الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس أدبية 317

آرام كربيت

2024 / 10 / 14
الادب والفن


كم من جاهل مات سعيدا، معتقدا أن إيمانه كان على حق.


آرام كرابيت
ابق حيث الغناء ـ 14 ـ
انتظرت أن يتصلوا بي في منظمة الأمم المتحدة في الأردن، وروح الفرح يسبقني إلى السماء، أن أقبر تجربة سجن تدمر في ذاكرتي، والفرار من السجن العربي القاسي جدًا، أن ابتعد عن النظام القابض على الدولة والمجتمع.
إن أعيش حرًا في علاقتي بنفسي والعالم، أن أعود إلى نفسي أبنيها من جديد بعد التداعي النفسي والجسدي الخطير الذي عشته في وطني.
بيد أنهم لم يتصلوا.
انتظرت أشهر ولكنهم لم يتصلوا شعرت بالخيبة والحزن لما آلت إليه الأمور، والسؤال يدفعني إلى سؤال أخر:
كيف سأبقى مدة أخرى في هذا البلد الصعب دون مال، كل المواد الغذائية غالية الثمن، من أين ابدأ وإلى أين سأذهب؟
إن العودة إلى سوريا يعني العودة للسجن والبدء بتأكل الذات من الداخل، والبقاء في الأردن محفوف بالمخاطر، ليس من الدولة الأردنية وأنما من مراقبة المخبرين المحسوبين على النظام السوري.
بعد خمسة أشهر تم استدعائي إلى المنظمة مرة ثانية، استقبلتني المحققة، وفتحت التحقيق مرة ثانية، قلت لها:
ـ لقد تم تبليغي أنني أصبحت مقيمًا على المنظمة وانتظر ترحيلي إلى دولة ما بعيدًا عن هنا.
ـ هناك أحد الموظفين، نائب رئيس المفوضية شك بأقوالك لهذا طووا ملفك، وسأبدأ بالتحقيق معك مرة ثانية. لنقل إنه استكمال لملفك، نريد التأكد من أقوالك؟
ـ أين كنت مسجونًا، من كان معك من السجناء؟
قلت لنفسي مرة ثانية:
تعرى يا آرام، تعرى. العري ليس عيبًا، أنه فضيلة وقوة. قل ما لديك من معلومات عقيمة ولا قيمة لها. وهل لدى السجين أسرار. فأنت في زمن الانكشاف الفارغ، من أجل التحكم بهذا العالم، يبدأوا بالفرد البسيط ويصعدون السلم إلى الأعلى فالأعلى، لتطمر هذه المعلومات في قلب المؤسسة العالمية لاستخلاص العبر من أجل السيطرة على كل إنسان، ان لا يبقى أي واحد بمعزل عن الاستمناء.
إنه زمن الاستمناء الكبير، كل الرجال والنساء يستمنون أمام أنظار بعضهم وظنون أنفسهم أنهم لا يرون، لأنهم يخافون من بعضهم وأن يأكل أحدهم لحم نفسه أو غيره.
وأضافت الموظفة، وكان في عينها ملامح الإعجاب والدهشة وتعاطف كبير، قلت لنفسي:
ـ إنه تعاطف وظيفي. شغل. مجرد عمل. وتقارير تذهب وتقارير تعود، والورق يدور في الأروقة ليتحول الإنسان إلى مجرد ورقة في ملف.
ـ هل كنت شيوعيًا؟ ما هو برنامجكم السياسي؟ هل هناك دعوة لحمل السلاح؟ هل هناك شخصيات معروفة في حزبكم؟
