في مرحلة من العمر لا يحتاجان إلى مال أكثر من الصغير، وكذلك لهما أولادهما تجب عليهم نفقة أبويهما.
بعض مظاهر الانحراف عن مقصود الشرع من الإرث في المجتمعات المسلمة
مما لا شك فيه أنه وقع من انحراف في التطبيق العملي لأحكام الميراث بهذه النظرة الشاملة، خاصة في مراحل الجمود والتخلف والاستبداد التي عرفتها الأمة الإسلامية في مراحل تطورها التاريخي، ولا تزال تعرفها، إذ يستبد الرجال على النساء في الميراث فتجد الرجل يأكل ميراث أخته ظلما وعدوانا بدعوى أنها متزوجة وغير محتاجة، أو ينفرد الأب بحق ابنته التي مات عنها زوجها في الميراث بدعوى أنه سينفق عليها، وهكذا تتطور العادات المنحرفة وتبتعد شيئا فشيئا عن روح الشرع ومقصده، وتصير وسيلة إذلال بعد أن كانت سبب إعزاز.
الناظر إلى الموضوع بموضوعية يصل إلى النتائج التالية:
أولا:
مشكل دعاة المساواة على الإطلاق يكمن في صدهم عن المرجعية الشرعية في مقاربة القضايا، بل واقتناص الفرصة لمحاربة من يريدون الانطلاق من صميم دينهم الذي هو تحقيق مقصدي العدل والإحسان في كل شيء. وبغض النظر عن الأصل التشريعي المعتمد في هذا الموضوع، والذي هو مقررات العقل البشري والتجربة الإنسانية في تحديد حسن الأشياء وقبحها، فإنه يمكن إيجاد مداخل قوية في منطوق مقررات المؤتمر الأممية للاحتجاج بها على صحة وأحقية ما جاء به الشرع الحنيف مما هو صريح في دلالته صحيح في نسبته مجمع على تحديد معناه، من ذلك:
ثانيا: أصل المساواة بين الناس في الكرامة والمسؤولية والتكليف بغض النظر عن العرق أو الجنس.
ثالثا:أصل المساواة لا يلغي تنوع وظائف فئات المجتمع باعتبارات متعددة الذكورة والأنوثة واحد من معاييرها في خط تكاملي لا صدامي، فالمادة العاشرة من إعلان القضاء على التمييز ضد المرأة، الذي أصدرته الأمم المتحدة عام (1387هـ -1967م). تتحدث عن كفالة تمتع المرأة، متزوجة أو غير متزوجة، بحقوق مساوية لحقوق الرجل …. وختمـت هـذه المادة بعبـارة: “لا تعتبـر تدابيـر تمييـزيـة تلـك التدابير التي تتخذ لحماية المرأة، في بعض أنواع الأعمال، لأسباب تتعلق بصميم تكوينها الجسمي”
رابعا: تحقيق المساواة على المستوى الواقعي التطبيقي تحول دونه كثير من الحوائل سواء في منظومة التشريع الإسلامي أو منظومة التشريع الغربي، فينبغي أن ينصب النقاش حينها على إشكالات التنزيل لا مبادئ التقنين والتأصيل. “أساء المسلمون الرجال ممارسة «الدرجة»، فالمسلمات يطلبن عدلا، والمارقات المندسات الكاتبات الخاطبات يردن انتزاع زعامة القافلة من يد الرجال المسلمين ليتولاها أخدانهن ويتولينها هن. مساواة بين الرجل والمرأة، وديمقراطية تطرح الدين جانبا، وقانون متحول لا يقبضه ثابت عتيق عن السير في خط التقدم في ذيل القافلة الدوابية الزعيمة. هل في مكتسبات المرأة الغربية ما يغري المسلمات؟ هذا والاستقلال الاقتصادي لا تزال المرأة الغربية تجري وراءهُ، وهو مكسب هائل لو تحقق. نفرض أنه تحقق لها هناك، فما ثمنه؟ إن كان القانون الغربي انتزعت منه المرأة الغربية بنضال وتطور اجتماعي بعض الإنصاف في أجر العمل، وفرص التعلم والرقي الاجتماعي، فإن الثمن من إنسانيتها باهظ. صيرتها الثورة الجنسية لعبة مبتذلة. واختلس منها الرجال من جانب ضعفها النفسي أضعاف ما خوله لها القانون من جانب قوتها النضالية. على لافتة النضالية العالمية للمرأة مكتوب بحروف ملتهبة : «مساواة». إن أردتن معشر المؤمنات الفرجة على هذه المساواة على أرض الواقع الغربي لا على لافتات النضال تحت راية القومية النسوية فانظرن إلى حال الدمية الغربية. وإن جادلتكن مارقة فاسألنها ما يفعل الحلاق بشعر الغربية الأصيلة واللقيطة، وما يفعل بوجهها صانع الأصباغ والعطور وجراح التجميل، وما يفعل بهندسة جسمها مبدع الأزياء، وما يصنع الإشهار بصورتها وأوضاع جسمها، وما يفعل صانع الأغاني بصوتها، وما يفعل كل هؤلاء الرجال بأجرتها عاملةً، وبماهيتها موظفة. أي استقلال وأية مساواة! بل أي استعباد واستغلال!”
خامسا: من دعاة حقوق الإنسان في المنتظم الدولي ذوو مروءات يقتنعون بالحق أنى وجدوه وكانت حجة أصحابه قوية ولو كان من منظومة تشريعية ذات أصول دينية إسلامية، وهذا يتطلب منا حشد الجهود من أجل إبراز البعد العالمي للإسلام، واستفراغ الوسع في ربط هذا البعد بإنقاذ الإنسان مما يعانيه من مشكلات على جميع المستويات ومنها التناقض الصارخ بين الدول الأغنياء المتحكمة في الثروة والسلطة وبين المجتمعات المغلوبة، سواء كانت غربية أو عير غربية.
سادسا: و العولمة لا تعني البتة تذويب القيم الإنسانية في قالب معين وتنميط الاختيارات العالمية تحت أي اسم من المسميات، مثل: السلم، التنمية، المساواة، فخصوصيات الشعوب والأمم والحضارات إرث إنساني ينبغي مراعاته والحفاظ عليه.
سابعا: توضيح أن أشكال الميز التي تعانيها شعوب العالم اليوم لا تتعلق بصفتي الذكورة والأنوثة والمواقف منها أكبر بكثير من تلك الناتجة عن أسباب أخرى، أين هي المساواة بين أطفال العالم ونسائه وعجزته؟
ثامنا:الالتفات إلى التراث الفقهي الذي خلفه الذين سبقونا بإيمان والنظر في اجتهاداتهم التي كان للزمان والحال والواقع موقع تأثير واضح واستفراغ الجهد في تجديدها. “المؤمنات والمؤمنون أكفاء في شرع الله المنزَّل بميزان العدل. لا ترجَحُ كفة الرجل ولا كِفة المرأة إلا بالتقوى. تجد هي ويجد هو فضل ذلك الرجحان في ميزان الحسنات يوم القيامة. أما التكافؤ في الحقوق والواجبات هنا في الدنيا فمحكوم بشريعة مفصلة ثابتة ثبوت الفَلَك الدَّوّار وثبوت نواميس الله في الكون. فإذا وقع التحول بالهبوط أو الانحراف في أشخاص ذوي الحقوق وفي بيئتهم الاجتماعية والعالمية فإن مرونة الاجتهاد تُكيف ما بين الواقع وبين المطلوب الشرعي بالتدرج والتقريب وإعمال وازعَيْ القرآن والسلطان.”
(قضايا متعلقة بالمرأة في العصر الحالي بين التجديد والتقليد2017 موقع هيس بريس. كم)
تاسعا: تدقيق الدراسات العملية في الأسباب الكامنة وراء التناقض الصارخ بين أحكام الشريعة الغراء وواقع المسلمين المليء بمظاهر الميز والعنصرية على أساس القبيلة والشخص والجنس والسلطة، خاصة من قبل العلماء الذين حملوا أمانة التبليغ والبيان، ومن آكد أوجه التبليغ والبيان الانحراف الذي وقع في نوع العلاقة بين حقوق الحاكم وحقوق المحكوم في ظل أحكام الشرع ومقاصده، وما نتج عن ذلك من تأثير في فقه المرأة ووظيفتها الأساسية وموقعها في المجتمع، ذلك أنه: ” إذا أخرجت الحكم الشرعي في الميراث عن نسقه الإسلامي الكلي فالإجحاف والظلم باديان صارخان في كون الأنثى ترث نصف ميراث الذكر. لكن إن اعتبرت هذا الحكم في نسقه الكلي وجدت أن المسلمة أحسن إليها الشرع حيث حباها بنصيب من الميراث تشتمل عليه احتياطا لدوائر الزمن، وتستثمره بحرية ليوم الحاجة ولإنفاقها في سبيل الله، بينما رزقها وكسوتها وسكنها وسائر نفقاتها كُلِّفَ بها الأب وهي صبية أو أيِّمٌ، وكلف بها الزوج الكاسب.”
عاشرا:رغم أن في نتائج المؤتمرات الأممية ما يعارض شريعة الإسلام في أحكامها، فإنه يمثل تطورا في الحكمة البشرية في اتجاه مقصدي العدل والإحسان الذي أمر الله تعإلى بهما، خاصة في ما يتعلق بالتطبيق العملي لمبدإ المساواة التي تحترم الخصوصية، وتراعي البعد التكاملي، فيكون من الإنصاف والعدل النظر في تجارب المسلمين في معالجة القضايا الاجتماعية في ظروف واقعية متسمة بالتطور والتغير السريعين. نحتاج إلى اجتهادي جماعي يروم مقاربة المواضيع مثل هذه من زوايا متعددة، الشرع الحكيم، الدراسات الاجتماعية والنفسية والطبية وغيرها. (قضايا متعلقة بالمرأة في العصر الحالي بين التجديد والتقليد2017 موقع هيس بريس. كم)
المبحث الأول: مفهوم المرأة الفكتورية وقضية المساواة ومشكلاتها
مفهوم المرأة الفكتورية: المرأة التي يجب أن تمكث في عالم خاص والتي يجب أن تترك "العمل الفعلي" للرجال. وبسبب المفهوم الفكتوري للمرأة الذي يتمسك به كل الكولونياليين، تم استثناء النساء الافريقيات من النظام السياسي والإداري الجديد الذي يتلخص هدفه الوحيد في استخراج المواد الخام والعمالة من المستعمرة.
لقد حلت الكولونيالية محل دور ما قبل الكولونيالية، والمرأة الافريقية محل العبد المحلي الفقير الذي بلا أرض. ويلاحظ البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة أن النساء الافريقيات يؤدين الآن 66 في المائة من عمل العالم، وينتجن 50 في المائة من الغذاء، لكنهن يكسبن 10 في المائة فقط من الدخل، ويمتلكن 1 في المائة فقط من الممتلكات.
يكمن التهديد الأكبر الماثل أمام تحقيق مستقبل مشرق للمرأة الافريقية في جهلها لماضيها المجيد. ومسلحون بالمعرفة، يجب على الافارقة الآن القتال لإعادة النساء إلى موضع الاحترام والحرية الاقتصادية الذي يتجاوز ما كن يتمتعن به قبل الكولونيالية)17
(غاريكاي المرأة الأفريقية ترجمة: عبد الرحمن الحسيني موقع الغد.كم 10 آذار / مارس 2015)
قضية عمل المرأة والمساواة: هما قضيتان نحتاج أن ننظر اليه معا ويحتاج إلى مزيد من الدراسة والمؤتمرات بالتالي يحتاج إلى استطلاع الرأي العام سنويا حتى يتضح لنا الحقيقة وخاصة نحن الاكاديميين لان هذه ظاهرة جديدة على المستوى الإفريقي المتخلف والظاهرة قابلة للتقدم والتطور
والجدير بالذكر أن المساواة بين الطرفين موجود في المجتمع الإفريقي منذ آلاف السنين وللمرأة السوداء منزلةٌ عظيمة وكبيرة في أسرتها ؛ منذ قدم الزمان تحترم التقاليد والموروثات الشعبية ، ويظهر مساوات المرأة للرجل في الوراثة الملكية من نظام الأمومة، حيث لا يرث الملك إلا ابن أخته من الأم
وكانت للملكة الزوجة والملكة الأم نفوذ في السلطة . وحري بالذكر وصول المرأة إلى السلطة كمملكتي ولاية زاريا بنيجيريا "أمينة وزاريا" في القرن السادس عشر الميلادي، وبقي اسم الثانية على الولاية، وملكة والو بالسنغال "انداتي يالا " ، وملكة قبيلة باولى "بوكو" بساحل العاج.
لان حسب رأي الباحث إن حقوق المرأة في العمل أو حقوق المرأة عامة هو الصراع بين التقاليد والثقافات الافريقية مع الميثاق الامم الامم المتحدة للحقوق الانسان ويوجد المناضلات لحقوق المرأة بحماسة
وكتبت المناضلات لحقوق الانسان والمساوات كثيرات من الدول الافريقية لقد أصدرت نبويّة موسى كتابها بعنوان "تاريخي بقلمي نشر في مجلة "الفتاة" برزت مجلات عديدةعن المرأة منها : مجلة "الفردوس"، و" مرآة الحسناء" وبعضهن يناضلن بجراة وحماسة تجاه حقوقهن والمساوات بينهن وبين الجنس الاخر
وترغب المرأة في الحرية الجسدية حيث تلبس ما تشاء من الازياء والموضة المعاصرة والمتنوعة ولا يريد أن يقتصر حريتها على العمل فحسب لان المرأة تريد مواكبة العصر وتستجيب لكل متطلباته «إنّ جسد المرأة لا يتحرّر فقط بالعمل أي بالمشاركة الفاعلة في الشّأن العام وفي السّياسة أي في تسيير الحيّ وإنّما كذلك بالقدرة على تحويل هذا الجسد الذي وقع بناؤه من القوى الاجتماعيّة الفاعلة إلى شيء يمكن أن يخضع في أهمّ تحرّكاته إن لم نقل أغلبها إلى إرادة من يحمله ويسكن فيه. تقول جين هينفرارد17 (Hyvrard) : هذا الجسد الّذي هو جسدي هو ليس بجسدي وهو في الواقع جسدي)21 (العتوم ميسون،2013)
تكره المرأة استعمار الرجل وترغب في الحرية الجسدية ذات مبادئ واصول وقواعد ولا ترغب الحرية العادات والثقافات الشعبية أو العشائرية«إنّ امرأة مثل أمّ زيدان التي عاشت القهر والظلم والإهانة لمدّة سنوات طويلة شبّهت جسد المرأة بصندوق العروسة تعي أكثر من غيرها أنّ هذا الصّندوق هو ملك لا فحسب للعروسة وإنّما في الآن ذاته للعشيرة وأنّ قيمة العروسة وقيمة صندوقها يتحدّدان في آخر المطاف عبر عملية التبادل القائمة بين الرّجال وبين العشائر)22
ميسون العتوم، 2013،. )
يرى الباحث أن يقوم المعنيين بالمرأة بدورات ومخيمات ادبية تختص بالمرأة وابراز القيم التي ينبغي أن تتخلق به المرأة في عصر الحديث بدون التخلي عن الاخلاق النسوية القديمة ودمجها الواقع الحديث ، لأن هناك قانون بادئ ذي البدء، أن يقام مؤتمر بعنوان اسباب ودوافع في التغيير اللون الاسود عند المرأة الافريقية ، وحملات تثقيفية حول عدم ارغام الفتاة على الزواج أو تزويج القاصرات أو استغلال الاسلوبي للمراة أو تهميشها
تجارة العبيد: تجارة العبيد في إفريقيا مارسها العرب قبل أمم الأخرى تاريخيا ، ولهم مسئولية كبرى في ذلك ، أصل هذا العار شعوب كالبربر والعرب والأتراك والفرس وآخرون ، وقد مارسوه على نطاق واسع ، سبا العرب المسلمون الشعوب السوداء من القرن السابع إلى القرن العشرين أي قبل وصول الغربيين إلى إفريقيا وذلك بعد وضعهم حدا للرق
ولا يمكن وجود النمو البشري والمجاعات والفقر وحاليا التخلف عن التنمية الذي تعرفه إفريقيا نتيجة للتجارة المثلة " إفريقيا –أوروبا-أمريكا" وحدها ، كما يظنه الكثير ، بل الحقيقة أيعد من ذلك)(تيديان دياي ، مجلة ثقافات الجنوب 2008م ص31)
يقول المؤرخ ريمون موني درس هذا الموضوع لمدة طويلة أن عشرين ألف من الأفارقة يهربون سنويا إلى عبر الصحراء في vlle aux xixe واربع مليون عبيد يهربون عبر بحر الأحمر ، وعبر ميناء سواحلي على محيط الهندي وكان ذلك في القرون الوسطى ،
ووصل اجمالي عدد الأفارقة المهربين إلى 17 مليون عبيد مهرب ما يقارب 40أو42/بالمائة
ومن بين المهربين نساء افريقيات)23
(تيديان دياي ، تجارة العبيد من قبل العرب المسلمين ، مجلة ثقافات الجنوب العدد 169 أبريل – يوليو 2008م ص35 )
المرأة السوداء والتضامن الجماعي الافريقي : كان للمرأة السوداء دورا بارزا في التضامن الاجتماعي (ومن مظاهر هذا التضامن تناوب اجتماع أهالي القرية في الأعمال ¨ الجماعية لإصلاح مزارع جميع الأسر عند البذر والحصاد . ولا ملك للفرد بعد الحصاد إلا ما يأكله، لأن على رب العشيرة مسؤولية جميع أعضائه من إخوته مع أبنائهم ونسائهم.
المرأة السوداء والاحتفالات الشعبية : المجتمع الإفريقي ذو ولع بالاحتفالات التقليدية التي تقام في مناسبات ¨ الزفاف، والولادة، والختان، والجنازة، في رقص وغناء تحت دوي الطبول والتصفيقات، أو صراخ نواح وولولات عند الجنازة ، وقد هّذبها الإسلام من طابعها الوثني . ومن أشهرها كونسي" لدى الصيادين في ماندي، و "وسانكارا" في زندر بالنيجر، و "ياكي روم " و"غيروول " عند الفلانين برور في النيجر أيضا. أضف إليها المولد النبوي الذي أدخلوا فيه عادات قبلية)(كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص22)
فمشكلات المرأة السوداء في القارة الإفريقية كثيرة رغم أن القارة غنية بالثروات والمعدنية والزراعية العظيمة، رغم ذلك يكثرها فيها الصراعات القَبَلية، وتنتشر الأمراض، ويكثر الفقر، وترتفع معدّلات الأميّة، وتهاجر العقول المثقفة من أبنائها إلى الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها، وتكثر الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلّحة والمجاعات المدمِّرة، والمرأة الإفريقية تحمل قسطا كبيرا من هذه المشاكل حيث تعاني من أوضاع إنسانية قاسية، كالصحة والاقتصاد.. وغيرها، وفقدها التعليم وتعرّضها للعنف بشتى أشكالها، كوقوعها ضحية للحروب الأهلية، و الاستغلال الجنسي للبقاء على قيد الحياة،
البنت البائسة المفتقرة إلى القوت تقتات بصدرها في الملاهي الليلية، ويفترسها ذئاب ذو الأنياب كالسيوف القواطع ، ليأمن لها احتياجاتها الأساسية من المأكل والمسكن والملبس والعلاج، بمقابل آلتها الجنسية بسبب الظروف المعيشية القاسية.
الاتجار بالبشر : كان الاتجار بالبشر حرفة قديمة في إفريقيا وكان الهدف منها الكسب والسخرية وغلبة القوي على الضعيف والاستعباد الجنسي للمرأة الافريقية : يكون نتيجة للمجاعة المدمّرة والفقر المدقع
وكذلك تحمّلها مسؤولية البيت في غياب الزوج؛ إما بسبب الحرب، وإما بسبب الحجز والسجن،
ومن هذا المنطلق؛ فالمرأة الإفريقية وتعيش تحت ضغوط نفسية واقتصادية قاهرة نتيجة لتحمّلها العبء الأكبر لشؤون الأسرة، مع غياب شبه كامل لدور الرجل في تحسين مستوى المعيشة لعائلته، كما تعاني المرأة الحرمان من أبسط متطلبات الحياة
وتواجه المرأة الافريقية السوداء مشكلات أخرى كالنزوح: تدفع النزاعات المسلحة المرأة السوداء إلى ترك بيوتها وقراها ومدينها فضلا عن ممتلكاتها، يتبنّاها أحد أطراف النزاع خوفا من الزجّ بالمرأة في القتال، أو الاعتداء، ومن خلال ذلك يصعب على المرأة الحصول على الرعاية الصحية
مشكلة الاحتجاز: كما تعاني المرأة من مشكلة الاحتجاز، سواءً كان قسرياً أو لسبب ما، حيث تحتاج النساء إلى رعاية طبية محددة تختلف عن احتياجات الرجال، إذ يمكن أن يكنّ أكثر عرضة للمشكلات الصحية بسبب خصائصهن البيولوجية، ففترة الحيض - على سبيل المثال - تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم ونقص المعادن.
وعلى الحكومات الافريقية والمنظمات غير الحكومية أن تسعى لتحسين مستويات المعيشة وتوفير لها فرص العمل
وتنمية مهارات المرأة بالتدريب الحرفية، وضرورة أن تقدّم الحكومات ضمانات للأمن الصحّي.
وتبنّي استراتيجيات فعالة في تغيير السلوك الجنسي.
بناء المستشفيات والعيادات الصحية في القرى، وتوفير الأدوية المهمّة والمناسبة لهذا المرض وغيره.
الأمن الاجتماعي: يهدف الأمن الفردي «الاجتماعي» إلى الحماية الإنسانية في مواجهة العديد من أشكال العنف المفاجئ وغير المتوقع، وحماية الفرد في مواجهة التطبيقات القمعية التي تفرضها المجتمعات التسلطية والاضطهاد ضد الجماعات بسبب التمييز العنصري.
سادسا الحروب والنزاعات المسلحة: تتنوع معاناة المرأة المدنية بين القتل والإصابة من جراء الهجمات العسكرية العشوائية وانتشار الألغام، وبين الافتقار إلى سبل البقاء الأساسية والرعاية الصحية، والحدّ من سبل كسب العيش وإعالة الأسر، والاختفاء، وأخذ الرهائن، والتعذيب، والسجن، والتجنيد الإجباري في القوات المسلحة والتشريد.
نقص الغذاء: والمرأة الإفريقية تعاني من نقص الغذاء من ناحية، وهي المسؤولة في أغلب الأحيان عن توفير الغذاء لأسرتها في أغلب دول إفريقيا نوب الصحراء ، والنساء الحوامل وأطفالهنّ في إفريقيا أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، ورغم وجود مياه الأنهار والعيون في إفريقيا لكن عدم توفّر الماء النظيف الصالح للشرب من أكبر المشكلات التي تواجه المرأة الإفريقية حيث تحمل المياه من أماكن بعيدة سواء بالحمير أو على الرأس ، وفي كثير من الأحيان تمشي على الأقدام لمسافات طويلة للحصول على الماء وخاصة المرأة الريفية ، وتعاني المرأة السوداء من أخطر الأمراض التي تعانيها النساء وفي مقدمتها مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»،
كوارث المرأة السوداء: تتهدد المرأة السوداء كارثتان متلازمتان: الجفاف، ومرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، وسبب انتشاره يعود إلى الجهل والخوف والانحلال الجنسي، والعنف الجنسي، وهي مشاكل منتشرة في إفريقيا،
العنف الجنسي : العنف الجنسي ضد المرأة الافريقية ظل منتشرا في محل النزاعات في إفريقيا بهدف القمع، وعقاب وإذلال، ويترك جرحاً لا يندمل، ويهدف العنف الجنسي إلى التعذيب والإيذاء، وانتزاع المعلومات، والإهانة والإذلال، والترهيب
الجراحة التجميلية: وقوع البنت السوداء المعاصر ضحية لجراحة التجميل الوافدة يراد من هذا التجميل علاج عيوب خَلْقية وتحسينه « قد كثر هذا اللون من ألوان التجميل في أيامنا هذه، كما أصبح له أقسام في كثير من كليات ومعاهد الطب، وعيادات كبار الجراحين للاهتمام به تدريباً ومزاولة و«أن أجهزة الإعلام في كثير من الدول تلهب النساء بسياط التشجيع والترغيب في هذا اللون من التجمل بنوعيه، وإذا كان الواقع الإنساني المعاصريتقبل بصدر مفتوح كل ما يثير فيه الغرائز، وينمّي لديه الشهوات)(مجلة البيان 1990م : 5 ص88) 27
المبحث الثاني: المرأة الإفريقيَّة الهواجس والختان
المظهر والثقة: العناية بالمظهر عنصر أساسى من عناصر الثقة بالنفس، الفستان الجميل الجديد بالنسبة لمعنويات المرأة، إنه يغير المزاج والشخصية، فالأناقة والنظافة والإحساس الداخلى بأن الرجل متميز عن الآخرين
يضفى عليه إحساساً منعشاً بالثقة بالنفس، فالسلوك الذى نظهر به للعالم يكون الصورة الإجتماعية ، فطريقة المشى والجلوس والتحدث وحركات اليدين والمظهر عامة، كلها تنمى بداخلنا إحساساً رائعاً للثقة بالنفس وما يزيده روعة أنا نحن من خلقه، لأنفسنا بأنفسنا، والرضى عن تلك النفس وعن مظهرها وتقبلها بكل عيوبها هى أول درجات الثقة الكبري.
دع الخجل جانباً والخجل معبرجيد عن إحساس بالنقص تجاه الآخرين، والخجول
الخجول تصيبه الخوف والوجل والإضطراب، وتشعره بعدم القدرة على ضبط النفس ومجريات الأمور.
كان التزين والتجمل ولازال، هاجس المرأة الذي تصرف من أجله الوقت والمال والجهد، دون ملل أو تبرم أو كلل، وذلك بهدف أن تبقى مرغوبة ومقبولة وجميلة في عيون الآخرين، حتى وإن دخلت خريف العمر، وباتت على أبواب الشيخوخة، إذ إن لكل وقت وعمر، وسائله ومتطلباته من عناصر التيزن، بدءاً بالثياب، وانتهاءً بالحلي وأغطية الرأس، وحقائب اليد... وغيرها) (محمود شاهين مجلة الكويت )
وهاجس التزين والتجمل، لا يقتصر على امرأة بعينها، ولا على شعب دون الآخر، ولا على زمن أو مرحلة، فهو يطول المرأة في المجتمعات المتقدمة، والسائرة في طريق التقدم، والنامية... وحتى المتخلفة أو البدائية، وقد رافق هذا الهاجس المرأة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، دون أن تضعف سطوته أو يخف وهجه، أو تبرد همة المرأة تجاهه، ما تغير هو وسائل وسبل وأدوات التزين والتجمل، المرتبطة بتطور الإنسان، والصناعة والمكائن والحرف المشتغلة عليها، فالمرأة هي المرأة، في أي شعب أو أمة، وفي أي زمان ومكان، شغلها الشاغل هو زينتها، وإبراز جمالها، لتلفت الانتباه إليها، فمن خلال الزينة، ترسل المرأة إلى الآخرين، أكثر من رسالة، لعل أبرزها وأهمها، لفت الانتباه إلى محاسنها والتدليل عليها) (محمود شاهين مجلة الكويت )
في السابق، كانت متطلبات تجمل المرأة وتزينها بسيطة، تعتمد مواد وخامات البيئة المحلية، وتحضر يدوياً من قبلها أو من قبل أحد أعضاء الأسرة (الأم ـ الجدة) أو من قبل حرفيين مختصين، غير أن هذه المتطلبات، أصبحت اليوم تحضر وفق أحدث معطيات العلم والتكنولوجيا، حيث يعكف جيش من المصممين والفنانين والحرفيين الماهرين والخبراء الاختصاصيين، ومراكز ورشات ومصانع مختصة، بابتكار وتصنيع وسائل زينة المرأة، بدءاً من العقود والأقراط والخواتم والأساور وبكلات الشعر والصدر والأحذية والحقائب والأزياء وصبغات الشعر والأظافر والشفاه والعطور، وانتهاءً بمواد تجميل الوجه (الماكياج) والأيدي والأقدام، التي يجب أن تتكامل وتنسجم مع باقي (الاكسسوارات) وأخيراً وليس آخراً، تفتقت مواهب الاختصاصيين بالتجميل، عن حالة تزيينية جديدة تطول فيزيولوجية المرأة، هي العمليات الجراحية التجميلية، أصبحت معها المرأة، تغير وتبدل في تضاريس جسمها، وصولاً إلى أقصى حالات الجمال والحسن والإثارة ولفت الانتباه!!.) (محمود شاهين مجلة الكويت )
المرأة الإفريقيَّة تعتني بوسائل التزيين المختلفةِ قبل وصول الدِّين الحنيف إلى إفريقيا، منهنَّ مَن يَحلِقْنَ رؤوسَهن، ويَسِمْنَ وجوههن، ويثقفن أفواهَهن، ويخضبْنَ أيديَهن وأرجلَهن، ويكتحِلْنَ، ويتمشَّطْنَ بأنواع مختلفة، لكن في الوقت الراهن صارت المرأة الإفريقية بين ثقافتين: الثقافة الأوربيَّة، والثقافة العربيَّة.
ما جعلها تتنقَّل بين هاتين الثقافتين، فمنهن من تتحلَّى بالأخلاق الدينيَّة، فيَترُكْنَ حلقَ رؤوسهن وكلَّ ما لا يتعلق بمبادئ الإسلام، والبعض منهنَّ ما زلن يتمسكن ببعض العادات والتقاليد الموروثةِ التي تصطدم بالدينِ؛ لتحيُّرهِنَّ تجاه تعدُّد الثقافات الوافدة على القارَّة، ومنهن من تثقفت بالثقافة الفرنسيَّة.
ومنهن من يمزج بين الثقافتين، وهن من تثقَّفْنَ بالثقافة العربية والغربية، أو الإنجليزية والعربية
المرأة السوداء والممازحة الأسرية : لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم.
والممازحة القبلية ماهي إلا تعزيز العلاقات الودية القديمة التي قامت بين القبائل في سالف¨ الزمان، فإن المجتمع ما زال يحافظ على إحياء دعابة بين أفراد بعض القبائل : كما بين موسي وساموغو في بوركينا، وبين بوصو وكادو في مالي، وبين السيرير والفلانيين في السنغال . وأحيانا بين عشائر قبيلة واحدة كم ا بين عشائر ماندي : بين كمارا وكوناتي، وبين تراوري وكوني، وبين توري وكوليبالي، وبين كيتا وكابا . ولا تعرف هذه الدعابة حدودا ولا أسبقية التعارف بين أصحابها، إذ يقع مثل هذه الدعابة في المكاتب الوزارية، والقاعات الدراسية، وبين سائق وسيده، وبين مدير وعامله،وبين طالب وأستاذه. وما أكثرها بين سواد الناس في الشوارع)(كبا عمران : ص21)
(الخِتان) genital mutilation.
ختان المرأة الافريقية : ( الختان هو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر و تسمى (القلفة)وقطع جزء من البظر وهى الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى ويسمى (ختان المرأة) والختان بوجه عام عادة قديمة لا يعرف بالضبط متى بدأت ومن المؤكد انه كان موجودا أيام إبراهيم عليه السلام ففي الصحيحين انه اختن وهو ابن ثمانين سنة و كان معروفا عند العرب قبل الإسلام أخذا عن جدهم إبراهيم أو من اليهود الذين توارثوه عنه وكان ختان النساء موجودا عندهم)جاد الحق علي جاد الحق الإسلام و قضايا العصر ط جمعية تبليغ الإسلام الإسكندرية بدون ت
الختان من ضمن الأسباب أنها عادة سيئة تقلل من شعور المرأة بالمتعة الجنسية، كما أنها كثيرا ما تؤدي إلى صعوبات في الولادة، وقد كان من ضمن معاناتي في اختصاصي هو عندما يطلب مني توليد امرأة قد أجري لها الختان، وخاصة إذا كانت من السودان أو أرياف مصر، فالحق أقول أنها عادة لا إنسانية ناتجة عن جهل كبير إذ كانوا يظنون أن قطع بعض الأعضاء الجنسية للمرأة تقلل من رغبتها، فيحرمون المرأة من الوصول إلى اللذة ، ولكنها ليست موجودة إلا في البلاد التي كانت خاضعة للفراعنة ، أما في مهد الإسلام الذي هو شبه الجزيرة العربية فلم أجد خلال ممارستي فيها – وفي حدود علمي - أي أثر لهذه العادة.
مثل نوال السعداوي تقص حكاية ختانها على الملأ وهي تهزأ من الإسلام وعادات الإسلام وتقاليد الإسلام
التربية الجنسية عند المرأة السوداء : يتم تربية الفتاة عادة أول حيض ، وتقوم مع الناصحة في الكوخ، تؤخذ الفتاة للعزلة للتلقين والتربية الجنسية لمدّة سبعة أيّام، وتتلقى خلالها ما يتعلّق بسلوك المرأة أثناء الزواج، وبالإضافة على ذلك الأغاني والرقصات الجنسيّة وغيرها، و لا يسمح لها بلقاء الذكور والفتيات اللاتي لم يبلغن، وتنتهي فترة العزلة باحتفال يسمّى" كشف النقاب " ولا يسمح لأحد أن يراها أو يتحدّث معها قبل أن يقدّم لها هديّة ثم ترفع الفتاة نقابها وتقبّل يد من قدّم لها الهدية )(عبدالله بخيت محمد ، 1987 ص 28 ـ )
التخطيط الأسري Planning familial: التخطيط تنظيم والتنسيق للشؤون الأسرية بطريقة محددة وفي فترة زمنية ليحققه لذاته أو لأسرته أو للجماعة التي ينتمي إليها فهو أسلوب في التفكير والتصور الذهني القائم على خصائص متميزة أهمها التداخل بين فروع المعرفة المختلفة يهدف إلى احداث تغيرات مقصودة في الجماعة وأفرادها خلال فترة زمنية محددة الأداء
فوائد التخطيط الأسري
عندما تخطط لأسرتك ستحقق كثيرا من الفوائد منها
تساعد الأسرة على تحقيق أهدافها في المجالات المخططة
تربط أسرة بأساسيات تربوية
وتحقيق السعادة الأسرية محاربة العفوية والفوضى وهدر الطاقات وتضييع الأوقات
تساعد على اتخاذ الاحتياطات اللازمة والوسائل المناسبة لتأمين مستقبل الأسرة
خطوات التخطيط الأسري
الخطوة الأولى: الرؤية: نريد أن نرى أولادنا متفوقين ومتميزين في المجالات العلمية والدراسية وملتزمين بقيمهم الدينية والأخلاقية ومحبين لمجتمعهم وللإنسانية ،أصحاء في أبدانهم
الخطوة الثانية: عندما تتضح الرؤية والغاية تسعى الأسرة في رسم الأهداف لكل فرد من أفرادها ،حسب الميولات والمواهب والقدرات وقد تكون هذه الأهداف تشمل عجلة الحياة :الجانب المادي والروحي والشخصي والمهني والأسري والصحي والعقلي
الخطوة الثالثة: بعد تحديد أهداف الأسرة ،تلجأ إلى البحث عن الوسائل التي تحقق بها اهدافها القريبة والمتوسطة والبعيدة مثلا إذا أرادت الأسرة بناء مسكن أو شراء سيارة فتبدأ بالادخار أو البحث عن مصادر دخل أخرى لزيادة الراتب
الخطوة الرابعة: الجدول الزمني : ينبغي أن تكون هذه الأهداف محددة بزمن معين ،كل هدف نخصص له وقتا، مثلا :القيام برحلة إلى دولة إسلامية :فنفكر في تخصيص المبلغ المناسب وطريقة تحصيله في مدة سنة
الخطوة الخامسة :توزيع الأدوار: الأسرة جسم واحد ،يسودها الانسجام فكل فرد يقوم بدور داخل الأسرة فتوزيع الأدوار يحقق أهداف الأسرة .
