الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة
سعاد أبو ختلة
2024 / 10 / 6الادب والفن
طالت الحرب كل تفاصيل حياتنا، أصبحنا في حرب دائمة مع الوقت، مع النفس، مع المحيط، يبدأ يومنا بروتين تفقد الماء في الجرار، تأمين الخبز بعد الاطمئنان أن الطابون الذي يطهو لنا الخبز يعمل اليوم وان لم يكن البحث عن آخر في الجوار كي لا يفسد العجين ونضطر للتخلص منه واعداد غيره، العائلات التي عندها أطفال رضع تعاني الأمرين لتدبير الحفاظات والحليب لأطفالها، السعر المهول لغذاء الأطفال وانقطاعه أحياناً، معاناة يومية مع مرافقات الحياة في مراكز الايواء، حشرات بأنواع مختلفة وذباب بألوان مختلفة، يلتصق بالجلد لينهش من دم ضحاياه حتى يسبب نزفاً للدم وثآليلاً حمراء مؤلمة، وطبعاً لا ننسى الموسيقى التصويرية المواكبة للمشهد، صوت الزنانة التي تجأر أحياناً فيصيبنا الرعب من أن تلقي حمولتها من متفجرات فوق الخيام المتهالكة، أو تقتنص الصغار الذين يطيرون طائرات ورقية حول المكان، ولم نكن نستبعد أن تفعل ذلك، لكننا لم نستطع حرمانهم من متعتهم الوحيدة عقب أداء مهامهم اليومية من تعبئة مياه وطهي الخبز والركض خلف التكية للحصول على بعض الطعام الذي ميزته الوحيدة أنه ساخن... مفردات كثيرة نتمنى أن ننساها عقب الحرب، تكية، بركس، شادر، كوبونة، ليد وبطارية، شاحن وفرش وطبلية ووو قاموس خاص لحياة النزوح، نازحين نحن؟!! أم مهجرين من بيوتنا عنوة؟!! النزوح بسبب كارثة تجبر المواطنين على ترك مكانهم قد يكون سيولاً وكوارث طبيعية، وقد يكون بسبب الحروب يخاف الناس فينزحون، لكننا تلقينا الأوامر بأن نترك منازلنا وتم تهديدنا، أخرجنا قصراً، منذ بداية الحرب والحديث عن اجتياح لرفح ورفض وتنديد من قبل مصر وأمريكا وبقية الدول التي تؤمن من خلفهما، شعرنا أن رفح خط أحمر، لن يتم الاقتراب منها لأن العالم كله لن يسمح... العالم أعتقد أن العالم رفض وشجب واستنكر وعمت المسيرات المنددة شوارع أوروبا وحدثت أزمات في دول عظمى، أغلقت جامعات والحقيقة تم تفريغ كل الغضب والرفض لنبقى وحدنا، مع طول المدة تراجع الدعم الدولي وعاد العالم لحياته الطبيعية وهذا شيء طبيعي، كلما تقادمت القضية فقدت زخمها وتراجع مؤيديها، وتفريغ أزمة هنا وأزمة هناك لتحويل الأبصار عن حرب الابادة على غزة، اعلام متواطئ صور غزة التي مساحتها الكلية 360كم قارة مترامية الأطراف بها من الجبال والوديان ما يشكل قوة ردع وخزعبلات المحللين الذين مارسوا هواياتهم بعد أن سنحت لهم الفرصة لتطبيق النظريات التي تعلموها في كلياتهم النظرية ...
أم علي العجوز في مخيمنا تقول أن الحرب كان مخطط لها، وأن 7 أكتوبر كذبة رسموها وخططوا لها، وأننا شعب غبي يصدق ما يقال له، وأضافت أن انسحاب اسرائيل أحادي الجانب عام 2005 لم يكن سوى بداية الخطة، بقيت صامتة أفكر فيما تقول، وأجابتها سيدة: نحن دائما نصور اسرائيل وأمريكا قوى عظمى ونصر أن كل عمل يكون خدعة حرب ، قاطعتها أخرى لم يكن عملاً جيداً على الاطلاق، صورونا همجيين، ماذا أن تأسر عجوزاً تعاني من الزهايمر؟ قاطعت الجميع سيدة قالت كنا في بداية الثمانينات نقيم قرب السياج الحدودي وكنا نسمع اطلاق نار فجأة فتقول أمي رحمها الله لابد ان قطة اقتربت من السياج، كنا نعرف أن هناك مجسات الكترونية ولم يكن العلم والكمبيوتر بهذه القدرة، وحللت سيدة فقدنا أكثر مما كسبنا في ذلك اليوم، شبابنا كانوا فاكرين انها حرب التحرير، راحوا الشباب وصارت تبكي على من فقدتهم وأصبحنا نواسيها ونصبرها وانفض المجلس الذي كان ينقصه الدويري، بحزن ووجع يحتاج منا وقتاً كي نتخلص منه، كنت كلما اعتصر قلبي الحزن، ابحث عن صغارنا ألعب معهم وأضاحكهم كي ألقي عن كاهلي هذا الوجع الذي لا أملك له رداً، الحياة في مراكز الايواء تعني أن تكون منفتحاً على كل الأطياف، وتستوعب كل الآراء والأهواء، أن تكون مرناً ليناً لنفسك ولمن حولك، أمر واقع علينا أن نعايشه ونستوعب أن ما نمر به لن يمضي سريعاً لذلك علينا تقبل تبعاته حتى يحدث الله أمراً...
السادس من أكتوبر 2024
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شبكات| الفنانون السوريون يغيرون مواقفهم من بشار الأسد.. كيف
.. رئيس قطاع الهندسة بمدينة الإنتاج الاعلامي من مهرجان البحر ال
.. «نجم المسرح» منصة اكتشاف المواهب الفنية بقيادة «قروب مافيا س
.. فكرة جميلة علشان الجماهير تروح الملاعب وتشجيع فرق كرة القدم
.. الفنان السوري فارس الحلو: أرفض حكم العسكر