الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات وترشيحات وعوائل سعيدة (1)

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2025 / 8 / 12
كتابات ساخرة


عندما تناهى لأسماعِ العائلة "المُبارَكة" بأنّ هناك "احتمال" لإجراء انتخابات لاختيار "مُرَشّحين" جُدُد لمجلس النوّاب (بدلاً عن أولئكَ الذين قامت "المُفوضيّة باستبعادِهم)، انتشرَ بين أعضائها، ولأوّل مرّة، "بصيصٌ" من الأملِ في تحسُّنِ أحوالها "المعيشيّة"، والحصول على جوازات سفر "دبلوماسيّة" لقضاءِ العطلةِ الصيفيّةِ في جبال الألب"الديناريّة"، فقط.. لا غير.
وهكذا تم الاتّفاق على عقد جلسة عائليّة طارئة لتدارس الأمر، والتحضير لحملة ترَشُّح "ربّ" العائلة السعيدة للانتخابات المُقبِلة، وإعداد البرنامج الانتخابي بـ "التوافُق الأُسري".
وخلال أقلّ من خمس دقائق على بدء الاجتماع، توصّلَ المشاركون فيه(وبالأرقام) إلى الحقائق الدامغة الآتية :
1- "أنا" ربّ العائلة، لن ينتخبني "نفَرٌ" واحد في "مسقط الرأس".. فأنا لا أعرفُ فرداً واحداً من أبناء العشيرة (وبناتها طبعاً).. ولا يعرفني فردٌ واحدٌ منها أيضاً.. وكُلّما رآني شيخُ العشيرةٍ صُدفةً في "عَزاءٍ" ما، نظَرَ إليَّ شزراً، و"خَنزَرَ" في وجهي قائلاً: "عَجَل ليش ما دِفَعِت حصّة بيتك، من فَصِل ألبو فلان" ؟!
2- قالت ربّةُ البيتِ الحبيبةِ، أنّها لن تنتخبني (طبعاً).. وأعلنت (بكلِّ صراحةٍ وشفّافية ووضوح) عن الشخص الذي ستنتخبهُ بالاسم الرباعي واللقب.. ليسَ لقناعتها بـ "برنامجهِ" الانتخابي "الرصين"، بل لأنّهُ الأكثرُ قُرباً إلى الله تعالى.. منّي طبعاً.. أنا الذي تعتقِد أنّني ما زِلتُ (رغمَ زُهدي وعُزلتي) بعيداً جدّاً عنه (سبحانهُ وتعالى).
3- صرّحَ "الابنان" العزيزان، بأنّ آخر شخصٍ يفكّرانِ في انتخابهِ، هو أنا.. ويكفيهما ما نالاهُ من قَهرٍ و"فُقرٍ مُستدام"، بسبب طريقة حياتي (المدهشة) في جميع المجالات، وتحكّمي (المُريب) بمسارات حياتهما العامة، وإدارتي (الغريبة) لشؤونهما الخاصّة.. والتي ما تزالُ مُستمِرّة ( بفشلٍ ساحِق) حتّى الآن .
4- أنا، بدوري، أعلنتُ لعائلتي "السعيدة".. بأنّني لن أنتخِبَ نفسي، حتّى لو انطبقت السماءُ على الأرض.. وإنّ انتخابي لنفسي هو "خطٌّ أحمر" لن أقفزَ فوقهُ أبداً.. و أخبرتُهُم بأنّني يكفيني ما فعلتَهُ بـ "روحي" المظلومة من "أفاعيل" عجيبة حتّى الآن .
5- البنتان الرائعتان، فقط، قالتا بحبور: سننتخبكَ يا بابا.. وطبَعَتا قُبلتينِ طازجتينِ على خدّي اليابس.
هذا يعني انّهُ عند اعلان النتائج النهائية للانتخابات، فإنّني سأحصل على "صوتين" فقط لا غير.. ويومها ستطعَنُ المفوضيّةُ العليا "المُستقلّة جداً" للانتخابات بهذه النتيجة (المُزرية) لوجود شُبهة "التزويرِ" فيها.. وستتّخذُ قراراً تمنحُ بموجبه "الصوتينِ" اليتيمين إلى "الكتلة " الأكبر الفائزة في منطقة اليرموك.. وهي "الكتلةُ" التي تحبّني جداً، وأحبّها جداً جدّاً بالطبع.
6- أردتُ الإعلانَ عن فضِّ الاجتماع العائلي الطارىء، وقراراتهِ الباتّة بعدم حصول "توافقٍ" أُسَريٍّ على ترشيحي للانتخابات القادمة.
رفعتُ رأسي عن "أجندة" العمل، و"خارطة التحالفات"، للإعلانِ عن "التوصيات".. والتفَتُّ (يُمنةً ويسرة)، وشمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً.. فلم أجِد أحداً من افراد العائلةِ التي كانت، وإلى ما قبل لحظاتٍ قليلةٍ، "ملمومةً" حولي كـ "البنيان المرصوص".
سمعتُ لاحقاً (وعن طريقِ الانستجرام)، أنّ "البنتينِ الرائعتين"، قد اتخذتا قراراً "تاريخيّاً"، لا رجعة فيه، يقضي بانتخابِ شابٍ "خُرافيّ" من "مُرَشَّحي" منطقة الجادرية "المُقدّسَة".. بدلاً عنّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد ياض وابهاب فهمي ومفيد عاشور وياسر صادق في عزاء زوجه ا


.. نجوم الفن يواسون الفنان حسن العدل في عزاء زوجته بحضور محمد ر




.. شير مع بيار | سينما الإبادة الإسرائيلية | 2025-11-07


.. زاب ثروت عن التمثيل: تجربة مُرهقة جدًا.. وأحب أكررها




.. ما لا تعرفه عن مغني الأوبرا العالمي رجاء أحمد