الخطوة السادسة : متابعة الخطة : فالمتابعة المستمرة للخطة والتعديل في بعض الأحيان ،بالزيادة أو النقصان أو البحث عن الوسائل المجدية وتغيير الاستراتيجيات ،يساهم في نجاح التخطيط الأسري .
.يساعد الأسرة على تحقيق أهدافها و غاياتها
2.يحقق السعادة الأسرية حيث كل واحد يقوم بواجباته وأداء مسؤولياته وهدفه الذي يرنو إليها
3. يساعد بإذن الله على محاربة الفوضى وتضييع الطاقات والأوقات والأموال والاضطراب والارتباك أو على الأقل يخفف حدتها ويهون وطأتها والحياة الباردة المسطحة التي تجعل منهم أعضاء خاملين ذوي مردودية ضعيفة يخشى من تحولها مع الأيام إلى عادة متأصلة في أعماق أولئك الأبناء حيث يألفون الحياة السهلة البسيطة ولا يجدون أنهم مطالبون بشيء لكي تحقق مطالبهم
أهداف التخطيط العائلي
1.تحقيق التوازن في سلوكيات العائلة وطريقة أدائها للأدوار المختلفة
2. يقلل من حدة مشكلات وأزمات التي تعاني منها الاسرة في علاقتها ببعضها
من أسباب ضياع الأسرة
1. التعود على الخروج عن خط الاعتدال في العلاقات الداخلية التي تربط بين أفراد الأسرة
فتتحول البنت إلى مومسة لا حياء لها ولا خشمة وتلجأ بعض الفتيات إلى بلاد الإسلامية وغير إسلامية وتستغل جنسيا قبل الحصول على معيشتها اليومية المعاملة السيئة من قبل الأبوين أيضا يجعل البنت تفر وتلحق بالداعر وجود 5 آلاف امرأة إفريقية تم استغلالها للدعارة من قبل بعض العصابات في الجزائر حسب جريدة الشروق الجزائرية التسوّل يلقي البنت في الدعارة الشبكات الهجرة السرية لاستغلال المرأة في الدعارة
2. القسوة الزائدة و الحرمان من حقوق الاحترام والرعاية النفسية
3 التدليل والتجاوز عن الأخطاء والدلال الزائد ليس صالح لتربية الرجال والنساء
4. إهدار الطاقة الجنسية بلا عوض (عدم الإنجاب وهلاك النسل)عدم الحصول على النكهة الحقيقية المشتركة بين الطرفين وعدم الوتيرة المشتركة ومن ايجابيات الدمية: إخضاع النوازع المريضة نحو الاعتداء والاغتصاب حتى هذه الإيجابية غير مقنعة وإن كان الضمير يتمسك به كثيرا، لأن الآخر ليس آلة جنسية فحسب فهذا لا بد أن يعلم ذلك
الجدير بالذكر أن علاقة المشتركة بين الجنسين ماهي إلا عملية تفاعلية مشتركة بين الطرفين في ميدان التسلية والإرضاء يتدقق لهما الشعور بالاقتناع والطمأنينة.
ومن أسباب سعادته
1.تحديد أهداف مشتركة والعمل بشكل جماعي لتحقيقها من أبسط الأمثلة التي تحقق هذا الهدف فالحياة وفق أهداف مشتركة تحمي الأبناء من العيش الهامشي
2.الاتفاق على الخطوط العامة التي تضبط ايقاع السلوك الأسري وخاصة رعاية الأسرة في اجتباب النظر إلى الافلام الخلاعية وهذه الافلام انتشرت في الأوقات الأخيرة بصورة كثيفة على شبكة التواصل الاجتماعي وعدم مراقبة الأجهزة التليفون لدى اليافعين من قبل أولياء أمورهم و بعض الفتيات يقعن حاملات في الزنى ويلجأن إلى إتلاف هذا الجنين وأحيانا تصيب في إسقاطه وأحيانا تموت المرأة والجنين معا، وأحيانا لا يموت الجنين ولا يأثر فيه أدوات الإتلاف حتى يولد الطفل، ثم يرمى في الشارع أو في الحمام والدعارة جملتا وتفصيلا ليس أخلاقيا وتعبر نوعا من أنواع الإشباع الرغبات الرذيلة عن طريق شاذ
الوقت و التخطيط وسيلة لنجاح المهمات الكثيرة
الحساسية ايجابية إزاء عامل الوقت توفرت المصداقية في تجويد الأعمال والارتقاء بالذات من خلال التعامل الواعي والدقيق مع الوقت
إثراء البيئة الأسرية بالحوار وتعويد الابناء على التعبير والمشاركة بالرأي
نفترض سلفاً دخول الأبناء في مهمة التخطيط ومنذ المرحلة التمهيدية لأية خطة عائلية
3.التحجر العقلي و الفكري لدى بعض أولياء الأمور مما يستبعدون أبنائهم عن المشاركة في أية خطة عائلية فهؤلاء لا يتصورون إمكانية استشارة الأبناء أو الخوض معهم في أحاديث تهم العائلة وهم يكرسون النظرة القديمة التي ترى ان واجب الأبناء هو السمع والطاعة
4.التعود على اشراك الأبناء في الخطط العائلية سواء الاقتصادية أو التعليمية أو الترفيهية أو الاجتماعية يؤدي إلى تقليص هامش الخطأ أثناء التنفيذ لما يتيح للأبناء فرصة خوض التجارب التي شاركوا بالتخطيط لها شفوياً ومن خلال اللغة الحوارية يمكن رفع نسبة نجاح التخطيط من خلال مراعاة الأمور التالية
صارت ظاهرة الترويج على التخطيط الأسري كاكتشاف جديد رغم أن التخطيط الأسري كان من آلاف السنين فقد يعرف الاسلام والمسلمين التنظيم الأسر بطريقة اسلامية غير اسلامية رغم اتهام المسلمين بالتخلف وعدم انفتاح على العالم الحديث، رغم المسلمين يجمعون خبران أخبار العالم الحديث وأخبار ما بعد هذا العالم وهو بوجود الله والإيمان بالبعث والنشور هذا ما جعل المسلمين يقتصدون في أعمالهم ويحافظون على بعض المبادئ الأساسية في الإسلام ويحسون في عالم السجن لأن الشهوة الرذيلة ترمي بصاحبها إلى الجحيم وليس أن المسلمين لا يعرفون معنى الحياة وقيمة الحياة بل ميلهم إلى الحياة الخالدة أكثر من ميلهم إلى الحياة الفانية ولذلك التنظيم الأسري عند المسلمين يسير على النهج التإلى: استعمال ما يمنع الحمل فعلى نوعين:
(أولا: أن يمنعه منعا مستمرا فهذا لا يجوز لأنه يقطع الحمل فيقل النسل وهو خلاف مقصود الشارع من تكثير الامة الاسلامية ولا يأمن أن يموت أولادها الموجودون فتبقى أرملة لا أولاد لها ثانيا: أن يمنعه منعا مؤقتا مثل أن تكون المرأة كثيرة الحمل والحمل يرهقها فتحب أن تنظم حملها كل سنتين مرة أو نحو ذلك فهذا جائز بشرط أن يأذب به زوجها وأن لا يكون به الضرر عليها ودليله أن الصحابة كانوا يعزلون عن نسائهم في عهد النبي من أجل ألا تحمل نسائهم، فلم ينهوا عن ذلك والعزل أن يجامع زوجته وينزع عند الإنزال فيزل خارج الفرج)(العثيمين، الأولى1419 ص 42 )
انتشر في ربوع إفريقيا أن انجاب الكثير يؤدي إلى فساد المجتمع وعدم قيام الآباء برعايتهن ويتحولون إلى أولاد الشوارع وبعض النساء
الفساد الخلقي في المجتمع الإفريقي، حيث انتشر في أفريقيا جنوب الصحراء الفساد الخلقي بصورة رعبة ، والسياحة الجنسية ونحوه. و الدعارة التي تمارسها المرأة الافريقية مصدرها أن معظم نساء الافريقيات فقدن رجالهم في الحروب الأهلية المتنوعة في إفريقيا، وصرن أرامل وليس لهن أية دخل مالي يوجد كذلك القاصرات يتركن الدراسة ويتحولن إلى مومسات في سن مبكر لعدم وجود من يشرف عليها ويتكفل بشئونها، وبعضهن يتجولن بالبضائع في الشوارع المختلفة في إفريقيا وفي نفس الوقت يمارسن الفساد والسبب هو عدم الكفيل الذي يقوم بإشراف عليهن أو تغطية احتياجاتهن في المعيشة واللباس والسكن وخاصة عند اقتراب موسم العيد ويحصل فيه
لكن بالنسبة لوجهة نظري قلة الأولاد ليس حجة للتربية الحسنة ورعاية الأولاد من الدعارة والتسول لأن التربية يرجع سياسة الأب في إدارة أسرته إذا كان أب سيئا إن له أولاد قليل لا يستطيع أن ينجح في رعايتهم :م أب ديوث له ولد واحد أو بنتان فقط لا يستطيع أن يحسن تربيتهم
ويرى بعض إخواننا الأفارقة أن كثرة الإنجاب يتعب أب الأسرة حيث لا يستطيع أن يقوم بمسئولية الأبوة وخاصة الإعاشة و العلاج والسكن هذه الأمور كلها ترجع إلى عدم تنظيم النسل وفي وجهة نظري أن الإعاشة والسكن والعلاج والرسوم المدرسية كل هذه الأمور يرجع إلى حسن التنظيم الأسري والآخرون يرونها يرجع إلى مقادير الله ولكل رزقه الذي حدده الله له في الدنيا
تعدد الزوجات: تعدد الزوجات منتشر في إفريقيا السوداء ، وكان الهدف وراء تعدد الزوجات هو كثرة الذرية ليساعدوا أب الأسرة في الحقل الزراعة، ومقاومة العدو وغارات المعتدين، لكن تعدد الزوجات حاليا في إفريقيا الهدف الأكبر منه التلذذ بالنساء وإشباع الشهوة العارمة كم رأينا ممن يملك أربعة بساء ولم يغض بصره عن الأجنبيات
والبرنامج الكبير الذي أريد أن يكون فيكل الأسرة الإفريقية هو أن تكون المرأة نشيطة وتزاول الرياضة وتقوم بالنظافة بجميع أشكاله من نظافة اللباس والبيت وخاصة نظافة البدنية وتحسن شعرها وهيئتها وأظافرها واعتناء بالفطرة خمس في قوله: خمس من الفطرة :الختان والاستحداد ونطف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب)فتح الباري 10/334/كتاب قص الشارب ومسلم 3/146 كتاب الطهارة: باب خصال الفطرة)
واقتناء الدمية الجنسية تعد من أحد الخطط الأسرية المنحرفة باعتبار الدمية أحد أفراد الأسرة ليسلها مستقبل المتوارث، رغم اعتبارها زوجة صامتة تشبه المرأة الحقيقية من حيث أجزائها ومفاصلها و أسميها بالمرأة (الخيالية الصامتة) وهي لعبة جنسية تساعد على تحقيق الرغبة الجنسية لمرونة أعضائها التناسلية القابلة للارتجاج وفي وجهة نظري أن الدمية الجنسية ماهي إلا سخرية بالآخر ونبذ علاقة( أنا والآخر) وتحطيم للقيم الإنسانية، وهذا ليس من ضمن نظرية تطوير الطبيعة وامتداده بل هو تدمير البنية التحية للعيش المشترك والتعدي على شخصية الآخر الدمية الجنسية واقناع الدمية الأخلاقية سمة سمات تفسخ القيم الخلقية لأن (الأخلاق هي مجموعة من القواعد والمبادئ التي تضبط سلوك الإنسان وتجعله قادرا على التمييز بين الخير والشر)( رجب بو دبوس الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان 1425 ص 104(
بعض الفتيات تعلمن الدعارة من قبل قرينة السيئة: بعض الفتيات يمارسن الدعارة لغياب المسؤولية الأبوين غياب مراقبة الأبوين لسلوك الطفل وقرنائها عدم مراقبة لباس البنت وما ترديها من أين حصلت عليه
أخيراً التخطيط الأسري التربوي هو وسيلة الادراك غاية والغاية هنا هي ادماج الأبناء في مشاريع العائلة بغرض كسر الحواجز النفسية وتوثيق الروابط الأسرية من خلال الاجتماع لتحديد الأهداف المشتركة وتوزيع الأدوار كما يهدف إلى مناقشة الأهداف الشخصية وتحليلها وابداء وجهة النظر حولها حتى يرتفع مستوى التفاعل بيت أفراد العائلة ويتسنى للجميع دعم أهداف بعضهم بعضا وتهيئة الظروف المناسبة ليسهل على كل فرد تحقيق أهدافه وهو يحظى بتأييد عائلته ووقوفهم بجانبه الأمر الذي يدفعه للجد والبذل ويمنحه طاقة نفسية للمواصلة والاستمرار
1.الفن والموسيقى الافريقية وصورة المرأة فيهما : يوجد في إفريقيا الايكولوجيا المتعددة، وساهمت المرأة السوداء آثاراً فنية تتمثل في المنحوتات والتماثيل والرسوم المصورة على الجدران و الصخور المستوية، يعود عمر تلك الآثار إلى القرن الثالث للميلاد، واختلفت الآراء حول أصل الشعوب الإفريقية، فهناك رأي يؤكد أن أصل الأفارقة يرجع إلى هجرات من خارج القارة، حدثت عن طريق باب المندب وامتدت في أنحاء القارة، مستندين في نظريتهم هذه على تشابه العناصر الإفريقية مع عناصر ذات صفات زنجية في جزر المحيط الهادي، في حين يرى آخرون أن وجود الزنوج بهذه الكثرة والتنوع في القارة الإفريقية يمكن أن يكون دليلاً على أن إفريقيا هي الموطن الأصلي لهذه الشعوب،
يتمثل الأدوات الفنية الافريقية ، في المقاعد الحجرية المنتسبة إلى حضارة نوك Nok، وبعض الأدوات البرونزية التي تعود عمره إلى ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، وفي النهر النيجر على الضفة اليسرى من نهر آثار ومخلفات حضارية كثيرة المتمثلة في التماثيل المصنوعة من الطين المشوي التي المماثلة للتماثيل المكتشفة في مناطق غربي إفريقية، وفي بحيرة تشاد عثر في المنطقة الممتدة نيجيريا والكاميرون على مواقع أثرية فيها قطع من الطين المشوي ، ويختلف هذا الفن من من قبيلة إلى قبيلة
2.المرأة السوداء والموسيقى الافريقية:
الموسيقى الافريقية هي الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة الإفريقية تنتقل سماعاً بلا انقطاع، وتتطور باستمرار كلما أضاف العازفون إليها عناصر جديدة أو أسقطوا منها عناصر سابقة من دون أن يخرجوا بها عن الأطر المحددة لها والمقبولة محلياً
التراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية فلا يوجد مجتمع واحد في إفريقية كلها ليس له موسيقى خاصة به، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع ومتعددة الأصوات والأنغام
وهي كذلك موسيقى شعبية ويستعصي على الموسيقيين الأفارقة إدراك المبادئ المجردة لموسيقاهم هذه، إلا أن إسهام كل أعضاء المجتمع الإفريقي من غير تردد في أي نشاط موسيقي يدل على وجود مبادئ مشتركة غير مكتوبة أو منظومة تسهم في إغناء تراثهم الموسيقي.
وقد تكون للرجال موسيقاهم وللنساء موسيقاهن، وثمة ألوان أخرى دينية أو طقسية أو خاصة، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات. وللموسيقى في غربي القارة مكانة متميزة، تتعدد فيها الآلات وخاصة الآلات الإيقاعية. وأهم آلات الموسيقى الإفريقية الطبل بأنواعه وأشكاله المختلفة، وقد مهر الأفارقة في استخدامه إلى أبعد الحدود)
(محمد وليد الجلاد 2011/ 03 موقع المنبر ) لقد برعت المرأة السوداء في فن الموسيقى والغناء والرقص والمطرب،أغاني و قصص، وأمثال، وحِكمٍ، وملاحم، المرأة السوداء والموسيقى الافريقية: والتراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية، وتخصص الموسيقى الإفريقية بخصائص متميزة، وتقاليد عريقة، وأهم آلات الموسيقى الإفريقية الطبل بأنواعه المختلفة، الموسيقى الإفريقية هي الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة الإفريقية فلا يوجد مجتمع واحد في إفريقية كلها ليس له موسيقى خاصة به فمثلا في الكاميرون عدد قبائلها يقارب 250 قبائل وكل قبيلة لها موسيقى الخاصة بها، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع والايقاع يكون بالإيماء أو بوقعة القدم على الأرض، ومتعددة الأصوات والأنغام بحيث يكون الصوت موافق للطرب الموسيقي أو الرجز الغنائي، ويتمثل ذلك في موسيقى شعبية كما نراه عند قبائل الكامرونية كقبيلة مزغوم وقبيلة ماسا وكذلك عند قبيلة ومتاكام وموفو وغزيغا في سلسلة جبال أقصى شمال كاميرون، إسهام المجتمع الإفريقي تنشيط موسيقي الافريقية، يدل على إغناء تراث الموسيقي الافريقية.
ولكل صنف من الجنس له موسيقاه أنغامه الخاصة، ويوجد ألوان للموسيقى وهي موسيقى دينية ، والعجيب كنت ماشيا في ضاحية مدينة مروة فاذا بامرأة تقول لي إنها لتسمع الطقوس التأبين الخاصة بقبيلتها، فلما ذهبت هناك ودت فعلا توفي واحد من أقربائها الوثنيين، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات، ولانتشار الاسلام في إفريقيا بدأ الناس يتراجعون عن الموسيقى الرقص والغناء وإلا للموسيقى مكانة متميزة، في المجتمع الإفريقي .
(إن لنقرات الطبول وأصواتها معاني يفهمها أهالي القرية، لذا تنقر ¨ الطبول لإعلا ن أخبار الولادة والوفاة والاجتماع والأعياد . ولم تخل الاحتفالات الشعبية من نقر الطبول، ولشدة ولعهم بها أدخلها البعض في حلقات الأذكار لبعض جماعات القادرية والتجانية.) (كبا عمران ص22)38
3.المرأة السوداء والأدب الإفريقي الشفهي التقليدي : لقد ساهمت المرأة السوداء في الأدب الافريقي الشفاهي الخالص، الذي يرجع تاريخه إلى آلاف السنين وهو ما يعرف بالفلكلور، يتميز بالالفاظ والمعاني الغراءة ،تجري أسلوبه على إيقاع تقليدي شفاهي
- ويستمد موضوعه من الموروثات الثقافية والعادات الشعبية التي يعيشها أفراد القبيلة منذ قرون متعاقبة ، والأغاني الشعبية: هي تلك الأناشيد التي يتغنى بها الأفراد في الحياة اليومية في المجتمعات التقليدية بالمنطقة، في لغة سهلة سلسة، يفهمها كل من يجيد لغتها، وينشدها كل من يميل إليها، مضمونها الإشادة بالفضائل الاجتماعية القبلية، غرضها تسلية الناس من كبت الأعمال اليومية، غايتها تربية المجتمع بالأعراف التقليدية. وأنواعها متباينة، يمكن أن نجملها في أناشيد الهدهدة من الأمهات لتنويم ا لأطفال، ينشد الأولاد مثل هذه الأناشيد في القرى والليالي مقمرة، بأصوات لهو ولغو في رقص وطرب، تعبيرا عن مشاعرهم وعواطفهم نحو "جنة الطفولة" التي يتمّتعون بها في حياتهم مثل النوم. وأناشيد الأولاد في ألعابهم التقليدية، وأغاني المناسبات الشعبية من زفاف وعقيقة وجنازة وحصاد وبذر)(كبا عمران ص 42)39
ومنها أشعار التعزيم لمناسبات الختان والخفض التي ينشدها الفتية والفتيات في الغابات المنعزلة، فيها تعاليم التقاليد القبلية، والعادات الاجتماعية .
المرأة السوداء والعادات والتقاليد القبلية : المرأة الإفريقية كغيرها من النساءِ، لكن تختلفُ عن غيرها من حيث العاداتُ والتقاليدُ، والموروث الشعبيُّ، واللون، وحلق الرأس كالرجل في بعض المجتمعات الإفريقيَّة، ونحو هذا، وربما هذا ما جعل المرأة الإفريقيَّة تغاير أقرانها من النساء البيض، وهي امرأةٌ ليست غريبة في الأوساط العامة، وقد أنشد عنها شعراء العرب، وهي امرأة تتحمَّل المتاعب، وتعيل الأسرة بعد فقدان زوجِها، ولها ثقافاتها الإفريقية، إلا أنها تعرَّضت لثقافاتٍ متنوعة؛ منها: الثقافة الإسلامية التي لها مبادئها ونظمُها، وتلاها الثقافة الفرنسيَّة ولها ضوابطها، وبالإضافة إلى ذلك الثقافة الإنجليزيَّة، وأصبحت المرأة الإفريقية في حيرة من أمرها! ومن خلال هذا المقال سيتضح أثرُ تلك الثقافات على المرأة الإفريقيَّة.
المرأة الإفريقية والإبداع الفني
الإبداع الفني هو التعبير عن صياغة صاغها الإنسان يسعى من ورائها إلى تصوير تجربة فنية للجمال والخير و الحق في حياة البشرية وفق أسس فنية وانفعال عاطفي وجداني منظم عميق لتجارب الإنسان في الكون وحقائقه وأحداثه في صدق فني يتمثل فيه بإخلاص الكاتب لعاطفته وتجربته انفعالية وهي صياغة تترك آثارها فيمن يتلقاها فينفعل بتا و يزداد وعيه بالإنسان والحياة
ويتسم هذا الأثر عند المتلقي بالاستمرار) ( حسن يوسف نوفل، 1995 ص188)
الإبداع الفني الجيد لا يلجا إلي الوعظ المباشر وإنما يتسلل بالأدوات الفنية إلي داخل الإنسان فيضيف إليه جديدا والحق أن ذلك كله لا يصدر إلا عمن يملك إحساسا مرهفا وانفعالا قويا وقدرة نقل عاطفته من خلال النوع الأدبي ومواقفه ووظيفته إلى غيره) ( حسن يوسف نوفل، 1995 ص188)
والفن الافريقي واثارها كان مبعثها قبائل افريقية العريقة اللذين سكنوا افريقيا منذ قرون مثلا مالي
ترجع أصول الجماعات المعروفة باسم تلّيم ودوغون وبمبارة المنطقة المسماة اليوم مالي، تفاعلت مع بيئتها وطبيعتها وأفادت من توافر المواد الأولية في إبداع روائعها الفنية
وقد حلت جماعات دوغون محل جماعات تلّيم وحافظت على تراثها الفني القبلي في الغابات المنتشرة فوق صخور باندياغارا قرب مدينة تمبكتو. وتعدّ قبيلةدوغون من أهم قبائل إفريقية في ميدان فن النحت الذي يعود فضل إبداع معظم روائعه إلى فئة «الحدادين»، مما يفسر أثر تقنية مهنتهم في النحت الخشبي وخطوطه القاسية بحسب رأي وليم فاغ
في كتابه «المنحوتات الإفريقية». وكانت الكهوف التي استخدمتها قبيلة دوغون مقابر لموتاهم خير مساعد في المحافظة على المنحوتات الخشبية الجميلة.
الروائع الحديدية المكتشفة في مالي تدل على خبرة مجتمع بمبارة في ميادين هذه الصناعة وعلى مهارتهم اليدوية وذوقهم الفني ومتطلبات مجتمعهم من الفن. وتدل روائع صناعة الفخار المكتشفة في موقع موبتي على مدى إدراك ذلك الصانع الفنان إمكانات مادة الصلصال. وتجدر الإشارة إلى أهمية الأقنعة والتماثيل وتنوعها ووظائفها في الحياة الروحية والاجتماعية. ومن أشهر الروائع الفنية التي أبدعها فنانو مالي
ـ تمثال زوجين جالسين وقد وضع أحدهما يده على كتف الآخر، وتمثال نومّو رافعاً يديه
وتماثيل ثلاث نساء إحداهن جالسة القرفصاء، والثانية متشابكة القبضتين، والثالثة متجملة بطوق، وروائع فنية حديدية تنتهي في أعلاها بأشكال تماثيل مبسّطة متميزة بحركة الأيدي، تستخدم في الطقوس
ـ تمثال امرأة واقفة تسحق بمطرقة خشبية حبات الذرة في جرن
وتجدر الإشارة إلى أن جماعات ماندنغ مشهورة بمهارتها وصلاتها الحضارية بالأقطار العربية الإفريقية)(محمد وليد الجلاد الموسوعة العربية منابر ثقافية 2011 )
H
تأثير الحضارة العربية على المرأة الافريقية: احتلت الثقافة العربية عاداتها وتقاليدها الافريقية السوداء وحولها إلى مجتمع الأصالة الثقافة ،و حيث أثرت الثقافة العربية السوداء من نواحي المتعددة منها ، الناحية الاجتماعية والاقتصادية ، ثم حولت الثقافة العربية مقتعات السوداء و مقدساتها التقليدية والأعيادها وحياتها الاجتماعية المبنية على العادات والتقاليد إلى حياة جديدة ، ومن الحضارة الافريقية القديمة إلى حضارة العربية ، ومن المكتبة الشفهية إلى مكتبة مقروءة والسمعيَّة ، ومن استماع الأغاني وحكاية الأساطير إلى استماع النبراس المنزل ومن بنية التناسلية المفتوحة إلى تنظيم الأسرة ومن السفور إلى الحجاب ،
واحتلال الثقافة العربية لعادات المرأة السوداء في جنوب الصحراء وفي بحيرة تشاد بصفة خاصة
كانت الأم تقوم بادوار كثيرة وهي المسئولة عن الأمور المنزلية ومع الاحتلال الثقافة العربية استراحت الأم من هذه الأعمال الشاقة الذي يجب على الرجل القيام به وصارت الأم ترعى أبناءها ومالَ زوجها فحسب؛ لأنها متحجبة، فزوجها لا يكلِّفها أيَّ عمل دون القيام بأعمال البيت وتربية الأولاد على القيم البناءة
والجدير بالذكر أن القبائل الافريقية القبائل التي تنتمي إليها المرأة الافريقية :
1 - الحاميون: وهم الذين لا يتكلمون لغات سامية ولا زنجية، وفيهم سمات الجنس القوقازي مع بعض العناصر الزنجية، وهؤلاء سكان الصومال وإثيوبيا وبعض مناطق شمال إفريقيا.
2 - الزنوج: وينقسمون بدورهم إلى قسمين:
أ - البانتو: وهو اسم اللغة التي يتحدثون بها.
ب - الزنوج: وهم يسكنون غرب إفريقيا، ولا يتكلمون لغة البانتو.
4 - النيليون: وجاءت تسميتهم نسبة إلى النيل الذي يعيشون حوله.
5- النيليون – حاميون: وهم جنس خليط من النيليين والحاميين.
6- البوشمان والهوتنتوت: وهم بقايا أجناس قديمة، ويعيشون في خط يمتد من الصومال
يمكن الإشارة إلى عدة قبائل ذات ثقل في إفريقيا التي تنتمي إليها المرأة الافريقية ، ومنها الآتي:
قبائل الهوسا و قبيلة الفولا (الفلاتة) وقبائل البانتو
المبحث الثالث: المرأة السوداء رمز الحضارة الافريقية
يوجد في إفريقيا الايكولوجيا المتعددة، المتمثلة في القبائل الافريقية السوداء ، وخلفت تلك القبائل آثاراً فنية تتمثل في المنحوتات والتماثيل والرسوم المصورة على الجدران أو الصخور المستوية، وعثر في إفريقيا المدارية آثارا يعود عمره إلى القرن الثالث للميلاد، حيث عثر في عثر في نيجيريا على بعض الأدوات الفنية، المتكونة من التيجان والتماثيل والمقاعد الحجرية المنتسبة إلى حضارة نوك Nok، وفي جنوب الغربي في نيجيريا عثر على بعض المقاعد المصنوعة من الكوارتزيت، والتماثيل الحجرية، وبعض الأدوات البرونزية التي تعود عمره إلى ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، وفي النهر النيجر على الضفة اليسرى من نهر آثار ومخلفات حضارية كثيرة المتمثلة في التماثيل المصنوعة من الطين المشوي التي المماثلة للتماثيل المكتشفة في مناطق غربي إفريقية، وفي بحيرة تشاد عثر في المنطقة الممتدة نيجيريا والكاميرون على مواقع أثرية فيها قطع من الطين المشوي
والبرونز تعود إلى المدة الواقعة بين القرنين العاشر والسادس عشر للميلاد.
المرأة السوداء والفنون الشعبية:لقد برعوا في حذق الموسيقى والغناء والرقص وشتى صنوف الشعر _المطرب،( )والأدب الشعبي التقليدي غني بفنون شعرية : من أغان وأناشيد وقصائد الطوائف،
وبفنون نثرية : من قصص، وأمثال، وحِكمٍ، وملاحم، ومسرحيات، وخطب . أضف إلى ذلك بعض الألعاب الثقافية ك " أوالي" عند قبائل سواحل خليج غينيا، ومثل ه عند الطوارق، وقد توصل أولادهم إلى أنواع من الملاهي الشعبية، وشبابهم إلى مختلف النشاطات الثقافية التقليدية.
الزجر:اهتموا بطيران الطيور وأصواتها،كالتفاؤل بالحمامة، والتشاؤم من الغراب والبوم
المرأة السوداء والعِرافة بالودع ، والحصى، والرمل : كان ذلك من عمل السحرة والكهنة في محاولة كشف أسرار المستقبل لتعجيلها، ومصائبه لدفعها ، في كل ما يتعلق بحياتهم اليومية.
المرأة السوداء والسحر والشعوذة :انتشر السحر في حياتهم الاجتماعية، وضروا أعداءهم ب "السحر الأسود" لهلاكهم، ونفعوا أشياعهم ب "السحر الأبيض " في ذب الأرواح الشريرة . وعرفت جمعيات سرية من المشعوذين، أكثرهم من الشيوخ والعجائز، إما للخير في حفظ المجتمع وعمل التمائم، وإما للشر في الفتك بالأولاد والشباب، لذا لا تؤمن جماعات " أكان " بالموت الطبيعي.
المرأة السوداء والتقاليد والعادات القبلية :
المرأة السوداء والبناء الأسري : للأسرة صورتان ، ضيقة وممتدة . فالأولى مقتصرة على الزوجين ¨ وأولادهما، والثانية تمتد من الأولى لتشمل القريبين من أسر الإخوة والأعمام والأخوال، لأن شخصية الأفراد تذوب في نفوذ العشيرة التي يشرف عليها أكبرهم سّناً ، علما بأن السكنى يتم في دار أسرية، ولذا ليس للبنات أولياء عند زواجهن سوى أعمامهن.
المرأة السوداء والممازحة الأسرية : لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم.
المرأة السوداء والممازحة القبلية : لتعزي ز العلاقات الود ية القديمة التي قامت بين القبائل في سالف¨ الزمان، فإن المجتمع ما زال يحافظ على إحياء دعابة بين أفراد بعض القبائل : كما بين موسي وساموغو في بوركينا، وبين بوصو وكادو في مالي، وبين السيرير والفلانيين في السنغال . وأحيانا بين عشائر قبيلة واحدة كم ا بين عشائر ماندي : بين كمارا وكوناتي، وبين تراوري وكوني، وبين توري وكوليبالي، وبين كيتا وكابا . ولا تعرف هذه الدعابة حدودا ولا أسبقية التعارف بين أصحابها، إذ يقع مثل هذه الدعابة في المكاتب الوزارية، والقاعات الدراسية، وبين سائق وسيده، وبين مدير وعامله،وبين طالب وأستاذه. وما أكثرها بين سواد الناس في الشوارع)(كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21)
2.المرأة السوداء والمجتمع
المرأة السوداء بين المجتمع الافريقي : يظهر شرف المرأة في الزواج المعظم بين الأسر، لأن ¨ الزواج يتم بين العشيرتين لا بين الزوجين فحسب . ومن شرفها أن اسمها يضاف إلى أسماءأولادها مراعاة التفرقة بين الذين لهم أسماء مماثلة، وينسبون إلى آبائهم في الوقت نفسه . وقد ظهر شرفها في الوراثة الملكية من نظام الأمومة، حيث لا يرث الملك إلا ابن أخته من الأم .
وكانت للملكة الزوجة والملكة الأم نفوذ في السلطة . وحري بالذكر وصول المرأة إلى السلطة كمملكتي ولاية زاريا بنيجيريا "أمينة وزاريا" في القرن السادس عشر الميلادي، وبقي اسم الثانية على الولاية، وملكة والو بالسنغال "انداتي يالا " ، وملكة قبيلة باولى "بوكو" بساحل العاج.
المرأة السوداء والتضامن الجماعي الافريقي : من مظاهر هذا التضامن تناوب اجتماع أهالي القرية في الأعمال ¨ الجماعية لإصلاح مزارع جميع الأسر عند البذر والحصاد . ولا ملك للفرد بعد الحصاد إلا ما يأكله، لأن على رب العشيرة مسؤولية جميع أعضائه من إخوته مع أبنائهم ونسائهم.
المرأة السوداء بين الشيوخ في المجتمع الافريقي : يعظم الناس الشيوخ لأنهم خلف الأسلاف، فهم رؤساء ¨ الأسر والعشائر، وصناع القرارات مع الكاهن، وحماة العادات والتقاليد، ومنفذو نذور الأسلاف، ومبرمو المواثيق بين القبائل، وأذهانهم موسوعات حية للسكان . لذا نصائحهم مقبولة، والتقصير في حقهم جرم شنيع يجلب اللعنة على صاحبه.
المرأة السوداء والشعائر والطقوس الدينية : إنهم يقيمون طقوسهم الوثنية المهيبة سنويا وموسميا وفي ¨ المناسبات، يقدمون فيها الضحايا وا لقرابين لآلهتهم التي يتضرعون إليها بألوان من الأدعية، يشرف عليها كاهن القبيلة إن كانت شعبية، أو شيخ الطائفة إن كانت خاصة بطائفة معينة من الصيادين والحدادين مثلا . وأسبابها متنوعة : كاختلال ظواهر الطبيعة، وانتشار المحن من قحط ومجاعة وأمراض، وعند البذر والحصاد...الخ.
المرأة السوداء والاحتفالات الشعبية : المجتمع الإفريقي ذو ولع بالاحتفالات التقليدية التي تقام في مناسبات ¨ الزفاف، والولادة، والختان، والجنازة، في رقص وغناء تحت دوي الطبول والتصفيقات، أو صراخ نواح وولولات عند الجنازة ، وقد هّذبها الإسلام من طابعها الوثني . ومن أشهرها كونسي" لدى الصيادين في ماندي، و "وسانكارا" في زندر بالنيجر، و "ياكي روم " و"غيروول " عند الفلانين برور في النيجر أيضا. أضف إليها المولد النبوي الذي أدخلوا فيه عادات قبلية.
