الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوان حرب الرماح المعاصرة كتاب كامل

كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي

2025 / 4 / 1
الادب والفن


حرب الرماح المعاصرة
قصائد
2025









ابو مسلم الخرساني الزوهري

( ان الامير نثر كنانه فوجدني امرها عودا واصلبها مكسرا).
تعالوا ايها الحفاة الملثمون بخناجركم كافاعي تتلوى باحزمتكم.
بدشداشاتكم الحربية،
ليس لدينا سوى بطون جائعة
وهذه البوارج امامكم ان لم نستطع اخمادها،
فلنصبها بحكة الجلد.
اصطفت الخيول تحت الارض في انفاق شبكية.
هيأوا المنجنيق والرماح والحسام اليماني،
والعصي الصلبة،
تلثموا وقرؤوا ( ان ينصركم فلا غالب لكم).
وتقدموا جيشا شبحيا، يطل من بين الجذوع، وعبر مجاري الصرف، وتراسلوا عبر القطا.
كان الجوع ينخرهم والعقيدة تتخمهم
وكلما سحق جيشهم تناسل منه آخر.
لم يعودوا مركز التوابل والسيوف المجربة
المتحكمين بطرق القوافل.
كانوا يمضغون العقائد ويتمسكون بالوهم.
لم يعبروا القرون الوسطى،
وليسوا بعيدين عن حرب البسوس.
الرجال الحفاة بوجوههم المصفرة
متعلقين بالسماء.
كان اغلبهم بصفات الزوهري
ولدوا في البروج الهوائية،
وقدرتهم على جذب الكنوز هائلة.
لكنهم جياع في انتظار جحيم القاذفات.
25 مارس 2025
كاظم حسن سعيد
+++++++
(المبرقعة في الهزيع الاخير)


بحثت عنه في الطائرات الورقية
في خفقان الطيور الهاربة من النسور
في زوارق الصغار من اوراق الدفاتر المدرسية
في المذياع حيث برامج العشاق
في الاغاني التي لا تنسى( مر بيه حلم اخضر)
فتشته في علب القمامة
على الاشجار حيث يحفر العاشقون ذكرياتهم.
واوراق العطارين التي يصيرونها اوعية للكمون
في الاحلام الاعمق التي غالبا ما تصحو منها مبللة بالعرق.
بعد طلاقها بدأت تخيفها المرايا
ومع اول خيط ثلج في شعرها اقتربت من الانهيار يأسا
وهو بعيد، بعييد جدا، وربما لن تراه.
لكن الصدف تتحكم وتنسج بيوتها العنكبوتية
نحن لا نراها
لكنها تعمل بصبر نملة
وهندسة معمار
-------------------
اخيرا التقيا في الهاتف بليلة جائرة البرد
واستعادا مخزون الذاكرة
هي: كانت تذوب من اي اصبع في يديه
هو: من رمانتين ما تزالان في ثورة لا تقاوم.
في الهزيع الاخير بلغا الاشتعال الكلي
كشفت له عن جمار لم تمر عليه يد لسنوات
عن ظمأ تراكم
عن زهر يتبرعم في كل مكان
وتهجت هي رغباته
حرفا حرفا
قال لها ( الان تعالي!).
اجابته( كيف وقد تجاوزنا المنتصف بساعتين).
قال ( تبرقعي كما كان يكرهك زوجك, وبحجة اقتناء الرغيف...
سترين الباب متواريا فادخلي).
---------------------
كانت ليلتين اسطوريتين
تفجرت فيهما الرغبات التي اعادتهما لبدائية الانسان
رسموا لوحات متحف جسدية
جربوا كل شيء
فكوا شفرات الاف الرغبات المتكلسة
جربوا حرب الذئاب
ورقّة الرياض
وحرائق لا متناهية
ثم...جمّعت نفسها ، تبرقعت، ومضت
29 مارس 2025
++++++++++








(عذراء داخل شرنقة)