ـ كنت شيوعيًا، طرحنا برنامجًا وطنيًا للتغيير الديمقراطي، حزبنا يطرح برنامجًا لتداول السلطة سلميًا، وأن يعود الجيش إلى ثكناته ويتحول إلى جيش وطني كبديل عن الجيش العقائدي، أن تصبح الدولة دولة وطن ومؤسسات. أن تلغى الأحكام العرفية وقانون الطوارى، وأن يتحول الإنسان في وطني إلى مواطن وليس مجرد إنسان هامشي يصفق ويغني للقائد الذي نصب نفسه قائدًا للدولة والمجتمع.
إن طرحنا السياسي هو أكبر من حجمنا وأوسع. حكمة رميناها في الفضاء كواجب ومسؤولية، ولا قيمة عملية لهذا البرنامج الفضفاض في بلد غارق في الجهل والأيمان الأعمى.
كنت أنظر إلى المرأة الجميلة، السعادة في عينها، وكان ذهني يذهب بعيدًا، أنها قريبة من فكري وعقلي، معقول أنها شيوعية أردنية أو من دولة عربية أخرى؟
تصرفت معي كصديق وليس كطالب لجوء، وهذا فهمته لأحقًا، قلت لها:
ـ وضعي لا يسمح بالبقاء هناك مدة طويلة، أنا معتقل سابق وهربت من وطني من أجل الحماية لهذا اتمنى أن أخرج من هذا المغطس السري العربي. لم أعد أحس بالانتماء إلى هذه الأرض، إلى هؤلاء الناس في وطني، الغربة الذاتي أكلتني وحولت ذاتي إلى ذات منفصلة عن ذاتي. لقد مات المكان في ذاتي، ماتت سوريا كلها وأنا وحيد هش وضعيف أمام الانتماء. الأن لا اعرف ما هو الانتماء القائم في داخلي.
وهل يبقى انتماء لكائن ما انفصل عن عالمه لمدة ثلاثة عشرة سنة وعاش في مدانه ضيق للغاية وبعيد عن حركة الزمن السريع؟
لقد شوهني السجن وشوه كل الشباب الصغار الذين كانوا معي في ظل غياب المجتمع عنّا.
يا سيدة سوزان، مفهوم المجتمع كلمة عاهرة، شيء قابل للبيع والشراء بسهولة، متحرك رجراج متنقل من مكان إلى أخر، وهناك الإنسان الرائع وهناك المجرم، وهناك القاتل النصاب والكذاب والواطي، وهناك من يريد أن يأكل لحمك نيئ
المجتمع مجرد خراء، يلفظ نفسه عن نفسه عن ما تبقى منه دون أن يلتفت إلى الوراء.
لم تعلق سوزان، كانت في ذروة الاهتمام والتعجب من هذه اللغة الصريحة القذرة والقاسية لإنسان يبدو لها إنه كائن أقل من عادي، بيد أن الكلمات تصدر عنه كالسهام الضاربة في القلب. ثم رأيت في عينها خضوع كامل لهذا القادم من المجهول.
ربما كانت تخاف أن تضيف المزيد من الاسئلة فيكون الجواب فيه من الغرابة أكثر من الغرابة التي تلقتها. قالت:
ـ أنا مقتنعة بكل كلمة قلتها، يبدو أن السجن حررك من الكلمات المنمقة كالتي نتداولها، أنت كائن حر، بيد أن الواقع هو القيد.