المرأة السوداء وضرب الطبول : إن لنقرات الطبول وأصواتها معاني يفهمها أهالي القرية، لذا تنقر ¨ الطبول لإعلا ن أخبار الولادة والوفاة والاجتماع والأعياد . ولم تخل الاحتفالات الشعبية من نقر الطبول، ولشدة ولعهم بها أدخلها البعض في حلقات الأذكار ) (عمران، ص22)
المرأة السوداء والموسيقى الافريقية: والتراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية، وتخصص الموسيقى الإفريقية بخصائص متميزة، وتقاليد عريقة، وأهم آلات الموسيقى الإفريقية الطبل بأنواعه المختلفة، الموسيقى الإفريقية هي الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة الإفريقية فلا يوجد مجتمع واحد في إفريقية كلها ليس له موسيقى خاصة به فمثلا في الكاميرون عدد قبائلها يقارب 250 قبائل وكل قبيلة لها موسيقى الخاصة بها، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع والايقاع يكون بالإيماء أو بوقعة القدم على الأرض، ومتعددة الأصوات والأنغام بحيث يكون الصوت موافق للطرب الموسيقي أو الرجز الغنائي، ويتمثل ذلك في موسيقى شعبية كما نراه عند قبائل الكامرونية كقبيلة مزغوم وقبيلة ماسا وكذلك عند قبيلة ومتاكام وموفو وغزيغا في سلسلة جبال أقصى شمال كاميرون، إسهام المجتمع الإفريقي تنشيط موسيقي الافريقية، يدل على إغناء تراث الموسيقي الافريقية.
ولكل صنف من الجنس له موسيقاه أنغامه الخاصة، ويوجد ألوان للموسيقى وهي موسيقى دينية ، والعجيب كنت ماشيا في ضاحية مدينة مروة فاذا بامرأة تقول لي إنها لتسمع الطقوس التأبين الخاصة بقبيلتها، فلما ذهبت هناك ودت فعلا توفي واحد من أقربائها الوثنيين، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات، ولانتشار الاسلام في إفريقيا بدأ الناس يتراجعون عن الموسيقى الرقص والغناء وإلا للموسيقى مكانة متميزة، في المجتمع الإفريقي .
المرأة السوداء والوشم على الخدود :لقد فرضت بعض القبائل على أفرادها الوشم على خدودهم، ¨ لتميزهم عن غيرهم، بل ك ان ذلك "بطاقة" المرء في القرون الماضية، لكنها ما زالت سارية المفعول عند المحافظين أمثال قبائل الهوسا، والزرما، وموسي، واليوربا، وأشانتي، ونقوش الوشم قد تختلف من بطن إلى بطن في قبيلة واحدة، كوشم بطون قبائل اليوربا، والهوسا مثلا وبعض القبائل الإفريقية أهملت ه كالولوف بالسنغال، وقبائل ماندي في مالي وغينيا، على سبيل المثال لا الحصر)(كبا عمران ص22)
المرأة السوداء وأنماط تبادل التحيات : كانت تحية ملوك مملكة غانة مثلا أن يجثو الناس غير ¨المسلمين على ركبهم وينثروا التراب على رؤوسهم، وكان سلام المسلمين تصفيق باليدين ملك موسي في بوركينا لا يرى أحدا قائما على قدميه . وقد Moro Naba وكان مورو نابا تميزت قبائل اليوربا والهوسا، ودندي بشمال بنين، وقبائل شمال توغو، وسكان شمال غانا، بانحناء عند تبادل التحيات فيما بينهم، وخاصة أمام الكبار، وقد تمس أيديهم أقدامهم عند اليورباويين، ولا فرق بين الرجال والنسا ء في ذلك عندهم إلا عند جماعات في مالي وشرق ساحل العاج والفولانين في السنغال فقد اختص هذا الانحناء بالنساء دون الرجال.
المرأة السوداء والأزياء التقليدية : كان زي سلاطين مالي وصنغاي جبة حمراء ، عليها الطيلسان أو ¨ شاشية ذهبية. وكان أهل الصحراء من الطوارق يتلّثمون بلثام أسود أو أزرق، والعلماء يتعممون أو يلتثمون أحيانا، ويلبس سواد المجتمع ملابس بيضاء في المناسبات الدينية . وترى أجساد الوثنيين شبه عارية سوى ما يستر عورتهم، لذا يسلِم بعضهم إعجاباً بنظافة ملابس المسلمين
وفي العصر الحاضر يتميز الوثنيون في مناسباتهم بلبس ردا ء "كينتي" مثلا عند جماعات الوثنيين في سواحل دول خليج غينيا . وأما غيرهم من المسلمين فيعرفون "Akan "أكان بجلابيبهم الفضفاضة في نيجيريا وقلنسواتهم الهوساوية واليورباوية . ويعرف أهالي موسي بزي
منسوج من القطن المحلي، ومثله عند سينوفو بشمال ساحل العاج.
المرأة السوداء والفضائل والرذائل : كان الضيف معظما والغرباء مكرمون، وحسبنا شهادة الرحالة ابن ¨ وهم : بطوطة في ما ناله من إكرام لدى الملك والمجتمع في ظل إمبراطورية مالي، فوصفهم وهم ، كما أشاد بهم توماس أرنولد بقوله ) « أبعد الناس عن الظلم، وشمول الأمن في البلاد وحتى في المجتمعات الوثنية كانت بعض الرذائل تعد جريمة ) « من أعظم أجناس إفريقيا رقيا يعاقب عليها كالزنى، والسرقة، والقتل، والقرض غير المسدد . وإن كانت لم تخل من بعض العادات السيئة كشرب الخمور المحلية، ووراثة أصغر الأولاد زوجات أبيه في نيجيريا مثلا، والتقرب بالقرابين ال بشرية عند بوبو في بوركينا وغيرزي في غينيا مثلا، وتقديم ملكة باولي بوكو" ابنها لجنية النهر قبل عبورها مع أصحابها من غانا إلى ساحل العاج . وقد هذب الإسلام هذه العادات من القبائل المسلمة ، ولكن بعضها ما زالت قائمة لدى الجماعات الوثنية )(كبا عمران ص22)
المرأة السوداء والمخلفات الافريقية القديمة: يوجد مخلفات كثيرة في إفريقيا تتكون من: التماثيل والآثار المحفورة على الخشب، أو المنحوتة في الحجر، أو الفخاريات ، بعض الفنانين يتخذون أشجاراً لصنع التماثيل وكذلك الجلود الجافة لصنع الطبول، ويستخدمون أوراق الأشجار لزيادة نعومة جسم التمثال و يجف في الشمس، ويستعملون العاج في هذه الصناعة أيضاً، ويتوارث الأبناء عن الآباء ، صناعة الخزف والفخار وهي من اختصاص النساء،
المرأة السوداء وفن العمارة: فن العمارة في إفريقيا تختلف من بلد لبلد ، وذلك حسب المناطق الاستوائية والمدارية فالأبنية الحجرية القديمة في إفريقيا توجد في (زمبابوي). وفي شمال الكاميرون وشمال تشاد تبنى من المواد الفخارية أو الطينية و الفخار هي مادة أساسية في بناء بيوت المناطق المدارية في إفريقيا، لكن الخيزران تختص بها المناطق الاستوائية.
وفي شمال الكاميرون تكون بيوتهم من الجدران والسقوف مؤلفة من قطعة وحيدة، وقد تتخذ المنازل شكلاً مستطيلاً أو مربعاً، وقد تكون مشيدة فوق أربعة أعمدة مرفوعة ، وتبنى هذه المنازل عادة على نحو دائري ، كما نراه في شعب غيزغا وموفو في سلاسل جبال شمال كاميرون، أو مناطق شعب دوغون بمالي، لكن المنازل مدن جينه وكانو وتمبكتو، تتميز بتعدد طبقات منازلها التي نشأت في القرون الوسطى
المرأة السوداء والقصور الملكية الافريقية: تميزت القصور الملكية الاتساع والزخرف أما القصور الملكية فقد امتازت باتساعها وزخرفتها ورسومها الجدارية الملونة كما نجدها، في مملكات الكاميرونية، وأهمها قصور زعماء الباميكلة ، لكن الأبنية الدينية غير الاسلامية فهي متواضعة وبسيطة وتعقد الاجتماعات الدينية في العراء.
لكن بعض أما العواصم فقد تهدمت واندثرت مع انقراض السلالة المالكة التي أنشأتها، من دون أن تخلف آثاراً محددة، وبعض المدن المهمة التي نشأت مبكرة، واستمرت في تطورها حتى اليوم، كما في بعض المدن النيجيرية التي أقامتها قبائل اليوروبا التي سكن زعماؤها القلاع والحصون والقصور وتحيط بها مدينة صغيرة لا يُتبع في بنائها وتأسيسها مخطط واضح ومميز.
المرأة السوداء والرسوم في القارة الإفريقية: يعود تاريخ الرسوم في إفريقية في عصور ما قبل التاريخ وكانت الرسوم تصوّر على الصخور أو الواجهات الحجرية الملساء كما نراه في جبال تيبستي ببلاد توماي، وهضاب جنوبي الصحراء الكبرى، واستمر الرسم حتى أواخر القرن التاسع عشر، أما الرسم على الجدران لرسم اللوحات المتنوعة، استخدمها قبائل البوشمن في جنوبي القارة، في حين استخدم الدانش والفيري في ساحل العاج والبيديوغو في غينيا والإيبو في نيجيرية، واستخدم قبائل الماغبيتوس جلود الحيوانات لرسم هذه اللوحات، وقلما تستخدم سقوف المنازل لهذا الغرض.
المرأة السوداء والأدب الإفريقي الشفهي التقليدي
يعد هذا الأدب أقدم الأنواع الأدبية في إفريقيا ، وهو أدب شفاهي خالص، يرجع تاريخه إلى بداية وجود الإنسان الإفريقي في بيئته الأصلية الحافلة بنشاطات أدبية، وهي في صورتها الفطرية الشعبية التقليدية،وهذا ما يعرف اليوم بالفلكلور، وأنواعه ذات كثرة نذكر منها ما يلي:
المرأة السوداء والشعر الشعبي :هي تلك العبارات الشاعرة في ألفاظها و معانيها،تجري على إيقاع تقليدي، تعبر عن مفهوم الجماعة التي ينسب إليها مثل هذه الأشعار .ولا اعتبار للفردية في الجماعات القبلية في إفريقيا
أما موضوعه فيستقى من الموروثات الثقافية والعادات الشعبية التي يعيشها أفراد القبيلة منذ قرون متعاقبة . والجدير بالذكر أن أنواع الشعر الشعبي كثيرة يصعب إحصاؤها في هذا الفصل،فضلا عن أن نحاول بيان الظروف التاريخية التي نشأ فيها كل صنف من هذه الأنواع:
أ-المرأة السوداء والأغاني الشعبية: هي تلك الأناشيد التي يتغنى بها الأفراد في الحياة اليومية في المجتمعات التقليدية بالمنطقة، في لغة سهلة سلسة، يفهمها كل من يجيد لغتها، وينشدها كل من يميل إليها، مضمونها الإشادة بالفضائل الاجتماعية القبلية، غرضها تسلية الناس من كبت الأعمال اليومية، غايتها تربية المجتمع بالأعراف التقليدية. وأنواعها متباينة، يمكن أن نجملها في أناشيد الهدهدة من الأمهات لتنويم ا لأطفال، وأناشيد الأولاد في ألعابهم التقليدية، وأغاني المناسبات الشعبية من زفاف وعقيقة وجنازة وحصاد وبذر(كبا عمران ص 42)
ينشد الأولاد مثل هذه الأناشيد في القرى والليالي مقمرة، بأصوات لهو ولغو في رقص وطرب، تعبيرا عن مشاعرهم وعواطفهم نحو "جنة الطفولة" التي يتمّتعون بها في حياتهم مثل النوم.
ب - المرأة السوداء والقصائد الشعبية: هي تلك الأشعار التي لا ينشدها سوى شعراء تقليديين في المجتمع، لأن ألفاظها جزلة، ومعانيها فخمة، ومكانتها عظيمة، وإلقاؤها محدد بمناسبات شعبية معينة.
الفصل الرابع: المرأة الإفريقية والفلسفة الإسلامية واللغة العربية والإرهاب الدولي
المبحث الأول: المرأة الإفريقية والفلسفة الإسلامية
الفلسفة الإسلامية (الإسلام له جانب الدين، وجانب آخر من العقائد والمبادئ الفردية: فأما في جانب الدين فيرى إقبال أن العالم اليوم قد أصبح مفتقرا إلى تجديد سيكلوجي والدين هو في أسمى مظاهره وهو المظهر الصوفي ليس عقيدة فحسب، أو كهنوتا، أو شعيرة من شعائر، بل هو وحده القادر على إعداد الإنسان العصري إعدادا خلقيا يؤهله لتحمل التبعة العظمى التي لا بد من أن يتمخض عنها تقدم العلم الحديث وأن يرد إليه تلك النزعة من الإيمان التي تجعله قادرا على الفوز العظيم بشخصيته في الحياة الدنيا، والاحتفاظ بها في دار البقاء، إن السمو إلى مستوى جديد في فهم الإنسان لأصله ومستقبله من أين جاء، وإلى أين المصير هو وحده الذي يكفل له آخر الأمر الفوز على مجتمع يحركه تنافس وحشي، وعلى حضارة فقدت وحدتها الروحية. بما انطوت عليه من صراع بين القيم الدينية والقيم السياسية، والدين كما بينت من قبل، من حيث هو سعي المرء سعيا مقصودا للوصول على الغاية النهائية للقيم، فيمكنه بذلك أن يعيد تفسير قوى شخصيته هو حقيقة لا يمكن إنكارها)1
يذكر إقبال أن الإسلام وحده يستطيع أن يقدم للمسلمين اليوم تلك الديمقراطية الروحية التي هي منتهى غايته، إن الإنسانية اليوم تحتاج إلى ثلاثة أمور:
- تأويل الكون تأويلا روحيا.
- وتحرير روح الفرد.
- ووضع مبادئ أساسية ذات أهمية عالمية توجه تطور المجتمع الإنساني على أساس روحي
ولا شك أن أوروبا في العصر الحديث قد أقامت نظما مثالية على هذه الأسس ولكن التجربة بينت أن الحقيقة التي يكشفها العقل المحض لا قدرة لها على إشعال جذوة الإيمان القوي الصادق، تلك الجذوة التي يستطيع الدين وحده أن يشعلها وهذا هو السبب في أن التفكير المجرد لم يؤثر في الناس إلا قليلا، في حين أن الدين استطاع دائما أن ينهض بالأفراد ويبدل الجماعات بقضها وقضيضها، وينقلهم من حال إلى حال إن مثالية أوروبا لم تكن أبدا من العوامل الحية المؤثرة في وجودها، ولهذا أنتجت ذاتا ضالة أخذت تبحث عن نفسها بين ديمقراطيات لا تعرف التسامح، وكل همها استغلال الفقير لصالح الغني وصدقوني إن أوروبا هي أكبر عائق في سبيل الرقي الأخلاقي للإنسان)2
المسلم اليوم: أما المسلم فإن له هذه الآراء النهائية القائمة على أساس من تنزيل يتحدث إلى الناس من أعماق الحياة والوجود، وما تعني به هذه الآراء من أمور خارجية في الظاهر يترك أثره في أعماق النفوس، والأساس الروحي للحياة عند المسلم هو إيمان يستطيع أقلنا استنارة أن يسترخص الحياة في سبيله، وبما أن القاعدة الأساسية في الإسلام تقول: إن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين، فإنه ينبغي أن تكون من أكثر شعوب الأرض في الحرية الروحانية، والمسلمون الأول الذين تخلصوا من الرق الروحي في آسيا الجاهلية، لم يكونوا في وضع بحيث يستطيعون إدراك المعنى الصادق لهذا المبدأ الأساسي، فعلى المسلم اليوم أن يقدر وضعه، وأن يعيد بناء حياته الاجتماعية على ضوء المبادئ القاطعة في الإسلام كمبدأ التوحيد، وختم الرسالة ،. وأن يستنبط من أهداف الإسلام، التي لم تتكشف إلى الآن إلا تكشفا جزئيا، تلك الديمقراطية الروحية التي هي الغاية الأخيرة للإسلام، ومقصده)3
وفي وصية إقبال لمسلم اليوم: فعلى المسلم اليوم أن يقدر موقفه في آخر هذا النص تكمن فكرته الإصلاحية. فليست فكرته الإصلاحية شيئا أكثر من محاولة لإعادة بناء الحياة الاجتماعية الإسلامية على مبادئ الإسلام نفسه، ما كان معروفا منها بالضرورة، وما يصح أن يتفقه فيه. كما تكمن الغاية من هذه الفكرة الإصلاحية، وهي تلك الديمقراطية الروحية التي تقوم على الاعتداد بذات الفرد، وسيطرته على الطبيعة والواقع، وإدراكه لحقيقة أصل وجوده، وهو الله جل شأنه.
إصلاح الفكر الديني: كان إقبال دقيقا عندما عبر عن حركته الفكرية بـإعادة بناء الفكر الديني في الإسلام، دون التعبير بـالإصلاح الديني لأن أية محاولة إنسانية تدور في محيط الإسلام، لا تتعلق بتعديل مبادئه، طالما أن مصدره وهو القرآن له صفة الجزم والتأكيد والأبدية، وأية حركة إصلاحية في الإسلام بعد ذلك هي إذن في دائرة الفكر الإسلامي حوله، وفي دائرة أفهام المسلمين لمبادئه، وأي تطور للإسلام يجب أن يكون بهذا المعنى في دائرة أفهام المسلمين وتفسيرهم لتعاليمه، وليس هناك تطور للإسلام نفسه؛ لأن الوحي به قد انتهى على عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم، كما ختمت برسالته الرسالة الإلهية، ولا يترقب إذن أن يكون هناك إصلاح ديني في الإسلام، على نحو الذي قام بصنعه مارتن لوثر في المسيحية، لعدم التثبت في رواية الإنجيل، وعدم الاتفاق على رواية واحدة مؤكدة له، مما أتاح فتح منافذ عديدة، دخل منها إلى رسالة المسيح عادات وأفهام أصبحت على مر الزمن جزءا لا يتجزأ من المسيحية، وبالتالي أتاح فرصة لإصلاح لوثر ومن على شاكلته)4.
وإصلاح الفكر الديني في الإسلام: -عند إقبال- يقوم على طلب تغيير الوضع الذي وصل إليه المسلم الآن، ووصلت إليه الجماعة الإسلامية، وهو وضع الضعيف المتهيب الحياة، النافر من الواقع ،. يقوم على مكافحة الهرب من الحياة، وعدم استطاعة السيطرة على المادة أو الطبيعة ،. يقوم على مكافحة وحدة الوجود التي تدعو إلى فناء الإنسان في الحقيقة المطلقة كما تدعو إلى السلبية في الحياة ،. يقوم على تأكيد أنا وذات الإنسان، كي يحول دون فنائها أو قهرها ،. يقوم على طلب الذاتية بهذا المعنى، كما يقوم على طلب الواقعية بمعنى عدم الفرار من الحياة!!! والواقعية التي يطلبها ليست إلحاد المادية الوضعية، وإنما هي تفادي البرهمية والصوفية الإشراقية أو التصوف العجمي، كما يسميه.
صفة المسلم اليوم : يصف إقبال وضع المسلم الذي صار وتحول إليه الآن بقوله: إن المسلم القوي الذي نشأته الصحراء، وأحكمته رياحها الهوجاء، أضعفته رياح العجم فصار فيها كالناي نحولا ونواحا!! وإن الذي كان يذبح الليث كالشاة، تهاب وطء النملة رجلاه!! والذي كان تكبيره يذيب الأحجار، انقلب رجلا من صفير الأطيار!! والذي هزأ عزمه من شم الجبال، غل يديه ورجليه بأوهام الاتكال!! والذي كان ضربه في رقاب الأعداء، صار يضرب صدره في اللأواء!! والذي نقشت قدمه على الأرض ثورة، كسرت رجلاه عكوفا في الخلوة!! والذي كان يمضي على الدهر حكمه، ويقف الملوك على بابه، رضي من السعي بالقنوع، ولذا له الاستجداء والخشوع)5
نظرة الإسلام إلى العالم الواقعي: وتقوم فكرته الإصلاحية -بعد أن ذكر الدوافع الثلاثة السابقة على عنصرين أساسيين:
- تغيير مفهنم عالم الطبيعة أو الواقع، أو بعبارة أخرى رد هذا المفهوم إلى ما اعتبره المسلمون الأول من كون عالم الطبيعة مجالا لحركة الإنسان وسعيه ومعرفته، وبالتالي تنحية ما صار إليه مفهومه من كونه مخيفا أو شرا
- شرح بعض المبادئ الإسلامية: كختم الرسالة والتوحيد والاجتهاد على أنها عوامل تدفع الإنسان إلى الحركة والسعي في هذا العالم الواقعي.
وإذن يبغي إقبال من إصلاح الفكر الديني في الإسلام، أن تعود القوة للمسلم وأن يرى قوته هذه ليست في اتباع فلسفة من فلسفات الغرب، بل في فهم الإسلام فهما صحيحا، على نحو ما فهمه الأوائل، لا على ما صار إليه الأمر في عهد الركود، وفهم الإسلام فهما صحيحا سيمكن المسلم من السيطرة على الواقع والطبيعة -كما تمكن الغربي منها- وفي الوقت نفسه سيبعد عنه جفاف حياة الغربي وقلقه النفسي فيها، وسيجعله أكثر إلماما بـالحقيقة
فالغربي بمذهبه المادي سخر الطبيعة وسيطر عليها: فالغربي بمذهبه المادي سخر الطبيعة وسيطر عليها، ولكنه أدرك من الحقيقة نوعا منها فقط، وهو نوع الحقائق الجزئية، أما الحقيقة الكلية وهي حقيقة الذات المطلقة فلم يصل إليها؛ بل أنكرها. وكان إنكاره إياها سبب شقوته وقلقه واضطرابه؛ وهو أنكرها لأنه أراد أن يستخدم ذات الوسيلة التجريبية -التي يستخدمها في كشف الحقائق الجزئية، وهي الواقع أو الطبيعة- في كشف تلك الحقيقة الكلية فأخفق في الوصول إليها، ثم أنكرها عندما عجز عن بلوغها)6
الحرية الفردية: فهم الإسلام فهما صحيحا -في نظر إقبال- يجعل عالم المادة أو عالم الواقع ليس شرا؛ بل يجعله مجال كفاح لـالذات أو لـأنا، وعن طريق هذا الواقع تقوى الذات، وعن طريق الكفاح فيه، تكون ديمومتها وخلودها!! فداوم الذات أو دوام الشخصية يراها إقبال في الكفاح لا في الاسترخاء، ويرى رقيها في تخطي العقبات لا في تفاديها.
الحياة رقي وتطور مستمر، تسخر كل الصعاب التي تعترض طريقها، وحقيقتها أن تخلق دائما مطالب ومثلا جديدة، وقد خلقت من أجل اتساعها وترقيها آلات كالحواس الخمس، والقوة المدركة، لتقهر بها العقبات، وأشد العقبات في سبيل الحياة: المادة أو الطبيعة، ولكن المادة ليست شرا كما يقول حكماء الإشراق بل هي تعين الذات على الرقي، فإن قوى الذات الخفية تتجلى في مصادمة هذه العقبات، وإذ قهرت كل الصعاب في طريقها بلغت منزلة الاختيار والذات في نفسها فيها اختيار وجبر، ولكنها إذا قاربت الذات المطلقة وهي الله نالت الحرية الكاملة والحياة جهاد لتحصيل الاختيار ومقصد الذات أن تبلغ الاختيار بجهادها
إدراك الوجود: فهم الإسلام فهما صحيحا -في نظر إقبال- يجعل الوجود وحدات ولكن كون هذه الوحدات حلقات في سلسلة واحدة -هي: الله؛ والإنسان، والعالم- يجعل الواقع ليس مغايرا لـأنا كل المغايرة، وليس مغايرا أيضا للذات المطلقة الله كل المغايرة، إن هذا العالم هو تجلي الله، وإن الوجود كله هو الأول والآخر والظاهر والباطن، والله والعالم. فكرة هيجل إنه حقيقة واحدة، لها أصل ومظهر، ولكنه لا يقوم على الاتحاد، ولا تصير فيه وحدة من وحداته إلى الفناء في وحدة أخرى لا يصير العالم في الإنسان، ولا يصير في الله، كما لا يصير الإنسان إلى الذهاب في الله ،. في الوجود وحدات ثلاث وهي حقائق، لها شخصيتها وفرديتها.
وهي تدرك جميعها بـالتجربة، ولكن التجربة لإدراك الواقع والعالم المادي غير التجربة لإدراك أعلى هذه الحقائق، وهي الحقيقة الكلية
التجربة: إن هناك نوعين من التجربة: التجربة الواقعية، والتجربة الدينية الروحية الصوفية ،. ولا تضارب بين التجربتين، ولا بين ما توصل إليهما من حقائق، والصلة بين هاتين التجربتين الواقعية والحقيقة الأخرى الروحية الكلية، هي مركز المحاولة الفكرية لإقبال. وإذا تضاءل أو تلاشى اعتراض العلم التجريبي المادي على الإسلام كدين لم يكن بينهما موضوع للكفاح والخصومة، وكان المسلم -بتوجيه من دينه- واقعيا يجب عليه أن يدرك الواقع والطبيعة ليسود عليها، ولكن لا ليشقى بها؛ لأنه لا يصح له أن ينسى روحانيته، وهي إدراكه للذات المطلقة الله7
المشاكل التي يواجهها الإسلام: إن المشكلة التي يواجهها الإسلام، كانت في الواقع ما بين الدين والحضارة من صراع متبادل، وما بينهما في الوقت نفسه من تجاذب متبادل، ولقد واجهت النصرانية في أول عهدها المعضلة نفسها، فكان أعظم ما عنيت به أن تبحث عن مستقر للحياة الروحية قائم بنفسه، مستقل تماما عن غيره تلك الحياة التي رأى منشئها ببصيرته أنه يمكن السير بها، لا عن طريق قوى عالم خارجي عن نفس الإنسان، وإنما بتجلي عالم جديد في داخل النفس ذاتها.
المبحث الثاني: المرأة الإفريقية واللغة العربية
عدم الاستخفاف المرأة الافريقية بالعربية ويوجد مسلمي الأعاجم يفدون إلى البلاد العربية لاكتساب ملكة اللغة، دروس القواعد العربية، يهاجر من بلاد الافريقية
ووسائل الإعلام من صحف وإذاعة وتلفزة وهي التي كان بوسعها تدارك الكثير مما فات والقضاء على الكثير من الآفات قد أسهمت إلى حد كبير في إيذاء العربية، والترويج لأفكار أعدائها، ولو تتبعنا برامج الإذاعة والتلفزة في معظم الربوع العربية لوجدنا نسبة ما تبثه باللغات السوقية يزيد كثيرا على ما يقابله بالفصحى، ونشير من ذلك بخاصة إلى التمثيليات الشعبية التي تقدم باللهجات المحلية، وإلى الأغاني التي يندر فيها الفصيح، فضلا عما تحتويه من معان توافه تفسد الذوق العام وتسمم الضمير العربي حتى تجعله مستعدا للاستخفاف بكل القيم الفاضلة، وكثيرون يذكرون مثلي تلك المقالة التي تصدرت ذات يوم إحدى كبريات المجلات الصادرة في بلاد العرب يتحدى بها كاتبها الشهير لغة العرب، إذ ينبزها بالعجز عن مجاراة التطور، بدليل أنه لا يستطيع أن يجد فيها اسما لكل جزء من سيارته الفارهة، وما أحسب الرجل إلا مدركا مقدار المغالطة في تهمته، لأن المفروض بمثله العلم بأن حيوية كل لغة نابعة من حيوية أهلها، فإذا جمدوا على أعتاب التخلف لم يطلب إليها أن تسبقهم إلى الأعلى، ولقد كان الأحرى به أن يعمل قلمه في إلهاب المشاعر لمسابقة الزمن في إعمال المواهب المعطلة المحبوسة في معتقلات التقليد، لتستعيد مكانتها في موكب الحضارة ولتنقلب من محض مستهلك إلى منتج، يقدم للناس مصنوعاته الناجحة مغلفة بطابعه حاملة سماته مسماة بلغته.
ولعمر الله لا يرمي العربية بالعجز لسبب من ذلك إلا جاهل لا يفرق بين الأصل والفرع، ولا يحسن تجاوز الظواهر إلا ما وراءها، أو مدخول النية لا يقصد إلى غير التضليل)9
العرب المقصرون لا العربية: لقد أثبتت العربية قدرتها الخارقة على الاستجابة لكل طارئ مهما دق وأمعن في الخفاء، وحسبها حجة على ذلك اتساعها لكلمات الله التي تنفذ دونها البحار، ثم استجابتها لدواعي المدنية التي أظلت نصف البسيطة، واستوعبت كل مفهومات الأمم التي اختزنت تراث الإنسانية في ميادين المعرفة السابقة للإسلام، فإذا تعثر أهلها فيما بعد حتى وقفوا عند حدود الاجترار لما ورثوا كان ظلما أي ظلم أن تتهم العربية بالعقم لأن مثلهم ومثلها كشأن إنسان يملك الملايين ولكنه لا يستعمل منها سوى القروش، على حين نرى فقيرا إلى جانبه لا
يملك سوى القروش، ولكنه بنشاطه وخبرته يحرك بها السوق، فمن المسئول عن تعطيل الملايين، وإلى من يعود الفضل في تحريك القروش وتمكينها من التأثير الكبير؟ أجل، إن مظاهر القصور في لغتنا ليس إلا توكيدا للقصور في نشاطنا، وهنا نتذكر التقويم الفكري الذي صوره الكاتب الإسلامي الكبير المرحوم مالك ابن نبي بما مؤداه: إننا أمة خرجت من الحضارة، وبهرها تقدم عدوها، فلم تفعل شيئا سوى الإعجاب بمصنوعاته ثم الخضوع لكل مؤشراته، ولا جرم أن الخلاص من هذا الوضع الشاذ يقتضي أن نستعيد الإحساس بذاتناأولا، فندرك واقعنا ثم نتعاون على تغييره بالارتفاع إلى مستوى المسئولية، ويومئذ فقط سنعرف أن الخطوة الأولى لتصحيح مسيرتنا تبدأ من دائرة الاكتفاء الذاتي، الاكتفاء أولا بمعطيات الرسالة التي مكنت لسلفنا الصالح من ناصية الأرض، إذ كونت من خامات الجاهلية المعطلة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف الذي يضيء للإنسانية الحائرة مسالك النجاة، وتنهى عن المنكر الذي يتمثل في كل زيغ يدفع بأصحابه إلى الهاوية … وبذلك يتاح لنا أن نتحرر من دوامة الضياع التي أغرقتنا بدعوات تتكشف كل يوم عن ضلال جديد … وهناك فقط نشعر أننا استعدنا مكاننا المفقود، فعدنا إلى صفوف القادة بعد التيه الطويل في صحراء التبعية، ثم الاكتفاء ثانيا بمقدرتنا على إنتاج الحاجات التي تتطلبها دواعي الحضارة التي لا حياة لأمة بدونها، وهي أحد الأهداف المنشودة من الرسالة الإلهية التي تقرر في أصولها الكبرى أن كل شيء في هذا الكون مسخر لمصلحة الإنسان، وكلا الأمرين على جلاله في متناول الإرادة لو استطعنا تحريرها من مركب النقص الذي ساقتنا إليه أحداث لم نكن بالخليين من تبعاتها، ومن الذي منعنا حتى الساعة من إقامة المصانع الكبرى، ونحن الذين لا نعلم سبيلا لتشغيل فوائض أموالنا إلا عن طريق أعدائنا!، ولا نعرف طريقا للانتفاع من خاماتنا المستوعبة لكل حاجات الصناعات إلا تسليمها بأرخص الأثمان لأولئك الذين يبيعوننا إياها مع أسمائها الأعجمية الجديدة بأرفع الأثمان! من وراء هذا التصرف الأحمق؟ … من وراء هذا التخطيط المدمر!