يتدفقون سيولا بشريةمن بيوت الطين
من الازقة الترابية
يشحبهم الجوع ويوترهم الغضب
يحملون السعف وفي احزمتهم العثوق تتضخم آمالهم
اهازيجهم في انشطار
الشوارع تلتهب ببقايا العجلات
حرب بالحجر والهتاف
تقابل الرصاص الحي ومسيلات الدموع يبتكرون حربا بالرماح ومناجيق الحصى ينتظرهم القناصون من ثقوب خبيئة
تنفلق السماء من حناجرهم
خمد الاشتعال ومضى كل احد يعلك حزنه العميق
وانتشلتهم الرتابة
سيتم نسيان القتلى والاعاقات والجروح وستجري الحياة كأن شيئا لم يكن
فجأة تبزغ شمس للبيان رقم واحد
التاريخ غامض الخطى
التأريخ اله المفاجآت يعودون للشوارع
من بيوت الطين
للهتافات
للخشابة على الضفاف ( نازل يا قطار الشوق)،
يضيئهم الامل
لطفولة لا تشيخ
ثم يتقدمون من تحت السقوف التي يتسرب منها المطر
حفاة يشعلون الشوارع
بهتافات مطورة
ليقدموا وجبة جديدةمن الشهداء والجرحى
انها دورة الاواني المستطرقة
30 مارس 2025














تحجر الاجنحة
1

( في شبك جمعت احبائي الامواج والبحر الدموي يصادرهم
ابتر ظلا كان ينازعني كي يوقظهم
وتزوغ العينان
عن طرقات تفضي لمنازلهم).
++++
2

انتم يا من غادرتم مخلفين في الروح العقيق والاقحوان
انتم في متناول اليد
لكنكم اشد بعدا من اعماق المحيطات.
في الليالي التي تنفرد بي فيها مخالب الضجر
وتكون الحياة اضيق من سم الخياط
حيث يجهل الانسان ما يفعل وما يريد
حيث يتبرعم السأم في اعمق الخلايا
انادي عليكم
كجريح تتنافس عليه السيوف
لكنكم اشد بعدا من اعماق المحيط
وفي متناول اليد
لم اطمح الا بجلسات تعيد الزمان
وان بذكريات
حيث كنا نذوب في الانتعاش
ونحلق في سماوات موائد النبيذ
حيث تنغّم الطبول في البساتين الندية( دكتور جرح الاولي عوفة)
لن اطرق ابوابكم
فقد تراكم الصدأ في ارواحكم
وتوغلمتم في محطات النسيان
وداعا لجمالكم
وداعا لايامنا التي نفقت للابد
وداعا للهفتي اليكم
لقد تحجرت الاجنحة
ولم يعد لنا افق نحلق فيه.
++++++
النهر المتصحر
النهر المتصحر
تعوي الجماجم هل رأيت حجارة
ذئبية رنت لغير المعول
وتصوف الشبقي من املاقه
ورغبت رغم هوى ورقة مخمل
وتصحر النهر المؤبد سيله
ان مسه الزيف المعمق ينزل
وتكهفت روحي برمل مفازة
سلبتك من موج وزهر المنهل
وها انت مرسوم في بطاقتي الشخصية مشكلا هويتي وجيناتي وسمرتي
ومنقوش على جبيني المغضّن
وها انت الجميل المدلل ، شوهتك الايدي الدخيلة
ومسخك الغزاة
من غرباء واهل طغاة
وها انت تنحب، وعليّ ان اتقلد سيفي وادافع عنك
ولكنك اصبتني بالوباء
سلبت ازهاري وحجبت عني جمال الفجر
تركتني كلمة محذوفة في سجل التاريخ
وفي كل صبح تناديني لاذود عنك وابتر السيوف
وابعد عنك الضباع
وانت صيّرتني بلا يدين ولا بصر بلا حماس.
وانا احاول عاجزا ان ارتوي
من عذب مائك وهو طعم الحنظل
تعوي الجماجم في ضفافك كلها
وانا المشرد قد حسبتك منزلي.
كاظم حسن سعيد
30 مارس2025
++++++




















