الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل السعادة وهم ام حقيقة؟
كاظم الحناوي
2025 / 8 / 28الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
إذا تمكن الجميع من إدراك أن ما هو مناسب لهم ليس بالضرورة مناسبا لأي شخص آخر، فسيكون العالم مكانا أكثر سعادة…
بعض الاحيان سنعاقب الأشخاص الذين يحبوننا، حتى يفعلوا ما نراه صوابا، ثم بعد ذلك،نستمر في فعل ما نريدهم أن يفعلوه.
تهيمن هذه الفرضية على تفكير معظم الناس على وجه الأرض لدرجة أنهم لا يدركون أنهم يفعلون ذلك، أو فقط يتصورون أن ذلك هو الصواب أو الاختيار الأخلاقي الطبيعي؟!.
حينما يهمل الطرف الاخر او يخطأ لظرف ما فإنك تخشى أن يستمر في إهماله فتمنع عنه الدعم والتواصل.
يكرر الناس هذه العملية آلاف المرات حول العالم، ليشعرون الطرف الاخر أن فتح الباب ليس اختيارا.
اعتقد إن هناك فارقا كبيرا جدا بين أن نعي أننا مجبرون على شيء ما، وأن نعي أننا أردنا شيئا ما، يتضح هذا الفارق حينما نتحدث عن احتياجاتنا.
يتحمل الطرف الاخر شعورا بالحزن لأن الشريك تركه في وسط الطريق بعد علاقة طويلة، هذا الشعور جزء من السلوك الإجمالي الذي يشمل أيضا أفكارا متلاحقة ترى نفسك خلالها مظلوما أو مخدوعا أو ربما شخصا ضعيفا وغير جدير بالثقة، من جانب آخر فإنك تفعل شيئا ما، تنزوي جانبا مثلا ولا تتواصل مع الحياة، وتستجيب معدتك فسيولوجيا بالألم، ودماغك بالصداع، في كل استجابة في حياتنا تظهر عناصر السلوك الإجمالي الأربعة، لكن بدرجات متفاوتة من القوة.
عناصر السلوك الإجمالي الأربعة، هي: البيولوجيا، البيئة، الإدراك، والعاطفة، حيث تساهم كل منها في إنتاج السلوك بطريقتها الفريدة وتتفاعل مع المكونات الأخرى لإنتاج سلوك محفز.
إذا كنت في علاقة وما زلت تحافظ عليها، فذلك لأنك تحافظ على صورة ذهنية للشخص الآخر قد ابتعد كثيرا عنها، لكنك لا تقبل بهذا الواقع بسهولة، ألم اكتشافك للواقع أكبر من ألم البؤس الذي تعيش فيه، ولذلك تختار الأخير، نتحايل على ذواتنا بأكثر من طريقة، لنتصور أن ما نحن فيه هو شيء نصاب به، وليس مجرد اختيار في مقابل ألم أكبر مرتبط بمعرفة الحقيقة اننا نحاول ان نخلق السعادة مع شخص لم يعد موجودا !!…
البعض يقول: نحن لم نخلق للسعاده وإنما خلقنا للعبادة وفي العبادة سعادة فالباحثون عن السعادة مخطئون، والباحثون عن العبادة موفقون…؟
والبعض الآخر يرى انه يمكن لبعض الأشخاص أن يكونوا مصدرا للسعادة أو يساهموا فيها بشكل كبير، بينما قد يساهم آخرون في إحداث الألم…
السعادة ليست قرارا بحد ذاتها، بل هي نتيجة لحسن الاختيار ، وهي تتأثر بنمط الشخصية وخبرات الحياة…
السعادة تنبع من الداخل وتخلقها نفسك من خلال قناعتك وإيجابيتك وتعاملك مع تحديات الحياة، وليست شيئًا يشترى أو يأتي من الخارج فقط. يمكنك زرع السعادة في نفسك من خلال تدريب عقلك على التفاؤل، ومساعدة الآخرين، والرضا بما لديك، والبحث عن تجارب ممتعة، وتهيئة بيئة إيجابية حولك…
اذا السعادة بحسن التدريب لا بكثرة التجريب.
هي ليست وهما بالكامل وليست حقيقة مطلقة، بل هي مزيج من الحقيقة والوهم وتعتمد على مفهوم الفرد لها وتفسيره للحياة. السعادة الحقيقية تأتي من الداخل عبر الرضا والقناعة والإيمان وتحقيق الأهداف الروحية والمادية، بينما قد تكون السعادة (الوهمية) مرتبطة بالملذات المؤقتة أو نظرة الإنسان السلبية للحياة…
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حشد عسكري في كردفان.. وتحذيرات من مواجهة جديدة بين الجيش الس
.. ضغوط أمريكية على إسرائيل للسماح بمرور آمن لمقاتلي حماس
.. وزيرة الخارجية الكولومبية: كولومبيا تدعو أمريكا لحوار قائم ع
.. وزيرة الخارجية الكولومبية: نريد أن يعيش الشعب الفلسطيني بسلا
.. لماذا لا يتنازل الديمقراطيون أمام الجمهوريين لحل أزمة الإغلا