الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز سورية التي دمرت لوبي العولمة و احتلال أردوغان ..تتمة لكتاب أردوغان كمقاول بالباطن للسي اي ايه ..كتاب

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2025 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة: في قلب العاصفة

المشهد الأول: رقصة الأكراد

دياربكر، أكتوبر 2015. الرياح الباردة تجتاح شوارع المدينة، حيث تتصاعد أصوات المظاهرات الكردية. في قاعة مزينة بالأعلام التركية، يقف أردوغان، عيناه تلمعان بحزم مصطنع. "لن نسمح لأحد بتقسيم أمتنا!" يصرخ، مشيرًا إلى حزب العمال الكردستاني (PKK). الحشد يهتف، لكن في ذهنه، يدور صراع أعمق. قبل عام، كان يشرف على مفاوضات سرية مع عبد الله أوجلان، زعيم PKK المسجون، في جزيرة إيمرالي، واعدًا بحل سلمي للقضية الكردية. لكنه الآن يشعل النار. الانتخابات البرلمانية تقترب، وأردوغان يحتاج إلى أصوات القوميين بعد خسارته الأغلبية في يونيو 2015. لكن هناك حقيقة لا يعلنها: حريته محدودة.
في شمال سوريا، حيث تسيطر قوات الحماية الشعبية الكردية (YPG) على كوباني والجزيرة، يحترم أردوغان حدود نفوذهم، رغم خطاباته النارية. هذا الاحترام مفروض. الولايات المتحدة، التي تسلح YPG ضد داعش، وضعت خطوطًا حمراء. تركيا، التي كانت مديونة بـ420 مليار دولار بحلول 2015، لا تستطيع تحدي الناتو. لكن أردوغان، كما تعلم من تجربة مرسي، يجيد تحويل القيود إلى أسلحة. القضية الكردية، التي بدأت كوعد إصلاحي في 2005 عبر "المبادرة الكردية"، تحولت إلى أداة ابتزاز انتخابي. في كل حملة – 2011، 2015، 2018، 2023 – يثير أردوغان شبح "الإرهاب"، متهمًا حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) بالارتباط بـPKK. هذا الخطاب أشعل انقسامات، تسبب في اعتقال نواب مثل صلاح الدين دمرتاش، وأدى إلى مقتل الآلاف في عمليات مثل "مخلب البرق" 2021.
ثمة يدًا خفية. العمليات ضد الأكراد، مثل "درع الفرات" 2016، بدت قومية، لكنها خدمت أهداف الغرب: إضعاف PKK دون القضاء على YPG، الحليف الأمريكي. أردوغان، كما تخيلنا في لانغلي، كان أداة ضمن لعبة أكبر. هذه المفارقة – هجوم لفظي، وطاعة عملية – تعكس الفخ الذي بدأ بالديون.

المشهد الثاني: صفقة مع القومية

أنقرة، يناير 2017. في قصر الرئاسة، يجلس أردوغان مقابل دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP). النار تتأجج في المدفأة، لكن الأجواء باردة. بهجلي، بعيون حادة، يقول: "نمنحك الأغلبية، لكن الأكراد والليبراليون يجب أن يسكتوا." أردوغان، الذي كان يومًا رمزًا للإسلام الديمقراطي، يومئ بتردد. هذا التحالف، الذي بدأ بعد انتخابات 2015 الفاشلة، لم يكن اختيارًا سهلاً. احتجاجات جيزي بارك 2013، تراجع الليرة بنسبة 30%، ومحاولة انقلاب 2016 جعلت البقاء في السلطة أولوية. لكن التحالف مع MHP، حزب يمجد العرق التركي ويحتقر الأقليات، كان تناقضًا مع جذوره الإخوانية.
MHP، بقاعدته الضيقة لكن العنيفة، قدم لأردوغان أغلبية برلمانية. في المقابل، تبنى أردوغان سياسات قاسية: تصعيد ضد الأكراد، اعتقال 70 نائبًا وصحفيًا بحلول 2018، وتعديل دستور 2017 لنظام رئاسي مطلق. عملية "غصن الزيتون" 2018 في عفرين، التي نزح بسببها 200,000 مدني، كانت هدية لبهجلي. لكن النقاد، مثل ميسان، يرون أن هذا التحالف كان مدبرًا. "لوبي العولمة"، الذي رهن تركيا بديون، شجع انقسامات داخلية لإبقائها ضعيفة. العمليات العسكرية، رغم شعاراتها القومية، حافظت على توازن القوى في سوريا، مما يخدم الناتو. أردوغان، الذي بدا سيد القرار، كان محاصرًا.