(مسابقة اليانصيب)
1

موظفان في دائرة
ورثت عن امها ملامح غير جاذبة
ورث عن اجداده جسد الفرسان وقوة الكبرياء
منها اليه: جوع يصارع الشبع
هي ظمأى لكفين تضمان حين تشرحها الوحدة ليلا
وتقضمها الخشية من بلوغ ثلج الشعر قبل الاقتران
انها تحلم من اول لحظة رأته
فتاة متواضعة الشكل تمسك بيد فارس مهيب معطّر
يخترقان الاسواق والمطاعم
ستقتلهن بسم الغيرة ( هذه انا ، ارأيتم؟!!)
تحلم ان تكون اما
ان يتنقل بها في عجلة فاخرة
ان يبلغا خرافة الانصهار الجسدي في الليالي العميقة
وحين تستقبل الفجر
تهتم بالازهار في حديقة مترعة
فيما يمرح صغيرهما بشعره الذهبي وعينيه الزرقاوين.
2
جربت معه مكر النساء
ما كتب منه وما لم تسجله المجلدات
ولا الحكايا الشعبية
وحين لم يستجب اكتشفت له مسابقة اليانصيب
كل اسبوع تقدم له كيس حلوى، يفتحه فيربح النقود الورقية فيه.
تتوقعه لم يكتشف لعبتها
جهلت فراسته...
3
ذات يوم اتت امرأة اربعينية وقدمت له كيس اليانصيب
بحجة ان صاحبتها نسيته في بيتها
لكنها اتت اثر هندسة ماكرة
اتت لتقرأه
اتت لتسحره
هذه المرأة الاربعينية ، قارئة الفأل والخبيرة بترويض الرجال..
لكنه مذ قبل يانصيب فتاته تعاهدا ان يظل الامر سرا.
لقد اجهزت على آخر امل تمسكت به..
اصبح ينظرها كجرذ مقزز
وخيانة تعكس الهبوط.
ان الوهم آفة فتاكة لنحر روح الانسان.
كاظم حسن سعيد
31 مارس2025
++++++++++++
+++++++++



















( زيارة اثر)

مر بهم : الوجوه للجدار
عاصمة الاقنعة
عاصمة مقلوعة من مدن منحوتة
تلمع في البراري
لم تعرف النبع ولا عنوان
يضيئها, هائلة البناء كالورم
مدينة الرياء والقمامة
مر بهم , مر بها , في لحظة اضطرار
مدينة تعلف بالنوم وبالشعار
شوارع الدخان
فرغ من بطونها الانسان
ملامح الجواري
مشلولة , تفرز من آثار
مر بها , اسفلتها الافاعي
منحنيا عن سقفها
يبحث في الجداران عن هوية ,
يبحث في العيون عن انسان
يقشر السنين عن عصر من الذهب.
مدينة تنوء من قدم
هنا الحشود الدم
وساعة الاصفار
في ساحاتها تجري ,,
ـ كانت ـ !!
هنا قلادة العواصم
ونجمة العصور
هنا هنا الجسور
تلهبها المها
يزهق في اخشابها كل فتى جسور
هنا هنا النهر الذي يدخل في المتاحف
يكنز في طياته العصور
هائلة البنيان
والاسرى التي تعقلها السلاسل
عجاج غزو يقجأ الخدور
مدينة يجهلها والخرائط
مر بها : اليمام في الحفر
الوجوه للجدار
قال لها (نامي
صغيرتي الثكلى
في مهدك الدافيء يا صغيرتي
نامي ,
وخبئي المرآة عن ملامح الامير
لا تفزعي الانهار
حتى يسيل الذهب
من عصره
وتبدأ الازهار,
من طعنة واحدة يحتمل الموت وكم طعنت
في الليل والنهار
كم جنرال نكرة
استقر في قصورك الفائقة الجمال
وكم خريف
مر على الجوري في الحدائق
كم لونت ساحاتك المهجرة
كم لونت عمائم
ملوية وابتكرت ثورات
كم خاب فأل وجرت لغزوة جياد
كم مرة ذبحت :يا صغيرتي نامي
تعبت من لهاثك المزمن
يا صغيرتي
تعبت من اقنعة
من عبث الاعصار.
اكلما اتى امير تافه
اغرز في جوريك الصفرة والخيبة والطاعون!!
اكلما صحوت او وثبت للجسر
يعيقك القوس ...
ارشديني لقارورة لا يخيب اكسيرها سائلا,
ارشديني لطاقية الاختفاء
كي امر بتلك المخادع
ادرك كيف يسير مكر النساء الدول
لماذا وجوهك نحت من الصخر
كانت لحسنك تركع حور الجنان
العواصم كانت تسوق لحضنك من ثلجها
القباب تنحني
لحسنك تركع حور الجنان