العالم الإسلامي يتلهف إلى العربية: وحق القرآن ولغته ليس مقصورا على بلاد العرب وحدها وإن تكن الأحق برعايته من بين سائر البلاد، إنما القرآن مرجع أمة تنتشر في قارات العالم، ويضطرب في مئات ملايينها الإحصاء، وهي تتطلع إلى كل حرف من لغة القرآن متلهفة إلى نطقه وفهمه، وقد بلونا الكثيرين من أبناء هذه الشعوب الغريبة عن العربية، فإذا هم أشد حماسة لها من أبنائها، بل لا أغالي إذا قلت إنهم أكثر إقبالا على دراستها وأوفر إتقانا لقواعدها من العرب أنفسهم، وما أسعدهم بإخوتهم بل أساتيذهم أبناء الضاد لو بذلوا لهم ما يستحقونه من العون لدراسة هذا اللسان الحبيب، ولعمر الله إنه لعجب من العجب أن نرى أمم الغرب ترصد في ميزانياتها القناطير المقنطرة من الأموال لنشر ألسنتها بين شعوب الإسلام، وتعقد الدورات السنوية لتدريب المتخصصين لتدريسها في كل مكان، وتبذل الجهود الجبارة لابتداع الوسائل الكفيلة بتيسيرها بأحدث وسائل الإعلام، على حين تقف الحكومات العربية مكتوفة اليدين أمام حاجة هؤلاء الأخوة إلى لغتها، وهم حلفاؤها الطبيعيون في كل مأزق عالمي، وهي التي ينفق بعضها من الكنوز على أتفه الأشياء ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، ولو أن كل حكومة عربية رصدت خمسة في المائة من ميزانيتها على نشر العربية في أوساط الشعوب الإسلامية لعدت مقصرة، لما يتوقف على هذا المرفق من مصالح سياسية تتجاوز حدود التخمين، ونعود إلى موضوع نشر العربية في المجال العالمي فنذكر بأن ذلك يقتضي الاهتمام بوسائل هذا النشر، فمعلوم أن شكاوى كثيرة تصاعد في كل مكان عن صعوبة العربية، وليس هذا موضع الرد أو النقد لهذه الشكاوى، إذ من الطبيعي ألا تكون على مستوى واحد من حيث الدوافع، 10
فهناك المغرضون الذين يريدون مجرد التنفير من العربية باختلاق المعايب لها، وربما جاهدوا لقلب فضائلها نقائص، ولكن هناك أيضا المخلصون الذين يمارسون تجربة التعليم منذ عشرات السنين، فيواجهون في طريقهم الكثير من المصاعب؛ ذلك أن الوسائل التي يستعان بها لتعليم العربية لا تزال ضمن نطاق الموروثات القديمة لم يعترها التعديل أو التطوير إلا قليلا، ورطة لابد من علاجها: وثمة قضية على جانب كبير من الغرابة والخطورة معا، تلك هي إجماع وزارات المعارف في كل بلد عربي على تعليم الأجنبية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهو أمر لا يزال يثقل كاهل التلاميذ بأعباء غير يسيرة، على حساب العربية والدين وغيرهما من المواد الرئيسية، وقد أثبتت التجربة الطويلة أن المردود الوحيد الذي جنيناه من هذا الاتجاه هو ضحالة الثقافة مطلقا، وشحن نفوس الشباب بشعور التبعية للأمم التي فرضت عليهم لغاتها، يضاف إلى ذلك أن هذا الطالب المسكين لا يكاد يطأ أرض العالم الغربي للدراسة الجامعية حتى يفاجأ بصدمة الجهل التام للغة المفروضة، فيلجأ إلى المعهد الخاص لإعداد أمثاله، وقد تستغرق هذه المحاولة زمنا غير يسير ليتمكن من الالتحاق بالقسم الذي يريد، ولو نحن أمعنا الفكر في قوادم هذا الوضع وخوافيه لأدركنا عظم الخطأ الذي اقترفناه بذلك التقليد غير الواعي، إذ أضعنا جزءا كبيرا من حياة هذا الطالب دون ثمرة، سوى ما أسلفناه من شعور التبعية، والإحساس بصغار الجنس الذي ينتمي إليه، بإزاء الأمة التي أكره على إذابة الكثير من طاقاته في التشمم للغتها، ولعل هذا أشد ما يكون بروزا في دور إعداد المعلمين للمرحلة الابتدائية، حيث يهدر الزمن غير القصير من حياة الطالب في دروس الأجنبية، دون أن يحتاج إلى كلمة منها طوال جهاده في تعليم الصغار)11
أجل، إنني بكل صراحة، وبعد تجربة ثلث قرن في ميدان التعليم، أرفع صوتي بهذا الاقتراح وهو إنقاذ الجيل العربي من هذه الورطة، وبديهي أن اقتراحي يشمل الدراسة الجامعية نفسها التي سبق أن أشرت إلى ضرورة وقفها على العربية وحدها إلا في الأقسام الخاصة باللغات الأجنبية
وما دمنا في حاجة إلى الدراسات الأجنبية في نطاق العلوم العملية فبالإمكان تدارك ذلك بافتتاح معاهد خاصة لتعليم اللغات الأخرى ضمن سنتين، لينطلق بعدهما لمتابعة دراسته في المادة المرادة دون تعثر، وذلك على غرار مدرسة اللغات التي أنشأها محمد علي لإعداد البعثات التي رأى ضرورة إرسالها إلى الخارج، وعلى شاكلة دار الترجمة التي أنشأها المأمون لنقل العلوم عن اليونانية إلى العربية دون أن يكره الناس على تعلمها في المدارس أو الجامعات، ولا أذهب بعيدا للتدليل على سداد ما أشير إليه، ففي الكثير من تجارب المملكة مع بعثاتها إلى الخارج ما يؤكد أن تأخير دراسة الأجنبية إلى ما بعد الثانوية خير وأجدى على المبتعث من أن يلزم دراستها قبل ذلك، وفي المملكة ، ولعل منهم بيننا الآن حملة دكتوراه من الغرب كانوا قد تخرجوا في المعاهد العلمية، حيث انقطعوا إلى دراسة دينهم ولغتهم والعلوم التي لا غنى عنها للمثقف دون أن يدرسوا حرفا من الأجنبية إلا بعد أن توجهوا إلى بلادها … على حين أن كثيرين ممن درسوا الأجنبية طوال المرحلة الإعدادية والثانوية لم ينتفعوا منها بشيء إلا بعد أن تفرغوا لها في بيئتها، فأقبلوا على دراستها من جديد، والإصلاح الديني بالمعنى السابق -كمحاولة فكرية، وفي صلاته هذه- يغاير الحركات الدينية الأخرى التي تعتمد على تبسيط تعاليم الإسلام وتقريبها من العقلية العامة، كما يغاير تلك المحاولات التي تسير في دائرة تفسير خاص لتعاليم الدين، أو تلتزم منهاج مدرسة خاصة من مدارس الفقه، أو مذاهب الكلام في العقيدة)12
- والإصلاح الديني -بعد هذا- تفكير ومنهج، يقوم على نقد وبناء، ويخلص إلى اعتبار قيمة واحدة، هي قيمة الإسلام في التوجيه الإنساني، ونحن في عرضنا للفكر الإسلامي الحديث، نعرض له في فترة تمتد قرابة قرن كامل، من منتصف القرن التاسع عشر إلى بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وبهذا التحديد، سوف نقصر البحث في الإصلاح الديني على هذه المرحلة، وبالطابع الذي وضحناه من قبل ،. وهذا وذاك يدعونا إلى استعادة ما كان عليه تفكير القرن التاسع عشر في الغرب والشرق وما ساد فيه من اختلال توازن القوى الفكري، والمادية، والسياسية والاجتماعية بين الشرق والغرب، لقد كانت ظروف القرن التاسع عشر، بما تم فيه من استعمار الغرب للشرق الإسلامي، وبما ساد فيه من التفكير الوضعي الواقعي لدى الغربيين من جانب، وبما ظهر من ضعف الشرق اجتماعيا، وسياسيا، ومن سيطرة التواكل على حياة الإنسان فيه من جانب آخر داعية إلى إيقاظ بعض المفكرين المسلمين، وحافزة لهم على دراسة ما يجب أن يكون عليه موقف الشرق الإسلامي إزاء:
- السلطة الاستعمارية الصليبية في بلاد الشرق.
- وإزاء هذا التفكير الغربي المادي الإلحادي، وما عساه أن يحدثه من أثر سلبي يزيد في ضعف المسلمين.
وأخيرًا إزاء الضعف المتعدد الجوانب، والذي طال عليه الأمد، واستحوذ على نفس الفرد والجماعة، في الشعوب الإسلامية، والإسلام في نظر هؤلاء المفكرين المسلمين، أداة الربط القوية بين الجماعات الإسلامية، كما أنه المصدر الأول لاستعادتهم من جديد قوتهم، على نحو ما كانت لهم هذه القوة يوم أن سادوا، ولم يخضعوا لغير الله وحده)13
المبحث الثالث: المرأة الإفريقية والإرهاب الدولي
تعريف الإرهاب: التعريف اللغوي: تبين لنا في التقديم السابق أن الاختلافات تدور حول التعريف الاصطلاحي للإرهاب- كما سيأتي تفصيل ذلك- أما التعريف اللغوي، فمن المعروف أنه يرتبط بميكنة تركيب الكلمة وبنائها وحروفها، ولهذا فإن التعريف اللغوي للإرهاب يكاد يكون واحدا، وإن توسعت بعض اللغات في المترادفات أو المشتقات أو الاستعمال للمعنى العام تارة، أو للمفهوم الخاص تارة أخرى، ولا شك أن الاختلاف والتضييق أو التوسع في التعريف اللغوي يلقي بظلاله على المعنى الاصطلاحي.
فالإرهاب في اللغة العربية: رهب: كعلم، رهبة ورهبا، بالضم وبالفتح وبالتحريك، ورهبانا، بالضم ويحرك: خاف. وأرهبه واسترهبه: أخافه والراهب: واحد رهبان في الديانة المسيحية. وهو اسم فاعل من رهب: إذا خاف، ومعنى الإرهاب في اللغات الأخرى لا يبعد عن معناه في اللغة العربية؛ ففي اللغة الإنجليزية مثلا كلمة Terrorism التي تعني الإرهاب، وهي مشتقة من كلمة Terror أي تخويف أو Terrorize وكلها تعني الخوف ومشتقاته، وعرف قاموس أكسفورد الإرهاب بأنه: (استخدام العنف والتخويف بصفة خاصة لتحقيق أهداف سياسية) وعرفه قاموس روبير الفرنسي بأنه: (الاستعمال المنظم لوسائل استثنائية للعنف من أجل تحقيق هدف سياسي؛ مثل الاستيلاء، أو المحافظة على السلطة، أو ممارسة السلطة) وبهذا يتبين أن الإرهاب يعني: خلق حالة من الخوف عند الإنسان، سواء كان الفعل موجها إليه مباشرة أو موجها إلى غيره، ولكنه يتأثر به.
التعريف الاصطلاحي: التعريف الاصطلاحي للإرهاب هو محل الاختلاف وتباين الآراء ووجهات النظر، وذلك للاعتبارات التي سبق ذكرها، ولاعتبارات تاريخية، ولاختلاف الأهداف والتوجهات وسياسات الدول ومصالحها، تلك التي أدت إلى الاختلاف والتباين على أرض الواقع، فكثرت وتنوعت التعريفات إلى الدرجة التي وجد معها الباحثون في مجال الإرهاب أن عدد التعريفات الاصطلاحية التي ظهرت في المؤلفات التي اهتمت بظاهرة الإرهاب تزيد عن مائة تعريف، وفيها تفاوت وتباين وزيادة واتفاق)14
فالبعض يركز في تعريف الإرهاب على الأسلوب أو الطريقة فيرون أن الإرهاب ليس فلسفة ولا حركة، وإنما أسلوب أو طريقة لغرض تحقيق طموح سياسي لجماعة منعزلة ومحبطة، تدرك أن لا أمل لها في الوصول إلى ما تريده إلا عن طريق تخويف الأغلبية ومؤسساتها عن طريق إشاعة الرعب والتضليل بينما يركز آخرون على الأهداف أو الوسائل أو الأسباب. وهكذا كل يركز على ما يدخل في نطاق اهتمامه، ورغم الصعوبة القائمة في التعريف الاصطلاحي للإرهاب، فإن الباحثين ما زالوا يتلمسون طريقهم للوصول إلى تعريف يتفق عليه، ويكون وسيلة لمعالجة جماعية، وفيما يلي سأذكر بعض التعريفات الاصطلاحية للإرهاب، أملا في أن يسدد بعضها بعضا، فما ينقص في تعريف تكملة التعريفات الأخرى. فضلا عن أن تعدد تلك التعريفات يدل على الاهتمام الذي وجه إلى هذه الظاهرة في العصر الحديث، حيث ابتليت بها كثير من المجتمعات الإنسانية، وفيما يأتي أبرز تلك التعريفات:
- عرفه عبد الستار الطويلة: محاولة فرد أو مجموعة من الأفراد أو الجماعات، فرض رأي أو فكر أو مذهب أو دين أو موقف معين من قضية من القضايا، بالقوة والأساليب العنيفة، على أناس أو شعوب أو دول، بدلا من اللجوء إلى الحوار والوسائل المشروعة الحضارية، وهذه الجماعات أو الأفراد تحاول فرض هذه الأفكار بالقوة لأنها تعتبر نفسها على صواب والأغلبية مهما كانت نسبتها على ضلال، وتعطي نفسها وضع الوصاية عليها تحت أي مبرر)15
وعرفت الموسوعة السياسية الإرهاب بأنه:
وعرفه حسين الشريف: منهج أو نظام، تحاول من خلاله مجموعة منظمة، أو طرف معين، جذب الانتباه إلى أهدافها، أو تجبر الطرف الآخر بتقديم تنازلات وفاء بأهدافها، بواسطة الاستخدام المنظم والمقصود للعنف، والإرهابي النمطي هو الشخص المدرب من أجل تنفيذ أعمال العنف المقررة بواسطة المنظمة أو الجماعة أو الجهة التي يتبعها، بحيث إنه في حال القبض على هذا النوع من الإرهابيين النمطيين، فإنهم يتحدثون أثناء محاكمتهم ليس من أجل تبرئة أنفسهم، بل لمحاولة نشر الأفكار السياسية لمنظمتهم، ويعدون ذلك هدفا من أهداف إرهابهم) وعرف المقنن المصري الإرهاب كما يأتي: صت المادة (86ع) المضافة إلى القانون 97 لسنة 1992 م على ما يأتي: يقصد بالإرهاب في تطبيق أحكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو الترويع، يلجأ إليه الجاني تنفيذا لمشروع إجرامي، فردي أو جماعي، بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، إذا كان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم، أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة، أو بالاتصالات أو المواصلات أو بالأموال أو بالمباني، أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم لأعمالها، أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين أو اللوائح
وجاء تعريف الإرهاب في نظام مجلس الشعب المصري كما يأتي: أي فعل يصدر من فرد أو مجموعة أفراد ضد فرد أو مجموعة أو ضد المجتمع لأغراض سياسية، أو بصورة أكثر تحديدا، هو استعمال العنف بأشكاله المادية وغير المادية للتأثير على الأفراد أو المجموعات أو الحكومات، وخلق مناخ من الاضطرابات وعدم الأمن بغية تحقيق هدف معين، لكنه وبصفة عامة يتضمن تأثيرا على المعتقدات أو القيم أو الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السائدة التي تم التوافق عليها في الدولة، والتي تمثل مصلحة قومية عليا، وعرفه صالح أكرم في بحث قدمه إلى مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي عقد في تونس عام 1986 م وعنوانه تحديد أفضل الوسائل والأساليب لمكافحة الإرهاب بأنه عبارة عن العمليات المادية أو المعنوية التي تحوي نوعا من القهر للآخرين، بغية تحقيق غاية معينة) 16
- وعرفه تركي ظاهر بأنه:
الرعب الذي يلجأ إليه مجموعة أو فرد، كالقتل والتخريب
- وعرفه أحمد طه خلف الله بأنه:
تجاوز مرحلة التطرف إلى مرحلة أخرى تنطوي على فرض الرأي أو المعتقدات بالقوة، أو بمعنى آخر فإنه إذا كان التطرف يقوم على العنف الفكري فإن الإرهاب يعتمد على العنف المادي، ومن وجهة نظر جماعات الإرهاب فإن كل شيء في المجتمع باطل ويجب تغييره، وأنه لا سبيل لهذا التغيير إلا بقوة السلاح وممارسة الإرهاب في المجتمع
- وعرفه المجمع الفقهي الإسلامي بأنه:
العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان: دينه ودمه وعقله وماله وعرضه ، كما أكد العلماء أن تعريف الإرهاب يشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد . . ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر
- وعرفه أحمد جلال عز الدين بأنه: عنف منظم ومتصل بقصد تحقيق أهداف سياسية
- أما محمد الحفناوي، فيرى أنه إجبار الآخرين من خلال الترويع والتهديد بالتعنيف الجسدي أو القهر الفكري لاتخاذ موقف إيجابي يجافي الحق الإنساني ويلغيه أمام فكر الآخرين ومعتقداتهم، وأسلوبه المغالاة الشديدة وإلغاء إرادة الآخرين ومصادرة حقوقهم
ونقل عادل القيار أن الكاتب الفرنسي (جان بيار ديرينيك) عرفه بقوله: إن الإرهاب يرتكز على الاستعمال المطلق للعنف، ببث الرعب باعتباره وسيلة عمل عشوائية وعاجزة وبالتالي عقيمة، نظرا إلى أنها تهدف إلى القضاء العشوائي على الآخرين الذين لا يملكون عندئذ استعمال نفس السلاح، أي العنف المضاد، وبالتالي الإرهاب المعاكس، ثم الوصول إلى العقم بأبسط وأوضح معانيه
وأما الكاتب (جان سرفيه) Jean servier فقد عرف الإرهاب: بكونه سلوكا يجمع في طياته أعمال العنف المرتكبة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد، ضد ضحايا يتم اختيارهم عشوائيا بهدف تأكيد قوة معينة وإرادة خفية ببثها التخويف والرعب الذي ما يلبث أن ينتشر بسرعة وتصيب عدواه كافة أصناف المجتمعات) 17
- التعريف الأمريكي للإرهاب: ورد في التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في أكتوبر سنة 2001 م أن الإرهاب يعني: العنف المتعمد ذو الدوافع السياسية، والذي يرتكب ضد غير المقاتلين، وعادة بغية التأثير على الجمهور، حيث إن غير المقاتلين هم المدنيون، إلى جانب العسكريين غير المسلحين، أو الذين هم في غير مهماتهم وقت تعرضهم للحادثة الإرهابية، أو في الأوقات التي لا توجد فيها حالة حرب أو عداء. أما الإرهاب الدولي، فهو الذي يشترك فيه مواطنون، أو يتم على أرض أكثر من دول واحدة كما أوضح هذا التقرير أنه ليس ثمة تعريف واضح للإرهاب حظي بموافقة عالمية، وباستعراض التعريفات السابقة للإرهاب يتبين أن القاسم المشترك بينها هو استخدام العنف والقوة والغدر؛ حيث إن الجميع يتفق على أن الإرهاب هو الاستعمال المطلق للعنف والقوة تجاه المدنيين أو الأهداف المدنية، أو العسكريين أو الأهداف العسكرية في غير حال الحرب المعلنة بين طرفين بهدف بث الرعب دون إنذار سابق، وفي أغلب لإرهاب في المجتمع البشري،)18
نشأة الإرهاب: يرى كثير من الباحثين والمؤرخين أن الإرهاب ظاهرة قديمة قدم العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، فهي ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر، وترتبط بوجود الصراع بين الحق والباطل وبن الخير والشر، وتزداد وتنقص حسب اتساع دائرة العلاقات الإنسانية أو تقلصها، وحسب احتدام الصراع بين الخير والشر والحق والباطل، فكلما اتسعت دائرة العلاقات الإنسانية، وازداد الصراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، كلما ازدادت هذه الظاهرة وانتشرت في المجتمعات البشرية، كما أن هذه الظاهرة ترتبط بمدى التمسك بمنظومة القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة في علاقة عكسية تماما؛ فكلما ازداد تمسك أفراد المجتمع بمنظومة القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة كلما قلت هذه الظاهرة في المجتمع، وكلما نقص تمسك أفراد المجتمع بتلك المنظومة كلما ازدادت هذه الظاهرة، وذلك لأنها ظاهرة سلبية وشاذة وغير سوية، لا تستقيم ولا تنتظم مع القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة، ويعد الظلم وتسلط القوي على الضعيف من أهم ما ينشر الإرهاب ويسببه.
وعلى هذا الاعتبار، فإن هذه الظاهرة ليست نشاطا بشريا طارئا أو ظاهرة مفاجئة، بل قديمة قدم الإنسان، فلم يخل زمن من الأزمان، أو عصر من العصور، من شذوذ في تصرفات الإنسان وسلوكه فردا كان أم جماعة، بل وجد من يتمرد على السلطة ويبغي على السلطان، من الناقمين على المجتمع الذي يعيشون فيه، وذلك بالخروج على نظمه وقوانينه، لأسباب شتى وأهداف متعددة، تسوغ لهم- من وجهة نظرهم- ما يقولون وما يفعلون، لذا نجد أن هذه الظاهرة عاشت في أقدم الحضارات في العالم وحتى الآن منذ أقدم حادثة إرهاب ظهرت على وجه الأرض بين ابني آدم قابيل وهابيل، وإلى وقتنا الحاضر، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذ وجدت هذه الظاهرة في أقدم العلاقات وأعرق الحضارات، وانتشرت في كل زمان ومكان، مع تفاوت في الدرجة والنوع والهدف والطريقة والأسلوب، حسب طبيعة كل زمان ومكان ونوع العلاقات وتشابك المصالح بين البشر، وقد جاء في بعض آي القرآن الكريم وكتب السيرة والتاريخ ذكر بعض الحوادث التي يمكن احتسابها ضمن منظومة الإرهاب البشري.
فأول عنف وعمل إرهابي ظهر على وجه الأرض ما حصل بين ابني آدم؛ إذ قتل قابيل أخيه هابيل بسبب الغيرة والحسد؛ فهذه أول حادثة يتمثل فيها أول عمل يحتسب من الإرهاب في مفهومه الواسع.
كما أن نبي الرحمة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم لم يسلم من إرهاب من لم يؤمن برسالته؛ فلم يسلم ومن آمن به واتبعه من الأذى، فتعرضوا لصنوف من العذاب والاضطهاد من قبل قومهم، مما اضطرهم ذلك إلى الهجرة مرتين إلى الحبشة ثم إلى يثرب المدينة المنورة، تاركين الأموال والأملاك والديار والأهل والعشيرة في سبيل نشر دعوة الله في الأرض، وبناء الدولة الإسلامية، وبالرغم من أن الإسلام لم يدع إلى قطيعة رحم أو حرب على الناس وسلب ممتلكاتهم، بل هو دين السلام والرحمة والمحبة والأمن والأمان والتعاون بين بني البشر، وعدم البغي والظلم، وعدم الإكراه، حتى في أمر الدين، ومع هذا لم يسلم هذا الدين من ظهور فئات تخالف تلك التعاليم السمحة من تلك الفئات الخارجة عن الدين، والبعد عن رحمته وعدله وأمنه وأمانه ووسطيته.
ومن تلك الفئات: حركة الخوارج التي ظهرت عقب موقعة صفين عام 37 هـ بسبب موقفهم من التحكيم الذي تم بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، إذ كانوا لا يرون التحكيم، فاعتقدوا كفر كل من خالف رأيهم وعذبوهم.
- حركة القرامطة، وهم أتباع قرمط الذي خالف تعاليم الإسلام، فكان له رأيه الخاص حتى في العبادات، وقد كانت هذه الفرقة من أعنف الفرق، حيث حملت السلاح لحمل الناس على اتباع مذهبهم. هذه بعض الأمثلة التي ظهرت في عصر صدر الإسلام، واستمر بعضها إلى يومنا هذا، ولم يكن هذا في المجتمع الإسلامي فحسب، بل نقل بعض الذين كتبوا عن الديانتين اليهودية والنصرانية أمثلة مما ورد من قصص الإرهاب في الإنجيل والتوراة، سواء ما كان منها بين الديانتين أم بين أهل الديانة الواحدة.
تلك كانت الماحة سريعة عن جذور الإرهاب ونشأته التاريخية.
أما في العصر الحديث؛ فقد تنوع الإرهاب في أشكاله وصوره، فتكونت عصابات وحركات منظمة ومسلحة ذات أهداف ومعتقدات ومناهج وأفكار تعلنها للمجتمع الدولي، وترتكب أفظع الجرائم وأشدها، وبالطريقة التي تراها في سبيل تحقيق أهدافها، أو نشر أفكارها في العالم، وتفاوتت وجهات النظر نحوها بين التأييد لها أو رفضها، وبن شجبها أو السكوت عنها، إلى آخر ما يرد من مصطلحات مطاطة وهلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل إن بعضها كان للاستهلاك السياسي والإعلامي بين الدول، بحيث أصبحت شعارات جوفاء بلا مضمون ودون تأثير عملي مؤثر على أرض الواقع، مما كان سببا في ظهور أفكار ومذاهب تدعو إلى الإرهاب المضاد، فنما الفكر المتطرف المنحرف، وعشش في عقول من لم يكن لهم حظ وافر من العلم الشرعي والمعرفة، أو في عقول من استطاع المنحرفون اقتناصهم والتغرير بهم وغسل أدمغتهم، حتى غدوا أداة في يد أولئك الإرهابيين المنحرفين يوجهونهم كيفما شاءوا، وإلى حيثما شاءوا.
أسباب الإرهاب: تعددت الاتجاهات والمدارس الفكرية التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب،
ولكنها تتفق في القول بأن ظاهرة الإرهاب مركبة معقدة ولها أسباب كثيرة ومتداخلة، بعضها واضح وطاف فوق السطح، والبعض الآخر خفي غائص في الأعماق، وبعضها عام على المستوى الدولي، والبعض الآخر على المستوى المحلي في كل دولة، بل وتتنوع الاستنتاجات بحسب اختصاص الباحثين؛ إذ يركز البعض على بعض تلك الأسباب دون الآخر، فأهل التوجه الاقتصادي يركزون على الأسباب الاقتصادية، والاجتماعيون يركزون على الأسباب الاجتماعية، وهكذا السياسيون والمختصون في الشئون الأمنية، يردونها إلى أسباب أمنية، وهكذا. وهناك من يرفض عزو أسباب الإرهاب إلى الأسباب المادية الخارجية، ويجعلها أسبابا نفسية فقط متعلقة بتكوين شخصية المجرم، أي إنها استعداد نفسي عند من يقوم بالعمليات الإرهابية، وأن الأسباب الأخرى ما هي إلا مثيرات لذلك الاستعداد النفسي، ويستدلون على ذلك بأن هناك مجتمعات يعاني الفرد فيها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ومع ذلك تخلو من الإرهاب بشتى أنماطه وصوره، ولكن متى ما وجد الاستعداد الذاتي، ووجد المثير والمحفز كان ارتكاب جريمة الإرهاب.
ولكن الأكثر تعقيدا أولئك الذين يردون أسباب الإرهاب إلى أسباب دينية وثقافية فقط، أي إن الدين والثقافة هما محركا الإرهاب. وعلى الرغم من خطأ هؤلاء في توجههم وتصورهم، فقد تبنت بعض المنظمات هذا التوجه، وجعلت دين المتهمين بالإرهاب وثقافتهم عدوين لتلك الدولة أو ذلك المجتمع، وصنفوا معتنقي ذلك الدين من الأعداء والإرهابيين وهذا شيء غريب! ومع الأخذ في الحسبان كل ما ذكر، فإني سأجمل الأسباب التي ذكرها بعض الباحثين في هذا المجال، منطلقا في ذلك من بعدين رئيسين؛ هما:
أ- البعد المحلي للدول، وهو المستوى الداخلي لكل دولة.
ب- البعد العام، وهو المستوى الدولي.
المستوى الداخلي
أ- البعد المحلي: المستوى الداخلي: يعزو بعض الباحثين أسباب الإرهاب إلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان، والمؤثرات
أسباب الإرهاب: تعددت الاتجاهات والمدارس الفكرية التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب،
التي تتدخل في تكوين نمط حياته أو تؤثر فيها. وقد قسمت تلك الأسباب عناصر كثيرة، أجملها في الأسباب الرئيسة الآتية: -
1 - الأسباب التربوية والثقافية: التربية والتعليم هما أساس تثبيت التكوين الفطري عند الإنسان كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه . فأي انحراف أو قصور في التربية يكون الشرارة الأولى التي ينطلق منها انحراف المسار عند الإنسان، والفهم الخاطئ للدين يؤدي إلى خلق صورة من الجهل المركب، ويجعل الفرد عرضة للانحراف الفكري والتطرف في السلوك، وتربة خصبة لزرع بذور الشر وقتل نوازع الخير، بل ومناخا ملائما لبث السموم الفكرية من الجهات المغرضة، لتحقيق أهداف إرهابية.
ويقع عبء هذا الأمر ومسؤوليته على المؤسسات التي تتولى تربية الأفراد وتعليمهم وتثقيفهم في جوانب التكوين التربوي العام، أو التربوي الخاص كالتعليم الديني، سواء أكانت تلك المؤسسات ذات مسؤولية مباشرة- كمؤسسات التعليم العام والجامعي- أم ذات مسؤولية غير مباشرة كوسائل الإعلام بشتى أنواعها، وهذه المؤسسات مجتمعة هي المعنية بتنفيذ سياسات التعليم والتربية في مجتمعاتها، وإذا كان قصور تلك المؤسسات عن القيام بواجبها وأداء مهمتها في المجتمع يؤدي إلى قصور في التكوين التربوي الصحيح، فإن انحرافها يؤدي إلى أسوأ من تلك النتيجة؛ سواء أكان بالفعل أم برد الفعل، فحينما يتدنى مستوى الأداء في تلك المؤسسات، بدلا من ترقيته للذوق العام، وترسيخ القيم والمبادئ النبيلة بين الأفراد، وتنمية الوعي في تعظيم حرمة الدين والأموال والأنفس والأعراض والعقول، وتنمية مداركهم في السماحة والتخاطب والعمل على جمع الكلمة، فإن ذلك يوغر صدور المعتدلين، ويدفعهم إلى تبني مواقف متشددة وآراء متطرفة، فتسهم تلك المؤسسات بطريقة غير مباشرة في إذكاء نار الفتنة، وتهيئة جو التهييج نحو ظهور إرهاب فكري، وسخط وإثارة ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع، وهذا في حد ذاته دعوة إلى التطرف، واحتضان الانحراف الذي يقود إلى الإرهاب) 21
- الأسباب الاجتماعية: المجتمع هو المحضن الذي ينمو فيه الإنسان، وتنمو فيه مداركه الحسية والمعنوية، ويتنفس هواءه، ويرشف من رحيقه، فهو المناخ الذي تنمو فيه عوامل التوازن المادي والمعنوي لدى الإنسان. وأي خلل في تلك العوامل، فإنه يؤدي إلى خلل في توازن الإنسان في تفكيره ومنهج تعامله، فالإنسان ينظر إلى مجتمعه على أن فيه العدل وفيه كرامته الإنسانية، وحينما لا يجد ذلك كما يتصور فإنه يحاول التعبير عن رفضه لتلك الحالة بالطريقة التي يعتقد أنها تنقل رسالته. فعلى سبيل المثال: حينما لا تتكافأ الفرص بين المواطنين، ولا يكون التفاضل قائما على أسس ومعايير سليمة، أو عندما لا يكون العدل مقياسا للجمع بين المتساويين والتفريق بين المتفرقين، أو حينما يتسلط القوي على الضعيف، وغير ذلك من الأخطاء الاجتماعية، فإن ذلك يشكل إحباطا لفئات من المجتمع، فتحاول التعبير عن رفضها لتلك الممارسات بطريقة خاطئة غير رشيدة؛ لأن رد الفعل العكسي هو الذي يسوق ذلك الإنسان إلى كراهية المجتمع، ومحاولة الانتقام بالطريقة التي يراها مناسبة لرد ما يتصور أنه سلب منه.
فانتشار المشكلات الاجتماعية ومعاناة المواطنين دوافع إلى انحراف سلوكهم، وتطرف آرائهم وغلوهم في أفكارهم، بل ويجعل المجتمع أرضا خصبة لنمو الظواهر الخارجة على نواميس الطبيعة البشرية المتعارف عليها في ذلك المجتمع.
3 - الأسباب الاقتصادية: الاقتصاد من العوامل الرئيسة في خلق الاستقرار النفسي لدى الإنسان؛ فكلما كان دخل الفرد يفي بمتطلباته ومتطلبات أسرته، كلما كان رضاه واستقراره الاجتماعي ثابتا، وكلما كان دخل الفرد قليلا لا يسد حاجته وحاجات أسرته الضرورية، كلما كان مضطربا غير راض عن مجتمعه، بل قد يتحول عدم الرضا إلى كراهية تقود إلى نقمة على المجتمع، خاصة إن كان يرى التفاوت بينه وبين أعضاء آخرين في المجتمع مع عدم وجود أسباب وجيهة لتلك الفروق، إضافة إلى التدني في مستوى المعيشة والسكن والتعليم والصحة، وغيرها من الخدمات الضرورية التي يرى الفرد أن سبب حدوثهاهو إخفاق الدولة في توفيرها له بسبب فشو الفساد الإداري، وعدم العدل بين أفراد المجتمع.
هذه الحالة من الإحباط والشعور السلبي تجاه المجتمع يولد عند الإنسان حالة من التخلي عن الانتماء الوطني، ونبذ الشعور بالمسئولية الوطنية، وعدم احترام ذلك الوطن والمواطن الذين يرى أنهما لم ينصفاه ولم يعطياه حقه، وأن الوطن لم يقم بالواجب نحو ذلك المواطن في سد معاناته ومعالجة فقره وعوزه، ولهذا يتكون لديه شعور بالانتقام، وقد يستثمر هذا الشعور بعض المغرضين، فيحسنون لذلك المحبط قدرتهم على تحسين وضعه الاقتصادي، دون أن ينظر في عبر التاريخ، وإلى ما حوله من المجتمعات، وما حل بها من جراء تلك الفئات التي تحمل فكرا غير سوي.
4 - الأسباب السياسية: وضوح المنهج السياسي واستقراره، والعمل وفق معايير وأطر محددة يخلق الثقة، ويوجد القناعة، ويبني قواعد الاستقرار الحسي والمعنوي لدى المواطن، والعكس صحيح تماما، فإن الغموض في المنهج والتخبط في العمل، وعدم الاستقرار في المسير يزعزع الثقة، ويقوض البناء السياسي للمجتمع، ويخلق حالة من الصدام بين المواطنين والقيادة السياسية، وتتكون ولاءات متنوعة، وتقوم جماعات وأحزاب، فتدغدغ مشاعر المواطن بدعوى تحقيق ما يصبو إليه من أهداف سياسية، وما ينشده من استقرار سياسي ومكانة دولية
أما الوجه الآخر، فهو البحث عن المكاسب السياسية من خلال خلق الضغوط، مثل إقدام بعض الدول على احتضان بعض الجماعات أو الأفراد الخارجين على قوانين بلادهم، وتشجيعهم ومساعدتهم ماديا ومعنويا، وذلك تحقيقا لمكاسب سياسية، واستخدامهم- كما يقال- ورقة ضغط تلوح بها الدولة الحاضنة في وجه الدولة الأخرى متى ما أرادت، لتحصل من خلالها الدولة الحاضنة على تنازلات سياسية أو مكاسب اقتصادية من الدولة الأخرى، بل يصل الأمر ببعض الدول في بعض الحالات إلى الإرهاب في المنظور الإسلامي يتعرض الإسلام والمسلمون للاتهام بالإرهاب والعنف والتطرف، بل إن بعض وسائل الإعلام اليوم أصبحت تبرز الإرهاب وكأنه صفة ملازمة لهذا الدين ولمعتنقيه، حتى أصبح الظهور بمظهر الانتماء إلى هذا الدين يشكل مشكلة في بعض البلاد والأوساط الاجتماعية.
وقد نسبت بعض وسائل الإعلام وبعض الكتاب الإرهاب إلى الإسلام زعما أن تعاليم الإسلام وأحكامه وبعض آيات القران الكريم تدعو إلى الإرهاب، وتوجه المسلمين إلى سلوك طريقه، ويزعمون اشتمال آيات القرآن والأحاديث النبوية ودلالتها على ذلك؛ إما بالنص أو بالمعنى، وهذا يخالف الحقيقة تماما)22.
وحتى يكون نفي ذلك عن الإسلام قائما على أساس علمي، ولكي تكون نسبة الأشياء متمشية مع القواعد العلمية في الحكم على صحة النسبة، فإني سأوضح ذلك من منطلقين.
أولهما: الدلالة اللفظية في الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر كلمة إرهاب.
وثانيهما: التوجيه الإسلامي في مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه، من خلال الاتجاه الوقائي والعلاجي، لما قد يحصل من الإنسان من أخطاء تكون سببا في ارتكاب أي نوع من أنواع الاعتداء والعنف.
الدلالات اللفظية في الآيات القرآنية:
الأول: الدلالة اللفظية في الآيات القرآنية: وردت كلمة رهب وما اشتق منها من تصريف في اثني عشر موضعا في القرآن الكريم؛ هي قوله تعإلى:
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [البقرة: 40 [البقرة: 40 .
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [المائدة: 82 [المائدة: 82 .
{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 116 [الأعراف: 116 .
{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف: 154 [الأعراف: 154 .
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [الأنفال: 60 [الأنفال: 60 .
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة: 31 [التوبة: 31 .
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة: 34 [التوبة: 34 .
{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [النحل: 51 [النحل: 51 .
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90 [الأنبياء: 90 .
{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) [القصص: 32 [القصص: 32 .
{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 27 [الحديد: 27 .
{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) [الحشر: 13 [الحشر: 13 .
وقد اتفق المفسرون لتلك الآيات على أمرين؛ هما: أن الدلالة اللفظية في كل تلك المواضع تعني الخوف أو الخشية وما اشتق منهما؛ وكذا ليس من دلالة تلك الآيات ما يفيد إباحة القيام بالقتل والتخريب والإفساد والاعتداء على الآخرين، فالمقصود الخوفلابمعناه الإيجابي الذي يقود إلى طاعة الله سبحانه وتعإلى، والتبتل إليه خشية وخوفا من عقابه وأملا في رضاه، تفعيلا لمبدأ الوقاية التي تعني البناء الإيجابي بالإقلاع عن الذنب والارتداع عن فعل الجريمة هذا من وجه، ومن وجه آخر فإن معنى الإرهاب الوارد في قوله تعإلى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال: 60 [الأنفال: 60 يعني دفع الاعتداء والوقاية منه. ولهذا جاء التوجيه القرآني بطلب الإعداد الذي يكون من نتيجته خوف العدو مما لديك، فلا يهاجمك.
فالمقصود أن وجود القوة المادية عامل مهم في حفظ التوازن وعدم الاعتداء، فمتى ما علم العدو بوجود قوة تستطيع مقابلته وردعه بها، فإنه سيرتدع عن الاعتداء، وبهذا تقي نفسك ونفسه مما يكون سببا في هلاكهما، وعليه يكون المعنى المقصود بكلمة ترهبون الواردة في الآية السابقة المعنى الإيجابي؛ أي: سد باب الاعتداء والقتل والخراب والفساد، الذي يلحق بالمجتمع ضررا كبيرا، فهو إرهاب وقاية ودفع للشر، لا إرهاب اعتداء وقتل وخيانة وتخريب وخروج عن الصواب.
