الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مخاطر عقلية -التفوق الأبيض-!
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2025 / 2 / 22
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة

في فترة صعود النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، عام 1937 قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل:
أنا لا اوافق على أن الكلب في الحظيرة له الحق النهائي فيها، بغض النظر عن مدة مكوثه فيها أنا لا أعترف بهذا الحق. لا أعترف على سبيل المثال بأن ظلما كبيرا قد لحق بالهنود الحمر في أمريكا أو بالسود في أستراليا. أنا لا اعترف بأي ظلم لحق بهؤلاء الناس، نتيجة قدوم جنس أقوى، جنس أعلى مرتبة، أكثر حكمة بالعالم ليحل محلهم.
تصريح تشرشل هذا جسد على نحو بالغ الوقاحة العقلية التي تحكمت بالأوربيين على مدى زمني تجاوز الألفي عام، وقادتهم إلى ارتكاب الجرائم الكبرى بحق بعضهم البعض، وضد الشعوب والمجتمعات الأخرى غير البيضاء.
المثير في الأمر أن هذه العقلية مازلت تجد حتى اليوم، أرضا خصبة للنمو بين أوسع القطاعات في المجتعات الأوربية وامتداداتها في أمريكا الشمالية وأستراليا، على نحو واع أحيانا أو غير واع في أحيان أخرى. ويعبر عنها سياسيون أوربيون وأمريكيون بصور مختلفة بعضها مموه، وبعضها الآخر صادم في وقاحته.
وفي هذا السياق يمكن تذكر حديث منسق السياسة الخارجية للإتحاد الأوربي السابق جوزيب بوريل عن الحديقة والأدغال في وصفة لأوربا وبقية انحاء العالم، كنموذج للتعبير المموه عن عقلية تفوق العرق الأبيض، وضرورة حمايته من مخاطر تحيق به من غير البيض، والحماية تتيح للعرق السامي بالطبع أستخدام، كل "وسائل الدفاع" بما فيها إبادة سكان الأحراش كما جرى تأريخيا في جميع القارات تقريباً، من أمريكا إلى أستراليا نيوزيلاندا، أفريقيا، وآسيا.
أما التعبير عن عقلية التفوق الأبيض بصور تتجاوز الصراحة إلى الوقاحة والصلافة والعدوانية، فنجدها في مجمل تصريحات وسلوك الرئيس الأمريكي، المنتخب من أكثر من نصف الأمريكيين دونالد ترامب، مثل سعيه إلى الإستيلاء على غزة بعد طرد أصحابها الفلسطينيين الناجين من جريمة الإبادة الجماعية منها، وكذلك الإستيلاء على قناة بنما، واحتلاب تريليون دولار من حكام السعودية.
عقلية "قانون القوة" الأوربي لا تكمن فقط في أذهان الساسيين في أوربا وامتداداتها، بل هي راسخة بشكل واع أو غير واع في أذهان ما يمكن القول أنه أوسع الأوساط في المجتمعات الأوربية. عقلية أن الأوربي سواء كان في أوربا أو امريكا أو استراليا أو نيوزيلندا أو أفريقيا، يتمتع بكفاءات ذهنية وعملية لتطوير الحياة على كوكب الارض، ودليلهم على هذا أنهم هم بناة الحضارة الحديثة، أرقى الحضارات في تأريخ البشرية، في تجاهل تام لحقيقة أن الحضارة الراهنة هي نتاج تراكم أقتصادي - ولد تطورا علمياً -، قام على عمليات جرائم عنصرية كبرى منظمة، ضد الشعوب الأخرى واستعبادها واستنزاف مواردها المادية والبشرية، ولحقيقة أن ضعف المجتمعات غير البيضاء الذي مكن الأوربيين من تشييد حضارتهم الدموية، لا يرتبط بضعف أو انعدام كفاءة المكونات الجينية للشعوب غير البيضاء، بل بظروف تأريخية وثقافية غير مناسبة، والدليل القفزات العلمية والتكنولوجية المذهلة للشعبين الصيني والياباني، وغيرهما من شعوب آسيا، وكذلك العقول النابغة لعلماء من مختلف قارات العالم في مراكز الأبحاث والتطوير الأوربية والأمريكية.
خرافة التفوق الأبيض المعشعشة في أوربا وأمتداداتها خطر داهم يهدد الحياة على كوكبنا، لانها تتيح لسياسيين يحركم أصحاب مصالح أقتصادية غير مشروعة، أن يستغلوها في أرتكاب جرائم وشن حروب قد تقود، مع حيازة أسياد الحضارة على أسلحة الدمار الشامل، إلى إفناء الحياة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هجوم وهجوم مضاد.. هل تتسع المواجهة بين إسرائيل وإيران؟ | #عم

.. إغلاق سفارة إسرائيل بستوكهولم وتعزيز التواجد الأمني

.. أنصار الله: عمليتنا تناسقت مع الهجمات التي نفذتها إيران ضد ا

.. صفارات الإنذار تدوي في مواقع شمال إسرائيل خشية من تسلل مسيرا

.. إيرتون كوستا حاضر مع بوكا جونيور بعد منحه تأشيرة خاصة
