الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن
(Karam Nama)
2025 / 3 / 27
الادب والفن

كان يمكن لهذه الأغنية أن تكون قبل عقدين أو ثلاثة، كنت أشعر أنها هاجس الفنان كاظم الساهر بعلاقته مع أمه أو “نورية العظيمة” كما يحب أن يسميها مثل كل القلوب التي تخفق أمام الأمهات، فكيف بقلب الساهر الذي أوجد كل هذا الوله في غنائه!
كان يترقب النص منذ عقود وهو يستعيد الشحن العاطفي الذي تركه عميد الغناء العراقي عباس جميل في ستينات القرن الماضي بلحنه لقصيدة عباس العزاوي لزهور حسين “غريبة من بعد عينك يايمه” وحتى عندما كتب كريم العراقي قصيدة “يا أمي” لم يشأ سعدون جابر أن يتركها إلا بين أوتار عباس جميل كي يلحنها.
لا أشك أن كاظم وعلى مدار سنوات، قلّب مجموعة غير قليلة من النصوص التي تتعلق بالأمهات وتردد في تلحينها وكأنه كان يترقب وحي هذه القصيدة!
واليوم يصنع نصه بذائقته الشعرية مثلما يصنع جملته الموسيقية وهو يعيد الأهمية لغناء الأمهات، في لحن على مقام “الكرد” المتدفق بالمشاعر التي تمس شغاف القلوب، لذلك تركز عليه غالبية التلاوات القرآنية.
اختار الساهر بذكاء فني أن يُشرك معه الصوت الطفولي للفنانة المغربية جنات. وكأنه يقول لا تكتمل الأغنية من دون أن تكن لأمي وأمها مثل الملايين الذين يذوبون ولها بالتغني معه ومع أمهاتهم.
ينطلق الصوت المشترك بين كاظم وجنات في أغنية “أمي” التي أطلقها الساهر قبل أيام، بتساؤل لفرط حنينه يكاد يذوب فيه صوت جنات وكأنه يهمس في أذن الساهر كي يحفزه على إجابة غنائية ملهمة: من مثلها أمي أنا/ فديتها روح وقلب ذهب/من بعد ربي حبها/ إلى فؤادي الأقرب.
كان مذهب التغني في هذا المقطع محض صناعة موسيقية ساهرية، وبوسعي القول إن الأسماع ستعود إليه بعد عقود، كما نعود اليوم إلى لحني عميد الغناء العراقي لصوتي زهور حسين وسعدون جابر.
ينطلق بعدها حشد الكمانات بنفس لمسات وجمل الساهر اللحنية التي اعتادت عليها الأسماع وتنشدُّ إليها وتتذكرها كلما عزف وتر! وهذه المرة مع صوته من دون صوت جنات، صوت الساهر الذاهب إلى أبعد أفق في التغني بروح المفردة وليس آليتها: شمعة عمري الملهمة/ رغم الليالي المظلمة والسنوات المؤلمة/ راضية مبتسمة/.
على الرغم من بساطة وانسيابية النص إلا أن الجملة الموسيقية وأداء الساهر أضفيا على هذا المقطع لمسة مختلفة تجعل كل من يستمع إليه يستعيد أمه أمام ناظره.
يعاود صوت جنات من جديد ويدخل مع: ظلت معي حبيبة/صديقة طبيبة/ بصبرها عجيبة/ لا تشتكي لا تعتب.
حتى يشترك الصوتان كاظم وجنات بنوع من المناجاة والولاء الذي لا ينتهي للأمهات: يا أمي نظر عيني/ نظر روحي. فضّلَ الساهر هنا مغادرة النص الفصيح بأداء يقترب من اللهجة الدارجة كعادته في تبسيط لحن القصيدة، بتعبيرية باتت ماركة مسجلة باسم الساهر.