والأمثلة من الواقع المشاهد كثيرة في هذا المجال، فهي تبين حكمة التشريع من توجيه المسلمين إلى هذا الإعداد والاستعداد الذي يكون وسيلة لاستتباب الأمن وترسيخ قواعد البناء، ومن ينظر إلى حال العالم قبل سقوط قوة الاتحاد السوفييتي، وينظر إلى حاله اليوم يدرك حكمة الإسلام في التوجيه إلى الإعداد والاستعداد بالقوة.
المرأة الإفريقية وظاهرة الإرهاب بحيرة تشاد ومجموعات الدول الخمس
لما ظهرت جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد من نجيريا المسمى ببوكو حرام التي اتخذت مقرها بسمبيسن (غوزا) وتستغل المرأة في الانتحارات، وهذه الجماعة تستغل غالبا النساء في الانتحارات، والغفلة التي أصابت الأمة الإسلامية الإفريقية، أدى إلى أن يتطرف بناتهن فكريا، ومنها عدم معرفة الآباء لحديث الساعة الراهنة، لتخلفهم عن فهم العالم المعاصر، والتحمس الشديدة للإسلام ومن خلال تلك الغيرة يستغل المتطرف بناتهم في هذه الأغراض، ويقنعون البنات باسم الإسلام، لكن رسالة الأئمة والخطباء إلى الأمة الإسلامية ، في المجتمع الإفريقي ما زال بدائيا، وطرأ عليه تغييرا طفيفا من خلال بعض الخريجين من دول العالم العربي والإسلامي وضعوا شيئا طفيفا من التغيير في فن الإلقاء والمنهجية، لكن بعض المساجد في إفريقيا مازال يلقي الخطب على النمط القديم وهو عدم تغيير الخطبة، مدى أحقاب السنين، والتدابير التي سوف تسلكها المرأة الإفريقية أن تكون وسطيا وهي الوسطية كانت منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ففي الوقت الراهن المرأة الإفريقية بأشد الحاجة إلى الالتزام بالوسطية والاعتدال لكثرة الانحرافات والتضليل حيث صارت الأمة الإسلامية الإفريقية متحيرة في أمر دينها لان الغلو والتطرف انتشر في أقطار المعمورة فعلينا بالوسطية في جميع أمورنا حتى في تفكيرنا وتأملنا يلتزم الخطيب بالموضوعية والحياد ويبحث موضوعه باختيار موضوع له علاقة بظاهرة اجتماعية المعايش في الكاميرون كالاهتمام بالإعمال النافعة والتحذير من الأشياء الضارة ويكون فيه الترغيب والترهيب ومرة يكون وعظ تذكير ومرة وعظ تعليم وقابل للتطبيق بان لا يكون خياليا أو يثير الكراهية بين المجتمع الكاميروني
توجيهات الإسلام في مكافحة أسباب الإرهاب
الثاني: توجيهات الإسلام في مكافحة أسباب الإرهاب والاعتداء ومعالجتها: نهج الإسلام في معالجته للقضايا المرتبطة بالسلوك البشري وتحقيق الأمن للمجتمع منهجا متوازنا، يجمع بين التأصيل والبناء الذاتي لعوامل المحافظة على الأمن، وسن التشريعات والأنظمة التي تكفل حفظ الأمن ومعالجة ما قد يعتري السلوك البشري من اعتلال أو انحراف.
لهذا نجد أن الشريعة الإسلامية تعاملت مع ظاهرة الإرهاب في اتجاهين متوازيين يسيران معا في آن واحد، هما:
الاتجاه الوقائي التربوي: ويقصد به بناء المناعة الذاتية المدافعة للعوامل المسببة لخروج السلوك البشري عن جادة الصواب. وقد يطلق على هذا الاتجاه اتجاه تجفيف المنابع التي تولد الإرهاب، ويتمثل ذلك في غرس الفضائل، وتربية النفس على الآداب الخيرة، والالتزام بالأحكام الشرعية، والتمسك بكل ما يصون محركات السلوك البشري ويمنعها من السير في طريق غير سليم.
وأما الاتجاه الثاني، فهو اتجاه المعالجة، ويتمثل فيما شرعه الله من أحكام وتشريعات عقابية رادعة، وهذه الأحكام تتضمن بعدين أساسيين. بعد تطهير النفس البشرية وتخليصها من عقدة ارتكاب الذنب. أما البعد الآخر، فيتمثل في ردع من يرتكب جريمة من العودة إلى مثلها وزجر الآخرين من الوقوع في ذلك الخطأ، وهذا بعد وقائي؛ كما في قوله تعإلى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179 [البقرة: 179 ، أي إن في تطبيق حكم القصاص ما يمنع بعضكم من قتل بعض مخافة أن يقتص منه، فيحييا بذلك معا.
لذا فإن موقف الإسلام من الإرهاب موقف أزلي يجمع بين الوقاية والمعالجة للمخالفات التي قد تكون سببا في مزيد من الإرهاب والعنف. وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: 37 [الشورى: 37 . وروى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رجلا قال للنبي 23
صلى الله عليه وسلم أوصني. قال: لا تغضب ، فكرر السؤال مرارا، وفي كل مرة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب .
11 - تحريم ترويع الآمنين: حرم الإسلام ترويع الآمنين المباشر وغير المباشر، ووجه إلى سد كل المنافذ وأبواب الذرائع التي قد تكون وسيلة للترويع، أو تعكير الجو الآمن، وجاءت الأحكام الشرعية مانعة لبعض الأفعال التي قد تسبب ترويع الآمنين وإخافتهم مثل تحريم الإسلام للإشارة بالسلاح، إذ شدد الإسلام في النهي عن هذا الفعل. وجاء في الحديث عن المصطفى أن الإشارة بالسلاح من موجبات الاستحقاق لعذاب الله الأليم في جهنم، فقد روى الإمام النسائي عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أشار المسلم على أخيه المسلم بالسلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتله خرا جميعا فيها) 24
اتجاه مكافحة الإرهاب في منظور ابراهيم محمد جبريل
التعايش السلمي يتضمن حقَّ الفرد والمجتمعات الإنسانية في المساواة والحرية والكرامة والكفاية والقارة الإفريقية تعيش تحولات جذرية في الثقافة والدين والتفكير، في السنوات الأخيرة فيما يخص التطرف الديني، والعالم اليوم يحتاج إلى التعايُشُ الاجتماعي واحترام الآخرين وحرياتهم والوعي بالاختلافات بين الأفراد والجماعات والقَبول بها، وكان للمثقفين دورا عظيما في التعايش السلمي
وأبرز التعايش بين البشر يتم في أشياء كثيرة، ويعتبر المسلمين في الكاميرون وتشاد والسنغال وغيرهم من الدول الافريقية رمز التعايش مع غير المسلمين، و من يعش في إفريقيا يرى مثالاً رائعاً للتعاون التلقائي غير المتكلف بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلام ، لكن يعد التطرف التعايش ومن المخاطر الكبرى التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات البشرية.
والتعايش Co-Existence فهو من المصطلحات الحديثة، أدى ظهوره بعد الحرب العالمية الثانية (بل جاء استخدامه في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، تعبيراً عن تجنُّب النزاعات والحروب بين أقطاب الحرب الباردة بالتوافق على ما سُمِّيَ أي معالجة النزاعات من خلال التفاوض ،Peaceful Co-Existence التَّعايشُ السلميُّ والحوار السلمي، واللجوء أحياناً للمؤسسات الدولية، تَنُّباً لأخطار الحرب النووية)1 (شهد مفهوم التعايش/التسامح في الغرب الأوروبي خلال ثلاثة قرونٍ تحولاتٍ عميقة، صيَّتْه في القرن العشرين وبخاصةٍ بعد الحروب الهائلة مفهوماً كونياً. وما ورد مفردا التعايش/التسامح في الكتاب والسُّنَّة، لكنَّ هذا الثنائي كان حاضراً بقوةٍ في اللغة العربية باعتباره بين سمات وأخلاق الشخصية العربية النبيلة، فظهر بمعناه أو معانيه في الكثير من النصوص والأحداث وأخلاق التعامل. في حين وقعت مفاهيم التعارف والمعروف في أصل خطاب الفضائل، وصار التعارف وهو من الجوانب العملية والتواصلية ، في الأزمنة الوسيطة والمعاصرة، فهو حاضرٌ في مفاهيم المعروف والتعارف، باعتباره قاعدةً للعيش مع الآخر في العالم، وفضيلةً في التعامل والممارسة. وهو حاضرٌ في مفهومي الرحمة والعدل)25
بدأت الدعوة للتسامح والتعايش السلمي في المجال الأوروبي في القرن السابع عشر ( وقد أُريد به الخروج من النزاعات ذات المظاهر الدينية بداخل المسيحية، فإلى وقف الاضطهاد ضد اليهود. لكنْ في القرون اللاحقة، وبخاصةٍ في القرن العشرين، تطور المفهوم لدى المفكرين ولدى الجمهور لتجاوُز النزاعات من شتى الأنواع، للخروج من التعصب، والاعتراف بحق الاختلاف،
وإقرار التعددية في الثقافة والسياسة والعلاقات الإنسانية، وقد كانت هناك مشكلات لدى العلمانيات الحديثة في مسألة الاعتراف، باعتباره في الفكرة والممارسة ذا أصلٍ كاثوليكي عريق، يقارن مفهوم التوبة من الذنوب، إنما في الفلسفات الحديثة والمعاصرة، وبعد شيوع فكرتي العدالة التي تتضمن حق التكافؤ والاختلاف، والتداولية التي تفعِّلُ مقولة المجتمع المدني ومقتضياتها، جرى تجاوُزُ الأصل الديني للمصطلح ليصبح الاعتراف الشامل بالاختلاف والتعدد جزءاً من الليبرالية والديمقراطية في الفكر والأنظمة السياسية باعتباره نهجاً استراتيجياً)26
فمفهوم التعارف الذي تطور إليه مفهوم التعايش والتسامح يتضمن حقَّ الفرد الإنساني والمجتمعات الإنسانية في المساواة والحرية والكرامة والكفاية والسلام، كما ظهر في ميثاق الأمم المتحدة ، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق والعهود الأخرى هو الذي عودة الدين إنَّ التواصل والتداخل في الفكر العالمي بين المفاهيم، في زمن يتيح الاقتران والتشارُك بين مقتضيات التعايش والتعارف من جهة، ويفتح الآفاق على فُرَصٍ وإمكانياتٍ المشاركة في فكر العالم وحضارته وثقافاته المتجددة، من خلال تجديد النظر في رؤية مفاهيم الكبرى، من جهةٍ نحن محتاجون بشدة للتعايش والتسامح في مفاهيم وممارسات في العلاقات الداخلية والنظرة إلى الآخر، كما والأفهام رؤية العالم نحن محتاجون بشدة للتعارف في العلاقات مع العالم، إنَّ التغيير في المتجددة له ضرورةٌ قصوى لمثقفينا وجمهورنا، وأخلاقنا)27
تعيش القارة الإفريقية تحولات جذرية في الثقافة والدين والتفكير، وقد نتج ذلك عن جملة تحولات التي شهدتها إفريقيا في السنوات الأخيرة فيما يخص الإرهاب والتطرف الديني في بعض البدان القارة الإفريقية وشهدت القارة تحولا في الثقافة، وأدى التطرف الديني في إفريقيا إلى تشويه سمعة المسلمين على صعيد القارة، وأدى التطرف الديني إلى فقدان ثقة المسلمين مع من يتعايشون معهم من غير المسلمين، وقد أثر التطرف الديني إلى خلق رعب في قلوب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء على صعيد القارة الإفريقية، وبعض البلدان في القارة الافريقية ما زالت تعيش حالة الارتباك منذ الاندلاع الحروب الدينية والجهاد باسم الاسلام أو باسم المسيحية، في السنوات الأخيرة، وأدى إلى قتل الأبرياء ولجوء ملايين من سكان القارة الإفريقية ( وفي ضوء هذه المتغيرات في العالم الاسلامي، عملت منظمة التعاون الإسلامي منذ سنوات مبكرة للتصدي لهذه الظاهرة، حيث أسست مجمع الفقه الإسلامي الدولي سنة 1981 م لضبط الفتوى وتوحيد
الاجتهاد وصون الخطاب الديني من تعدِّي الهُواة والمُتنطِّعين، وإعلاء دور المرجعيات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي، وتفعيل دور المؤسسات الدينية الرسمية في توعية المجتمعات المسلمة، وتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع حاجة هذه المجتمعات وتطوراتها كما سارعت المنظمة إلى وضع التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب على رأس أجندتها السياسية والثقافية والاجتماعية منذ سنة 1987 م، وبات ذلك جزءاً رئيساً في برامج عملها وعلى سلم أولوياتها وفي صدارة قراراتها السياسية والثقافية، وقد تُوّجت هذه الجهود المبكرة بمعاهدة المنظمة لمكافحة الإرهاب التي تم اعتمادها سنة 1999 م ، وتكلّلت هذه الجهود بالعديد من المبادرات الدولية من قبيل إعلان كوالالمبور سنة 2003 م ، وبيان مكة سنة 2005 م، والعديد من المبادرات والبرامج الدولية الرائدة في هذا المجال، ومع التحولات الجذرية التي شهدتها ظاهرة التطرف والعنف وركوب الحركات الإرهابية موجة وسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد وضرب أمن واستقرار المجتمعات، بادرت منظمة التعاون الإسلامي إلى تأسيس مركز صوت الحكمة سنة 2016 م للإسهام في تفكيك الخطاب المتطرف والتصدي لأجندة الحركات المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولإثراء الشبكة العنكبوتية بمحتوى إيجابي يعكس وسطية تعاليم الدين وسماحتها بدلاً من ترك الميدان مرتعاً لفكر الحركات المتطرفة ، ورصد ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تقترن اقتراناً وجودياً مع خطاب الكراهية وظاهرة التطرف والإرهاب، ويأتي هذا العمل الفكري في سياق جهود منظمة التعاون الإسلامي المتواصلة (هو التعريف بالإسلام بطريقة ميسرة وسهلة دون الإيغال في الخلافات والتفسيرات والأفهام المتشددة ، ملتزمة في الطرح والمناقشة بالوسطية والسماحة)29
التعايُشُ الاجتماعي: يعني أنَّ (المجتمع يعيش أهلُهُ في وئَامٍ، رغم تَعدُّد فئاتهم، وأَعراقُهم، وأَديانهم، ومَصالحهم. ويقوم التعايش على احترام الآخرين وحرياتهم والوعي بالاختلافات بين الأفراد والجماعات والقَبول بها، وتقدير التنوع الثقافي. ولأن التعايش هو تفاعلٌ بين طرفين وأكثر، فهو يعني استعداداً من عدة أطراف لتطوير عيشٍ مشتركٍ يسوده الحوار والتفاهم)30
دور المثقفين في التعايش السلمي: كان للمثقفين دور عظيم في التعايش السلمي ونبذ التطرف حيث (كتبوا وتحركوا منذ النصف الثاني من القرن العشرين بقوةٍ وفاعليةٍ، ودخلوا على المعروف العالمي الجديد، والتعارف العالمي الجديد في قيم المساواة، والحرية، والعدالة، والسلام، وحقوق الإنسان، وهي مفاهيم وقيم ومصطلحات ما كانت موجودةً في تراثنا بنفس الصِيَغ أو المعاني أو الألفاظ في أحيانٍ كثيرة، وقد صدرت عن علماء ومثقفين بياناتٌ وإعلاناتٌ كثيرةٌ في العقود الأخيرة، تتضمن هذه القيم بالانفراد، أو بالاشتراك مع أبناء الديانات الأُخرى والثقافات الأُخرى، والأُمم الأُخرى، وكان التعايش والتسامح مبدأً، وقيمةً، وأخلاقاً حاضراً فيها التعايُشُ الديني والتعددية الدينية وإحصاءاتها: هناك دراسة إحصائية أجرتها في عام 2012 ( مؤسسة البوذيون وحدهم 15 في المئة من سكان العالم ، ولهم كتاب كتب يؤمنون به، ويشكل الهندوس 7،1 في المئة، ولهم أيضاً كتاب يؤمنون به، وإلى جانب هاتين العقيدتين البوذية والهندوسية، هناك عقائد عديدة أخرى، مثل: الشنتوية، والجينية، والسيخية، والزرادشتية، والطاوية، والوسيكا، إلى جانب ما يُعرَف بأهل العقائد؛ الذين ينتشرون في إفريقيا، وبين الهنود الحمر في الأميركيتين، والذين يشكلون في مجموعهم 5،9 في المئة من سكان العالم)31
ترويج الشبهة في الديانات عبر تأويل فاسد: (يتم الترويج لشبهة ، فحواها أن الإسلام يحتكر شرعية الإيمان باللَّه ، ويلغي شرعيات الأديان الأخرى ، وأنه لا يتسامح مع المؤمنين بالأديان والعقائد المختلفة الأخرى!! ويتمّ بناء هذه الشبهة على تأويل فاسد لآيتين من القرآن الكريم ؛ حيث يعتمد أصحاب هذا التفسير في توجيه تهمة الاحتكار الدينية على الآية الكريمة، ويعتمدون في توجيه تهمة الإلغاء الديني لكل ما هو غير مسلم ومن خلال ذلك يصنِّفون الإسلام على أنه دين غير متسامح، إلغائي للآخر، كاره لغير المؤمنين به، ومناقض للوحدة الإنسانية! ومن ثَمَّ ليس مؤهلاً لتحقيق الأمن الروحي والفكري على المستوى الإنساني العام، ذلك أن هذه المهمة الروحية الإنسانية، السامية يستحيل تحقيقها عن طريق الاحتكار أو الإلغاء، ومحاولة فرضها بالإرهاب، وردًّا لهذه الشبهة، لا بد من توضيح المفهوم القرآني للإسلام ؛ وهو مفهوم يقوم على الإيمان بما أنزل اللَّه سبحانه وتَعإلى إلى محمد ، وما أُنزل إلى مَن قبله من الأنبياء والمرسلين، من وحي السماء، وخصوصاً إلى عيسى وموسى والإيمان أيضاً بأن إله المسلمين وإله أهل الكتاب، بل إله البشر جميعاً، هو إله واحد، ويتردد هذا الموقف المبدئي التأصيلي بشكل تفصيلي في القرآن الكريم، فإن التعريف العام للإسلام يكون الإيمان بجميع رسل اللَّه وأنبيائه، وعدم التفريق بينهم وهذا أمر جوهري في العلاقات الإيمانية والإيمان برسالات اللَّه جميعاً التي حملها الرسل والأنبياء، ويشكل بالتالي أساساً لعلاقات تسامح مع أهل العقائد العديدة الأخرى)32
أبرز التعايش بين البشر: أبرز التعايش بين بني آدم يتم في التسامح، والحرية، والفضيلة، والعدل، والوفاء بالعهد، والتعاون على نشر الخير ومحاربة الفساد، ومن الخير و حفظ النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال، ومن حقوق الأخوة الإنسانية الموروثة وجوب ودعوة الآخرين للمشاركة في الرفق الذي قد يكون ممزوجاً بحسن المناداة وبالاستعطاف والتجاور ويراعي فيه حقوق الروابط المختلفة حتى مع اختلاف الدين، ويحث على التعاون في تحقيق المصالح المشتركة والثوابت وطبيعة الآخر وقد تعرفنا فيما سبق على الثوابت العامة التي ينبغي أن لا يتنازل عنها أو يتهاون بها، يبدو أن هناك حاجة إلى التعرف على الطريقة التي تتفاعل بها هذه الثوابت مع طبيعة الآخر فالآخر
العلاقة الودية التعاونية بين المسيحيين والمسلمين في الكاميرون: إن من يعش في الكاميرون يرى مثالاً رائعاً للتعاون التلقائي غير المتكلف بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلام ، سواء أكانوا يسكنون عمارة واحدة أو يعملون في مؤسسة واحدة، أو يتعاملون في الأسواق والمحلات التجارية، فإن هذه العلاقة الودية التعاونية بين المسيحيين والمسلمين تمتد قرونا عديدة وتستند إلى أسس مشتَركة كثيرة، منها إباحة أكل المسلمين لطعام المسيحيين، وإباحة زواج المسلم من نسائهم لتحقيق التعايش السلمي ثابتة على مبدأ واحد وهذا المبدأ هو أن الأصل في العلاقة بين البشر هو السلم والتعاون في الخير.
التطرف في التعايش مع الآخرين: ومن المخاطر الكبرى التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات البشرية اليوم ظاهرة التطرف (التي تغطي بأشكالها العديدة واجهة الأحداث، فمن التطرف السياسي إلى التطرف الفكري إلى التطرف الديني وإلى تطرف الهُويات والقوميات. ويزداد هذا التطرف صعوداً مع تزايد دعاته، سواء من الجماعات أو من الساسة من مختلِف الجنسيات والأديان، الذين صاروا يكسبون بفضله رهانات السياسة، وتتجه مؤشرات صناديق الاقتراع لصالحه، وهذه الظاهرة كما عُرِفت في أوساط العديد من المجتمعات على مرِّ العصور، فإنها تعرف اليوم نقلة نوعية نظراً لِمَا أصبح في متناول أصحابها من المتاح التقني والصناعي الذي يختزل البشرية في قرية صغيرة، وأصبحت عملية التعاطي معها اختباراً صعباً، ولكنه مُلِحٌّ ويحتاجُ إلى جهود إقليمية ودولية. فلا يكفي الاقتصار فيها على الجهود الأمنية بمفردها، بل لا بد من إسناد فكري وتربوي ينشر ثقافة إنسانية ذات بعد أخلاقي، قوامه السلم والمحبة والتسامح.
ثقافة الغلو والتطرف: ثقافة الغلو والتطرف لن يترك مكاناً للغلو والتطرف، داخل المجتمع الواحد فحسب، بل بين المجتمعات البشرية بمختلِف ألوانها الدينية والثقافية ومثل هذه الثقافة ( يمهد أرضيةً مثل للحوار والتفاهم بين الأمم والشعوب، ويحقق الاستقرار والأمن الاجتماعي، ويشكل حاجزاً حصيناً ضد كل نزعات العنصرية والتمييز وأساليب الإقصاء، ويضع حلولاً رشيدةً للاختلاف والتنوع، ويحترم ما يميز كل شعب من مكونات ثقافية تمثل هُويته ومصدر اعتزازه، ويدعو إلى الارتقاء بالأفكار والسلوكيات وتنقيتها بما يحقق التعايش المشترك والتعاون الحضاري والثقافي بين الشعوب، لذا كان مطلباً جليلاً، دعت إليه الأديان وسعت نحوه الفلسفات والنظم القانونية)33
مظاهر التطرف وأسبابه وانعكاسات: أصبح التطرف أكثر استعمالاً في الأشياء المعنوية. فهي (التشدد والشطط في المعتقدات والمواقف والتصرفات، وهي كل فكر أو عمل أو سلوك يتبناه شخص ما ويبالغ فيه ويفتقر إلى سند علمي أو ديني أو أخلاقي. ومما يزيدها جلاءً وقوعُها في مصفوفةٍ من المصطلحات المتآخية دلالياً والتي يضفي كل واحد منها عليها سمة أو معنَى. منها: التعصب، والتنطع، والتشدد، والغلو، والتزمت، والعنف، والإرهاب، ولئن أخذ التطرف مظاهر وأشكالاً متعددةً وبالغةَ الخطورة، فإن تجلياته في المعتقد والفكر تبدو من أعتاها وأجدرها بصرف الجهد واستنفار الطاقات. وربما يكون التعصب الشديد للفرقة والطائفة، لما ينطوي عليه من حظوظ النفس والميل إلى المحورية الضيقة هو أصل داء التطرف ومغذيه المستمر)34
وخصوصاً إذا كانت له حواضن اجتماعية تدعمه وتوفر له فضاءات تسمح له بالتبلور والتعميم، ويُعَد التطرف من المفاهيم التي انشغل بها الدارسون كثيراً في الآونة الأخيرة، ودار حول تحديده ومظاهره جدل عريض، نظراً لعدم قبول أي طرف، مهما كان، للتسمية به، ونظراً لتشكيك دلالته وكثرة استعمالاته بحسب المقاصد والمصالح المتباينة. فقد يتم تصنيف شخص أو مجموعة أو عمل كمتطرّف، لمجرد تحقيق هدف ما سياسي أو غيره، يرتبط مفهوم التطرُّف بالجمود والانغلاق: لأنه منهج في التفكير متحجر، مفرط في التعميم، معنوي الرؤية، يرفض المعتقدات المخالفة له ولا يقبل التعايش معها. لهذا يُصنَّف إرهاباً، لأنه يتحوّل في أغلب الحالات من فكر وسلوك فردي إلى ممارسة جماعية ذات صبغة إكراهية، يتم فيها استعمال العنف الفكري أو النفسي أو المادي لتحقيق ما يعتقده المتطرف؛ أو لنفي الآخر بعدم احترامه في ثقافته ودينه وطرائق تفكيره.
مظاهر التطرف: للتطرف مظاهر عديدة منها: (التطرف الفكري والسلوكي، الذي يعني المبالغة في تبني آراء ومعتقدات تكون غالباً أكثر انزياحاً ونتوءاً عن المعيار المشترك المتعارف عليه بين أبناء المجتمع من حيث القواعد والأطر الفكرية والثقافية والقيم والمسلكيات.
ومنها: التطرف العملي الذي يعني اتباع المناهج العنيفة والقهرية لفرض رأي أو موقف فكري أو ديني على الآخر: فرداً أو جماعةً. وهكذا يبدو التطرف متعدد الأشكال والألوان؛ دينياً أحياناً وسياسياً أحياناً وعرقياً أحياناً، إلخ، تختلف مداخله باختلاف هموم أصحابه وتكوينهم النفسي؛ ولكنه في محصلته النهائية يصبُّ في صناعة الشر الذي يهدد البشرية بمزيد من التوتر والعنف والهمجية، ويبدو المدخل الديني للتطرف الذي طغى في العقود الأخيرة أكثر بروزاً وأشد ضراوة وحدّة، لانتشاره بين مختلِف الديانات، ولما نجم عنه من أضرار جسيمة طالت مختلِف الشعوب والقارات)35
خطاب المتطرف عند المسلمين: وخطاب المتطرف عند المسلمين، هو الأشد وطأةً والأكثر ذكراً وتدويلاً، فسيكون التركيز عليه (نشأةً، وخلفية نظرية، وطرائق عمل، ونتائج، ويمكن تعريف هذا الخطاب بأنه تنظيرٌ شرعيٌ يعتمده قائله ويبتعد عن الوسطية إحدى أهم خصائص الإسلام ويغالي في الدين معرضاً عن هدي المحجة البيضاء، ويستند في أحكامه إلى ظواهر وعمومات وإطلاقات ومجملات من الوحي دون أبهٍ بتأويلاتها، وتخصيصاتها، وتقييداتها، وتفصيلاتها، وهذا الخطاب المتطرف يعرف ميوعة في الفهم فتحت البابَ واسعاً أمام قراءات مختلفة، ومتناقضة، أدت لفوضى فكريَّة وتفسيرية ولَّدت عند الشباب المسلم حيرةً وإرباكاً، وشجَّعت كلَّ مَنْ هبَّ ودبَّ على القراءات الانتقائيَّة المجتزأة من سياقاتها التي تَقصُ نظرتها، لسطحيتها واختزاليتها، عن إدراك غايات الدّين ومقاصده الكبرى، وتُغفل، لفرط بساطتها، رسالته الإنسانيَّة المنفتحة على قيم الخير والسلام، لذا تشيع في أوساط الجماعات المتطرفة مفاهيم مغلوطة مفرغة من دلالاتها الشرعية كالجاهلية، والحاكمية والكفر والردة والفسق والزندقة؛ يطلقونها على كل من عداهم ولو من بني جلدتهم فهم يعتقدون أنهم على الحق المطلق الذي تُعَد مخالفته أو مناقشته كفراً بواحاً يُستباح دم صاحبه، فإن ثمة أسباباً موضوعيةً تفسِّر هذا التصاعد المستمر للتطرف عند المسلمين وكيفية تحوله إلى عنف مستديم الحلقات وغير مسبوق. منها: وسائل التواصل ووسائط الاعلام التي أتاحت إمكانات فائقة لتخطي الحدود والفواصل بين المجتمعات البشرية، وللربط والتعارف بين الأفراد، وتلاقي الأفكار والمفاهيم وتأثر بعضها ببعض) 36
ومنها تأثيرات العولمة وموضات الحداثة ومحاولات تغريب ومسخ المسلمين، إضافة إلى الهجمة التي يتعرضون لها من خلال رهانات الهيمنة عليهم فقد أسهمت كل هذه العوامل في نشر ثقافة التطرف، وانحسار ثقافة الاعتدال والعقلانية وقيم التسامح؛ كما قلَّصت الفضاءات المشتركة حتى بين أبناء المجتمع الواحد.
بذور التطرف في عقول الناشئة: ولا شك أن للمناهج التعليمية، والقيم والأخلاق المكتسبة من التنشئة الاجتماعيَّة، ونمط الخطاب الدّيني السائد الرسمي وغير الرسمي، ووقع تحديات العيش، وارتفاع نسبة البطالة والفقر والهامشية في صفوف الشباب بشكل خاص، وتزايد الصرعات والحروب، دوراً فاعلاً في غرس بذور التطرف في عقول الناشئة.
وقد نتج عن هذا التطرف انعكاسات سلبية، ليس على مظاهر الحياة العامة وحدها بل على الإسلام نفسه. فتم تصويره وكأنه دين القتل والجهل والظلامية الذي لا يُراعي إنسانية الإنسان ولا
حقه في الحياة الكريمة. فكان ذلك تشويهاً بالغاً للدين، وإغفالاً لسماحته ويُسره، وحجباً لجانب الترغيب فيه السابق لجانب الترهيب، وعدم إعارة المعاملة الطيبة والأخلاق الحميدة التي أدت إلى انتشاره في كثير من بقاع الأرض أية أهمية، فجاءت نتيجة هذا السلوك الخوف والنفور من الإسلام وظهور الإسلاموفوبيا التي كادت اليوم أن تعمّ أكثر شعوب المعمورة وجعلتهم يتخذون مواقف عدائية، بل عدوانية تجاه المسلمين، التطرف وموقعه من تعاليم الإسلام وقيَمه من المعروف أن التأويل والاجتهاد المقبولين هما اللذان ينطلقان من أن الشرع الإسلامي يتحدد أول ما يتحدد من أدلة القرآن والسُّنَّة اللذين هما مصدر التكليف وحقيقة الدين المتفق عليهما بين المسلمين كافة، وأنه ينضبط بقواعد التواصل الناظمة لمعيار الكلام في اللغة العربية، ويحتكم إلى الفضاء التداولي المعروف عند سكان جزيرة العرب المتمثل في مألوفهم الثقافي أيام البعثة)37
موقف المفكرين من التطرف: وكان موقف المفكرين من التطرف مواجهةً وإدانة صريحة (فمنعوا المسارعة للتكفير، كما حذروا من كل ما يؤدي إلى إثارة الشحناء والبغضاء، فنهوا عن الغلو الذي يعني مجاوزة الحد في الشيء، وبيَّنوا سوء عاقبته من ظلم الناس والتسلط عليهم سواء من أهل الملة أو من الأمم الأخرى، وعدم التعصب ذلك أن الغلو في الدين لا يؤدي إلى الإرهاب والفوضى والفرقة)38
الالتزام بالوسطية والرفق والعدل في مختلِف المواقف( ووضع أسساً وقواعد للتعامل مع المخطئ والمسيء بغض النظر عن دينه وجنسه، وحرّم سب الناس وترويع الآمنين ولو على سبيل المزاح، وقد أدان العالم التطرف بمختلِف مشاربهم أعمال العنف والإرهاب الناجم عن خطاب التطرف)39
فالسماحة والمرونة و التخفيف في المعاملات (انعقد الإجماع على انتفاء وتضافر الأدلة على رفع الحرج عن الأمة لأن الدين يسر حيث ظاهرت أقوال المشقة تجلب التيسير من أهم الطرق الكفيلة بمواجهة التطرف هو الحوار الهادئ الذي يستفرغ ما لدى الخصم من دعاوى وشُبه، ويقيم عليه الحجة بالدليل الناهض الذي يطرح أفكاراً ذات ثقل معرفي وحضاري وكفاية واقعية تواكب متطلبات الحياة الحديثة.)40
مواجهة التطرف في المؤسسات التعليمية والتربوية: وهو باب الذي يتأكد الدخول منه للحرب على التطرف ، فهي وحدها القادرة على حصار الفكر المتطرف وسحق أهم أسلحته التي هي المعتقدات والأفكار، فدور مثل هذه المؤسسات يظهر ريادياً في هذه المنازل، لأن السهر على تكوين الناشئة تكويناً سليماً على مستوى الفكر والاعتقاد يعني بناء حصن مانع ضد التطرف.
ولئن تعددت فروض الباحثين في تحديد الدواعي المؤدية للتطرف وفي وسائل علاجه، فإن جمهورهم يرى أن هنالك عوامل ثلاثة هي التي شدت من عضده وما زالت تمده بأسباب الحياة)41
أولها : ضعف القوة الإقناع للخطاب المناهض للتطرف بمختلف جوانبه وتحصين الشباب من المؤثرات الضارة، كالانحراف والاستغراب، والتطرف والغلو.
ثانيها : انتهاج الخطاب المناهض للتطرف لطريق التوفيق أو على الأصح التلفيق، المجافي للموضوعية والطرح العقلاني، المقلل من شأن الفكر. والحق أنه لا قيام لأمة دون حركة فكرية متأنية، موصولة الحلقات، ثابتة الخطى.