يسعدني أن تكون صديقي يا آرام، لكن العمل يحرمني من التواصل مع الأصدقاء إذا كانوا بصفة لاجئ. أحب ان أعرفك على زوجي وأولادي، أنه أستاذ جامعة وتكلمت له عنك مرات كثيرة، وهو شاب مهذب ورقيق ولديه رغبة شديدة في التعرف عليك. الأن لن نقدم على هذا لكن في المستقبل سيكون لنا هذا، وسأدعوك لزيارة بيتي
ـ والإقامة، متى سأخرج من هنا.
ـ الأمر ليس بيدي نتمنى بأقرب فرصة.
ودعتني كما يودع المرء حشرة نافقة مرمية على قارعة الطرق، صحيح أنها كانت سيدة لطفة ومتعاطفة، بيد أنها مرتبطة بالورق النائم في الأدراج.
خرجت إلى الشارع عاريًا من ورق التوت. أندثرت نظراتي إلى الشوارع والأبنية والناس، تحولوا إلى أشباح تجري في مسمات الزمن. حزينًا متعبًا.
وكان نجيب ينتظرني على أحر من الجمر. وكنت طوال الطريق أردد، ماذا سأقول له، أنه ينتظر خبرًا مفرحًا ليفرح لي.
نجيب وأهله كانوا أجمل قدر منحه لي القدر والزمن والحياة. أجمل فرصة ودهشة.
مرات كثيرة كنت أذهب إلى عجلون، إلى محل الحدادة الذي يعمل فيه العم سالم أبو نجيب وأخيه رامي وطارق الطالب الجامعي في جامعة أربد في شمال الأردن القريبة من الحدود السورية، أن أغير أو أبدل الشحنة السلبية في داخلي بشحنة إيجابية في ظل نظراتهم الجميلة وعيونهم اللطيفة.
كان المحل باردًا، والعم سالم وولديه، طارق ورامي كانوا يرتدون الثياب الزرقاء في محل فقر وصغير، وفي مدينة صغيرة تعتبر أقل من قرية في سوريا، كنت أتساءل كيف يعيش المرء في هذا المكان، وكيف يتدبرون قوتهم اليومي. بيد أن البسمة الحنونة والطيبة نحوي لم تغادرهم دقيقة واحدة، وهذا كان كنزًا ثمينًا لي يمنحني قدرة على مواصلة الحياة، أن نسهر ونلعب ورق التركس، ويلتموا حولنا الأهل والأقرباء في مكان جميل للغاية، نتكلم وننسى همومنا والدنيا.
نجيب لم يكن يذهب معي، لم يكن يحب عجلون، بيته في عمان وعمله، وعمليًا لقد وضع هذه المدينة في جيبه الخلفي، حيث الرتابة وقلة الموارد والعمل في دولة صغيرة فقيرة اسمها الأردن.
وعجلون محافظة، واحيانًا اسخر من كونها محافظة لصغر حجمها وقلة عدد سكانها.
ثم كنّا نتبضع القرى والبلدات الصغيرة المحيطة بعجلون، واحيانًا نزور أقرباء لآل حداد في مدينة أربد.
لم ألتق بأي سوريا في الأردن، بل تجنبت السوريين، أغلبهم هرب من سوريا في العام 1980، عندما تحول هذا البلد إلى ساحة صراع بين نظام حافظ الأسد والأخوان المسلمين. والقسم الكبير منهم مراقب، ولديهم اعمالهم الخاصة ومعروفين في السوق كنشطاء في شغلهم وسمعة السوري كانت محبوبة جدًا في الأردن. وأغلبهم حذر من السوريين المجهولين لهم خاصة من منبت مسيحي مثلي