مر بها , افزعه الشلل
وعورة الحدائق
قال لها (نامي
صغيرتي البهية المقفأة
في مهدك الدافيء
يا صغيرتي نامي
لا تفزعي الحجر
غدا يسيل القمر
ويغسل الجدران
وتعرفين زائرا يبكي
تحجر الانسان
××××
تلك اشلاء روحك محتضرة
على ضفة تستضيف الغراب ,
من سيفرز ذاك العقيق الذي
يختفي في التراب ؟!!
ضعت كالكحل في التراب
هنا , هنا النهر الذي اشرقت في ضفته لمتحف يجري
يكنز في طياته القصور
عظيمة البنيان
والاسرى التي يعقلها السلاسل
عجاج غزو يفجأ الخدور
الاسواق
ماثلة امامي:
ايلافهم رحلتهم
امامي :للشعر للصنوج
للشعر , للثأر وللاماء
تكاد ان تصدمني وعورة الآجر
في الاسوار
اكاد ان اعثر بالجثث
بالمنجنيق بالدروع بالنبال
يظلني الوبر
شعر الجياد الاطلس المثقل بالغبار
تجسني الاعلام والطبول ,
تعلن عن ظفر.
يمثل لي عذوبة الصوت مع الغناء
وفتية العناق والصهباء
تأبط الشر
مواسم الطرد
وعبث الملوك في اروقة الليالي
ائمة الكلام
والعروضيون والرحالة
البدوي ثائرا
يمثل لي الصوفي في خبائه
وامراة الخليفة الاسطورة الريانة الافخاذ ..
الملك الضليل والجنائن المعلقة
خليفة يكاتب الامصار
عن زئبق لمخدع
تمرد الفتيان يوم البيعة
تمرد لجرأة الجبان
او من سطوة السلطان
تحجر العذارى
تزف كرها لسوى عشيقها
صدى الخبب
وصرخة القوافل المهاجمة
الا ترى الخود التي تسرق من جواد
تكاد ان تنهار ..؟!
الا ترى الامشاط
من خشب اتعبها العبير
في الشلال
الا ترى الابريق
اعد للقهوة والصهباء
من عاج ومن نحاس
في شكل نمر هائج ؟!
الا ترى اللبوة في البساط
تكاد ان تجدل المها...
جميعها والنهر للمتاحف
تدثري اذن صغيرتي ونامي
نام القطا فنامي
( لا تفزعي الانهار
حتى يسيل الذهب
ويبدأ الاعصار )
الا ترى مرابض الخيول, او صفا من الرماح
مواقد النيران للضيوف
الا ترى اللواء ,
من نبط تهابه الكماة
اوتاد: لا تسند الخيام والابل
الا ترى الشقي
عاج على الطلل
كأن الوفود تهنيء طينا يبرقع
فكيف نما في بطون العمارات هذا الجفاء؟!
كلما كفنت حقبة وقال الفتى: ,تنثر حنظلة في اللسان .
تتناسل للان تلك الامارات نامي
صغيرتي نامي صديقك القمر
سيغسل الضفائر
ويفضح الكحل على الاجفان
وتذكرين زائرا وعاشقا يبكي
تحجرالانسان .
وانحني التقط اللقى
قلائد الجمان
والحجر الكريم,
مياسما اختام
طينية ,
يسحرني المورق القابع في ازقة في الظل
التقط النبات والازهار
من بسط الخيول والسعف من القباب
مهيمن يا ايها ا لنقش الذي يخلد الحجر
العباب
تشقه سفينة البردي او بوارج الخشب
سقوف : تخبيء الطيور في الجذوع

