الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الزيارة والعرس..

عبد الغني سهاد

2024 / 10 / 14
الادب والفن


في يوم الزيارة
والعرس.. !!!

السلام عليكم...
عادة ما اقوم بزيارة اهلي في مقابرهم بقلب خاشع وروح وقورة وحزن شديد.. كوني افتقدهم احبابي فجأة وبسرعة.كل واحد منهم في منعطف ما من منعطفات هذه الحياة.. في الطريق الى المقبرة اقرأ بعض السور القرانية التي تسحر لب امي (فاطنة..) وهي سورة (الملك).. وحين اتمم القراءة من المحمول ازيد عليها (الفاتحة) واني دوما على يقين انها فارقتنا وهي تكررها وترفع سبابتها الى الاعلى..!!! من كانت حينها ترى؟ الله وحده كان يعلم.. عندما ولجت المقبرة واقتربت من قبور امي وابي وجدي الذين يرقدون في مكان واحد.. سلمت على الجميع.. ودفعت ببطء المحمول في جيبي لاكرر قراءة.. سورة (الملك..) لكن مول الملك.. اراد شيئا اخر.. ذلك الصباح المشمس الجميل بعد صلاة الجمعة.. صعدت من المحمول هذه الاصوات التي تسمعونها لفتياات احواش.. زعزعت ذلك السكون المطبق في كل المقبرة وفي الجهة الي اقف فيها على مقابر العائلة..
...

وتصاعدت الذكرى تخترق الافق الواسع.. ورددت مع نفسي هل للامر من مذبر حكيم.. ام هي فقط الصدف.. التي تملاء الاقواس الفارغة في اللوح المحفوظ الذي عليه كتب الله اقدارنا.. ومكاتبنا.؟. تذكرت جدي الذي لم يربح شيئا من عشقه العميق لفرق الاحواش في شبابه.. فرق احواش في الدوار والدواوير المجاورة استنفذت كل ثرواته.. كما لم يفلح ايضا في دعمه بالمال لشباب الحركة الوطنية للتزود بالسلاح لطرد الاجنبي الدخيل.. لماذا جدي لم يفلح في الامرين معا..؟ عندمااقتربت من راسه وهمست له انها فقط حرارة الذكرى ياجدي فانها لا ترحم لكن الله غفور رحيم...؟ احسست به يسدل جفونه و يتبسم لي.. . قرب جدي كان ابي ممددا عابسا لايصدر منه اذنى حس حتى لوكان باردا. لم يكن المسكين يحب فرق الاحواش.. وكان قبر امي فوق راسه (اقدامها في قبرها تتموقع على راسه قبره..) والله وحده قد رتب هذه الاقدار.. كانها تضعه تحث حذائها حتى في البرزخ.


شعرت بامي فرحة كثيرا وشعرت كان قبرها ترتعد.. من سذاجة هذا الحديث و هول ايقاع الاحواش النابعة من المحمول.. .. لن يستطيع احد ان يقدر عشق امي للاحواش.. لا احد.. حتى ابي المسكين.. في عرس بنت( ايت واكريم) وكنت حينها صغيرا.. البس ثيابي الانيقة واترصد بعيوني (كاميراتي) كل ما يتحرك بمحيطي.. كانت نظراتي للاشياء من نوع الديجيتال الدقيق..


كان لاولاد(ايت واكريم) وهم ابناء قبيلتنا رياض كبير في حي( اسول) وكانت لهم فتياات امازيغيات فائقات الفتنة والجمال.. وعدت امي احداهن اذاما تزوجت ان ترقص في عرسها. عربونا على محبتها لها .. وكان ماكان على باب الرياض كنت ارقص انا وعمر ولد (ايت واكريم) على ايقاع الاحواش الهاذر الذي تهز فيه ضربات الطبل كل الجدران.. بل جدران القلب و كل الامكنة القريبة.. ولم. تتمالك امي( فاطنة) بداخل الرياض من امتلاك نفسها.. ولا النكوص بوعدها.. فقامت ورقصت.ولا اخفيكم انها كانت امازيغية جميلة.. . ومن بعيد تدخل (بورحيم) وامرنا بالانصراف الى المنزل..... هيا انصرفوا الى الدار.. وبقي في العرس وحده.. قلت قبلا انه يكره الاحواش.. ويكره الحركة الوطنية... ويكره ان ترقص فاطنة امام الناس و تتصرف (فاطنة).. بتلقائية ومسؤولية...!!


لا اعرف هل لا زلت اشغل هذا المحمول البئيس الذي ورطني في استرجاع هذه الذكرىات فوق قبور احبابي .. اعدت التأكد من انه مغلق..تماما.. ثم كثفته في الجيب.. وانتابني حينها احساس عميق ان الوحيد من احبابي الثلاثة في المقبرة الذي كان يدعو معي... كانت( امي.) .اطلب لها واسع الرحمة والمغفرة لها ولجدي وابي.. وجميع المسلمين
السلام عليكم....!!!
من رواية الفيضان (8)
ع. سهاد2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي


.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد




.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب


.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال




.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي