الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلة الصمود بين الأمل والتجربة: دعم لفلسطين أم صدى إعلامي؟

نجم الدين جابة

2025 / 6 / 10
القضية الفلسطينية


باهتمام شعبي واسع النطاق، وتغطية إعلامية غير مسبوقة على مدار الساعة، خرجت "قافلة الصمود" من تونس في اتجاه غزة، محمّلة بالمساعدات وشعارات التضامن. خطوة أثارت تعاطف الشارع، وأحيت في النفوس شيئًا من الأمل.
لكن، وسط كل هذا الزخم، لا يسعني إغفال طرح بعض التساؤلات المشروعة:

هل هناك ضمان حقيقي لوصول القافلة إلى القطاع؟ أم أن مصيرها سيكون كمصير قوافل سابقة، اصطدمت بجدار الرفض المصري؟
هل الغاية فعلاً هي إيصال الدعم إلى أهلنا هناك؟ أم أننا أمام خطوة رمزية قد تتحول إلى عنوان إعلامي يُستثمر داخليًا؟

لا أشكك في نوايا المشاركين وحماستهم، وأثمّن عاطفتهم، لكنني أخشى أن تتحول المبادرة إلى استعراض عابر، يضيع صداه كما قد تضيع المساعدات نفسها في الطريق.

سبق أن تم احتجاز مساعدات سابقة وبيعها في السوق المصري، والسياق لم يتغيّر كثيرًا، بل ربما ازداد انسدادًا.
لسنا بحاجة لإعادة اختراع الشك، فالتجارب السابقة تثبت هشاشة الطريق.
في عام 2012، أثيرت ضجة بعد أن تم ضبط كميات كبيرة من المساعدات المُقدّمة لغزة ـــ والتي كان يُفترض أن تمر عبر معبر رفح ـــ تُباع في الأسواق المصرية، خاصة في العريش.
وفي عام 2014، نشرت تقارير صحفية صورًا لعبوات طبية وغذائية كُتب عليها "مساعدات لغزة"، عُثر عليها في محلات بيع الجملة بسيناء.
وحتى في الحملات الأخيرة، واجهت قوافل إنسانية عراقيل، بعضها لم يسمح لها أصلًا بالعبور، وتم التحفّظ على الشحنات دون تفسير رسمي.

النية الطيبة وحدها لا تكفي. فلسطين لا تحتاج إلى العناوين فقط، بل إلى أفعال مدروسة، واستراتيجيات بعيدة عن التهويل والفرجة. وإلا، فإننا نُسهم – من حيث لا ندري – في تمييع القضية وسط ضجيج الشعارات.
تبقى هذه القافلة اختبارًا حقيقيًا لمدى جدوى مثل هذه المبادرات، وأملًا في أن تكون فاتحة لعمل أكثر فاعلية وحسماً في دعم القضية الفلسطينية.

أتمنى أن أكون مخطئًا، وأن تصل القافلة فعلًا، لكن ما أرجوه أكثر هو أن نراجع أدواتنا، ونفكر بعقلانية في جدوى ما نقوم به... فالعاطفة وحدها لا تكفي حين تكون الطريق مسدودة.
لكن، لو فرضنا أن القافلة وصلت فعلًا — وهذا ما نرجوه — فهل ستمثل خرقًا في جدار الحصار؟
هل يمكن أن تُساهم في فتح نافذة أمل، ولو مؤقتة، أمام استمرار تدفق المساعدات مستقبلاً؟
ربما. وربما لا.

ما نحتاجه اليوم ليس فقط قوافل، بل مراجعة شاملة لأدوات الدعم، استراتيجية قائمة على التنسيق، والمساءلة، والتحرك السياسي المتزامن مع الإنساني، حتى لا نُختزل في مشهد عاطفي موسمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي


.. هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك




.. الجيش الإسرائيلي يعلن اغتال رئيس هيئة أركان الحرب في إيران ع


.. الرئيس الأميركي يغادر قمة السبع فجأة.. والشرق الأوسط في صلب




.. حرائق في تل أبيب ناجمة عن القصف الصاروخي الإيراني