الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراقُ الرهينة.. والعراقيّونَ الرهائن
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
2025 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية
ما يحدث في السليمانية، حدَثَ في مدنٍ عراقيّةٍ أخرى، وسيحدثُ مرّةً أخرى في كُلِّ مكانٍ، وأيّ مكانٍ في هذا العراقِ المُمزّقِ المُنقَسِمِ على ذاته.
ما يحدثُ في السليمانية، هو تجسيدٌ حيٌّ وكثيف لما يحدثُ في العراق كُلّه.
السليمانية الآن.. هي العراق.
هي بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، وديالى، والموصل، والبصرة.
هذه هي "الديموقراطيّة" العراقيّة، وهكذا تتصرّف "المنظومات" السياسية المُهيمِنة والحاكِمة والمُسلّحة في العراق عندما تعتَقِد أنّ هناكَ "منافسةً" من "الآخر"، أو عندما تتوجّسُ خيفةً من وجود أيَّ قوىً "مُعارَضةٍ" لها، حتّى وإن كانت هذه "القوى" داخل "البيتِ" ذاته، وداخلَ "المنطقةِ" ذاتها، وداخلَ المُحافَظَةِ ذاتها، وداخل "الدينِ" ذاته، وداخل "الطائفةِ" ذاتها"، وداخِلَ "العِرقِ" ذاته.
إنّها "الديموقراطيّة العراقيّة" التي يُحارِبُ من خلالها الكُلُّ ضدّ الكُلّ، في "مفارقة" عجيبة، و "منطق" معكوس لـمنطق "توماس هوبز" في توصيفهِ لحُكم "اللوياثان" الصارم والكفوء، وملكيّتهِ المُطلقة لأدواتِ السُلطة والثروةِ والقوة.
هذا هو النمط الأفضل، لتداول السُلطة، وترسيخها، و "وراثتها" إلى الأبد في العراق.
لنكُفَّ عن السذاجة، انتظاراً لأداء سياسي "أفضل".
لنَكّفّ عن "الأمَل" في توقِّعِ نتائج أفضل باستخدام "الأدوات" ذاتها، التي لم تتمكّن "المنظومات" الاجتماعية- السياسية المُهيمِنة والحاكمة من استخدام "أدواتٍ" غيرها في عراق ما بعد العام 2003.
هذه "القوى" المُتحكِّمة والحاكِمة في عراق ما بعد 2003، غيرُ قادرةٍ على "إدارةٍ" لصراعها مع غيرها، أكثرُ كفاءةً من هذا الأداء.
وعلى وفق "مُقدّماتٍ" كهذه )تمَّ تأسيسها لأكثر من عشرين عاما)، لا يمكنُ الحصولَ على "نتائجَ" أفضل من هذه.
"العراقيّون" كُلّهم الآن هم "رهائنَ" لدى هذه "المنظومات المافيويّة".. وهذه "المنظومات" هي بدورها "رهينةً" لدى "قوى" أكبرَ منها.. لينتهي الأمر إلى "عراقٍ" ليسَ فيه دولةٌ ولا أُمّة، بل فيهِ "مخابيءَ" مرحليّة لـ "رهائِنَ" عندَ "رهائن".
ما حدثَ في السُليمانية، وما سوف يحدثُ في غيرها لاحِقاً، هو أفضل تعبيرٍ عن العجَز في التعاملِ مع "المتغيّرات" والتعاطي مع "التحوّلات" الكبيرة القادمة، محليّاً واقليميّاً.
ما حدث في السليمانية، أفرَغَ كلّ "المظاهر" الزائفة لـ "الديموقراطية العراقية" من مضمونها وجدواها.
إنّهُ العجَز التامّ، والشامِل، والكامل.
وما سيأتي بعد ذلك، كُلُّ ما سيأتي بعدَ ذلك.. هو فقط تحصيلُ حاصِل.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قمة العشرين 2025.. واشنطن خارج الطاولة
.. معاريف: واشنطن تمارس في الأيام الأخيرة ضغوطا للسماح بمرور آم
.. ما هي ساعة نهاية العالم؟
.. تفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر
.. تصعيد إسرائيلي متواصل على جنوب لبنان