المشهد الثالث: أوهام الشرق

إسطنبول، 16 يوليو 2016. الفجر يطل على جسر البوسفور، حيث تنسحب دبابات الانقلابيين تحت هتافات الجماهير. أردوغان، الذي أنقذ نظامه بمكالمة تلفزيونية، يقف في مطار أتاتورك، وجهه يعكس النصر والقلق. تقارير مخابراتية تكشف: روسيا حذرت أنقرة قبل ساعات. هذا الإنقاذ يغير المشهد. في أغسطس 2016، يلتقي أردوغان ببوتين في سانت بطرسبرغ، ممتنًا. بحلول 2017، يوقع صفقة S-400 بـ2.5 مليار دولار. الصين تضخ 15 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية، وإيران توقع اتفاقيات غاز بقيمة 3 مليارات. أردوغان يعلن في خطاب عام 2018: "نحن قوة عالمية، لا تابعين!"
لكن سمير أمين يحذر: هذا وهم. الديون الغربية، التي بلغت 480 مليار دولار بحلول 2018، ظلت تتحكم. استثمارات الصين كانت مشروطة بمصالحها، وروسيا لم تقدم تنازلات في سوريا، حيث ظل أردوغان ينسق مع الناتو. إيران، رغم تقاربها، لم تكن بديلاً اقتصاديًا. S-400، التي أثارت عقوبات أمريكية، لم تُستخدم عمليًا. أردوغان، كما في فخ الديون، كان يلعب على حبال متعددة، لكنه لم يهرب. حتى تقاربه مع الشرق كان محدودًا: تركيا ظلت في الناتو، ملتزمة بمناطق النفوذ الكردي. هذا الوهم، كما يرى أمين، هو مصير الدول التابعة: تمرد شكلي، وخضوع جوهري.

المشهد الرابع: سوريا 2024 - فخ الطاعة

حلب، نوفمبر 2024. دخان القصف يتصاعد، والدبابات التركية تتقدم في شوارع منبج. في أنقرة، يظهر أردوغان على التلفزيون: "نحمي حدودنا من الإرهاب!" العملية، المسماة افتراضيًا "سيف الفرات"، تسيطر على مناطق كردية، وتمتد إلى حلب الشمالية. الشعب، الذي يعاني تضخمًا بنسبة 90%، يهتف للنصر. لكن في واشنطن، يجتمع دبلوماسيون في غرفة مغلقة. همساتهم تكشف الحقيقة: هذا الاحتلال لم يكن وليد لحظة. كان أمرًا من "لوبي العولمة"، مصممًا لتوريط إدارة ترامب الجديدة، التي وعدت بالانسحاب من الصراعات.
ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير 2025، يواجه مأزقًا. دعم تركيا يغضب الأكراد، حلفاء أمريكا ضد داعش. معارضتها تهدد الناتو. العملية، التي نزح بسببها 300,000 مدني بحلول ديسمبر 2024، تضع أمريكا في موقف صعب: إما التورط مجددًا، أو خسارة حليف استراتيجي. النقاد، مستلهمين ميسان، يرون نمطًا. أردوغان، المحاصر بديون تجاوزت 550 مليار دولار، لم يكن حرًا. العملية خدمت أهدافًا غربية: إضعاف الأكراد دون إنهائهم، إعادة خلط الأوراق في سوريا، وإجبار ترامب على خرق وعوده. أردوغان، الذي بدا قائدًا طموحًا، كان ينفذ دورًا كُتب له منذ لانغلي.