الذي يهجر الفلسطينيين من غزة اليوم، هو ذاته الذي هجر الأرمن من كاراباخ بالأمس القريب.
القضية واحدة بالنسبة لي، هي قضية الإنسان المآسور والضعيف، ووجوده.
فكرة تهجير السكان من بيوتهم، وتصفيتهم سياسيًا وإنسانيًا كان ولا يزال مبيتًا لدى أصحاب دوائر القرار الدولي، والأن حان وقت التنفيذ.
اعتقد أن المشكلة لن تقف هنا، سيتبع ذلك مخططات استراتيجية ستطال العالم كله، تبدأ من هذه المنطقة من العالم، من الدول العربية امتدادًا إلى القوقاز وما بعده ليصل إلى القطب الشمالي وشرق أرمينيا إلى الناطقين باللغة التركية.
الدول صانعوا القرار الدولي سيتقاسمون الغنائم مع بعضهم، وامتداد هذه المكاسب، سيصل إلى أقصى القطب الشمال عندما يذوب الجليد كله ويتحول إلى ممر بحري عالمي.


إدارة ترامب سربت آلاف الإيميلات عن الزواج السري بين الأخوان المسلمين والولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية الأمريكية برئاسة هيلاري كلينتون وإدارة أوباما.
في المراسلات بين كلينتون والأخوان، يقر الأخوان أنهم لن يمسوا إسرائيل وأمنها، وأنهم يقترحون على الإدارة الأمريكية الاستيلاء على جهاز الشرطة وإعادة إنتاجه وأخونته في فترة مرسي.
وقطر رأس الحرب لما حدث ويحدث في المنطقة.
إن قطر كانت وما زالت عرابة المخابرات الأمريكية في العالم.
في الحقيقة لا أعرف ما هي علاقة المخابرات الأمريكية مع أردوغان، ربما لا يريدون أن يكشفوا ملفه للحفاظ على مكانة صبيهم في تخريب المنطقة.
أنا متأكد من انتقائية الإيميلات

لا تصنع لك رموزًا وتختبأ ورائهم، أعرف أنك عاجز وضعيف وتريد الحصول على جزء من الغنيمة.
ولأنك وحيد ولا قوة لديك، لهذا أنت بحاجة إلى لحسة من العسل، ربما يمنحك إياه ذاك السيد الأضعف منك.


لنسأل أنفسنا السؤال البسيط:
ـ ماذا لو انتصرنا على إسرائيل؟ ونضيف:
ماذا سيكون هذا الانتصار، سياسي، اقتصادي، تكنولوجي، اجتماعي، وجودي؟
هل هو انتصار الفكر، الفلسفة، العلم، التطور؟
طبعًا أنا مع حل الصراع سياسيًا دون عنف، دون أيديولوجية، دون عقل خلوصي يوتوبي وهمي، جنوني، ودون هوس ديني أو قومي.
لقد انتهي عصر الانتصارات، نحن مآسورون في ظل واقع اجتماعي سياسي اقتصادي عالمي مغلق، وعلينا التكيف معه.
لا يوجد انتصار في ظل النظام السياسي الدولي المسيطر موضوعيًا على كل شيء.


. ماذا لو وضعنا على وجوهنا قناعًا حقيقيًا، نلبسه خلال النهار، وننزعه أخر الليل، عندما ننام، فالأحلام والأمنيات والأمال لا يستطيع القناع أن يحجب الرؤية أو يصدها.إن ارتداء القناع الحقيقي، سيمنحنا القوة والثقة بالنفس، سنتعرى من الزيف لأننا بهذه الحالة سنتحول إلى نكرة، لن يتعرف علينا أقرب الناس إلينا. سنصبح حقيقيين صادقين، نتصرف على سجيتنا، لا نخاف من لومة لأئم أو رجم هذا أو ذاك.
حتى في الحب، لن يهم نوعية الحبيب، ولا هجرانه أو قربه، سنصل إلى الشريك، ونسعد بقربه وسنمنحه أجمل ما لدينا ونأخذ منه أجمل ما لديه، لأنه سنتصرف بصدق وأمانة.
سنكون على حقيقتنا، وسنتصرف على حقيقتنا.
القناع الحقيقي سيمنحنا لذة العراء والانكشاف على الذات، ولن يهمنا رأي الأخرين ولا تصرفاتهم.
ستموت الغيرة والحسرة والحسد والتملك، سنصبح كلنا متشابهين، نصل إلى الرغبات بسعادة وفرح.
مشكلتنا الحقيقية، أننا ننزع عن وجوهنا القناع الحقيقي، ونضع بدلًا عنه القناع الرمزي، ونعيش وجهين، وعقلين متناقضين، وأزدواجية.
بهذا القناع الرمزي، نقدم أنفسنا على أننا محترمين، أنقياء، نجمل عيوبنا أمام الأخرين، نجمل الخداع والزيف، ونمارس العيب على أصوله.


