الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شيطنة العملة الدولية للدولار الاميركي انموذجا
نجم الدليمي
2024 / 11 / 11مواضيع وابحاث سياسية
كان العالم منشغلا بالحرب العالمية الثانية ،حضر ممثلو 44 دولة وعلى راسهم الولايات المتحده الأمريكيه وبريطانيا للمدة بين 1--22 -7-1944لمناقشة الخطط الإقتصادية ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومن اجل وضع نظام يوجه ويحكم الاقتصاد العالمي ومن اجل انهاء الفوضى في كافة المجالات بين فترة الحرب العالمية الأولى والثانية بهدف إقرار السلام والتعاون الاقتصادي وبوجود سوق عالمية يتم من خلالها حرية حركة راس المال والبضائع ويتم ذلك عبر تاسيس منظمات الحكم الدولية وعلى هذا الاساس تم تاسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتم ذلك وفق مؤتمربريتون وودز التي اقرت تاسيس منظمات الحكم الدولية ثم لاحقا تم تاسيس منظمة التجارة الدولية.
ان منظمات الحكم الدولية ما هي الا ادوات تخدم المصالح الإقتصادية والمالية... للولايات المتحده الأمريكيه تحديداً وعبر هذه المؤسسات الدولية استطاعت اميركا السيطرة الكاملة على السياسية الإقتصادية والمالية والتجارية لمصلحة اقتصادها الراسمالي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية امتلكت اميركا ثلاثة ارباع الرصيد العالمي من الذهب الداعم الرئيس لعملتها الوطنية ،الدولار ،وجمعت ذهب العالم من خلال بيع السلع الغذائية والدوائية والعسكرية لجميع الاطراف المتحاربة علما ان اميركا شاركت في الحرب العالمية الثانية بعد نهاية عام 1943 وكانت سياستها تكمن في ازدواجية السلوك في الحرب العالمية الثانية يتم دعم هتلر الفاشي عندما يواجه خسائر عسكرية بالمال والسلاح....وعندما يتراجع الاتحاد السوفيتي في الحرب نسبيا يتم تقديم الدعم العسكري ومن السلع الغذائية والدوائية وكل ذلك يتم عبر. دفع قيم كل ذلك بالذهب...؟.
يلاحظ ان الاعضاء الذين حضرو في مؤتمر بريتون وودز وقعوا هؤلاء على هذه الاتفاقية من دون ان تتاح لهم فرصة قراءة بنود الاتفاقية وبهذا الخصوص وصف كينز المؤتمر إذ قال (( دعى واحد وعشرون بلدا إلى بريتون وودز لم يكن اي منهم ما يقوله، فكانوا بذلك مجرد ارقام إضافية تحشدت في المؤتمر..)).
لقد كان تاسيس صندوق النقد الدولي حصيلة سنوات من الصراع من اجل نقل المركز المالي العالمي من لندن إلى وول ستريت ثم إيجاد اسس جديدة للتعاملات المالية الدولية لصالح الولايات المتحده الأمريكيه وارادت اميركا من ان يكون صندوق النقد الدولي منظمة مالية وسياسية كبيرة تضم عدداً كبيرا من الدول من اجل الهيمنة الراسمالية والتدخل في الشوون الداخلية للدول تحت غطاء (( الدعم المالي)) والعمل على تعزيز وتطوبر العلاقات الانتاجية الراسمالية في هذه الدول من خلال فرض وصفات اقتصادية واجتماعية ومالية خاصة تهدف انبعاث الراسمالية في هذه الدول وهذه هي إحدى اهم مهام موسسات الحكم الدولية.
لقد هيمنت اميركا على المؤسسات الدولية من خلال امتلاكها ثلث مجموع الحصص وساعد ذلك من ان يكون للولايات المتحده الأمريكيه موقع مهم وكبير في توجيه عمل هذه المؤسسات الدولية .ان سياسات صندوق النقد الدولي قد انتجت للدول الاعضاء تنامي معدلات البطالة والفقر وتدهور العملة الوطنية للدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي وغياب الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي...وتم فرض وصفة صندوق النقد الدولي ((الوصفة السحرية))، برنامج الخصخصة ومن اهم محاورها هي الآتي:: القيام بخصخصة الثروات الطبيعة لصالح الاوليغارشبة الحاكمة وحاشيتها ،ليبرالية الاسعار والتجارة وعدم تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية والاجتماعية والمالية..وفسح المجال امام القطاع الخاص الراسمالي في البلد ورفع الدعم عن القطاعات الانتاجبة والخدمية والعمل على الغاء مجانية العلاج والتعليم والسكن وضمان الشيخوخة...كل هذه البنود وغيرها تهدف إلى تعزيز العلاقات الانتاجية الراسمالية اي بناء الراسمالية في البلد ويتم تنفيذ هذه الوصفة من خلال وجود (( حلفاء واصدقاء)) اميركا في السلطة الحاكمة في البلد.
لقد استخدم صندوق النقد الدولي من تاسيسه حتى عام1971 نظام قاعدة الذهب كقيمة محددة السعر على اساس الدولار في التعامل الدولي وكان فعلاً الدولار الامريكي له قوة شرائية كبيرة استنادا إلى استخدام نظام قاعدة الذهب كقيمة محددة للدولار ولكن هذه القاعدة لم تخدم مصالح اميركا لان هدفها الرئيس التوسع والاستحواذ على ثروات الشعوب واقامة الانقلابات الفاشية والاغتيالات السياسية وصناعة السيناريوهات والامراض..،ان كل ذلك يحتاج الى الدولار الامريكي المغطى بالذهب وهذا غير موجود لدى امريكا وعلى هذا الاساس ففي عام 1971 توقفت اميركا عن عملية تحويل الدولارات الاميركية المملوكة من قبل دول اخرى إلى الذهب لان كمية الذهب الموجود لدى اميركا غير كافية لتغطية التبادل التجاري بين الدول.... وبالتالي قررت القيادة الأمريكية التخلي عن قاعدة الذهب كقيمة محددة للدولار وعلى هذا الاساس بدات اميركا تطبع الدولار بدون اي غطاء لا من الذهب ولا من غير ذلك واصبح طبع الدولار الامريكي بكميات كبيرة اي ان الكتلة النقدية المتداولة في السوق العالمية مثلاً تفوق عددة مرات القيمة الاجمالي إلى الناتج الاجمالي العالمي بدليل قيمة الناتج الاجمالي العالمي تتراوح ما بين 66--70 ترليون دولار أمريكي في حين الكتلة النقدية المتداولة في السوق العالمية تتراوح ما بين 700--800 تريليون دولار أمريكي ومن هنا ينبع تدهور قيمة الدولار الامريكي وتشير الدراسات ان القيمة الحقيقية للدولار الاميركي هي 3 سنت اما 97 بالمئة من قيمة الدولار الامريكي غير مغطاة لا بالذهب ولا بالانتاج المادي مجرد ورقة مطبوعة بدون اي غطاء بدليل تعاني اليوم اميركا من العجوزات المالية في الميزانية الحكومية والميزان التجاري وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية للولايات المتحده الأمريكيه وتنامي معدلات البطالة وانخفاض الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من المواطنين الاميركان مع وجود اكثر من 50 مليون مواطن اميركى ليس لديه الضمان الصحي ناهيك عن تنامي ظاهرة المثلية والمخدرات ..،في المجتمع الاميركي.
تسعى الادارة الأميريكية الحفاظ على سلطة الدولار الامريكي في التبادل التجاري بين الدول واعتبارة العملة الدولية الرئيسة ،علما ان قوة الدولار الامريكي مرتبط ارتباطا وثيقا ببيع النفط بالدولار الاميركي والتخلي عن ذلك يعد خطا أحمرا لواشنطن اضافة الى ذلك دور ومكانة الإعلام البرجوازي الغربي والمحلي الذي زرع الوهم والاعتقاد بدور ومكانة الدولار الامريكي في بلدانهم مما سبب ذلك فقدان الثقة بالعملة الوطنية من قبل الغالبية العظمى من المواطنين في البلد.
نعتقد، سوف تلعب اليوم وفي المستقبل ،بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون... على اضعاف دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا بدليل بدات اغلب الدول الاعضاء في بريكس ان لم نقل جميعها تتعامل فيما بينها بالعملات الوطنية بخصوص التبادل التجاري ،علما ان بريكس تضم نصف سكان العالم وهي في تنامي دورها ومكانتها على الصعيد العالمي،الهند،جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وجنوب افريقيا والمكسيك،ايران،بيلاروسيا... و يلاحظ ،بدات الدول الحليفة لواشنطن مثل السعودية والامارات ومصر ....،تتعامل بعملاتها الوطنية في تعاملاتها التجارية مع دول بريكس ومن هنا سيتم اضعاف دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا وبشكل تدريجي وهنا ستواجه اميركا مشكلات حقيقية حول دور ومكانة الدولار الامريكي عالميا.
اكتوبر -2024
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قرارات اتخذها ترامب عقب تنصيبه.. ما أهمها؟ • فرانس 24
.. قطاع غزة.. نحو مليوني شخص بحاجة لمأوى طارئ بعد تحول الأبنية
.. تقدم روسي ميداني نحو دنيبرو شرق أوكرانيا؟ • فرانس 24
.. رد ترامب بشأن ما إن كان سيدفع للتطبيع بين السعودية وإسرائيل
.. مراسل الجزيرة يرصد استمرار عملية انتشال الشهداء في رفح جنوب