فقرة مستقلة: سوريا في المرآة التاريخية

دمشق، اوائل عام 2025. الرياح الباردة تجتاح شوارع العاصمة السورية، لكن التوتر ليس هنا. بعيدًا، في إسطنبول وأنقرة، تنفجر الشوارع بملايين المتظاهرين. الأعلام التركية تُحرق، واللافتات تطالب: "أردوغان إلى المحكمة!" قبل أشهر فقط، كان أردوغان يحتفل بما بدا انتصارًا ساحقًا: عملية "سيف الفرات"، التي سيطرت على منبج وحلب الشمالية في خريف 2024، بدت تتويجًا لطموحه. لكنه الآن يواجه مصيرًا لم يتوقعه. تركيا، التي ظنها صلبة تحت قبضته، تنهار من الداخل. الاقتصاد، المثقل بديون 550 مليار دولار، يتداعى: التضخم 100%، والليرة لا تساوي شيئًا. الأكراد ينتفضون في الجنوب الشرقي، والعلمانيون يتحدون مع الإسلاميين المعارضين في المدن الكبرى. لكن السؤال الأعمق يلوح في الأفق، كمرآة تاريخية: هل احتلت تركيا سوريا حقًا، أم أن سوريا – بأبعادها الحضارية العابرة لدمشق وبغداد والقدس – هي التي احتلت تركيا؟
أردوغان، بعقليته السياسية البراغماتية لكن غير المتعمقة تاريخيًا، لم يفهم الدرس. ظن أن احتلال سوريا سيمنحه مكانة إمبراطورية، كما تخيل في خطاباته عن "العثمانية الجديدة". لكنه تجاهل أن سوريا ليست مجرد أرض. إنها فكرة، تراكم حضاري امتد لآلاف السنين، من اوغاريت الى ايبلا إلى اختراع الأبجدية الاولى في العالم و الامبراطورية السورية الاولى في دمشق والامبراطورية السورية الثانية في بغداد تحت مسميات لا تاريخية الأمويين و العباسيين، من صلاح الدين إلى مقاومة الاستعمار. سوريا، كما يقول المؤرخون، لا تُحتل. إنها تحول المحتل إلى جزء من سردها، تغرقه في تعقيداتها، وتستنزفه حتى ينهار. أردوغان، ومعه "لوبي العولمة" الذي أمره بالتحرك لتوريط ترامب، أساء تقدير هذه القوة. بعد أشهر من العملية، انفجرت تركيا: مظاهرات مليونية، تمردات عسكرية صغيرة، وشعب فقد ثقته في قائد بدا لا يقهر.
لنعد إلى التاريخ لنفهم. في القرن السابع، احتل بنو أمية دمشق، لكنهم لم ينتصروا. سوريا، بتراكمها الحضاري، غيرتهم. القصور الفخمة، من القصر الأموي إلى جنان دمشق، أغرقتهم في الترف. الجواري والخمور، كما يصف ابن خلدون، حولتهم إلى ديكور سياسي، بينما امتدت إلادارة الحضارية السورية إلى الأندلس والصين. دمشق لم تكن مجرد عاصمة؛ كانت فكرة، تنظم العالم بقوانينها. عندما انتقلت الخلافة إلى بغداد في القرن الثامن، ظلت دمشق مركزًا روحيًا، تشكل النفوذ من بعيد. حتى العثمانيون، الذين سيطروا على المنطقة في القرن السادس عشر، لم يفلتوا. سوريا، بمعناها الواسع – دمشق، بغداد، القدس – أغرقت لغتهم بالعربية، حتى أصبحت نصف مصطلحات ديوانهم مستعارة. السلاطين، من سليم الأول إلى عبد الحميد، تحولوا إلى أدوات في مسرح حضاري أكبر.
لكن النهاية جاءت من غزة. في أوائل القرن العشرين، بدأت المقاومة الفلسطينية، رمزها غزة، تضعف السلطنة العثمانية. انتفاضات الشام والحجاز، مدعومة بوعود بريطانية زائفة، أنهت حكم العثمانيين. لكن سوريا لم تتوقف. التفتت إلى المحتل الغربي – الفرنسيين والبريطانيين – واستنزفتهم عبر ثورات 1925 و1945، حتى طردتهم. هذا التراكم، الذي يجمع العروبة والإسلام والمقاومة، هو ما أغفلته رؤية أردوغان السطحية. ظن أن سوريا 2024 ستكون أرضًا سهلة، لكنه لم يرَ أنها مرآة تعكس مصير المحتلين.
في 2024، بدا أردوغان منتصرًا. سيطر على 10% من شمال سوريا، نزح 400,000 مدني، وأُعلن عن "منطقة آمنة". لكن الفخ كان يُنسج. الاقتصاد التركي، الذي كان يعتمد على قروض خليجية وغربية، انهار تحت ضغط العملية (كلفت 5 مليارات دولار). الأكراد، الذين أُضعفوا لكنهم لم يُهزموا، نظموا هجمات مضادة. روسيا، التي دعمت أردوغان جزئيًا، سحبت دعمها عندما هددت العملية مصالحها في طرطوس. إيران أغلقت خطوط الغاز. الأمريكيون، الذين أرادوا توريط ترامب، تخلوا عن أردوغان عندما أصبح عبئًا. لكن الضربة الحاسمة جاءت من الداخل. الشعب التركي، المرهق من التضخم والقمع، خرج إلى الشوارع في يونيو 2025. من إزمير إلى طرابزون، طالب الملايين بمحاكمة أردوغان.
سوريا لم تكن بحاجة إلى جيوش. كما فعلت مع الأمويين، حولت أردوغان إلى ديكور: قائد يظن أنه يحكم، بينما تنهار إمبراطوريته. "لوبي العولمة"، الذي اعتقد أنه يتحكم باللعبة، أُذهل. لم يفهموا أن سوريا، كما يقول سمير أمين، ليست مجرد دولة. إنها مركز حضاري، يعيد تشكيل من يحاول امتلاكه. أردوغان، الذي بدأ كأداة في لانغلي، وتشبع بفكر الإخوان، ورهن تركيا بديون، انتهى كضحية لتاريخ لم يقرأه. سوريا، بأبعادها – دمشق التي نظمت العالم، بغداد التي علمت الفكر، والقدس التي قاومت – لم تُهزم. إنها، كما كانت دائمًا، منتصرة في صمتها.