النص واقعيًا متعدد القراءات، وهذه القراءات حيرة ولهفة للوصول إليه، وجع وألم وبحث متأصل ومتواصل للوصول إلى المعرفة، يُدخل المرء في ممرات وشعاب واسعة ورؤى مفتوحة الأبعاد.
يشعر القارئ أنه لن يرتوي، لأن تحليل مثل هذا النص خيانة للركون إلى نهاية.
جمال مثل هذه النص، أن يقرأ برهافة، بإحساس، بتذوق كامل كأنك تنظر إلى البحر أو تقرأه أو تنظر إلى امرأة خارقة الجمال، دون أن تمسكه أو تلمسه أو تقرأ أبعاده لأنك غير قادر على القبض عليه، لأنه ينسل من بين يديك، لأنه جميل.
والجمال ذو أبعاد كثيرة، أقله الفلسفي.


يولد النص في الماضي ويبقى في الماضي. ومهما حاولت أن تعيده إلى الحياة لن يعود.
إنه ميت.
النص ابن زمنه، ابن نفسه، ماضيه. والماضي ميت، وحاضره في الطريق إلى الموت.
وعلاقتنا بالزمن هي علاقة بالماضي، بالموت.
في لحظة الانطلاق إلى المستقبل، نقتل هذ الآخير، المسكين، كفعل أولي، كردم، لنحوله إلى جثة. ثم نحنطه.
كل النصوص تعيش في الماضي، وسنعيش فيه إذا حنطناه، وسنتحول إلى أموات شئنا أم أبينا.
النص ابن البيئة وشروط البيئة وزمن إنتاجه وولدته. إنه إنتاج واقعه ولا يمكن عكسه وإعادة الحياة له في عصرنا. نفهم ملحمة جلجامش في سياق الزمن السومري، ونفهم نصوص الأديان بما يتناسب مع ظروف حياة الناس في ذلك الزمن الماضي، زمن ولادة الأديان وموتها. إن بقاء النص الميت هم نتاج ارتباطه بالوهم.


في اللحظة الحميمية تتحول العلاقة بين الرجل والمرأة إلى أغنية أو قصيدة مستقلة عنهما، ترتبط بهما وتنفصل.
في هذه اللحظة، تتحول الحياة إلى ذبذبات، كالتيار المتردد، دفق وتوقف، نبض الشريان والأخر الأوردة
لا يمكن فهم ذلك إلا بكتلة الحواس والمشاعر التي تدمجهما، وتنقلهما من المحسوس إلى المجرد أو من الشعور إلى اللاشعور، والعكس.
عندما يلتصق الجسد بالجسد، ينفصل الشريك عن الشريك، ويتواصلان، يحلقان في الفضاء البعيد ويهبطان، في المرئي واللامرئي، ويطيران على جناحيه إلى اللامكان واللازمان.
وتتحول العلاقة إلى علاقة، بين الرؤية والظن، بين ما تلمسه والهارب منك.


إذا الحب لم يكن شعرًا، فماذا يكون؟


لا يوجد تجانس كامل في أية ملة أو قومية أو دين أو طائفة. ولا يمكن أن يكونوا جميعهم على مقاس واحد، بالجملة.
في الدين الواحد هناك تعدد، وفي القومية الواحدة أيضا.
وكل إنسان مسؤول عن تصرفاته ولا يمكن أن نحكم على الجميع على أنهم كتلة واحدة.
يقول القرآن في سورة الزمر 7:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
إذا حدث هذا الاقحام لسبب من الأسباب، هذا التجانس النفسي سيكون عنوة، من خارجه، حشو مصران، وتزييف للواقع.
إن التماسك من خارجه، ثقافيًا، سياسيًا أو شعوريًا ليس دليل عافية، أنما هو إرغام الواقع على لي عنقه لمصلحة الذاتي على حساب الموضوعي.
كل إنسان له بنية نفسية، تكوين مختلف، رؤية مختلفة للحياة والناس.


