الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السياحة في العراق: رافعة اقتصادية استراتيجية وكنز تنموي متنوع
عامر عبد رسن
2025 / 8 / 6الادارة و الاقتصاد
في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق، تبرز السياحة كأحد أبرز القطاعات القادرة على المساهمة في تنويع مصادر الدخل الوطني، والتقليل من الاعتماد الأحادي على النفط. وقد أطلقت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالتعاون مع جهة استشارية دولية خطة
وطنية تمتد لعشر سنوات (2025–2035)، تهدف إلى النهوض بالقطاع السياحي بوصفه أحد أعمدة الاقتصاد غير النفطي، إلى جانب الزراعة والصناعة.
أولاً: السياحة مورد متجدد ومستدام
السياحة ليست مجرد نشاط ثقافي أو ترفيهي، بل أصبحت اليوم أداة استراتيجية لإنتاج الثروة وتحقيق التنمية المتوازنة، لما لها من قدرة على:
• خلق آلاف فرص العمل في مختلف القطاعات المرتبطة بها.
• تنشيط الطلب المحلي في القطاعات الخدمية والتجارية.
• تحقيق إيرادات مباشرة بالعملة الصعبة من خلال استقطاب السياح.
• إبراز الهوية الوطنية والانفتاح على العالم.
وقد أظهرت تجارب الدول المجاورة (مثل السعودية، والإمارات، ومصر) أن السياحة تمثّل قطاعًا سياديًا تنموياً إذا أُدير برؤية مؤسساتية واستراتيجية.
ثانيًا: العراق وجهة سياحية متكاملة ومتعددة الأبعاد
1. السياحة الطبيعية : العراق يمتلك تضاريس متنوعة تسمح بتطوير السياحة البيئية والشتوية والصيفية، من جبال كردستان وشلالات أربيل ودهوك، إلى الأهوار الجنوبية المُدرجة على لائحة التراث العالمي، مرورًا بالبادية الغربية التي تصلح للسياحة الصحراوية.
2. السياحة الثقافية والأثرية : بلاد الرافدين هي مهد أقدم حضارات العالم: السومرية، البابلية، الآشورية، والأكدية، وتضم مواقع خالدة مثل بابل وأور ونينوى والحضر وسامراء. هذه المواقع تحتاج فقط إلى تأهيل وترويج لتصبح محجًا عالميًا للباحثين عن الجذور الإنسانية.
3. السياحة الدينية: تنوّع روحي وثراء حضاري : لا تقتصر السياحة الدينية في العراق على شعائر معينة أو مناسبات موسمية، بل هي سياحة قائمة على التنوّع الديني التاريخي العميق، وتشمل:
• المراقد الإسلامية:
• الشيعية: كربلاء، النجف، الكاظمية، سامراء.
• السنية: مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، عبد القادر الكيلاني، ومراقد العلماء والصالحين في نينوى والأنبار.
• المواقع المسيحية: كنائس أثرية تعود إلى القرون الميلادية الأولى، مثل دير مار متى، كنيسة الطاهرة، وكنائس قرة قوش والحمدانية، فضلًا عن الأديُرة القديمة في نينوى والموصل.
• مواقع الديانات الأخرى: اليهودية: مثل مرقد النبي حزقيال، ومواقع معابد قديمة في الوسط والجنوب.
• الصابئة المندائيون: الذين يمارسون طقوسهم الدينية على ضفاف دجلة والفرات في محافظات الجنوب.
هذا التنوّع الفريد يجعل من العراق خريطة مفتوحة للسياحة الروحية العابرة للطوائف، ويؤهله ليكون أحد أبرز الوجهات الدينية والثقافية في الشرق الأوسط.
ثالثًا: الاستراتيجية الوطنية (2025–2035) : تتضمن الخطة التي أعدتها وزارة الثقافة بالتعاون مع شركاء دوليين عدة مسارات إصلاحية وتنموية، أبرزها:
1. إعادة تأهيل البنى التحتية السياحية: تطوير الطرق، الفنادق، مراكز الزوار، والمرافق العامة.
2. التحول الرقمي: اعتماد نظام التأشيرة الإلكترونية، وتبسيط الإجراءات في المطارات والمنافذ الحدودية.
3. تحقيق الأمن السياحي: تعزيز التنسيق بين المؤسسات الأمنية والخدمية لحماية الزوار والمواقع.
4. الترويج الخارجي: المشاركة في المعارض الدولية مثل سوق السياحة العالمي في لندن، لتسويق العراق كوجهة عالمية فريدة.
5. جذب الاستثمار السياحي: إطلاق فرص استثمارية في بناء منتجعات، وتأهيل مواقع أثرية، وإنشاء متاحف ومراكز ثقافية.
رابعًا: تكامل السياحة مع الزراعة والصناعة : السياحة لا تعمل بمعزل عن القطاعات الأخرى، بل تخلق طلبًا على:
• الزراعة: من خلال السياحة الريفية والمأكولات التقليدية.
• الصناعة: خصوصًا الحرف اليدوية، والسلع التذكارية، وصناعات الأغذية.
• المجتمعات المحلية: إدماج القرى والمدن الصغيرة في خارطة التنمية السياحية يحقق عدالة جغرافية في توزيع الثروات.
إن العراق يمتلك من المقومات ما يجعل السياحة فيه ثروة حقيقية مؤجلة. وإطلاق استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بها يعني وضع البلاد على مسار اقتصادي أكثر تنوعًا واستقرارًا.
