الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اجتماعات ستوكهولم بين حروب الدول القادمة والنزاعات المسلحة الداخلية، وفيروز تغني للثورة
حسام عبد الحسين
2025 / 8 / 2مواضيع وابحاث سياسية
عقد في ستوكهولم/ عاصمة السويد يوم الإثنين 2025/7/28 لقاء مطول بين مسؤولين اقتصاديين من امريكا والصين، واستغرق اللقاء أكثر من خمس ساعات، في محاولة لمعالجة الخلافات الاقتصادية التي تقف وراء الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين عالميتين، وسط جهود لتمديد الهدنة التجارية لثلاثة أشهر إضافية. ووسط تصاعد الضغوط والرهانات على اجتماع قمة مرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ.
إن هذا الاجتماع هو محاولة الولايات المتحدة التنازل الى الصين بطريقة حفظ ماء الوجه أمام العالم، بدليل؛ أمريكا مارست هيمنة احادية القطب لعقود من الزمن، لكن صعود الصين فرض عليها التعامل بمنطق التعددية القسرية، لذا تجلس مع الصين لتقسيم العالم بشكل ضمني!.
إن العلاقة بين امريكا والصين قائمة على التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة مثلا: شركة آبل تعتمد على تصنيع آيفون في الصين، بينما تستفيد الصين من التصدير. وعلى التنافس في مجال التوسع العالمي.
وهذا التناقض في العلاقة يؤدي الى حتمية فشل العلاقة لأن الصراع الامبريالي قائم على اعادة تقسيم العالم، وهو ما يحدث عبر حروب الوكالة في (الشرق الأوسط، أوكرانيا، تايوان). وهذه الحروب ليست أخطاء سياسية وانما طريقة لإعادة تدور رأس المال، والفقراء في هذه البلدان هم وقود هذه الحروب عبر تهيئة: أولًا/ العاطلين عن العمل والعاملين ضمن أجور منخفضة. ثانيًا/ الهجرة القسرية للشباب مثل عمال الشرق الأوسط الى دول أخرى لتعويض نقص العمالة الرخيصة. لذا الصين تتقدم بشكل متسارع اقتصاديًا حول العالم، بينما امريكا اقل منها. وبالتالي؛ فشل أي معالجة للخلافات. بدليل آخر: تمديد الهدنة التجارية بين الصين وامريكا (3) أشهر ليس تفاهمًا بل مهلة لإعادة ترتيب المواجهة، كما حدث قبل حرب أوكرانيا عام 2022.
تستخدم الصين أدوات "سلمية" ظاهريًّا (مشروع الحزام والطريق، إغراق الأسواق بسلع رخيصة لاستغلال مضاعف للطبقة العاملة في المجتمع) لإنشاء تبعية اقتصادية للدول النامية مثل اتفاقيات الديون الصينية مع افريقيا، وتكون روسيا جهتها المسلحة لحماية مشروعها وتوسعها ومواجهة امريكا، وبالتالي يخلق التخلف في المجتمع.
اما امريكا فهي تستخدم: أولًا/ الادوات العسكرية والاقتصادية (العقوبات وحلف الناتو والحروب والدولار). لضمان تدفق الفائض الاقتصادي إليها. ثانيًا/ القوة الناعمة (الثقافة والتعليم وفق منهجها، الاستثمارات التكنولوجية). ثالثًا/ صناعة السلاح تُنعش الاقتصاد الأمريكي وتُجنِّب الأزمات الدورية للرأسمالية مثل شركة لوكهيد مارتن، حيث إزدادت مبيعات السلاح الأمريكي 40٪ منذ حرب أوكرانيا. رابعًا/ تدمير البنى التحتية (كما في أوكرانيا) يفتح أبواب إعادة الإعمار، أي استثمارات جديدة لرأس المال مثل شركة بلاك روك. وبالتالي؛ اما ثقافة مشوهة في المجتمع أو تخلف.
ومما تقدم يؤكد لنا فشل هذا الاجتماع، وتبدأ مرحلة السلاح، لذا سوف تندلع الحرب مجددًا بين اسرائيل وايران، وتشتد الحرب بين روسيا واوكرانيا، ومن المحتمل الصين وتايوان. اضافة الى اندلاع النزاعات المسلحة داخل بعض الدول بالشرق الاوسط، مثل اليمن، ليبيا، سوريا، العراق. لاستنزاف فائض اموال هذه الدول لصالح شركات النفط وشراء السلاح الغربي وتغيير بوصلة الموالاة من محور لآخر. وبالتالي؛ تعمق الفساد المالي والاداري وتشوه الفكر الإنساني في المجتمع.
إن فيروز تجسد أمل الجماهير التواقة لحياة حرة كريمة، كما غنت للقضية الفلسطينية في السبعينيات، تبقى صوتًا للحلم الإنساني ضد آلة الحرب الرأسمالية، بعيدًا عن صراع البرجوازية العالمية، بعيدًا عن أزمة الإفراط في الإنتاج أكثر مما يستطيع العالم شراءه، بعيدًا عن انخفاض معدل الربح مما تضطر الشركات بتحريك قادتهم السياسيين لخوض الحروب في العالم لتعويضه.
صوت فيروز يفتح آفاقنا أن نرى ثغرة ثورية نتيجة صراع البرجوازية العالمية، ونرى الظروف الموضوعية لانتفاضات شعبية، لكن غياب قيادات ثورية منظمة عابرة للحدود يحول دون تحويل الأزمة الى ثورة ناجحة.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مالي.. جهاديون يفرضون حصار خانقا على العاصمة باماكو
.. -سياحة القنص- في سراييفو • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المنتجات التركية لماذا يقاطعها العراقيون؟ • فرانس 24
.. لحظة سقوط صواريخ روسية ضخمة على كييف في أكبر هجوم منذ أسابيع
.. هل تنجح روسيا في تعطيل المسار الأميركي بغزة؟ | #الظهيرة