الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شراكات استثمارية أميركية – عراقية: نحو استقرار اقتصادي وسياسي دائم

عامر عبد رسن

2025 / 9 / 3
الادارة و الاقتصاد


يمرّ العراق في مرحلة دقيقة يسعى فيها إلى الانتقال من اقتصاد ريعي هشّ قائم على عائدات النفط الخام إلى اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة. في هذا السياق، شكّلت الخطوات الأخيرة لتعزيز الشراكات مع الشركات الأميركية الكبرى منعطفاً استراتيجياً،
خصوصاً مع حضورها المباشر إلى بغداد وتوقيع اتفاقيات نفطية وتنموية ضخمة، كان أبرزها لقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع مايك ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، وما تبعه من مباحثات لتوسيع استثمارات الشركة في قطاع الطاقة العراقي.
هذا الحراك يعكس توجهاً مزدوجاً:
• من جانب عراقي: الرغبة في جذب التكنولوجيا والتمويل والخبرة الأميركية.
• ومن جانب أميركي: تعزيز موقع الشركات الأميركية في سوق طاقة واعد، وترسيخ الشراكة السياسية عبر الاقتصاد.
مشاريع طاقة استراتيجية ، الغاز الطبيعي المنزوع
جرى توقيع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية مثل KBR وBaker Hughes وGE لالتقاط الغاز المحروق في حقل بن عمر وتحويله إلى طاقة كهربائية. المشروع يسهم في:
• تقليل الاعتماد على استيراد الغاز من إيران.
• تحقيق استقلال طاقي تدريجي بحلول عام 2030.
• الحد من الانبعاثات البيئية التي أنهكت المدن العراقية.
الطاقة الشمسية
وزارة الكهرباء وقّعت اتفاقاً مع UGT Renewables لإنشاء مشروع بقدرة 3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية. هذا المشروع يعزز:
• تنويع مصادر الطاقة.
• تقليص الانبعاثات الكربونية.
• دعم التوجه العالمي نحو الطاقة الخضراء.
لقاء شيفرون – السوداني: دلالة رمزية وعملية
زيارة الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون إلى بغداد ولقاؤه برئيس الوزراء محمد شياع السوداني حملت أبعاداً متعددة:
1. رمزية: عودة واحدة من أكبر شركات الطاقة الأميركية للعمل في العراق بعد سنوات من التحفظ.
2. عملية: مناقشة تطوير حقول نفطية جديدة في جنوب العراق، وربطها بخطط للاستثمار في الغاز المصاحب.
3. سياسية: تعزيز الثقة بين بغداد وواشنطن، بما ينعكس على ملفات أخرى غير اقتصادية، مثل الأمن والتعاون العسكري.
هذه الخطوة اعتُبرت من جانب مراقبين رسالة واضحة بأن واشنطن تنظر إلى العراق ليس فقط كحليف أمني، بل كسوق استثماري استراتيجي طويل الأمد.
التوسع في إقليم كردستان
في 19 مايو 2025، أُعلن عن اتفاقات ضخمة بقيمة 110 مليار دولار مع شركتين أميركيتين لتطوير حقلي ميّران وتوقخانه–كردامير في إقليم كردستان. ورغم اعتراض بغداد واعتبارها هذه العقود يجب ان تكون وطنية و" خارج الاختصاص الفيدرالي"، إلا أن الحدث:
• يعكس اهتمام الشركات الأميركية بالاستثمار في كل جغرافيا العراق.
• يفتح فرصاً ضخمة لتوظيف الشباب وتوسيع البنية التحتية.
• يثير نقاشاً دستورياً حول تقاسم السلطات والعوائد بين المركز والإقليم.
المبادرات الحكومية الداعمة
• زيارة السوداني إلى واشنطن عام 2025 رافقتها أكبر بعثة تجارية في تاريخ العلاقات العراقية–الأميركية، ضمّت نحو 60 شركة من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبنى التحتية.
• تأسيس صندوق العراق للتنمية (2023) جذب حتى مطلع 2025 أكثر من 7 مليارات دولار، ووفّر منصة للتعاون مع الشركات الأميركية.
• توجه حكومي واضح لخلق بيئة استثمارية أكثر انفتاحاً، عبر تقليل الروتين وتعزيز الشفافية.
أثر هذه الشراكات على العلاقات العراقية–الأميركية
1. اقتصادياً:
o تنويع مصادر الطاقة يقلل هشاشة الاقتصاد العراقي.
o استثمارات بمليارات الدولارات تخلق وظائف وتدعم الصناعات المحلية.
o إدخال التكنولوجيا الأميركية يرفع كفاءة القطاع النفطي.
2. سياسياً:
o حضور الشركات الأميركية يمنح واشنطن مصلحة مباشرة في استقرار العراق.
o يخفف من الضغوط الأميركية في ملفات أخرى (الدينار، التحويلات المالية).
o يعزز موقع بغداد كوسيط إقليمي بين واشنطن وطهران.
3. اجتماعياً:
o فرص عمل جديدة للشباب.
o تحسين خدمات الكهرباء والطاقة.
o إشراك القطاع الخاص في التنمية.
ملاحظات نقدية لازمة
• ضرورة التحقق من التوافق الدستوري للعقود الموقّعة في إقليم كردستان.
• تعزيز الرقابة البرلمانية على عقود الطاقة لمنع الفساد والاحتكار.
• ضمان أن تتحول هذه الاستثمارات إلى شراكات تنموية حقيقية، لا مجرد عقود ريعية جديدة.
• حماية البيئة عبر إدخال معايير الاستدامة في كل مشروع.
إن حضور الشركات الأميركية إلى بغداد، وفي مقدمتها شركة شيفرون، وتوقيع اتفاقات شراكة استراتيجية، يمثلان لحظة فارقة في مسار العلاقات العراقية–الأميركية. هذه الشراكات ليست مجرد عقود اقتصادية، بل هي جسر استراتيجي يربط الأمن بالاقتصاد، والسيادة بالتنمية.
وباستراتيجية متسقة تجمع بين الأمن، الحوكمة، والاستثمار، يمكن للعراق أن يوظّف هذه الشراكات لتعزيز استقراره السياسي وبناء نهضته الاقتصادية. اللحظة الحالية، حيث تتقاطع طموحات الاستقرار مع حضور الرأسمال الأميركي، تُعد فرصة ذهبية لتكريس العراق كدولة قادرة على اجتذاب الشركاء وبناء اقتصاد متنوع ومستدام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | ملفات اقتصادية وأمنية على أجندة زيارة ولي الع


.. ألمانيا ترفع القيود عن صادرات الأسلحة إلى إسرائيل التي فرضته




.. موريتانيا.. حظر رمي النقود في المناسبات الاجتماعية


.. أسعار الذهب اليوم الاثنين 17 نوفمبر




.. خالد بيبو ووليد صلاح الدين ومحمد يوسف ونجوم الجيل الذهبى بال