فقرة مستقلة جديدة: لغز سوريا وانهيار الإمبراطوريات

واشنطن، ربيع 2025. البيت الأبيض مضطرب. دونالد ترامب، الذي عاد إلى السلطة واعدًا بـ"أمريكا أولًا"، يواجه أزمة غير مسبوقة. شوارع نيويورك وشيكاغو تمتلئ بالمتظاهرين، يطالبون بوقف التدخلات الخارجية بعد كارثة سوريا. الكونغرس منقسم: الجمهوريون والديمقراطيون، في توافق نادر، يعلنون "لا حروب بعد اليوم". أمريكا، التي كانت يومًا إمبراطورية مهيمنة، تنهار داخليًا. التضخم يتجاوز 15%، الدين العام 35 تريليون دولار، والاحتجاجات تتحول إلى أعمال شغب. في قلب هذا الانهيار، شبح واحد يطاردهم: سوريا. لكن هذه ليست سوريا 2024 التي احتلها أردوغان. إنها سوريا الكبرى – فكرة تمتد من دمشق إلى بغداد والقدس، قلب محور المقاومة الذي أنهى الهيمنة الأمريكية قبل أن تطأ تركيا أرضها.
سوريا، قبل احتلالها المفترض، كانت ساحة معركة لم تُقاتل فيها بالسلاح فقط. منذ 2011، واجهت تحالفًا غربيًا ضخمًا: الولايات المتحدة، الناتو، إسرائيل، ودول الخليج. لكنها، بدعم محور المقاومة – إيران، حزب الله، واليمن – صمدت. بحلول 2023، كانت أمريكا قد خسرت فعليًا. قواعدها في شرق سوريا، التي كلفت 10 مليارات دولار سنويًا، أصبحت أهدافًا لمقاومة شعبية. انسحابها من الرقة 2020، ثم تقليص وجودها 2022، لم يكن اختياريًا. كان هزيمة. سوريا، كما يقول تييري ميسان، لم تُهزم. إنها أدمت أمريكا، مخلفة عقدة سورية في واشنطن. ترامب، في خطابات 2024، كرر: "سوريا كانت خطأنا الكبير. لا مزيد من الحروب!" هذا الإجماع، الذي شاركه الحزبان، لم يكن مجرد سياسة. كان اعترافًا بأن سوريا كسرت الإرادة الإمبراطورية.
لكن سوريا لم تقتصر على أمريكا. قبل أن يحلم أردوغان باحتلالها، كانت قد وضعت إسرائيل في مأزق وجودي. منذ 2014، دعمت سوريا محور المقاومة في لبنان وغزة. صواريخ حزب الله، التي ضربت حيفا 2023، كانت ممولة جزئيًا عبر دمشق. هجمات حماس في أكتوبر 2023، التي قتلت 1200 إسرائيلي، كشفت هشاشة الكيان. إسرائيل، التي أنفقت 100 مليار دولار على جيشها منذ 2010، وجدت نفسها عاجزة عن ردع المقاومة. بحلول 2024، كانت الأزمة الداخلية في تل أبيب قد تفاقمت: استقالات في الكنيست، انقسامات بين الصقور والمعتدلين، وهجرة 500,000 مستوطن. النقاد، مثل إيلان بابيه، يرون أن سوريا، عبر دعمها للمقاومة، أدخلت إسرائيل في سؤال وجودي نهائي. هذا السؤال – هل يمكن لإسرائيل البقاء؟ – ينتهي، كما يزعم المحللون، بحتمية تصفيتها.