الغيرة جزء من الشعور بتملك الأخر، لهذا يعتقد الغيور أن له الحق بالتصرف في الأخر.
بمعنى، أن بناءنا النفسي قائم وراسخ على الملكية، فعندما نغار يتحرك هذا البناء تلقائيًا في اللأوعي الداخلي في داخلنا.
وننظر إلى هذا المسمى حبيبنا على أنه ملكنا، ملكية خاصة لنا، وعليه أن يبقى معنا، نتحكم فيه أكثر من ذاته، ولا يحق له أن يغادرنا مع غيرنا.
يجب أن يكون مفتاح قفصه في جيبنا، نمنحه الحرية الخاصة عندما نريد، أو نبقيه مأسورًا في قبضتنا عندما نريد.
يتمزق تكويننا النفسي، يتفتت عندما يرحل الحبيب لسبب من الأسباب، سواء كان مع حبيب أخر أو غادرنا دون أن يلتفت إلى الوراء، وربما لم يعد هذا الحب يهمه أو مات.
إن في لاشعورنا الداخلي قهر فظيع:
إن الراحل ليس من حقه أن يرحل ويتركنا، أنه ملكنا، نحن من يقرر إطلاق سراحه أو بقاءه.
إن هذا التصرف تجسيد عميق وواضح للعبودية الكامنة في لا شعورنا العام كبشر على مستوى الكرة الارضية.
أغلبنا يعاني من الهجر عندما يغادرنا الحبيب، تتمزق النفس الغير أمنة، وتتذرى إلى أشلاء، وندخل بيت الكآبة، ونتقوقع على أنفسنا، وتهتز ثقتنا بأنفسنا، ونعيش آلام الفراغ والحسرة.



هذا النص كتبته قبل أربع سنين، كنت ضد بوتين في سوريا وناكورني كارباخ، وفي ليبيا، أما في أوكرانيا، فأنا لست ضده، ليس حبًا به، أنما الصراع هناك هو بين الولايات المتحدة وروسيا على الهيمنة العالمية والسيطرة، وسأبقى.
بوتين كان متواطئًا مع أذربيجان عندما طالب بوقف القتال، مما مكن هذه الأخيرة أن تأخذ زمام المبادرة وتتقدم وتضرب.
ولم يصدر عن هذا الخسيس كلمة واحدة يدل على إدانته لأذربيجان على تصرفها.
إذا لم تكن قادرًا على إيقاف القتال كان الأجدى بك أن لا تكون طرفًا ضد طرف.
أننا في زمن الضباع والكلاب البرية الذين ينهشون اللحم الحي
اليوم يتم إبادة أرمن ناكورني كاراباخ في ظل الصمت الدولي المطبق وفي ظل صمت شعوب العالم، وكأن الولايات المتحدة غير موجودة، ولا الاتحاد الاوروبي.
ماذا يحدث في هذا العالم، الكل يركض لإرضاء إسرائيل، وإسرائيل دولة مخلخلة الكيان في داخلها، يحكمها الفساد وأولهم نتنياهو رئيس الوزراء، والمحسوبيات والعصبيات القبلية، وبروز التيار الديني المتعصب في واجهة الدولة والمجتمع وانحسار دور العلمانيين فيها.
الدفاع عن إسرائيل هو دفاع عن مكونات متعددة غير متقاربة إنسانيًا واجتماعيًا وسياسيًا.
كيان من لمة بشر في كيان ميت.



في المرحلة الابتدائية كنت تلميذًا كسولًا، غير مهتم بتحضير الواجبات المدرسية، غير مبال بالدروس على الأطلاق، لكن رأيت من هو كان أكسل مني، أنا كنت حاد الذكاء، لكن الأمين العام للحلف الأطلسي بالعكس تمامًا، فهو محدود الذكاء، أستطيع القول أنه كان أغبى تلميذ في المدرسة.
أكيد الجهاز الإداري للمدرسة لجأوا إلى الصلاة والصوم ليتخلصوا منه، لهذا وجدوا له وظيفة لا تكلفه أي شيء سوى ما يلقنوه ماذا سيقول.
مصيبتنا كبيرة ومكلفة مع وردان، والخرفان الدموي الكبير القاطن إلى جواره، يشجعه ويدفعه إلى هكذا مستوى من الكلام.



