الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الي أمي وأبي والذكري

رغد علي

2007 / 1 / 24
الادب والفن


اهداء : الي روحيهما الطاهرة , امي وأبي

ها قد فرغت يداي من كليكما
سلمتكما واحدا تلو الاخر ...
ماذا بعد لدي ؟؟
بين أصابعي تهشمت الزجاجة
تسربل الماء مختلطا بدمي
لا شىء يعيدكما
اليوم ختمت قصتي
وأنهيت مهمتي ....

سرنا خطوة خطوة
طوال تلك الرحلة
قطعنا سوية
درب العذاب المضني
الألم المبرح
لا دواء مشافي
الا الموت المعافي

فزاعة للموت كنت أنا لكما
أعلنت الحرب علي جيوشه
وهي تتقدم لتحتل عروقكما
وضعت الف سور حولكما ...
تنبأت بموعد الألم
فان أقبل طردته .
صرعته ..
بكل طاقتي..
لأبعد شبحه عنكما
غافلني الموت
وصرعني أنا
وهو يصر علي اختياركما
مسحت بالرمق الاخير دمعتيكما
حبست صرختي بجوفي
كيلا يروع أنيني روحيكما
نهاية يعيدها معي القدر
أقدري اختارني الشاهد أم قدريكما؟؟!!

يشهد الله
ما أرهقني حملكما
فهل استسلمت وقصرت معك ياأمي ؟؟
وهل تباطأت معك يا أبي ؟؟
..هو الموت وحده أعجزني
ليخطف مني أنفاسكما
أبعد كل صولاتي وجولاتي ...
أخرج مهزومة
خالية اليدين
منكسة الرأس
دامعة العينين
أهذا كل نصيبي منكما ؟؟!!

تأملت خلفي
أرعبتني قدرتي
كيف تصلبت امام ذبولكما ؟؟؟
وواريت كل الحقائق رغم أسئلتكما
لونت بقوس قزح املا لا وجود له
واخترعت شمسا تشرق بغروبكما
سامحاني بالله عليكما
ولزيف الأمال ما أحوجني اليوم أنا

كنتما ...
كشجرة مكابرة صامتة
علي دهرها عاتبة
ترمي أوراقها ببطىء واقفة
وتركتماني بوجه الريح وحدي .. معكما.. وبدونكما

كنت
أدري وأنتما لا تدريان
أعرف مصيركما و تجهلان

تصبرت
والصبر مرار
كم حرست نبضاتكما
وحميت درب انفاسكما
ما كنت بليدة الحس والوجدان
لكني كتمت هلعي وقلقي لأسندكما
ولا أجد اليوم من يسندني بعدكما !!


اعتدت عليك يأمي غصن ريحان ... يفوح بالليل والنهار
كنت شمسا ونحن كواكب ... لتنطفىء بعدك كل الأنوار... وتتيتم الأقمار
اعتدت عليك يا ابي .. يا شيخ تميم ... اعتداد واعصار
صوت يهز كل الدار... فيه كبرياء وعز و فخار

سقطتما سقطة ما بعدها قيام
كورق الخريف .....
كلاكما بنفس الشحوب
نفس الضعف
ونفس الأصفرار

لتتوالي علي الجراحات بنفس العمق والأغوار

ياجرحا لا تلمه الايام
ولا يأخذه النسيان
هو كل حصاد عمري
فلم يطرق يوما الفرح بابي
ولا رف طائر البشري أعتابي
خذلتني أعوامي الصغيرة بتوالد الهموم والاشجان

ها قد أمنتكما ...
وبالنعش أودعتكما ...
فهل أعاتبكما ؟؟!!
أبكيكما ....
أم
أودعكما ؟؟؟!!
أتراكما
اتفقتما علي الرحيل تباعا
لابقي وحدي هنا ؟؟!!

أحقا أنتما راحلان ؟؟؟
أنا رفيقتكما !!!
لمن سأبقي هنا ؟؟!!
قضيتي انتهت .. فلماذا أنا هنا ؟؟!!

دارنا التي جمعت ما عادت دار
جدران تبكي من هجروها
تحت الثري من عمروها
بالقصص والحكايا ملؤوها
تلك اشياؤهم الصغيرة
حاجياتهم
ياللغرابة
أشتم رائحتهما بالمكان
أثارهما بكل الزوايا والأركان
الدواء علي المنضدة
فنجان قهوتك المرة .. بارد يا أبي
مذياعك ما زال يذيع الأخبار
كما تشاء ..سأغطيك بالعباءة الرمادية

زهراتك يا أمي توشحن بالسواد
منذ ان نعق الغراب
كتبك الفرنسية تملأ المكتبة
سأنفض عنها التراب

أسمع صدي ندائهما ...
أتراه موعد الدواء ؟؟ أم الطعام ؟؟ وبيدي أطعمتهما وأسقيتهما ؟؟
أم تراه موعد النوم؟؟ وعلي كتفي وسدتهما ودثرتهما حتي يغفوان ؟؟!!
أم تراه موعد الطبيب , علي الاسراع قبل الظلام ؟؟

بالامس طفلاي هنا
واليوم هناك يلتصقان
كأنهما علي موعد جديد للغرام
منذ البدء وهما عاشقان
وضعت الوردة الحمراء
لله حتي بالقبر هما متجاوران
وينوح بينهما طير الاحزان

رحل صغاري
حيث لا عودة ولا امال
لست أدري أكانا أمي وأبي
أم
ابني وابنتي
واللحظة انكسار
لم يبق الا الذكري
وصور علي الجدران ... والسلام علي اهل الدار ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا