الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة مع بيغاسوس

علي دريوسي

2025 / 5 / 13
الادب والفن


في لحظة غروب الشمس، عندما تحولت السماء إلى لوحات برتقالية ذهبية، كانت "ليلى" جالسة في حديقة قريتها الهادئة، تحلم بمغامرات بعيدة عن عالمها العادي. ولكن حلمها كان أكبر بكثير من أي مغامرة قد تتخيلها.

فجأة، ووسط سكون المساء، ظهر أمامها شيء غريب. طار طائر ضخم نحو السماء، ليشكل أمامها أبراجًا من غيوم بيضاء لامعة. كان الحصان المجنح، "بيغاسوس"، بجناحيه الواسعين المضيئين، يرفرف في الأفق وكأنه يلامس السماء نفسها.

"هل أنتِ مستعدة لرحلة لا تُنسى؟" جاء صوته، ناعمًا ولكنه مليء بالقوة، كأنه يرقص مع الرياح.

نظرت ليلى بدهشة، ونهضت ببطء، وسألت بصوت مرتجف: "هل هذا أنت، بيغاسوس؟"

"نعم، أنا بيغاسوس، وجئت لأخذكِ في رحلة عبر السماوات، حيث توجد أماكن لم تطأها قدم بشرية، وأسرار تنتظر من يكشفها. هل أنتي جاهزة لاستكشاف عالم لا حدود له من العجائب؟" أجاب بصوت يملؤه الغموض.

فكرت ليلى للحظة، ثم اتخذت قرارها. تركت كل شيء وراءها وصعدت على ظهر بيغاسوس، لتبدأ مغامرة استثنائية. حلقت مع الرياح، تتنقل بين الغيوم، فوق البحر الأزرق الذي لا نهاية له. كانت المسافة بين الأرض والسماء تتقلص مع كل رفرفة من جناحيه، وكان شعور الفضاء اللامتناهي يحيط بها. كانت تشعر وكأنهاعلى حافة الزمن، وأنها تغادر حدود الواقع لتدخل في عالم من الأفكار والإلهام.

بيغاسوس قادها إلى جزيرة عائمة في السماء، حيث الأشجار الذهبية والأزهار المتوهجة تتناثر. وكانت هناك مخلوقات غريبة تحمل أسرارًا فريدة. لكن الرحلة لم تتوقف عند هذا الحد؛ فقد كشف لها بيغاسوس عن قوة قديمة مدفونة في أعماق السماوات.

"كيف لي أن أصف هذه الرحلة بشعر؟" تساءلت ليلى في نفسها. ولكن سرعان ما أدركت أن الشعر لا يحتاج فقط إلى الكلمات، بل يحتاج إلى لحظات سحرية كهذه. كان بيغاسوس ليس مجرد حصان مجنح يحلق في السماء، بل كان ينبوعًا حياً للإلهام، وكان كل رفرفة من جناحيه تفتح أمامها أبوابًا جديدة من الإبداع.

خلال رحلتهما عبر الكون اللامتناهي، اكتشفت ليلى أن بيغاسوس ليس فقط مطية للأدب والشعر، بل هو مصدر لا محدود للأفكار واللحظات الإبداعية التي تلامس أعماق الروح. وفي كل لحظة، كان العالم من حولهما يغني، والنجوم تتلألأ وكأنها تراقب خطواتهما، والأرض تبتعد خلفهما كلما اقتربا من حدود الخيال.
ثم، عندما وصلا إلى نقطة غير محددة، كانت الهمسات من أعمق أعماق الكون تملأ أذن ليلى، كل همسة تحمل فكرة جديدة، ورؤية لم يسبق لها أن تخيلتها. كان بيغاسوس، في تلك اللحظة، أكثر من مجرد مخلوق؛ كان هو الرابط بين الأرض والعوالم العليا، حيث تُزرع الأفكار وتنبت الإلهام.

وفي تلك اللحظة، فهمت ليلى ما يعني أن تكون مع بيغاسوس. لم يكن مجرد كائن يحلق في السماء، بل كان هو روح الشعر الحية التي لا تموت، المصدر الذي يعيد تشكيل الأفكار ويمنحها الحياة. كانت الرحلة أكثر من مغامرة، كانت دعوة للاستكشاف الداخلي، لاكتشاف الإبداع الذي يكمن خلف كل حدود.

في كل زاوية من السماء كانت هناك قصة مختلفة، مليئة بالغموض والعجائب. كانت الرحلة أكثر من مجرد مرور عبر السماء. كانت درسًا في كيفية اكتشاف الذات، وفهم ما يعنيه أن تكون مُلهماً، وأن تدع أفكارك تُحلّق بحرية، تماماً كما يفعل بيغاسوس في السماء.

كل زاوية من زوايا السماء كانت تروي قصة مليئة بالغموض والعجائب. لكن، كما هي العادة في المغامرات الكبرى، بدأ الظلام يتسلل شيئًا فشيئًا إلى الأفق، وحينها ظهرت تهديدات قد تغير مجرى الرحلة إلى الأبد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع جثمان الكاتب الكبير محمد عبد المنعم والد الفنان تامر


.. الموسيقى والغذاء في مواجهة المجاعة في السودان




.. ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟ • فرانس 24


.. الممثلة القديرة إلفيرا يونس في حديث عن مهرجان الزمن الجميل و




.. مراجعة ليلة الامتحان في اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية العا