ثالثها : وجود اختلالات في هذا الخطاب تكمن في طغيان المشغل السياسي داخله على حساب جوانب الإسلام الكثيرة الأخرى، وبما أن العالم قد تقاربت مسافاته، وتهاوت حواجزه الطبيعية، واتحدت نوعاً ما تحدياته، وازداد احتياج بعضه إلى بعض، وتفرض التركيز خطابهم حول السعي في ترشيد الوعي الإنساني وتعميق النظام القيمي والأخلاقي بتوجيههما صوب الحق والعدل، والسعي في خلق وسائل التعارف بين البشر جميعاً لإيصال الخطاب الذي يحملون بحسب ما يفهمه الناس من منظور التكامل لا التصادم، خصوصاً أن صور التكريم الإنساني تتحدد تحقيق مبادئ الحرية والعدل والمساواة بين الناس، والرحمة بالمخلوقات والإحسان إليها، وإرساء الأمن والسلم. فالسلم والإسلام لفظتان مشتقان من المادة نفسها)42
البشر من أشرف المخلوقات (فإن جميع الحيوان لا يعرف النظافة ولا اللباس ولا ترفيه المضجع والمأكل ولا حسن كيفية تناول الطعام والشراب ولا الاستعداد لما ينفعه ودفع ما يضره ولا شعوره بما في ذاته وعقله من المحاسن فيستزيد منها والقبائح فيسترها ويدفعها بله الخلو عن المعارف والصنائع وعن قبول التطور في أساليب حياته وحضارته فكل ما كان في هذا المعنى أو يخدم هذه المبادئ المعظمة لشأن الإنسان)43
ففي مجال احترام الإنسان وحقوقه، فالحرية ليست مجرد يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن هو أراد ، بل هو تكليف شرعي واجب يتجلى في إعادة الاعتبار للإنسان من حيث هو كائن ملتزم ومستأمن، يتحمل المسؤولية في الاختيار بين الخير والشر. وما الثواب والعقاب إلا فروع للحرية، باعتبارها إذناً للإنسان بالتصرف في شؤونه كلها، وبالتمكن من الفعل المعبر عن إرادته، إن حكمة السماحة ويعتبر التسامح قيمة أخلاقية وحضارية عالية، فالتنوع معطى من معطيات الكون، وهو الذي يمنحه ثراءً وتجدداً ومعنى، والتسامح سبب قوي للسلام وشرط أساسي للتصالح والاندماج مع المجتمع الإنساني الكبير. فعلينا الاقرار بمبدأ التعددية الدينية والفكرية والثقافية)44
فالاندماج مع المجتمع الإنساني يحتاج إلى التعايش (والمحبة، والحرص على الرحمة وعلى الإحسان في الأعمال وعلى الكائنات، والسعي في صنائع المعروف وأعمال البر، وتجنب العدوان على الأنفس والأعراض والأموال
ارتباط التطرُّف: يرتبط التطرُّف بالجمود والانغلاق: فهو منهج متحجر، معنوي الرؤية، لا يقبل التعايش معها ويؤثر التطرف في الفكر والسلوك، والمبالغة في الآراء والنتوء والمفكرين يدينون التطرف في المؤسسات التعليمية والتربوية. ويُعَد التطرف من المفاهيم التي انشغل بها الدارسون كثيراً في الآونة الأخيرة، ودار حول تحديده ومظاهره جدل عريض، نظراً لعدم قبول أي طرف، مهما كان، للتسمية به، ونظراً لتشكيك دلالته وكثرة استعمالاته بحسب المقاصد والمصالح المتباينة، ولا قيام لأمة دون حركة فكرية متأنية، موصولة الحلقات، ثابتة الخطى، والتَّعايشُ السلميُّ والحوار السلمي، هو سبيل التعارف وهو من الجوانب العملية والتواصلية ، في الأزمنة الوسيطة والمعاصرة، فهو حاضرٌ في مفاهيم التعارف، ومفهوم التعايش يتضمن حقَّ الفرد الإنساني والمجتمعات الإنسانية في المساواة والحرية وفي السنوات الأخيرة، حصلت المتغيرات في العالم العربي والاسلامي، حول حادث التطرف، وعدم قبول الآخر.
الاتجاه العلاجي: تقدمت الإشارة إلى أن منهج الإسلام في علاج الإرهاب قد سار في خطين متوازيين يسيران معا في آن واحد، الخط الأول: ما تقدم ذكره، وهو الاتجاه الوقائي،
أما الخط الثاني: فهو ما شرع من العقوبات والأحكام التأديبية، وتهدف إلى ردع الحالات الخارجة عن السلوك السوي واجتثاثها، أي التي لم يجد معها الأسلوب الأول، فشذت عن السلوك الإسلامي القويم ومنهج الوسطية والاعتدال، فمارست الإرهاب، وتعدت على الآمنين.
هنا تبرز أهمية وسائل الإسلام العلاجية الرادعة لكل من تسول له نفسه أن يخرج ويشذ عن تعاليم الإسلام ومبادئه، وأن يمارس الإرهاب من خلال السعي في الأرض فسادا، أومن خلال الإفزاع والترويع والقتل والتدمير. وتتمثل وسائل الإسلام العلاجية في الردع لكل هؤلاء من خلال تشريع الحدود والعقوبات، التي تساعد على اجتثاث الإرهاب من المجتمعات، وتردع كل من تسول له نفسه ارتكاب أي عمل يخل بالأمن، فضلا عن أن هذه العقوبات لها دلالة أخرى في كونها تؤكد رفض الإسلام للإرهاب بكل صوره وأشكاله، واجتثاثه ومعالجة أسبابه، من خلال النهي عن كل عناصره التي يتكون منها ولا يقوم إلا بها؛ من إفزاع وترويع وتدمير وقتل وإكراه وسعي في الأرض فسادا وغيرها، فقد حرم الإسلام كل ذلك، وجرم فاعله، ونهى عنه، وشرع العقوبات الرادعة لكل من يرتكبها، منها العقوبات الأخروية التي تردع من يخاف الله ويخشاه، ومنها العقوبات الدنيوية الجسدية التي تردع من يتجرأ على حدود الله وتزجر آخرين، ومن أبرز تلك العقوبات:
1 - حد الحرابة: الحرابة: مشتقة من الحرب والمحاربة وقد جاء تبيينها ، وقد عرفت الحرابة بوصفين عامين؛ هما: محاربة الله ورسوله، والفساد في الأرض، وهذان الوصفان يقتضيان تحديد العمل الإجرامي بالخروج على أحكام الشرع؛ لأن محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الواردة في الآية السابقة ليست على ظاهر النص، إنما يقصد بها العمل على ارتكاب الأعمال المخالفة لأحكام الله والخروج على منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد قسم العلماء أحوال المحاربين أربعة أقسام: أخذ المال والقتل، والقتل فقط، وأخذ المال دون القتل، والإخافة دون قتل أو أخذ مال، وتجتمع في هذه الصور الأربع مظاهر هي: حمل السلاح، وإخافة الناس، والخروج على طاعة الحاكم ومخالفة أمره. وهذه فيها محاربة لله ورسوله؛ لأن فيها مخالفة لشرعه وتعديا على حدود الله. ولكل واحدة من هذه الحالات العقوبة الشرعية التي تناسبها، وتراوح بين ثلاثة أحكام: القتل مع الصلب، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، والنفي من الأرض.
والحرابة تتفق مع ما اصطلح على تسميته بالإرهاب في العصر الحديث؛ ذلك أن في الإرهاب حملا للسلاح، وإخافة للناس، وخروجا على القانون. وهذا التقارب في الصفة الظاهرة يقتضي التشابه في كيفية العقاب بعد توافر الشروط اللازمة للحكم على مرتكب الجريمة، وتطبيق مثل هذه العقوبة هو الذي سيستأصل هذا المرض ويقطع دابره.
2 - حد القصاص: للنفس البشرية حرمتها ومكانتها في الإسلام، من أجل هذه المكانة ولكي يستتب الأمن عد الإسلام قتل واحد من الناس كقتل الجميع؛ لما يسببه قتل النفس من بث للخوف والرعب لدى عموم الناس، كما أن إحياءها كذلك إحياء لعموم الناس، لما في عدم التعرض لها من إحياء لها وعمل بالتشريع والأحكام التي تضمن تثبيت الأمن بين الناس، الذي هو وسيلة الحياة لكل الناس.
الموقف الدولي من الإرهاب القوانين والاتفاقات الدولية في مواجهة الإرهاب: في ظل ما تقدمت الإشارة إليه من عدم اتفاق دولي على تحديد تعريف ومفهوم محدد للإرهاب، فإن من الصعب الحديث عن اتفاقية دولية واحدة ذات طابع عالمي تضع الإطار المناسب لمكافحة الإرهاب، وتكبح جماح مرتكبيه، وقد أدى ذلك إلى حال من الفوضى الدولية في مسألة تحديد مصطلح الإرهاب وتعريفه ومن الإرهابي.
ولهذا فإن معظم مشروعات الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب تواجه عقبات كثيرة لأسباب متعددة؛ منها: -
أ- عدم تعاون بعض الحكومات أو ترددها في التعاون الدولي من أجل تعريف الإرهاب وتحديده، ووضع اتفاقية دولية لمواجهته، وذلك لمصالح مادية أو معنوية تكسبها، أو سياسية تتعلق بتأييدها لقضية معينة أو عدم تأييدها. بل ربما كان ذلك لأسباب أمنية حيث تخشى أن تصبح الدولة نفسها أو مصالحها هدفا للإرهاب.
ب- اختلاف الدول في تحديد مفهوم الإرهاب وتعريفه منح البعض فرصة للتذرع بمسألة مراعاة حقوق الإنسان عند إيوائهم لبعض الإرهابيين، أو منح حق اللجوء السياسي لبعض أفراد الجماعات الإرهابية، أو تحقيقا لمبدأ الحرية الذي تدعيه تلك الدولة، أو انطلاقا من مبدأ الحرية القانونية والقضائية فيها، وقد تجعلها بعض هذه الدول ورقة تلوح بها في وجه دولة أخرى كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وكم عانت كثير من دول العالم ويلات من حروب وتفجيرات وقتل واختطاف بسبب ما يجده الإرهابيون فكرا أو حسا من دعم من قبل دولة من دول العالم لهم، وقد تكون تلك الدولة الداعمة من الدول الكبرى؛ لأنها تناوئ تلك الحكومة، أو تريد وضعها ضمن منظومة الدول التي تدور في فلكها وتأتمر بأمرها، لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية عن طريق الضغط عليها من خلال وجود تلك الخلايا الإرهابية أو منظريها على أرض الدولة الأخرى.
ولهذا جاءت معالجة العالم للإرهاب معالجة جزئية، تعالج أنواعا من الإرهاب، ولا تعالجه بصفة عامة، ورغم أن تلك الاتفاقيات سواء أكانت ثنائية أم دولية تعد معالجات جزئية لبعض الجرائم، فإنها تحمل بعض الإيجابيات التي يمكن أن تحسب لها؛ ومنها:
أ- نبذ تلك الممارسات وتجريمها بصورة تتيح الملاحقة القانونية لمرتكبيها.
ب- أن تجريم الممارسات الإرهابية في قوانين الدول إلزام لها بمحاكمة مرتكبيها وفقا للإجراءات القانونية.
ج- الاعتراف بالمسئولية القانونية والأدبية تجاه محاسبة المجرمين وتسليمهم لجهات المحاسبة القانونية لتطبيق القانون بحقهم.
د- أخلاقيات التعاون الدولي والالتزام الأدبي بين المؤسسات القانونية في العالم يفرض سن تشريعات إدارية وأمنية وقانونية لبناء أسس التعاون في مكافحة الجريمة) 45
موقف العالم من الإرهاب: جاءت ولادة هيئة الأمم المتحدة على خلفية وقوف الدول العظمى في العالم في وجه حركة تمرد على القانون الدولي تزعمها هتلر، أو بمعنى آخر حركة إرهابية على مستوى دولة ضد دول العالم. وقد كلف إخماد نار تلك الحركة العالم الكثير من الأرواح والممتلكات والعتاد والمال، وحتى لا يحصل للعالم مثلما حصل، فقد بادرت الدول التي خرجت من تلك الحرب إلى إنشاء هيئة دولية تعنى بوضع ميثاق دولي يكبح جماح من يريد الإضرار بالعالم أو بعض دوله، فأنشأت هيئة الأمم المتحدة، التي بادرت إلى تضمين قانون نشأتها وميثاق الانتساب إليها مواد لكيفية معالجة الإرهاب المتعارف عليه آنذاك، وجعلت ذلك مهمة من مهماتها، وعدته الأنموذج الأمثل لسد أي باب من أبواب الإرهاب والتمرد؛ لأن هدف هذه المنظمة المحافظة على الأمن والسلام الدوليين.
المرأة الإفريقية والتعايش السلمي
التعايش الفكري: يعتبر من المفاهيم الحديثة إذا اعتبرناها نسبيا، فكرة التعايش السلمي الأيديولوجي توجد في المدن فأيديولوجية التعايش الحقيقي تجدها في المدن، لان اهل المدن يتابعون مصالحهم لا علاقة لهم بالقبلية والعنصرية إلا في الحالات النادرة، لكن التلاعب بمشاعر لون بشرة الأشخاص الآخرين ما زال موجودا حتى في الدول المتقدمة أو الولايات المتحدة ، وهي نظرية تعبر عن دونية البشرة الداكنة، أو الشعوب التي تتعرض للغزو تسترق بغض النظر عن اللون، واللون له حد كبير في التصوير بالرق، لقد صنع الانسان الأسود القيمة الكبرى خلق فكرة التعايش بين الاسود والأبيض واستخدم وسائل المنتجات المتنوعة في معالجة حقوق الانسان في العالم في الفضاء المحلي والسياسي والثقافي والاقتصادي والديني والاجتماعي وهذه المنهجية تمتع الناس به بشكل كبير وأزال التهميش وارتفعت أهمية الإنسان
يوطد التعايش الصلة بين الناس ونشر الثقافة وحسن الجوار، والدماء، والاهتمام بالإنسان قيمه وأخلاقه، وخلق الحوار والتعايش السلمى مع الناس باختلاف أجناسهم وألوانهم، ومذاهبهم وأديانهم، وإبراز لهم الألفة، والمودة (الناس سواسيةٌ كأسنان المشط في أصل الخَلْق ، وفي القيمة الإنسانية ، أنهم كانوا أمةً واحدةً ، ثم اختلفت ألسنتهم وألوانهم ، وتنظيماتهم الاجتماعية بين شعوبٍ وقبائل، وهذا الاختلاف لا يمكن تجاوُزُه بحجة وجود أُمم سَيدة، وأخرى مستضعفة، ولا بالسيطرة على المستوى الفردي، وعدم سوء التعامل مع الناس؛ واحترام مشاعرهم، وعواطفهم؛ وعدم التفرقة بين الجنس واللون، والقوة والضعف، والحرية والعبودية، واستخدام أسس التسامح والتعايش والحوار، والتعايش يعبر عن البعد الأخلاقي ينفتح آفاقا على العالم الانساني والانتماء التعايشي واحترام مشاعر الحب والانسجام مع الآخرين واحترام من يحيطه من الناس وتقوية الشعور) 47
متطلبات التعايش السلمي: ( التسامح مع الآخرين، وإعطائه حريته، فضيلته، والتعامل معه بالعدل والوفاء والتعاون والسعي إلى نشر الخير و حفظ النفس وهو أهم الحاجة في التعايش، وكذلك النسل، والاهتمام بحسن الجوار و الإسلام لا يكره الكافر ولا المسلم ولهم مصالح مشتركة في البلاد المسيحي والمسلم سوآء وتلقائي فالناس كمؤسسة اجتماعية واحدة اذا تفككت لا تنتج شيئا لا أن يكون بين بيننا علاقة ودية وروابط مكتسبة ومن خلال ، وقد تبنى العثمانيون في زمن الإصلاحات إزاء رعاياهم سياسة مساواة اجتماعية وقانونية . وقد بُذلت جهود كثيرة من سائر الأطراف لتطبيق بنود المساواة ، قامت الدول الوطنية الحديثة في العالمين العربي والإسلامي على مبدأ المواطنة ، والمساواة في الحقوق والواجبات ، وبدون تفرقةٍ أو تمييز على أساس الدين أو القبلية وصاحبتها سياساتٌ اجتماعيةٌ لدعم التوافق والعيش المشترك، في الدساتير كما في الواقع )46
التسامح مع أهل العقائد المختلفة: (عرفت الجزيرة العربية زمن البعثة النبوية ديانات المسيحية، واليهودية، كما الصابئة، والمجوس، والوثنية، وعبادة الأصنام، بأم القرى وغيرها. فإن الجزيرة العربية لم تعرف العقائد الأخرى التي كانت منتشرة في العالم قبل الإسلام، وبخاصة في آسيا، كالبوذية، والهندوسية، وسواهما)
التعايش بين الأديان واللغات في إفريقيا: الأديان الإفريقية القديمة وهي الآحيائية، وأن الحارس الرئيسي للأرواح والمبادئ المقدسة ثم الدين الاسلامي ثم الدين المسيحي
اللغة العربية زمر للتعايش مع لغات الآخرين في الكاميرون: انتشر تعليم اللغة العربية في قطاع الأهلي منذ فترة بعيدة وهو مقترن بدخول الإسلام والإسلام هو المحرك الأساسي في نشر اللغة العربية في الكاميرون بين الصغار والكبار بالتعايش السلمي بدون تفرقة ويتم تدريس فيها الكتب اللغوية والدينية عبر الحلقات التعليمية والتحق كثير من الطلاب بالحلقات مباشرة
وللتعايش بين اللغة العربية مع اللغات الأجنبية، تم تدريج اللغة العربية في المنشآت التعليمية المتوسطة والثانوية الحكومية في سنة 1964م تقريبا، وبدأ تعليم اللغة العربية رسميا في الثانوية الكلاسيكية بإقليم الشمال بمدينة غاروا ثم توسع تعليمه في بعض المناطق الكاميرون وتوسعت اللغة العربية في المدارس الحكومية
وتوسعت اللغة العربية في الكاميرون حتى في التعليم الجامعي، ويوجد حاليا شعبة اللغة العربية قسم اللغات الأجنبية كلية الآداب والفنون جامعة ماروا، ولها التعايش السلمي مع اللغات الأخرى في الكاميرون وهي لغة معروفة عند الجميع ويتعامل بها المسلمون في أمور دينهم، وتتميز بالقدرة التواصلية مع اللغات الأخرى ما يقارب تسع عشرة قرنا، ودخول اللغة العربية في شمال الكاميرون تشير بعض المصادر أنه دخوله كان في القرن الثاني عشر الميلادي،
ظهرت الحاجة إلى التسامح في البيئات العربية الإسلامية في الأزمنة الحديثة على ثلاثة المستوى الأول: في العلاقة بين القديم والجديد في الدعوة إلى الاجتهاد والتجديد من جهة، وإصرار أصحاب المذاهب الفقهية المتوارَثة على الإحساس بالاكتمال، وعدم الحاجة إلى التغيير من أيِّ نوع. إذ إنهم اعتبروا ذلك المطلب بمثابة التغيير في ثوابت الدين. وخلال عدة عقود تفاقمت القطيعة بين التيارين، مما دفع كثيرين من المتبصرين لرفع رايات التوفيق والتسامح50
المستوى الثاني: فيتصل بالموقف من الأفكار والمؤسسات الجديدة. وما جزم أحدٌ في الحقيقة بعدم قبول الجديد النافع. لكنْ لأنَّ التغيير الفكري والمؤسَّسي لا يحتاج إلى إرادةٍ فقط، بل وإلى شرعيةٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وأخلاقية؛ فإنَّ ذلك اقتضى اتّساعاً في الرؤية، ونظراً في العلائق بين الحضارات، وأحوال العالم، ومواقع المسلمين فيه. فاستدعى ذلك كلُّه من جهة القول بضرورة الاجتهاد، كما ذكرنا في المستوى الأول، لكنه اقتضى من جهةٍ أُخرى تسامحاً في تقبل الجديد في الأفكار والمؤسَّسات. واستند دُعاةُ مشروعيَّة الجديد إلى اعتبارين: مُراعاة المصلحة في الخروج من وضع المغلوب في العلاقات مع العالم الحديث، وقبول الآخر المختلف من أجل إنجاز التكامل)47
المستوىٰ الثالث: الذي ظهرت فيه الحاجة إلى التسامُح في المجال العربي، كما جرى فيه استخدام مفرَدي التساهُل والتسامح مباشرةً للتساهل والتسامح على النمط الفرنسي آنذاك، وعلى درجتين إذا صحَّ التعبير: اعتبار أنَّ هناك حقائق علمية برهانية، وأخرى دينية
والدرجة الثانية: الحاجة إلى فصل الدين عن الدولة، كما حصل في أوروبا أيضاً، أو لا يستقيم مفهوم المواطنة المدنية وممارساتها. يومَها جادله مفتي مصر الشيخ محمد عبده في الأمرين، ووافقه في أمرٍ ثالث. في الأمر الأول الخاص بالتقدم العلمي قال إنَّ الإسلام لا يحول دون التقدم العلمي، وقد ازدهرت العلوم ازدهاراً كبيراً في الحضارة الإسلامية، وما جرى اضطهاد ابن رشد لفترةٍ بسيطة لسبب ديني بل سياسي. والأمر الآخر أنه لا حاجة إلى الفصل بين الدين والدولة في البلاد الإسلامية كما حصل في أوروبا، لأنَّ نظام الحكم في الإسلام مَدَني، ولا تفرقة فيه بين المواطنين بخلاف ما كان عليه الأمر في أوروبا عندما كانت البابوية ديناً وسلطةً سياسيةً أيضاً)48
وأما الأمر الثالث: التغير الاجتماعي والملاحظ أنّ لمحمد عبده مناقشة مع المفكر الفرنسي هانوتو عندما كان في باريس مع الأفغاني ، وترد فيها مسألة التسامح والتساهل إذ اتهم هانوتو المسلمين بالتعصب؛ وهو التسامح فهناك حاجةٌ إليه في كل زمان، وهو شيمةٌ محمودةٌ في الغرب الأوروبي، ومَطلبٌ بارزٌ في القرآن والسُّنَّة والسيرة والدين كله وما قال أحدٌ من المفكرين المسلمين بعدم الحاجة إلى التسامح . لكنَّ الجدالات التي حصلت بين المسلمين والمستشرقين الغربيين والاستراتيجيين الاستعماريين، أثَّرت سلباً على تطور النقاش بشأن التسامح، كما يظهر من مجادلة محمد عبده مع فرح أنطون . فقد قال مفكرون غربيون ومستشرقون إنَّ الإسلام فيه تعصُّب، وأنه يقول بالحرب الدينية الجهاد ويملك موقفاً سلبياً من المرأة ، والمسلمون لا يقبلون الغريب . ولأنَّ بعض هؤلاء كانوا من رجال الدين المسيحي أو من المبشرين ؛ فإنَّ جدالاً متطاولاً نشب اتَّهم فيه كل طرفٍ الآخر بالتعصب ، وامتدح نفسه بالتسامح. وهو جدالٌ شارك فيه بعض المسيحيين العرب. وهناك كتابٌ للشيخ محمد الغزالي من خمسينيات القرن العشرين التعصب: يجادل فيه كما يقول مسيحيين مصريين ومستشرقين ومبشرين عنوانه التسامح بين المسيحية والإسلام، هناك ثلاثة أمور إذن أثّرت في عقول المسلمين وكتاباتهم في القرن العشرين، وحالت دون تحول التسامح من حاجةٍ وفضيلةٍ وأخلاق سمْحة إلى ضرورة لدى المفكرين وفي فكر التقدم العربي والإسلامي وسياسات وهي: الدخول في جدالاتٍ مع المفكرين الاستعماريين، ومع المبشرين والمستشرقين)49
مسألة الحضارة والعلاقات بين الحضارات لذى المثقفين المسلمين في الأزمنة الحديثة: تشكلات العلماني في المسيحية والحملات على العلمانية باعتبارها تعني وحسْب فصل الدين عن الدولة واعتبار أنّ الدين كاملٌ ولا يحتاج إلى إضافاتٍ من خارجه. وإلى سبعينيات القرن العشرين ما بقيت لهذه المخاضات المضنية غير ميزةٍ أو فضيلةٍ واحدةٍ إذا صَحَّ التعبير وهي: استفراغ الجهد، تأصيلاً واستنتاجاً، في إثبات تسامح الإسلام، وقبوله للاختلاف والتعدد وللآخَر، بخلاف الأديان والأيديولوجيات الأخرى وهي أدبياتٌ أضرَّت بها طبيعتها الجدالية، لكن جرت إعادةُ استخدامها كثيراً ومن دون مماحكات منذ تسعينيات القرن الدين وبرزت في الوعي مقولة صراع الحضارات الماضي عندما نشب خصام القرآنية، ثم مقولة أنَّ التسامح من ضروريات الدين الوسط، لقد بدأ دخول التسامح مفاهيم وممارسات بقوةٍ إلى البيئات العربية الإسلامية في ثمانينيات القرن الماضي، وتضاءل الجدال حوله؛ وذلك لسببين مهمين: الأول: صعود الإحيائيات الإسلامية الراديكالية التي أحدثت انقسامات في صفوف المسلمين في العقائد والممارسات، بحيث شاع التكفير، وما عاد المسلمون يصلّون معاً، وازداد الاضطراب في علائق الإحيائيين والصحويين ودعاة الإسلام السياسي، بالدول ترشيد والأنظمة. ولذلك ظهر تيارٌ بداخل المؤسسات الدينية وخارجها، يسعى إلى البقاء مع جماعة المسلمين وإجماعاتهم، وإجراء حوارات للمناصحة، و الصحوة وتحريم التكفير وإحلال الدم والمال والعرض، وقد اختار المُرشِّدون للتهدئة أحد عنوانين: الاختلاف المشروع والذي يزيله أو يخفِّف من آثاره الحوار الهادئ والعنوان الآخر: التسامح، باعتبار أنه يتضمن تقدير النقاش الودود والعقلاني والمصلحي وباعتبار أن دعوة المسلمين واحدة ولا يجوز التعصب ولا التكفير بينهم. فحتى أولئك الذين ربطوا الظاهرة الإحيائية والصحوة بالهُوية المتوترة تحت وطأة العولمة والحداثة، اعتبروا التسامح دواءً شافياً، القول ثلاث مسائل معاً: أنَّ أحداً لا يستطيع الحكم على إيمان أحدٍ آخر، فلا تكفير ولا إدانة بناءً على هذا الاعتقاد الخاص أو ذاك وأنَّ حقَّ الاختلاف رأياً أو سلوكاً مضمونٌ في الإسلام، وكل مجتهدٍ مُصيب؛ وهذا شرطٌ عالٍ في التسامُح أيضاً والمسألة الثالثة أنه مهما بلغت حدة الاختلاف، فينبغي ألاَّ تتطور إلى خلاف وقطيعة؛ بما في ذلك استخدام العنف المعنوي أو المادي؛ وكما إذا عزَّ أخُوكَ فَهُنْ يقول المثلُ العربي السائر)50
ضرورة التسامح: نحن في زمن انتشر فيه العنف والصراع باسم الإسلام، تتهم الإسلام دين جهادي؛ باسم جماعة أو أفراد، الذين فلا بدمن اتجاه التسامح وتوسعة مفهوم الاسلام، ومكافحة ظواهر التطرف والعنف في أوساط العامة، وتعريف مدى سماحة الإسلام للجهات الدينية والثقافية والسياسية و عرض الرؤية الصحيحة للدين وخلق استراتيجيات تعاوُنٍ وتضامُنٍ قوامُها التسامح
التعايش السلمي وتوطيد الصلة بغير المسلمين عبر نشر الثقافة، وتكريم غير المسلمين واحترام مشاعرهم، وعواطفهم؛ وعدم التفرقة بين الجنس واللون.
فالدين الإسلامي بالنسبة للشعوب الإفريقية: هو دين قد انتشر بخصائصه المميزة وهو دين الفطرة؛ ووجد في إفريقيا منذ قرون، أما المسيحية دخلت في إفريقيا بدخول الاستعمار الغربي فهي تمثل الدين الاستعماري، عرفت الجزيرة العربية زمن البعثة النبوية ديانات المسيحية، واليهودية ، فكان بينهما تعايش
ظهرت الحاجة إلى التسامح في البيئات الحديثة: (لأنَّ التغيير الفكري والمؤسَّسي يحتاج إلى التعايش والتسامح وقبول الآخر وأن دعوة المسلمين واحدة ولا يجوز التعصب ولا التكفير بينهم.
من المخاطر الكبرى التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات البشرية اليوم: ظاهرة التطرف التي تغطي بأشكالها العديدة واجهة الأحداث، فمن التطرف السياسي إلى التطرف الفكري إلى التطرف الديني إلى تطرف الهُويات والقوميات، ويزداد التطرف يوما بعد يوما، فسماحة الإسلام ومرونة.
المرأة الإفريقية لها مشاعر مرهفة، ولها تضحية في حماية نفسها، ولكن انتشر ظاهرة استغلالها، خدميا وجنسيا وتجريا، وهو استغلال مركب، حتى الدول الراقية وقعت ضحية لاستغلال المرأة الإفريقية، وبقيت المرأة الإفريقية تعاني من التمييز، في البلدان المستعمرة والبلدان العربية وغيرها، رغم كل شعارات حقوق الإنسان وحرية المرأة التي تتشدق المنظمات الحقوقية، ولعبت المرأة دورا كبيرا في تطوير الوعي السياسي والاجتماعي للمرأة إفريقية، بما في ذلك المرأة العربية ونشأت منظمات نسوية وساهمت في المؤتمرات العالمية واكتسبت خبرة ولعبت دورا بارزا في توعية النسوة في بلادها وفي مكافحة الأمية وساهمت في النضالات الوطنية ومع تطور الحركة الوطنية ونشوء الأحزاب السياسية دخلت المرأة العربية الأحزاب السياسية وبرزت بطلات رائعات مثل جميلة بوحيرد وغيرها العشرات من البطلات الفلسطينيات والعراقيات، وملايين النسوة في عرا ق اليوم اللاتي قاومن النظام الدكتاتوري وحمين أجيالا من أبناء الرافدين من الفناء مجراء الارهاب والحروب والحصار)1
مُشْكِلَةُ الْتَّكَيُّفِ: تخضع الحياة الاجتماعية لقانون رد الفعل ، كما تخضع له الميكانيكا، وبما ان الاستعمار في نوعه هو فعل المدنية الحاضرة، تسلطت به على المرأة المستعمرة، فلا غرابة إذن أن يكون لذلك الفعل في تلك المرأة رد وإننا اليوم لنرى هذا الرد بادياً في صور مختلفة من حياة العالم الإسلامي، وحري بنا أن نطلق على ذلك الرد الإسم الاصطلاحي الذي يعطينا له مدلولاً أوضح، فمن المعلوم أن علم البيولوجي وعلم الاجتماع يُعَرِّفان هذا الرد بأنه: اتجاه الفرد ونزوعه إلى التكيف مع الوسط الذي يعيش فيه ، ونعلم أيضا أن من قوانين التكيف غريزة التشبه والاقتداء وبالفعل فإن أشكالاً جديدة من السلوك بدأنا نراها في الجزائر مثلا، وهي ليست من عاداتنا، وهي موجودة في سائر بلاد العروبة والإسلام، فمن تلك الأشكال، تلك الأوضاع المثيرة التي تتخذها الفتاة لكي تلتفت إليها الأنظار، وتخفق لها القلوب، وذلك الشاب ذو الشعر الطويل الذي يتحاشى النطق بالراء فينطقها غيناً ولو أننا حللنا حياة مجتمعنا لوجدنا فيه ألوانا جديدة تدل في جملتها على نزعات متباينة، واستمدادات فردية متنافرة، في مجتمع فقد توازنه القديم، ويبحث الآن عن توازن جديد)2
وفي هذه الوجهات المتعددة لدليلاً على درجات متعددة من التكيف مع مجرى الحضارة، وإلى هذه الوجهات يعود اختلاف الملابس، وتباين الأذواق وتنافر الآراء، وتباعد الأفراد، وأحيانا اصطدام الجهود، فإننا حتى في علاقاتنا الودية والعائلية نعيش في وسط كأنه متألف من أجناس متعددة، ومتأثر بثقافات مختلفة، إننا قد انزلقنا في المتناقضات بسبب تفكيرنا الذي لم يتناول الموضوع بأكمله، وإنما أجزاء منه.
ولو أننا درسنا الحضارة بالنظرة الشاملة، الخالية من الشهوات المبرأة من الأوهام، لما وجدناها ألواناً متباينة، ولا أشياء متناقضة، ولا مظاهر متباعدة، ولا شك في أن عقائدنا السياسية تدين لتلك القيم الفاسدة للحضارة، تلك العقائد التي تمثلت عندنا اليوم في أسطورة: الشيء الوحيد و الرجل الوحيد الذي ينقذنا.
وحيث لم يتيسر لنا عام 1936 أن نضع أمالنا في شيء وحيد فقد وضعناها في الرجل الوحيد الذي بيده سعادة الشعب ورخاؤه، وما زالت هذه العقيدة الوثنية التي تقدس الأشخاص لا زالت منتشرة في بلاد الإسلام، لم نتخلص منها، وإِن كنا قد فعلنا شيئا فربما كان ذلك في استبدالنا وثناً بوثن، فلعلنا اليوم قد استبدلنا الرجل الوحيد بالشيء الوحيد، فالتاجر الذي تنجح تجارته يجزم بلا تردد بأن النجاة في الاقتصاد، وآخرون يرون الشيء الوحيد في البيان وتزويق الكلام
وهكذا ننتقل من وهم لنتخبط في وهم، ولا ندري كم من السنين سوف نقضيها لندرك عجز الأشياء الوحيدة عن حل المشكلة، التي هي مشكلة الحضارة أولاً وقبل كل شيء3.
إن من الواجب ألا توقفنا أخطاؤنا عن السير حثيثاً نحو الحضارة الأصيلة، توقفنا خشية السخرية أو الكوارث، فإن الحياة تدعونا أن نسير دائما إلى أمام، وإِنما لا يجوز لنا أن يظل سيرنا نحو الحضارة فوضوياً، يستغله الرجل الوحيد، أو يضلله الشيء الوحيد، بل ليكن سيرنا علمياً عقلياً، حتى نرى أن الحضارة ليست أجزاء مبعثرة ملفقة، ولا مظاهر خلابة، وليست الشيء الوحيد، بل هي جوهر ينتظم جميع أشيائها وأفكارها وروحها ومظاهرها، وقطب يتجه نحوه تاريخ الإنسانية.
وإن قضيتنا منوطة بذلك التركيب الذي من شأنه إزالة التناقضات والفارقات المنتشرة في مجتمعنا اليوم، وذلك بتخطيط ثقافة شاملة، يحملها الغني والفقير، والجاهل والعالم، حتى يتم للأنفس استقرارها وانسجامها مع مجتمعها، ذلك المجتمع الذي سوف يكون قد استوى على توازنه الجديد
إنتاج الفكر التعايش مع شقائقنا البشر من النساء والحضور العقل الحليم وحكيم ، والفكري والثقافي والرضى بتعدِّد الثقافة واللغة، ولا تنحصر التعايش مع قبيلة واحدة فقط وان يكون للسياسيَّة مشاركة في تسديد التعايش اجتماعيَّا وثقافيَّا، ليكون نماذجا ناجحا
النسوية الإسلامية: ظهر النسوية الإسلامية، في بدايات التسعينيات، في العالم الإسلامي في تركيا، مع كتاب نوليفير غول الحداثة الممنوعة عام 1991م، ثم ظهرت بتصويرها مسمًّى على يد كاتبات إسلاميات في إيران عام 1992م؛ من خلال صحيفة إيرانية تصدر في طهران بعنوان: زانان والنسوية الإسلامية تطالب بإعادة دراسة المرأة، فالتربُّب أو أن يتخذ بعض البشر البعض الآخر عبيداً، هو أمرٌ غير مقبول، بالنظر أنه لا فضل لأحدٍ على أحد. وفي الوقت نفسه هناك اختلافاتٌ بارزةٌ بين الناس، بين الذكر والأُنثى، وبين أهل اللغات المتباينة، وبين ذوي الألوان المختلفة؛ وهذاوذاك، وذلك فضلاً عن الاختلاف في التنظيمات الاجتماعية المرأة والقبائل، ولذلك لا بد من حوار الأنداد والتداول والإقناع بالمصالح المتبادلة وعلى قدم المساواة) 3
كان فرنسوا بولان دو لبار هي التي بدأت المساوات بين الرجل والمرأة 1673م، وهي التي بدأت العقل المضاد للأبويّة والجنسين، وحاول التماثل بين المرأة والرجل في كتابه، "في المساواة بين الجنسين ، ثقافيّا طبيعيّا، نتاجا للتنشئة الاجتماعيّة الجديدة والثقافيّة وحاولت التأصيل اللامساواة بين الجنسين في عام 1755، بمقولة شهيرة لا نُولد نساء وإنّما نُصبح كذلك وتضيف أن لا جنس للعقل حتى تمتّع المرأة بحقّها في التعليم والشغل، وفي كافة المساواة في الحقوق عبر الفكر النسوي وهذا الفكر اتصل بقضايا الدفاع المرأة، ويقفز إلى الذهن حول عدم التمايز بين الدلالة والمفهوم نحو المرأة نخو الفكر النسائي وتقصد بهذا المصطلح الاعتراف بالهويّة
وأن يكون التعايش بين المرأة والرجل على حد سواء في مجال متعددة لمعرفة قضايا المرأة، وخلقت هذه التيّارات الفكريّة لمعرفة إيديولوجيّة غربيّة على بعد احتجاجي ومعرفة وضعها السياسي والنقدي حول المرأة، وهو نتاج فكري للمقارنة بين الجنسين، والاعتراف أن للمرأة حقوقاً مساويا للرجل و يدور حول المساواة المطلقة بين الجنسين وأن لا تمايز بين النساء والرجل نتيجة فكر للفكر النسائي
وتشير بعض المصار هو اول أنّ الفيلسوف الفرنسي شارل فوريي أحضر نشأة حركة نسويّة سنة 1830م مصطلح النسويّة سنة 1837م، تؤكّد بعض المصادر أنّ مصطلح أستعمله سنة 1871م في رسالة دكتوراء في الطب كان عنوانها Du féminisme et de l’infantilisme chez les tuberculeux ، وأن مقالة ألكسندر ديما الإبن Alexander Dumas fils حول "الرجل والمرأة والخيانة و الطلاق " 1872م
والخلاصة الفكرة النسوية ما هي وليدة لنتاج الحركات الاحتجاجية التحررية ضد قيود المجتمع الغربي، والفكر النسوي كان سليلا للثورة الفرنسية ووريثا للفكر التنويري الحداثي المنتصر على الفكر اللّاهوتي المتحجّر لإزالة عثرة جحر في مسيرة المرأة عبر التاريخ، وقضية المرأة في الغرب كان غرضهم المساواة والتعايش مع الرجال ، وكان لها شهود مطّردا منذ أواسط القرن السابع عشر، قبل عصر الأنوار، للمشارة في المشهد السياسي الديكارتي)4
آلية المشاركة : وهي آلية غير مباشرة لترسيخ قيم التسامح ، ويمكن اعتبارها من الآليات الممهدة لترسيخ تلك القيم، فبها يتعلم الطفل التعايش مع غيره ، ومشاركة ما لديه مع غيره . ومعلوم أن الإنسان مجبول على حب التملك ، وهذه صفة تبرز فيه منذ المراحل الأولى من عمره ، لكنها أحياناً قد تتحول من غريزة طبيعية إلى صفة مشينة، تولد كراهية الآخرين ، لذلك كانت آلية المشاركة إحدى الآليات المستخدمة لتقويم غريزة التملك، وتطويعها وتعديلها وتكييفها لتصبح قادرة على بناء قيمة التعايش والتسامح لدى الطفل .