اليمن عزز هذا الثقل. منذ 2015، تحول الحوثيون إلى قوة إقليمية، مضيقين على السعودية وإسرائيل عبر البحر الأحمر. بحلول 2024، كانت هجماتهم على ميناء إيلات قد كلفت إسرائيل 5 مليارات دولار. اليمن، كجزء من محور المقاومة، وسّع النفوذ السوري، مشكلًا شبكة تمتد من صنعاء إلى طهران. هذه الشبكة لم تكن عسكرية فقط. كانت فكرية، تعتمد على رفض الهيمنة الغربية. سوريا، كقلبها، لم تكن بحاجة إلى جيوش ضخمة. إنها، كما يقول سمير أمين، مركز حضاري يعيد تشكيل العالم عبر مقاومته.
ثم جاء احتلال تركيا 2024. أردوغان، مدفوعًا بـ"لوبي العولمة" لتوريط ترامب، ظن أنه يسيطر. لكن، كما في الفقرة السابقة، كانت سوريا مرآة. العملية، التي سيطرت على 15,000 كيلومتر مربع، أشعلت تركيا داخليًا: مظاهرات مليونية في 2025، انهيار اقتصادي، وتمردات كردية. لكن تأثيرها لم يتوقف هنا. إسرائيل، التي دعمت العملية سرًا لإضعاف الأكراد، وجدت نفسها تواجه انتفاضة جديدة في غزة. هجمات 2025، التي قتلت 300 جندي إسرائيلي، كانت استجابة مباشرة لاحتلال سوريا. أمريكا، التي حاولت استغلال الفوضى، غرقت أكثر في أزمتها: احتجاجات في 20 مدينة، استقالة وزراء، وتراجع النفوذ في الناتو.
هذا هو لغز سوريا. إنها لا تُحتل. إنها تحتل المحتلين، تمزقهم من الداخل، كما فعلت مع الأمويين والعثمانيين. أمريكا، التي خرجت مثخنة، لم تتعافَ. إسرائيل، على شفا الانهيار، تواجه مصيرًا محتومًا. تركيا، التي بدأت اللعبة، انفجرت. سوريا، بأبعادها الحضارية، ليست دولة. إنها فكرة، كما يصفها أمين: قوة تاريخية تُعيد كتابة مصير الإمبراطوريات. أردوغان، الذي بدأ كأداة في لانغلي، لم يفهم. "لوبي العولمة"، الذي ظن أنه يتحكم، أُذهل. سوريا، كما كانت دائمًا، تنتصر في صمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار ميناء الشهيد رجائي جنوب إيران إلى


.. كندا: قتلى وجرحى إثر دهس سيارة لحشود في مهرجان بفانكوفر • فر




.. أنصار الله: استهدافنا بصاروخ باليستي فرط صوتي قاعدة نيفاتيم


.. متضامن مع فلسطين يهاجم بن غفير أثناء تواجده في أحد المطاعم ب




.. تعرف على أبرز هجمات أنصار الله بالصواريخ والمسيرات على إسرائ