وهنا يصل الاحتفاء بالأم عندما يُدخل اللحن الآلات الهوائية في موسيقى طالما أحببناها في ألحان وغناء كاظم، لكنه هذه المرة يغني لأمه ونحن الذين نستمع كي نغني معه لأمهاتنا: أمي السلام والوطن/ أمي الأرّقُ والأحن/ جلستها، ضحكتها، والله ما لها ثمن/ عمري لها روحي لها تطلب أو لا تطلب/ فهذه أمي ومن أحق منها أقرب/ ومن سواها حلوتي لها الجمال ينسب.
بعدها تصل الأغنية إلى الدعاء بصوت جنات في وفاء لا ينتهي للأمهات: يا ربي طوّل عمرها/ أسعِد وعوّض صبرها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تحليل رائع لكرم نعمة، لكن!
حبيب السيد
(
2025 / 3 / 26 - 22:30
)
رغم التحليل النقدي الذي كتبه الأستاذ كرم نعمة المعروف لدينا من مقالات وحواراته من أيام جريدة الجمهورية في العراق يكشف عن ثقافة موسيقية متميزة وهذا ما أشار له بلحن عباس جميل لزهور حسين وسعدون جابر في اغنيتين عن الأم، الا انه فات على الأستاذ كرم ان كاظم الساهر رغم انه تشبع بالأغاني العراقية والحان عباس جميل مثله مثل كل طلاب معهد الدراسات النغمية، الا انه في هذا اللحن يلعب على جملة موسيقية سريعة لا تتناسب مع لحن القصيدة التي درسناها في المعهد على يدر كبار الموسيقيين العراقيين، مع ذلك ان مثل هذه المقالات الرائعة تعيد الأهمية النقدية للأغاني والموسيقى العراقية
2 - العودة للنقد الموسيقي
رعد شريف
(
2025 / 3 / 26 - 22:34
)
شكرا للحوار المتمدن وشكرا للأستاذ كرم نعمة على هذا المقال الذي أعاد لنا النقد الموسيقي الذي نفتقده منذ سنوات، هناك كم كبير من الأغاني ولا يوجد أي نقد موسيقي يحللها ويظهر عيوبها وضعفها أو قيمتها
3 - تناقض كرم نعمة
عبد الشريفي
(
2025 / 3 / 26 - 22:37
)
لا يوجد صحفي متناقض مثل كرم نعمة طالما هاجم كاظم الساهر في مقالات معروفة ومنشورة واليوم يمدحه بكلام لا معنى له في اغنية سيئة وتقليدية. عجيب امركم ياصحافيي العراق المقبور
4 - ما رأي القيصر بمقال كرم نعمة؟
ريم حيدر
(
2025 / 4 / 5 - 21:26
)
قرأت عدة مقالات للأستاذ كرم وهو ينتقد الحان قيصر الغناء العراقي كاظم الساهر ومقالات أخرى جميلة بحق القيصر منها مقاله الذي احتفظ به بعنوان فلنحافظ على كاظم الساهر ومقاله الآخر الجميل عن أغنية الحياة. وهو كما يظهر افضل ناقد موسيقي عراقي لدينا الان بعد رحيل الناقد الكبير عادل الهاشمي، لكن ما رأي القيصر بمقالات الأستاذ كرم، مع اني اعرف انه صديقة منذ سنوات طويلة ولديه حوار طويل معه منشور في جريدة الجمهورية قبل اكثر من 30 سنة ولديه صور مشتركة اثناء زيارة الساهر الى لندن؟
.. شو الشرط يلي وضعه الممثل طوني أبو جودة ليرجع يقدّم برنامج مع

.. عماد الدين أديب: الحرب بين إسرائيل وإيران كانت عرضا سينمائيا

.. -عندن روح الله وأوادم-... #مي_متى تشيد بالفنانين: -أهم من ال

.. مراسل العربية: رغم وجود خرقين إيرانيين بحسب الرواية الإسرائي

.. انتظروا حلقة خاصة مع صناع ونجوم فيلم في عز الضهر في برنامج #
