الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
احتمالية إطاحة بالنظام الإيراني على غرار العراق هل التاريخ يعيد نفسه ؟
كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب
(Karameddine Hcine)
2025 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية

شبح حرب العراق يلوح في الأفق الإيراني
في عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق تحت ذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل، وهي المزاعم التي تبين لاحقاً أنها غير صحيحة. اليوم، تتزايد التكهنات حول إمكانية تكرار السيناريو ذاته مع إيران، لكن هذه المرة بدفع من إسرائيل واستخدام الذريعة نفسها: البرنامج النووي الإيراني.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للولايات المتحدة أن تنجح في إسقاط النظام الإيراني بنفس الطريقة التي أطاحت بها بنظام صدام حسين؟ أم أن طبيعة إيران الجيوسياسية والداخلية تجعلها حالة مختلفة تماماً؟
الفوارق الجوهرية: لماذا إيران ليست العراق
1. **الموقع الجغرافي والعزلة النسبية**
إيران، بعكس العراق، تتمتع بموقع استراتيجي محصن بسلاسل جبلية وصحراوية شاسعة، كما أنها ليست تحت سيطرة خارجية مباشرة مثل العراق الذي كان يعاني من عقوبات وحصار دولي قبل الغزو.
2. **البنية الداخلية للنظام**
النظام الإيراني يتمتع بآليات قمعية متطورة، وأجهزة أمنية متشابكة (الحرس الثوري، الباسيج، المخابرات) مما يجعل اختراقه أو تفكيكه من الداخل مهمة شبه مستحيلة. كما أن المعارضة الإيرانية، سواء كانت علمانية أو من الأقليات العرقية، غير موحدة ولا تتمتع بدعم شعبي واسع يمكن أن يشكل تهديداً جدياً للنظام.
3. **الذرائع والحجج الدولية**
في حالة العراق، استغلت الولايات المتحدة فراغاً في الملف النووي العراقي بعد حرب الخليج الأولى وتقارير مفتشي الأسلحة. أما في إيران، فإن البرنامج النووي خاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإعلان الحرب بناءً على مزاعم غير مثبتة سيواجه رفضاً دولياً واسعاً، خاصة من روسيا والصين.
هل يمكن لإسرائيل جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران؟
تلعب إسرائيل دوراً رئيسياً في الضغط على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه إيران، لكن الفارق هنا هو أن الإدارة الأمريكية، حتى في عهد أكثر الرؤساء انحيازاً لإسرائيل، تدرك أن حرباً مع إيران ستكون كابوساً استراتيجياً بكل المقاييس.
**عقبات أمام السيناريو العراقي الجديد:**
- **التكلفة العسكرية:** إيران تمتلك صواريخ باليستية وقدرات غير تقليدية (حزب الله في لبنان، الميليشيات في العراق واليمن) يمكنها استخدامها في حرب غير مباشرة.
- **الرفض الشعبي الأمريكي:** بعد تجربة العراق وأفغانستان، لا يوجد نية لدى الرأي العام الأمريكي لدخول حرب جديدة في الشرق الأوسط.
- **المصالح الاقتصادية:** العقوبات على إيران أضرت باقتصادها، لكن حرباً شاملة ستؤثر على أسواق النفط العالمية، وهو ما لا تريده واشنطن وحلفاؤها.
الفوضى لن تنفع هذه المرة
إذا كان الغزو الأمريكي للعراق قد اعتمد على "استراتيجية الفوضى" وتفكيك الدولة من الداخل، فإن هذا النموذج لن ينجح مع إيران. فطهران تتعلم من أخطاء الآخرين، ونظامها قادر على البقاء حتى تحت أقسى الظروف.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن أي تصعيد عسكري، حتى لو لم يصل إلى حد الغزو، قد يؤدي إلى حرب إقليمية مدمرة يكون الجميع فيها خاسراً. ربما يكون الدرس الأهم من العراق هو أن الحروب لا تولد إلا المزيد من الفوضى، وأن الحلول السياسية، رغم تعقيدها، تبقى الخيار الأقل كلفة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشرع يلتقي نتنياهو قريبًا؟

.. تونس : أحكام بالسجن بحق عددمن السياسيين بينهم الغنوشي • فران

.. فيضانات قاتلة في تكساس.. مرحلة جديدة من الكوارث المناخية الم

.. واشنطن: -جبهة النصرة لم تعد إرهابية-.. كيف صعدت الجماعة من -

.. استمع إلى تسجيل ترامب الذي هدد فيه بقصف موسكو وبكين -بالكامل
