الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدبية الرقمية للغة العربية والتلقي الإلكتروني

عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)

2025 / 4 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


د. عبد النور إدريس
استشرافات
إن أي ظاهرة أدبية لابد لها في البداية أن تنحث مفاهيمها ومصطلحاتها تعبيرا عن حيويتها داخل جسم النظرية الأدبية، وما تعدد المفاهيم وأحيانا اضطرابها إلا دليلا على هذه الحيوية، مما يعطي لموضوع الظاهرة نفسه صفة التداول والتعيين.
هنا لابد من رصد كم هائل من المفاهيم الجديدة في بنية اللغة العربية ولغات أخرى التي تتشكل وهي تتداخل فيما بينها أحيانا وتتقاطع أحيان أخرى، نجد منها: نص رقمي، شعر رقمي، سرد رقمي، رواية رقمية، نص متفرع، أدب افتراضي، نص افتراضي، نص متعالق، نص تشعبي، نص ترابطي، نص تفاعلي، أدب الكتروني، نص نتّي، كتابة انترنيتية، نقد تفاعلي، كتابة رقمية، ثقافية رقمية، كتابة تفاعلية كتابية ترابطية... إلخ.
إن مصطلح الكتابة الرقمية الذي نقترحه هنا يقف على حقيقة أن النص الرقمي يعتمد في أشكال تجليه الابداعية والقيمة والجمالية والتواصلية على متغير أساسي، يأخذ من الخطاب التكنولوجي حيزا معرفيا وانطولوجيا لا ينفك عنه، مما يجعلنا نطرح عدة تساؤلات منها:
- هل الربط بين الكتابة الرقمية والتكنولوجيا حتمي؟
- هل يمكن تصور إبداع رقمي خارج هذه العلاقة ؟.
- أين تتجلى إبداعية الوسيط التكنولوجي بما هو الحاسوب والانترنت والبرمجيات، هل في إنتاج النص أم تلقيه؟
- هل يفترض في الكاتب الرقمي إلمامه التخصصي في مجال المعلوميات والبرمجيات؟
- أيمكن إدراج مهندس الإعلاميات ومبرمج الحاسوب ضمن الكتاب الرقميين؟.
- من يضفي الشرعية الرقمية على النص: أهي نظرة ورؤية المبدع أم رؤية المهندس الإعلامي؟
- ما هو التصور الحقيقي لمفهوم الكاتب الرقمي؟.
ولمشاكسة بنية المفاهيم الخاصة بهذا الحقل لا بد من التأكيد على أن النص الرقمي هو نص أدبي ينشر نشرا إلكترونيا سواء كان على شبكة الإنترنت، أو على أقراص مدمجة، أو في كتاب إلكتروني، فهناك النص الرقمي ذو النسق المحايد الذي لا يستفيد من تقنيات الثورة الرقمية مثل تقنية النص المتفرع الهايبرتكست، أو المالتي ميديا المختلفة من مؤثرات صوتية وبصرية فهو نص عادي قد يٌنشر في كتاب ورقي عادي، واكتسب صفة الرقمية لأنه نشر نشرا إلكترونيا.
كما أن هناك النص الرقمي ذو النسق الفاعل: الذي ينشر نشرا رقميا، ويستخدم التقنيات التي وفرتها الثورة المعلوماتية والرقمية: الهايبرتكست، والمؤثرات السمعية والبصرية ، فن الأنيميشنز والجرافيك وغيرها .
وإذ لا يمكن أن نتصور أي نص على شبكة الانترنت نصا رقميا، لايمكن أن نتصور أن كاتبا يمتلك جهاز الحاسوب ويشتغل عليه مرتبطا بصبيب الانترنت أن نطلق عليه جزافا كاتبا رقميا، ولو كانت التسمية في بداية الثمانينيات تنحو إلى هذا المعنى.
أما وقد راكم الزمن الرقمي تجربة محترمة بعد أن التحق بالقارة الافتراضية عدد من الأدباء والأديبات، فما يحقق شرعية الانتماء إلى الكتابة الرقمية يتعلق بأفق الرؤية التي يتغير فيها الواقع بمنظار تلك الوسائط.
- فما هو مفهوم المبدع الرقمي؟
- هل ارتباطه بالمعلوميات ضروري؟ أم بأشكال التماهي مع العالم الافتراضي؟
- هل هناك سبيل إحلال العالم الافتراضي مسكنا آخر للتمثلات؟.
- هل المسألة كلها عبارة عن دربة على لغات البرمجة في مجال الإعلاميات وهندستها؟.
لاشك أن الوضع الاعتباري للكاتب الرقمي بات يختلف عن نفس الوضع الاعتباري للكاتب الذي نحث صورته مع الورق، نظرا لكون الذهنية القارئة على الورق كانت تضفي نوعا من السلطة الرمزية على كل ما هو مكتوب ضمن نسق ثقافي عام مشمول بتقديس الخط. إن المكتوب يشكل ثبات نمط ثقافي بما هو حامل لأنماط الوجود الرمزية الذي يحقق إسنادات واقعية تتسلل إلى التمثلات عبر اللغة المكتوبة في أشكالها الحوارية والوصفية والتعبيرية والرمزية.
- فهل يتأثر مفهوم الكاتب الرقمي بحالة المواضيع الجديدة التي تحاور رموز الزمن الرقمي؟
لقد أصبح للأشكال المضمونية التي تنتجها الرقمية عبر إسناداتها الالكترونية (البريد الالكتروني: الياهو، الماسنجر، الجيمايل ،اسكايب، الهاتف المحمول، SMS ، MMS، أيقونات الشات، اليوتوب، الانستغرام، التكتوك، السناب شات...)، قوة في المجتمع الالكتروني المعاصر، بل ارتقت هذه الإسنادات إلى إنتاج أساطيرها ورموزها، إن المعلومة الرقمية تأتي إلى المتلقي متلفعة بوسيط غير محايد وإن كانت أشكاله تبدو محايدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس الأمن يرفع العقوبات عن أحمد الشرع قبل استقباله في البيت


.. هل المراهنات والمال يهددان نزاهة دوري الـ -إن بي أي-؟




.. إسرائيل تلوح بضرب بيروت بدعم أميركي في هذه الحالة | #التاسعة


.. رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالسودان: حوادث الخطف والاع




.. ترقب لتسليم جثمان أسير إسرائيلي في قطاع غزة مساء اليوم