الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنابل ليلة العيد !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2025 / 6 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


تعرضت ضاحية بيروت الجنوبية ليلة عيد الأضحى في الخامس من حزيران الجاري لغارات جوية كثيفة نفذتها القوات الإسرائيلية على مجموعة من الابنية السكنية ، كانت قد أمرت بإخلائها قبل ساعات من بدء الهجوم ، نجم عنه اضطرار مائة و خمس و ثلاثين عائلة لقضاء ليلة العيد في العراء ، فلقد باتوا بلا مأوى!
يتبادر إلى الذهن سؤال عن مبررات هذا الاعتداء و توقيته ، لا سيما أنه لم تظهر في المكان المستهدف علا مات على و جود مواقع عسكرية . فأغلب الظن أنهم ينوون محاكاة ما يقومون به في قطاع غزة ، حيث تتوالى دواليك ، منذ عام و نصف العام و نيف ، أوامر الإخلاء و الانتقال من الشمال إلى الجنوب ذهابا و إيابا ، تحت تهديد نار قنابل الطيران الحربي .
نذكر بهذا الصدد حرب الخامس من حزيران 1967 ، التي تمكن الإسرائيليون خلالها من احتلال الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية و شبه جزيرة سيناء ، و حرب السادس من حزيران 1982 على لبنان ، حيث توغل الإسرائيليون في بلاد الأرز حتى وصلوا إلى العاصمة بيروت ، و اختاروا رئيسا للجمهورية ورحّلوا منظمة التحرير الفلسطينية و عسكرها إلى المنفى و اشرفوا على مذابح صبرا و شاتيلا ، و حاولوا أن يفرضوا على جميع اللبنانيين اتفاقية استسلام و لكنهم لم ينجحوا إلا جزئيا . لا شك في أنهم نجحوا في تطبيع بعض اللبنانيين ، ولكن بعضهم الآخر نجوا مؤقتا أو أن مصيرهم " قيد الدرس". من المعلوم بهذا الصدد إن الإسرائيليين يقاتلون الفلسطينيين في قطاع غزة و في الضفة الغربية على السواء ، حيث يريدون بلوغ أهداف معروفة ، و لكنهم يزعمون و يتظاهر حلفاؤهم ، الدول الغربية ، و عملاؤهم حكام الدول العربية ، بتصديق سردية تفيد بأنهم يقاتلون "حركة إرهابية" فلسطينية . فعلى الأرجح أنهم يتبعون في لبنان خطة مماثلة ، دقيقة تقضي باقتطاع الأجزاء الجنوبية من البلاد و ترحيل أهلها ، تحت ذريعة مطاردة " أحد أذرع " أيران !
أما لماذا اختاروا ليلة العيد ؟
الرأي عندنا ، أن اختيار هذه المناسبة الدينية الأساس في العقيدة ، ليس عن طريق الصدفة . من البديهي أننا " لا نعلم ما في صدور " الإسرائيليين ، علم اليقين ، و لكننا نستطيع القول أنهم يحاولون تعميق الشرخ ، بين المؤمنين المعترضين و بين "الابراهيميين" إذا جاز التعبير الذين تصالحوا معهم ، وتعاونوا معهم ، من أجل إسكات و إقصاء ، جميع الذين يرفضون القبول بالتمييز على أساس الدين و العرق ، و التنازل عن حق العيش في بلدانهم و عن ثقافتهم . و في هذا السياق ، ليس مستبعدا أن يكون القصف في" ليلة العيد" انتهاكا متعمدا لشعائر دينية " بتردد عال" يمارسها المسلمون الطيبون ، الذين صاروا بين سندان الدول الاستعمارية و مطرقة الإسلاميين "الأصوليين " . علما أن الأخيرين أصوليون ضد الناس العاديين ولكنهم "إبراهيميون " في تعاونهم مع دول الغرب و دول النفط ، خصوصا في التصدي " للعدو المشترك " بينهم و بين الإسرائيليين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط صاروخ في تل أبيب وإعلام إيراني يعلن استهداف قاعدة نيفات


.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يعلن رصد هجومي صاروخي على إسرائيل وصف




.. شاهد | اشتعال حافلة إسرائيلية جراء سقوط صاروخ إيراني في تل أ


.. مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبني قرار يد




.. سقوط إصابات مباشرة إثر صاروخ إيراني يستهدف مبنى بمدينة هرتسي