الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد النوروز( الدخول) مشترك يجمع البلدان الواقعة على طول طريق الحرير

كاظم الحناوي

2025 / 3 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


التصق عيد النوروز في الوعي واللاوعي المشرقي القديم بالأسطورة التي كرستها الثقافات الفارسية والكردية و بمغزى روحي عميق يرمز إلى انتصار الخير على الشر وولادة النور وانقشاع الظلام .
يصادف هذا اليوم يوم الاعتدال الربيعي 21 آذار - مارس وأُطلق عليه اسم يوم النوروز أي اليوم الجديد.
تنبع أهمية هذا اليوم كونه أحد أقدس أيام التقويم الزرادشتي القديم ويوم سنوي مرتبط بولادة الربيع والخصب وتجدد الحياة.
ارتبط هذا اليوم أيضاً بالنار تيمُناً بنار الانتصار التي أشعلها كاوا الحداد على قمة الجبل رمزاً للإصرار على الحياة والنور والدفء والتقرب من الله في المعتقدات الزرادشتية.

قديماً كانت تبدأ طقوس العيد قبل رأس السنة الشمسية بأيام وتستمر بعدها لمدة 13 يوماً، ومع مرور الزمن أصبح الاحتفال به يبدأ بيومي العشرين والواحد والعشرين من شهر آذار من كل سنة.
بإستثناء ايران بقيت على عدد ايام 13 يوما باعتبارها عطلة رسمية.

تبدأ الطقوس في يوم العشرين من آذار، بتزيين البيوت وعمل أنواع من الحلويات والتعويذات للمناسبة وينشغل الأطفال والشباب الكبار بتحضير ملابس العيد التي تعكس الطبيعة الخضراء.
يبدأ الاحتفال تحت أشعة الشمس وتجري العادة بتسلّق الشبان والشابات بعد مغيب الشمس لإشعال النار في الأماكن المرتفعة إيذاناً بقدوم النوروز .
في اليوم الواحد والعشرين يقوم الناس بزيارة الأهل وتبادل الهدايا، من ثم يخرج الجميع وتبدأ الاحتفالات في الطبيعة على أصداء الأغاني وتُعقد حلقات الدبكة فرحاً بهذا اليوم.

كان لعيد النوروز نصيب في الأدب خاصةً في العهد الأموي والعباسي وكذلك في الأدب العربي الحديث، وقد تغنّى به العديد من الشعراء العرب ونظموا قصائد سموها قصائد بهارية نسبةً إلى كلمة بهار وتعني الربيع باللغة الفارسية .
حظي هذا العيد باهتمام الدولة الأموية كما وشارك خلفاء الدولة العباسية في إحياء شعائر النوروز واعتبروه عيداً رسمياً يُحتفل به كل عام، وفي أثناء هذه المجالس كان الشعراء والخطباء يغتنمون فرصة إيقاد النار ليشاركوا خلفائهم في إقامة شعائره وليُعبّروا عن آمالهم وأشواقهم، وقد كتب الشاعر (كشاجم) أبياتاً تُعبّر عن حزنه لفراق أصدقائه فانسالت الدموع من عيونه وقال :

لمّا رأيتُ النوروزَ سنتَُه صّبت مياهَ وشبَّ نيران

ونُُوروزتُ وَحدي والشوقُ يُقلقني بنارِقلبي وماءِ أجفاني

وتغنى البُحتري في النوروز وبقدوم فصل الربيع مادحاً الخليفة المعتز بالله في شعره قائلاً :

وافَيتهُ والَوردُ في وَقتٍ مَعاً وَنَزَلتَ فيهِ مَعَ الرَبيعِ النازِلِ

وَغَدا بِنيروزٍ عَليكَ مُبارَكٍ تَحويلُ عامٍ اِثرَ عامٍ حائِلِ

لم يقتصر الاحتفال بهذا اليوم على المجتمعات الفارسية والكُردية فقط، بل إن البلدان الواقعة على طريق الحرير تحتفل به بما في ذلك أفغانستان، أذربيجان، الهند، العراق، إيران، أوزرباكستان .. إلخ.
على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد المرتبطة بعيد النوروز من بلد إلى آخر إلا أن هناك سمات مشتركة بينهم، كتحضير الأكلات والتعويذات التي تتمنى عام جديد وسعيد للعائلة، وارتداء الأزياء الخاصة بهذه المناسبة، بالإضافة إلى الاحتفالات الجماعية تحت أشعة شمس الربيع.
ونظراً إلى أنّ هذا العيد كان قديماً يعزز العلاقات بين الشعوب ومختلف المجتمعات قامت منظمة (اليونيسكو) بإدراج عيد النوروز وفقاً لاتفاقية 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، باعتباره عنصراً في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية عام 2009.
في عام 2010 أعلنت (الجمعية العامة للأمم المتحدة) قراراها بإعلان عيد النوروز يوماً دولياً للحفاظ على الثقافة والتقاليد المتصلة بهذا العيد وتطويرها وتشجيع الدول للتوعية به وتنظيم مناسبات سنوية احتفالاً به..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشد عسكري في كردفان.. وتحذيرات من مواجهة جديدة بين الجيش الس


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل للسماح بمرور آمن لمقاتلي حماس




.. وزيرة الخارجية الكولومبية: كولومبيا تدعو أمريكا لحوار قائم ع


.. وزيرة الخارجية الكولومبية: نريد أن يعيش الشعب الفلسطيني بسلا




.. لماذا لا يتنازل الديمقراطيون أمام الجمهوريين لحل أزمة الإغلا