ومن مظاهر ذلكم التعديل أن يتعلم الطفل مشاركة ما يملكه من ألعاب وغيرها مع الآخرين ، بطرق مختلفة ، كأن يتعلم إذا طَلب تملُّك ما عند غيره أن عليه أن يبذل ما لديه لغيره ، وأن هذا في مقابل ذاك ، وهذا من مظاهر المشاركة ، أو أن يتعلم أنه متى حصل على شيء وجب اقتسامه مع إخوته أو من يحيط به ، وهو ما يبني لديه خلق البذل والعطاء ، والعطف على الآخرين ، وتقبل اقتسام العيش معهم ، وتلك من أهم القيم البانية للتسامح) 6
الخلافات الأيديولوجية النسوية الإسلامية في إفريقيا
كان سببه جعلوا المرأة كآلة منجبة للبشرية ومربيتها وهو مفهوم بعض مجتمع سكان إفريقيا جنوب الصحراء ونعرس روح التعايش بينهم لأن الصحراء الكبرى يحتاج إلى التعايش، وتفعيل دور التعايش بينهم في شتي المجالات والأهداف الرئيسية في الصحراء الكبرى أن يكون بعيدا عن التفرقة وخلق تيارات ومذاهب ثقافية عصرية للتعايش السلمي، وعقد مؤتمرات التعايش وندوات وتأسيس الجمعيات التعايش على مستوى الأفراد والمجتمع على الجيل المستقبل بعيد عن العصبية والعنصرية وتصحح مسيرة انطلاقة التعايش في الصحراء، لتغيير إيديولوجيتهم، وبناءة مبادئ وقيم التعايش بعيد عن العنصرية اللونية، وغرس الاتجاه العلماني، مع تقدير الدين الإسلامي، ومناضلة للتعايش هو نوع من حقوق الإنسان والإسلام، والتعايش السلمي له دور في التعليم، حيث أن التعليم يخلق التعايش بين المساواة والتنمية واحترام الآخرين وقضية التعايش في المجتمع المعاصر تدور بين تيارات فكرية مختلفة في التفكير ومطلقاتها الفكرية البناءة، يجلب السلام وتلبية احتياجات الناس، ويؤدي إلى الرفعة، والنظرة غير دونية، والتعايش السلمي عمل فكري مصحوب بالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية، وفكر التعايش يلحق بركب الحضارة والتقدم و المساواة في التعليم بين الجنسين، ويحمل التعايش في طياته حلول واقتراحات عديدة بين المجتمع، والأمة المسلمة وخلق مجتمع شامل مركب من عدة ألوان، لدفع عجلة التنمية والمرأة الإفريقية، ويعانق بعضنا بعضا وفق روح العصر المعاصر، وبناء مشروع فكري وحضاري في العالم والابتعاد عن مشكلة العصبية لتأدية دور الحضارة الإنسانية ويناء روح الأخلاق الفاضلة وجذب ثقافة التوازن والأخلاقي والابتعاد عن الرأي التعصبي، غير ديني الإسلامي والمسيحي والتقليدي والمعتقدي، والتعايش تجمع بين المادة والروح، والدين الإسلامي هو دين التعايش كذلك المسيحية
المرأة الإفريقية يبتعد عن التعصب والاستعلاء على الآخر لاعترافها بالميتافيزيقا، تحاول المرأة الإفريقية درء مفاسد التعايش السلمي بالتسامح، والانفتاح أمام التعليم المعاصر ومواكبة الحداثة عبر التعايش، وحاصة التعليم العربي الإسلامي الحديث ببلاد إفريقيا، والمواد الدينية أولى بتدريس التعايش وفي المدارس الحكومية، نحتاج لإعادة النظر في قيمتهما ومكانتهما، والاعتناء بالمدارس الابتدائية
فقد كانت التعايش في إفريقيا منذ زمن بعيد في أقطار إفريقيا الإسلام واللغة التعايش، كان منذ القرن السادس عشر الميلادي تشير بعض المصادر إلى التعايش في بحيرة تشاد قبل زمن الشيخ عثمان بن فوديو، يدلّ على ذلك وجود التعايش له تاريخ قديم منذ القرن السادس عشر وقبله، كما ثبت التاريخ أن علماء بلدان المنطقة كان لهم دور في نشؤ التعايش،لأن الإسلام لا تحث على الكراهية مثل العالم محمد بن عبد الكريم المغيلي 867هـ / 1463م وغيره، ويتوقع أن هؤلاء العلماء، كانو يقومون بتعليم النساء أمور دينهن ووعظهن، وبدأت مرحلة تطور التعليم الإسلامي في نجيريا على التعايش بين القبائل في القرن السابع عشر الميلادي، حتى ازدهرت على أيدي حملة راية حركة الجهاد في المنطقة، أمثال ألفا محمد كعت، والحركة العلمية في تمبكتو و جني وفي ماسِنا، و أغدس عند العالم جبريل بن عمر، وعند علماء باغَرْمِي، و أدَماوا، و كُلُمْفَردُ، و كانم و بَرنُو، وعند علماء يَندُوْتُوْ، غُوْبِرْ، وغيرها، وكانت حركاتهم توسعة لدائرة الإسلام، وليسوا ضد التعايش، وذلك حركة الشيخ عثمان بن فوديو؛ كان في عصره و بعد عصره عدد من العالمات، كالسيدة خديجة، والسيدة أسماء، بنات الشيخ عثمان بن فوديو كان لهم روح التعايش، قد شهد تعليم اللغة تعايشا في التعليم الإسلامي في زمن حركة جهاد الإصلاح التي قادها الشيخ عثمان بن فوديو وجماعته ببلاد الهوسا، والمناطق المجاورة، مثل مناطق في الجنوب الغربي لجمهورية النيجر، والبلدان الواقعة في شرق جمهورية بنين، ومنطقة غرب جمهورية الكاميرون، وذلك أن الشيخ نظّم تعليمه ووعظه وإرشاده ينبني على التعايش السلمي، وتخرجت عالمات من قبائل اغرى وتتلمذ قبائل على أيدي الشيخ وجماعته؛ في تاريخ خلافة سوكوتو Sokoto الإسلامية وأسست الشيخة أسماء بنت عثمان بن فوديو سنة 1840م وبعدها تولّت التدريس فيه الشيخة مريم في بيت زوجها ينبني على التعايش وقبول الآخر ، حيث تدرس القرآن والتوحيد والفقه والحديث واللغة بالتعايش الكامل، ثم ترجع هؤلاء بروح التعايش والفرح ويحاربن التفرقة لان من الدين الإسلام، ونجده عند السيدة رقية الفلانية التعايش السلمي، وإن اللغة الفلانية مفتوحة للجميع، وفي عصر المعاصر صار التعايش في التعليم صعوبة أساسيٌّة يحتاج إلى لمعالجة الكاملة فنحن في لتحدِّيات القرن الحادي والعشرين، وهو قرن الانفتاح لا بد من النتائج الايجابية عبر الدِّراسات والبلدان القيام ب
أظهرت الأبحاث أن عدم التعايش أساسه الفقر ومعالجته يتم عبر التزاوج والتعامل وعدم العنف وإلا سيؤدي إلى الفشل في تزايد إحصاء التعايش بين البشر والتعايش مشكلة عالمية يستمد من الفقر التخلف، ويعتبر مظهرها في كثير من الدول الافريقية ويؤدي عدم التعايش إلى حواجز اقتصادية وثقافية تمنع من الحصول على التعليم المميز
التعايش الإفريقي تنقص سكان القارة الإفريقية، وتؤدي إلى تدني المستوى والاقتصادي وتبعد عن الإخوة والشخصية وتذوب القبيلة، وأن التَّدابير السِّياسات الإفريقيَّة لها المشاركة في توعية المجتمع عبر ووسائل الإعلام لتحسين التحاق الثقافي في المدارس في الدول الإفريقية، وعلى وسائل الاعلام أن تلعب دورا في المجتمع لإرسال رسالة التعايش بين المرأة والرجل وعلى الحكومات توفير مناهج وكتب مدرسيَّة ينبني على التعايش ومراقبة الهواتف الذكية التي تنشر العصبية لتخفيف من حدة العصبية في الأرياف ليتم الاستفادة من التعايش، وظاهرةُ التعايش هو الحجر الأساسي للتقدم وخلق الرضا بين الزوجين، وظاهرة الأكثر انتشارًا في المجتمع هي العصبية وبث الكراهية وينتهي إلى عدم التعايش السلمي، ظلَّ العصبية طويلًا في المجتمع الإفريقي ويحتاج إلى علاج حكيم ونسبة كبيرة من العصبيات في إفريقيا، رغم انتشار المثقفين والمعلمين وله أثر سيئ على نمو إفريقيا، والتعايش السلمي يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني، ويؤدي إلى رفع مستويات أعلى من المعيشة، وتقرر السلام الأفضل ويؤدي إلى قلة مخاطر العنف، ويقلل من عملية هدر الدماء والاشتباك، ويؤثر في انخفاض مخاطر الوفيات، ينتج الأقوال البناءة، ويفكّ العزلة بين الناس والعاطفة والعقل الذكاء وبعدم التعايش تقلِّل من الشرف والرضا بين الطرفين، ونفقد لذة الحياة اليومية، وتنتهي الحياة بعدم التعايش
يعتبر التعايش من أهم الحياة السعيدة الإفريقيَّات؛ ونفقد الأحباب والأصدقاء ولا يكون لنا إلا الهجاء والمجون، وآلات الطرب العصبية ونحوها والكراهية و التهديد و التخويف والتخلق بسلوك عدواني مرتبط بالخوف الذي يستمد أساسه من العصبية والإحساس بالعجز وعدم الشعور بالمسؤولية العامة، والتعايش يهدف إلى تعزيز النضال من أجل تحقيق السلام في البلاد لكن الغالبية العظمى في إفريقيا، لم تكن لهم فكرة التعايش لاحتقار بعضهم بعضا، لا بد أن نستند إلى اخضاع العنف، لنسيرة على وتيرة التعايش، والتبادل والرفاه.
والإنسان أن يكون بينه وبين غيره التواصل لصنع الحياة الجديدة، وحنونة وكريمة، و تتبنى على الحياء، والمرأة الإفريقيَّة خَجِلة من صهرها، ويعتبر ذلك من عاداتها وتقاليدِها؛ مثلًا المرأة الفلانية عندما تقدم شيئًا للرجل أو تحدثه لا بد أن يكون جالسًا، ويعد ذلك عادة من عادات المرأة الإفريقيَّة، ومن عادات المرأة الإفريقية النادرة احترامُ الرجلِ مهما بلغت مكانته، ويُعدُّ ذلك من أنوثة المرأة في بعض المجتمعات الإفريقيَّة.
فمشكلات القارة الإفريقية كثيرة رغم أن القارة غنية بالثروات والمعدنية والزراعية العظيمة لكن تكثر الصراعات القَبَلية، وتنتشر الأمراض، ويكثر الفقر، وترتفع معدّلات الأميّة، وتهاجر العقول المثقفة من أبنائها إلى الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها، وتكثر الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلّحة والمجاعات المدمِّرة، والمرأة الإفريقية تحمل قسطا كبيرا من هذه المشاكل ، حيث تعاني من أوضاع إنسانية قاسية، كالصحة والاقتصاد.. وغيرها، وفقدها التعليم وتعرّضها للعنف بشتى أشكالها، كوقوعها ضحية للحروب الأهلية، و الاستغلال الجنسي للبقاء على قيد الحياة،
البنت البائسة المفتقرة إلى القوت تقتات بصدرها في الملاهي الليلية، ويفترسها ذئاب ذو الأنياب كالسيوف القواطع ، ليأمن لها احتياجاتها الأساسية من المأكل والمسكن والملبس والعلاج، بمقابل آلتها الجنسية بسبب الظروف المعيشية القاسية.
الاتجار بالبشر : كان الاتجار بالبشر حرفة قديمة في إفريقيا وكان الهدف منها الكسب والسخرية وغلبة القوي على الضعيف والاستعباد الجنسي للمرأة الافريقية : يكون نتيجة للمجاعة المدمّرة والفقر المدقع، وكذلك تحمّلها مسؤولية البيت في غياب الزوج؛ أما بسبب الحرب، وأما بسبب الحجز والسجن، ومن هذا المنطلق؛ فالمرأة الإفريقية تعيش تحت ضغوطات نفسية واقتصادية قاهرة، نتيجة لتحمّلها العبء الأكبر لشؤون الأسرة، مع غياب شبه كامل لدور الرجل في تحسين مستوى المعيشة لعائلته، كما تعاني المرأة الحرمان من أبسط متطلبات الحياة؛ وتدفع النزاعات المسلحة المرأة السوداء إلى ترك بيتها وقراها ومدينتها فضلا عن ممتلكاتها، ومن خلال ذلك يصعب على المرأة الحصول على الرعاية الصحية، كما تعاني المرأة من مشكلة الاحتجاز، سواءً كان قسرياً أو لسبب ما، حيث تحتاج النساء إلى رعاية طبية محددة تختلف عن احتياجات الرجال، إذ يمكن أن يكنّ أكثر عرضة للمشكلات الصحية بسبب خصائصهن البيولوجية، ففترة الحيض - على سبيل المثال - تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم ونقص المعادن، وعلى الحكومات الافريقية والمنظمات غير الحكومية أن تسعى لتحسين مستويات المعيشة وتوفير لها فرص العمل، وتنمية مهارات المرأة بالتدريب الحرفية، وضرورة أن تقدّم الحكومات ضمانات للأمن الصحّي، وتبنّي استراتيجيات فعالة في تغيير السلوك الجنسي، بناء المستشفيات والعيادات الصحية في القرى، وتوفير الأدوية المهمّة والمناسبة لهذا المرض وغيره، والاهتمام بالأمن الاجتماعي: يهدف الأمن الفردي الاجتماعي إلى الحماية الإنسانية في مواجهة العديد من أشكال العنف المفاجئ وغير المتوقع، وحماية الفرد في مواجهة التطبيقات القمعية التي تفرضها المجتمعات التسلطية والاضطهاد ضد الجماعات بسبب التمييز العنصري، تتنوع معاناة المرأة المدنية بين القتل والإصابة من جراء الهجمات العسكرية العشوائية وانتشار الألغام، وبين الافتقار إلى سبل البقاء الأساسية والرعاية الصحية، والحدّ من سبل كسب العيش وإعالة الأسر، والاختفاء، وأخذ الرهائن، والتعذيب، والسجن، والتجنيد الإجباري في القوات المسلحة، فقد صار ضرورياً المصير فيه إلى فلسفةٍ وآليات أُخرى سُمّيت التعايش السلمي أو العيش المشترك وهي تتطلب مساءلة الأعراف والتاريخ بثقافةٍ للحوار والمسالمة والاعتراف المتبادَل التعارف بالآخر ديناً ومذهباً ومصالح ، وحقوقاً والتزامات ، وجوانب قانونية وسياسية لقد كان التعايش السلميُّ والعيش المشترك على كافة المستويات: داخل المجتمعات المسلمة، ومع المجتمعات الأخرى والدول، ومع العالَم؛ حاجةً لنا دينية وأخلاقية وإنسانية، ومطلباً لا يستغنى عنه، فالعيش بالسلم نعمةٌ كبرى ذكَّرنا بها القرآن الكريم في العديد من آياته، ولنذكر منها مواضع بارزة)7
والمرأة الإفريقية تعاني من نقص الغذاء من ناحية، وهي المسؤولة في أغلب الأحيان عن توفير الغذاء لأسرتها في أغلب دول إفريقيا نوب الصحراء ، والنساء الحوامل وأطفالهنّ في إفريقيا أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية، ورغم وجود مياه الأنهار والعيون في إفريقيا لكن عدم توفّر الماء النظيف الصالح للشرب من أكبر المشكلات التي تواجه المرأة الإفريقية حيث تحمل المياه من أماكن بعيدة سواء بالحمير أو على الرأس ، وفي كثير من الأحيان تمشي على الأقدام لمسافات طويلة للحصول على الماء وخاصة المرأة الريفية ، وتعاني المرأة السوداء من أخطر الأمراض التي تعانيها النساء وفي مقدمتها مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز،
تتهدد المرأة السوداء كارثتان متلازمتان: الجفاف، ومرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، وسبب انتشاره يعود إلى الجهل والخوف والانحلال الجنسي، والعنف الجنسي، وهي مشاكل منتشرة في إفريقيا، والعنف الجنسي ضد المرأة الافريقية ظل منتشرا في محل النزاعات في إفريقيا بهدف القمع، وعقاب وإذلال، ويترك جرحاً لا يندمل، ويهدف العنف الجنسي إلى التعذيب والإيذاء، وانتزاع المعلومات، والإهانة والإذلال، والترهيب
تشكّل المرأة الإفريقية ما نسبته أكثر من النصف في تعداد السكان في القارة الإفريقية، إلا أن الأرقام تشير إلى تدني المستوى التعليمي والصحي والاقتصادي للمرأة الإفريقية، للأسرة صورتان ، ضيقة وممتدة . فالأولى مقتصرة على الزوجين وأولادهما، والثانية تمتد من الأولى لتشمل القريبين من أسر الإخوة والأعمام والأخوال، لأن شخصية الأفراد تذوب في نفوذ العشيرة التي يشرف عليها أكبرهم سّناً ، علما بأن السكنى يتم في دار أسرية، ولذا ليس للبنات أولياء عند زواجهن سوى أعمامهن، لقد شرعت التقاليد ممازحة ودعابة بين الأحفاد والأجداد ، وبين ¨ الزوج وإخوة حليلته وأخواتها، وبين الزوجة وإخوة بعلها وأخواته، وبين الأبناء وزوجات أخوالهم. وليس لها حدود، إذ يقال فيها ما لا يمكن أن ينطق به المرء في حق غيرهم، والممازحة القبلية ماهي إلا تعزيز العلاقات الودية القديمة التي قامت بين القبائل في سالف¨ الزمان، فإن المجتمع ما زال يحافظ على إحياء دعابة بين أفراد بعض القبائل : كما بين موسي وساموغو في بوركينا، وبين بوصو وكادو في مالي، وبين السيرير والفلانيين في السنغال، وأحيانا بين عشائر قبيلة واحدة كم ا بين عشائر ماندي : بين كمارا وكوناتي، وبين تراوري وكوني، وبين توري وكوليبالي، وبين كيتا وكابا . ولا تعرف هذه الدعابة حدودا ولا أسبقية التعارف بين أصحابها، إذ يقع مثل هذه الدعابة في المكاتب الوزارية، والقاعات الدراسية، وبين سائق وسيده، وبين مدير وعامله، وبين طالب وأستاذه. وما أكثرها بين سواد الناس في الشوارع) 8
ومن الناحية العلمية المرأة تعني الأم والأم مدرسة الأجيال، فهي التي تقوم بزرع الصفات الطيبة في الطفل وتهدي طفلها ليكون في المستقبل رجلاً مهماً في المجتمع، و رجال الأعمال والعلماء الكبار كانت منزلتهم من قبل أمهاتهم، لولا تلك الأمهات لما وصلوا إلى ما صاروا عليه اليوم،
المرأة هي الحياة وطعمها، لا تعرف الحياة ، ومن أجمل ما وصفت به المرأة قول الفيلسوف ابن سيناء خير النساء العاقلة الدينية الحبيبة الأمينة الغيب القصيرة اللسان المطواعة العنان الوقور في هيئتها الخفيفة في خدمة بيتها تحسن تدبيرها وتكثر القليل بتقديرها) 9
كان للمرأة السوداء دورا بارزا في التضامن الاجتماعي، ومن مظاهر هذا التضامن تناوب اجتماع أهالي القرية في الأعمال ¨ الجماعية لإصلاح مزارع جميع الأسر عند البذر والحصاد . ولا ملك للفرد بعد الحصاد إلا ما يأكله، لأن على رب العشيرة مسؤولية جميع أعضائه من إخوته مع أبنائهم ونسائهم، كانت الغزل عند الأفارقة شديدة فقد يتغزل بالمرأة في الأدب الشفهي، ويرسم أيضا على ألواح أو التماثيل بمسرحيات یحاکي فیها الممثّلون العشّاق، ، وموضوع المرأة قطع حيزا كثيرا في قلوب الزنوج ، وتأثرت النفوس بحب المرأة لأن المرأة مركز الجمال، ومكانة المرأة عند الشاعر الفلكلور نزعته الوجدانية، وحب المرأة وتوافر مساحة الحرية الواسعة في العلاقة الظاهرية والاتصال بين الرجل والمرأة في المجتمع البدوي والقروي كونهم جميعا أبناء عشيرة واحدة أو قبيلة يتعارفون فيما بينهم وهو ضرب من ضروب البيئة والثقافة، بعض الشعراء يستهلون قصائدهم بالخمرة فإنهم لا يلبثون أن يعودوا الغزل ليبثوا المرأة مشاعرهم وما يعانونه من عذاب الهجر وألم الفراق وخيال الشاعر الفلكلور، وإذا كان بعض الشعراء يعبرون عن لوعتهم وحبهم في خلجات نفوسهم وتأثرهم بالحب، فإن عدداً من الشعراء يصفون المرأة وصفاً كاملاً ومعظم شعراء الغزل يتصف بالقوة والمتانة لأهمية المرأة في الحياة.
المصادر والمراجع
1.سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24
2. مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 157
3. نفس المرجع، ص 159
4. فس المرجع، ص 158
5.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
6. التعايش السلمي ص98
7.التعايش والتعارف في الإسلام مَفاهيم ميسَّة رضوان السيد ص14
8.كبا عمران، الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص21
9.جعفري حوراء، مشاركة المرأة الاجتماعية، الطاهرة، مجلة، شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع، العدد 165 شباط 2006 ص22
الخاتمة
الكتابة عن المرأة بتاريخها الحقيقية المكتوبة من فبل الأيادي أمينة ليحدث جوا فكريا بعيدا عن السموم وتركيزها على عقيدة صحيحة ، وتربيتها تربية أخلاقية بعيدة عن شوائب الأفكار الهدامة وتعظيم قيم الأخوة الإنسانية التي تتمثل في التعايش السلمي بين الأجناس البشرية، إعادة النظر في الكثير من المغالطات التي أُلصقت بالإسلام وشعوبها والاعتناء بالخصوصية الحضارية والفكرية للأمة، للمساهمة في تطوير البناء الأمة الإسلامية، والمشكلة التي تواجه المسلمين هو الصراع الديني والحضاري ومستوى التجاذب المتبادل بين الدين والحضارة والروح الحضاري للأمة الإسلامية بين الماضي والحاضر في التدين لحظة حضارية متجددة، تشكلات العلماني في المسيحية والحملات على العلمانية باعتبارها تعني وحسْب فصل الدين عن الدولة واعتبار أنّ الدين كاملٌ ولا يحتاج إلى إضافاتٍ من خارجه.
ظاهرة التطرف عُرِفت على مر العصور، لكن في عصر العولمة أصبحت التطرف عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونحتاجُ إلى جهود إقليمية ودولية يسند إلى الفكر والتربية والثقافة الإنسانية عبر بعد أخلاقي، قوامه التعايش والمحبة والتسامح وقبول الآخر.
لكن تجديد الفكر في المجتمع الإسلامي هو دعوة إلى مسايرة الأوروبيين في تفكيرهم وفي خطواتهم في الحياة، وفي فصل الدين عن السياسة، وفي إبعاد الدين واللغة عن مجال الترابط ،
يكمن فوز الإنسان في الدارين
في الوقت الراهن نحن أشد حاجة إلى الالتزام بالوسطية والاعتدال لكثرة الانحرافات والتضليل حيث صارت الأمة الإسلامية الإفريقية متحيرة في أمر دينها لان الغلو والتطرف انتشر في أقطار المعمورة فعلينا بالوسطية في جميع أمورنا حتى في تفكيرنا وتأملنا
يرى الباحث أن تكون المدارس القرآنية تحت مجهر أهل الاعتدال و الوسطية ذوي الأفكار
على المعلمين توجيه التلاميذ حسب توجيهات التي تلقوها من الدورة التدريبية، أن يتفحص
وأن نقف على النصوص القرآنية ونشرحها بالموضوعية واختيار موضوع له علاقة بظاهرة اجتماعية كالاهتمام بالإعمال النافعة والتحذير من الأشياء الضارة ويكون فيه الترغيب والترهيب وعدم بث إثارة الكراهية بين المجتمع.
الاهتمام بالأمن الفكري في ظل تحديات العولمة والتكنولوجيات الحديثة للثقافة الإسلامية أبرز آثار الغزو الفكري الحديث: إفساد العقيدة وتحطيم مظلة الأعراف الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية، وتوعية الشباب الإسلامي بمخاطر تحديات العصر، ومواجهتها بالحكمة والحوار
2.نبذ العنصرية والتطرف من خلال مقاومة الأفكار الهدامة فالإسلام دين السلام، والاهتمام بالثقافة العربية الإسلامية، والقيام بالرد على المتشككين في الثقافة الإسلامية، واهتمام المسلمين بالأساس الروحي وهو الإيمان بالله تعالى وقاعدته الأساسية هي الإسلام أن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين، والإرهاب ظاهرة قديمة في العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، فهي ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر، وترتبط بوجود الصراع بين الحق والباطل وبن الخير والشر، وأنها ظاهرة سلبية، لا تستقيم ولا تنتظم مع القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة
من أهم طرق مواجهة التطرف هو الحوار ومواكبة متطلبات الحياة الحديثة، وخلق روح التعايش في المؤسسات التعليمية والتربوية، ونبذ فكر التطرف، وتحصين الشباب من الانحراف والتطرف الفكري، وترشيد وتعميق فيهم القيم الأخلاقية والتسامح سبب قوي لخلق السلام والاعتراف بالتعددية الدينية والفكرية والثقافية
المصادر والمراجع للفصل الثالث
1.محمد البهي، لفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، الناشر: مكتبة وهبه، الطبعة: العاشرة ص 334
2. نفس المرجع، ص 334
3. نفس المرجع، ص 340
4. نفس المرجع، ص 342
5. نفس المرجع، ص 334
.6 نفس المرجع، ص342
7. نفس المرجع، ص342
8.محمد مصطفى المجذوب سالة الجامعة السعودية نحو اللغة العربية والثقافية والإسلامية، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة الطبعة: السنة التاسعة - العدد الأول- جمادى الثانية 1396هـ/ يونيو 1976م ص 49
9. نفس المرجع، ص 50
10.نفس المرجع، ص 53
11.محمد البهي، لفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، الناشر: مكتبة وهبه، الطبعة: العاشرة ص330
12.محمد مصطفى المجذوب سالة الجامعة السعودية نحو اللغة العربية والثقافية والإسلامية، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة الطبعة: السنة التاسعة - العدد الأول- جمادى الثانية 1396هـ/ يونيو 1976م ص 73
13.نفس المرجع، ص330
14.عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 11
15. نفس المرجع، ص 12
16. نفس المرجع، ص 13
17. نفس المرجع، ص 14
18. نفس المرجع، ص 15
19. نفس المرجع، ص 14
20. نفس المرجع، ص 14
21 نفس المرجع، ص 21
22. نفس المرجع، ص 25
23 نفس المرجع، ص 21
24 نفس المرجع، ص 21
25.عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 21
26رضوان السيد ، التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص14
27. رضوان السيد ، التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص34
28.. نفس المرجع، ص32
29. نفس المرجع
30. يحيَىٰ ولد البراء التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص892
31. نفس المرجع، ص893
32. نفس المرجع، ص907
.33. نفس المرجع، ص910
34. نفس المرجع، ص91
35عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 50
36. نفس المرجع، ص 51
37 نفس المرجع، ص25
38. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص20
39..نفس المرجع
40. نفس المرجع
41. نفس المرجع
42 نفس المرجع
43 نفس المرجع
44 نفس المرجع
45.عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 11
46. نفس المرجع
47. التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص20
48. نفس المرجع
49. نفس المرجع
50. نفس المرجع
الفصل الخامس: مذكرة المرأة الإفريقية
المرأة : المَرء (بفتح الميم) هو الرجل و امْرؤ وامْرآن والجمع رجال من غير لفظه، والأنثى امرأة مرْأَة”، ويجوز نقل حركة هذه الهمزة إلى الرّاء فتحذف فتبقى مرة”، وربما قيل فيها امْرأ بغير هاء اعتمادا على قرينة تدلّ على المسمّى. (المرأة مشتقة من مرأ ومرئ الطعام أي ساغ له وهنأ والمرأة ما يقابل الرجل أصله امرأة وسقطت الهمزة وجوبا عند التعريف وجمعها النساء من غير لفظها هذا باختصار منها على وجه الخصوص فان هذا التعريف لا يتجاوز هو الآخر كون المرأة شخص من جنس الإناث أو زوجة أو رفيقة للرجل)1
بروز الفكر النسوي والحركات النسائيّة: أدى إلى بروزها التحولات البنيويّة للمجتمع، كانت منعطفاتها، هي بداية، الفكر النسوي الليبرالي السياسي يدعو إلى المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق المدنية والسياسية، كالحق في التعليم والشغل ، وقد أعقب ذلك، الفكر النسوي الراديكالي الذي ظهر أواخر الستّينات من القرن الماضي وأدى إلى تتحرّر المرأة من القيود الاجتماعية "الأبويّة"
أشكال التمييز بين الرجل والمرأة: أشكال التمييز بين الرجل والمرأة يعود إلى عوامل ثقافية واجتماعية موروثة، ممثلة ببعض العادات والتقاليد الإفريقية، وفي عصر المعاصر انتقلت المرأة من محيطها الضيّق، إلى محيط الرحب
الصراع بين الرجل والمرأة في عصر المعاصر: الصراع بين الرجل والمرأة في عصر المعاصر ما زالت قائمة لظهور المرأة تحت أشعة شمس، الحريّة ومساواة بين البشر ، و ديمقراطيّة و مواطنة، ونحوها من المبادئ.
فمشكلات المرأة في القارة الإفريقية كثيرة رغم أن القارة غنية بالثروات والمعدنية والزراعية العظيمة، رغم ذلك يكثرها فيها الصراعات القَبَلية، وتنتشر الأمراض، ويكثر الفقر، وترتفع معدّلات الأميّة، وتهاجر العقول المثقفة من أبنائها إلى الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها، وتكثر الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلّحة والمجاعات المدمِّرة، والمرأة الإفريقية تحمل قسطا كبيرا من هذه المشاكل حيث تعاني من أوضاع إنسانية قاسية، كالصحة والاقتصاد.. وغيرها، وفقدها التعليم وتعرّضها للعنف بشتى أشكالها، كوقوعها ضحية للحروب الأهلية، و الاستغلال الجنسي للبقاء على قيد الحياة.
دور المرأة الإفريقية في الإبداع الفني: الإبداع الفني هو التعبير عن صياغة صاغها الإنسان يسعى من ورائها إلى تصوير تجربة فنية للجمال والخير و الحق في حياة البشرية وفق أسس فنية وانفعال عاطفي وجداني منظم عميق لتجارب الإنسان في الكون وحقائقه وأحداثه في صدق فني يتمثل فيه بإخلاص الكاتب لعاطفته وتجربته انفعالية وهي صياغة تترك آثارها فيمن يتلقاها فينفعل بتا و يزداد وعيه بالإنسان والحياة ويتسم هذا الأثر عند المتلقي بالاستمرار)(حسن يوسف، 1995م ص188)2
والفن الإفريقي وآثارها كان مبعثها قبائل إفريقية العريقة اللذين سكنوا إفريقيا منذ قرون مثلا مالي
ترجع أصول الجماعات المعروفة باسم تلّيم ودوغون وبمبارة المنطقة المسماة اليوم مالي، تفاعلت مع بيئتها وطبيعتها وأفادت من توافر المواد الأولية في إبداع روائعها الفنية، وتعدّ قبيلة دوغون في مالي من أهم قبائل إفريقية في ميدان فن النحت الذي يعود فضل إبداع معظم روائعه إلى فئة «الحدادين»، حسب رأي وليم فاغ في كتابه «المنحوتات الإفريقية».
