الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
*المصارف الأميركية تعيد رسم موازين القوة… والعراق أمام فرصة تاريخية*
عامر عبد رسن
2025 / 8 / 28الادارة و الاقتصاد
شهدت الساحة المصرفية الأميركية خلال الأسابيع الماضية حدثًا مهمًا، حينما نجح فيش راغافان، الرئيس التنفيذي للأعمال المصرفية في سيتي جروب، باستقطاب ما يزيد على عشرة من كبار المصرفيين الاستثماريين الذين كانوا يعملون معه في جي بي مورغان تشيس، أكبر بنك في الولايات المتحدة. هذه الخطوة، التي قد تبدو في ظاهرها انتقالًا وظيفيًا فرديًا، تحمل في جوهرها تحولًا استراتيجياً في موازين القوى بين عمالقة المصارف الاستثمارية الأميركية.
أولاً: دلالات الحدث
• انتقال هذا العدد الكبير من الكوادر العليا من بنك رائد إلى منافس مباشر يعني أن هناك ثقة شخصية ومؤسسية في قدرة راغافان على إعادة تشكيل استراتيجية سيتي جروب في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية.
• يعكس ذلك أيضًا حدة المنافسة في وول ستريت، حيث لم تعد البنوك تعتمد فقط على سمعتها أو رأسمالها، بل على استقطاب العقول والقيادات القادرة على جلب الصفقات الضخمة، مثل عمليات الاندماج والاستحواذ وإدارة الطروحات العامة.
• من الناحية العملية، يمكن لهذه الخطوة أن تمنح سيتي جروب دفعة قوية في المراتب العالمية بعد أن تراجع قليلاً أمام منافسيه الكبار مثل جولدمان ساكس وجي بي مورغان خلال العقد الأخير.
*ثانيًا: السياق الأوسع*
تأتي هذه التحركات في وقت يعيش فيه الاقتصاد العالمي حالة من التذبذب:
• أسعار الفائدة الأميركية لا تزال مرتفعة نسبيًا.
• أسواق المال العالمية تعيش تقلبات بين التفاؤل والحذر نتيجة النزاعات الجيوسياسية.
• ازدياد الطلب على الاستثمارات المدارة باحتراف التي تحافظ على رأس المال وتحقق عوائد مستقرة.
هذا يعني أن المصارف الاستثمارية تبحث عن أدوات جديدة لجذب المستثمرين، سواء كانوا دولًا أو شركات أو صناديق سيادية.
*ثالثًا: الدرس للعراق*
يمتلك العراق عشرات المليارات من الدولارات المودعة في المصارف الأميركية (ضمن الاحتياطي والودائع السيادية). هذه الأموال، رغم أهميتها كضمان مالي، تعيش حالة من الجمود؛ فهي مكدسة دون استثمار حقيقي يدر عوائد ملموسة.
• *الفرصة*: التحولات الجارية في وول ستريت – مثل انتقال كبار المصرفيين إلى سيتي جروب – تفتح الباب أمام العراق للتفكير جديًا في تنويع إدارة أمواله عبر الدخول في محافظ استثمارية رصينة تُدار بواسطة مؤسسات عالمية كبرى.
• *الجدوى*: هذه المحافظ يمكن أن تستهدف أدوات استثمارية آمنة نسبيًا، مثل السندات الحكومية الأميركية، وصناديق البنية التحتية العالمية، أو حتى أسهم الشركات العملاقة ذات العوائد المستقرة.
• *الفائدة*: بدلاً من الاكتفاء بفوائد هامشية من الإيداعات الجامدة، يمكن للعراق أن يحقق عوائد مالية سنوية بمليارات الدولارات تساهم في سد العجز أو تمويل مشاريع التنمية.
*رابعًا*: *التحدي والحذر
من المهم التأكيد أن هذا التوجه يحتاج إلى*:
1. إطار قانوني ومؤسسي شفاف يمنع استغلال هذه الأموال داخليًا.
2. شراكات استشارية دولية مع بنوك كبرى مثل سيتي جروب أو جي بي مورغان، لضمان حسن إدارة الأصول.
3. مقاربة متدرجة تبدأ بجزء محدود من الاحتياطي، لتقييم العوائد والمخاطر قبل التوسع الكامل.
خامسًا: التحولات في النظام المصرفي الأميركي، مثل استقطاب سيتي جروب لقيادات مصرفية من منافسيه، ليست مجرد أخبار تجارية، بل هي فرص استراتيجية يمكن للعراق استثمارها. في عالم المال، من يستغل اللحظة يربح، ومن يكتفي بالتفرج يخسر الفرص. إن العراق بحاجة إلى أن يخرج من جمود الأموال المكدسة، ليدخل مرحلة الإدارة الذكية للأصول، بما يحول احتياطاته من مجرد أرقام في دفاتر البنوك الأميركية إلى رافعة اقتصادية حقيقية تعزز استقراره المالي وتدعم مسار التنمية.
وبدلاً من إبقاء أموالنا رهينة الفوائد المتواضعة، يمكن عبر قنوات مؤسسية محترفة أن تتحول هذه الأرصدة إلى مصدر تمويل ثابت يحقق لنا ما هو أكبر من النفط: الأمان المالي في زمن الأزمات.
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سعر الذهب اليوم السبت 8-11-2025 بالصاغة
.. تحقيق لـ-سي إن إن-: صور بالأقمار الصناعية تكشف عن -توسع كبير
.. الفرعون الجديد .. أبن الأقصر الذي أعاد إنتاج نحت الفراعنة
.. المفاوضات بين دمشق وقسد تواجه تحديات جديدة حول الموارد الاقت
.. موريتانيا تقنن التنقيب عن الذهب لتطويره ومنع الحوادث على الح