الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما حدثَ في لبنانِ يوماً.. وما قد يحدُثُ في العراق

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2025 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


حدث هذا في لبنان بعد عام 1975.
انهارَ الجيشَ اللبناني.. وتناثرَ بين الأديان والمكونات والطوائف.
حتّى داخل الطائفة الواحدة، ذهبت كُلُّ "كتيبةٍ" لـ "فصيلٍ" يقودهُ "زعيمٌ" من ملوكِ الطوائف، أو "رئيسٌ" من رؤساء العوائل.
كما أصبحت للبنان "جيوشٌ" عديدة.. ولكلّ "جيشٍ" قائد.
ضابط في كتيبة دبابات تابعة للجيش في ثكنة مرجعيون، هو الملازم الأول "أحمد الخطيب"، أصبحَ "قائداً" لما سُميَّ في حينه بـ "جيش لبنان العربي"!!
تعاونت بعض "الفصائل" الفلسطينية مع هذا "الجيش"، بينما وقفت ضدّه جميع "الفصائل" المسيحية، وعملت القيادة السورية على تحجيمه، والحدّ من نفوذه.
في الحرب الأهلية اللبنانية، كان "الكُلُّ ضدَّ الكُل"، في مشهد "هوبزي" بامتياز.. وطيلةَ خمسةَ عشرَ عاماً كان المسيحيون يقاتلونَ المسيحيين.. والشيعة يُقاتِلون الشيعة.. والسُنة يُقاتِلونَ السُنّة.. والدروز لا يعرفونَ من هو "العدوّ" من بين هؤلاء، ومن هو "الصديق"..
وهؤلاء كلّهم كانوا يُغيّرونَ ولاءاتهم وتحالفاتهم "العابرة للأديان والطوائف"، ويصطفّونَ مُقاتلينَ مع جهةٍ ضدّ أخرى، كلَّ أسبوعٍ تقريباً!!
كانت الخسائر كارثيّة للبنان كُلّه.
ولكن.. على مستوى المكونات والطوائف..
كانت الخسائر متباينةً، ولم تسمح اسرائيل ولا الأنظمة العربية بتوزيعها بـ "عدالةٍ" بينَ "المُتحارِبين".
لذا..
فإنّ أيّة مواجهاتٍ مشابهةٍ لهذه قد تحدثُ في العراق، بين "تشكيلاتٍ" مُسلّحةٍ لا تربطها بـ "الدولة" أيُّ رابطةٍ غيرُ رابطة الانتفاع والتطفُّل على "الريع"، والأولويةُ بالنسبة لها هي القومية والطائفة والدين والعشيرة والمنطقةِ، بل وحتّى "العائلة".. فإنّ هذه "المواجَهة" قد تؤدّي إلى تكرار ما حدث في لبنان، وعلى وتيرةٍ أشدّ وأفظعُ وأقسى.
السُلطة والنفوذ والثروة أفسدت الكثيرينَ في العراق.
وحين يهبُّ "هؤلاء" للدفاع عن هذه "الثُلاثية المُقدّسة".. سيحدثُ ذلك.. وسيحدثُ ذلكَ بالذات من خلال "توظيف" الاختلافات "الإثنية" لأهداف سياسية – تخادميّة- زبائنية- مصلحيةـ آنيّة "قصيرة الأجل".. أمّا "المواطنونَ" الحالِمونَ بوطنٍ يمنحهم السلامَ والخلاصَ (في الأجلِ الطويل) فليذهبوا، هُم وحُلمَهُم بـ "وطنهم" ذاك.. إلى الجحيم.
هذا مُجرّدُ رأي.
مجرّدُ انطباعٍ شخصيّ، لكائنٍ مذعورٍ طاعنٍ في السِن، شاهَدَ بأُمِّ عينهِ ما حدث في السُليمانيّةِ (المدينةُ التي يعشقها)، بسببِ القتالِ بينَ أكثرَ من جيشٍ.. وجيش.
أتمنى أن أكونَ مُخطِئاً، وأنّ هذا ليس سوى كابوس افتراضي بالنسبةِ لي.
أتمنى ذلك.
سلاماً للعراق والعراقيين.
سلاماً.. وأمناً.. ومحبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية .. -تم حسم صفقة المقاتلات الشبح لصالحنا- | نشرة الأ


.. غزة: هل يصوت مجلس الأمن لصالح مشروع خطة ترامب للسلام ؟




.. تونس: جلسة لمناقشة ميزانية وزارة العدل تتحول إلى محاكمة للوز


.. السودان: لماذا تحول خط المواجهة إلى إقليم كردفان؟




.. بوساطة قطرية أمريكية.. اتفاق سلام تاريخي بالكونغو يفتح باب ا