الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حلم أخضر
علي دريوسي
2025 / 5 / 7الادب والفن

في مدينة هامبورغ، وسط برد الشتاء القارس، كان طارق يجلس في مقهى صغير يطل على نهر الألستر. ارتشف من كوب قهوته الساخنة وهو يتأمل المياه التي تعكس أنوار المدينة. كان قد أمضى عشر سنوات في ألمانيا، حيث وصل لاجئًا بعد أن ترك خلفه وطنه سوريا الذي مزقته الحرب.
في ألمانيا، درس طارق الهندسة البيئية، وعمل لاحقًا في منظمة غير حكومية تهتم بقضايا المناخ. سرعان ما أصبح ناشطًا بيئيًا، يحضر المؤتمرات ويشارك في حملات تنظيف الغابات والشواطئ. كان شغفه بالطبيعة عميقًا، لكنه دائمًا ما شعر بتناقض داخلي: كيف يمكنه أن يكرّس حياته لإنقاذ كوكب الأرض بينما بلده الأم يغرق في الفوضى والتلوث؟
ذات ليلة، وبينما كان يقرأ تقريرًا عن الأضرار البيئية في سوريا نتيجة سنوات الحرب والإهمال، خطرت له فكرة جريئة. لماذا لا يؤسس حزبًا بيئيًا في سوريا؟ حزب يسعى لتوعية الناس بأهمية حماية البيئة، ويعمل على إعادة إحياء الطبيعة التي دمرتها الحرب.
لكن الفكرة كانت أشبه بحلم مستحيل. كيف يمكن تأسيس حزب في بلدٍ لا يزال يعاني من آثار الصراع؟ كيف يمكنه إقناع الناس بأن البيئة أولوية وسط الفقر والبطالة؟
طارق كان يدرك أن الطريق سيكون شاقًا، لكنه لم يكن معتادًا على الاستسلام. بدأ بكتابة خطة أولية للمشروع، تضمنت أفكارًا عن إطلاق حملات توعية عبر الإنترنت، وزيارات ميدانية للقرى المتضررة، وزرع الأشجار في المناطق المدمرة.
عندما ناقش طارق الفكرة مع أصدقائه في ألمانيا، انقسمت الآراء. البعض شجّعه، معتبرين فكرته نبيلة وملهمة، بينما قال له آخرون إن المشروع لن ينجح في ظل الظروف الحالية. أحد أصدقائه قال له بصراحة: "طارق، الناس في سوريا بحاجة للخبز قبل أن يفكروا بالشجر."
لكن طارق لم يتراجع. قرر أن يبدأ بخطوات صغيرة. أنشأ صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "سوريا الخضراء"، وبدأ في نشر محتوى يسلط الضوء على أهمية حماية البيئة، مع صور من مبادرات ناجحة في دول أخرى.
في النهاية، ارتأى أن الخطوة التالية هي زيارة سوريا. أراد أن يرى بنفسه ما يمكن أن يُنجز على أرض الواقع. عندما عاد إلى مدينته التي غادرها قبل سنوات، شعر بمزيج من الحزن والأمل. كانت الشوارع مليئة بالركام، لكن الطبيعة لم تستسلم. كان هناك أطفال يركضون بين الأشجار القليلة التي نجت، وطيور تعود تدريجيًا إلى أماكنها.
بدأ طارق بالتواصل مع سكان محليين، وعقد اجتماعات صغيرة مع شبان وشابات يريدون التغيير. أخذ المشروع يتحول من مجرد حلم إلى حركة حقيقية. رغم الصعوبات، وجد طارق أن الناس في وطنه لا يزال لديهم الأمل، وأنهم مستعدون للانضمام إلى مشروع يسعى لتحسين حياتهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شجون الهاجري نجمة كبيرة في الخليج.. المخرج محمد سلامة يتحدث

.. الكلاسيكو - الناقد أحمد عثمان : الوداد قدم أداء عالي أمام

.. الكلاسيكو - الناقد أحمد عثمان : الهلال أفضل ..ويمكن هزيمة ا

.. الكلاسيكو - الناقد الرياضي أحمد عثمان يحلل أداء ريال مدريد

.. الكلاسيكو - توقعات مباراة الأهلي وبورتو ؟ أحمد السيد والناقد
