الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخوة و شركاء في الوطن ..عند اللزوم!

خالد محمد

2007 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ تطبيق اتفاقية سايكس بيكو والشعب الكردي يعاني من سياسات عنصرية من قبل مستعمريه ، من مشاريع محو الهوية القومية الى استعمال الاسلحة الكيميائية ، وكل ذلك لاجل منع الشعب الكردي من تحقيق كيانه المستقل اسوة بغيره من شعوب الارض حيث يبلغ تعداده حوالي ستين مليون اليوم. الانظمة الغاصبة لكردستان كانت وما زالت ديكتاتورية ولا تعترف بالديمقراطية ولا حتى اي نوع حرية لمواطنيها ، ولذلك اتجهت احزابنا الكردية الى العمل مع المعارضات على اختلاف اطيافها بهدف الوصول لصيغة حضارية للعيش المشترك بين مكونات البلد الواحد ، حيث نجح هذا الامر في العراق بعد اسقاط الطاغية صدام حسين ونظامه وتوصلت اطراف المعارضة بعد ذلك الى اقتسام السلطة بصورة عادلة ، ولذلك تعمل دول الجوار العراقي على منع التجربة الجديدة بكل ما بوسعها من تجنيد الإرهابيين والبعثيين وغيرهم للعمل على نشر الفوضى والخوف واليأس وحتى الحرب الاهلية .

وفي سوريا كان الامل ان يجري الامر نفسه فيما يتعلق بالمعارضة ، وكنا من اكثر المنادين بضرورة طوي صفحة الماضي والبدء باقامة جبهة عريضة تضم الاسلاميين والقوميين الشرفاء ، بهدف تحرير سوريا من العصابه البعثيه واقامة نظام ديمقراطي حر ، وتأمين حقوق الشعب الكردي في سوريا السياسية باعتباره يعيش على ارضه التاريخية ويشكل القومية الثانية في البلاد . وكان بعض اخوتنا الكرد يؤكدون ان الاسلاميين أسوء من البعثيين من جهة الحقوق الكردية ، ولكننا كنا ندعو الى التحاور واللقاء وحتى التحالف من اجل الوصول الى صيغة مقبولة من الجميع تضمن حقوق المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية . ومن هذا المنطلق كانت مشاركتي الشخصية في مؤتمر باريس للحوار الوطني ، قبل حوالي 3 سنين بدعوة من الدكتور هيثم مناع . وخلال المؤتمر الذي استمر يومين كان لنا نحن الاكراد المشاركون وجهة نظرنا المشتركة ، وهذا لم يعجب البعض ومنهم احد اقطاب الاخوان المسلمين المعروفين الذي كان يواجه اطروحاتنا بضرورة الاعتراف بحقوق شعبنا القومية باطروحات بالية عن الاخوة الاسلامية والعيش المشترك الخ .

بعد اعدام صدام حسين وتحقيق العدالة في هذا الطاغية المجرم ، ماكان من هذا القطب الاسلامي السوري نفسه الا أن رثاه بمقالة طويلة متناسيا جرائمه ضد شعبه المسلم قبل كل شيء وفيهم العربي والكردي والتركماني والشيعي والسني . وصار صدام بين يوم وليلة بطلا شهيدا بنظر هذا المعارض المتباكي عليه بطريقة تثير الاشمئزاز ، وكل ذلك بحجج واهية عن الامريكي وعطلة العيد وغير ذلك من مهازل ! فكيف يتفق خطاب قطب معارض لنظام بلده الديكتاتوري وهو يؤيد حاكم طاغية في البلد المجاور فقط لانه (عربي سني ) ؟! والا يعرف هذا المعارض ان ذلك ليس رأي شخصي منه بل موقف يعني جميع الاسلاميين ويجرح مشاعر ملايين الاكراد في بلده سوريا قبل كل شيء ؟! كل هذا يحتم علينا ان نعيد النظر في مواقفنا من التحالف مع هذا الطرف او ذاك ، من منطلق مواقفه بشكل عام ومن القضية الكردية بشكل خاص . فلا يكفي الكلام المعسول عن الانفتاح وتغيير النهج والاهداف ، بل الفعل والموقف الواضح من قضية شعبنا وان حقه في تقرير مصيره مسألة لاتقبل النقاش . إذ لايمكن أن يقرر الاخرون حقوقنا ومستوى تمثيلنا ماداموا يتكلمون عن الحرية وصناديق الاقتراع . كل هذا يجب ان تعيه الاحزاب الكردية في سوريا ن وخاصة تلك الفاعلة بين الجماهير وان تتحرك في تحالفاتها من هذا المنطلق ولاتسمح لاحد باحتكار صوتها ومطالبها وتمثيلها وان يكون تحركها في الداخل والخارج من هذا المستوى لكي تقطع الطريق عن كل من يتاجر باسم قضيتنا سواء في الحركة الكردية او خارجها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة