الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-بين زوبعة المشاعر وسكون الثلج: قراءة في صدى العزلة والتوق- قراءة في قصيدة : الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء – للشاعرة : كوسرت أحمد – كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .
كريم عبدالله
2024 / 11 / 12الادب والفن
"بين زوبعة المشاعر وسكون الثلج: قراءة في صدى العزلة والتوق"
قراءة في قصيدة : الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء – للشاعرة : كوسرت أحمد – كردستان العراق .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
قصيدة "الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء" للشاعرة كوسرت أحمد تنقل القارئ إلى فضاء من المشاعر المتناقضة، حيث تتجلى العزلة والتوق في تناغم مع الطبيعة. تبدأ الشاعرة بمشهد حزين ومليء بالتوتر، حيث يتداخل صوت الليل مع هطول المطر، ما يعكس حالة من الضياع والانتظار.
التوتر بين المطر والثلج
تتجلى الزوبعة كمصدر للاضطراب العاطفي، بينما يُنظر إلى الثلج كرمز للسكينة والأمل. إن انتظار الثلج يعكس رغبة في التجدد، في الهروب من الفوضى العاطفية التي يسببها المطر. الشاعرة تستخدم المطر كخلفية درامية تعكس مشاعرها المتأججة، بينما تمثل الثلوج الهدوء والراحة.
الرمز والإيحاء
الشخص الذي يتبع الشاعرة ويهمس يُظهر التداخل بين العالم الداخلي والخارجي. إنه رمز للذكريات والأفكار التي تطارد الشاعرة، ويعكس كيفية تأثير الآخرين على شعورها بالانفصال. "نجوم تصطاد القمر" و"السماء تبكي بسيل" هي تعبيرات تصويرية قوية تشير إلى تعقيد مشاعر الفراق والشوق، حيث تتأمل الشاعرة في حزنها من خلال رموز الكون.
العزلة كحالة وجودية
تتكرر فكرة العزلة، فصفحات مذكراتها البيضاء تدل على الفراغ الذي يشعر به العشاق في غياب الحب الحقيقي. العزلة هنا ليست مجرد شعور، بل هي حالة وجودية تعكس الألم والحنين، حيث يصبح الليل هو الشاهد الوحيد على مآسي الفراق.
الختام
في النهاية، ينتظر الفجر، لكن الانتظار هنا يحمل دلالة أكبر من مجرد انتظار. إنه انتظار للشفاء، ولعودة الأمل بعد زوبعة المشاعر. القصيدة تلخص الصراع بين الحاجة إلى الحب والفقد، بين الضجيج الداخلي والسكون الخارجي، وتترك القارئ في حالة من التأمل العميق حول تجربة العزلة والتوق.
تستحق قصيدة كوسرت أحمد التأمل، فهي تفتح نافذة على عالم مليء بالمشاعر المعقدة، حيث تتقاطع الطبيعة مع النفس البشرية في تناغم فريد.
قراءة تحليلية لقصيدة "الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء"
1. العنوان ودلالته
العنوان يحمل دلالات متعددة؛ "الليل" يُجسد العزلة والظلام، بينما "مذكراتي" تشير إلى التجارب الشخصية والأفكار الداخلية. قراءة الليل للمذكرات تعكس الفكرة القائلة بأن الوحدة تُفضي إلى التأمل الذاتي، حيث يصبح الليل شاهدًا على المشاعر الخفية.
2. المشاهد الطبيعية كرموز
تستخدم الشاعرة مشاهد المطر والثلج لتمثيل تناقضات المشاعر. المطر، بزوبعته، يُعبر عن الاضطراب الداخلي، بينما ينتظر الثلج، الذي يُرمز للسكينة، اللحظة المناسبة ليغطي هذه الفوضى. هذه الثنائيات تشير إلى الصراع بين الفوضى والرغبة في الاستقرار.
