الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة السيد - التابع مع الغرب

مازن كم الماز

2024 / 10 / 11
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


تبدو العلاقة بين الشرق و الغرب اليوم أقرب ما تكون لعلاقة سيد تابع ، هذا ليس وليد الاستعمار فقط بل قد تمكن المحاججة بأن الاستعمار هو بالعكس وليد تلك العلاقة … إن هوسنا بالغرب و إصرارنا على لومه على أوضاعنا مرةً لأنه يتدخل في شؤوننا و مرةً أخرى لأنه لا يتدخل هو مجرد إحدى تمظهرات هذه العلاقة ، و إصرارنا على تنميط الغرب كمستعمر و كقوي لا يكترث بنا و لا يمنحنا العدالة التي وعدنا بها قد يكون أهم و أقوى تمظهرات تلك العلاقة بالغرب و التي لا تثبت و تؤبد تبعيتنا له و حسب بل و تبرر لنا و تجمل لنا دور التابع التافه و في أفضل الأحوال التابع العاجز … لا يمكن القول أن كل هذا يعود إلى فارق القوة بيننا ، بدا و كأننا كنا فقط بانتظار وجود ذلك الأقوى و عندما وجد ذلك الأقوى بالفعل بدأنا "بعبادته" ، و خلافًا لما يزعمه الإسلاميون ليس من الضروري أن يقلد التابع سيده في كل التفاصيل ، بالعكس ، قد يبلغ به هوسه بهذا السيد حدًا يدفعه لمخالفته في كل شيءٍ مع بقائه دومًا في حالة دوران حول سيده و عينه دائمًا على ذلك السيد ، هذا هو الإخلاص الحقيقي الذي يمارسه التابع نحو سيده عندما يرى نفسه أمام خيارين فقط أن يقلده أو أن يخالفه ، إنه لا يفعل بل يختار وضعية المفعول به الأفضل من وجهة نظره … هذا لا يرسم فقط علاقتنا "بالآخر" بل أيضًا علاقتنا بالذات أو بالأحرى علاقتنا ببعضنا البعض … ليس فقط أن أسوأ التهم و أكثرها شيوعًا بيننا هو الاتهام بالعمالة للغرب و هذا الاتهام طال الجميع دون استثناء بل إن صعود الهوياتيين أو الإسلاميين جاء نتيجةً لحاجة جزء من ذلك الغرب لاستخدامهم في منافسة حادة داخل الغرب أو الآخر لا ضده بل ضد غرب صاعد ينافس الغرب القديم … لكن النتيجة الأهم هو تكريس علاقات التبعية فيم بيننا ، تكريس انقسامنا إلى أتباع و سادة … و إذا كان إعادة الزخم لأخلاق العبيد بالمفهوم النيتشوي هو أبرز منجزاتنا المعاصرة على الصعيد العالمي فقد سبق لنا أن عدلنا و حورنا كل الوصفات الأخلاقية التي استعرناها من هنا و هناك لتتناسب مع أخلاق العبيد و الضعفاء و قتلنا كل ما هو فرداني متعالي و أرستقراطي و عممنا و جعلنا من فرد القطيع النموذج الأعلى و جعلنا التقليد ( تقليد الغرب أو السلف ) هو القاعدة و هو المرغوب و المفروض و عملنا على قتل أية أصالة إنسانية تتحدى القطيع الذي نحتمي به جميعًا من "شرور" أنفسنا أولًا , من المغامرة و الحلم حتى حدود الكابوس و ما بعدها … حتى عندما ينهار العالم من حولنا و عندما نهوي إلى قاع بلا نهاية نجد عزاؤنا في القطيع و يمكننا انتماؤنا القطيعي و هدوئنا المستمد من القتل المعنوي للأصالة و الشجاعة الأرستقراطيين عندنا و عند غيرنا و من كره و تكفير و تخوين المغامرة و المغامرين من أن نعتقد بإيمان ساذج و غبي أننا ما نزال بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوريا تحضر لمرحلة ما بعد الأسد | ال


.. سوريا: تواصل عمليات البحث عن محتجزين في السجون الكبرى




.. سوريا: كيف يعيش السوريون أول ليلة تحت حظر التجول في دمشق؟


.. أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية تفشل في تمرير مشروع قرار با




.. لماذا قامت إسرائيل بإلغاء اتفاقية -فض الاشتباك- لعام 1974 مع