الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مولانا خام برنت واقتصاد العراق الهشّ.. مرّةً أخرى

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2025 / 6 / 24
الادارة و الاقتصاد


أسعار النفط تُعمِّق خسائرها، وتنخفض بأكثر من 4% صباح هذا اليوم (24-6-2025).
سعر عقود خام برنت الآن هي في حدود 67 دولار للبرميل.
هذا يعني أنّ أسعار النفط قد انخفضت بحدود 12 دولاراً للبرميل خلال يومين فقط (ما بين يوم الأحد 22-6-2025، ويوم الثلاثاء 24-6-2025).
ليس العراق "طرفاً" في أيّ حرب، ولا يجب أن يكون، ولكنّهُ يجب أن يكون "طَرَفاً"، و طرفاً رئيساَ في تحديد سعر النفط في السوق العالمية، وأن لا يكتفي بالخضوع لاشتراطات "تحالف أوبك +" ، ومجاملة "المُتحكّمينَ" في قراراته حول الأسعار وحصص الإنتاج وحصص السوق، وما شابه ذلك.
أسعار النفط الآن تكفي بالكاد لتمويل "النفقات الحاكِمة" في الموازنة العامة للدولة.
هذه النفقات "المُقدّسة" التي لا يمكنُ لأيّ حكومةٍ عراقيّةٍ المساسَ بها، حتّى لو انخفض سعر النفط إلى دولارِ واحدٍ لا غير، للبرميل الواحد.
العراق هو أكبرُ المتضرّرينَ (والخاسرين) من انخفاض أسعار النفط، لأنّ عائدات الصادرات النفطية تشكّل 95% من اجمالي الإيرادات العامة في الموازنة العامة للدولة.
هل سيبقى العراق "مُتفَرّجاً"، و "فاعِلاً سلبيّاً" (كما جرت العادة) في مواجهةِ تحدٍّ اقتصاديٍّ قاصمٍ للظهرِ كهذا؟
لم يعُد العراق يمتلك ترف "التنظيرات" التي تُبرِّر"سَقطات" اقتصادية كهذه، والتي تأتي في نطاق مُجاملات بائسة لممارسات وسلوكيات النظام السياسي القائم (في جميع المجالات)، ولا الاستمرار في انتهاج تلك السياسات التقليدية النمطية (أو المُستحدَثَة و"المُستَحَثّة" من أدبيات صندوق النقد والبنك الدوليين).. وهي سياسات أثبتَ الوقتُ والواقع فشلها وعدم جدواها طيلةَ العقدين الماضيين.
الاختلال "المُزمِن" للهيكل الاقتصادي، وتشوّه "بُنية" تكوين الناتج المحلي الإجمالي، لاتُشكّل تحديات اقتصادية فقط، بل هي الآن تحديّات "وجوديّة" للعراق، ولـ "دولة" العراق، ولـ "شعوب" العراق كافّة.
هذهِ السِمات والخصائص السلبية لا يجب النظر اليها بعَدِّها مجرّد "ظواهر" عابرة بالنسبة للعراق، لأنّ الظواهر العابرة هي جزء من أداء وسلوك اقتصادي رصين لاقتصادات "مُنتِجة" رصينة، وليس لـ "دولة ريعيّة" سياسيّاً، ولا لاقتصاد "ريعي" بامتياز.
الاهتمام بالاقتصاد أهم من الاهتمام بالانتخابات، والممارسات والسلوكيات الاقتصادية الكفؤة والسليمة أهم من "التهريج" السياسي–الانتخابي الذي لا يفعلُ شيئاً سوى تجديد "البَيعة" للفاسدينَ – الفاشلين.
الاهتمام بالاقتصاد أهمّ من كلّ هذه "الرموز" و "الزعامات" و الشخصيات الهزيلة – الرثّة، التي لا تفعلُ شيئاً غير "المُتاجرة" و "المُقامَرة" بالإمكانات الاقتصادية الهائلة لهذا العراق"الفقير".. وهي "مُقامرة" لا تُشكِّلُ تهديداً وجوديّاً للعراق الراهنِ فقط، بل و"تُقامِرُ" أيضاً بمستقبل أجيالهِ اللاحقة، وتُبدّدُ "حُصّتهم" المشروعةُ و"الشرعيّةِ" فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء ووزير البترول حول خطة ق


.. الرئيس السيسي يشدد على ضرورة توفير المزيد من الحوافز والتيسي




.. مؤشرات سياسية| -مثلث أميركا اللاتينية-.. الخزان الخفي لاقتصا


.. هجوم طائرات مسيرة يعطل صادرات النفط من ميناء نوفوروسيسك الرو




.. تعليق العقوبات الأمريكية على سوريا في إطار قانون قيصر.. كيف