3. الشخصية الحاضرة
الشخص الذي يتبع الشاعرة ويهمس في أذنها يمثل الكائنات التي تثير في النفس ذكريات الحب المفقود. هذا الوجود الخارجي يعكس كيف أن العلاقات الإنسانية تُشعل الصراعات الداخلية، حيث يتداخل العالم الخارجي مع مشاعر الفراق.
4. الصوت والصمت
القصيدة تبرز التوتر بين الصوت (الهمسات، كلمات الشعراء) والصمت (المذكرات البيضاء). الصوت يمثل الأمل والتفاعل، بينما الصمت يُظهر الفقد وعدم الارتباط. هذا التوازن يسلط الضوء على الصراع بين التعبير الداخلي والرغبة في الانطواء.
5. الزمان والمكان
التغير من الليل إلى الفجر يعكس الانتقال من الفوضى إلى الأمل. الفجر يمثل بداية جديدة، لكن الشاعرة لا تزال عالقة في انتظار الثلج، مما يشير إلى أن الشفاء من الألم يحتاج إلى وقت.
6. الرموز الشعرية
التعبيرات مثل "النجوم تصطاد القمر" و"السماء تبكي بسيل" تضفي عمقًا شعريًا على النص، وتظهر التداخل بين العالم الخارجي وعالم المشاعر الداخلية. هذه الرموز تخلق صورة حية للتجربة الإنسانية، حيث تصبح الطبيعة مرآة لما يشعر به الفرد.
7. التجربة الإنسانية
القصيدة تُظهر تجربة العزلة كجزء من الوجود الإنساني، حيث يعاني الشخص من الافتقاد إلى الحب، بينما يسعى لاستعادة الأمل. التعزيز المستمر للفكرة حول انتظار الثلج يُظهر الإيمان بالتغيير، حتى في ظل الألم المستمر.
الخاتمة
تقدم قصيدة كوسرت أحمد تصويرًا عميقًا للانفعالات الإنسانية، حيث تمتزج الطبيعة بالروح، مما يعكس الصراعات الداخلية والتوق إلى الحب والأمل. إن قدرتها على دمج المشاعر مع الرموز الشعرية يجعل من النص تجربة فريدة، تدعو القارئ للتأمل في تجاربه الخاصة.
القصيدة :
الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء
في هذا الصباح المليء بالمطر والزوبعة
! تخيّل احتراق قلبي يا ربي
انتظر سقوط الثلج
،وندف الثلج هنا في الجدل
أرفع مظلتي
والمطر ينهمر اكثر غزارة
،رجلٌ يتبعني و يتحدث هامساً
أحدٌ بحجة قراءة الكتاب
يرمقني بنظراته
:يوّد أن يقول
هذا المساء
،مليء بالجنون
النجوم تصطاد القمر
،والبرد يضحك مقهقا
السماء تبكي بسيل
لإجهاض جنين السحابة
!! كم مرعبة رعد الاحساس يا ربي
يرتجف فؤادي وتتشبث يدي بمظلة الحياء
لحن القلق
،يوتر نبضاتي
المطر لم يزل زوبعة للآن
،وأنا انتظر هطول الثلج هذا المساء
صدى ترقص رقصة الفراق
بقدر مسافة بعدنا
الليل يقرأ مذكراتي بصوت الشعراء
في كتاب
،مليء بصفحات بيضاء
حيث لم يفقس فيها عاشق
.ولم يحترق فيها حبيب بشرارة العشق
.. حان الفجر وأنا بانتظار هطول الثلج
أنظر الى حميم هذا المطر
!! كيف يشتعل يا ربي
..أنظر كيف .
الشاعرة : كوسرت أحمد .
ترجمة نهاد محمود نج
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان السوري باسل خياط: فخور كوني سورياً.. وحتى الآن لا أصد
.. الفنان السوري باسل خياط لـ-العربية-: تعرضت لمحاولات كثيرة من
.. أفضل ما قطر في 2024: الفنون البصرية والعجائب المعمارية والري
.. أحمد رزق ووفاء عامر .. الفنانون يواسون بدرية طلبة فى وفاة زو
.. كيف تفاعل مشاهير وفنانو سوريا مع سقوط بشار الأسد؟ | هاشتاغات