الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة بين أنياب العدو وقيود العبيد

ديار الهرمزي

2025 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في لحظة اشتعال الجبهات، وسقوط الأقنعة، وتكالب القوى، لم يعد الصمت حكمة، ولا الحياد شرفًا.

فالذي يحدث اليوم في غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، والعراق، وأخيرًا إيران، ليس مجرد توتّر إقليمي، بل خطة إبادة شاملة تقودها إسرائيل بدعم غربي وصمت عربي خانع.

الحرب على إيران: بداية مرحلة جديدة؛

الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، سواء كان مباشرًا أو عبر وكلاء، ليس حدثًا معزولًا، بل رسالة واضحة:

نحن نقرر من يعيش ومن يُقصف، ومن يحق له الرد ومن يُدفن بصمت.

إيران ليست دولة عادية في معادلة الشرق الأوسط. هي خصم حقيقي للمشروع الصهيوني، مهما اختلفت الآراء حول سياساتها الداخلية أو الخارجية. والاعتداء عليها ليس عدوانًا على بلد فقط، بل ضرب لمنطق السيادة والكرامة في المنطقة.

استباحة كاملة، برخصة عربية

لم تُستهدف إيران وحدها، بل سبقتها سوريا، العراق، لبنان، اليمن، فلسطين، وكلها أرض إسلامية.

والسؤال هنا:
لماذا تجرؤ إسرائيل على الجميع؟

الجواب:
لأن من يفترض أن يرد، يُغني في قصور الملوك، ويطبع مع الجلادين، ويسجن الأحرار، ويخاف الكلمة أكثر من الصاروخ.

كم من حاكمٍ عربي، لو اعتُدي على وطنه كما اعتُدي على غزة أو طهران، لأصدر بيانات ناعمة كأنها بيانات عزاء وليس مواجهة؟

من زرع فينا ثقافة الخنوع؟

نحن لسنا أمة ضعيفة، بل أمة مُضعفة بفعل:

أنظمة مستبدة تخشى الشعوب أكثر من العدو.

نخبة مدجّنة تُدافع عن الظالم وتخون الشهيد.

شعوب أنهكها الجوع والخوف والدين الممسوخ.

إعلام يُطبّل للمطبّعين ويشيطن المقاومين.

زُرعت فينا ثقافة العبودية تحت شعارات مضللة:
الحياد حكمة –
التطبيع مصلحة –
المقاومة مغامرة.

أين تركيا؟ وأين الأمة؟
تركيا اليوم في موقع حساس. صوتها ما زال من الأصوات القليلة التي ترفع راية فلسطين، لكنها مقيدة بتحالفات الناتو وواقعها الجيوسياسي.

دورها مهم لكنه ليس كافيًا، فالأمة لا تحتاج إلى بيانات فقط، بل إلى مواقف، دعم، ووضوح كامل.

أما الأمة، فقد غُيّبت عن الوعي.
تتابع الحرب وكأنها مسلسل.
تصفق للمطبّع، وتهاجم المقاوم.
تتفرج على الأطفال يُذبحون، وتقول:
ليس وقت السياسة!

فلسطين هي الاختبار؛
إذا خذلت الأمة فلسطين، فلا عذر بعد اليوم.
فلسطين لم تعد فقط قضية احتلال، بل مرآة أخلاق الأمة كلها.
من باعها، باع كرامته ودينه.
ومن صمت عنها، شارك في جريمة إبادة.

لا سلام تحت ظل العبودية؛
العدوان على إيران، وقبلها على كل بقعة مقاومة، هو إعلان واضح:
إما أن تكون عبدًا لإسرائيل، أو تُقصف وتُحاصر وتُشيطن.

فإلى متى نظل عبيدًا؟
إلى متى تظل قراراتنا مرهونة بالخوف؟
إلى متى نظل نُشيطن من يقاوم ونصفق لمن يُسالم؟

الحرية لا تُمنح… بل تُنتزع.
والكرامة لا تُشترى… بل تُحمى.
والأوطان لا تُحفظ بالخنوع… بل بالمقاومة.

فمن أراد أن يعيش حرًّا…
فليقل لا للعبودية،
ولا للتطبيع،
ولا للصمت،
ونعم لكل من يواجه العدوان، في غزة، طهران، دمشق، بغداد، وصنعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريف اللاذقية يشتعل وتحترق معه قلوب السوريين.. كارثة طبيعية أ


.. محكمة جزائرية تخفف أحكاما بحق ثلاث شخصيات طمحت للترشح للرئاس




.. استعدادا لحرب مع روسيا.. أكبر ميناء في أوروبا يبدأ التجهيز و


.. هدنة أم نهاية؟ تحولات جذرية في قضية الأكراد من سوريا إلى ترك




.. أكسيوس: محادثات سرية بين أمريكا وإسرائيل وقطر تركز على الخلا