الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية

نواف خلف السنجاري

2007 / 2 / 10
الادب والفن


قصص قصيرة جدا
نهاية
هذه أول مرة أعرف فيها نهاية القصة التي أكتبها، فمعظم قصصي نبتت نهاياتها قبل النهاية بقليل.. عندما انتهيت من القصة التي بين يديّ لم تعجبني خاتمتها فشطبتها مثل كل مرة.. ووضعت مكانها نهاية ولِدت توا وهي تصرخ مثل طفل عار تحمله يد القابلة!

الواعظ
كان يرفع يده كمن يحمل السيف في وجه الخطاة، ونبرته العالية تبعث على الرهبة متوّعدة الفاسقين بالعقاب.. لقد سيطر على المكان بموعظته و حركاته المهيبة وصوته الجهوري، انبهر الجميع بهذا الشاب ذو اللحية الكثّة وأبدوا الاحترام والخشوع.. كنت الوحيد الذي لم تحرك كلماته أي ذرة في كياني، فقد رأيته قبل سنتين وهو يخرج من إحدى المواخير.. و صادفته أكثر من مرة في نفس الحانة التي أرتادها، غير أن الشيء الوحيد الذي تفوّق فيه عليّ كان براعته في الغش بالورق في صالات القمار! قبل أن ينهي موعظته هززت رأسي وابتسمت بسخرية فتهافتت عليّ الأيادي والأقدام ضربا وركلا ورموني خارجا لأني تجاوزت حدود اللياقة والأدب!!

دليل
بعيون أنهكتها الدموع كانت تبحث عن جثة زوجها بين عشرات الجثث المستلقية والمتراصة كسمك السردين.. كانت ملامح الموتى خالية من أي خوف أو حزن أو ألم وبعيدة جدا عن تقاسيم الوجه الذي طالما أحبته بجنون.. هزت رأسها بالنفي حين سألها الضابط إذا كانت قد ميّزت أحدهم؟ فأشار إلى جثة ممزّقة ومشوّهة:
- أذهبي وتأكدي منها
هاجس غريب دفعها نحو الكتلة البشرية المجهولة المعالم، وبعد أن تفحصتها مليّا ارتمت فوق الجثة صارخة: هذا زوجي.. هذا زوجي. سحبناها بصعوبة من فوق الجثة فقال لها الضابط:
- كيف استطعت التأكد إنه زوجك ؟
تغلّبت تعابير الخجل على الحزن في وجهها:
- انه زوجي أرجوك لا تلّح عليّ
- لكن يجب أن نعرف الدليل لكي نؤشره في سجلاتنا..
بكت بحرقة وقالت:
- أنا وزوجي كنا نستخدم نفس النوع من الملابس الداخلية ووقعت مغشيا عليها..لم أتمالك نفسي فإنثالت دمعة من عيني، وعندما نظرت إلى بقية الجنود رأيتهم يجهشون بالبكاء.

رحيل
أحاط بها بنوها كما يحيط المحبس بالأصبع، فتحت عينيها بصعوبة ونظرت إليهم لم تصدق ما تراه.. ها هو والدهم الذي تركها منذ 17 عاما مرتديا (دميره) الأبيض و(يشماغه) الأحمر - تماما كما في ليلة زواجهما الأولى – يمدّ يده لها.. تمسك باليد المتوّهجة ويحلّقان إلى السماء، مخلّفين وراءهما غرفة عتيقة، حزن خرافي، أربعة وجوه دهشة تحيط بجثة هامدة ويد باردة كالثلج كانت تشير قبل قليل إلى صورة معلّقة فوق الجدار المتهالك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في