من ذلك الشيخ الذي ابكى ومن اضحك من انام
بآلة الاوتار ؟
هل حقق الطموح بالمينة الفاضلة .؟
يمثل لي الميدان
وفارس مجرب يهوي بلا يد
كم حاول القرطاس
اضاءة ولم نزل ترعشنا غياهب الجب .؟
يشغلني النابل
عن حفر الحابل
احيد تستوقفني كمائن
صهيل خيل واثب جمهرة الذئاب
تباغت الهارب في البيداء
او حلقات الدرس والذكر
سقى وحجام يطوفان
والموكب الاحمر للصبايا...
الحمر الوحشية الآمنة
يفزعها ـ والطير في الوكنة
حشد من الاقواس
وصيفتان تحت سقف الكرمة الزنجية الحبات
تروضان الذهب السائل من اميرة
في الجدول الناري
وتجلوان الزبد المحمر من ساقين .
وعلى دكة كان يستنفر الناس صقر فتي
عميقا ينامون في كلل والحوافر كانت تهيأ خلف الحدود
سوف يزرق من حبرهم شاطيء ويساق
لسيافهم جيلهم ثم ينمو النفاق
سوف تنضج ملحمة الغدر والرفاق الرفاق
يمسخون
سوف ينهار صرح كخابية وتعود الكهوف
سوف تصحو مزمجرة بعد الف بديل السيوف سوف يختزل الوقت , تصبح خارطة
قدر سبابة
ستمس القمر
قدمان
سوف يقهر ذرته آدم
وستبقى
كما رجل الكهف تبكي وحيدا
وحزنك مثل مناقير نسر.
الجليد قراب الملامح
والاعين الخدرات
للجدار
تستغيث ولكن ثلجا وشيخوخة سبقتك اليهم.
ويبرق ذئب ويعوي
في بطون العمارات يعوي
عاثرا ببقايا الرصاص الصديء وبالخوذ المنخل
كان يعبث بالدغل المر وسط البنايات يعوي ...
سجادة فارسية يضيء بها قزح يتزخرف
يستقر به الماعز
افعى من العاج يلهو بها الفأر
آنية تتشكل ثديا من الابنوس
يضمخ بالمسك
يعوي
تسانده ظلمة العصر يعوي
تتذكر قصرا يشيد في الشام كرها
قميصا سينجب مليون ثكلى
وحرب البسوس
وتبصر في البر حيث الغبار
يشيد طوفانه والجماجم تهوي
جملا في السنام
يتجمهر حشد ليبتكر الفتنة اللعبة الابدية
ويجلد من انكر (الخلق ) في حضرة السفهاء
ويحمل مصحفهم بالرماح
وثائرهم بالرماح
تحامتك حتى الصعاليك يا من اضعت النسب
غذاء القبائل
انه موطن الفرق الطحلبية تحزمها قبضة واحدة
سيغتال سيده النبطي ويعلو
سيجيئون سرا من البحر من افق
سادة تسجدين لهم يا صغيرة
بعد يأس ويمسخ حتى الكلام
بالحجر ــ
يذودون مستوحدين
وانت هنا تعلكين الاغاني
مرقصة بالربابة
شوارع سيالة بالجنارات
الخليفة
تسنده نمارق الزبرجد
يرشه بالطيب طير ازرق يغطس في حوض من العطور
((خراجك لي اينما تمطرين )).
لماذا اذن كان يكمن لحريم تعففن.
كأن صبايا ظهير الامير سبايا
شققن الجيوب
يطاف بهن , ورأس على الرمح في كل فج
الشوارع كانت تزين , كانت توسع حيث مررن
وحلم الرجال السجود على ظل اقدامهن .!!
وانتهى الجدلي الى مسخ خالقه واستباح ..
ثم صار الآله
أصفات الآهية تلك ام سند للمذابح .؟
الدروب مغلفة بالسرايا
وذاك عدو كما قال للرب
هذا اوان القتال
وقد شلهم بعدما ام منبره
وازال اللثام
وقد لفها الليل بالعكبري الذي افرزته الكنانة ...
حتى العوسج كان يفتش بحثا عن مشتبه .
وارى افقا دمويا من سيافين
او جمهرة ستسجى احياء في اسس البنيان
وقلاعا وسراديبا تكتنز الثوار
وخوارج تحيا بعد الموت وتمسك ثانية بالسيف
ولكنني وخواؤك يصرعني استعيد الشعاع
القوارير في مخبأ تتصارع احشاؤها ثم تجلو العناصر
تقهر سر المعادن والكيمياء
سطوة العدسات البسيطة
وهي تعري الضياء .
كم رشحت لهم بالنوابغ
والان تنكرك الشمس تأنف منك البقاع
تعبت اذن فاستريحي
صغيرتي ونامي
لا بد ان يندلع الاعصار .
*********************
كاظم حسن سعيد - البصرة
1998

.


