الروائع الحديدية المكتشفة في مالي تدل على خبرة مجتمع بمبارة في ميادين هذه الصناعة وعلى مهارتهم اليدوية وذوقهم الفني ومتطلبات مجتمعهم من الفن. وتدل روائع صناعة الفخار المكتشفة في موقع موبتي على مدى إدراك ذلك الصانع الفنان إمكانات مادة الصلصال. وتجدر الإشارة إلى أهمية الأقنعة والتماثيل وتنوعها ووظائفها في الحياة الروحية والاجتماعية)3
احتلت الثقافة العربية عاداتها وتقاليدها اللغات الإفريقية وحولها إلى مجتمع الأصالة، حيث أثرت الثقافة العربية على الإفريقية في الناحية الاجتماعية ، وحولت الثقافة العربية مقتنعات المراة الإفريقية و مقدساتها التقليدية وأعيادها وحياتها المبنية على العادات والتقاليد إلى حياة جديدة
مشاركة المرأة في صناعة الحضارة الإفريقية:
تتمثل الحضارة الإفريقية في وجود قبائل متخصصة في الحرف، أي الطوائف المحترفة، وهذا ما هيأ التقدم لكثير من الحرف التي أتقنها سكان المنطقة ومن بينهم نساء وأبرزها:
البناء المعماري، والحياكة والصباغة ، والأقنعة والطب والبيطرة، والفنون الشعبية: برع النساء في حذق الموسيقى والغناء والرقص وشتى صنوف الشعر والطرب، والمرأة الإفريقية تحفظ كثيرا من أغان وأناشيد وفنون نثرية : من قصص، وأمثال، وحِكمٍ، وملاحم، ومسرحيات
مكانة المرأة في المجتمع : يظهر شرف المرأة الإفريقية في الزواج، لأن الزواج يتم بين العشيرتين لا بين الزوجين فحسب، من أعظم الجنايات رقيا يعاقب عليها في إفريقيا قبل الاستعمار هو الزنى، والسرقة، والقتل، والقرض غير المسدد، وإن كانت لم تخل من بعض العادات السيئة كشرب الخمور المحلية، ووراثة أصغر الأولاد زوجات أبيه في نيجيريا مثلا، وقد هذب الإسلام هذه العادات من القبائل المسلمة ، ولكن بعضها ما زالت قائمة لدى الجماعات الوثنية)( عمران كبا ص23)4
المبحث الأول: الموسيقى الإفريقية
الموسيقى الإفريقية هي الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة الإفريقية تنتقل سماعاً بلا انقطاع، وتتطور باستمرار كلما أضاف العازفون إليها عناصر جديدة أو أسقطوا منها عناصر سابقة من دون أن يخرجوا بها عن الأطر المحددة لها والمقبولة محلياً
التراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية فلا يوجد مجتمع واحد في إفريقية كلها ليس له موسيقى خاصة به، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع ومتعددة الأصوات والأنغام
وهي كذلك موسيقى شعبية ويستعصي على الموسيقيين الأفارقة إدراك المبادئ المجردة لموسيقاهم هذه، إلا أن إسهام كل أعضاء المجتمع الإفريقي من غير تردد في أي نشاط موسيقي يدل على وجود مبادئ مشتركة غير مكتوبة أو منظومة تسهم في إغناء تراثهم الموسيقي.
وقد تكون للرجال موسيقاهم وللنساء موسيقاهن، وثمة ألوان أخرى دينية أو طقسية أو خاصة، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات. وللموسيقى في غربي القارة مكانة متميزة، تتعدد فيها الآلات وخاصة الآلات الإيقاعية. وأهم آلات الموسيقى الإفريقية الطبل بأنواعه وأشكاله المختلفة، وقد مهر الأفارقة في استخدامه إلى أبعد الحدود)5
لقد برعت المرأة في فن الموسيقى والغناء والرقص وأغاني و قصص، وأمثال، وحِكمٍ، وملاحم، والتراث الإفريقي غني بالعناصر الموسيقية، وتخصص الموسيقى الإفريقية بخصائص متميزة، وتقاليد عريقة، وأهم آلات الموسيقى الإفريقية الطبل بأنواعه المختلفة، الموسيقى الإفريقية هي الموسيقى التقليدية الموروثة التي تختص بها القارة الإفريقية فلا يوجد مجتمع واحد في إفريقية كلها ليس له موسيقى خاصة به فمثلا في الكاميرون عدد قبائلها يقارب 250 قبائل وكل قبيلة لها موسيقى الخاصة بها، وهي موسيقى معقدة إلى درجة ما متعددة الإيقاع والايقاع يكون بالإيماء أو بوقعة القدم على الأرض، ومتعددة الأصوات والأنغام بحيث يكون الصوت موافق للطرب الموسيقي أو الرجز الغنائي، ويتمثل ذلك في موسيقى شعبية كما نراه عند قبائل الكامرونية كقبيلة مزغوم وقبيلة ماسا وكذلك عند قبيلة ومتاكام وموفو وغزيغا في سلسلة جبال أقصى شمال كاميرون، إسهام المجتمع الإفريقي تنشيط موسيقي الإفريقية، يدل على إغناء تراث الموسيقي الإفريقية.
ولكل صنف من الجنس له موسيقاه أنغامه الخاصة، ويوجد ألوان للموسيقى وهي موسيقى دينية ، والعجيب كنت ماشيا في ضاحية مدينة مروة فاذا بامرأة تقول لي إنها لتسمع الطقوس التأبين الخاصة بقبيلتها، فلما ذهبت هناك ودت فعلا توفي واحد من أقربائها الوثنيين، وهناك أنواع من الرقص والغناء تقتصر على المناسبات والاحتفالات، ولانتشار الاسلام في إفريقيا بدأ الناس يتراجعون عن الموسيقى الرقص والغناء وإلا للموسيقى مكانة متميزة، في المجتمع الإفريقي .
(إن لنقرات الطبول وأصواتها معاني يفهمها أهالي القرية، لذا تنقر الطبول لإعلا ن أخبار الولادة والوفاة والاجتماع والأعياد . ولم تخل الاحتفالات الشعبية من نقر الطبول، ولشدة ولعهم بها أدخلها البعض في حلقات الأذكار لبعض جماعات المسلمة) (كبا عمران ، ص22)6
المبحث الثاني: المرأة في الأدب الإفريقي
لقد ساهمت المرأة السوداء في الأدب الإفريقي الشفاهي الخالص، الذي يرجع تاريخه إلى آلاف السنين وهو ما يعرف بالفلكلور، يتميز بالالفاظ والمعاني الغراءة ،تجري أسلوبه على إيقاع تقليدي شفاهي، ويستمد موضوعه من الموروثات الثقافية والعادات الشعبية التي يعيشها أفراد القبيلة منذ قرون متعاقبة ، والأغاني الشعبية: هي تلك الأناشيد التي يتغنى بها الأفراد في الحياة اليومية في المجتمعات التقليدية بالمنطقة، في لغة سهلة سلسة، يفهمها كل من يجيد لغتها، وينشدها كل من يميل إليها، مضمونها الإشادة بالفضائل الاجتماعية القبلية، غرضها تسلية الناس من كبت الأعمال اليومية، غايتها تربية المجتمع بالأعراف التقليدية. وأنواعها متباينة، يمكن أن نجملها في أناشيد الهدهدة من الأمهات لتنويم ا لأطفال، ينشد الأولاد مثل هذه الأناشيد في القرى والليالي مقمرة، بأصوات لهو ولغو في رقص وطرب، تعبيرا عن مشاعرهم وعواطفهم نحو "جنة الطفولة" التي يتمّتعون بها في حياتهم مثل النوم. وأناشيد الأولاد في ألعابهم التقليدية، وأغاني المناسبات الشعبية من زفاف وعقيقة وجنازة وحصاد وبذر)(كبا عمران ص 42)7
ومنها أشعار التعزيم لمناسبات الختان والخفض التي ينشدها الفتية والفتيات في الغابات المنعزلة، فيها تعاليم التقاليد القبلية، والعادات الاجتماعية .
المبحث الثالث: المرأة الإفريقية والمرجعية الدينية والخطاب العلماني
المرأة الإفريقية بين المرجعية الدينية والخطاب العلماني: العلمانيون يصرحون بالمرجعية الغربية في تفكيرهم وأرائهم ويعتقدون أن الإسلام ليس دينا صالح للكل زمان و مكان ولا ينبغي أن يكون مصدرا للتشريع في العصر الحديث بعد تطور البشرية
و من المنطلق بحثوا عن تشريعات و نظم تتوافق مع عصرنا فوجدوها في المسا وات الكاملة أو المطلقة التي تقضي إلي التالي:
أولا المساواة في الميراث على خلاف ما هو منصوص عليه في الشريعة
ثانيا: المساواة في الطلاق بان تكون المراعاة قادرة على حل العقد الزوجية في أي وقت تشاء مثل الرجال سواء بسواء
ثالثا:المساواة في الإنفاق على الأسرة
رابعا:المساواة في الحياة الجنسية تشمل منع الرجل من تعدد الزوجات وحرية المرأة في الارتباطات الجنسية إذا كان الرجل حرا حريتها في مباشرة عقد الزواج من غير حاجة لولي
خامسا:المساواة في السكن و تعني حرية المرأة في اختيار ها للرجل في ذلك
سادسا: التساوي في حق الطاعة و النشوز تثيرها الحركة التسوية تبني مصطلح حرية المرأة فالمرأة حرة في العمل حرة جنينها حرة في طاعة زوجها وهذه الحري ة المطلقة دعمت في الكتابات العربية بحجة (أن المرأة تملك نفسها )أي حرية التصرف في جسدها
باعتبارها من أول حقوق الإنسان و هذه الحجة معناها واسع تتضمن أمورا كثيرة منها
ا- حق المرأة في ستر جسدها فقط إما الستر وعدم الكشف ذلك محارب باعتباره تخلفا ورجعية وسببا للحرمان من الكثير من الحقوق والامتيازات في المجتمع يصل في بعض الأحيان إلي الحرمان من التعليم حتى العلاج فربطوا بين الحجاب وحجاب العقل وبينه وبين ملكية المرأة لجسدها وبين الطاقة الجنسية الكامنة في المرأة والتي هي خطيرة على الر جال وغير ذلك من المزايدات التي تخرج الحجاب عن مغزاه حكمته الإلهية من الستر والعفاف والطاعة والامتثال مع الانطلاق والتقدم في ظل التحلي والتمسك بالقيم و الأدب
ب-حرية المرأة في علاقتها الجنسية فلها أن تختلط بالرجال بمقتضى أو بغير مقتضى من غير أن يكون قيود على هذا الحق المزعوم ففي التعليم و العمل والأفراح والمناسبات و في السفرات والرحلات والزيارات وفي كل الأحوال لها أن تلبس ما تشاء وتجلس وترافق الرجال كما تشاء
الخطاب العلماني: إباحة كل شيء في مجالات العلاقات الجنسية فاللباس حرية شخصية والاختلاط هو الأصل
يعتبر المفكر الجزائري مالك بن نبي واحدا من رجالات القرن العشرين في العالم الذين شغلوا أنفسهم بقضايا أمتهم و سعوا إلى بلورة الحلول والاقتراحات الكفيلة بإخراج الأمة المسلمة من خلفها الشامل المركب ودفعها إلى معانقة العصر بفاعلية ، فقد قدم مالك ابن نبي مشروعا فكريا متكاملا في وقت كان فيه العالم الإسلامي يعارك فلول الإسلام أو يعيش مخلفاته التي كبلت بإفراز نخبة منه حاولت إفهام الرأي العام المسلم وقد وقف مالك بن نبي ضد هذه الدعوات اليائسة والمضللة وصاغ مقولة (القابلية للاستعمار ) رأى مالك بن نبي أن ليست هنا كمشكلة معزولة عن مشكلة الرجل فالمشكلة واحدة هي مشكلة الفرد في المجتمع فقد حاول الكثيرون بوحي من الفكر العربي التجزيئي النظرة إلى قضية المرأة كقضية مستقلة ميز مالك بن نبي بين موقفين متقابلين في وضعها التقليدي التي كرسته التقاليد وموقف الداعين الي إن تخرج المراة في صورة تلفت اليها الغرائز، ويرى موقفي هذين الفريقين يصدران عن دافع واحد هو الغريزة ) (الكنبوري إدريس، 2001 ) 8
الأفكار التي سوقت باسم حقوق المرأة تبنت أفكارا مختلفة منها:
التشكيك في صحة الدين عن طريق نشر الشبهات التالية:
ا- كون الدين سببا في تخلف المرأة وانه كرس دونية المرأة بتشريعات ذكوري واعتبر المرأة ناقصة العقل ناقصة الكينونة الإنسانية ولا بد من وصاية الرجل عليها واستدلوا علي ظلم الإسلام للمرأة بحجج منها
1- القوامة ومعنوية قيد المرأة: فقد قيد الرجل معها فلا يجوز للزوج قوامة الأسرة حسب مزاجه وعليه أن يسوس الأسرة بالمعروف فالزوج القوام خاضع للعرف المرعي بين الناس و محكوم بأوامر الشريعة ونواهيها كتجنب الظلم، واجتناب الغضب و الانفعال فالزوج الفعال مقيد بقوانين الشريعة الإسلامية ويجب على الزوجة الامتناع عن طاعة الزوج في الأمور المخالفة للشرع
2- نقصان حظ المرأة
ج-جواز تعدد الزوج
3- إثارة قضية أنوثة و ذكورة في لفظ الجلالة (الله)ويتساءلون لماذا القران إلي (الله)بضمير المذكور دون المؤنث
4- التشكيك في عدالة الله في تقسيمه البشر المذكر ومؤنث وجعل الضعف والأذى من نصيب المرأة وإعطاءه القوة والسلامة للرجل
5-الدعاء بتحيز الخطاب القراني للذكور علي حساب الإناث مثل قوله تعإلى (الزانية والزاني الخ)حيث قدمت الزانية علي الزاني وقوله (وليس الذكر كالأنثى ) وقوله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور )حيث جاءت كلمة (الذكور )معرفة في حين وردة كلمة (إناث)نكرة و القصد من هذه الأفكار التخلص من الدين و إحلال العلمانية والناهج الوضعية
ثانيا الطعن في بعض الأحاديث النبوية مثل حديث البخاري ومسلم يا معشر النساء تصدقن الخ و شهادة المرأة منفردة الخ والمواضيع والشهادة و الميراث، واتهام كتب الفقه بالجمود والتخلف والذكوري وإنهم عاشوا في عصر الظلام واتهام الفكر الإسلامي بأنه فكر معاد للمرأة بحجة وجود بعض الإسرائيليات في بعض كتب التاريخ والتفسير أو روايات ضعيفة أو موضوعة و أقوال لبعض الفقهاء و اجتهادات والدعوة لقراءة جديدة للإسلام تحت مسمى( إسلام عصري) جديدة تبناها بعض المفكر الإسلامي مثل ( محمد شحرور) و( جمال ألبنا ) يرتكز على العلمانية والعقل
مشكلة الحجاب: لقد ركزت الدعوات الأولى لتحرير المرأة أهدافها علي الحجاب الشرعي للمرأة
يرجع أساس الاختلاف في الأنظمة السياسية والأعراف السائدة في العالمين العربي و الإسلامي فمن هذه الأنظمة :
1 - من ينهج النهج العلماني الغربي
2-ومن من ينهج النهج الإسلامي المحافظ
3- و منها من يأخذ النهج المختلط فتترك للمرأة حرية الاختيار
والجدير بالذكر لا ريب أن عمل المرأة مما يبلبل فهذا الاتجاه ينادي أصحابه ( بإباحة العمل للمرأة في جميع الميادين والمجالات فهي في حساباتهم كالرجال سواء بسواء فأي عمل يباح للرجل فهو مباح للمرأة بغير تفرقة ولا تجزئة والاتجاه الآخر على النقيض) (جعفر حواء ،2006م ص 22) 9
مخاطر الفرنكوفونية: تكمن في منظمة الفرنكوفونية مخاطر جسيمة على العالم الإسلامي، وتتمثل في الأمور التالية:
1- سعيها لإحلال القوانين المستمدة من الفكر العلماني محل القوانين المحلية
في الدول الأعضاء التي معظمها دول إسلامية ذات صلة بتعاليم الإسلام؛ فقد تضمنت التوصيات الصادرة عن القمة الفرنكوفونية الرابعة ضرورة تأسيس هيئة قانونية تزود الدول الفرنكوفونية بلوائح ودراسات قانونية في مجال القضاء ونظام الأسرة لتمكين هذه الدول من الاعتماد على نصوص قانونية علمانية موحدة!
2- نشر اللغة الفرنسية مع محاربة اللغات المحلية وخاصة العربية الفصحى
في الدول الأعضاء في الفرنكوفونية. ويقام في باريس كل سنتين معرض دولي للكتاب الفرنسي، كما تنظم جائزة عالمية باسم الفرنكوفونية.
3- ممارسة الغزو الفكري وعملية غسل المخ من خلال إنشاء جامعة
فرنكوفونية عالمية عبر الفضاء.
4- خلخلة القيم الدينية والأخلاقية في البيئات الإسلامية وتوجيهها نحو الحياة
الاجتماعية الغربية الفاسدة من خلال البث التلفزيوني المباشر عبر قناة TV5 وقناة
C. F. I.
5- تشتيت شمل المسلمين، وبث الخلافات بين الدول الإسلامية بسبب موالاة بعضها لمعسكر الفرنكوفونية ضد البعض الآخر الموالي لمعسكر الكومنولث البريطاني، مما يحول دون تحقيق وحدة حقيقية بين هذه الدول. وخير شاهد على ذلك ما تعانيه منظمة الوحدة الإفريقية في داخلها من صراع حاد بين هذين المعسكرين)(سيدي غالي لو، 1998م ص90)10
الجندر: لم يكن واضحا للمرأة الإفريقية على وجه العام ومفهوم (الجندر) مازال غامضا وحالياً يستخدم مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) للتعبير عن عملية دراسة العلاقة المتداخلة بين المرأة والرجل في المجتمع،
المرأة في وجهة نظر الإفريقيين: أنها توفر البشر كمي لأن الجنس يشكل أساسا هامّا في حركة البنية الإفريقية وهو مصدر كثير من القيم العفّة، الخيانة، الأمانة، الشهوة، العيب الفضيحة العار، وله مكوّن قيمي في المجتمع، لدرء زيادة معدّل الوفيات إلاّ بزيادة معدّل المواليد
ويعتبر الزواج في المجتمع الإفريقي من أهم مشاريع الحياة، فإن المجتمعات الإفريقية تبيح تعدّد الزوجات لهدف الإنجاب والتكاثر، فهي محددة بشروط وفق الدين الإسلامي، لكن عند غير المسلمين والمسيحيين فإنها مفتوحة ومرتبطة بالمقدرة الجسديّة والمادّية للفرد، وليس للزواج سنّ محدّد، لكن عدم الإنجاب له أثر نفسي، فالمرأة العاقر لا يعتدّ بها لأنها لا تسهم في تنفيذ برامج البنية التناسليّة فيشكل لها الضغط النفسي، وعدم التوازن النفسي
ختان المرأة الإفريقية: الختان هو قطع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر و تسمى (القلفة)وقطع جزء من البظر وهى الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى ويسمى (ختان المرأة) والختان بوجه عام عادة قديمة لا يعرف بالضبط متى بدأت ومن المؤكد انه كان موجودا أيام إبراهيم عليه السلام ففي الصحيحين انه اختن وهو ابن ثمانين سنة و كان معروفا عند العرب قبل الإسلام أخذا عن جدهم إبراهيم أو من اليهود الذين توارثوه عنه وكان ختان النساء موجودا عندهم) (جاد الحق بدون ت) 11
صورة المرأة الإفريقية في الشعر الإفريقي:
الشاعر موزامبيقي: سلينودوس سانتوس " وشهرته "كالونجو " لعب دوراً كبيراً في حياة بلاده السياسية ، حيث أنتخب عام 1962م سكرتيراً عاماً لجبهة تحرير موزمبيق ، المعروفة باسم "مزيليمو " يقول كالوجو عن المرأة الأم :
الأم السوداء تضع طفلها في المهد
وتنسى أن حبات الذرة تموت في الأرض
وأن كرار الخزين قد فرغ بالأمس .
وتحلم تحلم بعوالم جميلة
يذهب فيها ابنها إلى المدرسة
المدرسة التي يتعلم فيها الرجال .
عوالم جديدة .
يستطيع ابنها أن يعيش فيها .
كالونجو في هذه القصيدة السابقة يعطينا صورة عن المرأة الأم ، المشتعلة بالأمل ، فبرغم ما تعاني منه بلادها ، من جفاف وفقر مقدع واستغلال تام من قبل الاستعمار .. إلا أن الأم قوية ، صابرة .. مليئة بالأمل والتفاؤل .
لنترك كالونجو وامرأه المشحونة بالأمل ، ونذهب إلى الروائي "واليو نجوجي " وهو أديب صدرت له ثلاث من الروايات بين عامي 1962- 1969م
الطبيب الشاعر " أوجستينو نتو " يقول الطبيب الشاعر في قصيدته " الأم " :
أماه .. علميني .
ككل أم سوداء يرحل ابنها .
كيف أنتظر ، وآمل ..
كما تعلمت أنت في أيامك المريرة.
لكل الحياة ..
قتلت ذلك الأمل المشرق في صدري .
فلست أنا الذي ينتظر ..
بل أنا .. الذي ينتظر ..
ونحن ألمل ،،
نحن أطفالك ..
نسير نحو أمنية تستطيع أن تغذي
الحياة عند أبنائك الباحثين عن الحياة
الشعر الإفريقي متفجر بالأمل والتفاؤل .
فهاهو الطبيب الشاعر ، يصور لنا المرأة الإفريقية الصابرة ،
الشاعر السنغالي :" ليوبولد سيدار سنجور " يقول سنجور :
أفرحي يا أماه ؟
فلن أبعث الريح الشرقية فوق هذه الصور
كما أبعثها فوق رمال الطرق
إنك لا تسمعيني حين أسمعك
مثل أم مشغولة البال تنسى أن تضغط
على زر البداية
لكني لن أمو آثار قدمي أبي .
الشاعر السوداني " محمد المهدي مجذوب " الذي عشق امرأة زنجية ، ويصور لنا ما يراه في حياة هذه المرأة فيقول :
وبدت ستائر بيتها
وضاءة بين الظلال
ورجعت أفزع للكرى
كي أستريح إلى مراح
ونهضت أسمعه الملامة
وهو مشتعل الجراح
(محمود الطهطاوي، العدد 152)12
والختان في المجتمعات الإفريقية ، تقام بمناسبته احتفالات ورقصات مختلفة، أما العلاقات الجنسيّة للشباب قبل الزواج ممنوع في بعض المجتمعات الإفريقية الملتزمة بالدين الإسلامي أو المسيحي وسيلة لدفعهم إلى الزواج ومن ثمّ الإنجاب لكن بعض الشباب والشابات يمارسون الجنس قبل الزواج بهدف اكتشاف المرأة القابلة للحمل والإنجاب، ومن ثم يتسابق الشباب لخطبتها والزواج بها، كما هو في بعض المجتمعات الوثنيّة واللادينيّة متمثلة في بعض القبائل الإفريقية.
نتائج البحث:
1. يواجه العالم الصراع الديني والحضاري فالعالم بحاجة إلى التعايش والالتزام بالوسطية والاعتدال لكثرة الانحرافات والتضليل حيث صارت الأمة الإسلامية متحيرة في أمر دينها لأن الغلو والتطرف انتشر في أقطار المعمورة فعلينا بالوسطية في جميع الأمور حتى في التفكير والتأمل
2. الإرهاب ظاهرة قديمة في العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، فهي ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر، وترتبط بوجود الصراع بين الحق والباطل وبن الخير والشر، وأنها ظاهرة سلبية، لا تستقيم ولا تنتظم مع القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة، وفي عصر العولمة أصبحت التطرف عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونحتاجُ إلى جهود إقليمية ودولية يسند إلى الفكر والتربية والثقافة الإنسانية عبر بعد أخلاقي، قوامه التعايش والمحبة والتسامح وقبول الآخر. يرى كثير من الباحثين والمؤرخين أن الإرهاب ظاهرة قديمة في العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، فهي ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر، وترتبط بوجود الصراع بين الحق والباطل وبن الخير والشر، وأنها ظاهرة سلبية، لا تستقيم ولا تنتظم مع القيم والأخلاق والتعاليم النبيلة، ويعد الظلم وتسلط القوي على الضعيف من أهم ما ينشر الإرهاب ويسببه.
4. من أهم طرق مواجهة التطرف هو الحوار ومواكبة متطلبات الحياة الحديثة، وخلق روح التعايش في المؤسسات التعليمية والتربوية، ونبذ فكر التطرف، وتحصين الشباب من الانحراف والتطرف الفكري، وترشيد وتعميق فيهم القيم الأخلاقية والتسامح سبب قوي لخلق السلام والاعتراف بالتعددية الدينية والفكرية والثقافية، وتجنب العدوان على الأنفس والأعراض والأموال باعتبار أن الإسلام دين السلام.
لكن تجديد الفكر في المجتمع الإسلامي هو دعوة إلى مسايرة الأوروبيين في تفكيرهم وفي خطواتهم في الحياة، وفي فصل الدين عن السياسة، وفي إبعاد الدين واللغة عن مجال الترابط ،
يكمن فوز الإنسان في الدارين
3. الكتابة عن المرأة يحتاج إلى أيادي أمينة ليحدث جوا فكريا بعيدا عن السموم وتركيزها على عقيدة صحيحة ، وتربيتها تربية أخلاقية بعيدة عن شوائب الأفكار الهدامة وتعظيم قيم الأخوة الإنسانية التي تتمثل في التعايش السلمي بين الأجناس البشرية، إعادة النظر في الكثير من المغالطات التي أُلصقت بالإسلام وشعوبها والاعتناء بالخصوصية الحضارية والفكرية للأمة، للمساهمة في تطوير بناء الأمة الإسلامية
4.من أهم طرق مواجهة التطرف هو الحوار ومواكبة متطلبات الحياة الحديثة، وخلق روح التعايش في المؤسسات التعليمية والتربوية، ونبذ فكر التطرف، وتحصين الشباب من الانحراف والتطرف الفكري، وترشيد وتعميق فيهم القيم الأخلاقية والتسامح سبب قوي لخلق السلام والاعتراف بالتعددية الدينية والفكرية والثقافية
5.الاهتمام بالأمن الفكري في ظل تحديات العولمة والتكنولوجيات الحديثة للثقافة الإسلامية أبرز آثار الغزو الفكري الحديث: إفساد العقيدة وتحطيم مظلة الأعراف الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية، وتوعية الشباب الإسلامي بمخاطر تحديات العصر، ومواجهتها بالحكمة والحوار
5.نبذ العنصرية والتطرف من خلال مقاومة الأفكار الهدامة فالإسلام دين السلام، والاهتمام بالثقافة العربية الإسلامية، والقيام بالرد على المتشككين في الثقافة الإسلامية،
6.وحدة العالم الإسلامي يعرقل مسيرتها تكتلات وتوحدها مع دول غير إسلامية، والعصبيات الإقليمية والعنصرية، واختلاف نظم دول العالم الإسلامي، وكذلك اختلاف مناهج التربية والتعليم، والاتجاهات الفكرية فيوجد الفكر الإسلامي، والفكر الاستعماري وغيرهما، وفقدت الوحدة الفكرية
7. هناك عوامل معارضة للوحدة العالم الإسلامي هو وجود تيارات فكرية ومذاهب عقائدية حديثة مستمدة من الغرب، وهذه المذاهب إما معارضة للإسلام معارضة أساسية، العالم العربي مقصرون لا العربية، تتهم العربية بالعقم، وفي الواقع كم ملايين في قارة إفريقيا السوداء يتقنون اللغة العربية، ويكتبون بها أشعارا ومقالات، ومؤلفات ،وليس هناك من الدول العربية من يأخذ يدهم إلى طريق التقدم والتطور ويمول الأنشطة الثقافية الإسلامية، إن مظاهر القصور في اللغة العربية ليس إلا قصور الدول العربية في نشاطاتها.
الاقتراحات
1.اقترح العمل بنتائج البحوث والدراسات في الجهات المعنية بالظواهر والمتغيرات العالم العربي والإسلامي
2. اقترح افتتاح وسائل إعلامية عربية لمحاربة غزو الفكري في المجتمعات الإسلامية
3. بيان خطر التغريب في تدمير العروبة والمجتمعات الإسلامية عبر الغزو الفكري .
التوصيات
1.إعادة النظر في نسيج المجتمع العربي عبر ملاحظة الظواهر والمتغيرات الدخيلة والعروبة
2. دراسة واقع العالم العربي أمام تحديات الغربية المعاصرة، والسعي لتثبيت مجتمع عروبي إسلامي أصيل
3. دراسة ثغرات الغزو الفكري الموجهة إلى المجتمعات العربية، ووضع خطط مغايرة للناهضة بالعروبة والإسلام
المصادر والمراجع العامة
1.العزة بنت محمد محمود، تقييم دور المراة الموريتانية في التنمية المحلية، رسالة لنيل دبلوم الدراسات المعمقة كلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة المولى اسماعيل تحت اشراف محمد حميد بخاري 2005م ، السنة الدراسية: 2004 ص23
2.حسن يوسف نوفل أصوات النص الشعري ط الشركة الصرية العالمية للنشر لونجمان 1995 ص188
3.محمد وليد الجلاد الموسوعة العربية منابر ثقافية 2011 03 17 ص1 موقع المنبر.كم
6.نفس المرجع
6.كبا عمران، الادب الإفريقي في غرب إفريقيا، منظمة ايسيسكو، ص22
7.نفس المرجع، ص 42
8.الكنبوري إدريس المرأة في فكر مالك بن نبي مجلة الوعي الإسلامي مجلة شهرية العدد 424فبرا ير 2001
9.جعفر حواء، مشاركة المرأة الاجتماعية الطاهر مجلة تعني بشؤون المرأة العدد 165 شباط2006م ص 22
10.سيدي غالي لو الفرنكوفونية مجلة البيان تصدرها المنتدى الاسلامي جمادى الأولى - 1419هـ سبتمبر - 1998م(السنة: 13)ص90)10
11.جاد الحق علي جاد الحق الإسلام و قضايا العصر ط جمعية تبليغ الإسلام الإسكندرية بدون ت
12محمود الطهطاوي، " المجلة العربية " السعودية العدد (152)
المراجع العامة
محمد البهي، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، الناشر: مكتبة وهبه، الطبعة: العاشرة
Bruckner P.، Le chantage à l’islamophobie، Le Figaro، 5 Novembre 2003 .
رضوان السيد ، التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص34
يحيَىٰ ولد البراء التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022
عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
حمود بن أحمد بن فرج الرحيلي حصين المجتمع المسلم ضد الغزو الفكري الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الطبعة: السنة (35) العدد (121) 1424ه ص 337
عبد العزيز بن عبد الله بن باز الغزو الفكري ووسائله الناشر: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: السنة الخامسة عشر - العدد التاسع والخمسون - رجب - شعبان - رمضان 1403هـ 115
سعاد خيري المرأة والسياسة الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24
مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي، المحقق: إشراف ندوة مالك بن نبي، الناشر: دار الفكر-دمشق سورية الطبعة: 1986م ص 157
.المهندس فتحي الحبّوبي الخلفيات المؤثّرة في طروحات الفكر النسوي الغربي والعربي الحوار المتمدن.كم -العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 09:23
جعفري حوراء، مشاركة المرأة الاجتماعية، الطاهرة، مجلة، شهرية تعنى بشؤون المرأة والمجتمع، العدد 165 شباط 2006
قضايا الأدب الإفريقي وتحدياته: قضية الزنوجة موقع سودارس.كم 08 - 08 - 2012 الصادق محمد آدم
ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمدابن ابراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985 ص115
14 : http://www.elaph.com dpuf 18
15.ابن عبد ربه احمد بن محمد طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمد ابن إبراهيم مكتبة القاهرة مكتبة القران 1985ص252
وليد مهدي جاذبية الجسد الأنثوي والذكري : البديهيات الغامضة الدروب.كم 6 مارس 2011م
روائع الشعر العربي التشادي، جمعه وطبعه أستاذ ادم موزع المطبوعات العربية في أنجمينا وابشي2003 5
أسرار جمال المرأة الإفريقية 2013مجلة الجميلة https://www.aljamila.com/node
.كبا عمران الادب الإفريقي في غرب إفريقيا ص22
محمود كرم سليمان المحرم - 1421هـ مايو - 2000م ماذا يريدون من المرأة..؟ ! أساليب تغريب المرأة وآثارها مجلة البيان السنة: 15 ص73
العتوم ميسون، 2013، « جسد المرأة والدلالات الرمزيّة : دراسة أنثروبولوجية بمدينة عمّان (الأردن) مجلة الجزائرية في الانتروبولوجية والعلوم الاجتماعية إنسانيات،
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (حجاب المرأة ولباسها في الصلاة)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي الطبعة السادسة، 1405هـ/1985م.
الفاخوري حنا الجامع في تاريخ الأدب العربي دار الجيل بيروت ط الأولى 1986 ص105
، محمد الرابع أول سعد، المرأة والتعليم الإسلامي العربي في نجيريا، اتحاد علماء إفريقيا janvier 2014/ نشر على الرابط فيسبوك
أحمد مصطفى أحمد ، القارة الأعلى في زواج الأطفال.. ثلث بنات إفريقيا يتزوجن قبل 18 سنة)14 السبت 24 نوفمبر 2018 الوطن.كم
إبراهيم محمد تاريخ الإضافة: 1/6/2016 ميلادي نشر على رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/103838/#ixzz4J6nuYQ9G
13.غزة-دنيا ، الوطن.كم تاريخ النشر : 2006-05-26
14.عبدالله بخيت محمد ، دراسات في الأدب السواحيلي، القصص الشعبي، مكتبة النهضة المصريّة، القاهرة،1987 ص 28 ـ نقلا عن ترمنجهام ، سبنسر: الإسلام في شرق
15.دنيز بولم، الحضارات الإفريقية، ت نسيم نصر،عويدات ،بيروت ـ لبنان،ط2،1978، ص111ـ112
محمد مصطفى المجذوب سالة الجامعة السعودية نحو اللغة العربية والثقافية والإسلامية، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة الطبعة: السنة التاسعة - العدد الأول- جمادى الثانية 1396هـ/ يونيو 1976م ص 49
محمد البهي، لفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، الناشر: مكتبة وهبه، الطبعة: العاشرة ص330
رضوان السيد ، التعايش والتعارف في الاسلام مفاهيم ميسرة ، شارك في إعداده نخبة من العلماء، والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي 2022 ص34
عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 11
Bruckner P.، Le chantage à l’islamophobie، Le Figaro، 5 Novembre 2003 .
عبد الرحمن المطرودي نظرة في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات ص 21
1 ( ابن منظور) أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم لسان العرب: عمران :حرف الحاء الجزء:4 :217
عمران كبا1432ه 2011م الشعر العربي في الغرب الإفريقي خلال القرن العشرين المجلد الأول منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو ص21
القِنَّوجي 1920م أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان:: 8
5بن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري عيون الأخبار : 1418 هـ : 13
رحمى عمران صورة المرأة في الشعر الأندلسي في عصر الطوائف والمرابطين مجلة القسم العربي: 2011 م: 184
ابن عبد ربه احمد بن طبائع النساء تحقيق و تعليق سليم محمد ابن إبراهيم: 1985
القرطبي أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري طوق الحمامة في الألفة والآلاف تحقيق: إحسان عباس: 1987 : 124
روائع الشعر العربي التشادي جمعه وطبعه أستاذ ادم موزع المطبوعات العربية في أنجمينا وابشي2003 5ص
جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، أبو محمد مصارع العشاق: جزء: 2: 58
محمود شاهين زينة المرأة الإفريقية الأبعاد والدلالات مجلة الكويت العدد 372 ت
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري دار الكتب العلمية -بيروت
تاريخ النشر: 1418 هـ الجزء: 4
جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، أبو محمد مصارع العشاق: جزء: 2 : 37
الثعالبي عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور من غاب عنه المطرب المطبعة الأدبية، بيروت عام النشر: 1309
بن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري عيون الأخبار دار الكتب العلمية -بيروت تاريخ النشر: 1418 هـ الجزء: 4
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. يمانيات مؤتمر يسلط الضوء على دور الصحفيات في تعزيز السلام
.. المحامية بهيئة مراكش حسناء بل بنار
.. عضو اتحاد العمل النساء نعيمة أقداد
.. في يومهن الوطني… مغربيات تستحضرن وضعية المرأة بين المطالب وا
.. رئيسة اتحاد العمل النسائي السابقة سعيدة الوادي