الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2025 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


رغم كُلّ هذا الذي حدثَ ويحدث..
يواصِلُ "أوغادُ" السُلطةِ والمالِ السائبِ "تمزيقَ" هذا العراق؟
نحنُ "كبارُ السِنِّ"، القادمونَ من حُقَبٍ نافقة.
نحنُ المُتعلّمينَ، أنصافُ المثقفّينَ، الذين صَمَتنا، أو تواطأنا، أو لم نُحسِن التعاملَ مع عقودٍ من العيشِ، مضَت دونَ معنى، أو ماتَ الكثيرُ منّا مثلما تموتُ الكائناتُ الرخيصةِ السِعرِ، أو تمّ قتلُ بعضنا دون جدوى.
"نحنُ".. الذينَ قامَ آباءنا بدفعِ "ديّتنا" للجلاّدينَ "السابَقينَ" في حينه.. ومازالَ أبنائنا يدفعونَ "الدِيّةَ" أو "الجِزيَةَ"، أو كلاهما، إلى الجَلاّدينَ "اللاحقينَ" إلى الآن.
"نحنُ"، وليسَ غيرنا، من أوصَلنا أنفسنا، وأوصَلناكُم إلى هنا، وإلى هذا الذي يحدثُ الآن.. فلا تكونوا مثلنا.
لا تتفرّجوا، وتُصفِّقوا، و ترقصوا "الدبكةَ"" مع "الدابِجينَ"، ثُمّ تنقَضّوا على "الهبيطِ" المسروقِ كامِلَ الدَسَم، لتنهشونهُ مع "الشَرِهينَ" الجياعَ لألفِ عامٍ خَلَت من الخبز والسنابلِ والبقراتِ السِمان.. ومن بعدها تذهبوا، لتنتَخِبوا كـ "الأقنانِ"، و بقناعةٍ تامّة، "لؤماء" هذه "الموائدِ" العامرةِ بـ "الحَرام".
هؤلاء "الزعماءَ - اللصوص" يتناسلونَ الآن مثل مخلوقاتٍ وحيدةِ الخليّة، ويحمِلون "جيناتَ من سبقوهم، ويورثونها لسلالاتهم المُمتَدّة في بطونِ قبائلنا الراهنة.
هؤلاء".. الذين يتبخترون بينكم الآن، بخيلِهم و"مواكبهم" و"جواريهم" و "وِلدانِهم".. هؤلاءِ ليسوا أكثرَ من "امّعاتٍ – تابِعينَ"، كانوا يحلمونَ في يومٍ ما، لو كانوا فقط "سراكيلاً" دونَ أجرٍ، لدى"المُلاّكِ الغائبينَ"، السابقينَ واللاحِقين.
لا تكونوا مثلنا (أو لغرضِ الرأفةِ ببضعةِ أسماءٍ من جيلنا)، لا تكونوا، كما كانَ مُعظَمنا (نحنُ الواهِمونَ الكبار)، فتأكلونَ من موائدهم السفيهةِ (ولو مُجاملةً) كما أكَلنا، وتُجامِلونَ(لهذا السبب أو ذاك) كما جامَلْنا، أو تسكتونَ على الضَيمِ كما سَكَتْنا.. وكونوا أنتم (ولا شيءَ غير أنتُم)، وسُدّوا أفواهكم عن رغيفهم.. لأنّكُم (خلاف ذلك) "لن يكونَ لكَم رأيُّ إلى أن يكونَ لكَم رغيفكُم الخاص، وما دونَ ذلك، فهوَ مُجَرّدُ صدىً لرأي الذينَ أطعموكم" (كما قالَ "غرامشي" ذاتَ يوم).
احملوا فؤوسكم، ومكانسكم، و فِرَش الرسمِ واقلامَ التلوينِ، وقودوا الجرّافات.. واكنسوا، واكشطوا، وأحفروا عميقاَ لاجتثاثِ السَخامِ والسَبَخ.. وارسموا خرائطَ اليومِ التالي، و تفاصيلَ النهارِ القادمِ، وبهاءَ الضوء الذي لا يخبو ولن يموت، حتّى ولو كانَ في قعرِ نجمَةٍ ميتّةٍ في بطون المجرّات.
كُلّنا سنموت.
لا تنسوا ذلكَ أبداً.
ولأن العراقيّينَ "فقراء".. بكُلّ ما تنطوي عليه مُفردةُ "الفُقرِ" من معانٍ وأبعاد..
فلا تسمحوا لمواليدِ الغَفلَةِ والصُدَفِ العاهرةِ هؤلاء بمحوكم.. لا لشيء، وإنّما فقط، لأنّكُم "عراقيّونَ –فقراء".
‏ فـ "الفقراءُ" لا يموتونَ موتهم العاديّ (بسببٍ أو دونَ سبب)، بل يتمُّ محوَهُم.. كأنّهُم خطأٌ مطبعيٌّ في التاريخ".. كما قالَ (سيزار باييخو) ذاتَ يوم.
لا تَدَعوا هؤلاءِ "السِمان" و"القِصار" و"المعتوهين" و"الخَرِفين".. لا تَدَعوهُم "ينكحونكم" مجازاً أو فعلاً، وبالجُملةِ والمُفرد، ودونَ مُقابِل، بينما أنتم "تستَحونَ" من أن تصرُخوا، لكي لا يسمعكم الآخرون.. خوفاً من العارِ الشخصيّ، والعارِ العائليّ، والعارِ الخاص.
- فـ "بالمال يستطيعُ الانسانُ أن ينكَحَ العالم".. كما قال(محمد شكري) في "خُبزهِ الحافي" ذاتَ يوم.
اصرُخوا ليسمعكم العالَم.
فأنتُم لستُم عاراً.
من يفعلُ هذا بكم.. هو العار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بين حماس والسلطة.. هل تتخلى الحركة عن سلاحها؟ | #الظهيرة


.. هيئة البث الإسرائيلية: المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجار




.. جولة الصحافة| ما أبرز ما ورد بالصحف العالمية بشأن اتفاق غزة؟


.. منظمة أطباء بلا حدود تدعو إلى إجلاء طبي عاجل لآلاف المرضى في




.. مراسل الجزيرة يسلط الضوء على الحالة الصحية لشاب أصيب في الخل