فالسياحة ليست مجرد نافذة للماضي، بل بوابة للمستقبل، حين تُدار برؤية، وتُموّل بسياسة، وتُحمى بإرادة وطنية.
هل ترغب أن أعد لك نسخة مختصرة من المقال كمذكرة موجهة إلى رئيس الوزراء أو وزير التخطيط؟ أم ترغب بنشره في صحيفة محلية كجزء من سلسلة مقالات اقتصادية؟
السياحة ضمن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد غير النفطي: السياحة العراقية: كنزٌ مهمل واستراتيجية وطنية منتظرة ، ففي خضمّ البحث عن بدائل مستدامة لتقليل الاعتماد على النفط كمورد وحيد لاقتصاد الدولة، تبرز السياحة بوصفها فرصة استراتيجية لا تُقدّر بثمن،
وقطاعاً واعداً قادرًا على إحداث تحوّل جذري في بنية الاقتصاد العراقي، إذا ما أُحسن استثماره ضمن رؤية تنموية متكاملة.
ويتميّز العراق بوفرة غير مسبوقة في المقومات السياحية التي تجمع بين عمق التاريخ، وغنى الحضارات، وتنوّع البيئات الطبيعية والدينية والثقافية. فمن أهوار الجنوب وجبال كردستان، إلى المدن الأثرية في نينوى وبابل وأور، ثم إلى النجف وكربلاء والكاظمية
وسامراء ومراقد الأنبياء في الموصل، مرورًا بالكنائس القديمة في أربيل ودهوك وكنيسة الأقيصر في كربلاء، والعشرات من المزارات التي تمثّل أطياف الديانات السماوية والمذاهب المختلفة، يشكّل العراق مشهداً متكاملاً للسياحة الدينية، والتراثية، والطبيعية، والثقافية.
لكن رغم هذا الغنى، لا يزال العراق خارج خارطة السياحة العالمية. فغياب التخطيط الاستراتيجي، وتعدد الجهات المتداخلة، وندرة الخدمات السياحية والبنى التحتية، عطّل هذا المورد الحيوي لعقود طويلة. وهو ما يتطلب اليوم إعادة بناء هذا القطاع على أسس علمية
واقتصادية، تبدأ من الاعتراف بالسياحة كـ”أمن اقتصادي” لا يقل أهمية عن الزراعة والصناعة، وتستكمل بإدراجها ضمن أولويات الخطط الحكومية والبرامج التنموية.
إن تأكيد وزارة الثقافة والسياحة والآثار مؤخرًا على اعتماد التخطيط السياحي الشامل، وربطه مع برامج التنمية المستدامة، يمثل نقطة انطلاق حقيقية. كما أن إعداد “خريطة استثمارية” للمواقع السياحية، بالتعاون مع الجهات المعنية، وتقديمها للمستثمرين المحليين والدوليين،
يفتح الباب أمام شراكات جديدة قادرة على توفير آلاف فرص العمل وتنشيط الاقتصاد المحلي في المحافظات.
ويجب أن لا تُختزل السياحة الدينية، في “الزيارة الأربعينية”، وأن يُعاد تأطيرها ضمن مفهوم أوسع يشمل زيارة المراقد والمزارات والمواقع الدينية لجميع الأديان والمذاهب، بما يعزّز التعايش والتنوّع والانفتاح على الزوّار من جميع أنحاء العالم.
وهذا يتطلب تبنّي دبلوماسية دينية–ثقافية ذكية تروّج للعراق كبلد احتضان روحي وتاريخي.
وفي السياحة البيئية، يقدّم العراق فرصًا فريدة: من رحلات الزوارق في الأهوار، إلى الينابيع والشلالات في الشمال، إلى سياحة الصحراء التي يمكن أن تصبح محط اهتمام خاص من هواة المغامرة والتخييم. وتفتح هذه الأنماط بابًا أمام استثمارات صغيرة ومتوسطة،
خاصة للشباب والمجتمعات المحلية.
أما المواقع الأثرية، من بابل إلى نينوى إلى أور، فهي ليست فقط تراثًا إنسانيًا، بل أصول اقتصادية لو تم ربطها بمسارات سياحية، وإعداد أدلة رقمية، ومتاحف تفاعلية، وخدمات ضيافة بمواصفات عالمية.
وبالاستفادة من التجارب الدولية، يمكن للعراق أن ينتهج سياسة “السياحة كمحرك تنمية محلية”، بحيث تتحول كل محافظة إلى محور جذب متخصص: نينوى للسياحة الدينية–الأثرية، الأنبار لسياحة الصحراء، كربلاء للتراث الإسلامي، كردستان للسياحة الجبلية… وهكذا.
لا فرصة للعراق الا إذا أن يُدخل السياحة ضمن معادلة الأمن الاقتصادي الوطني، فعليه أن يتعامل معها بجدية، ويؤسس لمنظومة تشريعية–مؤسساتية–استثمارية تجعل من هذا القطاع رافعة حقيقية، تساهم في تنويع الإيرادات، وتحفيز النمو،
وتعزيز الهوية الوطنية من خلال رواية تاريخ العراق للعالم.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سعر الذهب اليوم السبت 8-11-2025 بالصاغة
.. تحقيق لـ-سي إن إن-: صور بالأقمار الصناعية تكشف عن -توسع كبير
.. الفرعون الجديد .. أبن الأقصر الذي أعاد إنتاج نحت الفراعنة
.. المفاوضات بين دمشق وقسد تواجه تحديات جديدة حول الموارد الاقت
.. موريتانيا تقنن التنقيب عن الذهب لتطويره ومنع الحوادث على الح