الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصل العائلة (5)

خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)

2025 / 5 / 2
الادب والفن


وصل الحكم الروماني من الانحطاط إلى أنه أصبح يخيف المواطنين ولذلك كانوا يهربون إلى الأماكن البعيدة ووصل الحال بهم إلى بيع أطفالهم كرقيق من شدة الفقر رغم صدور قانون بمنع بيع الأطفال وهذا الوضع سهل على الألمان الاستيلاء على ثلثي الأراضي الرومانية ثم قسموها فيما بينهم وهذا ما سرع التحول من نظام قبلي إلى نظام إقليمي (165). لقد تمتع القائد العسكري بمعاملة عظيمة لأنه فتح الأراضي وقاد الجيش ولذلك تحول إلى ملك (166). عندما ضعف الملك وافتقر الفلاحون، أصبحوا يبحثون عن حماية، فكانوا ينقلون ملكية أراضيهم إلى النبلاء وهكذا تكونت طبقة إقطاع من النبلاء في بلاد الغال (168). بعد فتح فرنسا من قبل الدولة الرومانية بواسطة جيش من الفلاحين الذين كانوا فقراء، شكلوا غالبية شعب فرنسا، فكان عليهم طلب الحماية من رجال الدين الكنسي والسادة لأن الملك كان ضعيفاً ولذلك تحتم عليهم نقل ملكية أراضيهم للسادة النبلاء ثم استئجارها ثانية بحيث فقدوا حريتهم الشخصية وأصبحوا تدريجياً من رقيق الأرض (169). لقد أستطاع الألمان من تخفيف نظام الرق في الإمبراطورية الرومانية حيث عملوا فيما بعد إلى الغائها تدريجياً بحيث لم يعرف التاريخ القديم أي الغاء للرق رغم الثورة عليه في بعض الأحيان والسبب أن الألمان جلبوا الحيوية للعالم الروماني وهم أتوا من المرحلة البربرية ليبعثوا الحياة في حضارة ميتة (172).
- الفصل التاسع – البربرية والمدنية: كنا قد وجدنا أن الهنود الامريكيون مثلوا المرحلة الدنيا من البربرية، فكانت القبيلة عندما تكبر تنقسم إلى قبائل آخرى وقد تتشكل بعد ذلك في اتحاد قبائل مرتبطة برابطة الدم (174). أما فيما يتعلق بالمشاكل الخارجية، فكانت تسوى بالحرب التي تنتهي بإفناء إحدى القبائل بدل إخضاعها (175). أما من ناحية أدوات المنزل، فكانت مشاعيه عند الهنود الحمر، بحيث أن ما ينتجه الجميع، يظل ملكاً للجميع (176). عندما دخلت الماشية والقطعان إلى القبائل، أصبحت هي السلعة الهامة للتبادل بالسلع الأخرى وأصبحت أيضاً بمقام النقود (177). إلا أنه عندما بدأ تقسيم العمل، وتواجد العبيد من خلال الحروب، انقسم المجتمع إلى سادة يشرفون على العمل ولا يعملون وعبيد يعملون (178). لقد كان الصياد والمحارب قانعاً في عصر الوحشية لأنه كان يشغل المكان الثاني في بيته ويترك الرئاسة للمرأة 179). تميزت المرحلة البربرية العليا بالسيف الحديدي والمحراث والفأس بشكل أصبح الحديد أهم المواد التي لعبت دوراً هاماً في الحياة (180). تشكلت المدن عندما تشكل اتحاد للقبائل وأصبحت المدينة المركز للثروة المملوكة للأفراد (181). عندما تجمعت المجتمعات في المدن زاد السلب بين الأقاليم المجاورة وبهذا زادت قوة القائد العسكري حتى تحول إلى ملك ومن ثم أصبح المنصب وراثي (182). خلقت المدينة طبقة لا تشترك في الإنتاج، ولكنها تعمل في التبادل وهي طبقة التجار، ولما استقوت سيطرت على الإنتاج وبقيت طفيلية وهي التي اوجدت الأزمات الاقتصادية الدورية في المجتمعات الحديثة (184). لكن قبل ظهور طبقة التجار، ظهرت النقود المعدنة والعملة المسكوكة، ثم ظهرت بعد ذلك