الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطة التاسع من نيسان

مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie

2025 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اختلف الكثيرون في تسمية هذا اليوم بعد الإطاحة بالنظام البائد؛
فقد أطلق عليه بعضهم “يوم تحرير”، بينما رآه آخرون “احتلالاً”،
ولكلٍّ منهم وجهة نظره.
لكن الحقيقة أنه كان نهاية نظام سياسي
جاء من خلال احتلال بغيض ومجرم،
لم يحقق أي ملامح للتغيير،
ولا للطموحات والتطلعات التي حلم بها شعبه العظيم
في العيش الكريم والاستقلال الحقيقي،
بل كان عكس ذلك تمامًا.

وما نراه اليوم هو الحقيقة التي تتجلى في كل احتلال،
مهما اختلفت المسميات والتفسيرات.
فكيف ينقلب الاحتلال إلى تحرير،
في حين أن مركبات وآليات الجيوش الأجنبية
تصول وتجول في الشوارع،
وقد نهبت ودمرت كل ما هو ثمين ونفيس،
وقُتل بدمٍ بارد كل من قاومه من الأبطال،
وحتى من لم يقاومه من المدنيين،
على يد ما يُسمى بـ”الشركات الأمنية الخاصة” مثل بلاك ووتر،
وقواتهم النظامية، وفضائحهم في السجون العامة،
وخاصة ما جرى في سجن أبو غريب،
من أفعال يندى لها جبين القيم الإنسانية والسماوية.
هذا هو الاحتلال بعينه، وليس تحريرًا.

كنا نطمح إلى التغيير،
لكن ليس بهذه الطريقة؛
فالتغيير يكون بأيدي الشعوب،
وليس عبر الأجانب لتحقيق أهدافها وتطلعاتها في حياة حرة كريمة.

ولا ننسى بطولات الشعب، بشقيه المدني والعسكري،
حين حاول التغيير قبل عام 2003،
من أولئك الذين رفضوا الاستبداد والدكتاتورية،
لكن لم يُكتب لهم النجاح لأسباب عديدة ومختلفة،
وكانت حياتهم هي الثمن.
لكن التاريخ لا يرحم أحدًا إطلاقًا،
وسوف يذكر كل شيء في صفحاته.

والآن، الجميع ينادي بالحرية، والعدالة، والديمقراطية،
لكن نقولها وبكل صراحة:
كان في السابق صنم واحد،
أما الآن، فقد أصبح العراق بلدًا متعدد الأصنام.

فمنذ عام 2003، ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة
ومنظمات ذات صلة،
أصبح العراق بلدًا لا يصلح للعيش،
وأخطر بلد على حياة الصحفيين،
كما تصدّر قائمة الدول في ملفات الفساد.

وما يجري الآن لا يختلف كثيرًا
عن الأيام التي عاشها العراقيون سابقًا،
أيام الصنم الواحد،
أما اليوم، فهناك مئات الأصنام،
تُذكرنا بالجاهلية الأولى،
بهُبل، واللات، والعُزّى،
التي لا تقبل بالنقد،
ولا بالنقد الذاتي،
ولا بالمطالبة بالحقوق المشروعة.

كما حصل في شوارع بغداد والمحافظات
من اعتداءات صارخة ومرفوضة
على جميع أبناء الشعب العراقي،
سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا،
وليس آخرها ما حصل للهيئات التعليمية
مؤخرًا من قمع يذكّرنا بأسوأ الحقب التاريخية
التي مرت بها نضالات الشعوب.

فإن كان كل ذلك يجري تحت مسمى “الديمقراطية”،
فبؤسًا لهذه الديمقراطية إذن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بن سلمان -يراهن- على طموح ترامب لوقف الحرب| السودان الآن.


.. -ترامب يصنف السعودية -حليفاً رئيسياً من خارج الناتو




.. دار غلوبال السعودية تسعى لتمويل أحدث فنادق ترامب ببيع رموز م


.. هل قطعت البرازيل غابات الأمازون لاستضافة قمة المناخ؟




.. الكونغرس الأمريكي يصوت لصالح نشر وثائق التحقيق في قضية جرائم