عذراء داخل شرنقة ومسابقة اليانصيب
رؤى نقدية بقلم بسمة الصباح


















عذراء داخل شرنقة
بسمة الصباح


تنبض الحقيقة المتدفقة من قلب الشاعر الكبير كاظم حسن سعيد، في هذه اللوحة الأدبية، وكأنما كل كلمة هي شاهد على مأساةٍ تتكرر، وأملٍ يتجدد ثم يخبو، في دوامة القدر المحتومة.
إنه بيانٌ شعريّ، أو قل هو صرخةٌ في وجه النسيان، حيث تتداخل البنية الفكرية بالتشكلات السردية واللغوية في تلاحم لا ينفصم، وكأنّ الكلمات تخرج من فم الحياة نفسها، لا من قلم كاتبها.
والفكرة التي يبني عليها الشاعر نصّه تتجلى في سردية الثورات المتكررة، وفي صراعٍ لا ينتهي بين العطش للحرية والواقع الذي يعيد تشكيل قيوده باستمرار.
إنه تصوير لدورة الدم والتضحية، حيث يعود الإنسان من حيث بدأ، يخرج من "بيوت الطين" حاملًا أمله وشجنه، ينشد حريته بلهيب الهتافات، ثم يسقط شهيداً أو جريحاً، قبل أن تتولى الرتابةُ دفن الذاكرة تحت وطأة الحياة اليومية.
لكنه سرعان ما ينهض من جديد، يضيئه الأمل، مدفوعاً بحتميةٍ لا تقاوم، كأنما هو جزء من قانون الطبيعة ذاته، كالأواني المستطرقة التي تعيد تشكيل التوازن عبر الدم المسفوك.
السرد في النص ليس مجرد تسجيلٍ للأحداث، بل هو حركةٌ دائرية تشبه المد والجزر، حيث تصعد الثورة كالموج الهادر، ثم تنحسر لتفسح المجال لصمتٍ خانق، قبل أن يعيد التاريخ تشكيل المشهد من جديد.
هذه التكرارية ليست ارتداداً إلى الخلف، بل هي تأكيد على أن الغليان الشعبي ليس لحظة طارئة، بل هو قانون أزلي.
أما اللغة، فهي مفخخة بالصور التي تنزف، ومكثفة مشحونة بالتوتر، لكنها تملك من الموسيقى الداخلية ما يجعلها تنساب في إيقاعٍ حزينٍ مهيب.
تتناغم الأفعال والصور لتشكّل حركةً بصريةً وسمعية، تجعل القارئ يرى ويسمع ويرتجف.
كل جملةٍ هنا هي ومضةٌ خاطفة، تصدم المتلقي قبل أن تتركه لصرخةٍ أخرى.
إنّ الأديب كاظم حسن سعيد في هذا النص ليس شاعراً وحسب، بل هو مؤرخٌ للوجع الجمعي، يكتب بمدادٍ من الدم، ويرسم في الهواء نبوءةً تتكرر.
هو شاعرٌ يضيء المأساة لا ليبكيها، بل ليجعلها مشهداً حيا، لا يمكن تجاهله، ولا يمكن الفرار منه.
برؤية بسمة الصباح
+++++++
قصيدة *مسابقة اليانصيب*
كاظم حسن سعيد
هذا النص ليس مجرد قصة تُحكى، بل هو مأساة تُروى، تُبعث من أعماق النفس الإنسانية، حيث يقبع الوهم في زاوية معتمة، يتسلل بين الأفكار، يتخذ هيئة الحلم حيناً، وحيناً يتحول إلى لعنةٍ تُردي صاحبها في هاوية الانكسار.
إنه يُلمس بالوجدان، تتسلل كلماته إلى أعماق القلب كأنها نصلٌ باردٌ يقطع ببطء، يفتح الجراح القديمة ويجعلها تنزف من جديد.
إن الفكرة التي تحملها القصة ليست عن الحب كما يبدو في ظاهرها، بل عن الخديعة التي يصنعها الإنسان بيديه، عن ذلك السراب الذي يبنيه من الأوهام حتى يصبح واقعاً يعيشه ثم يصطدم به في لحظةِ يقظة.
البطلة، امرأةٌ ورثت عن أمها ملامح غير جاذبة، لكنها لم ترث عنها اليأس، بل صنعت لنفسها حلماً، وأرادت أن تصنع للحلم جسداً يتحرك في الواقع. أرادت أن تكون محبوبة، أن تصبح بطلة في قصة حب عظيمة، أن ترى النساء ينظرن إليها بغيرة، وأن تخترق الشوارع ممسكة بيد فارسها، كأنها تعلن انتصارها على القدر.
لكن القدر لا يمنح انتصارات مجانية، بل يضع العقبات، وهي، إذ كانت بلا جمال يشدّ الأنظار، لجأت إلى مكر النساء، إلى تلك الحيلة القديمة التي لم تفشل يوماً في ترويض القلوب.
جعلت الحب يلبس ثوب العادة، صنعته كما تُصنع الأوهام، كيس من الحلوى يحمل نقوداً ورقية، يفتحه الرجل كل أسبوع ليجد مكافأته، وما كان يدري أنه كان ينغمس في قيد غير مرئي، قيد من الحرير، لكنه في جوهره سلاسل من حديد.
السرد لا يمضي في خط مستقيم، بل يتكثف ويتشعب، فيخلق مساحات بين الكلمات تملؤها المعاني العميقة.
هناك انتقال من الحلم إلى الواقع، من الأمنيات إلى الخيبات، من الشوق إلى القرف، وكل ذلك يتم بانسيابية مدهشة، وكأن القارئ لا يقرأ، بل ينظر إلى لوحة تتغير ألوانها أمام عينيه، حتى يصل إلى النهاية، حيث تتجلى الحقيقة المرة، حيث ينكشف الغطاء عن الوهم، فيتبدد كما يتبدد السراب عند اقتراب المسافر منه.
أما اللغة، فهي ليست مجرد ألفاظ تصف الحدث، بل هي كائنٌ ينبض بالحياة، تتنفس الكلمات مع القارئ، تقترب منه، تهمس له، ثم تصرخ في وجهه فجأة.
التصوير فيها عميق للغاية، يأخذ القارئ إلى داخل الشخصيات، يجعله يشعر بظمأ المرأة للحب، وبقلقها من الزمن، وبرغبتها الجامحة في أن تعيش الحكاية التي قرأتها في القصص، حتى لو كانت الحكاية مجرد وهم صنعته بيديها.
ثم يجعله يرى الرجل، ذلك الفارس الذي لم يكن يعلم أنه كان يتحول إلى فريسة، لم يدرك أنه كان يتلقى الرشاوى العاطفية حتى فاجأه الإدراك، فكان سقوطه منها سقوطاً أبدياً،جعلها في عينيه لا امرأة، بل خيانة تعكس الهبوط.
إن الشاعر، كاظم حسن سعيد، في هذا النص، ليس مجرد كاتب يروي قصة، بل هو نافذة مفتوحة على النفس الإنسانية، على خفاياها التي لا ترى بالعين المجردة. إنه لا يكتب بالكلمات، بل بالاحساس، ويجعل النص ينبض بالحياة، فيشعر القارئ وكأنه ليس مجرد مشاهد، بل شريك في التجربة، كأنه هو نفسه كان هناك، يراقب المشهد، يشعر باضطراب المرأة، بدهشة الرجل، بانكسار اللحظة التي تتحول فيها الأحلام إلى سراب.
يتركنا النص بدهشةٍ أمام حقيقة واحدة، حقيقة لا يمكن الهروب منها:
أن الوهم هو العدو الأكبر للإنسان، أنه يستطيع أن يمنحه نشوة مؤقتة، لكنه يسلبه روحه في النهاية.
إن الخديعة، حين ترتدي ثوب الحب، لا تصبح أقل قبحاً، بل تصبح أكثر فتكًا.
وكما قال الشاعر في آخر نصه، فإن الوهم آفة فتاكة لنحر روح الإنسان، بل هو أكثر من ذلك، إنه سكين يضعه الإنسان على عنقه بيديه، وهو يبتسم.
بسمة الصباح
+++++++




