الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مستقبل علاقة الرياض مع واشنطن وتل أبيب
وليد الأسطل
2025 / 2 / 17مواضيع وابحاث سياسية

ثلاث سنوات من المفاوضات السرية لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، هذا ما خسرته إسرائيل -ربما- بسبب التحول الذي اتخذته حربها ضد حماس بعد هجمات 7 أكتوبر 2023. لقد اعترف بنيامين نتنياهو بهذا، في مقابلة مع القناة 14، وفقا لموقع ميدل إيست آي.
كما صرح خلال المقابلة التلفزيونية: "كانت لدينا علاقات سرية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. ومن جانبنا، باستثنائي، كان هناك عدد قليل جدا من الأشخاص يعلمون بذلك، كما كان الحال على الجانب الأميركي".
كان هذا التقارب بالنسبة لولي العهد محمد بن سلمان وسيلة لتعزيز مكانته في المملكة العربية السعودية، وعلى الساحة الدولية أيضا، من خلال التقرب بشكل غير مباشر من الولايات المتحدة.
في الماضي، تواصل محمد بن سلمان مع إسرائيل في عدة مناسبات، كذلك. المرة الأولى في عام 2017، من خلال لقاء مسؤولين إسرائيليين في ظل أكبر قدر من التكتم. المرة الثانية كانت من خلال تصريحه لأنطوني بلينكن -وزير الخارجية آنذاك في عهد جو بايدن- أنه غير مهتم بالقضية الفلسطينية، ورد هذا في مقال في مجلة The Atlantic في سبتمبر 2024.
أضف إلى ذلك الأشهر الخمسة عشر التي تم خلالها حظر جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في المملكة العربية السعودية. الأمر الذي يجعلنا نفهم أن القضية الفلسطينية ومصير قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة لم يكونا أولوية بالنسبة له.
حتى الإهانات التي وجهها دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية -حيث قال ينبغي على المملكة أن تدفع له ثمنا باهظا مقابل زيارته لها- لم تجعل محمد بن سلمان يبدي أدنى تأفف. لكن هذا كان قبل التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي التي تشير إلى التطهير العرقي للفلسطينيين ونقلهم إلى خارج قطاع غزة وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا".
كانت هذه التصريحات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للرياض، التي أشارت من خلال بيان صحفي إلى نقطة أساسية في دبلوماسيتها: لن تقوم المملكة أبدا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية.
إذا كان محمد بن سلمان لا يشعر -ربما- بأنه معني بشكل مباشر بهذه القضية، فإن شعبه أكثر حساسية تجاهها. ووفقا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية لعام 2020، يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما ما نسبته 36.7% من سكان المملكة العربية السعودية. ما أريد قوله: بالنسبة لولي العهد السعودي، من الضروري الحصول على مباركة هؤلاء الشباب، حيث يعتمد جزء من حكمه عليهم.
بفضل التصريحات الفاضحة، أبطأ دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو إلى حد كبير خطتهما المتمثلة في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. واليوم، يبدو من الأفضل أن ينأى محمد بن سلمان بنفسه عن الرجلين، في الوقت الذي أصبحت فيه إيران -خصمه الرئيسي في الشرق الأوسط- أكثر ضعفا من أي وقت مضى. إلى درجة أن أصبح الناطق الرسمي باسم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية؟ أشك في هذا.
إن تعامل الرياض مع واشنطن وتل أبيب تعامل نفعي واقعي. لذا، لا شيء يقول إن علاقاتها معهما لن تتحسن في الأيام المقبلة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. القصف الإسرائيلي لإيران يثير غضب ترامب | الأخبار

.. بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟

.. اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات

.. قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع

.. ترامب: لست راضيا عن إسرائيل وإيران | #سوشال_سكاي
