الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الكتابة كسلطة رمزية .
محمد بلمزيان
2025 / 7 / 5مواضيع وابحاث سياسية

الكتابة في زمن الصمت،ارادة تلقيائية تنساب بكل طواعية من أجل التنفيس عن الذات الكاتبة، فهي قد تكون تعبير عن لحظة استراحة من اجل الإنطلاق نحو الآفاق الأخرى، وقد تكون تعبير عن لحظة اختمار الأفكار ونضجها ورغبتها للخروج الى الواقع الشاسع ومقاسمتها مع الآخرين، شخصيا لم تكن تجربتي في الكتابة تخرج عن النمط من الكتابة بين هذا وذلك في تمازج وتوالد الأفكار، غير أن الوعي بالكتابة والشروع في افراغ ما في الذات الكاتبة من افكار ورؤى ليست بالضرورة أن تكون طقسا روتينيا دون دواعي موضوعية الى ذلك أو ممارسة ثانوية من أجل تحويل الأفكار الى رسومات مختلفة كطقوس احتفالية ، بقدرما أن الكتابة في قناعتي الشخصية المتواضعة هي مبدأ وقرار قبل ان تكون شيئا آخر ، ينطلق من الرغبة الجامحة في معالجة ومقاربة موضوع ما على قدر كبير من الأهمية من زاوية رؤية صاحبها ، ثقافية أو اجتماعية اقتصادية فنية علمية ... بمعنى أن الكتابة بهذا المفهوم ليست هي ارضاء للذات الكاتبة من اجل افراغ ما بذاتها للغير ، وإنما أيضا الحاجة الى المساهمة في التنوير وإطلاق مجسات من الضوء على الفراغات التي قد تبدو باهتة، من أجل استجلاء معالم الطريق نحو الحقيقة أية حقيقة في تجلياتها المختلفة، فإذا كان المراد في رأيي من خلال ممارسة الكتابة هو السطلة الرمزية اي القدرة على تشكيل العالم الخارجي والتأثير فيه من خلال اللغة والرموز حسب تعبير العالم السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو، وهو مسعى وارد من خلال استراتيجية الكتابة كواسطة من وسائط الترويج للسلطة بشكل من الأشكال، بالرغم من أن هذا الأخير قد أوردها في سياق العنف الرمزي والرأسمال الرمزي وغيرها من المفاهيم المؤثرة في إنتاج وبناء عالم مغاير أو المحافظة عليه وفق استراتيجية المالكين لهذه السلطة الرمزية التي تقابل السلطة المادية.
فالكتابة في جميع أجناسها هي بقدرما هي تعبير عن رغبة في البوح بالأفكار والآراء فهي لحظة سامية وإحساس راق، اذا توافرت فيها شروط الدراية والوعي المتكامل بالواقع، يتعلق الأمر بالقدرة على عكس ما يخالج دواخل الذات الكاتبة في تفاعلها السلبي أو الإيجابي مع المحيط الخارجي ، ولن تكون طبيعة الآراء الناشئة هي أفكار نشاز مفصولة بقدرما هي تعبير صادق لطبيعة الذات ومرجعيتها الإديولوجية والفكرية والدينية وغيرها من المنطلقات الثقافية، فكيف ما كانت هذه المنطلقات فهي تعبر عن وجهة نظر صاحبها وتعكس جوانب من الذات الكاتبة بجميع تفاصيلها ومنعرجاتها الداخلية ، كما تعكس موقع صاحبها من ما يجري حوله بشكل جلي، الى هنا قد تتمايز الذوات فيما بينها، بين ذات كاتبة ترتكن الى الوصف من الخارج دون الغوض الى الجوهر دون إضافة اية قيمة أخرى ، وذات اخرى لا تكتفي بالتصوير الخارجي وإنما تستجلي ما وراء ما يبدو للعين الظاهرة، وتقديم وجهة نظرمغايرة بعين فاحصة وناقدة، تحاول أن تبدي وجهة نظرها فيما يجري بكيفية موضوعية وبعيدة عن كل رقابة ذاتية أو ممارسة اسلوب التقية في التعاطي والمقاربة للمواضيع المعالجة، فالكتابة السليمة والعاكسة للأفكار والمشاعر الصادقة والتصور الشفاف تبقى تعبيرا صادقا للذات المفكرة وافراز طبيعيا لما يختمر في العقل والوجدان في تفاعلهما أو تصادمهما مع الواقع الإجتماعي في حركيته الدائمة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مشاهد لآثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال على منزل عائلة الج

.. الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات من عملياته بغزة

.. 3 شهداء وعدة مصابين في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تقل مدني

.. ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل

.. لبنان: المبعوث الأمريكي يعرب عن رضاه بخصوص رد بيروت على مطلب