القروض والربا بسبب الغنى الذي تمتع به التجار وهذا النشاط لم تشرع له أثينا أو روما القديمة (185). الثروة النقدية قادت أيضاً إلى الثروة العقارية التي ارتبطت بمسألة رهن الأرض للرجل الثري وهنا ظهر الزواج الحديث كي يكفل للرجل انتقال الثروة إلى الأبناء وظهر البغاء أيضاً وأخذ المجتمع يقسم الرجال الأحرار طبقاً لثروتهم (186). كان عدد العبيد في أثينا وكورنث 460 ألفاً وفي أيجينا 470 ألفاً، في كلا المدينتين يساوي عدد العبيد 10 أضعاف السكان (187). نشؤ الدولة هو اعتراف بأن المجتمع أصبح يتعارض مع بعضه وكي لا تدفع هذه الصراعات والخلافات إلى الموت وفناء الجميع، كان ضرورياً أن تجد قوة تقف فوق المجتمع تشرع وتحل الخلافات، وهنا أصبح المجتمع منظم على أساس الأقاليم وليس القبيلة والدم. لقد كان 90 الفاً من الأحرار في أثينا يسيطرون على 365 ألفاً من العبيد ولذلك كانت الدولة تنظم هذا الخليط (190). ولكي يتم المحافظة على هذه القوة التي تنظم المجتمع والدولة كان لابد من الحصول على العطايا من المواطنين وهي الضرائب (191). وفي النظر إلى معظم الحالات في التاريخ، نرى أن حقوق المواطنين تتناسب مع ثروتهم، وهذا ما يؤكد أن الدولة هي أداة للطبقة المالكة (193). نحن نقترب من مرحلة التطور الإنتاجي حيث لا فائدة لوجود طبقات وهذا بالضرورة سينهي ما يسمى بالدولة التي كانت سبباً لظهور الطبقات وسيضع الدولة في متحف الآثار مع العجلة والفأس البرونزي (194). أوجد انتاج السلع طمعاً عند الأفراد لأنه لم يعد من أجل إشباع المرء لكنه من أجل المبادلة من يد إلى يد (196). أنقسم المجتمع مع ظهور الرق، أي من طبقة تستغل العبيد وطبقة لا تملك شيئاً، وهذا الرق كان أول استغلال في العالم القديم ثم أعقب العبيد رقيق الأرض في العصور الوسطى ثم العمال الأحرار في هذا العصر (197). تميزت العصور الثلاثة للمدينة بأنها تنكرت في أشباه العبودية ومن ثم رقيق الأرض ثم العمال وتتميز مرحلة إنتاج السلع في المدينة إلى:
- وجود النقود المعدنية والفائدة الربوية.
- قيام التجار بدور الوسيط بين المنتجين.
- ملكية خاصة في الأرض والرهن.
- عمل العبيد في الأرض باعتباره الشكل الممتاز للإنتاج. (198).
ختاماً يقول مورغان عن المدينة: " منذ قدوم المدينة تضخم نمو الثروة وتمددت أشكالها وتحسنت إدارتها لمصلحة مالكيها، ولذلك سيرتفع الذكاء الإنساني ليسود الملكية ويحدد علاقة الدولة بالملكية التي نجمعها وتضع الالتزامات على حدود الملكية، إن الديمقراطية والاخاء والمساواة في الحقوق والمزايا والتعليم سيظلون الخطة العليا للمجتمع" (201).
.............................
- أصل العائلة والملكية الخاصة – فريدريك أنجلس – ترجمة أحمد عز العرب – تأليف 1888 – نشر 1957 -الصفحات – 202
- المجتمع القديم – لويس هنري مورغان – 1877 عدد الصفحات 600








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان السوري باسم ياخور يعتذر: أنا آسف لكل سوري تألم بسبب ت


.. هل تعتذر عن دعم نظام الأسد؟.. الفنان السوري باسم ياخور: لم أ




.. بشير البكر: لماذا سوريا هي -البلاد التي لا تشبه الأحلام-؟ وم


.. الممثلة القديرة إلسي فرنيني في حديث خاص للـLBCI على هامش مهر




.. شكل امتحانات القدرات في كليات التربية الفنية .. اعرف التفاص