الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة الفَنَاء

حسام محمد أحمد

2025 / 8 / 13
الادب والفن


كنتُ أراها كل صباح، تمشي بخطوات هادئة، تحمل حقيبة صغيرة، وفي عينيها بريق من يعرف دربه.

كانت تأتي إليّ، إلى هذا الركن المنسي من الفَنَاء، حيث أقف وحيدة منذ زمن.

تدنو، تبتسم، تلمس وجهي برفق، وتسأل:

"كيف حالك اليوم؟ أراكِ متعبة."



أبتسم بالرغْم من ذبولي وأجيب:

"منذ أن تركوني هنا، وهرعوا خلف أريجٍ مصطنع، لم يزرني أحد سواك.

شكرًا لأنكِ لا تأتين لتأخذي مني شيئًا، بل لتتركي في قلبي شيئًا... اسمه الصداقة.

لقد خبأت لكِ من عطري ما استطعت، هو لكِ."



تضحك بخفة وتقول:

"كلّما أريده هو أن أراكِ واقفة، حتى لو كان العالم من حولك ينهار."



مرت الأيام، وصار مجيئها هو صباحي، وكلماتها هي ماء حياتي.

لكن في صباحٍ آخر، انتظرت... ولم تأتِ.

عندها فهمت:

أنها كانت نحلة في شكل إنسان، وأن دورها لم يكن البقاء، بل تعليمي كيف أزهر حتى في غيابها.



ومن يومها، صرتُ أبتسم للفناء الخالي، لأنني عرفت أن العطاء الحقيقي لا يموت... حتى لو رحت صاحبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا وقفت عند 20 سنة .. رد فعل الفنان حسن أبو الروس لما سألنا


.. عمرو دياب يدعم صديقه طارق العريان في العرض الخاص لفيلم السلم




.. رانيا يوسف وزوجها في العرض الخاص لفيلم السلم والتعبان لعب


.. عمرو يوسف وأسماء جلال يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم السلم والثع




.. عمرو يوسف فيلم السلم والتعبان 2 بيناقش أزمة منتصف العمر بين