سيرة ذاتية
كاظم حسن سعيد اديب وشاعر وصحفي من جنوب العراق، البصرة , تولد 1955.
عمل في صحف واذاعات عدة منها جريدة حوار والبصرة واذاعة المستقبل واذاعة العراق الحر .
نشر له 28 كتابا نشر اكثر من نصفها في مواقع محلية وعربية وعالمية منها مجلة بصرياثا الادبية وانطولوجيا السرد العربي والحوار المتمدن .
كان صديقا مقربا للشاعر الرائد محمود البريكان ما اثمر عن وضع كتابه عنه ( البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) الذي طبع في 2024.
من مؤلفاته رواية حي سليطة وصنارة وانهار ورواية / تعال معي نطور فن الكره/ومجموعتان قصصتيان : بائع الجنائز ومشاريع الرجل الضرير , وتسع مجاميع شعرية وكتاب رنين المعول , شاشة الارواح , نظرة للامام مذكرات.وكتب جاذبة وكتاب حكايا الادباء والعلماء العرب.
انقطع لسبع سنين عن كتابة الشعر مركزا على السرد ،لكنه عاد لكتابته فانتج دواوين عدة في فترة وجيزة مطلع 2025 منها ( الضباع تحت الوسادة والشيخوخة في لوحات متحف ،وتعليب الارواح، و سرطان البحر في العلاقات..).
يميل الى التواري عن الاضواء وله شروط نقدية متشددة.
لم ينشر الا في السنوات الاخيرة اذ انطلق بنشر نتاجاته الغزيرة في موقع الحوار المتمدن،فكان نص( نظرة شاملة) في6/8/2022 اول منشور له في الموقع.
اول كتاب نشره الكترونيا في مجلة بصرياثا الادبية بعنوان( مجهر على القاع).










سيرة ذاتية


كاظم حسن سعيد
اديب وشاعر وصحفي من جنوب العراق، البصرة , تولد 1955.
عمل في صحف واذاعات عدة منها جريدة حوار والبصرة واذاعة المستقبل واذاعة العراق الحر .
نشر له 28 كتابا نشر اكثر من نصفها في مواقع محلية وعربية وعالمية منها مجلة بصرياثا الادبية وانطولوجيا السرد العربي والحوار المتمدن .
كان صديقا مقربا للشاعر الرائد محمود البريكان ما اثمر عن وضع كتابه عنه ( البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) الذي طبع في 2024.
من مؤلفاته رواية حي سليطة وصنارة وانهار ورواية / تعال معي نطور فن الكره/ومجموعتان قصصتيان : بائع الجنائز ومشاريع الرجل الضرير , وتسع مجاميع شعرية وكتاب رنين المعول , شاشة الارواح , نظرة للامام مذكرات.وكتب جاذبة وكتاب حكايا الادباء والعلماء العرب.
انقطع لسبع سنين عن كتابة الشعر مركزا على السرد ،لكنه عاد لكتابته فانتج دواوين عدة في فترة وجيزة مطلع 2025 منها ( الضباع تحت الوسادة والشيخوخة في لوحات متحف ،وتعليب الارواح، و سرطان البحر في العلاقات..).
يميل الى التواري عن الاضواء وله شروط نقدية متشددة.
لم ينشر الا في السنوات الاخيرة اذ انطلق بنشر نتاجاته الغزيرة في موقع الحوار المتمدن،فكان نص( نظرة شاملة) في6/8/2022 اول منشور له في الموقع.
اول كتاب نشره الكترونيا في مجلة بصرياثا الادبية بعنوان( مجهر على القاع).
+++++++++++++++
+++++++++++++++


فهرست
1ابو مسلم الخرساني الزوهري
2 المبرقعة في الهزيع الاخير
3 عذراء داخل شرنقة
4 تحجر الاجنحة
5 النهر المتصحر
6 مسابقة اليانصيب
7 زيارة اثر
8اضاءة نقدية لقصيدتين
9سيرة ذاتية في سطور
++++---+++



·








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع اقتراب مهرجان الزمن الجميل بدورته الثامنة... الممثلة ميرن


.. -انتصرنا على أمريكا وإسرائيل-.. مراسل الجزيرة يرصد الرواية ا




.. تشييع جثمان الكاتب الكبير محمد عبد المنعم والد الفنان تامر


.. الموسيقى والغذاء في مواجهة المجاعة في السودان




.. ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟ • فرانس 24