الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النظام الإيراني والطريق الملغوم!
عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
2025 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية

تطرح العديد من الآراء ووجهات النظر بخصوص ما قد إليه وضع النظام الإيراني بعد حرب الايام ال12، ومع التسليم بأن النسبة الاکبر من هذه الآراء ترجح بأن النظام قد أصبح في موقف أصعب من السابق وإنه يواجه تهديدات وتحديات غير مسبوقة، لکن الجميع کما يبدو يرون بصورة وأخرى بأن النظام قد تمکن هذه المرة من النفاذ والخروج سالما في مواجهة غير مسبوقة لم تکن الکفة راجحة له بأي شکل من الاشکال.
لکن هل حقا إن النظام الإيراني قد نفذ بجلده؟ أو بکلام آخر، هل إنتهى التهديد المحدق به وتمکن من النجاة منه؟ في الحقيقة إن الحديث عن وضع هذا النظام بعد الحرب الاخيرة هو حديث حساس لأنه وبعد 46 عامًا فإن هذا النظام يسعى من أجل البقاء متمسکا بنهجه وکأنه يقف على رٶوس الافاعي!
بعد حرب الايام ال12، يقف النظام داخل مثلث أضلاعه تتکون من أوضاع داخلية بالغة الاضطراب وقد تحدث تطورات غير مسبوقة في أي لحظة، ومن وضع إقليمي بالغ التأزم يميل الى لجم وتحديد دور النظام الإيراني، ومن مواجهة ضغوطات دولية غير مسبوقة جعلته في عزلة دولية لا يحسد عليها، ومن دون شك فإن الواقف في داخل هکذا مثلث هو في وضع کارثي إن صح التعبير ولاسيما وإنه يبدو واضحا بأن الجميع وفي المقدمة منهم الشعب الإيراني ينتظرون اليوم الذي يصحون فيه على نبأ إنهيار أو سقوط هذا النظام.
ويظهر واضحًا بأن النظام يدرك جيدا بأن العالم کله صار يعلم بما قد آل إليه من وضع حساس وخطير وإنه يواجه مرحلة صعبة جدا فإن قراره بتعليق التعاون مع الوکالة الدولية للطاقة الذرية لا يمکن إعتباره قد صدر من موقع قوة بالنسبة للنظام، بل إنه صدر في وقت يشعر فيه النظام بخطر بالغ محدق به ويعلم جيدا بأن خياراته أقل من قليلة وحتى إنه وبعد الحرب الاخيرة وما قد تداعى ونجم عنها فإنه أشبه بمن يسير في طريق ملغوم.
سعي النظام الإيراني الحثيث حاليا من أجل تحقيق مطلبين؛ الأول هو منحه ضمانات ببقائه وعدم تمهيد الطريق لإسقاطه (ولاسيما من حيث دعم وتإييد نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام)، أما الثاني فهو منحه مکسبا ما يمکن أن يحفظ من خلاله ماء وجهه أمام الشعب الإيراني وأمام وکلائه في المنطقة والذين يتابعون الاوضاع بقلق بالغ ولاسيما مع سير الاوضاع في غزة الى التهدئة.
لکن السٶال الآخر الذي يجب طرحه هنا هو؛ هل إن المجتمع الدولي سيبقى مکتوف الايدي أمام مناورات النظام من أجل خلط الاوراق وإيجاد الفرص السانحة له من أجل إحداث ثمة تغيير لصالحه؟ إجابة هذا السٶال لو کانت قائمة على إن المجتمع الدولي سوف يتصدى لهذا النظام بما کان يجب أن يتصدى له قبل 21 عامًا من الان عندما حذرت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من أن الاسترضاء سيؤدي حتما إلى الحرب وقدمت "الخيار الثالث" أي رفض كل من الاسترضاء والحرب لصالح التغيير على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. وقد أثبتت الحرب الأخيرة مرة أخرى صحة الخيار الثالث في لحظة أصبح فيها أفق التغيير ملموسا أكثر من أي وقت مضى. فإن کل شی سوف يسير في الاتجاه الصحيح.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل

.. لبنان: المبعوث الأمريكي يعرب عن رضاه بخصوص رد بيروت على مطلب

.. الولايات المتحدة تلغي تصنيف -هيئة تحرير الشام- منظمة إرهابية

.. مُسيرة إسرائيلية تقصف مركبة في بلدة دير كيفا اللبنانية

.. الرئيس الإيراني يدعو واشنطن لتجنب أجندة نتنياهو