زمن الأوطان الجميلة انتهى، وزمن الدولة التي تدافع عن حدودها الوطنية انتهى في العالم كله.
وزمن السياسة التي كنّا نعرفها انتهى.
الذئاب متحدون.
السياسيون في العالم كله مجرد واجهة للدولة العميقة، كالمخابرات والمؤسسة العسكرية.
التنسيق بين أجهزة المخابرات في العالم كله أضحى شبه مستقل عن مصالح الدولة في كل دولة، ولها قدرة كبيرة على ربط شبكة كبيرة بينهم لإدارة هذا العالم من تحت الطاولة.
ما نشهده من حروب وهمية في أكثر من دولة مخيف جدًا، هي حرب على المدن والمدنيين لترويعهم وإخضاعهم للأمان المزيف، وتعويم شبكة من المقاتلين الغير مرتبطين بحدود أو أوطان، العائمين والمتحركين وفق خطوط مرسومة.
قلنا سابقًا، أن مصالح النظام الدولي واحد، هو قطب واحد متعدد الأغراض تشارك فيه جميع دول العالم للهيمنة على المجتمع أي مجتمع يحاول ان يعطل آلية وحركة الاقتصاد والسياسة التي تخطها مصالح النظام العليا لإنتاج واقع اجتماعي سياسي اقتصادي يضمن ويحمي مصالح النظام كله على مستوى العالم لزمن طويل جدًا، وسيرفد هذا التوجه إنتاج مجتمعات مهمشة ضعيفة لا حول لها ولا قوة.



تفسير أي نص له مفعول رجعي. لإننا بهذه الحالة نكون قد جردنا الواقع من حمولته الأنية والمستقبلية وسخرناه لصالح نص يعيش في زمانه.



في ظلال هذا العراء المفتوح, تتمتع الطبيعة, بكم هائل من التيقظ والانفتاح على هول العالم, وقوانينها التي تمنح الغضب للجميع.


يشعر المرء ان المستعمرة الخارجية, داعش, العائمة فوق الدول والحدود والأرض والاوطان, تتحرك وفق مقاسات مرسومة لها بدقة.
وأن هناك توجيه دقيق لحركتها, واتجاهها. وإنها واثقة من خطواتها. ولا يهزها طائرات الا ف 16 والشبح وكروز وتوما هوك.
يبدو أن داعش فوق حدود الزمن والمكان والخيال. ربما هي الخيال ذاته.




أحمل على كتفي ذاكرة الأزمنة القديمة, الموغلة في القدم, زمن فوق زمن, حقبة فوق حقبة, وأدور مع دوران الأرض والقمر والسماء, ثم أقف إلى جوار الشمس, قبلة الشرق, اهجس بلون الغبار والعطش والصمت. أرفع يدي ووجهي, لارمم مساكن الآلهة والينابيع والمطر.
أنا الكائن من أكون؟



كان جسد البادية خاويًا, عفويًا, يحمل وجوها, صمتا على ضفاف العراء. مضت المركبة بنا تسير بقوة, تعبر الخذلان والحصى والرمال والصمت والسراب. كإنها تناجي الشجر والبشر, وبقية الكائنات للعودة إلى هذا الفراغ. لا آلهة ولا خصب, ولا دماء تستبدل الجمال بالجمال. لا أعرف ان كنا داخل الأزمنة أم خارجه. لم اصادف وجه امرأة أو لمة ضباب, أو ضحكة غيمة عابرة.
كنت أمضي بلا وجه



اعتاد السياسي السوري تفسير أحداث الثورة, أي أنه وراءها, في الوقت الذي كان يجب عليه أن يرسم لها أهدافها. أي أن يكون أمامها. وهذا الفرق بين المفكر والمكرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي


.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد




.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب


.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال




.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي